Lakhasly

الفصل الأول )المشھد یُظھر القاعة الكبرى في القصر( المشھد الأول أوتروبیة، )یُسمع صوت الموسیقى القادمة من الموكب، )تبدأ الموسیقى بالتوقف تدریجیاً حتى تختفي تماماً( . ثم تترك المكان الذي كانت تشاھد منھ الموكب، كم تخلطین بین الأمور وتجمعین بین شیئین لا یمكن الجمع بینھما، المشھد الثاني )أوتروبیة وحدھا، یجعلھا قلقة ومضطربة )تتنفس بعمق وتحاول تھدئة نفسھا . )تقف بثبات وتوجھ نظرھا نحو الأفق( لكن لا، لن أسمح للدموع بأن تُضعفني. )تحاول السیطرة على ارتجاف صوتھا بینما تنظر حولھا بحذر( . ممھدة لدخول ( )الموكب التالي . یتقدم الجیش حام ًلا النسور والأعلام، ویتبعھم مجلس الشیوخ والبقیة من الشخصیات البارزة. ھؤلاء الآباء من مجلس الشیوخ، سلطات الدولة الرومانیة، إنھم یحتفلون معك بفرح كبیر في ھذه الأیام السعیدة، فلتعیش طوی ًلا یا مولاي :الجمیع )وسط الموسیقى( !السلام علیك، البعض من الحاضرین یرغبون في تقدیم صلواتھم القلبیة من أجلك ومن أجل سلطتك. :قسطنطین )یظھر علیھ الإرھاق( . )یتحدث بنبرة واثقة لكنھ مختصرة( )الموسیقى تعلو تدریجیًا بینما یبدأ الجمیع بالخروج، ولا یبقى في المشھد سوى الخدم( . الأسقف الصالح من إسبانیا یحمل الصلیب المقدس لیسوع المسیح ورفات الشھداء المسیحیین، )یوجھ حدیثھ إلى أبلافیوس( . )ینظر إلى الخدم الموجودین في الخیمة( . متى ُوجد مثل ھذا الحجم وھذا الامتداد لدولة الرومان؟ متى كانت ھذه الدولة مقسمة بھذا القدر إلى أجزاء متعددة، یبذل أحد غیرك جھداً أعظم وأقدس من ھذا حققتھا في أنحاء العالم؟ ومن یمكنھ أن یعد الأغصان التي قُدمت لك كأكالیل نصر؟ تاریخ . وقد شھدت مدینة الأباطرة مئات المرات أعلاماً تنطلق من أقاصي الأرض متوجھة ولكن متى حصل الرومان على ھذا القدر من الأغصان، وكل واحد منھم كان یمسك بالعصا في یده ویقود الجیوش لم یمض أكثر من عشرین عاماً منذ أن . مثل مكسینتیوس وماكسیمیان ولستینیوس جرفت روما فجأة بریح عاصف من جبال الألب، آمن الناس أن النصر الذي حققتھ كان بفضل رؤیة الصلیب في علو السماء وعبارتھ الغامضة: . وبفضلھما أظھرت العجائب في معركة جسر میلفیوس العجیب إذن أن تحتضن روما الیوم قسطنطین، الذي یحتفل بمرور عشرین عا ًما ملیئة بعجائب حقیقیة، من الإنجازات والانتصارات التي یُباركھا الجمیع ویعجبون بھا؟ قسطنطین ً ً ً أ، ویصدر حكمھ بنا ًء على ما یراه ولیس ما یعقلھ.

مسرحیة في خمس فصول بقلم دیمیتریوس ن. فیرنارداكیس عرضت لأول مرة على مسرح أومونیا في أثینا، ٢١ سبتمبر ١٨٩٣ شخصیات المسرحیة قسطنطین: الإمبراطور العظیم كریسبوس: ابنھ ماكسیموس: مسؤول البلاط وخصي أفلافیوس: قائد الحرس والیس: قائد مئة كوینتوس: قائد آخر ھیلینا: والدة قسطنطین فاوستا: زوجة قسطنطین إیوتروبیا: والدة فاوستا
الفصل الأول )المشھد یُظھر القاعة الكبرى في القصر( المشھد الأول أوتروبیة، فاوستا
أوتروبیة .)تنظر بانتباه إلى الخارج، ثم تلتفت داخلاً كلما وجھت كلامھا إلى فاوستا( ھیا، أیتھا فاوستا، اخرجي. أین أن ِت یا ابنتي؟ .)تدخل فاوستا من الجھة الیمنى، تبدو غافلة وغیر مبالیة بما تقولھ أوتروبیة( !فاوستا، إذا أتی ِت من ھنا، سترینھم. أي منظر
)یُسمع صوت الموسیقى القادمة من الموكب، تقترب تدریجیاً إلى القصر(
ولكن، أین أن ِت فاوستا؟ لماذا لا تأتیین لترین احتفالیة زوجك؟ تعالي؛ ولكن عبثاً. الآن الموكب لم یعد .ظاھراً
)تبدأ الموسیقى بالتوقف تدریجیاً حتى تختفي تماماً( .سلكوا الطریق ھناك. للأسف، لم أتعلم بعد، كما ترین، ھذه المتاھة التي تدعى روما
تلقي نظرة سریعة نحو فاوستا، تتوتر، ثم تترك المكان الذي كانت تشاھد منھ الموكب، وتتجھ نحو ( )فاوستا
ولكن، ابنتي، ماذا لدی ِك؟ فاوستا .أوه، لا شيء عندي، یا أمي أوتروبیة تحاولین الاختباء عبثاً. ألم أولدك أنا یا فاوستا؟ ألم أربیك أنا؟ ومن لیالیك الرقیقة لم أتعلم أن أدرك عین الربان التي تعتمد على الھروب من سحاب كثیف، من الریاح، قد فقدت كل آلامك وأفراحك؟
آمالھ، إلى ما لا یكاد یُرى من سماء، لأنھ قد یتعب، أو یتجاھل، أو حتى ینشغل. ولكن أصغر حزن، لأنني لا الغنى ولا التجارة ھما .الذي یعبر كظل خفیف على وجھك، لا یستطیع أن یھرب من عیني ما یھمني، بل أن ِت فقط. لأني أرملة، وحیدة، مھجورة، ویتیمة، منذ أن استولت علي شھوة زوجك ومنذ ذلك الحین، أنا التي كنت عظیمة .المجنونة، قاتلاً والدك وزوجي بطریقة غیر شرعیة ومشرفة، إمبراطورة، الابنة، الأم، الأخت، زوجة الأباطرة والملوك، بقیت أرملة لمكسیمیان، وا منذ ذلك الحین، أنتظره وأخاطبھ، مضطرة أن أتبعھ .أسفاه، أرملة. وكأنني أجد في أعز أبنائي القاتل !في كل مكان، وأتحمل شخصاً مثل ھیلین، ابنة فلاحة تاجر بیثیني .لكن مع الفرح، وبكل قواي، فقط من أجلك. إذ لم أفقد كل شيء، أنت لأجلي عوضت كل شيء یا ابنتي .وفي روحي تزرعین بلسم سعادة فوق كل شيء. وفكرة التعزیة نفسھا، أن ِت
فاوستا )مقاطعة بغضب( یكفي! أمي العزیزة، كم تخلطین بین الأمور وتجمعین بین شیئین لا یمكن الجمع بینھما، بین بریق .القوة والفرح الحقیقي
)تبدو متوترة، تتحرك ذھاباً وإیاباً(
أوتروبیة فاوستا، لا أفھم ِك. أي امرأة أخرى قد حظیت بما حظیت بھ؟ )صمت لحظي، وتبدو فاوستا مضطربة(
المشھد الثاني )أوتروبیة وحدھا، بعد مغادرة فاوستا، وھي تتحدث بصوت مسموع لنفسھا(
أوتروبیة لا شك في ذلك. أرادت أن تقول شیئًا، لكن الكلمات خانتھا. ھناك شيء ینھش أحشاءھا مثل دودة .خفیة، یجعلھا قلقة ومضطربة )تتنفس بعمق وتحاول تھدئة نفسھا .ابنتي المسكینة، تعاني بشدة. ھذا أصبح واض ًحا لي الآن
)تمسح دموعھا بھدوء، لكن سرعان ما تستعید رباطة جأشھا( ألا، أیھا الآلھة العظام، ھل ج ّن عقلھا؟ أم أنھا تخفي س ًرا ثقی ًلا لا یمكنھا البوح بھ؟
)تقف بثبات وتوجھ نظرھا نحو الأفق( لكن لا، لن أسمح للدموع بأن تُضعفني. أنا أوتروبیة، التي صمدت أمام كل ھذه المصاعب، لن أنھار .الآن
)تحاول السیطرة على ارتجاف صوتھا بینما تنظر حولھا بحذر( .یا آلھة، أعطوني القوة لأعرف الحقیقة، مھما كانت مخیفة
ینتھي المشھد بتوتر واضح على وجھ أوتروبیة، بینما تعلو الموسیقى في الخلفیة، ممھدة لدخول ( )الموكب التالي ................
المشھد الثالث
یدخل الموكب مع عزف الموسیقى الاحتفالیة، یتقدم الجیش حام ًلا النسور والأعلام، ویتبعھم مجلس الشیوخ والبقیة من الشخصیات البارزة. في النھایة، یجلس قسطنطین على العرش، بینما یقف الشیوخ .وغیرھم باحترام أمامھ وحولھ
:أبلافیُوس یا مولاي، ھؤلاء الآباء من مجلس الشیوخ، الفرسان، الوجھاء، الكھنة، العرافون، والأساقفة، وجمیع .سلطات الدولة الرومانیة، یقفون الآن أمامك )یشیر بإیماءة احترام نحو قسطنطین(
إنھم یحتفلون معك بفرح كبیر في ھذه الأیام السعیدة، حین قبلت آلھة روما قرباناتك وذبیحتك والیوم، بمناسبة مرور عشرین عا ًما على إمبراطوریتك، یقدمون تھنئتھم الصادقة .برحمتھا !للإمبراطور العظیم، رمز القوة والعظمة لروما. فلتعیش طوی ًلا یا مولاي :الجمیع )وسط الموسیقى( !السلام علیك، یا قیصر
:أبلافیُوس یا مولاي، البعض من الحاضرین یرغبون في تقدیم صلواتھم القلبیة من أجلك ومن أجل سلطتك. فھل تسمح لھم؟
:قسطنطین )یظھر علیھ الإرھاق( .أشكرك، أبلافیُوس، لكنني أشعر بالتعب الآن
)یتحدث بنبرة واثقة لكنھ مختصرة(
أنا على علم بنیاتھم الصادقة وصلواتھم المخلصة. لذلك أشكرھم جمیعًا فردًا وجماعة. ولتبارك الآلھة !مجلس الشیوخ وشعب روما العظیم :الجمیع )بصوت واحد( !لتبارك الآلھة الإمبراطور قسطنطین
)الموسیقى تعلو تدریجیًا بینما یبدأ الجمیع بالخروج، ولا یبقى في المشھد سوى الخدم( .......................... المشھد الرابع .قسطنطین، أبلافیوس، وآخرون
أبلافیوس إلى غرف والدتك، مولاي، ھیلانة أوغسطا. الأسقف الصالح من إسبانیا یحمل الصلیب المقدس لیسوع المسیح ورفات الشھداء المسیحیین، وسیقوم الآن بترتیل التمجید من أجلك. ھناك كھنة .مستعدون لقیادتك، وینتظرك أی ًضا أفراد آخرون من عائلتك
قسطنطین .لیتم ترتیل التمجید من أجلي ھناك فقط
)یوجھ حدیثھ إلى أبلافیوس( . ا ب َق أ ن ت ھ ن ا
)ینظر إلى الخدم الموجودین في الخیمة( .كلكم، اغربوا الآن ................
المشھد الخامس كونستانتیوس، أبلافیوس
أبلافیوس .كما أن روما كلھا تھلل لك وتعجب بعظمتك، یا سیدي
كونستانتیوس !عجیب
أبلافیوس لم یحدث من قبل. متى ُوجد مثل ھذا الحجم وھذا الامتداد لدولة الرومان؟ متى كانت ھذه الدولة مقسمة بھذا القدر إلى أجزاء متعددة، ثم عادت إلى سلطة واحدة كما كانت من قبل، دون أي تفكك؟ لم من یستطیع أن یحصي الأعلام والانتصارات التي .یبذل أحد غیرك جھداً أعظم وأقدس من ھذا حققتھا في أنحاء العالم؟ ومن یمكنھ أن یعد الأغصان التي قُدمت لك كأكالیل نصر؟ تاریخ .كل مرة كنت تقطف الأغصان الطازجة قبل أن تذبل، كان النصر یسبقك لیضعھا أمام قدمیك روما مليء بالنصر، وقد شھدت مدینة الأباطرة مئات المرات أعلاماً تنطلق من أقاصي الأرض متوجھة ولكن متى حصل الرومان على ھذا القدر من الأغصان، لیس فقط .إلى تلالھا السبع مكللة بالأغصان بھزیمة الألمان والفرنسیین، أو إنھاء الاحتشاد الفوضوي للبرابرة، بل بمواجھة قادة ذوي خبرة؟ ھؤلاء القادة الذین كانوا أباطرة من قبل، وكل واحد منھم كان یمسك بالعصا في یده ویقود الجیوش لم یمض أكثر من عشرین عاماً منذ أن .الرومانیة ضدك، مثل مكسینتیوس وماكسیمیان ولستینیوس جرفت روما فجأة بریح عاصف من جبال الألب، واستولیت على قوات مكسینتیوس في لحظة، وأبطلت استقبلت روما مخلصھا آنذاك بفرح واكبھا. ومع ذلك، إذ كانوا غیر واثقین في قدرة .حكمھ الطاغي المخلوق، آمن الناس أن النصر الذي حققتھ كان بفضل رؤیة الصلیب في علو السماء وعبارتھ الغامضة: .”“بھذا افعل النصر
فما ھو .كتبوا ھذه الكلمات على الرایة والصلیب، وبفضلھما أظھرت العجائب في معركة جسر میلفیوس العجیب إذن أن تحتضن روما الیوم قسطنطین، الذي یحتفل بمرور عشرین عا ًما ملیئة بعجائب حقیقیة، تفوق قوة البشر وفھمھم، من الإنجازات والانتصارات التي یُباركھا الجمیع ویعجبون بھا؟ قسطنطین ً ً ً أ، إنك تخطئ خطأ كبیرا؛ لیس كابني فقط، بل كشاب لطیف ومحبوب، قادرا على فتح قلب الجماھیر ویدھم، كما ھو صادق، شجاع، وبطولي مثل كریسبوس. یا صدیقي، یبدو أنك لم تتعلم جیداً عن الشعب بعد، رغم حكمتك وخبرتك. الشعب لا یملك حكماً أو عقلاً، بل ینظر فقط إلى المظھر والسطح، ویصدر حكمھ بنا ًء على ما یراه ولیس ما یعقلھ. الجمال والشباب ھما رمز الشعب دائماً؛ الجمال فخ للعیون، والشباب فخ للخیال. ما الذي لدینا نحن الجماھیر من غذاء للخیال أو الرؤیة؟ لا شيء. فقط الخوف یمكن أن یلھم الشعب من الشیخوخة. للأسف، الشیخوخة كالشمس التي تمیل نحو الغروب، تعد فقط باللیل البارد