Online English Summarizer tool, free and accurate!
أم سعد للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني تحليل عنوان الرواية:- قبل قراءة الرواية:- "سعد" يكون المضاف و "أم" المضاف إليه. اختار الكاتب أن يكون هذا عنوان الرواية, اتوقع ان تكون الرواية تتحدث عن معاناة أم سعد بكونها ام و قصة معاناة تجمعها بسعد. عالمية تشمل الكثير أو المعظم. و أخيرا, شخصية أم سعد. غالبا ما ستكون شخصية قوية و لكن حنونة. لم يُظهر الكاتب اسم ام سعد ليُشعر القراء أنها تمثل جميع النساء الفلسطينيات. و كان سعد فرحة, بهجة, سعادة و أمل أمه. كان جانب من ما توقعته صحيحاً, فالرواية تروي و بشكل كبير عن معاناة أم سعد بفراق ابنها الذي ذهب مع الفدائيين, و طرحت قضية إنسانية عالمية وهي قضية فلسطين و النساء او الامهات الفلسطينيات و الكثير من القضايا المختلفة التي سوف أناقشها في الجزء الثاني من المشروع. و التي لم تُظهر خوفها على ابنها الذي ذهب مع الفدائيين بل ابدت فخرها الشديد به و يقينها بعودته. أُعلن في الراديو هزيمتها. دخلت أم سعد بشموخها و ملئت المكان برائحة الريف, و كيف انها واثقة ان ابنها سيخرج من كل تلك الحبوس. المخيم, الخ. و أخيراً, أخبرت ابن عمها أنهم نجحوا و التحقوا بالفدائيين. لم تكن من من يَشّكون لكن كانت تعابيرها تتراوح بين القوة و الضعف, الرضى و القلق. فَكَرَت بالتوصية على ابنها, لكنها ايقنت ان افضل توصية لفدائي هي بأن يُرسل للحرب و بأنه عليها أن تدع الطير يحلق من العش. قَوَتها هدية سعد بسفك سيارة اسرائيلية و انتظرت بصبر قول الراديو "و عاد الفدائيون الى قواعدهم بسلام". زارت أم سعد ابن عمها بَشوشَةً لعودة ابنها الذي عاد بسبب اصابة في يده سيعود بعد التئامها إلى القتال. قال سعد إنه لن يشتاق لأمه فهو يراها هناك دائماً, و كان يقصد بذلك امرأة عجوز أطعمته و رفاقه وقت حصارهم. فأخذ الجميع يجمعونها من الطريق و يرمون بها للرمل كي لا يتاذى احد حتى جرحت أيديهم منها. و هو أسير, قُتِلَ ((فضل)), على يد ((عبد المنعم)), لشهر وثلاثة أيام, سبع ليرات. أعادت ام سعد العمل لها والدمعه على خدها, مقهورة من بخل الناس, فقد طُردت امراة تحمل مسؤولية أسرة لتوفير اثنين من الليرات. كانت قد ربطتها حول عنقها, تغير أبو سعد, في ظهيرة يومٍ رأى فيه ابنه الأصغر, يحمل البندقية عالياً تحت علم فلسطين. و أخيرا. الشخصيات: الشخصية الرئيسية, هي امرأة متزوجة في الأربعين من عمرها, و على رقبتها حجاب من رصاصة أهداها اياها سعد. فهي امرأة حادة, قوية كما لا يستطيع الصخر, صبورة كما لا يستطيع الصبر, تمشي بشموخ. كما أنها قليلة الضحك من كثرة الهموم. سعد, شاب في العشرين من عمره. و في يده التي تحمل معه سلاحه أينما ذهب جرح من رصاصة العدو. جريء في كلامه, لا يخشى أحد أو من قول رأيه كما رد على المختار حين كان في الحبس. غسان كنفاني, ابن عم ام سعد. رجل متزوج وله أبناء, وُلد عام 1937 وتوفي عام 1972, شهيدا في السادس و الثلاثين من عمره بسيارة ملغومة من العدو. ارتاد المدرسة فتعلم القراءة و الكتابة, صاحب العمارة التي عملت فيها أم سعد فترة بسيطة. رجل لم تُوصف ملامحه, لكنه رجل غني يُخرج مئات الآلاف من عمارته لكن مع ذلك بخيل أشد البخل, الناطور الذي يعمل لدى صاحب العمارة. قصير القامة له دراجة يتجول بها. المرأة اللبنانية, لبنانية الأصل من جنوب فلسطين, و أم لأربع. فضل, و قد قُتل شهيداً على يد عبد المولى. يوظف الفلاحين, ثم أصبح نائبا عند الاسرائيليين. ليث, شاتم, لا يطاق ولا يهتم لعائلته, ولد يافع لم يبلغ العشرين من العمر, له قبضتى يد صغيرتين يحمل بهما سلاحا, يتجول بملابس كاكية. يفتخر به أهل المخيم. الزمان و المكان: الزمان, تروي الرواية أحداثها في العام 1967, بعد عشرين عاما من بداية الحرب بين فلسطين وإسرائيل و قد انتهت بانتصار إسرائيل. و اهمها المرأة الفلسطينية, ففي هذه الفترة كان على الأمهات الفلسطينيات المعاناة بالبقاء قويات وقت الهزيمة و التمسك بالامل, العيش في المخيمات الموحلة و الخيمات الضيقة, المقاومة في وجه الاحتلال و التضحية بأبنائهن لأجل الوطن. المكان, اختار الكاتب أن يروي الأحداث في مخيم في فلسطين, بالتركيز على القضية الرئيسية, معاناة الأم الفلسطينية, في المخيم كانت تعيش الفئة المشردة من بيوتها التي تم احتلالها, مكانٌ موحل يعيش فيه السكان في خيمة أشبه بكوخ صغير, مكون من غرفة واحدة مقسومة بحائط تنك. يتجمد السكان من البرودة القارصة و الأمطار التي تخترق الجدران في الشتاء. و كان الكاتب قد ذكر العمارة و وظيفة ام سعد في تنظيف بيوت الآخرين, و ذلك لإظهار الفقر و الصعوبات التي تضطر الأمهات و كل الفلسطينيين في المخيمات التعايش معها بسبب الاحتلال. ام سعد, كان ما تسعى إليه في الرواية هو عدم السقوط امام الاعداء او اظهار اي ضعف, بل البقاء قوية و التشبث في أمل الانتصار, أما هدف الكاتب من هذه الشخصية كان أن تمثل جميع الأمهات الفلسطينيات, كما رأى فيها السمات التي يجب أن تتحلى بها جميع الامهات المضحيات في سبيل الوطن, فكانت قد تحلت بعطف الام و مقاومة و تضحية مواطنة فلسطينية, و كانت بذلك أيضا قد مثلت قدوة و رسالة مقاومة لكل أم فلسطينية. شارك بعض غايات امه, فكان من ما يسعى اليه هو تحقيق الانتصار لوطنه و عدم الخضوع للعدو. يريد الالتحاق بالفدائيين و عدم ترك اصدقائه وحدهم, غاية الكاتب من هذه الشخصية كانت كجزء رئيسي اثبات و دعم قضية الأم الفلسطينية, و أراد أن يوصل شجاعة, و ذلك بكونه أحد شهود تلك الأحداث و بكونه قريب من الشخصية الرئيسية فيعرف تحليل مشاعرها. فذلك سيساهم في تقوية أقواله ودعم قضاياه بشكل افضل. صاحب العمارة, كانت غايته الحفاظ على وظيفته و لو كان بخداع الناس و إخفاء الحقائق, المرأة اللبنانية, فجسد صاحب العمارة البخلاء, مثل الناطور الصامتين عن الحق و التابعين للغير دون مبادئ, وكانت الغاية من رواية هذا الحدث إظهار الحقيقة و ارسال رسالة للقارئ. عبد المولى, المراتب العليا و حماية نفسه من أي خطر, الافندي, كانت غايته الحصول على الأخبار و إرضاء فضوله. أما الكاتب, حماية نفسها و الخضوع عوضاً عن المقاومة فتحاول جر الآخرين معها في هذه الحفرة العميقة. ابو سعد, كانت غايته كغاية أي مواطن في المخيمات, لكن ما كان دوما فاقده هو أن يكون للحياة طعم. كانت غايته كغاية امه و اخيه سعد, المقاومة و القتال, اراد ان ينشر هذه الأفكار لمن حوله في المخيم كذلك. غاية الكاتب كانت إظهار آثار الحرب و الاحتلال على الناس, فاقد طعم الحياة بسبب الهموم و المشاكل التي أتت بها الحرب. ثم عبر سعيد, أراد الكاتب عكس ان المقاومة تعطي للحياة طعماً, استخدم الكاتب ثلاث أنماط كتابية; الوصفي: مثال على ذلك وصفه لأم سعد, حين قال أنها امرأة حادة, قوية كما لا يستطيع الصخر, صبورة كما لا يستطيع الصبر, مكانٌ موحل يعيش فيه السكان في خيمة أشبه بكوخ صغير, مكون من غرفة واحدة مقسومة بحائط تنك . كما كان في كثير من الأحيان يصف مشاعر أم سعد التي لم تتمكن هي من وصفها مثل; السردي: مثال هو: ص43, جاءت طائرة, مطلية باللون الأسود, وحلقت على علو خفيض, و أخذت تزخ رصاصها على الشارع… اُستعمل السرد حين الاحداث لم تتوفر في الحوار ولم يكن بالإمكان وصفها. ساعد السرد في ذكر التفاصيل التي يمكن أن تؤثر على مشاعر و تعاطف الكاتب, مثل " الناطور. حيث ان ام سعد اخذت تبكي بعد أن أعادت للمرأة و ذلك من قسوة الموقف و بخل الناس و كيف ذكر في "الذين هربوا والذين تقدموا" أن أم سعد تعمل ليل نهار في التنظيف لتوفير لقمة عيش لها و عائلتها. كما ساعد في مواكبة سير الأحداث دون تشويش و الاطالة التي قد تحدث لو كانت سُردت في حوار. قال ام سعد: " بكينا أكثر مما طافت المياه في المخيم . ", كون الشخصية التي عاشت الأمر و الشعور قالته بنفسها يوضح, يوصل و يستعطف القارى اكثر من لو أن المشاعر سُرِدت. إيصال معاناة الأم الفلسطينية. أما الهدف الثاني, كما وصف عناد و مقاومة سعد القوية ضد الاعداء. سعيد, في ساحة المخيم يحمل السلاح ويقاتل معلماً الآخرين كيفية المقاومة و المحاربة, السردي: ساند الهدف الثاني, مثل "في قلب الدرع" بسرد وقوع سعد واصدقائه في الحصار إلا أنهم لم يستسلموا. و في "البنادق في المخيم" بسرد ما كان يفعله سعيد الساحة و حركاته القتالية; أم و أبو سعد; أخذ الناس يصفقون و يطلقون الزغاريد و معهم ام سعد, و كيف ضغط ابو سعد بود على كتف ام سعد. الحوار: ساعد الحوار بإيصال كلا القوة القادمة مع المقاومة; " ماذا يا أم سعد؟ هل وقعت؟" فقالت ام سعد " وقفت؟ ام سعد لا تقع. ( البنادق في المخيم) و فرحة ابو سعد و هو ينظر لسعيد يقاوم, اترينه؟ راقبيه جيدا. ". حتى أن الحوار بين ابو سعد و الرجل العجوز, متفاخرا بكون أبنائه من المقاومين, من ما يوصل للقارئ رسالة. " المقاومة قوة و سعادة" كانت كلا من جودة الرواية و سلامتها رائعتين, غسان كنفاني كاتب معروف, كتب العديد من الروايات. كما أنه قسم الرواية لأجزاء لان كل منها له قصة و مغزى, مثل "الناطور. الا انني عانيت قليلا من وضوح بعض الأحداث و المغزى منها. فمثلا في "ام سعد تحصل على حجاب جديد" قصة الأفندي الذي يسأل عن سعد دوما. أصابني تشويش حول ان كانت تتحدث عن الأعداء, ؟ فتمنيت لو ان الكاتب وضح كلامه هنا. كون الاحداث و طريقة كتابتها جذابة. في بداية حديثي, و مع ذلك فقد خلق التعدد في الأنماط الكتابية و اختلاف القصة والرسالة في كل جزء من الرواية غموضا و مشاعر مختلفة سحبتني لقراءة الجزء التالي, كما للتعاطف مع الشخصيات, مثل أم سعد حين لم تتمكن حتى من تودعة إبنها الذاهب للمقاومة. و ذلك أفاد المغزى الرئيسي برأيي, يجذب قراء أكثر و يوفر وصول الرسالة المرادة لأكبر عدد من الناس. الصراع في الرواية: الصراع في الرواية كان كل من داخلي و خارجي. فمثلا، صراع أم سعد مع نفسها حين ذهب سعد للقتال كان صراعاً داخليا. تتجادل مع أم سعد "الفلسطينية"، مثال آخر، فهنا نرى أن سعد يحارب خارجيا. مع شخص او اشخاص اخرين و الذين يكونون الأعداء المحتلين. فحين يكون القتال بين شخصين مختلفين، و ليس مع الشخص و نفسه كما كان بين ام سعد و نفسها، فيكون صراعاً خارجياً. اخيراً، أظن أن كلا الصراعين كانا مهمين في الرواية. فكل منهما شرح أهمية وصعوبة الآخر و ساهم في إيصال القضية و توضيحها اكثر للقارىء. فذهاب سعد للحرب مثلا وضح اهمية التضحية و الذهاب للقتال والمقاومة، ثم وضح صراع أم سعد الداخلي صعوبة تضحية الأم الفلسطينية بأبنائها وفي نفس الوقت أهمية ذلك… فقد فهم و اقتنع ابو و اسم سعد، و حتى الذين في المخيم أنه يجب عليهم القتال والتضحية حتى لو كان الامر صعبا و أن الحياة بلا طعم تحت الانصياع و الاحتلال و الضعف. بل يجب على كل فلسطين، القراء و الوطن العربي أن يفهم و ينفذوا. و حتى لو اقتنع الجميع، سيظل الصراع قائماً، أما الصراع الثاني، الخارجي و الذي يكون الحرب بين أبناء فلسطين و العدو، فهم صراع لن ينتهي إلا باسترداد فلسطين كل حبة رمل من ارضها و بذهاب المحتلين دون بقاء واحد منهم. لكن الفلسطينيين مازالوا يقاومون و يسعون لذلك دون فقدان الأمل. القضية المطروحة في الرواية هي القضية الفلسطينية فنرى كيف تحدث عن الفدائيين و الفلسطينيين الذين هم بلا بيوت تأويهم من البرد، و التي مثلتها أم سعد. دون ذكر اسماء، مثل الخيانة كخيانة عبد المولى التي كانت تحت ظروف الاحتلال الصعبة، و قضية الجشع التي عبر عنها صاحب البناية والتي ساندت القضية الرئيسية فعبرت عن كيف يعيش البعض محافظين على القرش الواحد حين أن البعض يعيش في مخيمات، رسالة مقاومة. فحين روى لنا الكاتب عن سعد وأم سعد اراد أن يقول "قاوموا" و حين روى عن أبو سعد، شانين انها سهلة، بان المقامة تضحية و صراع غير منتهي بين الشخص و نفسه ومع الآخرين الذين يحاولون فرض رأيهم و قوتهم عليهم. رأيي في الرواية: كانت لتوصيل رسالة وطرح قضية و لم تكن لمتعة القارىء و سرد قصة خيالية بنهاية سعيدة. و بناءً على ذلك. اعجبتني. اعجبني اولا، كوصف الشخصيات و الاماكن و المشاعر، و الحوارات التي سردت الأحداث… فلم يجعلني افقد التركيز بين السرد المتواصل بنفس الطريقة و ذلك مهم لجذب القراء و انتشار الرسالة. ثانيا، و النهاية واقعية… لم يكتب الكاتب رواية خيالية، كما لم يضع للرواية نهاية نظرا لكون القضايا المطروحة و الصراع الحاصل لم ينتهي بعد، و كان ذلك ما اعجبني بالخصوص كوني لا أحب النهايات السعيدة التي تكذب على القارئ وتجعله يعيش في عالم الخيال و الآمال ليُصدموا بالواقع المر. حتى انني احببت شخصية أم سعد القوية التي مثلت الأمهات الفلسطينيات، و اشعرتني اني يجب ان ابقى قوية و لا استسلم للعدو او في اي من مجالات الحياة و مشاكلها.
أم سعد للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني
تحليل عنوان الرواية:-
قبل قراءة الرواية:-
أم سعد, "سعد" يكون المضاف و "أم" المضاف إليه. اختار الكاتب أن يكون هذا عنوان الرواية, و ليس اسم ام سعد الحقيقي ليوصل للكاتب أن أم سعد تمثل جميع النساء التي تشبهها و الامهات امثالها. واختار سعد لان هذا الاسم يعبر او يأتي بمعنى السعادة و المجاهدة.
اتوقع ان تكون الرواية تتحدث عن معاناة أم سعد بكونها ام و قصة معاناة تجمعها بسعد.. نظرا لعنوان الرواية.
كذلك, أعتقد أن القضية المطروحة تكون قضية انسانية, عالمية تشمل الكثير أو المعظم.
و أخيرا, شخصية أم سعد.. غالبا ما ستكون شخصية قوية و لكن حنونة. تفكر بمنطق لكن لا تتخلى عن جانبها الأمومي الحنون.
بعد قراءة الرواية:-
كما توقعت, لم يُظهر الكاتب اسم ام سعد ليُشعر القراء أنها تمثل جميع النساء الفلسطينيات. و كان سعد فرحة, بهجة, سعادة و أمل أمه. كان جانب من ما توقعته صحيحاً, فالرواية تروي و بشكل كبير عن معاناة أم سعد بفراق ابنها الذي ذهب مع الفدائيين, و طرحت قضية إنسانية عالمية وهي قضية فلسطين و النساء او الامهات الفلسطينيات و الكثير من القضايا المختلفة التي سوف أناقشها في الجزء الثاني من المشروع. و كانت شخصية أم سعد شخصية أم محاربة فلسطينية قوية, تواجه ظروف الاحتلال الصعبة. و التي لم تُظهر خوفها على ابنها الذي ذهب مع الفدائيين بل ابدت فخرها الشديد به و يقينها بعودته.
تلخيص الرواية:-
بعد عشرون عاما من بدأ حرب فلسطين, أُعلن في الراديو هزيمتها. دخلت أم سعد بشموخها و ملئت المكان برائحة الريف, ثم رمت عرق عنب يابس مخططةً زرعه. أخبرت إبن عمها, غسان كنفاني, عن ابنها سعد و اصدقائه الذين وقعوا أسرى بعد محاولتهم الهرب و الالتحاق بالفدائيين, و كيف انها واثقة ان ابنها سيخرج من كل تلك الحبوس.. المخيم, الناس, الخ. و أخيراً, أخبرت ابن عمها أنهم نجحوا و التحقوا بالفدائيين. لم تكن من من يَشّكون لكن كانت تعابيرها تتراوح بين القوة و الضعف, الرضى و القلق.. فَكَرَت بالتوصية على ابنها, لكنها ايقنت ان افضل توصية لفدائي هي بأن يُرسل للحرب و بأنه عليها أن تدع الطير يحلق من العش. زارت يوما غسان مبللة بالمطر و في عينيها دموع محبوسة من تعب هذه الحرب و اشتياقها لابنها. قَوَتها هدية سعد بسفك سيارة اسرائيلية و انتظرت بصبر قول الراديو "و عاد الفدائيون الى قواعدهم بسلام"... زارت أم سعد ابن عمها بَشوشَةً لعودة ابنها الذي عاد بسبب اصابة في يده سيعود بعد التئامها إلى القتال. قال سعد إنه لن يشتاق لأمه فهو يراها هناك دائماً, و كان يقصد بذلك امرأة عجوز أطعمته و رفاقه وقت حصارهم. في ليلة, خرجت نساء المخيم و الشباب بسبب صوت انفجارين سببا ناراً و دخان. و على ارتفاع منخفض حلقت طائرة اسرائيلية أخذت ترميهم بقطع حديد مسننة, فأخذ الجميع يجمعونها من الطريق و يرمون بها للرمل كي لا يتاذى احد حتى جرحت أيديهم منها. جاءت رسالة من سعد يوصي بها امه من منع اهل ليث, و هو أسير, بطلب المساعدة من عبد المنعم, ذكرتها بالماضي.. قبل اثنين وثلاثين عاما, قُتِلَ ((فضل)), المقاتل الذي خرج مع الفلاحين للجبل, على يد ((عبد المنعم)), الخائن و النائب الاسرائيلي.. لشهر وثلاثة أيام, كانت أم سعد تعمل بتنظيف عمارة بأجرة خمسة ليرات الى ان التقت بالمراة التي قبلها و كانت قد طُردت لان أجرتها كانت عالية.. سبع ليرات. أعادت ام سعد العمل لها والدمعه على خدها, مقهورة من بخل الناس, فقد طُردت امراة تحمل مسؤولية أسرة لتوفير اثنين من الليرات. تتضايق أم سعد من الرجل (الافندي) الذي دائما ما يسأل عن سعد, و في يوم رأى حجاباً اهداه سعد لامه وكان رصاصة. كانت قد ربطتها حول عنقها, فسألها عن حجاب القش السابق, فقالت أنها ارتدته لأعوام لكنه لم ينفع حال اليأس بشيء. تغير أبو سعد, الرجل الفظ, في ظهيرة يومٍ رأى فيه ابنه الأصغر, سعيد, يقاتل في ساحة المخيم, يحمل البندقية عالياً تحت علم فلسطين. فحينها, شعر بأن للحياة طعم و صار يتفاخر بأبنائه و أمهم التي انجبت للوطن. و أخيرا.. "برعمة الدالية يا ابن العم, برعمت" نمى غصن العنب اليابس و أصبح أخضراً.
الشخصيات:
الشخصية الرئيسية, أم سعد. هي امرأة متزوجة في الأربعين من عمرها, لديها ثلاثة أولاد, ترتدي ردائاً طويلاً يعلوه معطف, مع خمار تلفه حول رأسها, و على رقبتها حجاب من رصاصة أهداها اياها سعد. تفوح منها رائحة الريف, بمعصمها المندوب بجرح قديم و كفيها الجافتين كقطعتين من الحديد, تحمل أمتعتها الفقيرة. أما عن شخصيتها, فهي امرأة حادة, قوية كما لا يستطيع الصخر, صبورة كما لا يستطيع الصبر, تمشي بشموخ. و مع لن لها احاسيس مزدوجة كالحزن, الندم و الاشتياق الا انها لا تحب الشكوى او البكاء فقد بكت كثيرا سابقا, كما أنها قليلة الضحك من كثرة الهموم. مع انها لم تذهب للمدرسة فلا تعرف القراءة ولا الكتابة إلا أنها تكدح للحصول على لقمة عيش نظيفة. تقلق على أبنائها كونها أم, لكنها فخورة بكونهم من الفدائيين و المقاومين.
سعد, ابن أم سعد. هو نور عين أمه و أكبر اخوته, شاب في العشرين من عمره. له وجه ضحوك عادة مضرج بالتراب, شعر غزير مجعد و غير ممشط, و في يده التي تحمل معه سلاحه أينما ذهب جرح من رصاصة العدو. كما أنه ولد شقي, يرفض الخضوع للعدو, و محارب فدائي فقد ذهب للمحاربة مع الفدائيين و أصبح قائد فرقته. له لسان حاد, جريء في كلامه, لا يخشى أحد أو من قول رأيه كما رد على المختار حين كان في الحبس.
غسان كنفاني, ابن عم ام سعد. رجل متزوج وله أبناء, نحيل الجسد ذو شارب. وُلد عام 1937 وتوفي عام 1972, شهيدا في السادس و الثلاثين من عمره بسيارة ملغومة من العدو. ارتاد المدرسة فتعلم القراءة و الكتابة, كما أن له مهارة في التعبير كتب مستجماً لها العديد من الكتب.
صاحب العمارة التي عملت فيها أم سعد فترة بسيطة. رجل لم تُوصف ملامحه, لكنه رجل غني يُخرج مئات الآلاف من عمارته لكن مع ذلك بخيل أشد البخل, فنرى أنه طرد امرأة لتوفير ليرتين.
الناطور الذي يعمل لدى صاحب العمارة. رجل غامض, قصير القامة له دراجة يتجول بها. وسيط بين ام سعد و صاحب العمارة, سامط عن الحق للحصول على غايته و الحفاظ على وظيفته.
المرأة اللبنانية, التي تعمل لدى صاحب العمارة. امرأة ريفية, لبنانية الأصل من جنوب فلسطين, و أم لأربع. طيبة تسعى خلف رزقها, لم تلم أم سعد حول طردها بل سألتها عن وظيفة شاغرة.
فضل, تعرفه أم سعد من الماضي. هو فلاح من الغابسية, فدائي حارب مع الفلاحين في الجبل. يمشي في الارجاء مرهقاً, حافي القدمين, و قد قُتل شهيداً على يد عبد المولى. شجاع, يكره الظلم و أن لا يأخذ كل مستحق مُستحقه.
عبد المولى, قاتل فضل. كان تاجر زيتون و تبغ, يوظف الفلاحين, ثم أصبح نائبا عند الاسرائيليين. خائن و قاتل, مستعد لفعل اياً كان للوصول لغايته من المراتب العليا او مديح الناس.
ليث, صديق طفولة سعد. فدائي مع الفدائيين و رهين عند الاسرائيليين, كما أن له رابط عائلي مع عبد المولى. لا يتخلى عن قيمه, شجاع, ولي فلم يقبل طلب المساعدة من خائن كعبد المولى.
الأفندي, من أحد مقيمي المخيم. رجل, يبدو من تصرفته, ان عمره مقارب لأم سعد. فضولي, يحب التدخل في خصوصيات الاخرين.
أبو سعد, زوج أم سعد. رجل يعمل في البناء, له كفتين كبيرتين و خشنتين, تملاه آثار التراب و الاسمنت. فظ, شاتم, لا يطاق ولا يهتم لعائلته, كما أنه لا يرى للحياة طعما.
سعيد, ابن أم سعد الاصغر. ولد يافع لم يبلغ العشرين من العمر, له قبضتى يد صغيرتين يحمل بهما سلاحا, يتجول بملابس كاكية. مقاتل و شجاع, يفتخر به أهل المخيم.
الزمان و المكان:
الزمان, تروي الرواية أحداثها في العام 1967, بعد عشرين عاما من بداية الحرب بين فلسطين وإسرائيل و قد انتهت بانتصار إسرائيل. اختار الكاتب هذه الفترة بالتحديد لتقوية او اثبات او واقعية القضايا المطروحة, و اهمها المرأة الفلسطينية, حيث روى عن أقسى و اشد فترة مرت على فلسطين والأمهات تحديدا. ففي هذه الفترة كان على الأمهات الفلسطينيات المعاناة بالبقاء قويات وقت الهزيمة و التمسك بالامل, الكدح للحصول على لقمة العيش, العيش في المخيمات الموحلة و الخيمات الضيقة, المقاومة في وجه الاحتلال و التضحية بأبنائهن لأجل الوطن.
المكان, اختار الكاتب أن يروي الأحداث في مخيم في فلسطين, فهو المكان الذي كان هو و الشخصية الرئيسية يعيشون فيه و الأكثر دعما للقضايا المطروحة. بالتركيز على القضية الرئيسية, معاناة الأم الفلسطينية, كان المخيم أكثر الاماكن قوة لعكس الواقع المؤلم و الصعب. في المخيم كانت تعيش الفئة المشردة من بيوتها التي تم احتلالها, مكانٌ موحل يعيش فيه السكان في خيمة أشبه بكوخ صغير, مكون من غرفة واحدة مقسومة بحائط تنك. يتجمد السكان من البرودة القارصة و الأمطار التي تخترق الجدران في الشتاء. و كان الكاتب قد ذكر العمارة و وظيفة ام سعد في تنظيف بيوت الآخرين, و ذلك لإظهار الفقر و الصعوبات التي تضطر الأمهات و كل الفلسطينيين في المخيمات التعايش معها بسبب الاحتلال.
الغايات و المقاصد:
ام سعد, كان ما تسعى إليه في الرواية هو عدم السقوط امام الاعداء او اظهار اي ضعف, بل البقاء قوية و التشبث في أمل الانتصار, كما ارادت ان تعيش و ابنائها أحراراً و أن تنتصر فلسطين و لو كان ذلك بالفداء بنفسها و ابنائها. كانت تكافح ليل نهار بهدف الحصول على لقمة عيش نظيفة دون تناول حق احد. أما هدف الكاتب من هذه الشخصية كان أن تمثل جميع الأمهات الفلسطينيات, من ناحية المقاومة كما حرقة إرسال الابن للقتال, فلم يعلن اسمها او مواصفاتها الخلقية. كما رأى فيها السمات التي يجب أن تتحلى بها جميع الامهات المضحيات في سبيل الوطن, فكانت قد تحلت بعطف الام و مقاومة و تضحية مواطنة فلسطينية, و كانت بذلك أيضا قد مثلت قدوة و رسالة مقاومة لكل أم فلسطينية.
سعد, شارك بعض غايات امه, فكان من ما يسعى اليه هو تحقيق الانتصار لوطنه و عدم الخضوع للعدو. و كان منذ البداية, يريد الالتحاق بالفدائيين و عدم ترك اصدقائه وحدهم, كما اراد رفع راس امه. غاية الكاتب من هذه الشخصية كانت كجزء رئيسي اثبات و دعم قضية الأم الفلسطينية, فكان ما ضحت به أمه لأجل الوطن. و أراد أن يوصل شجاعة, مقاومة و عدم خضوع سعد لكل الشباب و الرجال في فلسطين, ليفعلوا المثل و يسرعوا للدفاع عن وطنهم دون تردد.
غسان كنفاني, كانت الغاية من كونه راوي أحداث الرواية أن يظهر القضايا بمنظورها الحقيقي, و ذلك بكونه أحد شهود تلك الأحداث و بكونه قريب من الشخصية الرئيسية فيعرف تحليل مشاعرها. فذلك سيساهم في تقوية أقواله ودعم قضاياه بشكل افضل.
صاحب العمارة, كانت غايته ادخار أكبر عدد من النقود حتى ليرتين و لو كان ذلك بقطع أرزاق الاخرين. الناطور, كانت غايته الحفاظ على وظيفته و لو كان بخداع الناس و إخفاء الحقائق, و لو كان ذلك بالسكوت عن الحق. المرأة اللبنانية, كانت غايتها توفير لقمة العيش لها و لابنائها الاربعة. و غاية الكاتب من هذه الشخصيات هي تجسيد البخل و ضحاياه, فجسد صاحب العمارة البخلاء, مثل الناطور الصامتين عن الحق و التابعين للغير دون مبادئ, و مثلت المرأة ضحايا البخل و البخلاء. وكانت الغاية من رواية هذا الحدث إظهار الحقيقة و ارسال رسالة للقارئ.
ليث, كانت غايته دعم اصدقائه و جميع المقاومين بالانضمام للفدائيين, و أراد أن يحتفظ بمبادئه رافظاً طلب المساعد من خائن. فضل, غايته كانت نصر الوطن فحارب مع الفلاحين على الجبل, كما كانت ثاني غاياته أن يُقَدَرَ الأشخاص الذين يستحقون التقدير. عبد المولى, كانت غايته الحصول على تقدير الناس, المراتب العليا و حماية نفسه من أي خطر, إن كان شخصاً أو كان العدو, ولو كان بالتضحية بالوطن. روى الكاتب حكاية هذه الشخصيات لعكس قضية اخرى, الخيانة, و التي مثلها عبد المولى. ذهب ضحيتها ابناء الوطن و التي تمثلت في فضل, اما ليث, فقد مثل القدوة و الرسالة فعلى الفلسطينيين عدم الخضوع للخونة ابدا و التمسك بمبادئهم.
الافندي, كانت غايته الحصول على الأخبار و إرضاء فضوله. أما الكاتب, فقد أضاف هذه الشخصية لعكس الناس الفضولية و ازعاجهم. كما ذكرت ام سعد ان الافندي والآخرين أرادوا عودة سعد لمعاقبته.. غاية الكاتب هنا عكس الفئة الجبانة من الناس التي تفضل الاختباء, حماية نفسها و الخضوع عوضاً عن المقاومة فتحاول جر الآخرين معها في هذه الحفرة العميقة.
ابو سعد, كانت غايته كغاية أي مواطن في المخيمات, الحصول على لقمة العيش. لكن ما كان دوما فاقده هو أن يكون للحياة طعم. سعيد, كانت غايته كغاية امه و اخيه سعد, المقاومة و القتال, اراد ان ينشر هذه الأفكار لمن حوله في المخيم كذلك. غاية الكاتب كانت إظهار آثار الحرب و الاحتلال على الناس, فقد كان أبو سعد رجلا مهملا لعائلته, فظ الأسلوب, فاقد طعم الحياة بسبب الهموم و المشاكل التي أتت بها الحرب. ثم عبر سعيد, أراد الكاتب عكس ان المقاومة تعطي للحياة طعماً, و أن علينا التشبث بالقوة و المقاومة منذ الصغر, كما ان شخصاً واحد يمكن بقوة مقاومته و تشبثه بالأمل أن يقوي من حوله و يبعث فيهم القوة.
استخدم الكاتب ثلاث أنماط كتابية; الوصفي, السردي والحواري.
الوصفي: مثال على ذلك وصفه لأم سعد, حين قال أنها امرأة حادة, قوية كما لا يستطيع الصخر, صبورة كما لا يستطيع الصبر, تمشي بشموخ. كانت الغاية الأولى للكاتب من كتابة هذه الرواية هي ايصال معاناة الأمهات الفلسطينيات, فحقق هذه الغاية بإيصال صورة يمكن لقارئ تصورها, كوصف المخيم; مكانٌ موحل يعيش فيه السكان في خيمة أشبه بكوخ صغير, مكون من غرفة واحدة مقسومة بحائط تنك .. كما كان في كثير من الأحيان يصف مشاعر أم سعد التي لم تتمكن هي من وصفها مثل; رأيت دمعاً في عيون لا حصر لها, دموع الخيبة و اليأس و السقوط و الحزن و المأساة و التصدع.
السردي: مثال هو: ص43, جاءت طائرة, مطلية باللون الأسود, وحلقت على علو خفيض, و أخذت تزخ رصاصها على الشارع… اُستعمل السرد حين الاحداث لم تتوفر في الحوار ولم يكن بالإمكان وصفها. ساعد السرد في ذكر التفاصيل التي يمكن أن تؤثر على مشاعر و تعاطف الكاتب, مثل " الناطور.. و ليرتان فقط", حيث ان ام سعد اخذت تبكي بعد أن أعادت للمرأة و ذلك من قسوة الموقف و بخل الناس و كيف ذكر في "الذين هربوا والذين تقدموا" أن أم سعد تعمل ليل نهار في التنظيف لتوفير لقمة عيش لها و عائلتها. كما ساعد في مواكبة سير الأحداث دون تشويش و الاطالة التي قد تحدث لو كانت سُردت في حوار.
الحوار: احتل الحوار اغلب الرواية. استعمل الكاتب هذا النمط من الكتابة لأسباب مثل لتفادي الملل القادم مع السرد المتواصل, فمع أن الهدف من الرواية ليس المتعة إلا أنه يجب عليها جذب القراء لإيصال الرسالة لأكبر عدد من الناس. كما أن الحوار يوفر رابط تواصل بين الشخصيات ببعضها و بالقارئ, فيساعد على فهم الأحداث افضل و في إيصال مشاعر الشخصيات بشكل أقوى. مثال على ذلك, قال ام سعد: " بكينا أكثر مما طافت المياه في المخيم ..", كون الشخصية التي عاشت الأمر و الشعور قالته بنفسها يوضح, يوصل و يستعطف القارى اكثر من لو أن المشاعر سُرِدت.. وذلك ساند الهدف الاول, إيصال معاناة الأم الفلسطينية.
أما الهدف الثاني, و هو ايصال رسالة مقاومة, هكذا حققها الكاتب;
الوصفي: وصف الكاتب قوة أم سعد رغم الظروف الصعبة, كما وصف عناد و مقاومة سعد القوية ضد الاعداء. ثم وصف أيضا شعور و فرحة ابو سعد حين رأى ابنه, سعيد, في ساحة المخيم يحمل السلاح ويقاتل معلماً الآخرين كيفية المقاومة و المحاربة, وفهم حينها أن الحياة بالمقاومة.. يصبح لها طعم.
السردي: ساند الهدف الثاني, مثل "في قلب الدرع" بسرد وقوع سعد واصدقائه في الحصار إلا أنهم لم يستسلموا. و في "البنادق في المخيم" بسرد ما كان يفعله سعيد الساحة و حركاته القتالية; أخذ سعيد يتقدم خطوة خطوة نحوه خصمه.. تجنب سعيد ضربة الحربة و انتزع البندقية بلمح البصر من بين يدي غريمه الطفل.. ثم سرد رد فعل الناس, أم و أبو سعد; أخذ الناس يصفقون و يطلقون الزغاريد و معهم ام سعد, و كيف ضغط ابو سعد بود على كتف ام سعد.. من ما يعبر عن فرحتهم بالمقاومة و القتال لاسترداد ما هو لهم ( الوطن ).
الحوار: ساعد الحوار بإيصال كلا القوة القادمة مع المقاومة; " ماذا يا أم سعد؟ هل وقعت؟" فقالت ام سعد " وقفت؟ ام سعد لا تقع. لماذا؟ ". والفرحة القادمة مع المقاومة; ( البنادق في المخيم) و فرحة ابو سعد و هو ينظر لسعيد يقاوم, "انظري… اترينه؟ انه سعيد.. اترينه؟ راقبيه جيدا... ". حتى أن الحوار بين ابو سعد و الرجل العجوز, متفاخرا بكون أبنائه من المقاومين, يعبر عن السعادة.
من ما يوصل للقارئ رسالة.. " المقاومة قوة و سعادة"
كانت كلا من جودة الرواية و سلامتها رائعتين, غسان كنفاني كاتب معروف, كتب العديد من الروايات. كما أن أسلوبه في الكتابة جذاب مع ان المغزى انساني. كما أنه قسم الرواية لأجزاء لان كل منها له قصة و مغزى, و ذلك لمساعدة القارئ على فهم الأحداث و المغزى; مثل "الناطور.. و ليرتان" و "الذين هربوا والذين تقدموا"
الا انني عانيت قليلا من وضوح بعض الأحداث و المغزى منها. فمثلا في "ام سعد تحصل على حجاب جديد" قصة الأفندي الذي يسأل عن سعد دوما.. وقول أم سعد أنهم ينتظرون عودة سعد لمعاقبته. أصابني تشويش حول ان كانت تتحدث عن الأعداء, الذين يخافون المقاومة في المخيم, ام من..؟ فتمنيت لو ان الكاتب وضح كلامه هنا.
اخيرا, كون الاحداث و طريقة كتابتها جذابة. في بداية حديثي, ارغب في ذكر أن المغزى و الغاية من كتابة هذه الرواية ليس متعة القارئ, بل مغزى إنساني في توضيح معاناة الأمهات الفلسطينيات والفلسطينيين عامة, و ايصال رسالة مقاومة. و مع ذلك فقد خلق التعدد في الأنماط الكتابية و اختلاف القصة والرسالة في كل جزء من الرواية غموضا و مشاعر مختلفة سحبتني لقراءة الجزء التالي, مثل قصة فضل و عبد المولى, كما للتعاطف مع الشخصيات, مثل أم سعد حين لم تتمكن حتى من تودعة إبنها الذاهب للمقاومة. و ذلك أفاد المغزى الرئيسي برأيي, فكون الرواية جابة "ليس ممتعة", يجذب قراء أكثر و يوفر وصول الرسالة المرادة لأكبر عدد من الناس.
الصراع في الرواية:
الصراع في الرواية كان كل من داخلي و خارجي.
فمثلا، صراع أم سعد مع نفسها حين ذهب سعد للقتال كان صراعاً داخليا. نرى هنا أن أم السعد "الام"، التي تحن و تخاف على أولادها فلا تريدهم أن يتأذوا، تتجادل مع أم سعد "الفلسطينية"، التي تعرف انه يجب عليها أن ترسل ابنائها للقتال مع الفدائيين و الدفاع عن وطنها و أن تبقى قوية فإن المأخوذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
مثال آخر، ذهاب سعد للقتال مع الفدائيين، فهنا نرى أن سعد يحارب خارجيا.. مع شخص او اشخاص اخرين و الذين يكونون الأعداء المحتلين. فحين يكون القتال بين شخصين مختلفين، و ليس مع الشخص و نفسه كما كان بين ام سعد و نفسها، فيكون صراعاً خارجياً.
اخيراً، أظن أن كلا الصراعين كانا مهمين في الرواية. فكل منهما شرح أهمية وصعوبة الآخر و ساهم في إيصال القضية و توضيحها اكثر للقارىء. فمن الواضح ان القضية الاساسية هي القضية الفلسطينية و الام الفلسطينية، وأهمية القتال و القوة و عدم الاستسلام، فذهاب سعد للحرب مثلا وضح اهمية التضحية و الذهاب للقتال والمقاومة، ثم وضح صراع أم سعد الداخلي صعوبة تضحية الأم الفلسطينية بأبنائها وفي نفس الوقت أهمية ذلك…
هل انتهى بحل..
يمكنني القول ان الصراع انتهى و لم ينتهي في نفس الوقت، فقد فهم و اقتنع ابو و اسم سعد، و حتى الذين في المخيم أنه يجب عليهم القتال والتضحية حتى لو كان الامر صعبا و أن الحياة بلا طعم تحت الانصياع و الاحتلال و الضعف.. لكن الاحتلال لن ينتهي لاقتناع فئة قليلة فقط، بل يجب على كل فلسطين، القراء و الوطن العربي أن يفهم و ينفذوا. و حتى لو اقتنع الجميع، سيظل الصراع قائماً، فالأم التي ترسل ابنها للحرب.. لا ترتاح و يهدأ لها بال الا بعودته سالماً، و لو كانت فاعلةً ذلك بقناعة.
أما الصراع الثاني، الخارجي و الذي يكون الحرب بين أبناء فلسطين و العدو، فهم صراع لن ينتهي إلا باسترداد فلسطين كل حبة رمل من ارضها و بذهاب المحتلين دون بقاء واحد منهم.. و هو ما لم يحدث حتى الآن، لكن الفلسطينيين مازالوا يقاومون و يسعون لذلك دون فقدان الأمل.
القضية المطروحة و رسالة الكاتب:
القضية المطروحة في الرواية هي القضية الفلسطينية فنرى كيف تحدث عن الفدائيين و الفلسطينيين الذين هم بلا بيوت تأويهم من البرد، بل يعيشون في مخيمات بجدران ضعيفة و غرف ضيقة بالكاد تكفيهم. و تحدث عن قضية الأم الفلسطينية بالتحديد، و التي مثلتها أم سعد.. دون ذكر اسماء، بكل قوة و طرحت الصراع بين الام و نفسها باعتبار كل من ابنها و وطنها. و كانت هناك العديد من القضايا المرافقة المطروحة التي استندت على القضية الرئيسية، مثل الخيانة كخيانة عبد المولى التي كانت تحت ظروف الاحتلال الصعبة، إلا أنها مازالت دون مبرر. و قضية الجشع التي عبر عنها صاحب البناية والتي ساندت القضية الرئيسية فعبرت عن كيف يعيش البعض محافظين على القرش الواحد حين أن البعض يعيش في مخيمات، مشرداً دون مأوى.
أما الرسالة التي أراد الكاتب توجيهها، فهي باختصار.. رسالة مقاومة. فحين روى لنا الكاتب عن سعد وأم سعد اراد أن يقول "قاوموا" و حين روى عن أبو سعد، اراد ان يقول "الحياة دون مقاومة.. بلا طعم". و اراد ان يوصل انها صعبة، لكي لا يتفاجأ البعض حين يحاولون المقاومة، شانين انها سهلة، بان المقامة تضحية و صراع غير منتهي بين الشخص و نفسه ومع الآخرين الذين يحاولون فرض رأيهم و قوتهم عليهم. فقاموا بقوة.
رأيي في الرواية:
اولا و قبل كل شيء، نظرت لمغزى الرواية. كانت لتوصيل رسالة وطرح قضية و لم تكن لمتعة القارىء و سرد قصة خيالية بنهاية سعيدة. و بناءً على ذلك.. اعجبتني. اعجبني اولا، ان الكاتب استخدم طرق عديدة في سرد الأحداث، كوصف الشخصيات و الاماكن و المشاعر، و الحوارات التي سردت الأحداث… فلم يجعلني افقد التركيز بين السرد المتواصل بنفس الطريقة و ذلك مهم لجذب القراء و انتشار الرسالة. ثانيا، اعجبنى كون الرواية واقعية، فكانت كل من الشخصيات، الأحداث، و النهاية واقعية… لم يكتب الكاتب رواية خيالية، وذلك لإقناع القراء أكثر و تعيشهم الواقع. كما لم يضع للرواية نهاية نظرا لكون القضايا المطروحة و الصراع الحاصل لم ينتهي بعد، و كان ذلك ما اعجبني بالخصوص كوني لا أحب النهايات السعيدة التي تكذب على القارئ وتجعله يعيش في عالم الخيال و الآمال ليُصدموا بالواقع المر. بذكر ذلك، كانت النهاية نهاية سعيدة بكون ابو سعد و الذين في المخيم اقتنعوا بالقتال و المقاومة لكن دون نهاية واضحة لأي من القضايا المطروحة كقضية الاحتلال.
حتى انني احببت شخصية أم سعد القوية التي مثلت الأمهات الفلسطينيات، و اشعرتني اني يجب ان ابقى قوية و لا استسلم للعدو او في اي من مجالات الحياة و مشاكلها. و ذلك كان بوصف الكاتب لشخصيتها الشامخة و افعالها كقيادة الذين في المخيم وقت احد الهجمات من طائرات العدو.
اخيرا، التفاصيل.. الرواية نفسها و التي شرحت الم أحد الشخصيات، أم سعد و التي تمثل جميع الأمهات الفلسطينيات، بكل تفاصيلها و تشبيهاتها و تصوراتها، كأول جزء من الرواية حين أعلنوا في الراديو عدم نجاح محاولة من محاولات المقاومين في الانتصار، ثم دخول أن سعد بشموخ لكن تعابير متألمة.. ثم شرح كل فرحة، كتفجير احد سيارات العدو.. جعلني و بكل صدق اعيش الاحداث مع الشخصيات كما لو أنني كنت معهم.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
جامعة الموصل كلية الآداب / قسم اللغة العربية ماجستير اللغوية ...
أولا: تعريف الصحافة المتخصص ة تعرف الصحافة المتخصصة بأنها الصحافة التي تعطي أكبر قدر من اهتماماتها ل...
# نموذج أمن الوصول للشبكة - ملخص بسيط ده نموذج بيوضح كيف نحمي نظام المعلومات من الوصول غير المصرح...
• كانت النسبة الأعلى في سنة 2021 (1.75)، مما يعكس قدرة جيدة على تغطية الديون قصيرة الأجل بالأصول الم...
تعد مؤسسات التعليم حجر الأساس في تطوير المجتمعات، ومحركًا أساسيًا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتلعب...
2. المنظور البحثي والنظري ذي الصلة 1. تعليم العلوم الإنسانية والاجتماعية عالية الجودة لطلاب العلوم و...
كيف أنها قابلة للطي بشكل كبير، وربما تكون أكثر سماعات الرأس راحةً ارتديتها على الإطلاق. تحتوي على نظ...
في دليل جديد على استمرار حالة الانفلات الأمني وغياب سلطة القانون في مدينة تعز، نفذت مجموعة مسلحة عمل...
" الم " تقدم الكلام على البسملة. وأما الحروف المقطعة في أوائل السور, فالأسلم فيها, السكوت عن التعرض ...
اعتمدت المثالية على طرق التدريس التي تهدف إلى حشو عقول التلاميذ حشوا ميكانيكا بالحقائق والمعلومات ال...
المحور الثاني: الصلة بين القانون والعلوم الاجتماعية الأخرى أولاً: الصلة بين القانون وعلم الاقتصاد: ...
- قيام الحكومة على ثقة البرلمان. أي أنه لا يمكن أن للحكومة أن تستمر في ممارسة مهامها إلا بعد حصولها ...