Lakhasly

يهتم بعض الناس بإهداء الورود لمن يحبون .سواء كانت لأمهم ، أو لزوجتهم أو أختهم . فعندما تهدي أحدهم وردة فإنك تقول له :(( أنا أحبك .. إنني أهتم بك )). هذه الكلمات تختصر ما تنطق به الوردة ، وما ينطق به قلبك ومشاعرك ، عندما تقدمها أمام متلقيها ،كمشاعر حب تريد أن تعبر عنها ، فتجد الشخص المعطى ترتسم على وجهه الابتسامة وعينيه متلألئة ، لا يعلم كيف يفصح عن مشاعره ، كأنه يشعر أن قلبه يطير كالعصافير التي تحلق في السماء ، يقول ابن المعتز :
أتاكَ الوَردُ مَحبُوبًا مَصُونًا كمَعشوقٍ تكَنّفه الصّدودُ
كأنّ بوجهه لمّا تَوافت نجُومٌ في مَطالعها سُعُودٌ
بَياضٌ في جوانبه احمِرارٌ كما احمرّتْ من الخجلِ الخدودُ

 فعندما تهدي وردة شعور جميل ، ولكن ليس كل من يهديك وردة يحبك ، وليس كل من يحب يهدي وردة ؛ فالحب هو غريزة فطرية فيها مشاعر وأحاسيس تنبع من قلبك ومن أعماقه كالدم فالوريد ، فعندما تحب ليس فقط أن تهدي شخصاً ما وردة أو هدية ، وإنما تشعر بمشاعره وبما يدور في قلبه ، فالحب ، كالهواء لا نستطيع أن نراه أو نسمعه أو نشمّه أو نلمسه ، ولكن يمكننا أن نشعر به . 



 الحب بين الزوجين هو تجسيداً لكل شيء جميل ، فالحب بينهما هو مشاعر ، وعِشْرة و مودة ورحمة ، واهتمام وتفاهم . كقوله تعالى (( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونْ )). صدق الله العظيم

الزوجين يربطهم عقد ، وقدر قد كتبه الله لهم منذ ولادتهم، وروحين منفصلتين ، يندمجان ليشكّلا روح واحدة في جسد واحد ، كالمغناطيس الذي يتكون من حرفين منفصلين N وS ، فتقربهم من بعض ليصبحا SN . فعندما يمران في امتحان ما ، فإنهما يمسكان بأيدي بعضهم البعض ؛ليقوما بحل تلك الاختبار. السكينة هي قيام كلّ منهما بتقديم الراحة والطمأنينة ، والاستقرار ، والاهتمام بأمور بعضهما البعض ، فعندما يريدا أن يفعلا شيئا ما ، فإنهما يقوما بالتحاور واستشارة بعضهما البعض حول ذلك الموضوع ، وعندما يقع أحد منهم في مشكلة ما ، فإن الطرف الآخر يقوم بمواساته ويساعده بتخطي تلك المشكلة بتقديم الحلول له وينصحه ، ويرشده للحل السليم ، فأمّا المشاعر بينهم هي مشاعر حب تسكن في عروقهم ، ومهما وقعت الخلافات بينهم ، فإن ذلك الحب لن يزول ؛ لأنه يقطن في داخلهم . فالرجل أصله من طين والمرأة خلقت من ضلعه .يقول (جان جاك روسو ):-
الشخص الذي تحبه من قلبك لا تتغير مشاعرك اتجاهه حتى لو كثرت أخطاؤه.

 و الحب بينهما هو مساندتهما لبعضهم البعض في السّراء والضّراء. تفرح عندما يفرح ، وتحزن عندما يحزن . فالزوجة هي أساس المنزل ، فعليها أن تهتم بمنزله ،ومأكله، ومشربه ، وملبسه ؛لأن الرجل كالطفل يحب من يهتم به .يقول ( وليم شكسبير): في الحب نكون كالأطفال ، لا نحسن التفكير ولا التحمل ، يفرحنا الاهتمام ويبكينا الإهمال. كما تكون له أم حنونة تضمّه عندما يشعر بضيق في صدره ، و أختاً تساعده عندما يطلب منها معروفاً تنفّذه ، فالأخ يسانده في أمر هو في أَمَسّ الحاجةِ إليه ، والعائلة بأكملها تفرح عندما يحدث له شيئاً يسعده ، كترفيع منصبه في العمل . فهكذا تكون الزوجة المحبة لزوجها.



   أخيراً ليس آخراً ، لقد أرسل لي زوجي عن باقة للسعادة الزوجية للدكتور صالح عبدالكريم : 

ولقد اخترت بعضها:-
الوردة الأولى : تغيب مؤقتاً؛ فأنه أوثق في المودة ، وأدعى للشوق ، فالغياب والسفر أحياناً يجدد الحب والشوق .
الوردة الثانية: الصراحة راحة للزوجين ، فلابد من التصارح ، والبعد عن الكتمان ، ومن السعادة جلسات المصارحة.
الوردة الثالثة : التحلي بالصبر الجميل ، فكم من مشاكل تعالج بالصبر ، والحياة الزوجية لا تكتمل بغير الصبر .
الوردة الرابعة : الاهتمام بالآخر وترك الاهمال يجلب السعادة والاستقرار ؛ لأن النفوس تحب من يهتم.
الوردة الخامسة : استحضار قاموس كلمات الحب ، ومحاولة التجديد والتنويع فيها ، وعدم الجفاف والاقتصار على كلمات ثابتة .
فالحب يتجدد بالمفاجآت والهدايا ؛ لأن المفاجآت تكون بداية صادقة ولا تدوم ، وأما الهدايا فإنها تذكار وتبقى تتذكر مشاعرها في كل ساعة ، وفي جميع الايام ، وحتى بعد مرور السنوات .

     الحب يشبه مساء فرحة العروس عند ارتدائها فستان زفافها ، والعريس حين يمسك بيدها ، ويمتلئ صباحهما الجديد بالذكريات الجميلة . وكفرحة الأطفال في بداية صباح العيد ، عند ارتداؤهم ثوب العيد وزيارتهم للأهل والأقارب لتلقّي العيدية ، تنفجر على وجوههم البشوشة تلك الضحكات البريئة ، كالسّماء الصّافية .