Lakhasly

المطلب الأول: الخُطب في المساجد:
لا يمكننا أن ننكر بأن الخطبة في المسجد هي أقدم طريقة يمكن للإسلام أن يتبعها في إيصال المعلومة الدينية، ولهذا فإن اليوم كما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ذات الوسائل يمكن استخدامها، وفي مقدمتها الخطابات الدينية في المساجد، وللمسجد مكانة خاصة في قلوب المسلمين لأنه في المقدمة بيت الله تعالى، وثانياً المسجد هو المكان الذي يكون فيه العبد أمام ربه يعبده ويتلو له ويدعوه؛ فيكون فيه بعض من الوقار، الخشية، والرهبة، لذلك تكون الآذان فيه صاغية للإمام، والعقول مسترخية مستمعة فاهمة ومدركة للخطة على لسان الإمام والداعي لله تعالى.
ويمكن أن نقول بأن خطبة الجمعة في موضوع واحد لا يمكن أن يتخللها موضوع ثاني، لكي لا تختلط الأفكار عند المستمع، ولا يستطيع بهذا أن يركّز على شيء، والتأسيس لهذه الخطبة له أن يشكل مجموعة من المفاهيم الشارحة والقارئة لدين الإسلام العميق والذي يصعب على العامة دراسته أو الدراية به وهم مشغولون في الحياة اليومية.
لخطبة الجمعة لها العديد من الآثار منها:
 أثر كبير بالحديث عن المشاكل الاجتماعية، الثقافية، والدينية في العصر الحالي.
 وضع حلول موافقة للشريعة الإسلامية، التي تنبع من أساس عقائدي، يهتم به المجتمع الإسلامي لأنه يحاكي مرض اجتماعي، وهذه الخطبة:
 تتحدث عنه في زمان ومكان معينين.
 تحدد الخطأ والصواب.
 ترشد الناس إلى ما فيه منفعة مادية ومعنوية تعزز مكانة العبد عند خالقه.
 تسعى إلى تحقيق وتحليل المشكلة بمنظور إسلامي مع وضع حل كامل وشامل للمشكلة وقطعها من المجتمع الإسلامي بإنصات المسلمين للخطبة في كلامها عن المشكلة التي تهمهم.
أرى أن خطبة الجمعة هي الأهم في التوعية والإرشاد للناس، فيمكن أن تكون هذه الإرشادات ذات طابع إصلاحي في المجتمع، وتوعية المسلم الغير ملتزم بشعائر دينه وعبادته على وجوب التزامه بها، فيكف عن اللهو ويبدأ بعبادة الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والعقائد والحياة اليومية التي يعيش بها.
المطلب الثاني: استغلال الأحداث العالمية في نشر الدعوة:
عندما تمّ اختيار قطر لإقامة كأس العالم في كرة القدم على أراضيها عام ٢٠٢٢، وهذا الحدث العالمي كان لا بدّ من استخدامه كوسيلة عالمية لنشر الإسلام وتعاليمه على الوافدين من جميع أنحاء العالم إلى دولة قطر، ولهذا كانت النشرات والكتيبات الإسلامية توزّع على جماهير كرة القدم ما بين المباريات، والتأسيس لاستيعاب هذا الكم الهائل من الناس على أرض قطر، وكانت الدعوة خطوة كبيرة جداً في ذلك الحدث.
شارك دعاة في هذه الحملة من جميع الجنسيات، ونشر البار كود على مشجعي كرة القدم في الفنادق الإسلامية التي فيها بحث شامل للإسلام والتعريف يه، وتمت ترجمته إلى عدة لغات عالمية شاملة لكل جزء من الإسلام، كما أن دولة قطر استطاعت فرض قومية القطر العربي على أحكام وقوانين الفيفا في فرض الالتزام بالقوانين القطرية والدينية منها بحظر الأفعال المحظورة على المواطن القطري والغرباء الأجانب أيضاً.
يمكن أن نلاحظ في هذه الدعوات مجموعة من إشارات الاستقبال الإيجابي للدعوة بدخول الإسلام، من الرجال والنساء الأجانب، فقد كانت عادات وتقاليد العرب والمسلمين بلباسهم وعبادتهم محطة نظر وتدقيق الكثير من الأجانب.
أقول إن دولة قطر وإدارة الدعوة والإرشاد الديني فيها قد عملت على الدعوة لله تعالى بشكل صحيح، مستغلة الوضع العالمي وليس فقط الوضع الوطني والمحلي، وأرى من هذا الفعل أن الإسلام يمشي على طريق واضح وصريح في نشره وتأكيد ضمانات إيصاله للعالم كله.