Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (71%)

ومن أجمل شعره رائيته المعروفة ومطلعها :
أن كنت عاذلتي فسيري نحو العراق ولا تحوري . وبلغ خبرها عمرا ، فأخذ المنخل فقتله ، وكان المنخل يتهم بالمتجردة ، امرأة النعمان بن المنذر وكان للنعمان منها ولدان الناس يقولون أنهما من المنخل ، وهو
۱) القائل في النابغة حين وصف المتجردة في قوله : " ما يعرف هذا إلا من جرب . ويبدو أن التعبير عن لواعج الذات تعبير صادم في صدر الإسلام مراقبة السلطة الشديدة للأخلاق والسلوك ، فاتخذ عمر بن الخطاب موقفا حازما من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن
رغبات النفوس في الجنس الآخر ، وان كان غير بذيء النبرة والغرض ومسارعته إلى معاقبة إحدي النساء المتغزلات أوضحت اتجاه السلطة وموقفها (۲) والمرأة المتغزلة هي الزلفاء " . وكانت شاعرة تحسن الغناء ، فانطلقت ذات يوم تفصح عن ذاتها تتغزل بفارس ذائع الصيت بطولة وجمالا باهراً ، نزل المدينة فأصبح حديث نساء ورجل أحلام ، وكان شعرها بلا شك يجسد الرغبة . قال الواقدي: سمع عمر نشيد شعر في دار ، فوقف فإذا الذلفاء تنشد وتقول : (۳)
هل من سبيل إلأي خمر فأشربها أم هل سبيل إلي نصر بن حجاج إلي فتي ما جد الأعراق مقتبل تضيء صورته في الحالك الداجي نعم الفتي في ظلام الليل صورته لبائس أو الملهوف ومحتاج
اما الذلفاء فاعتذرت وتاولت غزلها فقبل عمر علانيتها وأطلق سراحها (4) .ويقول صاحب عيون الأخبار (٥) وهذا نصر بن حجاج بن علاط البهزي ، وكان من أجمل الناس فدعابه عمر فسيره إلى البصرة - فأتي مجاشع بن مسعود السكي فدخل عليه يوماً وعنده امراته شميلة (1) وكان مجاشع أميا ، فكتب نصر علي الأرض : أحبك حبا لو كان فوقك لأظلك ، أو تحتك لأقلك ، فكتبت هي : وأنا والله كذلك ، فكب مجاشع علي الكتابة إناء ثم
أدخل كاتبا فقرأة ، فأخرج نصراً وطلقها . فقال نصر بن حجاج : ومالي ذنب غير ظن ظننته وفي بعض تصديق الظنون آثام لعمري إسيرتني أو حرمتني وما نلت ذنبا إن ذ الحرام
وعلق على هذا الشعر محقق عيون الأخبار بقوله : وانا أحسب هذا الشعر مصنوعاً (4) وسمع عمر أعوذ برب الناس من شر معقل إذا معقل راح البقيع مرجلا
فقال له عمر : الحق بباديتك (٥) وسواء أكان
هذا الشعر مصنوعا أو أصيلاً ، فإنه يؤكد مراقبة السلطة الشديدة للأخلاق والسلوك وأن التعبير
عن لواعج الذات يصادم تلك المراقبة في عصر صدر الأسلام كما يؤكد علي موقف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الحازم من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن رغبات النفوس في
الجنس الآخر ، وإن كان غير بذيء النبرة والغرض ومسارعته إلى معاقبة قائله :
- بالقلب إطلاقاً ، بل هو هجاء استعار رداء الغزل وهنا أطلق عليه بعض الدراسين الغزل المستعاد ،الرغبة في التشهير بأهل المرأة وذويها : من الواضح أن الغزل الكيدي لاصلة له
غرضه التشهير بالخصوم وفضحهم لتلوك الألسنة أعراضهم ، وتتغني بها في المجالس ، والتشهير
بأهل المرأة وذويها وان يفضحهم بها . وكان أهل البادية يتأذون عن الغزل ، ولو كان عذريا ،وقد ينتهي التعريض بين أهل البادية في التشبيب إلي فتن وجرائم قاتلة ، وقيل أن الشاعر ابن
الدمينة قتل رجلاً من قومه شبب بامرأته ثم قتل به (۲) . وأبي المسور زيادة بين زيد ، وهما مقبلان في ركب من
قومهما ، فكانا يتعاقبان السوق بالإبل ، ومع هدية أخته فاطمة ، فنزل زيادة فارتجز وقال : عوجي علينا واربعي يا فاطما مادون مايري البعير قائماً:
الاترين الدمع مني ساجما حذار دار منك أن تلائما
فاطردت مطر دا عراهما. فعما تبذ القطف الرواسما (1)
فغضب هدية حين سمع زيادة يرتجز بأخته ، فتزل فرجز بأخت زيادة وكانت تدعي أم حازم .متي تظن القلص الرواسما والجلة الناجية العياهما (۳)
فتشاتما فلما وصلا إلى ديارها جمع زيادة رهطا من أهل بيته فبيت هدية فضر به علي ساعده وشج أباه خشرما وقال زيادة في ذلك (٥)
شججنا خشرما في الرأس عشرا ووقفنا هديبة إذ هجانا تركنا بالعويند من حسين نساء يلتقطن به الجمانا
وقال هدية : (٦). فإن الدهر مؤتنف جديد وشر الخيل أقصرها عذابا
وشر الناس كل فتي إذا ما مرته الحرب بعد العصب لانا
الشعراء الذين يستغلون سلاح الغزل الكيدي للتشهير بأهل المرأة وذويها.ه - الاعتداد بالنظام الطبقي في المجتمع الأموي : كان تركيب المجتمع الطبقي عند
العرب من أحرار وأموال وعبيد ، يعد الخلاف بين الطبقات والحقد الدنيا على العليا
وقد عقد ابن عبد ربه فصلافي العقد الفريد ، صور فيه العرب يسيئون في المعاملة إلي
الموالي لعصر بني أمية إساءة بالغة "(1) وتمثل هذا الحقد الجارح في غزل سحيم عبد بني الحسماس الذي سجن وعذب ثم قتل
إلى 2)
قال "الثعالبي " قال الجاحظ : ثلاثة من العبيد قتلوا بسبب العشـق : منهم يسار الكواعب ، ومنهم عيد بني الحسماس ، ومنهم وضاح اليمن
وكان سبب قتله تشبيبه الفاضح ، الذي يزعم فيه تمكنه من الشريفات ، لا يقول ذلك إلا انتقاما من أسياده ، وكانت اشعاره تستيركوا من سخطهم عليه علي علمهم بتكذيبه وبراءة
ومن ذلك قوله وقد أكثروا ضربه .أن تقتلوني فقد أسخنت أعينكم وقد أتيت حراما وما تظنونا وقد ضممت إلى الأحشاء جارية عذب مقبلها مما تصونونا
وقوله : (٥) شدوا وثاق العبد لا يفلتكم إن الحياة في الممات قريب
٤)
وأبعد في هذا الأسلوب سحيم عيد بني الحسماس في الهجوم علي أعراض القوم الذين كان فيهم ، فكان يصور الموافق ليغيظ المجتمع الذي ازدري لونه واسترقه وحرمه حريته وسخره لأغراضه ،فانبري يمزق بلسانه الأعراض في صور الفحشاء الفاضحة حتي قتل : (٦) " وقال إن : " عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – أمر بقتله لأبيات فاحشة نظمها ،وقال : أن بني الحسماس قتلوه لتغزله بنسائهم ، وذكر بعض الرواة أنهم حفروا له أخدودا ووضع فيه ، وألقي عليه الحطب ثم أحرق (۷)
وهكذا كانت هذه الدواعي وراء الغزل الكيدي منذ بدأت بوادر ظهوره في العصر الجاهلي ، ثم ذاع وانتشر في العصر الأموي ، وأسهم في بنائه عدد كبير من الشعراء في الجاهلية ،والإسلام ، ونقلته إلينا كتب الأدب والسير والأخبار .ثالثا : الغزل الكيدي قبل العصر الأموي:
أوضح العرض المتقدم عن بوادر ظهور الغزل الكيدي وبواعثه ، أن هذا الضـرب مـــن الغزل ظهر في أخريات العصر الجاهلي ، حيث كانت تقدم به بعض قصائد الفخر والهجاء ، وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة من شريفات خصومه وخصوم قومه ، ولم يكن يصدر عن حب وعاطفة ، بل عن تصنع وتكلفوا وادعاء ، يريد به قائله أن يغيظ ويشهر بالخصوم وفي بعض
الأحيان يكون الباعث عليه التعبير عن اللوائح الذاتية ، أو أن يحس الشاعر بوضاعة حاله وعبوديته وازدراء المجتمع له .ويعد الشاعر المنخل اليشكري (1) من أوائل الشعراء الجاهليين الذين بادروا إلي هذا اللون
حيث كان يشبب بهند بنت عمرو بن هند ولها يقول (٢) : ياهند هل من نائل ياهند للعاني الأسير
وبلغ خبرها " عمرا" فاخذ المنخل فقتله ، وكان المنخل يتهم بالمتجردة زوج النعمان بن المنذر وكان للنعمان منها ولدان كان الناس يقولون إنهما من المنتخل .هند ، وكان جميلاً كما يقول ابن قتيبة . وقال قبيل قتله يستثير قومه لأخذ بتاره (۳) .طل وسط العبادة قتلى بلاجر م وقومي ينتجون السخالا لا رعيتم بطنا خصيبا ولا زر تم عدوا ، ولا رزاتم قبالا (4)
وتعزو بعض الروايات فقتل طرفه بن العبد إلي تغزله يوما بأخت عمرو بن هند ، وقد يرزت لـه وهو ينادمه علي شراب ،ألا يأبي الظبي ال ذي يبرق شـــــــــــفاه ولولا الملك القا عد قد الثمني فاه
فحقد عليه وقد حبس طرفة بن العبد في حصن في البحرين وفيه قتل.ومن قبيل الغزل الكيدي ما قاله النابغة الذبياني في " المتجردة " امرأة النعمان ابن المنذر
في قصيدته التي أولها : من آل مية رائح أو معتد . الخ (1) . فوصف فيها ما يجوز ما لا يجوز . فلما سمع المنخل اليشكري هذا الشعر قال للنعمان . ما يستطيع أن يقول مثل هذا الشعر إلا من قد جرب فوقر ذلك في نفسه ، وبلغ النعمان ذلك فخافه فهرب إلي عسان . (٢). 57 وكانت أيام العرب وحروبهم نافذة أطل من خلالها الغزل الكيدي واتخذه الشعراء في مقدمه قصائد الفخر والهجاء جسرا ومن قبيل هذا الغزل ما صدر عن كل من قيس بن الخطيم أتعرف رسما خاطرا والمذاهب - لعمرة وحشا غير موقف راكب .وعبد الله بن رواحة في الحروب التي درات بين الأوس والخزرج قال قيس بن الخطيم شاعر الأوس في يوم بعاث (۳) يتغزل بعمرة أخت عبد الله بن رواحة.وقد بدأ قيس قصيدته التي يفتخر فيها بقومه بهذه المقدمه الغزلية الذي يتغزل فيها بعمــرة أخـــــت
عبد الله بن رواحه وأم النعمان بن بشير ، وقد ورد ذكرها في شعره أكثر من مرة لإغاظة عبـــد الله بن رواحة والتشهير بأخته ، وكعادته بدأ في غزله معتدا بشخصيته يدل علي من يعشق ، فأجابه عبد الله بن رواحة بالرد عليه ومعاملته بالمثــــل يتغزل في أخت قيس بن الخطيم ليلي - كما شبب ابن الخطيم بعمره أخت عبد الله بن رواحــــة
فيقول : (1)
وإذا كانت أيام العرب وحروبهم قبل الإسلام نافذة أطل من خلالها الغزل الكيدي في الشعر الجاهلي ، ولم يقف التعبير عن لواعج الذات عند الشعراء الرجال فحسب وقد سبقت الإشادة إلي ذلك وإنما بدا ذلك في شعر النساء في العصر الجاهلي ، ومن ذلك ما قالته ضاحية الهلالية ، وقد أحبت رجلا اسمه
الهلال (1):
وإني لأنوي القصــد ثم يردني عن القصد ميلات الهوي فأميـــل
وما وجد مسجون بصنعاء موثق لساقيه من حبس الأمير كبول وما ليل مولي مسلم بجديرة بعد ما نام العيون عوبل هذا قليل من كثير مما جاءت به قرائح الشعراء من الغزل الكيدي في العصر الجاهلي أما في عصر صدر الإسلام ، فقد تواري هذا الغزل ، لأنه يتنافي مع تعاليم الإسلام وعندما بدأ شيء من ذلك الغزل تصدي له الرسول ﷺ وعاقب عليه بالقتل كما حدث لكعب بن
الأشرف
" وكان هذا الغزل الانتقامي سببا في هلاك الشاعر أحيانا كما حدث لكعب بن الأشرف فإنه بكي قتلي بدر شبب بنساء الرسول ﷺ ونساء المسلمين فأمر رسول الله ﷺ محمد بن مسلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله فقتلوه "(۲)
كما تصدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه - واتخذ موقفا حازما من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن رغبات النفوس في الجنس الآخر ، وموقفه من الشاعرة الذلفاء ومعقل بن
سنان الأشجعي قد سبقت الإشارة إليه
ومن هؤلاء الشعراء الذين جري علي السنتهم هذا الضرب من الغزل عبد سحيم بني الحمساس ، وكان يكثر من ذكر نساء بني الحمساس في شعره ، ويصرح ياتيانهن فتهدود وحملوه إلي أمير المدينة فسجنه وجلده ، ولما عادوا به عاود ما كان منه التشبيب الفاضح ، فحبسوه عندهم وعالجوه بالعقوبة ، فلم يرعو فقتلوه أو قذفوة بالنار (۳)
وفي شعره وأخباره ما يدل علي انه كان ماجنا يتغزل بالنساء ويعايشهن ، ولأنـــه عبـــد أسود فقد كان النساء يتجرأن علي معاينته ، ولا يجدن في ذلك حرجا - وفي شعره ضروب مـــن
والشاعر عبد الله بن رواحه في هذه المقدمه الغزلية مفتون بصاحبته ، ويؤلمه رحيلها حتي تتردد ودموعه في صدره ، ويظل يبكي خلفها وهي راحلة مبتعدة . ولقد ظل يبكي طوال اليوم من غدوة الشمس حتي رواحها ، وتجمعت فوق صدره جميع همومه البعيدة ، ولكن سرعان ما يكف عن هذا الذي هو فيه ، فيدعو نفسه إلي التنبه والتيقظ – فالحب يدبر إذا لم
يجد حبيبا مصافيا وخليلا مصاقبا قريبا
وكثيراً ما اتخذ الشاعر الجاهلي هذا اللون من الغزل الكيدي في مقدمة قصائده جسرا يعبر به إلي موضوع آخر أو غرض آخر كالفخر والهجاء ، فيتسني له ذكر القوة وتحدي الأعداء والخصوم ، واستباحة الحريم ، كما في قول بشر بن أبي خازم الأسدي في الفخر بانتصار بني أسد وحليفتها بني حنبة علي بني عامر وحليفتها بني غيم في يوم الفساد (1)
وفيها يقول : عفت من سليمي رامة فكثيبها وشطت بها عنك النوي وشعوبها . هيجتها جنوبها
ثم يقول : بني عامر ، فيري النساء اللاتي تصحين القوم ،ويبدو التشنيع هنا تشنيعا عنيفا لإغاظة القوم ، ففيه ذكر للسبي واستباحة للحريم ، وقد تكررت الإشارة إلى نساء عامر وغيم في موضع آخره في شعره (۳) وكم من موضع قد غادروها لهيف القلب كاشفة القناع .والشاعر يتمادي في التشنيع علي نساء أعدائه ويبالغ فلنساء المرضعات المفجوعات حسرن عن : وجوههن من الذعر ، وهن ينادين رجال قومهم بالحاح للعودة إلى القتال ، لأنهم تركوهم للضياع
الغزل الماجن المكشوف . ويكثر في شعره من تصوير المغامرات الغرامية ، وأن المرأة علي الرغم من خوفها وتحفظها ، فهي تطيعه وتستجيب له ، وهي تحذره همما يضره أهلها له لو عرفوا سرهما (1) .وماشية مشي القطاه اتبعتها من الستر تخشي أهلها أن تكلما فقالت : صه يا وبح غيرك إنني سمعت حديثا بينهم يقطر الدما فنفضت ثوبيها ونظرت حولها ولم أخش هذا الليل أن يتصرما أعفني بآثار الثياب مبيتها والقط رضا من وقوف تحطما ولاشك أن مغامرات الشاعر هذه - وهو - العبد الأسود - لا يمكن أن يمكن أن تكون حقيقية ، بل هي أحلام من أحلام اليقظة ، وتخيلات وتمنيات . بدليل أنه يحس بوضاعة حاله ، وقبح وجهه ودمامة خلقه ، وعبوديته ، فقد كان سحيم أسود قبيح الوجه معلطاً (۲) ويقر أنه شخص مزدري في مجتمعه ، يقول (۳):
أشارت بمدراها وقالت لتربها أعبد بني الحسماس يزجي القوافيا رأت قتبارنا وسحق عباءة وأسود ما يملك الناس عاريا
يرجلن أقواما ويتركن لمتي وذاك هوان ظاهر قد بداليا
وكانت نهايته في حدود سنة أربعين من الهجرة ، وقيل : بل قتل في خلافة عثمان بن عفان ، وكان
ولاشك أن الحافظ على الأخلاق والمحاماة عن الأعراض إخلاصا أو نزولا لصوت الشرع كان الداعي لما أصاب سحيم من العقاب من جراء غزله .رابعا : الغزل الكيدي في العصر الأموي :
ترسم شعراء الغزل الكيدي في العصر الأموي خطا ونهج شعراؤه قبل هذا العصر . ولعل هذا مما حدا بالدكتور / طه حسين إلى القول : " هذا الغزل الهجائي الذي يكاد ابن قيس الرقيات يكون مبتدعه خليق بالعناية ، ويصف الدكتور / الحوفي عبارة طه حسين السابقة بالدقة ، نظراً لأنه لم يحدث تطور في هذا اللون من الغزل منذ ظهورة في العصر الجاهلي . فإنني أعي ما تحمتمله هذه الكلمة من معني ، لأن ابن قيس الرقيات لم يكن مبتدع هذا الغزل ، ولكنه يوشك أن يكون مبتدعه ، إذا نظرنا إلي أنه اصطنعه مقدمة لقصائد المدح وقد كان سابقوه يصطنعونه مقدمة قصائد الفخر والهجاء ، ثم إذا راعينا أنه صور في غزله ما زعم أنه حدث في أحلامه ورؤاه ،من الأحلام في شيء (1)
وهؤلاء الشعراء السابقون الذين جدو ابن قيس الرقيات الذي يتمثل في الخصومه السياسية خلاف ما كان عليه عند من سبقوه فكان الباعث عليه الحروب والأيام والعصبية القبلية فهما إلى الفخر و الهجاء أحوج . وفي العصر الأموي اتخذ هذا اللون من الغزل طابعا سياسيا ، فقد حدث أول ماحدث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وكانت الخصومات السياسية والعداوات القبلية من وراء ذلك ، وكان غرض الشاعر أن يشيب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتتضحهم ، وتلوك ألسنة المنشدين والمغنيين أغراضهم ، وكان هذا التشبيب سبة مغيظة تحمل أولي الأمر علي معاقبة الشعراء الخصوم من العقاب . ولم يكن للحب أو الوجد أدني حظ في هذا الغزل ، بل هو غزل كيدي ، وهو أدخل في باب الهجاء منه في بـــاب الصبابة والنسيب . ودعت الخصومة بين الأنصار والأمويين عندما آلت الخلافة إليهم إلى بعث الغزل الكيدي وإحيائه ، فتغزل عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بابنة معاوية وأحنق أخاها يزيد في
عهد أبيه إذ يقول ):
صاح حيا إلا له أهلاو دارا عند أصل القناة من جيرون أم هل طمعت يابن حسان في ذا ك كما قد أراك قد أطعمت مني
" وكان معاوية واسع الحلم أغضي عن شاعر الأنصار لمكانتهم والحرمتهم ،


Original text

ومن أجمل شعره رائيته المعروفة ومطلعها :


أن كنت عاذلتي فسيري نحو العراق ولا تحوري . قالها في هند بنت عمرو بن هند ، وبلغ خبرها عمرا ، فأخذ المنخل فقتله ، وكان المنخل يتهم بالمتجردة ، امرأة النعمان بن المنذر وكان للنعمان منها ولدان الناس يقولون أنهما من المنخل ، وهو


(۱) القائل في النابغة حين وصف المتجردة في قوله : " ما يعرف هذا إلا من جرب . ويبدو أن التعبير عن لواعج الذات تعبير صادم في صدر الإسلام مراقبة السلطة الشديدة للأخلاق والسلوك ، فاتخذ عمر بن الخطاب موقفا حازما من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن


رغبات النفوس في الجنس الآخر ، وان كان غير بذيء النبرة والغرض ومسارعته إلى معاقبة إحدي النساء المتغزلات أوضحت اتجاه السلطة وموقفها (۲) والمرأة المتغزلة هي الزلفاء " .. وكانت شاعرة تحسن الغناء ، فانطلقت ذات يوم تفصح عن ذاتها تتغزل بفارس ذائع الصيت بطولة وجمالا باهراً ، نزل المدينة فأصبح حديث نساء ورجل أحلام ، وكان شعرها بلا شك يجسد الرغبة . قال الواقدي: سمع عمر نشيد شعر في دار ، فوقف فإذا الذلفاء تنشد وتقول : (۳)


هل من سبيل إلأي خمر فأشربها أم هل سبيل إلي نصر بن حجاج إلي فتي ما جد الأعراق مقتبل تضيء صورته في الحالك الداجي نعم الفتي في ظلام الليل صورته لبائس أو الملهوف ومحتاج


وألفاه عمر برينا فأعادة وأصلح حاله ، اما الذلفاء فاعتذرت وتاولت غزلها فقبل عمر علانيتها وأطلق سراحها (4) .


ويقول صاحب عيون الأخبار (٥) وهذا نصر بن حجاج بن علاط البهزي ، وكان من أجمل الناس فدعابه عمر فسيره إلى البصرة - فأتي مجاشع بن مسعود السكي فدخل عليه يوماً وعنده امراته شميلة (1) وكان مجاشع أميا ، فكتب نصر علي الأرض : أحبك حبا لو كان فوقك لأظلك ، أو تحتك لأقلك ، فكتبت هي : وأنا والله كذلك ، فكب مجاشع علي الكتابة إناء ثم


أدخل كاتبا فقرأة ، فأخرج نصراً وطلقها . فقال نصر بن حجاج : ومالي ذنب غير ظن ظننته وفي بعض تصديق الظنون آثام لعمري إسيرتني أو حرمتني وما نلت ذنبا إن ذ الحرام


وعلق على هذا الشعر محقق عيون الأخبار بقوله : وانا أحسب هذا الشعر مصنوعاً (4) وسمع عمر أعوذ برب الناس من شر معقل إذا معقل راح البقيع مرجلا


بن الخطاب قائلا بالمدينة يقول :


يعني معقل بن سنان الأشجعي وكان قدم المدينة ، فقال له عمر : الحق بباديتك (٥) وسواء أكان


هذا الشعر مصنوعا أو أصيلاً ، فإنه يؤكد مراقبة السلطة الشديدة للأخلاق والسلوك وأن التعبير


عن لواعج الذات يصادم تلك المراقبة في عصر صدر الأسلام كما يؤكد علي موقف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الحازم من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن رغبات النفوس في


الجنس الآخر ، وإن كان غير بذيء النبرة والغرض ومسارعته إلى معاقبة قائله :



  • بالقلب إطلاقاً ، بل هو هجاء استعار رداء الغزل وهنا أطلق عليه بعض الدراسين الغزل المستعاد ،


الرغبة في التشهير بأهل المرأة وذويها : من الواضح أن الغزل الكيدي لاصلة له


غرضه التشهير بالخصوم وفضحهم لتلوك الألسنة أعراضهم ، وتتغني بها في المجالس ، والتشهير


بأهل المرأة وذويها وان يفضحهم بها .. وكان أهل البادية يتأذون عن الغزل ، ولو كان عذريا ،


وقد ينتهي التعريض بين أهل البادية في التشبيب إلي فتن وجرائم قاتلة ، وقيل أن الشاعر ابن


الدمينة قتل رجلاً من قومه شبب بامرأته ثم قتل به (۲) .


و ما حدث بين هديه بين الخشرم ، وأبي المسور زيادة بين زيد ، وهما مقبلان في ركب من


قومهما ، فكانا يتعاقبان السوق بالإبل ، ومع هدية أخته فاطمة ، فنزل زيادة فارتجز وقال : عوجي علينا واربعي يا فاطما مادون مايري البعير قائماً:


الاترين الدمع مني ساجما حذار دار منك أن تلائما


فاطردت مطر دا عراهما. فعما تبذ القطف الرواسما (1)


فغضب هدية حين سمع زيادة يرتجز بأخته ، فتزل فرجز بأخت زيادة وكانت تدعي أم حازم .


لقد أراني والغلام الحازما نزجي المطي ضمرا سواهما (٢).


متي تظن القلص الرواسما والجلة الناجية العياهما (۳)


فتشاتما فلما وصلا إلى ديارها جمع زيادة رهطا من أهل بيته فبيت هدية فضر به علي ساعده وشج أباه خشرما وقال زيادة في ذلك (٥)


شججنا خشرما في الرأس عشرا ووقفنا هديبة إذ هجانا تركنا بالعويند من حسين نساء يلتقطن به الجمانا


وقال هدية : (٦). فإن الدهر مؤتنف جديد وشر الخيل أقصرها عذابا


وشر الناس كل فتي إذا ما مرته الحرب بعد العصب لانا


ولاشك في أن المسئولية الأخلاقية والمحاماة عن الأعراض كانا يقفان سدا منيعا في وجه هؤلاء


الشعراء الذين يستغلون سلاح الغزل الكيدي للتشهير بأهل المرأة وذويها.


ه - الاعتداد بالنظام الطبقي في المجتمع الأموي : كان تركيب المجتمع الطبقي عند


العرب من أحرار وأموال وعبيد ، يعد الخلاف بين الطبقات والحقد الدنيا على العليا


وقد عقد ابن عبد ربه فصلافي العقد الفريد ، صور فيه العرب يسيئون في المعاملة إلي


الموالي لعصر بني أمية إساءة بالغة "(1) وتمثل هذا الحقد الجارح في غزل سحيم عبد بني الحسماس الذي سجن وعذب ثم قتل


إلى 2)


قال "الثعالبي " قال الجاحظ : ثلاثة من العبيد قتلوا بسبب العشـق : منهم يسار الكواعب ، ومنهم عيد بني الحسماس ، ومنهم وضاح اليمن


وكان سبب قتله تشبيبه الفاضح ، الذي يزعم فيه تمكنه من الشريفات ، لا يقول ذلك إلا انتقاما من أسياده ، وكانت اشعاره تستيركوا من سخطهم عليه علي علمهم بتكذيبه وبراءة


نسائهم ، ومن ذلك قوله وقد أكثروا ضربه .


أن تقتلوني فقد أسخنت أعينكم وقد أتيت حراما وما تظنونا وقد ضممت إلى الأحشاء جارية عذب مقبلها مما تصونونا


وقوله : (٥) شدوا وثاق العبد لا يفلتكم إن الحياة في الممات قريب


(٤)


فلقد تحدر من جبين فتاتكم عرق علي متن الفراش وطيب


وأبعد في هذا الأسلوب سحيم عيد بني الحسماس في الهجوم علي أعراض القوم الذين كان فيهم ، فكان يصور الموافق ليغيظ المجتمع الذي ازدري لونه واسترقه وحرمه حريته وسخره لأغراضه ،


فانبري يمزق بلسانه الأعراض في صور الفحشاء الفاضحة حتي قتل : (٦) " وقال إن : " عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – أمر بقتله لأبيات فاحشة نظمها ،


وقال : أن بني الحسماس قتلوه لتغزله بنسائهم ، وذكر بعض الرواة أنهم حفروا له أخدودا ووضع فيه ، وألقي عليه الحطب ثم أحرق (۷)


وهكذا كانت هذه الدواعي وراء الغزل الكيدي منذ بدأت بوادر ظهوره في العصر الجاهلي ، ثم ذاع وانتشر في العصر الأموي ، وأسهم في بنائه عدد كبير من الشعراء في الجاهلية ،


والإسلام ، ونقلته إلينا كتب الأدب والسير والأخبار .


ثالثا : الغزل الكيدي قبل العصر الأموي:


أوضح العرض المتقدم عن بوادر ظهور الغزل الكيدي وبواعثه ، أن هذا الضـرب مـــن الغزل ظهر في أخريات العصر الجاهلي ، حيث كانت تقدم به بعض قصائد الفخر والهجاء ، وهو غزل تمهيدي يصطنعه الشاعر في شريفة من شريفات خصومه وخصوم قومه ، ولم يكن يصدر عن حب وعاطفة ، بل عن تصنع وتكلفوا وادعاء ، يريد به قائله أن يغيظ ويشهر بالخصوم وفي بعض


الأحيان يكون الباعث عليه التعبير عن اللوائح الذاتية ، أو أن يحس الشاعر بوضاعة حاله وعبوديته وازدراء المجتمع له .


ويعد الشاعر المنخل اليشكري (1) من أوائل الشعراء الجاهليين الذين بادروا إلي هذا اللون


عن الغزل ، حيث كان يشبب بهند بنت عمرو بن هند ولها يقول (٢) : ياهند هل من نائل ياهند للعاني الأسير


وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري


وبلغ خبرها " عمرا" فاخذ المنخل فقتله ، وكان المنخل يتهم بالمتجردة زوج النعمان بن المنذر وكان للنعمان منها ولدان كان الناس يقولون إنهما من المنتخل .. وكان أيضا يتهم بإمرأة لعمرو بن


هند ، وكان جميلاً كما يقول ابن قتيبة .. وقتله عمرو بن هند ، وقال قبيل قتله يستثير قومه لأخذ بتاره (۳) .


طل وسط العبادة قتلى بلاجر م وقومي ينتجون السخالا لا رعيتم بطنا خصيبا ولا زر تم عدوا ، ولا رزاتم قبالا (4)


وتعزو بعض الروايات فقتل طرفه بن العبد إلي تغزله يوما بأخت عمرو بن هند ، وقد يرزت لـه وهو ينادمه علي شراب ، فرأي طرفه ظلها في الجام الذي في يده فقال : (٥) .


ألا يأبي الظبي ال ذي يبرق شـــــــــــفاه ولولا الملك القا عد قد الثمني فاه


فحقد عليه وقد حبس طرفة بن العبد في حصن في البحرين وفيه قتل.


ومن قبيل الغزل الكيدي ما قاله النابغة الذبياني في " المتجردة " امرأة النعمان ابن المنذر


في قصيدته التي أولها : من آل مية رائح أو معتد ... الخ (1) . فوصف فيها ما يجوز ما لا يجوز .. فلما سمع المنخل اليشكري هذا الشعر قال للنعمان . ما يستطيع أن يقول مثل هذا الشعر إلا من قد جرب فوقر ذلك في نفسه ، وبلغ النعمان ذلك فخافه فهرب إلي عسان .... (٢). 57 وكانت أيام العرب وحروبهم نافذة أطل من خلالها الغزل الكيدي واتخذه الشعراء في مقدمه قصائد الفخر والهجاء جسرا ومن قبيل هذا الغزل ما صدر عن كل من قيس بن الخطيم أتعرف رسما خاطرا والمذاهب - لعمرة وحشا غير موقف راكب .


وعبد الله بن رواحة في الحروب التي درات بين الأوس والخزرج قال قيس بن الخطيم شاعر الأوس في يوم بعاث (۳) يتغزل بعمرة أخت عبد الله بن رواحة.


وقد بدأ قيس قصيدته التي يفتخر فيها بقومه بهذه المقدمه الغزلية الذي يتغزل فيها بعمــرة أخـــــت


عبد الله بن رواحه وأم النعمان بن بشير ، وقد ورد ذكرها في شعره أكثر من مرة لإغاظة عبـــد الله بن رواحة والتشهير بأخته ، وكعادته بدأ في غزله معتدا بشخصيته يدل علي من يعشق ، فقد فتن كثيرا من أمثالها وحملهن علي الصبوة . فأجابه عبد الله بن رواحة بالرد عليه ومعاملته بالمثــــل يتغزل في أخت قيس بن الخطيم ليلي - كما شبب ابن الخطيم بعمره أخت عبد الله بن رواحــــة


فيقول : (1)


أشافتك ليلي في الخليط المجانب نعم فرشاش الدمع في الصدر غالبي بكي اثر من شطت نواه ولم يقف لحاجة محزون شكا الجر ناصب ...


وإذا كانت أيام العرب وحروبهم قبل الإسلام نافذة أطل من خلالها الغزل الكيدي في الشعر الجاهلي ، فإن التعبير عن لواعج الذات كان باعثا علي إبرازه أيضا في شعر هذا العصر ، ولم يقف التعبير عن لواعج الذات عند الشعراء الرجال فحسب وقد سبقت الإشادة إلي ذلك وإنما بدا ذلك في شعر النساء في العصر الجاهلي ، ومن ذلك ما قالته ضاحية الهلالية ، وقد أحبت رجلا اسمه


الهلال (1):


وإني لأنوي القصــد ثم يردني عن القصد ميلات الهوي فأميـــل


وما وجد مسجون بصنعاء موثق لساقيه من حبس الأمير كبول وما ليل مولي مسلم بجديرة بعد ما نام العيون عوبل هذا قليل من كثير مما جاءت به قرائح الشعراء من الغزل الكيدي في العصر الجاهلي أما في عصر صدر الإسلام ، فقد تواري هذا الغزل ، لأنه يتنافي مع تعاليم الإسلام وعندما بدأ شيء من ذلك الغزل تصدي له الرسول ﷺ وعاقب عليه بالقتل كما حدث لكعب بن


الأشرف


" وكان هذا الغزل الانتقامي سببا في هلاك الشاعر أحيانا كما حدث لكعب بن الأشرف فإنه بكي قتلي بدر شبب بنساء الرسول ﷺ ونساء المسلمين فأمر رسول الله ﷺ محمد بن مسلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله فقتلوه "(۲)


كما تصدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه - واتخذ موقفا حازما من الغزل الذي لا يتحرج في الإعلان عن رغبات النفوس في الجنس الآخر ، وموقفه من الشاعرة الذلفاء ومعقل بن


سنان الأشجعي قد سبقت الإشارة إليه


ومن هؤلاء الشعراء الذين جري علي السنتهم هذا الضرب من الغزل عبد سحيم بني الحمساس ، وكان يكثر من ذكر نساء بني الحمساس في شعره ، ويصرح ياتيانهن فتهدود وحملوه إلي أمير المدينة فسجنه وجلده ، ولما عادوا به عاود ما كان منه التشبيب الفاضح ، فحبسوه عندهم وعالجوه بالعقوبة ، فلم يرعو فقتلوه أو قذفوة بالنار (۳)


وفي شعره وأخباره ما يدل علي انه كان ماجنا يتغزل بالنساء ويعايشهن ، ولأنـــه عبـــد أسود فقد كان النساء يتجرأن علي معاينته ، ولا يجدن في ذلك حرجا - وفي شعره ضروب مـــن


والشاعر عبد الله بن رواحه في هذه المقدمه الغزلية مفتون بصاحبته ، يشوقه بعدها ، ويؤلمه رحيلها حتي تتردد ودموعه في صدره ، ويظل يبكي خلفها وهي راحلة مبتعدة . ولقد ظل يبكي طوال اليوم من غدوة الشمس حتي رواحها ، وتجمعت فوق صدره جميع همومه البعيدة ، ولكن سرعان ما يكف عن هذا الذي هو فيه ، فيدعو نفسه إلي التنبه والتيقظ – فالحب يدبر إذا لم


يجد حبيبا مصافيا وخليلا مصاقبا قريبا


وكثيراً ما اتخذ الشاعر الجاهلي هذا اللون من الغزل الكيدي في مقدمة قصائده جسرا يعبر به إلي موضوع آخر أو غرض آخر كالفخر والهجاء ، فيتسني له ذكر القوة وتحدي الأعداء والخصوم ، واستباحة الحريم ، كما في قول بشر بن أبي خازم الأسدي في الفخر بانتصار بني أسد وحليفتها بني حنبة علي بني عامر وحليفتها بني غيم في يوم الفساد (1)


وفيها يقول : عفت من سليمي رامة فكثيبها وشطت بها عنك النوي وشعوبها ..


فلما رأونا بالفساد كأننا نشاص الثريا ، هيجتها جنوبها


ثم يقول : بني عامر ، إنا تركنا نساءكم من الشل والإيجاف تدمي عجوبها عضار يطنا مستبطنوا البيض كالدمي مضرجة بالزعفران جيوبها



  • تبيت النساء المرضعات برهوة تفرغ من خوف الجنان قلوبها (٢) والشاعر في هذه الأبيات بصف نتيجة المعركة ، فيري النساء اللاتي تصحين القوم ، وقد آلت إلي سياسبا ، لذا فهو بعد أن كان يبدي حرصا على ظعائن قبيلته ، تراه يعكس الآية عندما تكون هذه الظعائن للأعداء".


ويبدو التشنيع هنا تشنيعا عنيفا لإغاظة القوم ، ففيه ذكر للسبي واستباحة للحريم ، تلك التي لم تكن عن نصيب الأصراء ، بل كانت من نصيب الخدام " العضاريط " الذين كانوا يرافقون أسد ، وقد تكررت الإشارة إلى نساء عامر وغيم في موضع آخره في شعره (۳) وكم من موضع قد غادروها لهيف القلب كاشفة القناع ...


والشاعر يتمادي في التشنيع علي نساء أعدائه ويبالغ فلنساء المرضعات المفجوعات حسرن عن : وجوههن من الذعر ، وهن ينادين رجال قومهم بالحاح للعودة إلى القتال ، لأنهم تركوهم للضياع


والسبي


الغزل الماجن المكشوف ... ويكثر في شعره من تصوير المغامرات الغرامية ، وأن المرأة علي الرغم من خوفها وتحفظها ، فهي تطيعه وتستجيب له ، وهي تحذره همما يضره أهلها له لو عرفوا سرهما (1) .


وماشية مشي القطاه اتبعتها من الستر تخشي أهلها أن تكلما فقالت : صه يا وبح غيرك إنني سمعت حديثا بينهم يقطر الدما فنفضت ثوبيها ونظرت حولها ولم أخش هذا الليل أن يتصرما أعفني بآثار الثياب مبيتها والقط رضا من وقوف تحطما ولاشك أن مغامرات الشاعر هذه - وهو - العبد الأسود - لا يمكن أن يمكن أن تكون حقيقية ، بل هي أحلام من أحلام اليقظة ، وتخيلات وتمنيات .. بدليل أنه يحس بوضاعة حاله ، وقبح وجهه ودمامة خلقه ، وعبوديته ، فقد كان سحيم أسود قبيح الوجه معلطاً (۲) ويقر أنه شخص مزدري في مجتمعه ، وكذلك هو مزدري من النساء خاصة ، يقول (۳):


أشارت بمدراها وقالت لتربها أعبد بني الحسماس يزجي القوافيا رأت قتبارنا وسحق عباءة وأسود ما يملك الناس عاريا


يرجلن أقواما ويتركن لمتي وذاك هوان ظاهر قد بداليا


وكانت نهايته في حدود سنة أربعين من الهجرة ، وقيل : بل قتل في خلافة عثمان بن عفان ، وكان


عمره حوالي الأربعين عاما (4)


ولاشك أن الحافظ على الأخلاق والمحاماة عن الأعراض إخلاصا أو نزولا لصوت الشرع كان الداعي لما أصاب سحيم من العقاب من جراء غزله .


رابعا : الغزل الكيدي في العصر الأموي :


ترسم شعراء الغزل الكيدي في العصر الأموي خطا ونهج شعراؤه قبل هذا العصر . ولعل هذا مما حدا بالدكتور / طه حسين إلى القول : " هذا الغزل الهجائي الذي يكاد ابن قيس الرقيات يكون مبتدعه خليق بالعناية ، فهو لون من الألوان الفنية الجديدية التي استحدثها الشعراء


المسلمون (٥) . ويصف الدكتور / الحوفي عبارة طه حسين السابقة بالدقة ، نظراً لأنه لم يحدث تطور في هذا اللون من الغزل منذ ظهورة في العصر الجاهلي .


حيث يقول : " وحينما أصف عبارة الدكتور / طه حسين - بالدقة ، فإنني أعي ما تحمتمله هذه الكلمة من معني ، لأن ابن قيس الرقيات لم يكن مبتدع هذا الغزل ، ولكنه يوشك أن يكون مبتدعه ، إذا نظرنا إلي أنه اصطنعه مقدمة لقصائد المدح وقد كان سابقوه يصطنعونه مقدمة قصائد الفخر والهجاء ، ثم إذا راعينا أنه صور في غزله ما زعم أنه حدث في أحلامه ورؤاه ، علي حين سابقيه قضوا في غزلهم أحداثا زعموا انها حقائق واقعيه ليست


من الأحلام في شيء (1)


وهؤلاء الشعراء السابقون الذين جدو ابن قيس الرقيات الذي يتمثل في الخصومه السياسية خلاف ما كان عليه عند من سبقوه فكان الباعث عليه الحروب والأيام والعصبية القبلية فهما إلى الفخر و الهجاء أحوج . وفي العصر الأموي اتخذ هذا اللون من الغزل طابعا سياسيا ، فقد حدث أول ماحدث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، واستغله بعض الشعراء في معظم هذا العصر ، وكانت الخصومات السياسية والعداوات القبلية من وراء ذلك ، وكان غرض الشاعر أن يشيب بنساء السلطان أو الأشراف ليفتتضحهم ، وتلوك ألسنة المنشدين والمغنيين أغراضهم ، وكان هذا التشبيب سبة مغيظة تحمل أولي الأمر علي معاقبة الشعراء الخصوم من العقاب . ولم يكن للحب أو الوجد أدني حظ في هذا الغزل ، بل هو غزل كيدي ، وهو أدخل في باب الهجاء منه في بـــاب الصبابة والنسيب . ودعت الخصومة بين الأنصار والأمويين عندما آلت الخلافة إليهم إلى بعث الغزل الكيدي وإحيائه ، فتغزل عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بابنة معاوية وأحنق أخاها يزيد في


عهد أبيه إذ يقول ):


صاح حيا إلا له أهلاو دارا عند أصل القناة من جيرون أم هل طمعت يابن حسان في ذا ك كما قد أراك قد أطعمت مني


" وكان معاوية واسع الحلم أغضي عن شاعر الأنصار لمكانتهم والحرمتهم ، ولكنه لم يغض عن شاعر آخر تغزل بابنته .. هو أبو دهبل الجمحي (۱) فتناوله بسجن وعذاب ومنعه هو و خلفاؤة من بعده دخول الشام وصرف إلي أقاصي اليمن (۲) ويقول الدكتور / شوقي ضيف " فإن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يهاجي عبد


الرحمن بن الحكم ويتعرض لنساء بني أمية ، وكان ممن تعرض لهن رملة بنت معاوية إذ تغزل فيها غزلا مفحشا وبذلك كان أول من اتخذ الغزل سلاحا للهجاء السياسي (۳).


وجاء شاعر الزبير بن عبيد الله بن قيس الرقيات ، فاصطنع الغزل بامرأة عبد الملك ابن مروان عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، وبامرأة الوليد بن عبد الملك ابن البنين بنت عبد العزيز بن مروان في مقدمه في عاتكة (٤) بدت لي في أترابها فقتلنني كذلك يقتلن الرجال كذلكا


نظرن إلينا لوجوه كأنما جلون لنا فوق البغال لبائكا


إذا غفلت عنا العيون التي تري سلكن بنا حيث اشتهين المسالكا وقالت : لو انا نستطيع الذاركم طبيبان منا عالمــان بــــدائكا (٥) ولكن قومي أحدثوا بعد عهدنا وعهدك أضغانا كلفـن بشـانكا


ويتمادي ابن قيس الرقيات في غزله الكيدي نكاية في خصومه الأمويين ، فأكثر من التعرض في


شعره لعاتكة زوج عبد الملك وأم البنين زوج الوليد بن عبد الملك كلما أقدم علي مدح أميره


مصعب بن الزبير واتخذ من هذا الغزل جسرا يعبر عليه إلي مديح ابن الزبير . يقول الدكتور / طه حسين " لم يكن عبيد الله بن قيس الرقيات شريرا ولا سيء الدخيلة مع الخصومات السياسية التي اندفع فيها اندفاعا شديدا – محبا لقومه ، يؤثرهم علي


وإنما كان ومن هنا تظهر في غزله الهجائي خصلة جميلة ، دقيقة مؤثرة ، لانجدها عند غيره من


الناس جميعا ويحرص على كرامتهم أشد الحرص .


الهجائين السياسين : وهي أنه كان يخاصم الرجال دون النساء ، وكان يتخذ النساء وسيلة إلي ، حرب الرجال ، فكان يحرص الحرص كله علي ألا يؤذيهن او يذيع بينهن الفاحشة كذبا وزورا. بل كان يعني إلى أبعد من هنا ، كان يريد أن يتملق هؤلاء النساء ، وأن يرضيهن عن نفسه ، وأن يحبب إليهن هذا الغزل الهجائي الذي كان يسوء أزواجهن وأبناءهن وعصبتهن بوجه عام. (۱) ومن غزله الكيدي في أم البنين زوج الوليد بن عبد الملك في مقدمة مدحه لابن الزبير


قوله (۲)


إن الخليط قد أرفعوا تركيد أزمعوا تركي فوقفت في عرصاتهم أبكي جنية خرجت لتقتلنا مطلية الأقداب بالمسك قامت تحييني فقلت لها ويلي عليك وويلتي منك


إلي أن يقول : يا حبذا ام البنين علي ما كان من بذل ومن ترك إن تسلمي نسلم وإن تدعي الإسلام لا نخذلك في الشرك وابن قيس الرقيات في غزله هذا لا تستهوية المحبوبة لذاتها ، بل لمكانتها ، وخطورة التصدي لها ،


فيمثل التغزل فيها عندئذ نوعا من التحدي . كما في قوله في أم البنين (۳) ألا هزأت بنا قرشية يهتز موكبها رأت ثيبة في الرأس مني ما أغيبها ومثلك قد لهوت بها قام الحسن اعييها


ثم يقول : فذع هذا ولكـن حـــا جــــة قد كنت أطلبها إلي أم البنين متي يقربهــــــــــــــا مقربهـــــــــــــــا؟


لها بعل غيور قاعد بالباب يحجبها يراني هكذا أمشــــــــــي فيوعــــــــــــدها أو يضــــــــــــربها


أتتني في المنام فقلت هذا حين أعقبها. فلما أن فرحت بها ومال علي أعذبها شربت بريقها حتي نهلت وبــــــــت أشــــــــربها وبـــــــــت ضــــــــــجيعها جذلان تعجبني وأعجبها فكانت ليلة في النــــــــــو م نســــــــــــمرها وتلعبـــــــــــها


وهذه الرغبة التي يعبر عنها الشاعر يرضي شهوته في الأنتقام من خصومه بني لأمية أكثر مما يقضني بها حق فنه ، فهو لا يتحدث عن وجد الحب ولوعته ، ولا يصور نفسا حساسة معذية ، تحكي قصة


حب ، أو تعبر عن وصال أو صد ، أو تصف شكوي قلب


ثم يقول أيضا في أم البنين (1) :


أم البنين سلبتني حلمي وقتلتني فتحملي إثمي


وتركتتي أدعو الطبيب وما لطبيبكم بالداء من علم بـــا الله يا أم البنين ألم تخش عليك عواقب الإثم الله درك في ابن عمك إذ زورته سقما علي سقم


ويقول الدكتور / طه حسين - في تفسيره لتغزل ابن قيس الرقيات بنساء خصومه الأمويين : " كان يخاصم بني أمية ، فتغزل بأم البنين امرأة الوليد بن عبد الملك وبنت عبد العزيز بن مروان ، يريد من غير شك أن يغيظ عبد الملك وإبن الوليد وأخاه عبد العزيز وغيرهم من رجالات بني أمية ، ولكنه لم يكن يريد أن يسوء أم النبين ولا أن يؤذيها ولا أن يعرضها لمكروه سمعه أو تلقاه ، بل كان يريد أن يتلطف لها ويتجبب إليها وان ينزل شعره من نفسها منزلة الرضا والإعجاب " (۳) ولذلك نراه في شعره يكثر من ذكر أم البنين طمعا في إرضائها وهو يخاصم أباها وعمها وزوجها : فيقول (٤) :


أصحوت عن أم البنين وذكرها وعنائها وهجرتها هجر امريء لم يقل صفو صفاتها


وام البنين خليقة أن تتيه بهذا الجمال الذي أحدث في نفس الشاعر ما أحدث حتي ملك عليه يومه


ونومه فيقول : (٤)


قد تولي الحمي فانطلقا واستطارت نفسه شفقا من عين تمنح الأرقا ولهم حادث طرقا


وابن قيس الرقيات في غزله الكيدي يحاكي بعض شعراء ما قبل العصر الأموي في غزلهم الكيدي


لكنه يخالفهم في أمور منها : ١ إنه قدم غزله الكيدي للمدح ، وهم كانوا يقدمون به للفخر والهجاء .


٢-إنه أبعد غزله عن الحقيقة ، إذ زعم أنها رؤيا لا حقيقة ، وهم لم يفعلوا ذلك


٣-الاقتراب من البناء القصصي المبني علي هيئة قصة ، فنجد روح الشاعر القصصي والقصة


الشعرية متمثلة في كثير من نماذج شعر الغزل الكيدي عند ابن قيس الرقيات من خلال اعتمــاده الحوار


، وحكاية الأحداث ، وتصوير الحالات النفسية للشاعر . يقول الدكتور / طه حسين . وبلغ من هذا الغزل الهجائي مالم يبلغه أحد من شعراء


العصر الأموي . فلم يكن يكتفي بالنسيب المألوف يذكر فيه المرآة التي يريد أن يهجو أهلها كما كان يفعل العرجي ، وإنما كان يتخيل القصص والأخبار فيقصها في شعره مسرفا في تفصيلها إسرافا شدیدا (۱) .


٤-الحيرة التي تعتري القاريء لهذا اللون من الغزل عند ابن قيس الرقيات في الحكم علي عاطفة الشاعر يقول الدكتور / طه حسين - " هذا الغزل الهجائي الذي يكاد ابن قيس الرقيات يكون مبتدعه خليق بالعناية .. ولكنه شديد الخطر .. لأنه يلبس عليك أمر الشاعر ويجعل حكمك علي عاطفته عسيراً جداً . فأنت لا تكاد تتبين أجاد هو في غزله أم لاعب ؟ أمادح صاحبته لأنه يحبها أم لأنه يكره أهلها ؟ وأنت مضطر إلى تنظر إلي هذا الغزل من حيث هو فن مجرد من النفسية الصادقة للشاعر ومن عواطفه الحقيقية


وأخيرا فإن ابن قيس الرقيات قد حقق عن طريق الغزل الكيدي كل ما كان يريده فقد صال وجال بشعره ضد عبد الملك بن مروان وبني أمية وعبث بخصومه السياسيين . فأهدر عبد


الملك بن مروات دمه وتوعد من يؤويه .


ويؤكد هذا قول الدكتور / طه حسين - وقد وصل ابن قيس الرقيات من هذا الغـــزل الهجائي إلي كل ما كان يريده فأحفظ بني أمية عليه أشد أحفاظ حتى هدروا دمه ، وأبرءوا ذمتهم ممن آواه .... ولكنه أرضي أم البنين عن نفسه ، وبلغ منها مبلغا حسنا ، حتي شفعت له وكسبت له


أمان عبد الملك


ولم يقتصر الغزل الكيدي علي التعريض بنساء السلطان وشريفات القوم ، بل اتسعت دائرته ليشمل غيرهن ، فتناول شعراؤة الأمراء للعداوة السياسية والمنافسة علي المنصب وتغزلوا في نسائهم ، ولم ينج أشدهم بطشا من هذا التعريض المسيء فتغزل أبو غير الثقفي بأخت الحجاج بن


يوسف ، وهام علي وجهه في الأرض


واستغل العرجي هذا السلاح من الغزل أيما استغلال عند ما سجنه عدوه أمير مكـــة محمد بن هشام المخزومي وكان غزله السوط اللازع الذي صبه الشاعر علي خصمه وهو في سجنه حتي مات


ولم يزل محمد بن هشام يتطلب علي العرجي العلل وقد حانت الفرصة وهو وال لمكة ، فأخذ العرجي فحبسه وقيده وضربه ضربا مبرحا وظل في حبسه تسع سنوات إلي أن مات في السجن (۱) ومن الشعراء الذين تناولوا في شعرهم الغزل الكيدي ولم يسلم منهم الأمراء الشاعر الأحوص (۲) وذكر في الأغاني إنه كان يشيب بنساء ذوات أخطار من أهل المدينة ، ويتغني بشعره


معبد ومالك ، ويشيع ذلك في الناس ، ونهي فلم ينته (۳)


" وكان الأحوص فاسفاماجنا مخنثا ، كما سماه عبد الملك بن مروان ، وكان يهجوا


أشراف الأنصار وقريش ويتغزل بنسائهم ، وكان هذا هو السبب الحقيقي في أنه كان يكره ابن حزم عامل سليمان بن عبد الملك علي المدينة ويهجوه هجاء صريحا قبيحا .. (٤).


ولذا كتب أمير المدينة أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم في شأنه يطلب من الأشراف إلي سليمان بن عبد الملك أو إلي عمر بن عبد العزيز ، فأمر بجلده وتقييده وتغريبه إلى دهلك(٥) لحبس


فيها ...


فنفذ الأمر علي علي أقبح صورة واغلظها ، وطال بقاء الأحوص سجينا منفيا ، ولم : تجد فيه


شفاعة قومه الأنصار (٦) . وعلي الرغم من حرص قومه علي إطلاق سراحه وشفاعتهم له لدي عمر بن عبد العزيز أنه كما يقول طه حسين : " كان ثقيلاً علي قومه يتخذ . هجاء هم وسيلة إلي اللهو والعبث


إلا ويتخذ نساءهم موضوعا للغزل ، يعف فيه حينا ويفحش فيه حينا آخر ، فلما ولي الأمر يزيد بــــن


عبد الملك عفا عنه وأكرمه وأحسن صلته (۷)


ولم يقف الحوص في غزله الكيدي عند نساء الأشراف من الأنصار وقريش . وإنما تعرض لنساء أخريات ومنهن " أم جعفر ، كان الأحوص يشبب بأم جعفر أمرأة من الأنصار مــــن بـــني خطمة ، وهي أم جعفر بنت عبد الله بن عرفه ومن ذلك قوله (۸). ولم يكن له بها سابق معرفة


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...