Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

وقد اتفق الأمراء الذين اشتركوا في قتل قطز على سلطنة بيبرس فلما اتجهوا إلى الدهليز السلطاني قابلهم الأتابك الأمير أقطاي المستعرب، فأخبروه بما فعلوا، وهو كان لا يزال بالصالحية وحلفوا له جميعاً أن لا يخونوا ولا يثبوا عليه فاضطر الأمراء إلى مبايعته والاعتراف بسلطنته، إلى القلعة لإجراء مراسم التنصيب، فقد توجه بيبرس إلى القاهرة، ووصلها ليلة الاثنين التاسع عشر من شهر ذي القعدة عام ٦٥٨ه شهر تشرين الأول عام ١٢٦٠م)، فاستقبله الأمير عز الدين أيدمر على مدخلها، فدخلها وجلس على سدة السلطنة وتلقب بـ (الملك القاهر» وكان من بين من حضر مراسم التنصيب الصاحب الوزير زين الدين يعقوب فأشار على بيبرس أن يغير اللقب، لأنه ما تلقب به أحد فأفلح. وأمر المنادي بأن يطوف في شوارع القاهرة ويدعو للملك الظاهر أخذ بيبرس بس يتقرب من الخاصة والعامة، ليستقطب الأمراء وليلتف الناس حوله ويدعموا حكمه. وأقدم بيبرس على تخفيف الضرائب عن السكان وكانت هذه الخطوة الثانية التي نفذها بيبرس فقد كتب إلى الأمراء المسلمين يبين لهم مقدرة الدولة المملوكية العسكرية بالانتصار على المغول في عين جالوت، اقتضته الظروف السياسية المستجدة بعد هذا الانتصار فكتب إلى صاحب اليمن وجميع ملوك الشام. وتعتبر هذه الخطوة فرصة تغيير الحكم في وقد برر خروجه بالاحتجاج على:

  • مقتل قطز الذي كان قد ولاه حاكماً على دمشق. وأعلن نفسه سلطاناً حاكماً على دمشق وذلك في (شهر ذي الحجة عام ٦٥٨هـ / شهر تشرين الثاني عام (١٢٦٠م) وتلقب بلقب الملك المجاهد» وخطب له على المنابر وضربت السكة باسمه التي هددت حكمه في بلاد الشام، غير أنه رفض الاستجابة، وأخذ في تحصين قلعة دمشق استعداداً للقتال وقبض علاء الدين عليه وساقه مكبلاً إلى القاهرة في شهر صفر عام ٦٥٩هـ / شهر كانون الثاني عام ١٢٦١م) حيث اعتقل في قلعة الجبل ثم عفا بيبرس عنه بعد ذلك أظهر هذا الرجل الزهد والورع، بإقطاعهم الإقطاعات الواسعة في محاولة لاستقطابهم. ولما آنس من نفسه القوة أخذ يحرضهم على الانتفاضة ضد الحكم المملوكي السني واستبداله بحكم شيعي وفعلاً قام أتباعه بحركة انتفاضة كبرى في أواخر عام (٦٥٨هـ / ١٢٦٠م)، واستولوا على حوانيت السيوفيين ونهبوا ما فيها من أسلحة ليتسلحوا بها، وقبض على زعمائهم وصلبهم على باب زويلة وكان من بينهم الكوراني نفسه وبايعه بالخلافة، فقد جرت احتفالات التنصيب في القاهرة في شهر محرم عام ٦٦١ه شهر تشرين الثاني عام ١٢٦٢م)، ولقبه قسيم امير المؤمنين سن بيبرس نظام ولاية العهد في دولة المماليك البحرية، ففي عام ٦٦٢هـ / عام ١٢٦٣م) ولى ابنه بركة خان ولاية العهد ليخلفه في الحكم، وذلك بدافع عاملين : الأول : ليحول دون استمرار الصراع على السلطة بین الأمراء عقب وفاة السلطان الحاكم. الثاني : ليحصر الحكم في أسرته . وأمر بأن يقام احتفال حاشد بهذه المناسبة، وكتب له تقليداً بولاية العهد، وأشركه في الحكم ليدربه على الأعمال الإدارية، د ونظراً لتعدد فئات الجيش المملوكي وتنوعهم، نظم بيبرس فرق الجند على أساس ثلاث طوائف يتكون كل أفرادها من المماليك وهي:
  • المماليك السلطانية : هم على نوعين : مماليك السلاطين السابقين، الأحداث»، وهم مماليك السلطان القائم قبل اعتلائه العرش، ويمتازون عن بقية المماليك السلطانية بانضوائهم صغاراً في خدمة السلطان فهو الذي يتولى تدريبهم وتربيتهم وعتقهم ويلازمونه في خلواته. - جند الحلقة : تتكون هذه الطائفة من محترفي الجندية، وقد عُرفوا أيضاً باسم «أولاد الناس . بل اعتنى بتقوية البحرية المملوكية. وكانت دور صناعة السفن، في الفسطاط وجزيرة الروضة والإسكندرية ودمياط، وقد رأى ضرورة ضم بلاد الحجاز لأسباب فمن الناحية السياسية، بالإضافة إلى إرسال الكسوة إلى الكعبة التي كانت تصنع من أجمل وأنفس منسوجات الشرق، وقد اشتهرت بها مصر منذ زمن بعيد . فإن ضم المماليك لبلاد الحجاز تسمح لهم بالتحكم بتجارة البحر الأحمر، ومن ثم بالتجارة العالمية. أما من الناحية الدينية، فإن ضم الحجاز إلى السلطنة المملوكية ستضفي على هالة حكم بيبرس من المهابة باعتباره مسؤولاً عن الحرمين الشريفين، والطيب والبخور مع كسوة لقبر النبي . وطرد أنصار الحفصيين، وأبطل كما ضربت السكة باسمه النوبة مملكة مسيحية عاصمتها مدينة دنقلة التي تقع في أعالي النيل وتربطها بمصر روابط متينة بشكل عام منذ الفتح الإسلامي، غير أن هذه التبعية، كانت اسمية، وذلك لثلاثة أسباب : 2 - لحماية مصر من التعدي عليها . واشتدت في عهده اعتداءات النوبيين على المناطق الحدودية، ملك النوبة، فنهب أسوان وأسر جماعة من بهدف تهديد التجارة المملوكية في البحر الأحمر وقطع طريق الحج. ومن جهته لم يكن الملك بيبرس على استعداد للتركيز على الجنوب بفعل انهماكه في الحروب ضد الصليبيين والمغول ، والانتقام من داود، وابن أخيه الملك داود واستنجد الأول بالسلطان المملوكي الذي أعد حملة عسكرية ضخمة عهد بقيادتها إلى الأميرين شمس الدين أقسنقر الفارقاني، وصحبهما الملك شكندة. تمكنت الحملة من اختراق مناطق الشلالات وهاجمت القلاع والقرى، واضطر الملك داود إلى الفرار بعد أن فقد معظم رجاله، إلا أنه أسر بعد ذلك. وتعهد بأن على أن بدأت الحرب الشاملة في عام (٦٦٣هـ ١٢٦٥م) فخرج بيبرس في شهر شباط من العام الميلادي المذكور على رأس جيش ضخم، بالخروج دون أن يتعرضوا للأذى، واستسلم قائد القلعة بعد أربعين يوماً من المقاومة الشديدة وبعد أن فقد وأسر الجيش المملوكي الناجين من المعركة، إلا أنهم كانوا عاجزين عن الرد. وظهر أمام أسوار طرابلس، إلا أنه انحرف فجأة نحو الشمال بعدما تبين له أن فيها حامية قوية ومرّ بأنطرطوس وصافيتا، ولم يتعرض لهما، التي كانت هدفه في هذه المرحلة من تاريخ العمليات العسكرية ) . فقسم جيشه إلى ثلاثة أقسام حتى يقطع الاتصال بين أنطاكية والبحر. فقد توجه نحو المدينة،


Original text

وقد اتفق الأمراء الذين اشتركوا في قتل قطز على سلطنة بيبرس فلما اتجهوا إلى الدهليز السلطاني قابلهم الأتابك الأمير أقطاي المستعرب، فأخبروه بما فعلوا، وعندئذ سألهم : من قتله منكم؟». فقال بيبرس : «أنا قتلته». فرد عليه : يا خوند اجلس في مرتبة السلطنة مكانه، فجلس»، ثم بايعه، وتبعه سائر الأمراء والجند، وهو كان لا يزال بالصالحية وحلفوا له جميعاً أن لا يخونوا ولا يثبوا عليه فاضطر الأمراء إلى مبايعته والاعتراف بسلطنته، خشية سطوته،
ولم تبرز في وجهه أية معارضة من جانبهم
ولما كان تثبيت الحاكم الجديد لا يتم إلا بدخول السلطان المبايع له، إلى القلعة لإجراء مراسم التنصيب، فقد توجه بيبرس إلى القاهرة، ووصلها ليلة الاثنين التاسع عشر من شهر ذي القعدة عام ٦٥٨ه شهر تشرين الأول عام ١٢٦٠م)،
فاستقبله الأمير عز الدين أيدمر على مدخلها، فدخلها وجلس على سدة السلطنة وتلقب بـ (الملك القاهر» وكان من بين من حضر مراسم التنصيب الصاحب الوزير زين الدين يعقوب
ابن الزبير، فأشار على بيبرس أن يغير اللقب، لأنه ما تلقب به أحد فأفلح. استجاب بيبرس لنصيحته فأبدله بلقب الملك الظاهر»، وأمر المنادي بأن يطوف في شوارع القاهرة ويدعو للملك الظاهر
بعد توليه السلطة، أخذ بيبرس بس يتقرب من الخاصة والعامة، ليستقطب الأمراء وليلتف الناس حوله ويدعموا حكمه. فأقدم أولاً على توزيع المناصب على الأمراء الذين يثق بهم
وأقدم بيبرس على تخفيف الضرائب عن السكان وكانت هذه الخطوة الثانية التي نفذها بيبرس
أما الخطوة الثالثة، فقد كتب إلى الأمراء المسلمين يبين لهم مقدرة الدولة المملوكية العسكرية بالانتصار على المغول في عين جالوت، ويوضح لهم أن ماجرى في مصر من تغيير في الحكم، اقتضته الظروف السياسية المستجدة بعد هذا الانتصار فكتب إلى صاحب اليمن وجميع ملوك الشام. وتعتبر هذه الخطوة
انفتاحاً على العالم الإسلامي لكسب ود زعمائه.


القضاء على الحركات المناهضة لحكمه
حركة سنجر الحلبي استغل علم الدين ،سنجر، نائب السلطنة في دمشق، فرصة تغيير الحكم في
القاهرة، وقام بانتفاضة مسلحة ضد الحكم الجديد، وقد برر خروجه بالاحتجاج
على:



  • مقتل قطز الذي كان قد ولاه حاكماً على دمشق.

  • تولي بيبرس السلطة دون استشارة الأمراء الآخرين .
    وأعلن نفسه سلطاناً حاكماً على دمشق وذلك في (شهر ذي الحجة عام
    ٦٥٨هـ / شهر تشرين الثاني عام (١٢٦٠م) وتلقب بلقب الملك المجاهد» وخطب له
    على المنابر وضربت السكة باسمه
    حاول الملك بيبرس أن يتعامل مع هذه القضية، التي هددت حكمه في بلاد الشام، بالحكمة أولاً. فأرسل الكتب والرسل إلى الأمير سنجر لإقناعه بالعدول عن موقفه الرافض للوضع الجديد، ولزوم الطاعة، غير أنه رفض الاستجابة، وأخذ
    في تحصين قلعة دمشق استعداداً للقتال


عندئذ قرر بيبرس القضاء على حركته فأرسل حملة عسكرية بقيادة أستاذه علاء الدين البندقداري، نجحت في إخماد فتنته. وقبض علاء الدين عليه وساقه مكبلاً إلى القاهرة في شهر صفر عام ٦٥٩هـ / شهر كانون الثاني عام ١٢٦١م)
حيث اعتقل في قلعة الجبل ثم عفا بيبرس عنه بعد ذلك


واجه بيبرس في مستهل حياته السياسية حركة داخلية قامت في القاهرة تزعمها رجل شيعي يُعرف بالكوراني. أظهر هذا الرجل الزهد والورع، وسكن قبة الجبل، والتف حوله الغلمان والركابدارية وجماعات من السودان، فوعدهم
بإقطاعهم الإقطاعات الواسعة في محاولة لاستقطابهم. ولما آنس من نفسه القوة أخذ يحرضهم على الانتفاضة ضد الحكم المملوكي السني واستبداله بحكم شيعي وفعلاً قام أتباعه بحركة انتفاضة كبرى في أواخر عام (٦٥٨هـ / ١٢٦٠م)، فانطلقوا في شوارع القاهرة ليلاً وهم ينادون بشعار الشيعة «يا آل علي»، واستولوا
على حوانيت السيوفيين ونهبوا ما فيها من أسلحة ليتسلحوا بها، كما اقتحموا اصطبلات الجنود، وأخذوا ما فيها من خيل. لم يتردد بيبرس في قمع حركتهم ونجح في إخمادها، وقبض على زعمائهم وصلبهم على باب زويلة وكان من بينهم الكوراني نفسه
لم يجد مفراً من استدعاء الأمير أبي العباس أحمد الذي نجا من المعركة، وبايعه بالخلافة، وكما حصل للخليفة المستنصر، فقد جرت احتفالات التنصيب في القاهرة في شهر محرم عام ٦٦١ه شهر تشرين الثاني عام ١٢٦٢م)،
وتلقب بـ الحاكم بأمر الله وفي المقابل حصل بيبرس منه على تقليد بالسلطنة، ولقبه قسيم امير المؤمنين
سن بيبرس نظام ولاية العهد في دولة المماليك البحرية، وحصر وراثة العرش في أسرته. ففي عام ٦٦٢هـ / عام ١٢٦٣م) ولى ابنه بركة خان ولاية
العهد ليخلفه في الحكم، وذلك بدافع عاملين :
الأول : ليحول دون استمرار الصراع على السلطة بین الأمراء عقب وفاة السلطان الحاكم.
الثاني : ليحصر الحكم في أسرته .
وأمر بأن يقام احتفال حاشد بهذه المناسبة، وكتب له تقليداً بولاية العهد، ولُقب بـ «الملك السعيد»، وأشركه في الحكم ليدربه على الأعمال الإدارية، وأخذ بعد ذلك من الأمراء والناس الأيمان الموثقة باحترام ولاية العهد لابنه وأذيع ذلك العهد في أرجاء البلاد، وفي جميع الأقطار التابعة للدولة المملوكية


د ونظراً لتعدد فئات الجيش المملوكي وتنوعهم، نظم بيبرس فرق الجند على أساس ثلاث طوائف يتكون كل أفرادها من المماليك وهي:



  • المماليك السلطانية :
    هم على نوعين : مماليك السلاطين السابقين،
    وأطلق عليهم اسم القرانصة) أو (القرانيص ومنهم طائفة المماليك «الخاصكية» أو
    الأحداث»، وهم مماليك السلطان القائم قبل اعتلائه العرش، ويمتازون عن بقية المماليك السلطانية بانضوائهم صغاراً في خدمة السلطان فهو الذي يتولى تدريبهم وتربيتهم وعتقهم ويلازمونه في خلواته. ويطلق على مماليك السلطان عامة اسم مماليك الطباق» و «المماليك الكتابية لأنهم كانوا يسكنون طباق القلعة

  • جند الحلقة : تتكون هذه الطائفة من محترفي الجندية، من أولاد المماليك، وقد عُرفوا أيضاً باسم «أولاد الناس . إنهم الفئة النظامية في الجيش المملوكي لا يتغيرون بتغير السلطان الحاكم


. مماليك الأمراء تشبه طائفة المماليك السلطانية، إلا أن أفرادها يتبعون أمراء هم الذين اشترونهم، وتتكوّن منهم الوحدات العسكرية التي يصطحبها الأمراء معهم إلى الحرب لم تقتصر جهود بيبرس على تنمية الجيوش البرية، بل اعتنى بتقوية البحرية المملوكية. فأنشأ قوة بحرية يستعين بها لصد أعدائه الذين يغيرون على بلاده من جهة البحر. ويعتبر الظاهر بيبرس مؤسس البحرية المملوكية
بدأت اهتمامات بيبرس البحرية في عام (٦٦٨هـ / ١٢٦٩م). وكانت دور صناعة السفن، في الفسطاط وجزيرة الروضة والإسكندرية ودمياط،
وقد رأى ضرورة ضم بلاد الحجاز لأسباب
سياسية واقتصادية ودينية.
فمن الناحية السياسية، فقد اعتادت مصر منذ عهد الخلفاء الراشدين، أن ترسل الغلال والميرة إلى بلاد الحجاز كضريبة يجب أن تؤديها إلى تلك البلاد التي تضم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى إرسال الكسوة إلى الكعبة التي كانت تصنع من أجمل وأنفس منسوجات الشرق، وقد اشتهرت بها مصر منذ زمن بعيد .
ومن الناحية الاقتصادية، فإن ضم المماليك لبلاد الحجاز تسمح لهم بالتحكم بتجارة البحر الأحمر، ومن ثم بالتجارة العالمية.
أما من الناحية الدينية، فإن ضم الحجاز إلى السلطنة المملوكية ستضفي على هالة حكم بيبرس من المهابة باعتباره مسؤولاً عن الحرمين الشريفين، كما تدعم ركائز دولته وتضعه في مصاف الخلفاء العباسيين في الوقت الذي كان فيه بأمس الحاجة إلى هذا الدعم.
ومهما يكن من أمر ، فقد أخذ بيبرس على عاتقه تنفيذ سياسته الحجازية.
فقام بعدة إصلاحات بالحرم النبوي، وأرسل الكسوة إلى الكعبة كما أرسل الصدقات والزيت والشموع، والطيب والبخور مع كسوة لقبر النبي . وأخيراً أدى فريضة الحج في عام ٦٦٧هـ / ١٢٦٩م) ، وطرد أنصار الحفصيين، وأبطل
الخطبة للخليفة ،الحفصي، وجعلها للخليفة العباسي ثم لسلطان مصر من بعده، كما
ضربت السكة باسمه


العلاقة مع النوبيين
النوبة مملكة مسيحية عاصمتها مدينة دنقلة التي تقع في أعالي النيل وتربطها بمصر روابط متينة بشكل عام منذ الفتح الإسلامي، وتدين بالطاعة وتؤدي له الجزية السنوية، غير أن هذه التبعية، كانت اسمية، في غالب الأحيان تتأثر بما تتعرض له مصر من تيارات مختلفة .
ولما قامت دولة المماليك أراد ملوكها فتح البلدان غير الإسلامية المحيطة
، وذلك لثلاثة أسباب :
1 - لحماية البلاد الإسلامية في الشرق الأدنى.
2 - لحماية مصر من التعدي عليها .
3- لإبراز حضورهم في العالم الإسلامي كحماة للدين الإسلامي.
واشتدت في عهده اعتداءات النوبيين على المناطق الحدودية، وقد انتهز داود، ملك النوبة، فرصة انهماك بيبرس بحروبه ضد الصليبيين والمغول والأرمن، فهاجم جنوبي مصر في عام ٦٧١هـ / ۱۲۷۲م) ، فنهب أسوان وأسر جماعة من
سكانها، كما هاجم ميناء عيذاب على شاطئ البحر الأحمر، بهدف تهديد التجارة المملوكية في البحر الأحمر وقطع طريق الحج.
ومن جهته لم يكن الملك بيبرس على استعداد للتركيز على الجنوب بفعل انهماكه في الحروب ضد الصليبيين والمغول ، لكن ذلك لم يمنعه من أن يرسل قوة عسكرية في عام (٦٧٤هـ / ١٢٧٥م) بقيادة أقسنقر الفارقاني للتصدي لاعتداءات
النوبيين، وحماية الحدود ولم تلبث أن أتيحت لبيبرس فرصة الاهتمام ببلاد النوبة، والانتقام من
داود، خاصة وأن هذه المملكة أصابها الوهن نتيجة الصراع الداخلي على الحكم بين شكنده الملك المعزول ، وابن أخيه الملك داود واستنجد الأول بالسلطان المملوكي الذي أعد حملة عسكرية ضخمة عهد بقيادتها إلى الأميرين شمس الدين أقسنقر الفارقاني، وعز الدين الأفرم، وصحبهما الملك شكندة. وقد أعطى بيبرس القائدين الأوامر بعزل داود وتنصيب شكندة مكانه في الحكم. تمكنت الحملة من اختراق مناطق الشلالات وهاجمت القلاع والقرى،
واضطر الملك داود إلى الفرار بعد أن فقد معظم رجاله، إلا أنه أسر بعد ذلك.
ونصب القائدان الملك شكندة في الحكم، وتعهد بأن
1-يرسل الجزية السنوية المقررة إلى مصر بالإضافة إلى بعض الهدايا، على أن
يقوم سلطان مصر بإرسال الغلال إلى النوبيين.
۲ - يستولي على أموال الملك السابق داود ويرسلها إلى مصر .
بدأت الحرب الشاملة في عام (٦٦٣هـ ١٢٦٥م) فخرج بيبرس في شهر شباط من العام الميلادي المذكور على رأس جيش ضخم، وتوجه إلى قيسارية التي سقطت بيده مما قوى الروح المعنوية للجند، وسمح بيبرس لأفراد الحامية
بالخروج دون أن يتعرضوا للأذى، ثم دمّر المدينة والقلعة
ثم هاجم قلعة عثليث الضخمة الواقعة على الطريق بين حيفا وقيسارية،
وكانت تابعة للفرسان الداوية، ولكنه لم يتمكن من فتحها، فتركها وزحف باتجاه أرسوف، وقد شحنها الفرسان الاسبتارية بالعساكر والمؤن فحاصرها، وفتحها. واستسلم قائد القلعة بعد أربعين يوماً من المقاومة الشديدة وبعد أن فقد
معظم قواته، وأسر الجيش المملوكي الناجين من المعركة، فأرسلوا إلى الكرك مصفدين والواقع أن سقوط الحصنين الكبيرين قيسارية وأرسوف، أزعج الصليبيين، إلا أنهم كانوا عاجزين عن الرد.
وتابع بيبرس حركاته الهجومية، وظهر أمام أسوار طرابلس، إلا أنه انحرف فجأة نحو الشمال بعدما تبين له أن فيها حامية قوية ومرّ بأنطرطوس وصافيتا، ولم يتعرض لهما، ثم هبط إلى وادي نهر العاصي وأضحى أمام أنطاكية في أوائل شهر رمضان عام ٦٦٦هـ / منتصف شهر أيار عام ١٢٦٨م)، التي كانت هدفه في هذه المرحلة من تاريخ العمليات العسكرية ) .
ونفذ بيبرس خطة عسكرية محكمة للإطباق عليها ومنع وصول الإمدادات إليها، فقسم جيشه إلى ثلاثة أقسام
توجه القسم الأول لفتح السويدية، حتى يقطع الاتصال بين أنطاكية والبحر.
وتحرك القسم الثاني باتجاه دروب الشام لسد الممرات بين بلاد الشام وقيليقيا، لمنع وصول إمدادات أرمنية من مملكة أرمينيا الصغرى لنجدة المدينة.
أما الجيش الرئيس بقيادة بيبرس، فقد توجه نحو المدينة، وأخذ يقترب منها ليطوقها.
كان أمير أنطاكية بوهيموند السادس، آنذاك في طرابلس، لذلك تولى الدفاع عنها الكندسطبل سيمون مانسل
ويذكر المنصوري أنه عند وصول السلطان إلى حلب توعك جسده وأخذته الحمى، فسقاه الحكماء دواء مسهلا، فأفرط في الإسهال، وثقل عليه المرض، فخرجوا به من حلب ومات قبل دخوله دمشق بيوم واحد. وكانت وفاته (يوم الخميس 27 محرم عام ٦٧٦هـ


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

أولاً: الاهتمام...

أولاً: الاهتمام العالمي و المحلي برعاية الأحداث التاريخية: لقد لازمت ظاهرة انحرافات الأحداث الوجود ا...

من المتوقع أن ت...

من المتوقع أن تستمر العلاقات بين الصين وأوروبا في النمو في الأعوام المقبلة. ومع ذلك، من المحتمل أيضا...

"تسعى هذه الدرا...

"تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف تأثير تطبيق استراتيجية التعلم المدمج في تدريس مادة الدراسات الإسلامية ...

ولغتشملا اهب لم...

ولغتشملا اهب لماعتي يتلا ةغللا ةفرعم يغبني ،ينفلا لمعلا ةءارق ةفرعمل يليكشتلا نفلا لاجم يف نوصتخملاو...

Pathophysiology...

Pathophysiology of Sickling: The underlying mechanism of sickle cell disease is the presence of hemo...

لن يتمكن من است...

لن يتمكن من استعادة أي من لاعبيه الستة المصابين قبل الكلاسيكو، ويدخل الفريق المواجهة بدفاع يعاني من ...

موقف المشرع الج...

موقف المشرع الجزائري من هذه الأنظمة أخذ المشرع الجزائري بنظام التدريجي وهو أحدث النظم العقابية و...

متحف التاريخ ال...

متحف التاريخ الطبيعي في بيت لحم يعد من المبادرات البيئية الرائدة في فلسطين، حيث يجمع بين التوعية الب...

حيث أن العرف هو...

حيث أن العرف هو عبارة عن قواعد تنشأ من اعتياد الناس على التعامل بها واعتقادهم بالزاميتها، فتصبح ملزم...

إﻟﻰ ﻧﺴﺒﮫ وﯾﺮﺟﻊ ...

إﻟﻰ ﻧﺴﺒﮫ وﯾﺮﺟﻊ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ، اﻷﻣﯿﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺻﻼح ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﺳﻤﺔ: .طﺎﻟﺐ أﺑﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻣﻦ ﺣ َ ...

الديموغرافيه كم...

الديموغرافيه كما اشار اليها لوي هنري هي علم موضعه سكان المجتمعات البشريه الجذر اليوناني للكلمه هو دي...

Chapter 4: Lite...

Chapter 4: Literature Review Chapter 4 Outline Title ...