Lakhasly

من المتفق عليه لدى المهتمين بأدب الطفل عامة وبالمسرح كافضل وسائطه بخاصة أن مسرح العرائس من أحب ألوان الفنون إلى نفس الطفل. ويعتبر مسرح العرائس من المسارح المناسبة جدا للأطفال في سنواتهم المبكرة ، ويرجع استخدام العرائس أو (الدمى) إلى عهود قديمة قد عرفت العرائس عند قدماء المصريين ولكنها كانت ترتبط بالعقيدة والسحر لديهم ولكن العروسة فقدت هذه الخاصية عندما دخلت بين أيدى الأطفال على شكل لعب ، فإنها احتفظت بخاصية واحدة وهي كونها عروسة (1) . وإذا كان الطفل بطبعه يميل إلى اللعب ويعطى المجسمات بأشكالها المختلفة اهتماما كبيرا ، فإن اهتمامه يزداد عندما تكون المجسمات قريبة إلى عالمه النفسى فالطفلة تميل أكثر إلى الدمية واللعبة بينما نجد الطفل يميل إلى السيارة أو الطائرة (١٠). وأحيانا يغضب عليها فيخاصمها ثم لا تلبث ثورة غضبه أن تهدأ فيعود إليها ويتعامل معها وكأنها صديق وفي ، كما يتقبل ما تقوله له يرضا بالغ ، بل إن كثيرا من النصائح التي يعزف عنها الطفل حين يسمعها من إنسان فإنه يقبلها حين تحدثه بها الدمية المحببة إذ أن خيال الطفل يجعل للدمية حياة كاملة (١١) ومسرح العرائس خليط بين كل هذه الأمور. فهو كمثل في حد ذاته فنا راقيا ويخاطب أو لا العين ومن ثم العقل ويخاطب مشاعر الطفل ويشده إليه بوسائله المتعددة من خلال أشكال الدمي المتنوعة والأداء الصوتي المتنوع المصاحب الحركاتها والمنسجم مع كل موقف ، فالأجواء الخيالية التي تجوبها تشبع معول الطفل وتشده وتجعله لبنه طبيعية يمكن تشكيلها ثقافيا وسلوكيا وتربويا (١٢) . تعريف مسرح العرائس فبينما يقوم الآدميون بأدوارهم على خشبة المسرح البشري فإن المؤديين هنا مخلوقات لها صفة الخيال الذي انتجته فريحة المؤلف وأضفت عليه جمالا وإيهارا موهبة الصانع الفنان الذي أبدعها ، تعريف آخر المسرح العرائس :- لتساعدهم على تنمية الحس الجمالي والخلقي والفني ، لبناء شخصية إنسانية متكاملة ومتزنة (١٤) . تبني ناهد شعبان للتعريف الآخر . التعليق على التعريفين السابقين تعريف محمد بشير صفار يقول أن مسرح الاعلام هو الوجه الآخر المسرح الطفل مسرح العرائس يعتمد على الليالي الذي انتجه المؤلف من المين الله التي تودي الدوار فيه ومن خلالها الجمال والإبهار والتغير التطور التاريخي لمسرح العرائس فقد عرف عن الإنسان البدائي ولعه الشديد المحاكاة الطبيعة من حوله ، حيث كانت الطبيعة ومظاهرها المختلفة هي محور تفكير الإنسان البدائي وشغله الشاغل نظرا لتأثيرها العميق في حياتها اليومية آنذاك . لذلك كان التقليد والمحاكاة أول درس يتعلمه الإنسان في مدرسة الطبيعة لذلك لم يكن غريبا أن يكون أول معلم للإنسان بعد - الله سبحانه وتعالى - هو الغراب ! نعم الغراب الذي أرسله - الله - ليعلم قابيل كيف يواري جسد أخيه هابيل بعد أن قام بقتله وفشل في إخفاء معالم جريمته الشنعاء حيث قام الغراب من خلال الحركات الأدائية بتعليمه طريقة دفن الموتى وهي الطريقة المتبعة حتى الآن. فيمكن القول بأن الإنسان ممثل بطبيعته يرجع تاريخ مسرح العرائس في مصر إلى وجود المسرح في مصر الفرعونية وقد أثبت المسرح الفرعوني تفوقه ورقيه على المسرح اليوناني القديم عندما عثر على بردية " الرمسيوم" التي اشتملت بجانب النص المسرحي . وقد احتلت هذه الدمى أهمية كبيرة ولاقت من التقديس والاحترام ما جعلها تسهم بدور كبير في تكوين ثقافة الشعوب الأولى وفكرها وفنها (١٥) . على التعليمات الفنية من حيث الإخراج والتنفيذ كما عثر العلماء على بالبحث على العرائس المتحركة في مصر القديمة ثم اندثر النشاط المسرحي للعرائس إلا أنه في القرن التاسع الميلادي عاود مسرح العرائس نشاطه ، وقد أنشأت وزارة التربية والتعليم عام ۱۹۷۳ قسما للأراجوز الحق بإدارة النشاط المسرحي وقدمت فيه بعض المسرحيات التي اتخذت الطابع الوطني للمها لها ، وأرسلت البعثات إلى الخارج وأنشأت أول فرقة رئيسية لعرائس القفاز والعصا وكانت هذه أول مرة تدخل فيها عرائس العصا مصر ، حيث كانت العرائس قريبة الشبه من الشكل الإنساني إلى تحريك أطرافها وعيونها مسرح العرائس في أوروبا وآسيا ازدهر مسرح العرائس في أوروبا في القرن السابع عشر إذ برع في صناعة العرائس المتحركة فنييون أتقنوا صنعها إلى حد كبير وصنعوا العرائس ذات المفاصل والعيون والشفاه المتحركة وجعلوا تلك العرائس تخرج أصوات تصاحب حركاتها وأصبحت صناعة هذه العرائس يتبارى فيها صانعوها وأخذت تلك العرائس الجميلة طريقها إلى المسارح ولقيت إقبالا فنيا كبيرا من قبل المتفرجين (٢٨) . و تمت ترجمته إلى عدة لغات (۱۹) . ولقد سبق فرنسا في مجال مسرح الأطفال الصينيون الذين اشتهروا برقصاتهم بالسيوف واحتفالات الأعياد الدينية ، التي تعتبر من طلائع الفن الدرامي حيث ظهر عندهم أيضا مسرح خيال الظل وكذلك مسرح العرائس الذي نشأ في "جاوا" حيث كان يقوم بتحريك العرائس في البداية الأب في الأسرة والجمهور المشاهد هم من أفراد أسرته نفسها ، إلا أنة تطور إلي فن ثم أضيف الحوار إلى هذه الرقصات وتطورت مسرحيات شعبية إلى أن أخذت الطابع الدرامي المميز الذى استهوى الأطفال والكبار على حد وفى الأعياد كانت تجوب المدن الأوروبية عربات تتوقف في أماكن معينة لعرض أحد المناظر التاريخية وكان الأطفال يقومون بدور الشباب فيها ومسرح العرائس ففي عام ١٩١٨ تم إنشاء مسرح الأطفال تحول فيما بعد إلى معهد يدرس فن التمثيل ثم تكونت في هذا المسرح فرقة من الممثلين المحترفين بالإضافة إلى الفنيين العاملين في مسرح الأطفال . ويرى الأخصائيون فى شئون الأطفال عندهم بأن المسرح وسيلة تعليمية هامة بالإضافة إلى كونه وسيلة الإمتاع والتوجيه . وفي أمريكا كان أول اهتمام بدراما الطفل في أمريكا هي المؤسسات الاجتماعية حيث تم تأسيس أول مسرح للأطفال فى عام ۱۹۰۳ وسمى بالمسرح التعليمي للأطفال وقد تم عرض عدة مسرحيات فيه منها الأمير والفقير" و "الأميرة الصغيرة" وكان الإنتاج في هذا المسرح يساير الخطة التعليمية في أمريكا (۲۳) أنواع الدمى والعرائس ويعتبر فن العرائس أحد أنواع الفنون الشعبية وهو يخضع لقانون البيئة ويتشكل من خلال عقائد وعادات الأمة التي يحيا فيها . وقد عرفت العرائس والدمى منذ أقدم الحضارات ، ويعتبر فن العرائس واحد من الفنون الثرية التي تعتمد على العديد من الأشكال الفنية المتنوعة والتي تكون ركيزة ركيزتها " العروسة " puppet‏ والعروسة هي " هي أى إنتاج فني نحتي أو تصويري يمثل أو يجسد كاننا ما حيوان ، أشياء خيالية أو يعبر عن أفكار محددة ، تصنع العروسة لكي تتحرك بواسطة اللاعبين " (۲۷) قد يطلق على العرائس الممثل الذي يصنعه الإنسان ، يعامل كما لو كان حقيقة ، معنى هذا أن أي شيئ غير حي يمكن أن يكون عروسة إذا اكتسب الحياة عن طريق المؤدى ويكون خيال اللاعب هو الوسيط لتحقيق هذه الحياة (٢٨) تكتسب حياتها وخصيتها في الحركة عن طريق اللاعب المؤدي الذي يمنحها حياتها ، تقلده وتحاكيه تماما مثلما هي ليست لعبة للأطفال بل هي هيكل يمثل وفق ما يريده الفنان " محرك العرائس " تمثيلا غير اعتيادي ، لأن الدمى لا يمكن أن تتحرك وتعبر بنفس الطريقة التي يتحرك ويعبر بها الممثل كما أن الممثل لا يمكن أن يقلدها .

من المتفق عليه لدى المهتمين بأدب الطفل عامة وبالمسرح كافضل وسائطه بخاصة أن مسرح العرائس من أحب ألوان الفنون إلى نفس الطفل.

وهو مولع به ، وشغوف بما يقدم إليه عن طريقه (۸).

ويعتبر مسرح العرائس من المسارح المناسبة جدا للأطفال في سنواتهم المبكرة ، ويرجع استخدام العرائس أو (الدمى) إلى عهود قديمة قد عرفت العرائس عند قدماء المصريين ولكنها كانت ترتبط بالعقيدة والسحر لديهم ولكن العروسة فقدت هذه الخاصية عندما دخلت بين أيدى الأطفال على شكل لعب ، وفكرة العروسة سواء كانت لعبة للطفل أم كانت ترتبط بأشكال العقيدة

فإنها احتفظت بخاصية واحدة وهي كونها عروسة (1) .

إن مسرح الطفل وما امتاز به من شراء في وسائل الإقناع وتوصيل المعلومات أمكن تطويعه لتقديم وجبات ثقافية أقبل عليها الأطفال فأشبعت لديهم ميولا للتسلية والترفيه مقرونة بالتربية والتعليم والتثقيف والدراسات الحديثة في علم النفس والتي أثبتت أن الطفل في مراحله التي تجذب انتباهه ويكون أكثر تفاعلا معها ، وإذا كان الطفل بطبعه يميل إلى اللعب ويعطى المجسمات بأشكالها المختلفة اهتماما كبيرا ، فإن اهتمامه يزداد عندما تكون المجسمات قريبة إلى عالمه النفسى فالطفلة تميل أكثر إلى الدمية واللعبة بينما نجد الطفل يميل إلى السيارة أو الطائرة (١٠).

والدمية رفيقة الطفل منذ مراحل الطفولة الأولى ، وهو يضفي عليها كثيرا من المشاعر والإحساسات ويحدثها ويضاحكها ويدغدغدها ، وأحيانا يغضب عليها فيخاصمها ثم لا تلبث ثورة غضبه أن تهدأ فيعود إليها ويتعامل معها وكأنها صديق وفي ، وهذا القرب بين الطفل والدمية يجعل الطفل يستمع ذرالحركات ورقصاتها وأغنياتها ، كما يتقبل ما تقوله له يرضا بالغ ، بل إن كثيرا من النصائح التي يعزف عنها الطفل حين يسمعها من إنسان فإنه يقبلها حين تحدثه بها الدمية المحببة إذ أن خيال الطفل يجعل للدمية حياة كاملة (١١) ومسرح العرائس خليط بين كل هذه الأمور. فهو كمثل في حد ذاته فنا راقيا ويخاطب أو لا العين ومن ثم العقل ويخاطب مشاعر الطفل ويشده إليه بوسائله المتعددة من خلال أشكال الدمي المتنوعة والأداء الصوتي المتنوع المصاحب الحركاتها والمنسجم مع كل موقف ، فالأجواء الخيالية التي تجوبها تشبع معول الطفل وتشده وتجعله لبنه طبيعية يمكن تشكيلها ثقافيا وسلوكيا وتربويا (١٢) .

تعريف مسرح العرائس

مسرح العرائس هو الآخر لمسرح الطفل ، فبينما يقوم الآدميون بأدوارهم على خشبة المسرح البشري فإن المؤديين هنا مخلوقات لها صفة الخيال الذي انتجته فريحة المؤلف وأضفت عليه جمالا وإيهارا موهبة الصانع الفنان الذي أبدعها ، وهي تستلهم عقل الطفل بحسب مهارة اللاعب الذي ينفذ حركتها وفق خطة الإخراج (١٣) .

تعريف آخر المسرح العرائس :-

هو ذلك المسرح العرائس الذي يقوم بعملية التوجيه للأطفال نحو اكتسابهم لمجموعة من الخبرات ، والمعارف والمهارات والأفكار الثقافية والأدبية والفنية والعلمية ، لتساعدهم على تنمية الحس الجمالي والخلقي والفني ، لبناء شخصية إنسانية متكاملة ومتزنة (١٤) . تبني ناهد شعبان للتعريف الآخر .
التعليق على التعريفين السابقين

تعريف محمد بشير صفار يقول أن مسرح الاعلام هو الوجه الآخر المسرح الطفل مسرح العرائس يعتمد على الليالي الذي انتجه المؤلف من المين الله التي تودي الدوار فيه ومن خلالها الجمال والإبهار والتغير

يستهوي عقل الأطفال .

تعريف سهير عبد الحميد قالت أن المسرح الذي يقوم بعملية التوجيه للأطفال وإكسابهم مجموعة من الخبرات وتتفق الباحثة الحالية معها في ذلك إلا أن هذا التوجيه وكسب الخبرات والمعارف يمكن أن يؤدى عن طريق مسرح الطفل الذي يعتمد على الكبار مع الأدوار البسيطة للأطفال . و مسرح العرائس الذي يعتمد على الدمية فقط في تجسيدها للدوار المحببة للأطفال تجعل الطفل يتعايش معها ويتقبل منها أي شيء بالإضافة إلى حركاتها التي تؤديها بشكل متراقص متناغمة مع الجو المحيط بالعروسة ، تجعل الطفل وكانه هو الذي يقوم بالدور نفسه ومن هذا تستخلص الباحثة الحالية هذا التعريف المسرح العرائس . يقدم للأطفال في سن ٤: ٦ سنوات : هو ذلك المسرح العرائس الذي باستخدام العرائس التي تلبس في اليد كالقفاز ومن أشهر شخصياتها (القراقوز) ومسرحها من أبسط أنواع المسارح ويستخدم هذا المسرح في عملية التوجيه لإشباع الجانب المعرفي والثقافي لديهم وأيضا

الجانب الترفيهي لبناء الشخصية المتكاملة السوية .

التطور التاريخي لمسرح العرائس

تعد معرفة الإنسان بالتمثيل الدرامي معرفة قديمة قدم الإنسان نفسه ، منذ أن ظهر على سطح الأرض. فقد عرف عن الإنسان البدائي ولعه الشديد المحاكاة الطبيعة من حوله ، حيث كانت الطبيعة ومظاهرها المختلفة هي محور تفكير الإنسان البدائي وشغله الشاغل نظرا لتأثيرها العميق في حياتها اليومية آنذاك . لذلك كان التقليد والمحاكاة أول درس يتعلمه الإنسان في مدرسة الطبيعة لذلك لم يكن غريبا أن يكون أول معلم للإنسان بعد - الله سبحانه وتعالى - هو الغراب ! نعم الغراب الذي أرسله - الله - ليعلم قابيل كيف يواري جسد أخيه هابيل بعد أن قام بقتله وفشل في إخفاء معالم جريمته الشنعاء حيث قام الغراب من خلال الحركات الأدائية بتعليمه طريقة دفن الموتى وهي الطريقة المتبعة حتى الآن. وهذا النوع من التعليم هو ما يطلق عليه البعض التعليم القائم على الملاحظة والمحاكاة . فيمكن القول بأن الإنسان ممثل بطبيعته

مسرح العرائس في مصر

يرجع تاريخ مسرح العرائس في مصر إلى وجود المسرح في مصر الفرعونية وقد أثبت المسرح الفرعوني تفوقه ورقيه على المسرح اليوناني القديم عندما عثر على بردية " الرمسيوم" التي اشتملت بجانب النص المسرحي . فالقارئ التاريخ الفراعنة وحضارتهم يعلم أهمية التماثيل الخاصة ما منها لحيوانات وآلهة وطيور تعبد باعتبارها آلهة ، وقد احتلت هذه الدمى أهمية كبيرة ولاقت من التقديس والاحترام ما جعلها تسهم بدور كبير في تكوين ثقافة الشعوب الأولى وفكرها وفنها (١٥) .

على التعليمات الفنية من حيث الإخراج والتنفيذ كما عثر العلماء على بالبحث على العرائس المتحركة في مصر القديمة ثم اندثر النشاط المسرحي للعرائس إلا أنه في القرن التاسع الميلادي عاود مسرح العرائس نشاطه ، حيث اعتمدت الكنيسة عليه لنشر الوعي الديني مستغلة ما للعروسة من تأثير مباشر في قلوب المتعبدين فقدمت لهم المواعظ في صور درامية مما أدى إلى انتشار العرائس واحتلالها مكانا مرموقا في قلوب الجماهير ، إلا أن العرائس المستغلة في الكنائس انتكست لانقلاب الكنيسة عليها ، ثم عادت العرائس للظهور لمسرحها خلال العصر الفاطمي ، حيث ازدهر أيضا مسرح خيال الطفل ، وفي القرن السادس عشر ظهرت عرائس القفاز ، ولقيت اهتماما من الجمهور واستحوذت على مشاعر المشاهد ووجدانه لها مما أدى إلى اعتبارها وسيلة الترفيه الأولى في ذلك الوقت وظلت عرائس القفاز محافظة على وسيلتها في الاتصال بالجمهور من خلال اللاعبين الجائلين في الحواري والأزقة في المدن والقرى وساحات الموالد .

وأشار بعض الباحثين إلى أن بعض اللاعبين ظلوا يتوارثون هذا الفن ويدفعهم في ذلك الرغبة في أكل العيش فكانت النصوص التي قدمت من خلال تلك العروض قليليه جدا واقتصرت على التمثيليات والاسكتشات التي لا هدف لها إلا الإضحاك وبعد ذلك تضمنت بجانب تلك الأدوار تقديم بعض النوادر عن الأحداث الجارية التي اتخذت الطابع الساخر الذي يكشف في مضمونه عن ثورة الشعب المكبوتة والروح القومية (١٦).

في عام ١٩٥٧ أنشئ لمصلحة الفنون بوزارة الثقافة والإرشاد القومي أول فرقة عرائسية وكان عدد اللاعبين قليلا إلا أنها كانت نواة المسرح القاهرة للعرائس فيما بعد وقدمت فيه عروض منها الوطنية ، وبعضها تربوي إلى جانب بعض الفنون الشعبية وبدأ اهتمام الدولة بهذا النوع من المسارح . وقد أنشأت وزارة التربية والتعليم عام ۱۹۷۳ قسما للأراجوز الحق بإدارة النشاط المسرحي وقدمت فيه بعض المسرحيات التي اتخذت الطابع الوطني للمها لها ، إلا أنها كانت قليلة جدا ولا تتعدى شخصية " خرج النجف " وهي الشخصية المميزة للمسرح في ذلك الوقت إلى جانب شخصية أخرى مساعدة لها . وأرسلت البعثات إلى الخارج وأنشأت أول فرقة رئيسية لعرائس القفاز والعصا وكانت هذه أول مرة تدخل فيها عرائس العصا مصر ، حيث كانت العرائس قريبة الشبه من الشكل الإنساني إلى تحريك أطرافها وعيونها
مسرح العرائس في أوروبا وآسيا

ازدهر مسرح العرائس في أوروبا في القرن السابع عشر إذ برع في صناعة العرائس المتحركة فنييون أتقنوا صنعها إلى حد كبير وصنعوا العرائس ذات المفاصل والعيون والشفاه المتحركة وجعلوا تلك العرائس تخرج أصوات تصاحب حركاتها وأصبحت صناعة هذه العرائس يتبارى فيها صانعوها وأخذت تلك العرائس الجميلة طريقها إلى المسارح ولقيت إقبالا فنيا كبيرا من قبل المتفرجين (٢٨) .

لقد كان أول ظهور المسرح الأطفال في فرنسا عام ١٩٨٤م ، حيث تم تقديم تمثيلية للأطفال في حديقة " الدوق شارتر " بالقرب من باريس ولقد كان الحضور فيها من الكبار يفوق عدد الأطفال وبعد هذه التمثيلية تم عرض مسرحية " المسافر وقد قام بتمثيل الأدوار فيها أبناء " الدوق شارتر " ثم عرضت مسرحية " عاقبة الفضول " التي ركز فيها على تقديم المواعظ الأخلاقية أمام مؤلفة هذه المسرحيات الثلاث فهي " دى جنيليس " التي اشتهرت لمعرفتها التمثيليات والموسيقى وبنظريتها التعليمية وكانت ترى أن الدراما هي من أفضل الوسائل لتعليم الأطفال الأخلاق وفي عام ١٩٨٠م تم نشر أربعة مجلدات بعنوان " مسرح التعليم " مثل " هاجر في الصحراء " ، الطفل المدلل ، الأصدقاء المذيفون وقد حظى هذا الكتاب بإعجاب كبير

و تمت ترجمته إلى عدة لغات (۱۹) .

ولقد سبق فرنسا في مجال مسرح الأطفال الصينيون الذين اشتهروا برقصاتهم بالسيوف واحتفالات الأعياد الدينية ، التي تعتبر من طلائع الفن الدرامي حيث ظهر عندهم أيضا مسرح خيال الظل وكذلك مسرح العرائس الذي نشأ في "جاوا" حيث كان يقوم بتحريك العرائس في البداية الأب في الأسرة والجمهور المشاهد هم من أفراد أسرته نفسها ، إلا أنة تطور إلي فن

يقوم بالإشراف عليه فنانون محترفون .

أما قدماء اليابانيين فقد استخدموا مسرح العرائس وسيلة للتسلية وكان يقتصر العرض على جمهور الكبار فقط وكان يصاحب العرض أنغام موسيقية أو دراما شعرية ، وفى إنجلترا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين تطورت هذه الاحتفالات والرقصات إلى رقصة تعبيرية يصور فيها الراقصون أبطالا من الأساطير إلى جانب تأدية بعض الحركات المضحكة ، ثم أضيف الحوار إلى هذه الرقصات وتطورت مسرحيات شعبية إلى أن أخذت الطابع الدرامي المميز الذى استهوى الأطفال والكبار على حد

سواء (۲۰)

وبعد ذلك أخذت في الظهور مسرحيات "الخوارق والموعظة" وكانت تركز على دروس دينية ذات تراكيب درامية وهى في واقعها قصص دينية تحث على الفضائل وترك الرذائل ، وفى الأعياد كانت تجوب المدن الأوروبية عربات تتوقف في أماكن معينة لعرض أحد المناظر التاريخية وكان الأطفال

يقومون بدور الشباب فيها

وفي العصر الدرامي الأول في إنجلترا كان الأطفال يقومون بأدوار رئيسية في المسرحيات وإن كان في البداية يعملون كهواه ، يأتون من المدارس وقد كان اهتمام المدارس كبيرا في المسرحيات . وفى أوائل القرن الثاني عشر قدمت في إنجلترا عروض درامية ترويحية باسم "بانتوميم" اشتملت على أغاني ورقصات وفكاهات وبعض الحركات البهلوانية والعروض التمثيلية وكانت موضوعاتها مرتبطة بالحكايات الخيالية والشعبية القديمة مثل "سندريلا" و "أطفال في الغابة
وفى إيطاليا فقد كان مسرح الدمى من أهم مصادر التسلية لأطفالها وقد كانت تقدم عروض هذا المسرح في الهواء الطلق وتسمى "الأراجوز" وقد ظهرت عندهم شخصية "بانش" الذى ظل شخصية عجيبة في مسرحيات الأطفال التي قدمت لهم في تلك الفترة ولعدة قرون (۲۲) .

وفي روسيا فقد بدا واضحا الاهتمام بمسرح دراما الأطفال وذلك من خلال المهرجانات والرقص الدرامى ، ومسرح العرائس ففي عام ١٩١٨ تم إنشاء مسرح الأطفال تحول فيما بعد إلى معهد يدرس فن التمثيل ثم تكونت في هذا المسرح فرقة من الممثلين المحترفين بالإضافة إلى الفنيين العاملين في مسرح الأطفال . ويرى الأخصائيون فى شئون الأطفال عندهم بأن المسرح وسيلة تعليمية هامة بالإضافة إلى كونه وسيلة الإمتاع والتوجيه . وفي أمريكا كان أول اهتمام بدراما الطفل في أمريكا هي المؤسسات الاجتماعية حيث تم تأسيس أول مسرح للأطفال فى عام ۱۹۰۳ وسمى بالمسرح التعليمي للأطفال وقد تم عرض عدة مسرحيات فيه منها الأمير والفقير" و "الأميرة الصغيرة" وكان الإنتاج في هذا المسرح يساير الخطة التعليمية في أمريكا (۲۳)

أنواع الدمى والعرائس

إن مسرح الدمى والعرائس من الفنون الأدائية التمثيلية غير المباشرة ، حيث يعتمد الممثل ومقدم هذا الفن عامة على بعض الدمى والعرائس والتي من ورائها تحركها أيدى المخايل واللاعب (٢٤) .

ويعتبر فن العرائس أحد أنواع الفنون الشعبية وهو يخضع لقانون البيئة ويتشكل من خلال عقائد وعادات الأمة التي يحيا فيها . والواقع أن العرائس شهدت صراعا وجهودا عديدة متواصلة من أجلها إيمانا برسالتها (٢٥) . وقد عرفت العرائس والدمى منذ أقدم الحضارات ، حيث تشير الآثار القديمة إلى معرفة العرائس في مصر القديمة والتي ارتبط استخدامها بالطقوس الدينية كما في الهند واليونان وبلاد الرومان وقد استمر استخدام الإنسان المختلف أنواع العرائس منذ القدم وحتى الآن (٢٦)

ويعتبر فن العرائس واحد من الفنون الثرية التي تعتمد على العديد من الأشكال الفنية المتنوعة والتي تكون ركيزة ركيزتها " العروسة " puppet‏ والعروسة هي " هي أى إنتاج فني نحتي أو تصويري يمثل أو يجسد كاننا ما حيوان ، إنسان ، أشياء خيالية أو يعبر عن أفكار محددة ، تصنع العروسة لكي تتحرك بواسطة اللاعبين " (۲۷)

قد يطلق على العرائس الممثل الذي يصنعه الإنسان ، والبعض الآخر بأنه موضوع بدون حياه ، يعامل كما لو كان حقيقة ، معنى هذا أن أي شيئ غير حي يمكن أن يكون عروسة إذا اكتسب الحياة عن طريق المؤدى ويكون خيال اللاعب هو الوسيط لتحقيق هذه الحياة (٢٨)

معنى هذا أن العروسة أيا كانت الخامة أو الأسلوب الذي صنعت منها أو بها ، تكتسب حياتها وخصيتها في الحركة عن طريق اللاعب المؤدي الذي يمنحها حياتها ، من خلال خياله وقدراته الإبداعية (٢٩)

والعروسة على المسرح ليست صورة أخرى من الإنسان ، تقلده وتحاكيه تماما مثلما هي ليست لعبة للأطفال بل هي هيكل يمثل وفق ما يريده الفنان " محرك العرائس " تمثيلا غير اعتيادي ، لأن الدمى لا يمكن أن تتحرك وتعبر بنفس الطريقة التي يتحرك ويعبر بها الممثل كما أن الممثل لا يمكن أن يقلدها .. وهذه ميزة ذات أهمية لأنها تجعل من الدمية وسيلة تعبير مكتملة ، بما توحي من دلالات رمزية ، وبما تنطوي عليه من إمكانيات تعبيرية وهي بهذا تكون أقوى تأثيرا من الممثل بكل ادميته وطاقته البشرية (۲۰)

ويحدد " ويبستر " العروسة بأنها :-

۱ - شكل صغير على شكل إنسان ...

• شكل يتحرك بالخيوط أو الأسلاك المعدنية أو اليد (۳۱).

والعروسة التي تمثل على المسرح هي كائن خارق الحيوية يفكر ويخطط وينفذ ويتحرك ويتكلم ويجيب عن كل الأسئلة ويحل العقد والمشكلات ويشارك في مختلف البطولات (۳۲) .

إن العلاقة بين الأطفال والدمى والعرائس قديمة جدا ذاك لأنها رفيقة للطفل منذ سن مبكرة وصلته بها قوية كما أن الطفل يتعامل معها إنسانيا ، ولقد روى توفيق الحكيم في كتابة فن الأدب تجربة لطفل صغير دخل يصرخ لأمه ويستدعيها لتنقذ خالته من بين يدي شرطي وعندما خرجت الأم لتجده شقيقتها اكتشفت أن الطفل رأى المشهد كله في عرض لمسرح القراقوز ولم يستطيع التفرقة بين العروسة وبين حالته (۳۳) ..

ولما للدمية من علاقة بينها وبين الطفل فهو يضفى عليها كثيرا من المشاعر والإحساسات ويحدثها ويضاحكها ويدغدغها ، وأحيانا يغضب عليها فيخاصمها ثم لا تثبت ثورة غضبة أن تهدا فيعود إليها ويتعامل معها برفق وكانها صديق وفى ، وهذا القرب بين الطفل والدمية يجعل الطفل يستمتع بحركات الدمية ورقصاتها وأغنياتها ، كما يتقبل ما تقوله له برضا بالغ ، بل إن كثيرا من النصائح يعزف عنها الطفل حين يسمعها من إنسان فإنه يتقبلها حين تحدثه بها الدمية المحببة إذ أن خيال الطفل يجعل للدمية حياه كاملة (٢٤). وقد أثبتت الأبحاث أن المسرح العرائس إسهامات ملموسة في نضج الأطفال فهو وسيلة من وسائل الاتصال الفعالة التى لها أثرها في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه وتحديد نمط شخصيته ومن ذلك يتبين الارتباط بين الإنسان والعروسة كبيرا وصغيرا وهى التي هيات العرائس لأن تؤدى

الأدوار التي خلقها الخيال الإنساني (٣٥) . ويرجع اهتمام الأطفال وولعهم بهذا

الفن إلى :-

1- ارتباط الأطفال الشديد بجو العرائس وتقبلهم الشديد للإيحاء فضلا عن خلطهم بين الواقع والخيال

اعتماد اللاعب على حركات يديه في إيصال انفعالاته وأفكاره إلى كثير من ميول الصغار الفنية اتجاهاتهم النفسية.

الارتباط بينهم أيضا يتم عن طريق نقل الواقع والبيئة المحيطة بالطفل والبيئات الأخرى إلى الأطفال بطريقة محببة وشيقة ومثيرة وممزوجة بالخيال الذي يستهواه الطفل
(ب) أنواع العرائس

إن حب الطفل للعروسة أو الدمية حب قديم ، وحبه لمسرح العرائس لا يدانيه حب لأى لون آخر من ألوان المسرح ، مما جعل لهذا المسرح التفوق في كثير من الأحيان على المسرح البشرى ، عند استخدامه كوسيلة تعليمية وتربوية وترفيهية وتثقيفية (٢٦).

ولذلك فإن دمية الطفل تمثل عالما خاصا يعيشه الطفل ويتعامل مع بمفرداتة من نتاجه النفسي والعقلى وأيضا ئمة علاقة خاصة تنشأ بين هذا وذاك نجد انفسنا مطالبين باستغلال هذه العلاقة لبناء شخصية الطفل السلوكية والثقافية (٢٧) .

ويعتبر فن العرائس أحد أنواع الفنون الشعبية وهو يخضع لظروف البيئة ويتشكل من خلال عقائد وعادات الأمة التي يحيا فيها ، والواقع أن العرائس قد شهدت صراعا وجهودا عديدة متواصلة من أجلها إيمانا برسالتها ، وقد بذلت من أجلها جهود كثيرة حتى أصبح لها فيما بعد شأن عظيم وانتقلت من بيئة لأخرى وأصبح لها بينات كثيرة اتخذت منها موطنا (٣٨) .

هناك أنواع كثيرة من العرائس المستخدمة في مسرح العرائس والدمى فإن عواطف إبراهيم محمد أن أنواع العرائس ينقسم إلى :

١- خيال الظل

٢- عرائس اليد أو العرائس القفازية .
٣- العرائس ذات الخيوط (الماريونيت