Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (57%)

وقد مضى يكثر من الألفاظ الغريبة والأساليب التويمة : العاني غير المألوفة حتى يلفت العلماء والفلاسفة أمثال الفارابي . جميعاً. وردت إليه نفسه بعد ذلك ، فلم يعد يعنى بالألفاظ الغريبة والمعاني البعيدة ، إنما منى بالموضوع نفسه، الدولة جميعاً . ويظهر أن غروره المسرف الذى كان يصوره في شعره السالف لم يزايله في سلوكه وإن زايله فى أشعاره فحقد عليه كثير من الملتفين حول الأمير ، وكان من بينهم من ينفس عليه مكانته منه وعطاياه الجزيلة ، وعلى رأسهم أبو فراس الحمداني الشاعر المعروف ابن عم سيف الدولة وأحد أبطال معاركه الحربية . وكانت تحدث مشادات بينه وبينهم (۱) . وأحس ذلك فمسح الحزن على أشعاره . وكان ينتهز فرصة الرثاء حين يتوفى بعض أقرباء الأمير وعاتب سيف الدولة حين فاض به الكتيل بقصيدته : واحر قلباه ممن قلبه شبيم ومن بجسمي وحالي عنده سقم (۲) ويصدقهم فيما يقولون . ويعاوده تشاؤمه القديم وحقده على الزمن والأحياء ويضطر اضطرارا . وقد أحس الخطر على حياته أن يفر مع أسرته خفية من حلب إلى دمشق سنة ٣٤٦ . وولى وجهه نحو الفسطاط وكافور ، فردوسه الأرضى وأنه بذلك يهدر مسئوليته الأدبية ، أمير حبشى ، مقاليد الحكم ، غير أن هذا لا يشفع له فيما انتهى إليه أمره من مديحه ، نفسه . وعلى نحو ما وجد عنده من فكان يسوق إليه كثيراً من وكان الإخشد أقطعه الدولة . ومدحه المتنبي دون أن يراه ليؤذى كافورا، ولكن كافوراً منعه ينتقم منه ، ولا يلبث أن يهجو كافورا ويفر فى عيد الأضحى تحت جنح الليل . وشعره في كافور مدحاً وهجاء يفيض بالثورة على الزمن والتشاؤم الشديد ، رحابه ، مسقط رأسه ، وتحول عنها إلى بغداد ، وحاول الوزير المهلبي أن يجذبه إليه ، ولم يمدحه . فوقع ذلك من نفسه وشلك الرجوع ، غير أنه رأى أن يذهب إلى فارس وعضدالدولة ووزيره ابن العميد، نائلا عمرا . ونراه يؤثر العودة إلى العراق، ولعله كان ينوى الذهاب إلى سيف الدولة ، ويقاتلهم ، فهو فيتحدث عن تجاربه وشكواه أو يصف شعب بدوان . صدقاً ولا عاطفة ، من شعره . وهى ثقافة واسعة ، وأتيح له ذلك كما أسلفنا منذ نشأته ، إذ نشأ فى الكوفة وتربى فى مدرسة للعلويين ودرس الفلسفة ويظهر أنه كان مطلعاً على كثير من النحل والعقائد كما يدل على ذلك مثل قوله : تمتع من سهاد أو رقاد ولا تأمل كرى تحت الرجام (1) فإن لثالث الحالين معنى سوی معنى انتباهك والمنام (۲) يؤمنون به - موت ولا نوم . دهرية كان يعرف المجوسية ومعتقداتها ، كقوله في هجاء ابن كيغلغ : يا أخت معتنق الفوارس في الوغى لأخوك ثم أرق منك وأرحم يترنو إليك مع العفاف وعنده أن المجوس تصيب فيما تحكم يقول العكبرى : إن المجوس يحلون تزوج الأخوات فأخوها من حسنها يرى أن المجوس أصابوا في حكمهم (٣) . ويقول فى بعض ممدوحيه : وكم لظلام الليل عندى من يد تخبر أن المانوية تكذب ۳) وكان يقول الخير من النور والشر من الظلمة فرد عليه المتنبي ، فقال : كم نعمة لظلام الليل عندى تبين أن المانوية الذين نسبوا الشر إلى الظلام كاذبون (۱) . كيما تزول شكوك الناس والتهم. فإنه حجة يؤذى القلوب بها من دينه الدهر والتعطيل والقدم والحق أن ثقافته العقلية كانت واسعة ، كبيرا في شعره ، يقول صاحب معاهد وحوشيها، ولا يُسأل عن شيء إلا ويستشهد فيه بكلام العرب من النظم والنثر ، حتى قيل إن الشيخ أبا على الفارسى قال له يوماً : كم لنا من الجموع على وزن فعلى ؟ فقال المتنبى فى الحال حجتلى وظربى، قال الشيخ أبو على: فطالعت أجد (۲) ويذكر البديعي : : أنه لما وقع الجدل بين أبي الطيب اللغوى وابن خالويه في حضرة سيف الدولة طلب إليه أن يشترك فى الجدل ، فناصر أبا الطيب واتى من الحجج ما أعانه (۳) ) . ويقال إنه لما رحل إلى بغداد ناظر الحاتمي في اللغة (1) كما يروى أن ابن العميد قرأ عليه بعض الكتب اللغوية (٥) . إذا كان ١٠ تنويه فعلا مضارعاً مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم ونماذجه ،


Original text

وابن خالويه ، وقد مضى يكثر من الألفاظ الغريبة والأساليب التويمة : العاني
غير المألوفة حتى يلفت العلماء والفلاسفة أمثال الفارابي . وفعلا حظى بإعجابهم
جميعاً. وردت إليه نفسه بعد ذلك ، فلم يعد يعنى بالألفاظ الغريبة والمعاني البعيدة ،
إنما منى بالموضوع نفسه، فإذا هو يؤلف ملاحمه التي خلدت اسمه واسم سيف
الدولة جميعاً . ويظهر أن غروره المسرف الذى كان يصوره في شعره السالف
لم يزايله في سلوكه وإن زايله فى أشعاره فحقد عليه كثير من الملتفين حول الأمير ،
وكان من بينهم من ينفس عليه مكانته منه وعطاياه الجزيلة ، وعلى رأسهم أبو فراس
الحمداني الشاعر المعروف ابن عم سيف الدولة وأحد أبطال معاركه الحربية .
وكانت تحدث مشادات بينه وبينهم (۱) . فتغير سيف الدولة عليه ، وأحس ذلك
فمسح الحزن على أشعاره . وكان ينتهز فرصة الرثاء حين يتوفى بعض أقرباء الأمير
ليعبر عما في نفسه من حزن وأسى ، ولكن فى كتبت ، وعاتب سيف الدولة
حين فاض به الكتيل بقصيدته :
واحر قلباه ممن قلبه شبيم ومن بجسمي وحالي عنده سقم (۲)
وهى تصور مأساته في أميره فهو يستمع إلى ما يقوله الحساد والخصوم
ويصدقهم فيما يقولون . ويعاوده تشاؤمه القديم وحقده على الزمن والأحياء
ويضطر اضطرارا . وقد أحس الخطر على حياته أن يفر مع أسرته خفية من
حلب إلى دمشق سنة ٣٤٦ .
وولى وجهه نحو الفسطاط وكافور ، وهو يشعر في أعماقه أنه طرد من
فردوسه الأرضى وأنه بذلك يهدر مسئوليته الأدبية ، فقد ترك أميرا عربيا إلى
أمير حبشى ، وهو الذى طالما تغنى بأمجاد العرب الماضية مؤملا أن تعود إليهم
مقاليد الحكم ، ويقال إن كافورًا وعده بولاية صيندا (٣) . غير أن هذا لا يشفع
له فيما انتهى إليه أمره من مديحه ، وإن كان حقا لم يخلص في هذا المديح وطبيعى أن لا يتخلص فيه وهو يشعر في قرارة نفسه بالنفاق وأنه غير صادق
فيما يقول . ومن أهم ما يميز المتنبى أنه لا يستطيع أن يخفى ما يضطرب في دخائل
نفسه . ولم يكن يؤذيه فى كافور أنه حبشى فحسب ، بل كان يؤذيه منه أيضا
أنه كان يماطله فيها مناه به من بعض الولايات. وعلى نحو ما وجد عنده من
مكر به كان هو الآخر يقابل مكره بمكر فى ، فكان يسوق إليه كثيراً من
الأبيات الموجهة التي يمكن أن تحمل على الذم والمدح (۱) . ووجد في مصر مولى
آخر للإخشيد لم يكن حبشيا، وإنما كان رومياً هو فاتك ، وكان الإخشد أقطعه
الفيوم» حتى لا ينفس على كافور ما صيره إليه من وصايته على ابنه وإدارته لشئون
الدولة . ومدحه المتنبي دون أن يراه ليؤذى كافورا، ولذلك نشعر في مديحه له بالفتور
وأن الحيوية التي عهدناها تنقصه . وحاول أن يفد عليه ، ولكن كافوراً منعه
ويموت فاتك سنة ٣٥٠ فيرثيه رثاء مؤثرا كيداً لخصمه وكأنه يريد بهذا الرثاء أن
ينتقم منه ، ولا يلبث أن يهجو كافورا ويفر فى عيد الأضحى تحت جنح الليل .
وشعره في كافور مدحاً وهجاء يفيض بالثورة على الزمن والتشاؤم الشديد ،
وقد ظل يذكر فردوسه المفقود ويحن إلى سيف الدولة ، وربما فكر في العودة إلى
رحابه ، غير أن كرامته أبت عليه أن يعود إليه كسيراً مهزوماً، فاتجه إلى الكوفة
مسقط رأسه ، وتحول عنها إلى بغداد ، وحاول الوزير المهلبي أن يجذبه إليه ،
ولكن من كانوا حوله من العلماء والأدباء تعرضوا له يزرون على شعره، فانقبض
عنه ، ولم يمدحه . وكان سيف الدولة كاتبه ليعود إليه ، فوقع ذلك من نفسه
موقعاً حسناً وبلغه أن أخته الكبرى توقيت فرثاها رثاء حاراً . ويظهر أنه كان على
وشلك الرجوع ، غير أنه رأى أن يذهب إلى فارس وعضدالدولة ووزيره ابن العميد،
لعله يحظى عندهما بما فاته عند كافور، فذهب إليهما، وقدم لهما مدائحه، وأعطياه
نائلا عمرا . ونراه يؤثر العودة إلى العراق، ولعله كان ينوى الذهاب إلى سيف الدولة ،
غير أنه لا يصل إلى دير العاقول بجوار النهروان حتى يخرج عليه بعض قطاع الطرق ،
ويقاتلهم ، ويقتل هو وابنه وغلامه مفلح في أواخر رمضان سنة ٣٥٤ وشعره منذ خروجه من لدن سيف الدولة شركة بينه وبين ممدوحيه ، فهو
يتغنى فيه بنفسه و بهمومه وذوائب الزمن وأحداثه ، وهو فيه جميعاً يعرف كيف
يروغ عن الموضوع ، فيتحدث عن تجاربه وشكواه أو يصف شعب بدوان ..
وقد يبالغ على نحو ما نجد فى مديحه لعضد الدولة ، ولكن لا نحس عنده
صدقاً ولا عاطفة ، وبذلك تظل قصائده فى سيف الدولة هي القطع المتوهجة
من شعره .
وواضح مما قدمنا أن شعر المتنبى يتطابق مع حياته ، ونراه فيه يمثل ثقافته ،
وهى ثقافة واسعة ، يمتزج فيها التشيع والتصوف والفلسفة ، وأتيح له ذلك
كما أسلفنا منذ نشأته ، إذ نشأ فى الكوفة وتربى فى مدرسة للعلويين ودرس الفلسفة
على أبي الفضل الكوفى والتصوف على الأوارجيي . ويظهر أنه كان مطلعاً على
كثير من النحل والعقائد كما يدل على ذلك مثل قوله :
تمتع من سهاد أو رقاد ولا تأمل كرى تحت الرجام (1)
فإن لثالث الحالين معنى سوی معنى انتباهك والمنام (۲)
وهو يشير بثالث الحالين إلى التناسخ الذى لا يقع فيه - كما يقول من
يؤمنون به - موت ولا نوم . وكما كان يعرف التناسخ وما إليه من مذاهب هندية
دهرية كان يعرف المجوسية ومعتقداتها ، كقوله في هجاء ابن كيغلغ :
يا أخت معتنق الفوارس في الوغى لأخوك ثم أرق منك وأرحم
يترنو إليك مع العفاف وعنده أن المجوس تصيب فيما تحكم
يقول العكبرى : إن المجوس يحلون تزوج الأخوات فأخوها من حسنها يرى
أن المجوس أصابوا في حكمهم (٣) . ويقول فى بعض ممدوحيه :
وكم لظلام الليل عندى من يد تخبر أن المانوية تكذب
ويعلق العكبرى على هذا البيت بقوله : ( المانوية قوم ينسبون إلى مانى
(۳)
وكان يقول الخير من النور والشر من الظلمة فرد عليه المتنبي ، فقال : كم نعمة لظلام الليل عندى تبين أن المانوية الذين نسبوا الشر إلى الظلام كاذبون (۱) .
ونراه يشير فى بعض هجائه لكافور إلى القائلين بالدهر والتعطيل والقدم ،
إذ يقول :
الا فتى يورد الهندي هامته
كيما تزول شكوك الناس والتهم.
فإنه حجة يؤذى القلوب بها من دينه الدهر والتعطيل والقدم
والحق أن ثقافته العقلية كانت واسعة ، وسنراه بعد قليل يحشد منها محصولا
كبيرا في شعره ، وكذلك كانت ثقافته اللغوية والنحوية ، يقول صاحب معاهد
التنصيص : لقد كان المتنبى من المكثرين من نقل اللغة والمطلعين على غريبها
وحوشيها، ولا يُسأل عن شيء إلا ويستشهد فيه بكلام العرب من النظم والنثر ،
حتى قيل إن الشيخ أبا على الفارسى قال له يوماً : كم لنا من الجموع على وزن
فعلى ؟ فقال المتنبى فى الحال حجتلى وظربى، قال الشيخ أبو على: فطالعت
في كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا فلم
أجد (۲)
ويذكر البديعي : : أنه لما وقع الجدل بين أبي الطيب اللغوى وابن خالويه في
حضرة سيف الدولة طلب إليه أن يشترك فى الجدل ، فناصر أبا الطيب واتى
من الحجج ما أعانه (۳) ) . ويقال إنه لما رحل إلى بغداد ناظر الحاتمي في اللغة (1)
كما يروى أن ابن العميد قرأ عليه بعض الكتب اللغوية (٥) .
وهذه المعرفة باللغة ومسائلها كان يؤازرها معرفة – لعلها أوسع - بالنحو
ومشاكله ، وكان يتصنع له كثيراً في ألفاظه ، كقوله :
إذا كان ١٠ تنويه فعلا مضارعاً
1
مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
ويحس قارئ ديوانه أنه لم يكد يترك شاذة نحوية إلا وتكلفها في قصائده
ونماذجه ، وكان يجنح إلى المذهب الكوفى ويعمم شوارده في شعره . وهذه الكوفية
لا نثبتها له من تلقاء أنفسنا ، فمن قبلنا يقول العكبرى فى التعليق على قوله :


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...