Online English Summarizer tool, free and accurate!
تُعد المدرسة السلافية من أكثر الحركات تأثيرًا في مجال الدراسات الأدبية المقارنة، بعد المدرستين الفرنسية والأمريكية. تهدف هذه المدرسة إلى تصحيح التمركز حول الذات الغربية، وتقديم منظور شمولي للكون والمجتمع والثقافة والأدب.
ظهرت هذه المدرسة في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي في روسيا وبلدان أوروبا الشرقية، بعد تحرير تلك البلدان من سيطرة الستالينية. يرجع سبب ظهورها إلى تأخر دخول تلك البلدان في مجال التفاعل مع أدب أوروبا الغربية بسبب عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية متعددة.
تُعرف هذه المدرسة بمقاربتها الماركسية، وتعتمد على نظرية الأدب المادية الجدلية التي ترى أنّ الأدب هو نتاج للعوامل المادية والاجتماعية لل مجتمع. تؤكد المدرسة على ضرورة دراسة التشابهات والاختلافات النّمطية بين الأدب و التّركيز على البنية التحتية لل مجتمعات التي أنتجت هذا الأدب.
أبرز مُمثلي المدرسة السلافية فيكتور جريمونسكي الذي وضع نظرية "التشابه النمطي"، التي تُشرح التشابهات بين الأدب القومي من خلال التطور الاجتماعي والثقافي للمجتمع وليس من خلال التأثير وال التأثر.
تُعرف المدرسة السلافية باعتبارها مدرسة "أممية" ، تتجاوز الحدود الوطنية ، و تُركز على الّعوامل الّتي تُؤثّر على التّطور الّأدبي بشكل عامّ. وتُناقض مدرسة التأثّر التّقليدية الّتي تُركز على عوامل التأثّر والتأثر.
تُعتبر هذه المدرسة خطوة هامّة في تطوير الّدراسات الّأدبية الّمقارنة ، وتساهم في إغناء هذا الّمجال بمنظور جديد.
تعترب املدرسة السالفية
(
*
)
من أكثر احملاوالت الفاعلة واملؤثرة يف جمال الدراسات األدبية املقارنة بعد
ً املدرستني الفرنسية واألمريكية، يف الدرس املقارن لألدب ميكن اإلفادة منه يف
و"ألّنا متثل ثقالً معرفيا
تعديل اإلسراف األوريب واألمريكي يف التمركز حول الذات الغربية والذي طاملا شكا منه الدرس
)1( املقارن لألدب وال يزال"
؛ ومع أّّنا قومية يف شكلها، ومتلك نظرة مشولية للكون وللميتمع وللثقافة
واألدب، فهي إنسانية وعاملية يف نزعتها واشرتاكية يف حمتواها.
ورغم مرور حقبة من الزمن على ظهور الدراسات املقارنة، وتداخلها مع تلف املعارف األدبية
واإلنسانية، ونزوعها حنو التوسع والتيديد يف البلدان األوروبية وخاصة فرنسا، وبعدها أمريكا، حيث
)2( سيطرت نزعة التمركز حول الذات "مع اهليمنة السياسية واالقتصادية والثقافية األمريكية"
، جند وسيا وبلدان أورواب الشرقية قد أتخرت يف ولوج ميادين ال يف
)1( التفاعل مع آداب أورواب الغربية بسبب عو امل متعددة اترخيية وثقافية واجتماعية"
.
-5 املدرسة السالفية النشأة والتطور:
يف ولوج ميادين ال إىل غاية أواسط ّد أتخرت روسيا وبلدان أورواب الشرقية، راسات املقارنة
اخلمسينيات، نتيية لعوامل متعددة اترخيية وثقافية واجتماعية وسياسية. فاألدب املقارن مل يظهر ومل
ميارس يف ا امعات الروسية طوال املرحلتني: اللينينية والستالينية، ومل ميارس بصورة علنية يف تلك
ً ا امعات إالّ بعد سقوط الستالينية وانفتاح أقطار أورواب الشرقية على العامل
وعلميا وتشكلت ً ثقافيا ،
يف تلك األقطار مجعيات لألدب املقارن، ومورست الدراسات املقارنة، وعقدت ندوات ومؤمترات
لألدب املقارن يف جامعات تلك البلدان. وظهر مقارنون من أقطار تلفة، ذو ي كفاءات عالية،
أتلقوا يف مؤمترات الرابطة الدولية لألدب املقارن، وترمجت مؤلفاهتم إىل لغات أجنبية كثرية، وتعاظم
دورهم يف حركة األدب املقارن العاملية، نذكر منهم: الروماين مارينو(Marino.A (والتشيكي
دوريشني(Durisin.D (واألملاين فامين (Weimann.R (والروسي فيكتور جريمونسكي Viktor (.
Zirmunski)
ً وهذا ما محل الرابطة الدولية لألدب املقارن على أن جتعل من مدينة بودابست
مقرا
ةلتها(Neohelicon(، وهكذا برزت يف ساحة األدب املقارن مدرسة جديدة سرعان ماعرفت "
ًهلا عن املدرستني الفرنسية واألمريكية، وهذه تسمية خالفية، فما جيمع بني
ابملدرسة السالفية "متييزا
ممثلي هذه املدرسة ليس انتماؤهم إىل العرق الساليف، ألن منهم األملاين والروماين وغريمها من غري
السالفيني، وإّمنا القاسم املشرت ك بينهم هو األسس النظرية واملنهيية اليت ينطلقون منها يف دراساهتم
املقارنة، وهي أسس العالقة هلا ابنتما هم إىل العرق الساليف، وهلا
ّ
كل العالقة ابنتما هم إىل الفلسفة
)2( املاركسية أي املادية ا دلية
.
و مل تبدأ املدرسة املقارنة ا ديدة بصورة فعلية بعد سقوط الستالينية؛ أي يف أواسط اخلمسينيات،
بل تواجد ممثلوها يف ا امعات الروسية واألوروبية الشرقية، وقاموا أبحباثهم ودراساهتم املقارنة قبل ذلك
)3( بوقت طويل
. فقد قام فيكتور جريومونسكي، وهو من أبرز ممثلي هذه املدرسة السالفية، إبجراء
دراساته املقارنة حول "املالحم الب يف أحباثه
ُ
طولية الشعبية" يف الثالثينيات واألربعينيات. وهو مل ينحنحى دراسات التأثري والتأثر الفرنسية، بل حنا منحى آخر ينسيم مع جوهر الفلسفة املاركسية
ّد مقولة االرتباط ا ديل بني األدب واةتمع أبرز مقوالهتا.
ونظرية األدب املادية ا دلية، اليت تع
وضع وعلى أساس ذلك "جريمونسكي" نظرية "التشابه النمطي". فهناك من التشابه بني اآلداب
ر اةتمعات. وبذلك
ّ
ه إىل عوامل التأثري والتأثر، ولكن ميكن إرجاعه إىل مستوايت تطو
ّ
ماال ميكن رد
مة يف نظرية التطور والتبادل الثقايف
ّ
ّدم مسامهة قي
يكون ق ، الذي يش ّكل التطور األديب أحد وجوهه.
وهو ابستفادته من الفلسفة ونظرية األدب املاركسيتني ساهم يف إرساء أسس مدرسة جديدة يف
)1( األدب املقارن، مدرسة أصبحت تعرف ابملدرسة "السالفية
.
ومن أشهر األمساء يف جمال األدب املقارن يف أوراب الشرقيةإىل جانب فيكتور جريمونسكي،
نذكر: ونيواب كويفا، ميكرود ينوفيكا، نيهنا غيورغي، جون زاميغرييسكو، الكسندر دميا، ميهاي
)2( نوفيكوف، كيوركي دميوف وغريهم
.
استخدم الروسي ألكسندر فيسيلوفسكي )-7555 7602(، وهو أحد أعالم املدرسة الروسية،
املصطلح يف حماضرته االفتتاحية بصفته
ً
أستاذا لألدب العام لامعة بطرسبورغ عام 7510م، يف كتابه
"فن الشعر :دراسة مقارنة، و الذي قارن فيه بني الشعر ا رماين القدمي والشعر عند قدماء اإلغريق
واهلنود، وقارن بني إلياذة هومري وملحمة كليفال الفنلندية وملحمة بيوولف الدامنركية، ووصل األمر
كرسيا لألدب املقارن عام7677م ً إىل درجة أن جامعة براغ شهدت
)3(
.
ّن ويرسم كلود بيشوا خط النشأة والتطور هلذا الفضاء الساليف كالتايل "ميكن االعتقاد يف أ
أور و اب
الشرقية ملا بعد عام 7645 عرفت مآال خاصا لألدب املقارن، حيث أصبح هذا األخري رهني املنظور
السياسي، إذ طوال عشر سنوات كان نفي- هذا األدب- قاعدة ومل يبق سو ى إعالن موته، حني
ّن انقلبت الوضعية فيأة. واحلق
أ املادية التارخيية، أحدثت ابلفعل حتوال حقيقيا يف التفكري النقدي
حلد االعتقاد يف مال مة األدب املقارن هلذا التفكري، لتلون األدب ابخلصوصيات احمللية... واستمرت
املعركة بني املاركسية العاملية اليت تلحق كل ظاهرة أدبية ابلتاريخ االقتصادي واالجتماعي... يف تفوقه
وصفاء الثقافة الروسية... وقد سيلت عقيدة التعايش السلمي يف روسيا نفسها منذ ،7655 حتوال. ففي السنة التالية لألخرية، أنشئ فرع ألدب املقارن، مبؤسسة األدب الروسي لليننيراد )دار
)1( بوشكني("
.
ّن نالحظ من خالل كالم "كلود بيشوا" أثر السياسي يف األديب واملقارن
، غري أ التطور التارخيي
هو وحده الذي حيسم يف نشأة وحتول درس ما. وبفضل األدب املقارن عاد احلوار ليتواصل حيث
ظهر توجه متنامي للنزعتني الغربية والشرقية األوربية، الواحدة حنو األخرى. فقد وضح "روين ايتامبل"
ّه ال جمال للعزلة اإلقليمية والوطنية
يف ندوة بودابيست اكتوبر 7626مستشهدا أبقوال ماركس كيف أن
القدميتني اآلن، حيث يتحتم انفتاح جمال العالقات على عاملية األمم، اليت كان حيول دوّنا هذا
ّن االعتماد على النفس قدميا . ويظهر من خالل استشهاد ايتامبل أبقوال ماركس أب
ما هو حقيقي
ابلنسبة لإلنتاج املادي ينطبق كذلك لإلنتاج الثقايف، إذ تصبح أعمال أمة ملكية لكل األمم، مما يبعد
)2( حمدودية النظرة الوطنية الضيقة
.
سيطرت على هذا األساس، النزعة ا دالية والنقدية، على أغلب أعمال الباحثني يف املدرسة
السالفية، إذ وجهت خطاهم، حنو االطالع على ما أجنزه الغرب من جهة، وأتسيس تقليد الدرس
املقارن، من جهة أخرى... وتعددت تدخالت الباحثني، حبيث أابنت املدرسة السالفية عن مقدرة
وديناميكية خاصتني: إذ أشار نيهنيا غيورغي يف تقدميه للندوة العاملية لألدب املقارن، املنعقدة يف
ّن بوخاريست -75 75 سبتمرب ،7624 املفهوم غري الدوغماين للعامل، كما متثله املادية
إىل أ
التارخيية وا دلية، ينطوي أكثر فأكثر على تشييع وتعضيد تبادل ومقارنة األفكار، مث تبادل اآلراء
)3( وتعارضها، حيث يكون الرابح الوحيد من هاته العملية هو احلقيقة واةتمع واإلنسانية"
.
-2 أسس املدرسة السالفية يف األدب املقارن:
ّد
تع النزعة ا دالية والنقدية، األساس الذي تقوم عليه املدرسة السالفية يف درسها املقارن، وهي يف
وأحياانً "جدلية "أو" دايلكتيكية"، أحياانً "مادية " ذلك متأثرة بنظرية األدب املاركسية، اليت تسمى
ّن مقوالهتا تنطبق على اةتمعات والثقافات ّكلها، ومع أّّنا ال
واملاركسية نظرية عاملية أو أممية، تر ى أ
تنكر اخلصوصية القومية لآلداب والثقافات، ألّنا تعرب عن أوضاع اجتماعية مشرتكة بني اةتمعات
الّ أّّنا ال توليها أمهية كبري ة، أل ّن األساس هو التشابه بني اآلداب والثقافات، ألّّنا تعرب البشرية، عن أو ضاع اجتماعية مشرتكة بني اةتمعات البشرية، وهذه اةتمعات متشاهبة رغم ما بينها من فوارق
)1( قومية
.
فاملاركسية هبذا تركز على ا وانب اإلنسانية العامة املشرتكة بني الشعوب، وتقول بوجود عالقة
جدلية بني القاعدة املادية أو البناء التحيت للميتمع، وبني البناء الفوقي الذي تش ّكل الثقافة واألدب
وأ الوجود املادي حيدد الوعي االجتماعي، والبناء التحيت يتحكم يف البناء الفوقي، أي ّن أهم مكوانته،
ّه
يف الثقافة واألدب، ويوجه مسارمها. ومن هذه القاعدة نظرت املدرسة السالفية إىل األدب على أن
نشاط ال ينفصل عن اةتمع، بل هو إحدى أدوات التعبري االجتماعي ر ب
ّ
وتتطو
ّ
اليت تتغري تغري و تطور
ّن اةتمع، وأ
لكل جمتمع أدب خاص به يعرب عنه ويصوره، وابلتايل هناك عالقة ثنا ية بني الواقع
االجتماعي واإلنتاج األديب، وكل منهما يؤثر يف اآلخر، فهه"الواقع االجتماعي هو الذي حيدد أمناط
)2( األدب ومساته، وليس الفرد وال القومية"
.
فما يلحظه الدارس املقارن من تشابه بني عملني أدبيني ينتميان إىل أدبني قوميني تلفني، ميكن
ه إىل التشابه امل
ّ
رد وجود بني البنيتني للميتمعني اللتني أنتيتا هذين العملني، وليس من الضرورة أن
تكون بينهما أية صلة مباشرة أو غري مباشرة، ألن البىن التحتية املتشاهبة تفرز ابلضرورة بىن فوقية
متشاهبة، وهذا التشابه هو سر املشاهبات اليت نقع عليها بني األعمال األدبية اليت تنتمي إىل آداب
قومية تلفة بصرف النظر عن أية عالقة قد تقوم فيما بني هذه اآلداب.
يؤكد "الكسندر دميا" بناءا على هذا األساس، تشديد الدرس املقارن يف املدرسة السالفية على
دراسة مشاكل اآلداب، ال سوسيولوجيتها، ويذهب إىل تقسيم الدرس املقارن إىل ثالثة ميادين
متميزة، هي:
-7 العالقات املباشرة بني اآلداب، ذات املناخ الوطين بعناصرها احملددة ومشاكل التأثريات واملصادر.
-6 دراسة املوازانت خارج العالقات والتأثريات واملصادر.
-5 دراسة الطوابع اخلاصة ملختلف اآلداب كموضوع للمقارنة.
ّن ويتوخى املقارن من هذا التقسيم االنتهاء إىل
أ دراسة التأثريات واملصادر الوطنية، تضع عرب
املقارنة البنية املتميزة خلصوصية الوطين وأصالته جاء على هذا األساس مفهوم األدب املقارن من منظور أعالم هذا االجتاه، "علما يدرس
آخر أو جمموعة
ّ
وأدب قومي
ّ
ة بني اآلداب. فالتشابه بني أدب قومي
ّ
التشاهبات التيبولوجية أو النمطي
ة األخرى ال يرجع إىل عامل التأثري والتأثر فقط، بل هناك من التشاهبات بني
ّ
من اآلداب القومي
اآلداب ما ليس ل
ّ
ه ابلضرورة عالقة بذلك العامل. إّنا التشاهبات اليت أطلق عليها املقارن الروسي
)1( الشهري فيكتور جريمونسكي... تسمية "التشاهبات التيبولوجية أو النمطية"
. وكذلك "علم يدرس
تطور اآلداب القومية يف إطار األدب العاملي الذي يوحد الشرق والغرب، وهو ينطلق من وحدة
السياق التارخيي لتطور آداب الشعوب، وبعبارة أخرى ينطلق من مبادئ اإلخوة والتعاون بني الشعوب
)2( يف مسرية عملية التقدم والتطور التارخييني فيما خيص القضااي الثقافية والسيما األديب منها"
.
ّن يتضح من هذين املفهومني،
أ املدرسة السالفية يف جمال الدرس املقارن، هلا نسق ثقايف خيتلف
عن مفاهيم املدرستني: الفرنسية واألمريكية يف مفهومهما لألدب املقار ن، أل ّن األدب من وجهة نظر ها
جزء من البناء الفوقي للميتمع، يواكبه ويتطور بتطوره، فكان من الطبيعي أن حيصل تناقض جذري
بني أدب أساسه النظري هو النزعة التارخيية والفلسفة الوضعية، أي املدرسة الفرنسية التقليدية يف
األدب املقارن، وبني نظرية األدب املاركسية، اليت تقوم على الفلسفة املادية ا دلية، اليت ترى يف
األدب شكالً لناس مثلما من أشكال الوعي اإلنساين الذي يعكس الوجود االجتماعي املادي ل
تعكس املرآة األشياء.
فنظرات هذان االجتاهان إىل األ التعارض.
ّ
ّن االجتاهني كليهما
دب وقضاايه متعارضتان كل ومع أ
يقوالن بتارخيية األدب، وإبمكانية كتابة اتريخ األدب، ولكن شتان بني تصوريهما لذلك التاريخ!
إالّ مبا ينيم عن عوامل التأثري والتأثر من نتا ج
ّ
فاملدرسة الفرنسية التقليدية يف األدب املقارن ال هتتم
أدبية. ا االجتاه املاركسي فهو
ّن أم هناك قوانني تتحكم يف حركة األدب واترخيه. فتطور األدب ّ
يرى أ
ّف على عوامل التأثري والتأثر، وال ينيم عنها بقدر ما
ال يتوق هو ضرورة حتمية ميليها تطور اةتمع،
. وهذه القوانني
ّ
أي البناء التحيت ابلدرجة األوىل، والبناء الفوقي بدرجة أقل عامة، تسري على اآلداب
كلّها. ا الفروق بينها )اآلداب
ّ
أم (، فرتجع إىل فروق يف درجات التطور االجتماعي، وهي ال تلغي
القوانني العامة لتطور اآلداب واةتمعات. فما يربز يف أحد اآلداب من ظواهر أدبية هامة، كاألجناس
ّد األدبية واالجتاهات الفنية، يف وقت مبكر، نتيية م اةتمع الذي حيتضن ذلك األدب، يظهر
لتق
ً يف اآلداب األخرى، ال بفعل عالقات التأثري والتأثر فحسب، بل ابلدرجة األوىل نتيية
حتما لتوافر
الشروط واملقدمات االجتماعية يف اةتمعات اليت حتتضن تلك اآلداب، وإن يكن بفارق زمين قد
ّن يطول أو يقصر. فمسألة التطور األديب مرتبطة ابلتطور اةتمعي، وهي مسألة وقت فقط. ذلك أ
اآلداب متر ابملراحل التارخيية نفسها، وتشهد ظهور األشكال األدبية الر يسية نفسها، من أجناس
وتيارات أدبية وما إىل ذلك، مما يعين أّنا متر مبراحل التطور نفسها، ولكن ليس بصورة متزامنة.
ومن العوامل اليت أدت إىل نشوء تعارض شديد بني األدب املقارن التقليدي وبني نظرية األدب
أ هلذه النظرية توجهات عاملية أو أممية، األمر الذي يصعب التوفيق بينه وبني منهج ّن املاركسية حقيقة
دراسات أدبية ينطلق من" األدب القومي"، وال يطمح إىل أكثر من أن يكمل اتريخ ذلك األدب،
فالدراسات األدبية اليت تسرتشد ابملاركسية تتياوز احلدود القومية لآلداب بطبيعة احلال، وتنطوي
ً
ضمنيا على عنصر املقارنة، وهي ليست مستعدة للرتكيز على عالقات التأثري والتأثر، ألّنا ال توليها
ً أمهية كبري ة، وال ترى فيها
حمركا للتاريخ األديب وتطور اآلداب. أو لصرف النظر عن ا و انب ا مالية
والذوقية لألدب مثلما تفعل املدرسة الفرنسية التقليدية.
ً فإ نظرية األدب املاركسية واألدب املقارن التقليدي )دراسات التأثري( يقفان ّن وابختصار
منهييا
على طريف نقيض، وعلى هذا األساس كان االجتاه املاركسي أو نظرية األدب املاركسية، املمثلة يف
املدر سة السالفية يف مقدمة االجتاهات النقدية ونظرايت األدب اليت تتعارض مواقعها مع مواقع
)1( املدرسة الفرنسية التقليدية يف األدب املقارن، ومع دراسات التأثري والتأثر
.
ميكن القول أبّن و أهم ما اندت إليه هذه املدرسة السالفية، من خالل رصد أفكار ونظرايت
منظريها وآرا هم فيما يتعلق ابلدراسات املقارنة، يتيلى فيما يلي:
-7ضهرورة االهتمههام ابلصهراع الطبقههي والصهراع اإليههديولوجي ابعتبهاره املههؤثر األكهرب يف عمليههة
اسههتقبال أي جمتمههع مههن اةتمعههات للموضههوعات األجنبيههة، وابلتههايل الرتكيههز علههى الههدور
األيديولوجي للتكتالت الوطنية يف فرض األعمال األدبية العاملية.6الدعوة إىل دراسة التشاهبات واالختالفات النمطية، هد بتقاليهد املدرسهة الفرنسهية
وعدم التقي
يف مفهومها للتأثري والتأثر.
-5ربههط الثقهههايف والتههارخيي وا مهههايل بنظههام روحهههي لكههل شهههعب، وجعههل املصهههادر الوطنيهههة
واألجنبية، النواة األوىل لتحديد الظواهر األدبية.
-4خضههوع اآلداب لقواعههد اثبتههة لالتصههال، ومالزمههة السههريورة األدبيههة العامليههة، لكههل إغنههاء
أديب- وطين.
-5ضرورة ربط املقارنة األدبية ابملكون االجتماعي لألدب.
-2الرتكيهز علهى أمهيهة الهدرس املقهارن يف حتليهل شهروط الظهاهرة األدبيهة، ودوره يف متييهز النظهام
العام للخصوصية الوطنية.
-1اشتغال الدرس املقارن ابألعمال الكربى. مع الرتكيز على أمهية تداخل االختصاصات، يف
اإلحاطهههة أبصهههالة جنهههوب شهههرق أورواب، واإلحاطهههة بكهههل أصهههالة تفضهههي إىل قيمهههة فنيهههة
)1( عاملية
.
واملدرسة السالفية رغم األمهية اليت لعبتها يف توسيع دا رة البحث يف األدب املقارن، بغرض الوصول
ً إىل نتا ج جديدة، أكثر مصداقية، وأكثر
رسوخا وموضوعية. نسيل هلا بعض االنتقادات اليت
وجهت هلا، و ميكن أن جنملها يف النقاط اآلتية:
البحث يف وجوه التشابه يف البىن التحتية أو القاعدة للميتمعني، و الرتكيز على الوقا ع
االجتماعية واالقتصادية يف البلدين يقود إىل إمهال العمل األديب نفسه.
التقليل من استقاللية العمل الفين من خالل االهتمام ابلعناصر اخلارجية من املؤشرات
االجتماعية أو االقتصادية.
ّن األدب هو تعبري عن الواقع االجتماعي واالقتصادي للميتمع الذي يعيش
التأكيد على أ
فيه األديب، وهو تصور ال يراعي االحتماالت املختلفة لإلبداع.
التقليل من شخصية األديب وفرديته وعبقريته، و الرتكيز على دور الظروف االجتماعية
ّن
واالقتصادية والسياسية يف إنتاج األدب يهمل ا انب الفردي لدى األديب، ويشري إىل أ
الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية املتشاهبة هي اليت أوجدت أدبني متشاهبني. دخول نظرايت هذه املدرسة يف جمال علوم أخرى كالسياسة و االجتماع واالقتصاد
خنلص مما سبق إىل القول: تعده التيربة السالفية مبثابة تلبية روسية - أوروبية شرقية لرسالة األدب
املقارن، وسعيه احلثيث يف البحث عن املناهج واملدارس األدبية املقارنة املتنوعة، وذلك من خالل
تعديلها لكفة اإلسراف األوريب واألمريكي، يف التمركز حول الذات الغربية، والبحث عن قالب جدبد
متتزج فيه رؤيتها و مبادئ املدرستني الفرنسية واألمريکية، فاستطاعت أن ترسخ تقاليد درس مقارن، ال
هو فرنسي وال هو أمريکي، ولکنه الدرس الذي يستييب لنظرهتا اإلشرتاکية العلمية، بعيدا عن
التشبه والنمطية، واعتمادها على الدعامتني الفلسفية والعلمية، حققا هلا نوعا من اإلنسيام ومنحها
شرعية املدرسة.
ز بفهٍم وهي إىل جانب
ّ
ذلك تتمي أكثر إنسانية وعاملية، للدراسات املقارنة، رغم نزعتها
االشرتاكية، خارج االعتبارات املركزية، لثقافة من الثقافات، ودون النظرة العنصرية ألدب بلد ما، ألّّنا
علما يدرس تطور اآلداب القومية، يف إطار األدب العاملي الذي ً تعرب عن علم األدب املقارن بوصفه
يوحد الشرق والغرب. وهذا ما جعلها من أكثر احملاوالت الفاعلة واملؤثرة يف جمال الدراسات األدبية
املقارنة، بعد املدرستني الفرنسية واألمريكية.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
لقد حقق قسم بحوث المقننات المائية والري الحقلي إنجازات متعددة تعزز كفاءة استخدام المياه وتدعم التنمي...
1. قوة عمليات الاندماج والاستحواذ المالية في المشهد الديناميكي للأعمال الحديثة، ظهرت عمليات الاندماج...
اﻷول: اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ﻣﻘﺪﻣﮫ ﺳﻨﻀﻊ اﻟﻤﺒﺤﺚ ھﺬا ﻓﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻦ واﻟﺘﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ذﻟﺒﻌﺾ ھﺎﻌﻠﻮم ﻔﺎت ...
الوصول إلى المحتوى والموارد التعليمية: تشكل منصات وسائل التواصل الاجتماعي بوابة للدخول إلى المحتوى ...
ـ أعداد التقارير الخاصه بالمبيعات و المصاريف والتخفيضات و تسجيل الايرادات و المشتريات لنقاط البيع...
وهي من أهم مستحدثات تقنيات التعليم التي واكبت التعليم الإلكتروني ، والتعليم عن والوسائط المتعدد Mult...
كشفت مصادر أمنية مطلعة، اليوم الخميس، عن قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بتشديد الإجراءات الأمنية والر...
أولاً، حول إشعياء ٧:١٤: تقول الآية: > "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا، وتدعو اسمه عمانوئيل" (إشعياء...
يفهم الجبائي النظم بأنّه: الطريقة العامة للكتابة في جنس من الأجناس الأدبية كالشعر والخطابة مثلاً، فط...
أعلن جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الخميس، عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع...
اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع وميادينه، واستخدا...
وبهذا يمكن القول في هذه المقدمة إن مصطلح "الخطاب" يعدُّ مصطلحًا ذا جذور عميقة في الدراسات الأدبية، ح...