Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

ففيها ولد النحوي الكبير سيبويه، وكانت معسكراً صغيراً على الطريق الحربي الممتد من البصرة إلى خراسان. انتقل مع والده للعمل في منطقة النسيج الممتدة من تستر ششتر الحالية على نهر الكارون إلى واسط التي فيها شب الطفل ونسى لغته الفارسية تماماً. وكان معظم أهل واسط من أهل السنة وعلى مذهب أحمد بن حنبل، فتعلم على سهل بن عبدالله التستري ، وارتحل إلى البصرة حيث تعرف على عمرو بن عثمان المكي وتلقى خرقة الصوفية من يديه، ثم ساءت بينهما العلاقة فسافر لأجلها حاجاً إلى مكة ثم عاد واستقر في منطقة الأهواز، فكان يقول عن نفسه ما تمذهبت بمذهب أحد من الأئمة، وإذا بالمريدين يفدون إليه من كل صوب، وهم الذين صار يلقبهم في قصائده بنعت «أصحابي وخلاني وقد أدى هذا الأمر إلى جفاء بينه وبين شيخه المكي فانقطعت الصلة الروحية بينهما مما أثر حفيظة الحلاج فثار وتمرد ونبذ وخرقة الصوفية ومزق المرقعة، ليرمز بذلك إلى التخلي عن طريق الإستسرار والتجرد بالنفس عارية أمام الملأ مستهدفاً بها إلى الإتهام والأحقاد ". ثم استبد به القلق فتوجه في سفرة إلى خراسان وسجستان حيث أقام متنقلا بين المدينتين خمسة أعوام، عاد بعدها إلى بغداد ليواصل طريق التأله تحت إشراف الجنيد حيث أقام بها مدة ثم توجه إلى مكة حاجاً للمرة الثانية مع عدد غفير من طلابه ومريديه، وفي هذه المناطق النائية ارتفع صيته وذاعت شهرته فكان أهل الهند يكاتبونه بالمغيث، ويكاتبه أهل سركسان بالمقيت ويكاتبه أهل خراسان بالمميز، الزاهد، حلاج الأسرار ) . وبعد ذلك عاد إلى مكة حاجاً للمرة الثالثة والأخيرة، وفي الليل كان يصلي عند القبور، وفي النهار يلقي على قارعة الطريق الأقوال الغريبة (الشطح)، وهذا دلال لا أطيقه، وينشد قائلا: هويت بكلي كل كلك يا قدسي تكاشفني حتى كأنك في نفسي
والإنحلال والإنحراف، والحلول والإتحاد. عار إنسان يجرؤ على القول بأنه اتحد بالألوهية، اعلموا أن الله أباح لكم دمي فاقتلوني . وإذا أحب عبداً حث عباده بالعدوان عليه، وهو إذ يصور لنا صورة النزاع الدائر بين العلماء والفقهاء فيه يقول مخاطباً تلميذه إبراهيم بن فاتك : يابني إن بعض الناس يشهدون علي بالكفر، وبعضهم يشهدون لي بالولاية. والذين يشهدون علي بالكفر أحب إلي وإلى الله من الذين يقرون ليوقد روى الخطيب البغدادي نهايته على لسان ابنه أحمد فيقول : ثم رجع الحلاج من الحج وتغير عما كان عليه في الأول فاقتنى العقار في بغداد وبنى داراً ودعا الناس إلى معنى لم أقف إلا على شطر منه، حتى خرج عليه محمد بن داود رأس المدرسة الظاهرية، وجماعة من أهل العلم قبحوا صورته فكان قوم يقول : إنه ساحر، واختلفت الألسن في أمره، حتى أخذه السلطان وحبسه ، حتى حبس بآخره في قصر السلطان فاستغوى جماعة من غلمان السطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيله، حتى صاروا يحمونه، ثم أرسل إلى جماعة من الكتاب ببغداد وغيرها فاستجابوا له، وأقر بعضهم بلسانه بذلك، ثم استيقن السلطان
ووقف على ما ذكر عنه، ففرشها فصلى الحسين ابن منصور عليها ركعتين، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وكان مما حفظته : (اللهم : إنك المتجلي عن كل جهة المتخلي عن كل جهة، وحرمت على غيري ما أبحت لي من النظر في مكنونات سرك.


Original text

في الشمال الشرقي من البيضاء ، في مقاطعة فارس بجنوبي غربي إيران). وكانت البيضاء - كما يقول ماسينيون - مكاناً أوغل في العروبة، ففيها ولد النحوي الكبير سيبويه، وكانت معسكراً صغيراً على الطريق الحربي الممتد من البصرة إلى خراسان. انتقل مع والده للعمل في منطقة النسيج الممتدة من تستر ششتر الحالية على نهر الكارون إلى واسط التي فيها شب الطفل ونسى لغته الفارسية تماماً. وكان معظم أهل واسط من أهل السنة وعلى مذهب أحمد بن حنبل، ومركزاً لمدرسة مشهورة من القراء، فقرأ الطفل القرآن الكريم حتى صار من الحفاظ). ثم سلك طريق التأله والنسك والعبادة، فتعلم على سهل بن عبدالله التستري ، مبادىء العلم والسلوك، ثم تركه وهو في العشرين من عمره، وارتحل إلى البصرة حيث تعرف على عمرو بن عثمان المكي وتلقى خرقة الصوفية من يديه، ثم ساءت بينهما العلاقة فسافر لأجلها حاجاً إلى مكة ثم عاد واستقر في منطقة الأهواز، حيث أوجد طريقة في المجاهدة لفقها من أصعب المذاهب وأشدها، فكان يقول عن نفسه ما تمذهبت بمذهب أحد من الأئمة، وإنما أخذت من كل مذهبأصعبه وأشده، وأنا الآن على ذلك ، وإذا بالمريدين يفدون إليه من كل صوب، وهم الذين صار يلقبهم في قصائده بنعت «أصحابي وخلاني وقد أدى هذا الأمر إلى جفاء بينه وبين شيخه المكي فانقطعت الصلة الروحية بينهما مما أثر حفيظة الحلاج فثار وتمرد ونبذ وخرقة الصوفية ومزق المرقعة، ليرمز بذلك إلى التخلي عن طريق الإستسرار والتجرد بالنفس عارية أمام الملأ مستهدفاً بها إلى الإتهام والأحقاد ". ثم استبد به القلق فتوجه في سفرة إلى خراسان وسجستان حيث أقام متنقلا بين المدينتين خمسة أعوام، عاد بعدها إلى بغداد ليواصل طريق التأله تحت إشراف الجنيد حيث أقام بها مدة ثم توجه إلى مكة حاجاً للمرة الثانية مع عدد غفير من طلابه ومريديه، وهنا إتهمه بعض مشايخ الصوفية بالشعوذة والسحر وإظهار المخاريق والإتصال بالجن ثم سافر في رحلة طويلة بعيدة أخذته شرقاً إلى بلاد خراسان والصين، وفي هذه المناطق النائية ارتفع صيته وذاعت شهرته فكان أهل الهند يكاتبونه بالمغيث، أي أنه من رجال الغيث، ويكاتبه أهل سركسان بالمقيت ويكاتبه أهل خراسان بالمميز، وأهل فارس بأبي عبدالله الزاهد وأهل خوزستان بأبي عبدالله


الزاهد، حلاج الأسرار ) .


وبعد ذلك عاد إلى مكة حاجاً للمرة الثالثة والأخيرة، ولما رجع قافلاً إلى بغداد صرح برغبته أن يموت كافراً بشريعة الإسلام، يموت من أجل الجميع، وأقام في بيته كعبة مصغرة، وفي الليل كان يصلي عند القبور،وفي النهار يلقي على قارعة الطريق الأقوال الغريبة (الشطح)، فكان يصيح في الأسواق وهو في حالة غيبوبة وجذب وسكر واستهلاك قائلا: «يا أهل الإسلام أغيثوني فليس يتركني (يعني الله تعالى) ونفسي فأنس بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها، وهذا دلال لا أطيقه، وينشد قائلا: هويت بكلي كل كلك يا قدسي تكاشفني حتى كأنك في نفسي
فاختلفت الألسن فيه وصار موضع جدل ونزاع بين الفقهاء ومشايخ الصوفية، بين متعصب له يشهد له بالولاية والتأله و آخر يحكم فيه بالكفر والزندقة، والإنحلال والإنحراف، والحلول والإتحاد. ثم أراد دعوة المسلمين إلى القضاء على هذا العار، عار إنسان يجرؤ على القول بأنه اتحد بالألوهية، بأن يقتلوه، فصاح بالناس في جامع المنصور: «أيها الناس، اعلموا أن الله أباح لكم دمي فاقتلوني ... اقتلوني تؤجروا وأسترح ... أيها الناس إذا استولى الحق على عبد أخلاه عن غيره، وإذا لازم أحداً أفناه عمن سواه، وإذا أحب عبداً حث عباده بالعدوان عليه، حتى يتقرب العبد مقبلاً عليه . وهو إذ يصور لنا صورة النزاع الدائر بين العلماء والفقهاء فيه يقول مخاطباً تلميذه إبراهيم بن فاتك : يابني إن بعض الناس يشهدون علي بالكفر، وبعضهم يشهدون لي بالولاية. والذين يشهدون علي بالكفر أحب إلي وإلى الله من الذين يقرون ليوقد روى الخطيب البغدادي نهايته على لسان ابنه أحمد فيقول : ثم رجع الحلاج من الحج وتغير عما كان عليه في الأول فاقتنى العقار في بغداد وبنى داراً ودعا الناس إلى معنى لم أقف إلا على شطر منه، حتى خرج عليه محمد بن داود رأس المدرسة الظاهرية، وجماعة من أهل العلم قبحوا صورته فكان قوم يقول : إنه ساحر، وقوم يقولون إنه مجنون، وقوم يقولون : له الكرامات وإجابة السؤال، واختلفت الألسن في أمره، حتى أخذه السلطان وحبسه ، وفي عهد السلطان المقتدر بالله حبس وقام في الحبس سنين كثيرة، ينقل من حبس إلى حبس، حتى حبس بآخره في قصر السلطان فاستغوى جماعة من غلمان السطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيله، حتى صاروا يحمونه، ثم أرسل إلى جماعة من الكتاب ببغداد وغيرها فاستجابوا له، وترقى به الأمر حتى ذكر أنه يدعي الربوبية، وسعى بجماعة من أصحابه إلى السلطان فقبض عليهم ووجدت عند بعضهم كتب له تدل على تصديق ما ذكر عنه، وأقر بعضهم بلسانه بذلك، وانتشر خبره وتكلم الناس في قتله، فأمر الخليفة بتسلميه إلى حامد بن العباس وأمره أن يكشفه بحضرة الفقهاء ويجمع بينه وبين أصحابه، فجرى في ذلك خطوب طوال، ثم استيقن السلطان
أمره، ووقف على ما ذكر عنه، فأمر بقتله وإحراقه بالنار لنا تلميذه إبراهيم بن فاتك نهايته، فيقول: «لما أتي بالحسين بن منصور ليصلب رأى الخشبة والمسامير فضحك كثيرا حتى دمعت عيناه، ثم التفت إلى القوم فرأى الشبلي فيما بينهم فقال له : يا أبا بكر هل معك سجادتك، فقال: بلى ياشيخ، قال: افرشها لي . ففرشها فصلى الحسين ابن منصور عليها ركعتين، وكنت قريباً منه فقرأ في الأولى فاتحة الكتاب وقوله تعالى : ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا


أصابتهم مصيبة قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وقرأ في الثانية فاتحة الكتاب وقوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. فلما سلم عنها ذكر أشياء لم أحفظها، وكان مما حفظته : (اللهم : إنك المتجلي عن كل جهة المتخلي عن كل جهة، بحق قدمك على حدثي، وحق حدثي تحت ملابسي قدمك أن ترزقني شكر هذه النعمة التي أنعمت بها علي حيث غيبت أغياري عما كشفت لي من مطالع وجهك، وحرمت على غيري ما أبحت لي من النظر في مكنونات سرك. وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك، وتقربا إليك، فاغفر لهم : فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم لما ابتليت بما ابتليت. فلك الحمد، فيما تفعل ولك الحمد فيما تريد ثم سكت وناجي سراً


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

القيم: هي مجموع...

القيم: هي مجموعة المعتقدات والمبادىء التي يحملها الفرد أو الجماعة أو المجتمع وتوجه سلوكه ويحدد من خ...

السلام عليكم ا...

السلام عليكم الله إجازيكم بخير أعيدو نشر هذه المعلومات مرفوقة بهذا الفيديو هذه المرأة تنحدر من دو...

توصل الإغريق ال...

توصل الإغريق القدماء إلى بعض النظريات في مجال الضوء، وفتحت آفاق دراسة، لكنها كانت في الأغلب نظرية، و...

الموارد المائية...

الموارد المائية في العالم العربي: إن قضية المياه في العالم العربي ليست مجرد مشكلة نقص كمي في عرض الم...

Usually, a lot ...

Usually, a lot of activity occurs on the servers of the facilities and this means that a large amoun...

أولاً : أنواع ا...

أولاً : أنواع التفتيش البيئي (۱) التفتيش الدوري: يتم تنفيذه وفقاً للخطط السنوية للتفتيش البيئي بهدف ...

King Lear : Lea...

King Lear : Lear's basic flaw at the beginning of the play is that he values appearances above reali...

الثواب (المكافأ...

الثواب (المكافأة): يشجع الإسلام على استخدام الثواب كطريقة فعّالة في تعزيز السلوك الإيجابي للأطفال. ي...

تلعب عملية تحدي...

تلعب عملية تحديد مكانة الخدمة دوراً ريادياً في إستراتيجية التسويق، لأن تحديد المكانة يربط تحليل السو...

Colonel Wilbur ...

Colonel Wilbur and his wife Mary were flying over the tropics in their private plane. But suddenly t...

من فضلك أدخل ال...

من فضلك أدخل النص المراد تلخيصه سواء كان نص عربي إو إنجليزي أو خليط من اللغتين، أيضا من فضلك تأكد من...

وما عالم الأجسا...

وما عالم الأجسادِ إِلَّا المثال المحسوس للعالم الذي وراء الحس . فهذه الكلمات التي تقرؤها الآن ليست س...