Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

رثاء المدن والممالك :
· تعريف رثاء المدن :
وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاج عصور الحكم في مراحل مختلفة. وهذا النوع من الرثاء لا يقف في حدود عند رثاء المدن وحدها حين يصيبها الدمار والتخريب ولكنه يتجاوز ذلك إلى رثاء الممالك تارة والعصور تارة أخرى. كما حدث ذلك في الأندلس. وقد تميز هذا الغرض من رثاء المدن في الشعر أكثر من تميزه في النثر. ويُعد رثاء المدن من الأغراض الأدبية المحدثة، ذلك أن الجاهلي لم تكن له مدنٌ يبكي على خرابها، رثاء المدن في المشرق. عرف المشرق قدرا من هذا الرثاء شعرًا، عندما تعرضت عاصمة الخلافة العباسية للتدمير والخراب خلال الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون. فنهبت بغداد وهتكت أعراض أهلها واقتحمت دورهم، ووجد السّفلة والأوباش مناخًا صالحا ليعيثوا فسادا ودمارا. وهو شاعر خامل الذكر، عن هذه النَّكبة في مرثيته لبغداد فقال:
يابؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها
بالخسف والقذف والحريق وبالحرب التي أضحت تساورها
حلّت ببغداد وهي آمـنة داهية لم تكن تحاذرهـا
ثم كان خراب البصرة على يد الزنج في ثورتها المشهورة. فأشعلوا فيها الحرائق وحولوها إلى أنقاض ودمار، فوقف الشاعر ابن الرومي مذهولا بما حدث فقال:
كم أخ قد رأى أخاه صريعا تَرِبَ الخد بين صرعى كرام
كم مفدّى في أهله أسلموه حين لم يحْمه هنالك حامي
كم رضيع هناك قد فطموه بشبا السيف قبل حدّ الفطام
وبالإضافة إلى هاتين المرثيتين، حفل ديوان رثاء المدن في المشرق، بطائفة من القصائد تتحدث عن تلك المدن التي اسقطها هولاكو وتيمور لنك. ومن أبياته قوله:
إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقـه نظــــر إلى إنســان
ما للمنازل أصبحت لا أهلها أهلي ولا جيرانهــا جيـران
يقول في آخر القصيدة:
إن القيامة في بغداد قد وجدت وحدّها حين للإقبال إدبار
آل النبي وأهل العلم قد سُبيوا فمن ترى بعدهم تحويه أمصار
ماكنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا لكن أتى دون ما أختار أقدار
وكذلك كان رثاء دمشق عندما سقطت في أيدي التتار فتعاقب على رثائها كثير من الشعراء مسجلين ذلك الحدث ومنهم الشاعر علاء الدين العزولي في قوله:
أجريت جمر الدمع من أجفاني حزنا على الشقراء والميـدان
لهفي على وادي دمشق ولطفه وتبدل الغزلان بالثيــــــران
واحسرتاه علي دمشق و قولها سبحان من بالغل قد أبلاني
لهفي عليك محاسنا لهفي عليـ ك عرائسا لهفي عليك مغانـي
ولكن هذا اللون في المشرق لم يزدهر ازدهاره في الأندلس، ويعزى ذلك إلى أن طبيعة التقلبات السياسية في الأندلس كانت أشد حدة وأسرع إيقاعا، رثاء المدن في الأندلس. إذ كان مواكبًا لحركة الإيقاع السياسي راصدًا لأحداثه مستبطنًا دواخله ومقومًا لاتجاهاته. وكان محوره الأول يدور حول سلبيات المجتمع الأندلسي بسبب ما انغمس فيه الناس من حياة اللهو والترف والمجون وانصراف عن الجهاد. وأن الأمر لن يستقيم إلا برفع علم الجهاد تحت راية لا إله إلاالله. ومن هنا فالصوت الشعري لرثاء المدن في الأندلس يخالف الأصوات الشعرية الأندلسية الأخرى التي ألفها أهل الأندلس في الموشحات ووصف الطبيعة والغزل وبقية الأغراض الأخرى. ويُفَسَّرُ ذلك إما بخشيتهم من السلطان القائم بسبب نقدهم للأوضاع السياسية وإما أن عنايتهم بالحس الجماعي واستثارته كانت أكثر من عنايتهم بذواتهم الشاعرة. والفتيات المسلمات انتهكت أعراضهن، والدويلات المسلمة تستعين بالنصارى في تدعيم حكمها. كان سقوط مدينة طليطلة في أواخر القرن الخامس الهجري بداية المأساة؛ يقول شاعر مجهول يرثي طليطلة في قصيدة مطلعها:
طليطلة أباح الكفر منها حماها إنّ ذا نبـــأ كبير
كما تصور ماضيها المجيد وحاضرها المهين. وتنتهي بأمنية مشتهاة أن يخرج من أصلاب المسلمين بطلٌ كطارق بن زياد يعيد الأمر إلى نصابه:
ألم تك معقلا للدين صعـبا فذلّله كما شاء القديـر
وأخرج أهلها منها جميعــا فصاروا حيث شاء بهم مصير
أي قلب على هذا يقر ولا يطير
فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا يكرر ما تكررت الدهور
ثم تختم المرثية بهذه الأمنية:
يكُرّ إذا السيوف تناولــته وأين بنا إذا ولت كـرور
ويطعن بالقنا الخطار حتى يقول الرمح من هذا الخطــير ؟
وتعد مرثية الشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس، أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن السبيل إلى منجاتها درسا
وهب لها من عزيز النصر ما التمست فلم يزل منك عزّ النصر ملتمسا
مدائن حلها الإشراك مبتسما جذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا
ياللمساجد عادت للعدا بيعا وللنداء غدا أثناءها جرسـا
ثم يلتفت إلى أبي زكريا سلطان تونس قائلا:
طهّر بلادك منهم إنهم نجس ولا طهارة ما لم تغسل النجسا
وأوطئ الفيلق الجرار أرضهم حتى يطأطئ رأسا كل من رأسا
وأملأ هنيئًا لك التأييد ساحتها جرُدًا سلاهب أو خطية دُعُســا
وأما مراثي الممالك فمن أشهرها مرثية أبي محمد، الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور؟
وفيها يقول:
أنهاك أنهاك لا آلوك موعظة عن نومة بين ناب الليث والظفر
وفي هذه المرثية، يحشد ابن عبدون الكثير من أحداث التاريخ وتقلباته ويحكي ما أصاب الدول والممالك من مآسٍ ومحن متخذا من ذلك سبيلا للعظة والتأسي. وتمتاز القصيدة على طولها بحاسة شعرية قوية وعاطفة جياشة تزاوج بين مأساة بني الأفطس الذاتية والسياسية. ومن أهم المراثي التي ربطت بين المأساة الذاتية والسياسية قصيدة أبي بكر بن عبد الصمد في رثاء مملكة إشبيليا وأميرها الشاعر المعتمد بن عباد:
ملك الملوك أسامع فأنادي أم قد عدتك عن السماع عوادي
لما خلت منك القصور ولم تكن فيها كما قد كنت في الأعــياد
قد كنت أحسب أن تبدد أدمعي نيران حزن أضرمت بفــــؤادي
وتعد أيضا دالية ابن اللبانة في رثاء بني عبَّاد ومملكتهم من تلك المراثي التي ربطت بين مأساة المعتمد وضياع ملكه ومأساة الشاعر حين هوى عن عرش الشعر ومملكته:
على الجبال التي هُدّت قواعدها وكانت الأرض منهم ذات أوتاد
نسيت إلا غداة النهر كونهم في المنشآت كأموات بألحاد
تفرقوا جيرة من بعد ما نشأوا أهـلا بأهـل وأولادًا بأولاد
وإشبيليا مهد الفن، وكيف أَقفرت الديار من الإسلام فصارت المساجد كنائس وغدا صوت الأذان صوت ناقوس؟!، ثم يهيب أبو البقاء الرندي بفرسان المسلمين عبر عدوة البحر إلى المسارعة لنجدة الأندلس والمسلمين. يقول في أول القصيدة:
وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حلّ بالإسلام سلوان
إلى أن يقول:
وأين قرطبة دار العلوم، فكم من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذبُ فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان
حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلا نواقيـــس وصلبــان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان!
وأهمية رثاء المدن أنه يكشف عن جوانب ثرية من التاريخ السياسي بين المسلمين والنصارى في الأندلس. وأن ملوك الطوائف حين حرصوا على ملكهم الفردي أضاعوا ملكًا أعظم. وما أصدق سخرية الشاعر المصحفي حين قال:
مما يزهدني في أرض أندلس أسمــاء معتضدٍ فيــها ومعتمد
عرف الرثاء منذ العصر الجاهلي، وكانوا يرثون قتلاهم بذكر مناقبهم وبالبكاء الحار عليهم حثًا للقبيلة على الثأر. كما أن المرأة أدّت دورًا كبيرًا في رثاء قتلى الحروب، إذ تذكر المصادر، أن الخنساء في الجاهلية كانت تخرج إلى سوق عُكاظ فتندب أخويها صخرًا ومعاوية، ومن روائع مراثي الخنساء ما قالته في أخيها صخر:
فقد رثى الشعراء أنفسهم قبل الموت، كقول أحدهم:
فكذلك كانوا في مراثيهم يعددون فضائل الميت، حتى عرَّف النقاد القدماء الرثاء بأنه ذكر فضائل الميت ومدحه. ظل الرثاء غرضًا شعريًا، فلم يعد الراثي يذكر ما حظره الإسلام من المعاني التي تتعارض مع ما أمر الله به من الصبر والإيمان بقضاء الله تعالى. وتتضمن أحيانًا هجوًا للمشركين وقتلاهم. وبجانب البكاء في هذه المراثي أو تلك وبجانب الإشادة بالأموات، فها هو ذا عبيدالله بن قيس الرقيات يرثي ولدي أخيه عبدالله اللذين قتلا في موقعة الحرّة، إلى قوله يتوعد الأمويين:
والله أبرح في مقدمةٍ أهدي الجيوش عليَّ شكَّتيه
حتى أفجّعهم بإخوتهم وأسوق نسوتهـم بنسوتيّــه
تظهر مراثي الشيعة في الإمام الحسين، وأشهر شعرائهم في ذلك السيد الحميري ودِعْبِل الخُزاعي، وحين اشتدّت موجات الصّليبيين والمغول على المسلمين، كان من الطبيعي أن تشيع مراثي الشعراء في القادة خاصة، سواء من استشهد منهم أو من مات خارج المعركة. فمن ذلك مراثيهم في عماد الدين زنكي الذي استشهد على يد غلام له أثناء حصاره لإحدى القلاع، كما رثى الشعراء ابنه نور الدين حين مات، وفقد المسلمون بموته قائدًا عظيمًا. هذا إلى رثاء الأعلام من الوزراء والعلماء والقضاة. كما اصطبغ الرثاء بأصباغ فكرية، ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخياللديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع فيالوصف. لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوبنقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, ملون بالعاطفةوالخيال, كالرياض، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصفالقصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر
ج . الخمريات . د. رثاء
ولعل مايهمنا فيهذا المقام هو الحديث
عن شعر وصف الطبيعة:
في بيئة المغاربة والأندلسيون , بل وجد وبشكل كبير عند البغداديونوالمشاركة بشكل عام , حيث وجد عند ابن الرومي والبحتري
ولكن كان لهذه الطبيعة الساحرة أثرهاالكبير في خصب عقول الأندلسيين ورفاهية حسهم , نتيجة التحرر والانطلاق في مجمع الأندلس , لذا كان الشاعر يعتبرالطبيعة مسرحا لحياته
وفي أحضانها كان يستسلم للهوه وحبه وخمره , وكان ممتزجا بها
متفاعلا معها. مظاهروصف الطبيعة في الأندلس :
وهذا ابن خفاجه
استولت على لبه الحدائقالفيح , كأنه طوق من ذهب يزين بردالغمامة , هذه اللوحة بقوله . مزج الطبيعة بفنون الشعر
المختلفة :
حتى تبدى البدر في جوزاءه *** ملكا تناهى بهجةوبهاءا
وخير من فعل ذلك من الشعراء بن زيدون وعبرعن
مشاعره لولادة
في الزهراء :
إني ذكرت فيالزهراء مشتاقا ***
يوم كأيام لذات لنا انصرمت *** بتنا لها حين نامالدهر سراقا . فظاهره خلط المدح بوصف الطبيعة لمتكن منابتكارالأندلسيون بل سبقهم بها المشارقه حيث كانت أصولها
وقدحاول المشارقه القيامبهذا على حذر وتردد
ثم بدا هذا واضحا في شعر أبي تماموالبحتري , فالنسيم قد انبرى *** والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لناكافوره ***
لنا التاريخ الأدبي بين دفتيه أسماء شعراء لمعوا في هذا المجال : ابنعمار , وصف
الطبيعةمزوجاً بــ الرثاء
لعبقرية وابداع كي تؤدى بأكملوجه , وآلامهم الدفينة , من قاموا بهذه التجربة " ابن خفاجه " حين رثى الوزيرأبا عبد الله بن ربيعه حيث يقول في مطلعها :
في كل ناد منك روض ثناء وبكل
لاهزني أمل وقد حل الردى بأبي
غيرأن ابن خفاجة يقفز هذه المره
طريقه القدامى
تلذذ بدار القصف عني ساعة *** وابلغ نداماها اعزسلام
*** أعظمها من أعظم ورجام . أهم شعراءالطبيعة الأندلسية :
ابن
الشهيد، وابن زيدونوالرصافي الرفاء
وبعد أن جلنـا هذه الجولات مع شعر الطبيعة نحب أننضيف ، انه لم يحاول في أحيانكثيرة أن ينفح فيها شيء
من روحه ويمزج بهـا أحاسيسه ومشاعره مزجاً تـاماً، بل اكتفىبتصويرها معتمداً على الحواس الخمس وأبرزهـا حاسة البصر، ويبرزه معتمداً في ذلك علىخياله وصوره الخلابة
ولكن وجد هناك شعراء امتزجوا بالطبيعة وتجانسوا معها كابنخفاجه. المشارقه، بعزارةالمادة ودقة التصوير وابتكار
الفنون ، تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي = على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها = وكانت الارض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوَت = أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على = أساود لهمو فيها وآساد
وكعبة كانت الامال تعمرها = فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها = خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدةٌ = وكل شيء لميقات وميعاد
كم من درارى سعدٍ قد هوت ووهت = هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته = ذوى وذا خبا من بعد ايقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ = في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه = خفّ الفطين وجف الزرع بالوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر = لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت = تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفيَ فقد = أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر = وقاتل نفسه ما أن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره = فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم = قد أقفر الحي من هند ومن عاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم = فليس للسعد فيهم نور إسعاد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت = فما شماتة أعداء وحسّاد
ان يُخلعوا فبنو العباس قد خلعوا = وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة = فالحال ذا الحال إفساد كإفساد
كانت أسرتها من فضلها بهم = مثل المنابر أعواداً بأعواد
هم الشواهق فيها كهف معتصم = مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها = برح العذاب وما دانوا بإلحاد
أضحت مكسرة أرعاط أسهمهم = وأسهم الدهر فيهم ذات إقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ = تحط مرتبتي عادٍ وشداد
حموا حريمهم حتى اذا غُلبوا = سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السَجن بعد القصر منزلةً = وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وعيث في كل طوق من دروعهم = فصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم = بمثل ما قصفوا من كل مناد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم = من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيُرى = لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ إلا غداة النهر كونهم = في المنشآت كأموات بألحاد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا = أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداعُ فضجّت كل صارخة=وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها=كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت=تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا = ماء السماء أبى سقيا حشا الصادي
واين يوضح لي هدي الرشيد ضحىً = أجلو به في ظلام الغي ارشادي
عجـبـاً لأهــل الـنـار حـلــوا جـنّــةمـنـهــا تــمــدّ عـلـيـهـم أفـيـاءهــا
جــرّد ظـبـاك لمـحـو آثــار الـعـدىتقتـل ضرغامهـا وتـسـب ظبـاءهـا


Original text

رثاء المدن والممالك :


· تعريف رثاء المدن :
عرف الأدب العربي رثاء المدن غرضًا أدبيا في شعره ونثره. وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاج عصور الحكم في مراحل مختلفة.
وهذا النوع من الرثاء لا يقف في حدود عند رثاء المدن وحدها حين يصيبها الدمار والتخريب ولكنه يتجاوز ذلك إلى رثاء الممالك تارة والعصور تارة أخرى. بل قد يرثي الدولة بأسرها؛ كما حدث ذلك في الأندلس. وقد تميز هذا الغرض من رثاء المدن في الشعر أكثر من تميزه في النثر.
ويُعد رثاء المدن من الأغراض الأدبية المحدثة، ذلك أن الجاهلي لم تكن له مدنٌ يبكي على خرابها، فهو ينتقل في الصحراء الواسعة من مكان إلى آخر، وإذا ألم بمدن المناذرة والغساسنة فهو إلمام عابر. ولعل بكاء الجاهلي على الربع الدارس والطلل الماحل هو لون من هذه العاطفة المعبّرة عن درس المكان وخرابه.
رثاء المدن في المشرق. عرف المشرق قدرا من هذا الرثاء شعرًا، عندما تعرضت عاصمة الخلافة العباسية للتدمير والخراب خلال الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون. فنهبت بغداد وهتكت أعراض أهلها واقتحمت دورهم، ووجد السّفلة والأوباش مناخًا صالحا ليعيثوا فسادا ودمارا. وقد عبر الشاعر أبو يعقوب إسحاق الخريمي، وهو شاعر خامل الذكر، عن هذه النَّكبة في مرثيته لبغداد فقال:
يابؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها
أمهلها الله ثم عاقبها حين أحاطت بها كبائرها
بالخسف والقذف والحريق وبالحرب التي أضحت تساورها
حلّت ببغداد وهي آمـنة داهية لم تكن تحاذرهـا
ثم كان خراب البصرة على يد الزنج في ثورتها المشهورة. فأشعلوا فيها الحرائق وحولوها إلى أنقاض ودمار، فوقف الشاعر ابن الرومي مذهولا بما حدث فقال:
كم أخ قد رأى أخاه صريعا تَرِبَ الخد بين صرعى كرام
كم مفدّى في أهله أسلموه حين لم يحْمه هنالك حامي
كم رضيع هناك قد فطموه بشبا السيف قبل حدّ الفطام
وبالإضافة إلى هاتين المرثيتين، حفل ديوان رثاء المدن في المشرق، بطائفة من القصائد تتحدث عن تلك المدن التي اسقطها هولاكو وتيمور لنك.
وكذلك استثارت نكبة بغداد على يد هولاكو عاطفة عدد من الشعراء مثل شمس الدين الكوفي، ومن أبياته قوله:
إن لم تقرّح أدمعي أجفاني من بَعْدِ بُعْدِكُمُ فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقـه نظــــر إلى إنســان
مالي وللأيام شتت خطبها شملي وخــلاني بلا خلان
ما للمنازل أصبحت لا أهلها أهلي ولا جيرانهــا جيـران
وتعد مرثبة الشيخ تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم التنوخي في القرن السابع الهجري أشهر مراثي بغداد حين خربها هولاكو. يقول في آخر القصيدة:
إن القيامة في بغداد قد وجدت وحدّها حين للإقبال إدبار
آل النبي وأهل العلم قد سُبيوا فمن ترى بعدهم تحويه أمصار
ماكنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا لكن أتى دون ما أختار أقدار
وكذلك كان رثاء دمشق عندما سقطت في أيدي التتار فتعاقب على رثائها كثير من الشعراء مسجلين ذلك الحدث ومنهم الشاعر علاء الدين العزولي في قوله:
أجريت جمر الدمع من أجفاني حزنا على الشقراء والميـدان
لهفي على وادي دمشق ولطفه وتبدل الغزلان بالثيــــــران
واحسرتاه علي دمشق و قولها سبحان من بالغل قد أبلاني
لهفي عليك محاسنا لهفي عليـ ك عرائسا لهفي عليك مغانـي
ولكن هذا اللون في المشرق لم يزدهر ازدهاره في الأندلس، ويعزى ذلك إلى أن طبيعة التقلبات السياسية في الأندلس كانت أشد حدة وأسرع إيقاعا، وأنها اتخذت شكل المواجهة بين النصارى والمسلمين حين تجمع الصليبيون عازمين على طرد المسلمين وإخراجهم من الأندلس
رثاء المدن في الأندلس. كان هذا الغرض في الأندلس من أهم الأغراض الشعرية، إذ كان مواكبًا لحركة الإيقاع السياسي راصدًا لأحداثه مستبطنًا دواخله ومقومًا لاتجاهاته.
وكان محوره الأول يدور حول سلبيات المجتمع الأندلسي بسبب ما انغمس فيه الناس من حياة اللهو والترف والمجون وانصراف عن الجهاد. وأن الأمر لن يستقيم إلا برفع علم الجهاد تحت راية لا إله إلاالله. ومن هنا فالصوت الشعري لرثاء المدن في الأندلس يخالف الأصوات الشعرية الأندلسية الأخرى التي ألفها أهل الأندلس في الموشحات ووصف الطبيعة والغزل وبقية الأغراض الأخرى.
ويلفت النظر أن عددا من قصائد رثاء المدن في الأندلس لشعراء مجهولين؛ ويُفَسَّرُ ذلك إما بخشيتهم من السلطان القائم بسبب نقدهم للأوضاع السياسية وإما أن عنايتهم بالحس الجماعي واستثارته كانت أكثر من عنايتهم بذواتهم الشاعرة.
يقوم هذا الرثاء على مقارنة بين الماضي والحاضر؛ ماضي الإسلام في مجده وعزه، وحاضره في ذله وهوانه. فالمساجد غدت كنائس وبيعًا للنصارى وصوت النواقيس أضحى يجلجل بدلا من الأذان، والفتيات المسلمات انتهكت أعراضهن، والدويلات المسلمة تستعين بالنصارى في تدعيم حكمها. وتمتلئ كل هذه النصوص بشعور ديني عميق يطفح بالحسرة والندم.
كان سقوط مدينة طليطلة في أواخر القرن الخامس الهجري بداية المأساة؛ فهي أول بلد إسلامي يدخله الفرنجة وكان ذلك مصابا جللا هزّ النفوس هزًا عميقًا. يقول شاعر مجهول يرثي طليطلة في قصيدة مطلعها:
لثُكلكِ كيف تبتسم الثغور سرورًا بعدما سبيت ثغور
طليطلة أباح الكفر منها حماها إنّ ذا نبـــأ كبير
وفي هذه القصيدة التي بلغت سبعين بيتا تصوير لحال المسلمين عشية سقوطها وما أصابهم من ذل وصغار، كما تصور ماضيها المجيد وحاضرها المهين. وتنتهي بأمنية مشتهاة أن يخرج من أصلاب المسلمين بطلٌ كطارق بن زياد يعيد الأمر إلى نصابه:
ألم تك معقلا للدين صعـبا فذلّله كما شاء القديـر
وأخرج أهلها منها جميعــا فصاروا حيث شاء بهم مصير
وكانت دار إيمان وعلـم معالمها التي طمست تنير
مساجدها كنائس، أي قلب على هذا يقر ولا يطير
فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا يكرر ما تكررت الدهور


ثم تختم المرثية بهذه الأمنية:
الاّ رجل له رأي أصيـل به مِمّا نحاذر نستجير
يكُرّ إذا السيوف تناولــته وأين بنا إذا ولت كـرور
ويطعن بالقنا الخطار حتى يقول الرمح من هذا الخطــير ؟
وتعد مرثية الشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس، فقد أرسل بها على لسان أميره إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجدا به لنصرة الأندلس ومطلعها:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن السبيل إلى منجاتها درسا
وهب لها من عزيز النصر ما التمست فلم يزل منك عزّ النصر ملتمسا
ويحكي هذا النص يأس أهل الأندلس من حكامهم المسلمين ومن ثم توجهوا لطلب النصرة من خارج الأندلس كما تصور حال بلنسية وقد تحولت المساجد إلى كنائس وفرض الكُفر سلطانه على الجزيرة وأن الذي أصاب بلنسية يوشك أن يصيب باقي المدن الأندلسية:
مدائن حلها الإشراك مبتسما جذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا
ياللمساجد عادت للعدا بيعا وللنداء غدا أثناءها جرسـا


ثم يلتفت إلى أبي زكريا سلطان تونس قائلا:
طهّر بلادك منهم إنهم نجس ولا طهارة ما لم تغسل النجسا
وأوطئ الفيلق الجرار أرضهم حتى يطأطئ رأسا كل من رأسا
وأملأ هنيئًا لك التأييد ساحتها جرُدًا سلاهب أو خطية دُعُســا
وأما مراثي الممالك فمن أشهرها مرثية أبي محمد، عبد المجيد بن عبدون التي رثى بها قتلى بني الأفطس أصحاب بطليوس ومطلعها:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور؟


وفيها يقول:
أنهاك أنهاك لا آلوك موعظة عن نومة بين ناب الليث والظفر
وفي هذه المرثية، يحشد ابن عبدون الكثير من أحداث التاريخ وتقلباته ويحكي ما أصاب الدول والممالك من مآسٍ ومحن متخذا من ذلك سبيلا للعظة والتأسي. وتمتاز القصيدة على طولها بحاسة شعرية قوية وعاطفة جياشة تزاوج بين مأساة بني الأفطس الذاتية والسياسية.
ومن أهم المراثي التي ربطت بين المأساة الذاتية والسياسية قصيدة أبي بكر بن عبد الصمد في رثاء مملكة إشبيليا وأميرها الشاعر المعتمد بن عباد:
ملك الملوك أسامع فأنادي أم قد عدتك عن السماع عوادي
لما خلت منك القصور ولم تكن فيها كما قد كنت في الأعــياد
قد كنت أحسب أن تبدد أدمعي نيران حزن أضرمت بفــــؤادي
وتعد أيضا دالية ابن اللبانة في رثاء بني عبَّاد ومملكتهم من تلك المراثي التي ربطت بين مأساة المعتمد وضياع ملكه ومأساة الشاعر حين هوى عن عرش الشعر ومملكته:
تبكي السماء بدمع رائح غاد على البهاليل من أبناء عبَّاد
على الجبال التي هُدّت قواعدها وكانت الأرض منهم ذات أوتاد
نسيت إلا غداة النهر كونهم في المنشآت كأموات بألحاد
تفرقوا جيرة من بعد ما نشأوا أهـلا بأهـل وأولادًا بأولاد
· جامع قرطبة الكبير :
وأما نونية أبي البقاء الرندي فهي واسطة العقد في شعر رثاء المدن وأكثر نصوصه شهرة وأشدها تعبيرا عن الواقع. فهي ترثي الأندلس في مجموعها مدنا وممالك. فتصور ما حلّ بالأندلس من خطوب جليلة لا عزاء فيها ولا تأسٍ دونها وكيف ضاعت قرطبة دار العلوم، وإشبيليا مهد الفن، وحمص مهبط الجمال، وكيف سقطت أركان الأندلس واحدة تلو الأخرى، وكيف أَقفرت الديار من الإسلام فصارت المساجد كنائس وغدا صوت الأذان صوت ناقوس؟!، ثم يهيب أبو البقاء الرندي بفرسان المسلمين عبر عدوة البحر إلى المسارعة لنجدة الأندلس والمسلمين. يقول في أول القصيدة:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يُغَرُّ بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمــان
وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حلّ بالإسلام سلوان


إلى أن يقول:
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية وأين شاطــبة أم أيـن جيَّــان؟
وأين قرطبة دار العلوم، فكم من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذبُ فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان
حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلا نواقيـــس وصلبــان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان
وتختتم القصيدة بنغمة حزينة شجية تسفر عن الأسى العميق والتماس العظة والعبرة فيما حل بالأندلس:
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان!
وأهمية رثاء المدن أنه يكشف عن جوانب ثرية من التاريخ السياسي بين المسلمين والنصارى في الأندلس. كما يكشف جانبا من النقد الذاتي الذي واجه به الأندلسيون أنفسهم حين أَدركوا أن الانغماس في حياة اللهو والترف أدى إلى سقوط راية الجهاد، وأن ملوك الطوائف حين حرصوا على ملكهم الفردي أضاعوا ملكًا أعظم. وما أصدق سخرية الشاعر المصحفي حين قال:
مما يزهدني في أرض أندلس أسمــاء معتضدٍ فيــها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
· تطور الرثاء :
عرف الرثاء منذ العصر الجاهلي، وكان يتميز بما تميزت به سائر الأغراض من حيث الصدق وعفوية الأداء. وقد رثى شعراء الجاهلية قتلاهم في الحروب، كما رثوا موتاهم في غير الحروب. وكانوا يرثون قتلاهم بذكر مناقبهم وبالبكاء الحار عليهم حثًا للقبيلة على الثأر. كما أن المرأة أدّت دورًا كبيرًا في رثاء قتلى الحروب، إذ تذكر المصادر، مثلاً، أن الخنساء في الجاهلية كانت تخرج إلى سوق عُكاظ فتندب أخويها صخرًا ومعاوية، وكانت تحاكيها هند بنت عتبة راثية أباها، ولم تكن الخنساء ولا مثيلاتها من البواكي يقنعن بيوم أو أيام في رثاء موتاهنَّ، بل كنّ يمكثن الأعوام باكيات راثيات، ولا شك أن النساء كنَّ يدعون بدعوى الجاهلية سواء في أشعارهن أم في بكائهن وعويلهن. ومن روائع مراثي الخنساء ما قالته في أخيها صخر:
قذىً بعينــك أم بالعــين عُوَّار أم ذرَّفت مُذْ خلت من أهلها الدارُ
كأن عيني لذكراه إذا خطرت فيضٌ يسيل على الخدَّيــن مــدرار
ومثلما رثى شعراء العصر الجاهلي ذويهم، فقد رثى الشعراء أنفسهم قبل الموت، ورسموا صورًا بالغة التأثير لمآلهم بعد الموت، كقول أحدهم:
قد رجَّلوني وما رُجِّلتُ من شَعَث وألبســوني ثيابًــا غـير أخــــلاق
وأرسلــوا فتيــةً من خيرهم حسبًا ليسندوا في ضريح التُّرب أطباقي
ومثلما رسم الشاعر الجاهلي صورة للمثل والفضائل في قصائد المدح، فكذلك كانوا في مراثيهم يعددون فضائل الميت، حتى عرَّف النقاد القدماء الرثاء بأنه ذكر فضائل الميت ومدحه.
وفي صدر الإسلام، ظل الرثاء غرضًا شعريًا، إلا أن العقيدة الجديدة أدخلت عليه تطويرًا واضحًا. فلم يعد الراثي يذكر ما حظره الإسلام من المعاني التي تتعارض مع ما أمر الله به من الصبر والإيمان بقضاء الله تعالى. كما كانت مراثي شعراء الرسول ³ تتضمن معاني الجهاد والإشادة بالبطولة والشهادة في سبيل الله.
وتتضمن أحيانًا هجوًا للمشركين وقتلاهم.
وفي العصر الأموي ـ وبخاصة إبان أحداث الفتنة الكبرى وغيرها ـ تلقانا مراثٍ كثرٌ فيمن قتل من رجال الشيعة أو من رجال الخوارج. وبجانب البكاء في هذه المراثي أو تلك وبجانب الإشادة بالأموات، كان الرثاء ممتزجًا بالأفكار السياسية للفرق، وكان شعر الرثاء فرصة للتعبير عن هذه الأفكار. فها هو ذا عبيدالله بن قيس الرقيات يرثي ولدي أخيه عبدالله اللذين قتلا في موقعة الحرّة، فيقول:
إن الحوادث بالمدينــة قد أوجَعْـنَنِي وقرعْـن مَرْوتِيَــهْ


إلى قوله يتوعد الأمويين:
والله أبرح في مقدمةٍ أهدي الجيوش عليَّ شكَّتيه
حتى أفجّعهم بإخوتهم وأسوق نسوتهـم بنسوتيّــه
كما شاعت مراثي الشعراء للحسين بن علي رضي الله عنهما.
وفي العصر العباسي، تظهر مراثي الشيعة في الإمام الحسين، وأشهر شعرائهم في ذلك السيد الحميري ودِعْبِل الخُزاعي، ومن أصدق مراثي هذا العصر مراثي دعبل في زوجته التي قتلها في موجة شك عارمة انتابته على إثر وشاية كاذبة فلما ظهرت له براءتها مضى يرثيها أصدق رثاء.
وحين اشتدّت موجات الصّليبيين والمغول على المسلمين، كان من الطبيعي أن تشيع مراثي الشعراء في القادة خاصة، سواء من استشهد منهم أو من مات خارج المعركة. فمن ذلك مراثيهم في عماد الدين زنكي الذي استشهد على يد غلام له أثناء حصاره لإحدى القلاع، كما رثى الشعراء ابنه نور الدين حين مات، خارج المعارك، وفقد المسلمون بموته قائدًا عظيمًا.
كما بكى الشعراء صلاح الدين، وقد بلغت مرثية العماد الأصبهاني له مائتين وثلاثين بيتًا صور فيها حسن بلائه. كما شاعت مراثيهم في موتى الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، هذا إلى رثاء الأعلام من الوزراء والعلماء والقضاة.
وفي العصر الحديث، استمر الرثاء غرضًا شعريًا مستقلاً، وبخاصة رثاء الزعماء وقادة الحركات الوطنية والإصلاحية، وهنا تصبح المراثي فرصة لتجسيد المعاني الوطنية، والسياسية والدينية، كما اصطبغ الرثاء بأصباغ فكرية، واختلفت مناهجه على أنحاء شتى تبعًا لمذاهب الشعراء ومدارسهم الفنية.


الوصف
يعد من افضل اغراض الشعرالعربي,وأقربها
إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخياللديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً
حية,للسامع وكأنه يراهإمامه،ولابد من وجود
الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع فيالوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز
الطبيعية والأحداثالمتتالية.


تعريفه:هو إظهار أو استحضار شئ , أومكان,أو
حيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوبنقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب
ملون بالعاطفةوالخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز
الموضوع الموصوف,اذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذاتالمعاينة.
ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة
في الشعر العربي، حيث طرقوا به كلميدان قرب من
حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم.ولذا لم يكن عجيباً إن يقبل شعراءالأندلس عليه أكثر من إقبالهم على أي غرض.
وقد اشتدت عنايتهم به، حتى
اتسعتدائرته لكل ما وقع تحت أعينهم، وخاصة وصف
المناظر الطبيعية، والمشاهدالكونية،كالرياض،
والثمار، والأزهار، والطيور، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصفالقصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر
الفنونالشعرية.


وصف
الطبيعة في الشعر الأندلسي ..احتوىالشعرالأندلسي على فنونا
شعرية لا تكاد تختلف عن الأنواع الموجودة في المشرق فقدكان هناك فخرا ومدحا ورئاء وغزل وقد تفرد الأندلسيون بنظم
الموشح نحواً من ثلاثةقرون أنتقل بعدها إلى
الشرق وقد جددوا بكثير من الأغراض الشعرية المستمدة من الواقعالأندلسي وجددوا حتى بطريقة بناء القصيدة فيما يتعلق بالوزن
والقافية كما يتضح ذلكفي شعر الموشحات.
ومن أهم الأغراض الشعرية التي
تميز بهاالأندلسيون:
أ‌. وصف الطبيعة.
ب‌. الغزل .
ج .الخمريات .
د. رثاء
الدول.
هـ .
الورديات والزهريات
ولعل مايهمنا فيهذا المقام هو الحديث
عن شعر وصف الطبيعة:
لم يكن وصف الطبيعة فنا مقصوراومحصورا
في بيئة المغاربة والأندلسيون , بل وجد وبشكل كبير عند البغداديونوالمشاركة بشكل عام , حيث وجد عند ابن الرومي والبحتري
والصنوبري, وكانت هذهالأسماء لامعه ساطعة في
سماء وصف الطبيعة .
ولكن كان لهذه الطبيعة الساحرة أثرهاالكبير في خصب عقول الأندلسيين ورفاهية حسهم , ورقة تصويرهم ,
وسعه خيالهم , ومماساعد على ازدهار شعر
الطبيعة في الأندلس غير الطبيعة نفسها الحياة اللاهية التيعاشها الشعراء, نتيجة التحرر والانطلاق في مجمع الأندلس ,
لذا كان الشاعر يعتبرالطبيعة مسرحا لحياته
اللاهية , وفي أحضانها كان يستسلم للهوه وحبه وخمره , فعكفعلى تصوير لهوه وعبثه في مجال الطبيعة , وكان ممتزجا بها
متفاعلا معها.
مظاهروصف الطبيعة في الأندلس :
لم يترك الشاعر الأندلسي مظهر
من مظاهر الطبيعة أحسهبحواسه وتفاعل معه
بمشاعره إلا وصوره وأبدع التصوير ووصفه فأحسن الوصف فوصف الرياضبما فيه من خضرة وحمرة وصفرة وشذا وعبير , وهذا ابن خفاجه
استولت على لبه الحدائقالفيح , والمروج الخضر,
حيث كان يمرح ويلهوا مع أصدقاءه في جو بهيج,وشاركه الغصنهذا الإحساس والذي توج هذا الجمال ظهور الهلال بعد الغروب
كأنه طوق من ذهب يزين بردالغمامة , حين ذاك وصف
هذه اللوحة بقوله ..
واهتز عطف الغصن من طرب بنا *** وافتر عن ثغر الهلال المغرب .
فكأنه والحسن مقترن به *** طوق
على برد الغمامةمذهب.
مزج الطبيعة بفنون الشعر
المختلفة :
مزج
شعراء الأندلس وصف الطبيعةبشرب الخمر ومجالس
اللهو والطرب والغزل والحب, شرب المعتمد بن عباد الخمر ليلا فيجو من النشوة والطرب والطبيعة الخلابة..
ولقد شربت الراح يسطع نورها
*** والليلقد مدً الظلام رداءا
حتى تبدى البدر في جوزاءه *** ملكا تناهى بهجةوبهاءا
مزج الغزل بالطبيعة أمر مألوف
وخير من فعل ذلك من الشعراء بن زيدون وعبرعن
مشاعره لولادة
بقافيه بعثها إليها وهو مختبيء
في الزهراء :
إني ذكرت فيالزهراء مشتاقا ***
والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في اصائله *** كأنه رق لي فاعتل اشفاقا
يوم كأيام لذات لنا انصرمت *** بتنا لها حين نامالدهر سراقا .
مزج المدح بالطبيعة :
فظاهره خلط المدح بوصف الطبيعة لمتكن منابتكارالأندلسيون بل سبقهم بها المشارقه حيث كانت أصولها
وقدحاول المشارقه القيامبهذا على حذر وتردد
وهو مسلم بنالوليد , ثم بدا هذا واضحا في شعر أبي تماموالبحتري , ولكن هذه المحاولات كانت جميعها على حذر وتخوف
كبيرين , ولكن وجدتعندشعراءالأندلسبقوة ,
مثل رائيه ابن عمار في مدح المعتمد بنعباد حيث يقول :
أدرالزجاجة
فالنسيم قد انبرى *** والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لناكافوره ***
لما استرد الليل منا العنبرا .
هكذا افتتح قصيدته بوصف الطبيعة حتىوصل إلى مدح ابن عباد حيث قال :
عــباد المخضر نائل كفّه ***
والجو قد لبسالرداء الاخضرا
أندى على الأكباد من قطر الندى *** وألذ في الأجفان من سنة
الكرى .
ويحفظ
لنا التاريخ الأدبي بين دفتيه أسماء شعراء لمعوا في هذا المجال : ابنعمار , وابن الشهيد , وابن زيدون , وابن خفاجه , وابن
الزقاق.
وصف
الطبيعةمزوجاً بــ الرثاء
وتعتبر هذه قفزه جريئة تحتاج
لعبقرية وابداع كي تؤدى بأكملوجه , وذلك لانهم
مزجوا الرثاء برصف الطبيعة, حيث البسوا الطبيعة حلل همومهم , وآلامهم الدفينة , وعلى رأس
من قاموا بهذه التجربة " ابن خفاجه " حين رثى الوزيرأبا عبد الله بن ربيعه حيث يقول في مطلعها :
في كل ناد منك روض ثناء وبكل
خد فيكجدول مــاءِ
ولكل شخص هزة الغصن الندي وتحت البكاء ورنهالمـكـَّـاءِ
جالتبطرفي للصبابه عبرة كالغيم
رق فجال دون سماءِ
وبسطت في الغبراء خدي ذلة
أستنزلالرحمى من الغبراءِ .
لاهزني أمل وقد حل الردى بأبي
محمد المحل النائي .
غيرأن ابن خفاجة يقفز هذه المره
قفزة جريئة حين يمزج الغزل والخمر والطبيعة بالرثاءوذلك في ميميته حيث بدأها بالغزل وذكر أيام لهوه ومجونه على
طريقه القدامى
فيقول :
ورب ليال بالغميم ارقتها *** لمرضى جفون بالفراتنيام
يطول عليالليل يا أم مالك ***
وكل الليالي الصب ليل تمام
ويستمر في ذلك حتى يصل إلىالرثاء ويخلص إليه تخلص حسن
تلذذ بدار القصف عني ساعة *** وابلغ نداماها اعزسلام
وقفت وقوف الثكل بين قبورهم
*** أعظمها من أعظم ورجام .
أهم شعراءالطبيعة الأندلسية :
ابن رشيق، ابن خفاجه ، ابن
الشهيد، ابن الزقاق، وابن زيدونوالرصافي الرفاء
، وابن زمرك.
وبعد أن جلنـا هذه الجولات مع شعر الطبيعة نحب أننضيف ، أن الشاعر الأندلسي برغم من حبه الجم للطبيعة إلا
انه لم يحاول في أحيانكثيرة أن ينفح فيها شيء
من روحه ويمزج بهـا أحاسيسه ومشاعره مزجاً تـاماً، بل اكتفىبتصويرها معتمداً على الحواس الخمس وأبرزهـا حاسة البصر،
ويبرزه معتمداً في ذلك علىخياله وصوره الخلابة
ولكن وجد هناك شعراء امتزجوا بالطبيعة وتجانسوا معها كابنخفاجه.
ونخلص إلى أن شعراء الطبيعةالأندلسية فاقوا إخوانهم
المشارقه، بعزارةالمادة ودقة التصوير وابتكار
الفنون ، ونجاحهم في التعبير عن حبهم لبلادهم وتفضيلهاعلى جميع البلدان.


تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي = على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها = وكانت الارض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوَت = أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على = أساود لهمو فيها وآساد
وكعبة كانت الامال تعمرها = فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها = خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
والبيض بيض الظبى فلت مضاربها = أيدي الردى وثنتها دون اغماد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدةٌ = وكل شيء لميقات وميعاد
كم من درارى سعدٍ قد هوت ووهت = هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته = ذوى وذا خبا من بعد ايقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ = في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه = خفّ الفطين وجف الزرع بالوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر = لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت = تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفيَ فقد = أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر = وقاتل نفسه ما أن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره = فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم = قد أقفر الحي من هند ومن عاد
خانت أكفهم الاعضاد فانقطعوا = وكيف تقوى أكف دون أعضاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم = فليس للسعد فيهم نور إسعاد
وبدلوا غيرنا قوماً فنحن نرى = تركيب أرواحنا في غير أجساد
هي المقادير لا تبقي على أحد = وكل ذي نفس فيها لآماد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت = فما شماتة أعداء وحسّاد
ان يُخلعوا فبنو العباس قد خلعوا = وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة = فالحال ذا الحال إفساد كإفساد
كانت أسرتها من فضلها بهم = مثل المنابر أعواداً بأعواد
انا الى اللَه في أيامهم فلقد = كانت لنا مثل أعراس وأعياد
هم الشواهق فيها كهف معتصم = مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها = برح العذاب وما دانوا بإلحاد
أضحت مكسرة أرعاط أسهمهم = وأسهم الدهر فيهم ذات إقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ = تحط مرتبتي عادٍ وشداد
كانوا ملوكاً ملوك الأرض فانصرفوا = ومالهم حومة فيها ولا ناد
حموا حريمهم حتى اذا غُلبوا = سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السَجن بعد القصر منزلةً = وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وأنزلوا عن متون الشهب واحتملوا = فويق دهم لتلك الخيل أنداد
وعيث في كل طوق من دروعهم = فصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم = بمثل ما قصفوا من كل مناد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم = من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيُرى = لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ إلا غداة النهر كونهم = في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا = من لؤلؤ طافيات فوق أزباد
حُط القناع فلم تستر مخدرة = ومزقت أوجه تمزيق أبراد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا = أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداعُ فضجّت كل صارخة=وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها=كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت=تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا = ماء السماء أبى سقيا حشا الصادي
وأين ألقاكم في الروع من فئة = مدربين على الهيجاء أنجاد
ومن يحقّ لي الآلاف من ذهب = كأنما أشربت .....
(البقية ناقصة من الموسوعة الشعرية، فهل من فتى يكمل لنا هذا البيت؟ و جزاه الله خيرا)


كأنما سكبت في جوف بارقةٍ = بنار نور من المريخ وقّاد
واين معتمدٌ نعمى يقسمها = مرعى وماء لزوار وروّاد
واين يوضح لي هدي الرشيد ضحىً = أجلو به في ظلام الغي ارشادي
واين لي كنف المعتد منزلةً = على احتفال من النعمى واعداد
مكارم ومعال كنت بينهما = كأنني بين روضات وأطواد
لقاكم الله خيراً انكم نفر = لم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كان بعدكم في العيش من إرب = فإن في غصصٍ عيشي وأنكاد


رش أيهاالمولـى الرحـيـم جناحـهـاوأعتقـد بأرشيـة النجـاة رشـاءهـا
أشفي علـى طـرف الحيـاة ذماؤهـافاستبـق للـديـن الحنـيـف ذمـاءهـا
حاشـاك أن تفنـى حشاشتهـا وقــدقصـرت عليـك نـداءهـا ورجـاءهـا
طـافـت بطـائـفـة الـهــدى آمـالـهـاترجـو بيحـي المرتـضـى إحيـاءهـا
واستشـرفـت أمـصـارهـا لإمـــارةٍعقـدت لنصـر المستضـام لـواءهـا
يـــا حـسـرتــي لـقـائــل مـعـقـولـةسئم الهدى نحو الضلال هداءهاش
إيــه بلنسـيـة وفــي ذكـــراك مـــايمـري الشـؤون دماءهـا لا ماءهـا
كيـف السبيـل إلـى احتـلال معـاهـدشــب الأعـاجـم دونـهـا هيجـاءهـا
وإلـى ربـا وأباطـح لــم تـعـر مــنحلـل الربـيـع مصيفـهـا وشتـاءهـا
طالـب المعـرس والمقـيـل خلالـهـاوتطلـعـت غــرر المـنـى أثـنـاءهـا
بـأبـي مــدارس كالطـلـول دوارسنسخـت نواقيـس الصليـب نداءهـا
ومصانـع كسـف الضـلال صباحهـافيخـالـه الـرائــي إلـيــه مـسـاءهـا
ناحت بهـا الورقـاء تسمـع شدوهـاوغــدت تـرجـع نوحـهـا وبكـاءهـا
عجـبـاً لأهــل الـنـار حـلــوا جـنّــةمـنـهــا تــمــدّ عـلـيـهـم أفـيـاءهــا
أمـلــت لـهــم فتعـجـلـوا مـاأمـلــواأيـامـهــم لاســوّغـــوا إمــلاءهـــا
بـعـداً لنـفـسٍ أبـصـرت إسـلامـهـافتـوكـف عــن حـزبـهـا إسـلاءهــا
أمــا العـلـوج فـقـد أحـالـوا حالـهـافمـن المطيـق علاجـهـا وشفـاءهـا
أُهــدي إلـيـهـا بالـمـكـاره جـــارحللـكـفـر كـــرّه مـاءهــا وهـواءهــا
مـــولاي هـــاك مـعــادة أبـنـاءهــالـتـنـيـل مــنــك مــعــادة أبـنـائـهـا
جــرّد ظـبـاك لمـحـو آثــار الـعـدىتقتـل ضرغامهـا وتـسـب ظبـاءهـا
واسـتـدع طائـفـة افـمـام لـغـزوهـاتسبـق إلــى أمثالـهـا استدعـاءهـا
لا غـرو أن يعـزى الظـهـور لمـلّـةلم يبرحـوا دون الـورى ظهراءهـا
إن الأعــاجــم لــلأعــراب نـهـبــةمهـمـا أمــرت بغـزوهـا أحـيـاءهـا
تالله لـــو دبــــت لــهــا أدبـابـهــالطـوت عليهـا أرضـهـا وسمـاءهـا
ولــو استـقـلـت عـوفـهـا لقتـالـهـالاستقبـلـت بالمـقـربـات عـفـاءهـا
أرسِـل جوارحهـا تجـئـك بصيـدهـاصـيـداً ونــاد لطحـنـهـا أرحـاءهــا
هبـوا لهـا يـا معشـر التوحـيـد قــدآن الهـبـوب وأحــرزوا علـيـاءهـا
إنّ الحفـائـظ مــن خـلالـكـم الـتــيلا يرهـب الـداعـي بـهـنّ خـلاءهـا
هــي نكـتـة المحـيـا فحيّـهـلاَ بـهــاتجـدوا سناهـا فـي غــذٍ وسنـاءهـا
أولـوا الجزيـرة نصـرة إن الـعـدىتبـغـي علىأقـطـارهـا استـيـلاءهـا
نقصت بأهل الشـرك مـن أطرافهـافاستحفـظـوا بالمؤمنـيـن نـمـاءهـا
حاشاكـمـوا أن تضـمـروا إلغـاءهـافـي أزمـة أو تضمـروا غقصاءهـا
خوضـوا إليهـا بحرهـا يصبـح لكـمرهــواً وجـوبـوا نحـوهـا بيـداءهـا
وافـي الصريـخ مثوبـاً يدعـو لـهـافلتعلـمـوا قـصـد الـثـواب ثـواءهـا
دار الجـهـاد فـــلا تفـتـكـم سـاحــةٌســاوت بـهـا أحيـاؤهـا شهـداءهـا
هــذي رسائـلـهـا تـنـاجـي بـالـتـيوقـفـت عليـهـا ريثـهـا ونـجـاءهـا
ولربـمـا أنـهـت سـوالــب للـنـهـيمـــن كـائـنـات حُـمِّـلـت إنـهـاءهـا


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The process of ...

The process of selecting and determining appropriate medications for patients involves several key s...

نظام التأمين ال...

نظام التأمين الاجتماعي هو نظام يدفع فيه أصحاب العمل أو الموظفين أو الأطراف الأخرى المساهمات الاجتماع...

في البداية نود ...

في البداية نود انن ننوه عن ماهية ا>رض الخبيث الذي يطلق عليه مرض “السرطان “، فيشير هذا ا>رض إلى أي م...

La grande murai...

La grande muraille de Chine figure parmi les monuments les plus célèbres du monde et constitue la st...

مع اكتشاف النفط...

مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي عام 1962، طلبت الحكومة البريطانية تقـديـم مخططات لبناء مدينة «أبو ظب...

التضخم المالي ي...

التضخم المالي يشير إلى زيادة في المعروض النقدي في الاقتصاد بشكل عام، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع...

يصور السارد من ...

يصور السارد من خلال هذا النص حال أسرته بعد المجاعة والأمراض التي أصابت بلدته وكادت أن تؤدي بحياته وح...

- توطئة: ...

- توطئة: يؤدي التدقيق دورا هاما في الحياة الاقتصادية فهو من أهم المواضيع التي يتم تناولها في م...

في هذا اليوم ال...

في هذا اليوم الرابع والعشرين من فبراير 1979، أظن أن العمال الذين كانوا يعملون على جزيرة داس هم أول م...

Les avancées en...

Les avancées en matière d'éducation ont ouvert de nouvelles opportunités d'apprentissage pour un plu...

يتفق علماء النف...

يتفق علماء النفس بأن الجسد ينقسم إلى جانبين : مادي فزيولوجي يتمثل في الوزن الطول ، لون البشرة ، أي ش...

‎ تقييم المشروع...

‎ تقييم المشروع عملية لا مفر منها في أي مشروع مراحل التقييم يشمل التقييم جمع وتَحليل البيانات والمعل...