Lakhasly

سخرت السلطات الإستعمارية كافة الوسائل الممكنة للقضاء على الثورة التحريرية وذلك بممارسة إرهاب فكري وحرب نفسية و قمع للجماهير بهدف عزل الثورة داخليا إضافة إلى هذه الأساليب لجأت إدارة الإحتلال إلى تجنيد أبواق أجهزتها الإعلامية لنشر دعايتها المغرضة و تضليل الرأي العام الوطني و الدولي باظهار العمل الثوري أنه ضد حيث اعتبرته مجرد أعمال يائسة تقوم بها مجموعة من الخارجين عن القانون حسب و أمام استمرار الدعاية الاستعمارية المضللة و تزايدها و استهدافها لوطنية الثورة و وتطوير العدو لترسانته الإعلامية، لزاما على قادة الثورة وضع استراتيجية إعلامية كفيلة بمواجهة الهجمة الإعلامية الإستعمارية المهام الإعلامية حكرا على الصحفيين، رسالة الاعلام و الدعاية الثورية تقاسمها الإعلامي في متمثل الدور الاعلامي للمحافظ السياسي في مجابهة دعاية العدو المستهدفة للثورة التحريرية الموضوع في محورين رئيسسسن هما: -أولا التعريف بالمحافظ السياسي الجزائرية 1 -التعريف بالمحافظ السياسي : تزامن ظهور هيكل المحافظ السياسي أوت 1956 ) 1(، فقد فكر قادة الثورة في وظيفة لكنها لم تكن معممة على كل المناطق ولم تكن محددة وواضحة ويرى المجاهد عبد العزيز وعلي ) 3( أن المحافظ السياسي في بداية الثورة وقبل مؤتمر الصومام هوكل شيء في عالمها، لأنه يتكفل بنواحي عديدة وهي تنظيم الشعب في القرى والمشاتي ودفع المواطنين للإلتفاف حول أقر المؤتمر إنشاء ورد مصطلح المفوض السياسي في عدة مواقع في للثورةالتحريرية ) 6، حيث أنشئ سلك المحافظين P(7 (، له نفس وقد كان عضوا بارزا في مجلس القيادة على مستوى الولاية والمنطقة والناحية والقسمة. وما تجدر الإشارة إليه هوتعدد التسميات محاضر مؤتمر الصومام تحت إسم المفوض فعند إستعراضها الكوميسارات السياسيون ومهامهم 9(» ( ولقبهم العقيد عميروش بشيوخ البلديات، تنظيم الجماهير. وفي بعض النواحي كان ما كان يرد في وثائق الثورة تحت إسم المسؤول في القاعدة وبدقته وتسميته المرشد) 11 (السياسي التحريرية من التجارب الناجحة للحركات منها تجربة المحافظ السياسي التي أبدت فعاليتها في الجيش الأحمر الروسي والثورة الصينية، واعتبرت أبرز عوامل نجاح ثورة الهند التي نظمها المجاهد والمحافظ السياسي محمد تنظم الملايين 13 ( وأذنها التي تسمع بها 15(. » ( ونظرا لإستراتيجية الأعمال المنوطة في وظيفته، مدى إلمامه بمحيط نشاطه، تعيين الأشخاص المعروفين باحتكاكهم بالشعب ومعرفتهم للعائلات، السياسي التوصل إلى حقيقة موقف تلك العائلات وعن أهمية هذا المعيار يقول المجاهد محمد « لكي يأتي للمحافظ السياسي التنظيم في شمولية وإدراك بتاريخ الناحية التي يكون فيها هذه المعرفة تتيح له إدراك الحالة المعيشية للمواطن وعادات حتى يكونوا هم سنده ودعمه، فيستطيع بذلك إختصار المسافة 18( » ( كان يشترط في تعيين المحافظين السياسيين قيامهم بأعمال عسكرية ضد العدو، ومشاركتهم

سخرت السلطات الإستعمارية كافة
الوسائل الممكنة للقضاء على الثورة التحريرية
الجزائرية،وذلك بممارسة إرهاب فكري وحرب
نفسية و قمع للجماهير بهدف عزل الثورة داخليا
وخارجيا وخنقها ثم تجريدها من طابعها الشعبي
الجماهيري.
إضافة إلى هذه الأساليب لجأت إدارة
الإحتلال إلى تجنيد أبواق أجهزتها الإعلامية
لنشر دعايتها المغرضة و تضليل الرأي العام
الوطني و الدولي باظهار العمل الثوري أنه ضد
إرادة الجماهير الجزائرية، و نعته بمختلف
الأوصاف ،حيث اعتبرته مجرد أعمال يائسة تقوم
بها مجموعة من الخارجين عن القانون حسب
ادعائهم.
و أمام استمرار الدعاية الاستعمارية
المضللة و تزايدها و استهدافها لوطنية الثورة و
أهدافها، وتطوير العدو لترسانته الإعلامية، كان
لزاما على قادة الثورة وضع استراتيجية إعلامية
كفيلة بمواجهة الهجمة الإعلامية الإستعمارية
الشرسة.
إلا أن ظروف الكفاح الوطني لم تجعل
المهام الإعلامية حكرا على الصحفيين، بل أن
رسالة الاعلام و الدعاية الثورية تقاسمها الإعلامي
الثوري، والمجاهد و المحافظ السياسي.في
متمثل الدور الاعلامي للمحافظ السياسي في
مجابهة دعاية العدو المستهدفة للثورة التحريرية
الجزائرية؟ وللإجابة على اشكالية البحث عالجنا
الموضوع في محورين رئيسسسن هما:
-أولا التعريف بالمحافظ السياسي
ثانيا الدور الإعلام يللمحافظ السياسي في ثورة التحرير
الجزائرية
1 -التعريف بالمحافظ السياسي :
تزامن ظهور هيكل المحافظ السياسي
مع إندلاع الثورة التحريرية الجزائرية وتطور
واتضح دوره أكثر عقب مؤتمر الصومام 20
أوت 1956 ) 1(، فقد فكر قادة الثورة في وظيفة
المحافظ السياسي منذ اندلاعها، لكنها لم تكن
معممة على كل المناطق ولم تكن محددة وواضحة
الأهداف والمعالم ) 2(. ويرى المجاهد عبد العزيز
وعلي ) 3( أن المحافظ السياسي في بداية الثورة
وقبل مؤتمر الصومام هوكل شيء في عالمها،
لأنه يتكفل بنواحي عديدة وهي تنظيم الشعب في
القرى والمشاتي ودفع المواطنين للإلتفاف حول
الثورة ويبلغ الجميع أخبار الثورة وتعليماتها. ) 4(
وبانعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 ،
وفي إطار إعادة هيكلة التنظيمات الإدارية
والسياسية للثورة وتعميمها، أقر المؤتمر إنشاء
سلك المحافظين السياسيين ) 5( ، وقد
ورد مصطلح المفوض السياسي في عدة مواقع في
وثيقة الصومام تأكيدا على الأهمية التي حظي بها
في المؤتمر، ونظرا لإرتباطه بالجانب التنظيمي
للثورةالتحريرية ) 6، حيث أنشئ سلك المحافظين
السياسيين، يتدرجون في الرتبة من الولاية إلى
القسمة مرورا بالمنطقة والناحية، حيث تم تعيين
في كل منها محافظ سياسي)) C.P(7 (، له نفس
رتبة القائد العسكري في الهيكل الإداري المعين
فيه، وقد كان عضوا بارزا في مجلس القيادة على
مستوى الولاية والمنطقة والناحية والقسمة. ) 8(
وما تجدر الإشارة إليه هوتعدد التسميات
التي عرف بها المحافظ السياسي فقد ورد في
محاضر مؤتمر الصومام تحت إسم المفوض
السياسي وجاء باسم الكومسار السياسي في
جريدة المقاومة الجزائرية، فعند إستعراضها
قضايا تاريخية العدد 08 1439 ه / 2017 م
158
لصلاحيات المحافظ السياسي كتبت بعنوان «
الكوميسارات السياسيون ومهامهم 9(» ( ولقبهم
العقيد عميروش بشيوخ البلديات، حيث خاطب
المحافظين السياسيين وقال لهم : « وأنتم شيوخ
البلديات في قسما تكم عليكم أن تجدوا في
تنظيم الجماهير... 10( » (، وفي بعض النواحي كان
يطلق على المحافظ السياسي لقب القاضي، وغالبا
ما كان يرد في وثائق الثورة تحت إسم المسؤول
السياسي وكانت تسمية المحافظ السياسي شائعة
في القاعدة وبدقته وتسميته المرشد) 11 (السياسي
شائعة قبل إنعقاد مؤتمر الصومام.
وما تجدر الإشارة إليه أن فكرة إنشاء
المحافظ السياسي تندرج ضمن إستفادة الثورة
التحريرية من التجارب الناجحة للحركات
التحريرية، منها تجربة المحافظ السياسي التي
أبدت فعاليتها في الجيش الأحمر الروسي والثورة
الصينية، واعتبرت أبرز عوامل نجاح ثورة الهند
الصينية وهذا ما تدعمه قصيدة المحافظ السياسي
التي نظمها المجاهد والمحافظ السياسي محمد
الصالح بن طامة) 12 (، ومما ورد فيها تقتطف:
قالوا بالمحافظ نجحت الصين وقدرت
تنظم الملايين
وتحصل في القرن العشرين على أعظم
إنتصار بالكومسيار
زادوا قالوا هوشي منه ما قدر ينظم الملايين
ويعدل بين المعذبين إلا بالكوميسار.) 13 (
يقول المجاهد المحافظ السياسي
مصطفى شرشالي) 14 ( في صدد وصفه لأهمية
وظيفة المحافظ السياسي : « هوعين الثورة التي
ترى بها، وأذنها التي تسمع بها 15(.» (
ونظرا لإستراتيجية الأعمال المنوطة
بالمحافظ السياسي وإنعكاساتها على مسار
الثورة جعل قيادتها تضع عددا من المواصفات
والمعايير قبل اختيار المحافظ السياسي وتعيينه
في وظيفته، تتمثل خاصة في المعايير الآتية :
-التحكم في ناحية نشاطه :
كان يراعي في تعيين المحافظ السياسي
مدى إلمامه بمحيط نشاطه، ومعرفته به، فكان يتم
تعيين الأشخاص المعروفين باحتكاكهم بالشعب
ومعرفتهم للعائلات، اذ يتطلب من المحافظ
السياسي التوصل إلى حقيقة موقف تلك العائلات
والأعيان من الإدارة الإستعمارية وعلاقتهم بها
) 16 (. وعن أهمية هذا المعيار يقول المجاهد محمد
مرتاض) 17 ( :
« لكي يأتي للمحافظ السياسي التنظيم
والتكوين وقيادة الجماهير فانه لابد له من الإلمام
في شمولية وإدراك بتاريخ الناحية التي يكون فيها
الجماهير وبأهم حدودها الجغرافية، هذه المعرفة
تتيح له إدراك الحالة المعيشية للمواطن وعادات
وتقاليد الجهة حتى لا يخطئ أويقع منه تجاوز
يسيء إلى الثورة من حيث أراد هوتقديم خدمة لها،
ومعرفة البيئة يتيح له أن يحفظ للأعيان مكانتهم،
فيقر بهم إليه زلفى، حتى يكونوا هم سنده ودعمه،
فيستطيع بذلك إختصار المسافة 18( » (
-نضاله الوطني :
كان يشترط في تعيين المحافظين السياسيين
قيامهم بأعمال عسكرية ضد العدو، ومشاركتهم
في النظال الوطني حتى قبل إندلاع الثورة التحريرية،
وعادة ما كانت جبهة التحرير الوطني تلجأ إلى
إختيار محافظين سياسيين من بين المناضلين
القدماء لحزب الشعب الجزائري) 19 ( ومن جهتهم
المحافظون السياسيون كانوا لا يكفون عن إظهار