Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (89%)

(Using the AI)

يُعرّف النبات الطبيعي بالنباتات المنتشرة على سطح الأرض، متدرجة من غابات كثيفة إلى حشائش مختلفة الطول والغنى، وصولاً للنباتات الصحراوية الفقيرة. يُصنّف النبات الطبيعي حسب مقاومته للجفاف إلى ثلاث مجموعات: نباتات المناطق الجافة (كالموجودة في العالم الإسلامي)، ونباتات المناطق الرطبة (جنوب الكرة الأرضية)، ونباتات تحتاج لري متوسط. كما يُصنّف حسب مقاومته للصقيع وبرودة الشتاء. يختلف النبات الطبيعي حسب البيئة، متضمنة المناخ، التربة، أشكال السطح، والموقع بالنسبة للمسطحات المائية. يُستثنى من ذلك المناطق الصحراوية الصخرية أو الحصوية الخالية من الأمطار، والمناطق المرتفعة المغطاة بالجليد. يمثل النبات الطبيعي مورداً اقتصادياً مهماً، ويحدد نوع الحرفة و أسلوب الحياة. يتنوع النبات الطبيعي في العالم الإسلامي (الذي يمتد على 68 دائرة عرضية) نتيجة لتباين العوامل المناخية (خاصة الأمطار) وخصائص التربة وأشكال السطح، على مساحة تزيد عن 33 مليون كم². يُقسم العالم الإسلامي إلى خمسة أقاليم نباتية رئيسية: الأولى، غابات دائمة الخضرة في إندونيسيا، بروناي، ماليزيا، وجزر المالديف، تتميز بضخامة الأشجار وكثافتها، وقد أزيلت هذه الغابات من مساحات واسعة لصالح الزراعة. الثانية، الغابات الموسمية في السودان، السنغال، غامبيا، غينيا، النيجر، مالي، أفريقيا الوسطى، الصومال، تنزانيا، جزر القمر، وبعض المناطق الآسيوية. تُعتبر هذه الغابات مرحلة انتقالية بين الغابات الاستوائية وحشائش السافانا، وتتميز بقلة كثافتها وسقوط أوراقها خلال فصل الجفاف. أهم أشجارها السنط، العرفج، الأثل، السدر، والآراك، مع وجود أنواع أخرى في المرتفعات والسهول الساحلية، مثل المانجروف. الثالثة، الغابات المعتدلة، تنمو في المناطق الشمالية، خاصة الجبلية، حيث تزيد الأمطار على 28 بوصة. تشمل غابات البحر المتوسط، التي تتكيف مع الجفاف بطرق مختلفة (إفراز مواد شمعية أو زيتية، قشرة سميكة، جذور عميقة، وتباعد الأشجار). أهم أشجارها الزيتون، التوت، والبلوط. الرابعة، الغابات المعتدلة الباردة، فوق السفوح الجبلية العالية (أكثر من 7544 قدم)، أهم أشجارها الصنوبر، الأرز، والعرعر. الخامسة، أقاليم الحشائش، منها حشائش الاستبس (تنمو في المناطق الانتقالية بين البحر المتوسط والصحراء) وحشائش السافانا (في جنوب أفريقيا). حشائش الاستبس تتباين خصائصها حسب الموقع، الأمطار، والتربة، وتنمو الحلفا المعمرة في المغرب العربي. السافانا تنمو وتزدهر خلال فصل الصيف، وتُقسم إلى أربعة نطاقات: البستانية، الطويلة، القصيرة، والفقيرة، وتُعدّ أشجار الهاشاب والطلح من أهم مصادر الصمغ العربي. أقاليم الصحارى، أوسع الأقاليم النباتية في العالم الإسلامي، تنمو فيها نباتات تتحمل الجفاف الشديد. أقاليم المستنقعات، مثل منطقة السدود في جنوب السودان والأهوار في جنوب العراق، تنمو فيها نباتات كالبردي والبوص. أخيراً، أقاليم النباتات الجبلية، تنمو على السفوح الجبلية، وتتباين حسب الارتفاع، وتشمل غابات مخروطية في المرتفعات العالية.


Original text

النبات الطبيعي
يقصد بالنبات الطبيعي تلك النباتات الطبيعية المنتشرة على سطح الأرض والتى تتدرج من غابات تتباين كثافتها الى حشائش تختلف في أطوالها وغناها حتى تصل الى النباتات الصحراوية الفقيرة ، ويمكن تصنيف النبات الطبيعى على أساس قدرته على مقاومة الجفاف الى ثلاث مجموعات رئيسية ، تضم المجموعة الأولى النباتات ذات القدرة على النمو في الظروف الجافة كتلك التي تسود جهات واسعة من العالم الاسلامي ، أما المجموعة الثانية فتشمل النباتات التي في الأقاليم الرطبة ، كالنطاقات الممتدة في أقصى جنوبى العالم العالم ، في حين تشتمل المجموعة الثالثة على النباتات التي تحتاح الى يات متوسطة من المياه.
ويمكن أيضا تصنيف النبات الطبيعى تبعا لمدى قابليته للتأثر بالصقيع وقدرته على مقاومة برودة فصل الشتاء وقصر فصل النمو ، وعموما يرجع تباين النبات الطبيعي من مكان لآخر على سطح الأرض الى اختلاف ملامح البيئة الطبيعية التى يأتى فى مقدمتها عناصر المناخ وخصائص التربة وأشكال السطح والموقع بالنسبة للمسطحات البحرية . واذا استثنينا في العالم الاسلامى النطاقات الصحراوية ذات التكوينات الصخرية أو الحصوية والتى لا تسقط عليها أمطار والنطاقات مرتفعة المنسوب التي تكسوها الغطاءات الجليدية الدائمة لا تكاد تخلو بقعة على سطح الأرض من نبات طبيعي ويمثل النبات الطبيعى موردا من موارد الثروة التي يمكن استغلالها بنجاح كبير وخاصة أنها تتسم بتعدد منتجاتها وتنوعها ، ولهذا العامل الطبيعي دور هام فى تحديد نوع الحرفة التي يمارسها الانسان وبالتالي جدد أسلوب الحياة ومستوى المعيشة جهات واسعة وتتعدد أنواع النبات الطبيعى فى العالم الاسلامي كنتيجة لتبابن خصائص العناصر المناخية وخاصة الأمطار من مكان لآخر ساعد على ذلك امتداد المنطقة فى حوالى ٦٨ دائرة عرضية (۱۳) جنوبا ، ٥٤٤٨ شمالا) ، كما ساعد على تنوع أقسام النبات الطبيعي وتعددها في المنطقة الاسلامية اختلاف خصائص التربات وأشكال السطح من نطاق لآخر في هذه البقعة الواسعة التي تصل مساحتها الى أكثر من ۳۳ مليون كم۲ . وبمكن تقسيم العالم الاسلامى الى خمسة أقاليم نباتية رئيسية هي :


اندونيسيا وسلطنة برونوى واتحاد ماليزيا وجزر ملديف في الجانب الآسيوى حيث تغزر الأمطار وترتفع درجة الحرارة ، لذا تنتشر الأشجار دائمة الخضرة ، وهى أشجار تتميز بضخامة جذوعها وارتفاعها الكبير ، كما أنها متشابكة الأغصان عريضة الأوراق مما لا يسمح الأشعة الشمس بالوصول الى أرض الغابة لذلك تتسم النطاقات الداخلية من هذه الغابات بالظلام الذى أدى الى خلوها من الشجيرات والحشائش الأمر الذي حتم وجود نباتات متسلقة ترتقى الأشجار العالية لتستفيد من أشعة الشمس ويعد الأبنوس والتاك والماهوجنى والمطاط اهم اشجار هذه الغابات التي تنصف بصلابة أخشابها وقد أزيلت هذه الغابات من مساحات واسعة من العالم الاسلامى وخاصة في جزيرة جاوه بان ا وماليزيا ونيجيريا وحلت الزراعة محلها . وتنتشر الغابات الموسمية فى جهات واسعة من السودان ، السنغال ، غامبيا ، غينيا ، النيجر ، مالى ، أفريقيا الوسطى، الصومال ، تنزانيا، جزر القمر ، بالاضافة الى الأطراف الجنوبية من الجانب الآسيوي للعالم الاسلامي فى بنجلاديش باكستان ، الى حانب هضبة البمن وبعض نطاقات مرتفعات عسير وعمان واقليم حضرموت ، ونتج عن اتساع دائرة انتشار هذا النوع من الغابات وتبابن ملامح عناصر البيئة الطبيعية من الأمطار والتربة وأشكال السطح والمناسيب والموقع الجغرافي تنوع الملامح العامة لهذه الغابات بصورة ملموسة
وتمثل الغابات الموسمية بصورة عامة مرحلة انتقالية بين الغابات الاستوائية فى الجنوب وحشائش السفانا في الشمال ، لذا فهي أقل كثافة من الغابات الاستوائية ولهذا السبب تعرف احيانا بالغابات دون الاستوائية كما تعرف فى أحيان أخرى بغابات السفانا . وترجع قلة كثافة هذه الغابات إلى وجود فصل جاف يزداد طوله بالاتجاه صوب الشمال في نصف الكرة الشمالي، وصوب الجنوب فى نصف الكرة الجنوبى ، لذا تتوقف الأشجار عن النمو خلال هذا الفصل وتسقط أوراقها . وتتسم الأشجار الموسمية بقلة كثافتها وتباعدها وتفرع الكثير منها بالقرب من سطح الأرض، كما يتخلل الأشجار بعض الحشائش والشجيرات القصيرة . السنط والعرفج والأثل والسدر والآراك أهم أشجار الغابات ويعد الموسمية التى تنمو بعض أنواعها على السفوح مرتفعة المنسوب كما هي الحال بالنسبة لأشجار الخروب والجوز والتوت ، فى حين تنمو أنواع أخرى من الأشجار مثل التمر الهندى والمرو والجميز في بطون الأودية ، بينما توجد أنواع ثالثة تنمو فى نطاق السهول الساحلية المنخفضة حيث تنمو في مثل هذه السهول المطلة على مضيق هرمز نوع من أشجار المانجروف . وتستخدم أخشاب بعض هذه الأشجار في أغراض البناء وصناعة المنتجات الخشبية ، فى حين تؤخذ مواد الدباغة وبعض أصناف الصمغ العربى من بعض فصائل أشجار السنط ، بينما تستغل غصون بعضها كعلف للحيوانات كالعرفج ، وجدير بالذكر أن أخشاب معظم أشجار الغابات المدارية من النوع الصلب . وتنمو أشجار المانجروف التي ترتفع أحيانا الى نحو ۳۰ قدم على طول امتداد السواحل الحارة طينية التربة والنطاقات المستنقعية التي تمتد فى بعض الأقاليم لمسافات طويلة داخل اليابس كما فى ماليزيا وسلطنة برونوى ونيجيريا وغينيا بيساو وتتباين أطوال أشجار المانجروف من نطاق لآخر تبعا لنوع المياه السائدة حيث تطول الأشجار اذا توافرت المياه العذبة أكثر من مياه المد البحر المالحة وعلى العكس من ذلك تقل أطوال الأشجار وكثافتها عندما تقل المياه العذبة ويزداد تأثير مياه المد البحرى
الغابات المعتدلة :
تنمو عند الأطراف الشمالية للعالم الاسلامى وخاصة فوق النطاقات الجبلية مرتفعة المنسوب والتى تزيد أمطارها على نحو ۲۸ بوصة ، ولذلك تنتشر هذه الغابات فوق سفوح مرتفعات البانيا والبوسنة والهرسك ، وسلاسل زاجروس ، کردستان ، باداخستان / هندوكوش ، بنطس ، طوروس ، تیان شان ، قره قورم، الى جانب مرتفعات أطلس في المغرب العربي ، وعلى المسفوح الغربية لمرتفعات الشام ، وفوق مرتفعات شمال شرق العراق وتتمثل الغابات المعتدلة الدفيئة فى غابات البحر المتوسط التي تضم. أشجار عدة تتراوح بين القصيرة والمتوسطة، وهى عموما أشجار عريضة الأوراق ، دائمة الخضرة لا تنفض أوراقها خلال فصل الجفاف (شهر الصيف ) حيث تتحايل على ظروف الجفاف بأكثر من طريقة نوجزها فيما يلي :
لتقليل فقد أشجار لرطوبتها المختزنة يفرز بعضها مادة شمعية تشكل طبقة رقيقة تغطى الأوراق كما هى الحال بالنسبة لأشجار البلوط كما يفرز بعضها الآخر مادة زيتية كبعض أشجار الموالح المفلين
•تغطية الجذوع بقشرة سميكة تقلل من ضياع الرطوبة كأشجار الفلين
•تعمق الجذور في باطن الأرض للحصول على المياه الجوفية كأشجار الزيتون والكروم .
•انتشار الأشجار على مسافات متباعدة حتى تستفيد كل شجرة من الرطوبة الأرضية والمياه الجوفية الموجودة فى جوف مساحة واسعة
من الأرض.
وعموما تتسم غابات البحر المتوسط بعدم كثافتها ، كما أنها تتباين في خصائصها العامة تبعا لاختلاف كمية الأمطار التي تتباين بدورها من نطاق لآخر تبعا لعوامل القرب أو البعد عن المسطحات المائية ، اتجاه الرياح ، منسوب السطح ، فاذا كانت الأمطار غزيرة في كميتها تنمو الأشجار دائمة الخضرة التى تضم الفلين والبلوط ، وفي النطاقات التي تقل أمطارها بشكل ملحوظ يتدرج الغطاء النباتى حيث يتحول الى بعض الشجيرات والحشائش التي تغطى سطح الأرض ، وتعرف مثل هذه
الحشائش باسم «ماكى» وهي تنمو بصورة خاصة فوق السفوح التي تتسم طبقة تربتها بالرقة الى الدرجة التي لا تمكن من نمو الأشجار (۱) ومن أشهر أشجار البحر المتوسط نذكر الزيتون والتوت والبلوط ، بالاضافة الى
أشجار الفاكهة وخاصة الموالح والكروم
وتنتشر الأشجار المعتدلة الباردة فوق السفوح الجبلية العالية التي يتجاوز منسوبها ٧٥٤٤ قدم ( ۲۳۰۰ متر) كما فى تركيا وايران و جمهوريات وسط آسيا ولبنان والمغرب والجزائر ، ويعد الصنوبر والأرز والعرعر أهم اشجارها وهى ذات أخشاب لينة . وعموما تتباين مجمعات هذه الغابات وتختلف أشكالها وخصائصها العامة تبعا لعد. عوامل يأتي في مقدمتها منسوب السفوح واتجاهها بالنسبة للرياح واشعة الشمس .
ثانيا - اقاليم الحشائش :
يمكن التمييز بين نوعين رئيسيين من الحشائش في العالم الاسلامي هما:
حشائش الاستبس
حشائش المفانا .


۱ - حشائش الاستبس :
تنمو في النطاقات الانتقالية بين اقليم مناخ البحر المتوسط واقليم المناخ الصحراوى، لذا تنتشر هذه الحشائش فى بعض جهات كازاخستان أوزبكستان ، ترکمانستان ، ازربيجان ، ایران، تركيا ، البانيا ، البوسنة والهرسك ، المغرب والجزائر وتونس وليبيا اقليم برقة) ، بالاضافة الى نموها في نطاقات متفرقة من سوريا وشمال العراق ولبنان وفلسطين المحتلة ومرتفعات عمان وبعض سفوح هضبة اليمن ، ففي الأقاليم المذكورة وحيث تتراوح كمية الأمطار السنوية بين ١٠ - ٢٤ بوصة تنمو حشائش الاستبس خلال شهور الشتاء التى تمثل موسم سقوط الأمطار - باستثناء
هضبة اليمن - فى حين يختفى الغطاء العشبي خلال الصيف الذي يمثل موسم الجفاف وتتباين خصائص حشائش الاستبس في أراضى العالم الاسلامي من نطاق لآخر تبعا لمعايير الموقع بالنسبة للمسطحات البحرية وكمية الأمطار الساقطة وسمات التربة وطبيعة التكوينات الأرضية لذا تنمو حشائش
الاستبس الفقيرة فى الجنوب عند أطراف الصحراء حيث تتشابك الحشائش أحيانا فى شكل مجموعات متباعدة تفصل النطاقات الصلبة والأراضى الجافة فيما بينها في حين يزداد غنى وارتفاع هذه الحشائش وتظهر
الأشجار بينها ليبدو الغطاء النباتى فى شكل احراج Shrubwood بالاتجاه صوب الشمال حيث الأمطار الأغزر فى النطاقات المحيطة بالبحر المتوسط والقريبة منه على وجه الخصوص ..
ويختلف غنى حشائش الاستبس من عام لآخر تبعا لكمية الأمطار الساقطة مما يشكل خطورة كبيرة على اقتصاد عدد من الدول الاسلامية في هذا النطاق حيث تربى أعداد كبيرة من الحيوانات وخاصة الأغنام اعتمادا على هذه الحشائش . رينمو فى المغرب العربى بنطاق الاستبس وحيث لا تقل كمية الأمطار
السنوية عن ١٦ بوصة نوع من الحشائش المعمرة يعرف باسم الحلفا ، وهي غنية بمادة السيليولوز مما أكسبها أهمية اقتصادية كبيرة حيث تستغل في صناعة الورق ، لذلك تظهر فى قائمة السلع التي تصدرها دول المغرب العربي المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا الى الأسواق العالمية حيث تستغل بصورة خاصة فى انتاج أوراق العملات ، بالاضافة الى استخدامها محليا كمادة خام لبعض الصناعات اليدوية (السلاسل ، الأبسطة ، الحبال )
۲ - حشائش السفانا :
تنمو أساسا في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا الاسلامية حيث تمثل مرحلة انتقالية بين الغابات المدارية فى الجنوب والنطاق الصحراوي في الشمال ، لذا تنمو هذه الحشائش فى كل من جنوب ووسط السودان واريتريا ، بالاضافة الى تشاد ، أفريقيا الوسطى ، النيجر ، مالي ، السنغال ، جامبيا ، غينيا ، أجزاء متفرقة من نبجيريا ، وتنزاني وأوغندا والصومال وجيبوتى وموريتانيا ، كما تنمو أيضا ولكن بدرجة محدودة فى شبه الجزيرة العربية وخاصة في اليمن وتختلف السفانا عن حشائش الاستبس السابق دراستها حيث تنمو وتزدهر خلال شهور الصيف (موسم سقوط الأمطار ) في حين تذبل ويموت معظمها خلال شهور الشتاء (موسم الجفاف) ، وتشكل دائرة عرض ٠١٤ شمالا نقريبا أقصى حد يمتد اليه نطاق السفانا شمالا اذ تنمو بعد ذلك الحشائش شبه الصحراوية ، ونظرا لعظم المساحة التي تغطيها حشائش السفانا وما تبع ذلك من تباين ملامح البيئة الطبيعية في هذه المساحة الكبيرة فانه يمكن تقسيم الحشائش فى هذا النطاق الكبير تبعا لخصائصها العامة والمتمثلة فى طول الحشائش ومدى كثافتها وغناها ومظهرها العام إلى أربعة نطاقات متميزة هى من الجنوب إلى الشمال
•نطاق السفانا البستانية
•نطاق السفانا الطويلة
•نطاق السفانا القصيرة
•نطاق السفانا الفقيرة
ا - نطاق السفانا البستانية :
تنمو هذه الحشائش فى جنوب كل من السودان ، أفريقيا الوسطى نيجيريا ، غينيا الى الشمال مباشرة من نطاق الغابات ، بالاضافة الى النطاقات الشمالية من تنزانيا وبعض أجزاء أوغندا ، وهذا يعنى أن نطاق هذا النوع من حشائش السفانا يحظى بكميات كبيرة من مياه الأمطار تصل في بعض الجهات الى نحو ٤٠ بوصة فى السنة كنتيجة لطول فصل المطر الذي يستمر لتسعة شهور تقريبا ، لذا يغطى الأرض حشائش السفانا البستانية التى يتراوح ارتفاعها بين ٢ - ٣ أمتار ، كما يتخللها بعض
الأشجار المبعثرة التى تتجمع بشكل واضح فى النطاقات ذات منسوب الماء الجوفى المرتفع والقريب من سطح الأرض ، وحول مجاري الأنهار حيث تمتد غابات الأروقة ، وتظل هذه الحشائش نامية مزدهرة خلال موسم المطر الطويل بينما تجف وتموت خلال موسم الجفاف القصير
ب - نطاق السفانا الطويلة :
تمتد السفانا الطويلة الى الشمال من نطاق السفانا البستانية لتشغل على سبيل المثال نطاقين رئيسيين فى السودان ، الأول يمتد في الجنوب بين نهر السوباط شرقا وبحر الجبل وما حوله غربا ، أما النطاق الثاني فيمتد في وسط السودان تقريبا ليشغل نطاقا عرضيا يمتد من حدود السودان مع اثيوبيا شرقا حتى دارفور غربا ، كما تشغل نطاقا عرضيا يمتد
جنوب موريتانيا حتى دائرة عرض ۱۸ ش تقريبا ، بالاضافة الى نطاقات أخرى توجد أهمها في نيجيريا وغينبا وأفريقيا الوسطى بالاضافة
الى نطاقات متفرقة فى كل من تنزانيا واريتريا وجزر القمر والأمطار هنا أقل من أمطار النطاق السابق اذ تتراوح بين ۲۰ الى أقل من ٤٠ بوصة نتيجة لقصر فصل المطر الذى يتراوح بين ٤ - ٥ شهور وقد انعكس ذلك على الغطاء العشبي الذي يتسم بالقصر قياس بطول الحشائش
هنا أشجار شوكية من نوع السنط Acacia arabica والذي يعد الهاشاب من أهم أنواعه وهو يتركز أساسا غرب نهر النيل بالسودان وفي جنوب نيجيريا والسنغال وموريتانيا ، بالاضافة الى أشجار الطلح التي تنمو شرق السودان ومناطق أخرى متناثرة . وتعد أشجار الهاشاب والطلح أهم مصادر الصمغ العربى الذى يكون مع القطن الصادرات الرئيسية للسودان إلى الأسواق العالمية ، وبلغ المتوسط السنوى لانتاج السودان من الصمغ
العربي نحو ٣٨ مليون متر مكعب خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين ، ويعد الصمغ العربى من الغلات الزراعية الرئيسية في نيجيريا وموريتانيا حيث بلغ متوسط الانتاج السنوى منه في الدولة الأخيرة 5000 طن مترى تقريبا
ج نطاق السفانا القصيرة :
يوجد هذا النطاق الى الشمال من النطاق السابق ويمتد في شكل شريط يبدأ من البحر الأحمر شرقا حتى ساحل المحيط الأطلسي غربا
وتمثل دائرة عرض مدينة الخرطوم (٣٥) (١٥) الحد الشمالي لهذا النطاق ، فى حين يمثل خط سكة حديد سنار / نيالا حده الجنوبي في
السودان ، كما يمند نطاق عرضى فى مورينانيا يتفى في امتداده مع عرض مدينة نواكشوط تقريبا ، وتتباين حدود هذا النطاق في باقي الدول تبعا للملامح البيئية العامة :
دائرة والأمطار قليلة في هذا النطاق حيث تتراوح كميتها السنوية بين ۱۰ - ۱۵٫۵ بوصة ، ولا يتجاوز طول فصل المطر ثلاثة شهور ، وهذا یعنی طول فصل الجفاف لذا يتمثل الغطاء النباتى فى حشائش فقيرة قصيرة
في أطوالها وتتراوح فى انتشارها بين نطاقات عشبية متصلة وأخرى متفرقة،
وفى الحالتين يتخللها أشجار شوكية فقيرة تتحمل فصل الجفاف الطويل الذي يبدو فيه هذا النطاق وكأنه أراضى جرداء تغطيها حشائش جافة يتخللها شجيرات وأشجار شوكية على مسافات متباعدة
د - نطاق السفانا الفقيرة :
أبعد نطاقات حشائش السفانا ناحية الشمال لذا يحف بالنطاق الصحراوى . ولا تتجاوز كمية الأمطار الساقطة هنا عشر بوصات لقصر
فصل المطر وطول فصل الجفاف ، لذا يسود الأرض نطاق محدود من السفانا الفقيرة ، وعموما لا يختلف هذا النطاق كثيرا عن النطاق السابق الا في طول المسافات التي تفصل بين الشجيرات الشوكية التي تختفى نماما في أقصى الشمال لتبدأ الصحراء فى الظهور والامتداد بكل خصائصها. المتميزة
ثالثا - أقاليم الصحارى :
أوسع الأقاليم النباتية امتدادا فى العالم الاسلامي لسيادة المناخ الصحراوى كما سبق أن تبين لنا عند دراسة المناخ ، ونتج عن الامتداد الكبير لنطاق الصحراء تباين خصائصها الطبيعية المحلية من نطاق لآخر وهذا أدى بدوره الى وجود اختلافات فى الغطاء النباتي الطبيعي من مكان لآخر بصورة ملموسة .
وتتمثل الأقاليم الصحراوية فى العالم الاسلامى كما ذكرنا في الصحراء الكبرى وصحراء الصومال فى أفريقيا، وصحارى بادية الشام وشبه الجزيرة العربية التي تشمل صحارى النفود ، الدهناء ، الربع الخالي ، و صحارى جمهوريات وسط آسيا وباكستان وايران ، ولا تخلو هذه الأقاليم الصحراوية من وجود غطاء من النبات الطبيعى الا فى النطاقات الصخرية والحصوية والكثبان الرملية ، ومع ذلك فالغطاء النباتي فقير لندرة الأمطار ، لذا تنألف النباتات فى معظمها من أنواع تتحمل الجفاف الشديد وتقاومه بطرق متعددة منها اختزان المياه فى السيقان وأحيانا الأوراق جنبات الصبير ، أو امتصاص ما تحتاج اليه من الرطوبة من الندى والضباب ، أو امتداد الجذور الى اعماق بعيدة عن سطح الأرض حتى تصل الى منسوب المياه الجوفية او تستفيد من الرطوبة الأرضية كاشجار النخيل ، كما أن بعض النباتات تترك بذورها فى التربة قبل ذبولها وموتها بحيث تنمو مرة أخرى عقب سقوط الأمطار مباشرة وتستمر نامية لمدة شهر تقريبا مما يعنى استمرار نموها على فترات متتابعة . وجدير بالذكر أنه ينمو عند أطراف الأقاليم الصحراوية الشمالية والجنوبية غطاء عشبي مميز لمجاورة هذه الأطراف لنطاقات تنتمى لأقاليم مطيرة تمثل في اقليم البحر المتوسط شمالا والأقليم المدارى جنوبا
رابعا - اقاليم المستنقعات :
تتمثل في نطاقين رئيسيين هما :
•منطقة السدود فى جنوبى السودان .
•منطقة الأهوار في جنوبي العراق.
بالاضافة الى مناطق مستنقعية أخرى في كل من ماليزيا ، برونوى ، بنجلاديش ، نيجيريا ، أوغندا ، جامبيا ، غينيا بيساو . وساعد على تكون هذه النطاقات المستنقعية استواء منسوب سطح الأرض ، وضعف مسامية التربة ، ووفرة المياه أما لغزارة الأمطار أو لسوء حالة الصرف . وتبلغ مساحة منطقة المسدود فى جنوبى السودان حوالي ربع مليون كيلو متر مربع وهى مساحة تكاد تعادل مساحة الجزء الغربي من ألمانيا وتمتد هذه المستنقعات فى شكل مثلث رأسه فى الجنوب عند بلدة بور وقاعدته فى الشمال بين السوباط شرقا وبحر العرب غربا ، وعلى ذلك تضم هذه المنطقة أحواض انهار بحر الجبل ، السوباط ، الزراف ، بحر العرب ويعد البردى والبوص والغاب وأم الصوف أهم النباتات التي تنمو في منطقة السدود وأكثرها كثافة وانتشارا حتى أنها تكون مما يعرف بالسدود النباتية وهى عبارة عن تجمعات ضخمة من النباتات الطبيعية قطعت من جذورها فى المستنقعات وتجمعت عند الانحناءات المنتشرة في المجاري المائية (۱) ثم تكبر هذه التجمعات النباتية تدريجيا ويزداد حجمها لتشمل كل المجرى المائى أو معظمه ، وتعترض هذه السدود النباتية مسار مياه الانهار لذلك كثيرا ما تغير مجاريها ساعد على ذلك بطء تيار الأنهار وعدم وجود ضفاف مرتفعة لها مما يعيف الملاحة النهرية في هذ الجزء من السودان أما نطباق المستنقعات في العراق والمعروف بمنطقة الأهوار فيمتد في جنوبي السهل الفيضى العراقي حيث تتعدد الأهوار التي يرجع تواجدها الى عدم اكتمال عمليات الترسيب النهرى الخاصة بالدجلة والفرات إضافة الى سوء حالة الصرف فى هذا النطاق الجنوبي من العراق لاستواء السطح حيث لا تتجاوز نسبة انحدار النطاق الأدنى من الفرات ٢ سم في الكيلو متر الطولى ، فى حين تبلغ هذه النسبة ٤ سم في الكيلو متر الطولى بالمجرى الأدنى للدجلة ، وتعد الحمار - شمال غرب البصرة - (نحو خمسة آلاف كيلو متر مربع) ، الحويزة - على الضفة اليسرى . أكثر من ثلاتة آلاف كيلو متر مربع) ، أبو الكلام ، الشنافية، سنية ، الشويقة أهم أهوار العراق واكبرها مساحة للدجلة وتتنوع النباتات الطبيعية فى أهوار العراق بدرجة كبيرة إلا أن الغاب والبردى والبوص يعد أكثف هذه النباتات وأكثرها انتشارا ونفعا اذ يستغل الغاب (۲) فى صناعة بعض أنواع القوارب والمساكن ، كما يستخدم البوص كعلف للحيوانات وخاصة الجاموس ، وكثيرا ما تشكل هذه النباتات تجمعات تبدو في شكل غجابات صغيرة المساحة تظهر من أعلى وكأنها جزر تتوسط منطقة الأهوار ، ويستغل الأهالى هذه الجزر أحيانا كنقاط تشيد عليها مساكنهم البسيطة . وتتعدد الحياة الحيوانية البرية في نطاق هذه المستنقعات اذ تضم الأوز والبط البرى والخنازير البرية ورغم مساوىء مستنقعات العراق التي تشغل مساحات واسعة كان يمكن استغلالها في الزراعة والنى يضيع في نطاقها كميات كبيرة من المياه ، كما تشكل مياهها الراكدة مباءة للأمراض الا أن لها عدة فوائد لعل أهمها أنها تكون خزانات طبيعية تغذى دجلة والفرات بالمياه عند انخفاض منسوب مياههما ، كما أنها تقلل الى حد كبير من خطر الفيضانات عن طريق ما ينصرف اليها من المياه
خامسا - اقاليم النباتات الجبلية :
يوجد هذا النوع من الغطاء النباتى فوق السفوح الجبلية ، وقد تبع اختلاف مناسيب الجبال وبالتالى ظروفها العامة من اتجاه السفوح ومواجهتها للرياح ونوع تكويناتها ، تباين في النباتات الطبيعية فوق هذه السفوح ، اذ تنمو فوق السفوح الجبلية العالية فى نطاقات مرتفعات شمالی افغانستان وايران وتركيا، بالاضافة الى مرتفعات تيان شان وأطلس والشام و شمال شرقى العراق غابات مخروطية تضم عدة أنواع من الأشجار أهمها الأرز والصنوبر والشربين ، واذا تجاوز الارتفاع حوالى ٩٨٤٠قدم فوق منسوب سطح البحر كما فى نطاق مرتفعات طوروس زاجروس والبرز وبامير ، واطلس العظمى بالمغرب يظهر غطاء عشبى متميز يتخلله شجيرات قصيرة ثم يتدرج فقر هذا الغطاء العشبي - حشائش البية - بالارتفاع تدريجيا حتى يختفي تماما
.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

حيث تم التركيز ...

حيث تم التركيز على أهمية الموازنة بين المساءلة وإعادة التأهيل. من المتوقع أن تسفر نتائج البحث عن فهم...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...

تشهد محافظة تعز...

تشهد محافظة تعز موجة متصاعدة من الغضب الشعبي، عبّرت عنها سلسلة من المسيرات والوقفات الاحتجاجية اليوم...

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...