Lakhasly

قد لا يصدق بعض الناس الأدوار والمهام الكثيرة والمتعددة التي أصبحت تنفذها الطائرات من دون طيار، المعروفة باسم (الدرونز)، تلك الطائرات التي ظهرت حديثًا، وانتشرت سريعًا، ودخلت في مختلف المجالات بفضل صغر حجمها وقلة تكلفتها، وقدرتها على الوصول إلى الأماكن الوعرة والخطرة، ويرى كثير من الخبراء أن هذا النوع من الطائرات سيؤدي إلى حدوث تغييرات جوهرية في طريقة معيشة الناس. وقد رصد الخبراء أن هذا النوع من الطائرات قد دخل في مدة وجيزة في المجالات العسكرية والطبية والفنية والإعلامية بصورة ملحوظة.

 ففي المجالات العسكرية فإن الأنظمة العسكرية المختلفة أصبحت تعتمد على طائرات (الدرونز) في المراقبة اللحظية في ميادين المعركة؛ حيث تمد هذه الطائرات الفرق العسكرية بصور واقعية تُساعدهم في اتخاذ القرارات المناسبة. وقد وذكرت مصادر إخبارية موثوق بها أن الطائرات من دون طيار قد يتم استغلالها قريبًا في حراسة حدود أوروبا، من خلال دوريات في الجو والبر والبحر، ولا توجد حاليًّا خطط واضحة لكيفية تنفيذ "الدرونز" مهامها في الحدود الأوروبية، لكن مراقبين يقولون إنها ستكتفي في الوقت الحالي بإبلاغ السلطات بأي "عمليات مشبوهة".



 وتلعب هذه الطائرات دورًا كبيرًا في المجالات الطبية؛ حيث تُستخدم في الإسعافات الأولية للمصابين، خاصة في الأماكن الخطرة والوعرة التي يصعب الوصول إليها، وتحضير كل ما يحتاجون إليه قبل الذهاب للمستشفى. ولقد أثبتت طائرات "الدرونز" قدرتها الفائقة على إنقاذ الكثير من الأرواح؛ عن طريق إلقاء أدوات المساعدة الطارئة والمستلزمات الإسعافية، كما أدت طائرات "الدرونز" دورًا كبيرًا لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في الصين؛ حيث استعانت السلطات الصينية بها خلال خطتها لمواجهة جائحة كورونا، وانضمت طائرات مجهزة بتقنية التصوير الحراري تُساعد في اكتشاف المصابين بالحمى، وكانت تحتوي على مستشعرات وتقنية رؤية دقيقة تمكن مُسيّرها من مراقبة درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب ومعدلات التنفس لدى الأشخاص، بالإضافة إلى اكتشاف حالات السعال والعطس.



  وفي المجال الإعلامي والفني أصبحت شركات إنتاج الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية تعتمد على هذه الطائرات في صناعة الأفلام والتقاط الصور والفيديوهات من الجو، ولم يقتصر ذلك على صناعة الأفلام والمسلسلات فقط، بل باتت تُستخدم في القنوات الإخبارية لنقل الأحداث، حتى أصبحت من الضروريات التي لا يُمكن الاستغناء عنها في إنتاج الأعمال الإعلامية والفنية والإخبارية؛ فهي تلتقط الكثير من المشاهد وتصور كل الأماكن التي يصعب الوصول إليها، كما أنها صغيرة الحجم وغير مكلفة مقارنة بأسعار إيجار الطائرات الهليكوبتر ذات الصوت المرتفع والذي قد يؤثر في جودة المادة المصورة.



 وأخيرًا ذكرت بعض المصادر أن شركات البيع بالتجزئة، مثل أمازون، تستعد لاستخدام "الدرونز" في توصيل الطلبات للعملاء في أقصر مدة زمنية ممكنة وتقول أمازون إن هذه الطائرات ستكون قادرة على توصيل الطلبات بعد 30 دقيقة فقط من إتمام عملية الشراء.