Online English Summarizer tool, free and accurate!
تُركز هذه القطعة على مجمع خلقيدونية، الذي عقد في عام 451 م. بهدف بحث مسائل الإيمان، وتحديدًا، التنازع حول شخصية المسيح. حضر الإمبراطور مركيان وزوجته بوليكاريا هذا المجمع، إلى جانب أساقفة من جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
كان ديسقوروس، أسقف الإسكندرية، محور الخلاف. اتُهم بالإدانة غير العادلة لفلابيانوس، أسقف القسطنطينية، وبالعديد من المخالفات الأخرى. ورغم براءته من تلك التهم، انعقدت جلسة سرية من مجمع خلقيدونية وحكم على ديسقوروس بالإدانة في غيابه.
تُناقش القطعة أدلة براءة ديسقوروس، وتُسلط الضوء على عدم شرعية حكم مجمع خلقيدونية. تُشير أيضًا إلى أن هذا المجمع أسهم في انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية.
عاد الإمبراطور مركيان يبحث مع الأساقفة المتطوعين وزوجته بوليكاريا في أمر ديسقورس وكيفية التغلب عليه. وأخيرا استقر رأيهم على عقد المجمع في مكان بعيد عن العاصمة على أن لا يناقشوا ديسقوروس في أمر الأيمان إذ قد ثبت لهم أنه قوى الحجة بل يقتصروا على البحث في أمر الأساقفة المتطوعين ورسالة لاون وهكذا صدرت الأوامر الملكية في عقد مجمع خلقدونية – وانعقد المجمع في كنيسة القديسة أوفيمية وجلس الإمبراطور والإمبراطورة في صدر الكنيسة وعلى اليمين البابا ديسقوروس وأسقف أورشليم وكورنثية ومساعد أسقف مصر وحضر هذا المجمع أيضًا قضايا مدنيا لحفظ النظام والإشراف على الجلسات.
مدينة خلقدونية:
هي إحدى مدن آسيا الصغرى القديمة بنيت قبل الجيل السابع قبل الميلاد (685 ق. م.) على ساحل بثنية تجاه الموضع الذي بنيت فيه بعدئذ مدينة القسطنطينية.
ويبدوا أنها تخربت في القرن الثاني قبل الميلاد فانتقل سكانها إلى مدينة نيقوميدية غير أن يوستينيانوس عمل على إعادة بنائها وتعميرها وتخرَّبت ثانيةً أمام الفتح العثماني ويقال أن موضعها الآن قرية صغيرة باسم "قاضى قوة".
آباء المجمع المشهورين:
البابا ديسقوروس مع بعض أساقفة، بونيناليوس أسقف أورشليم، مكسيموس بطريرك إنطاكية، أتاطولبوس أسقف القسطنطينية، كما أوفد له ثلاثة نواب من الأساقفة.
عدد الأساقفة:
اختلف المؤرخون في عدد الأساقفة التي حضرت هذا المجمع فمنهم من قال 230 أسقف ومن قال إنهم بلغوا 620 أسقف.
مركيان وبولكياريا:
حرص الملك مركيان وزوجته بوليكاريا على حضور هذا المجمع ومعهما عدد كبير من أفراد حاشيتهما وكثير من الضباط والجنود.
في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 451 م. في كنيسة القديسة أوفيمية ألقى مركيان خطابه التقليدي الذي أوضح فيه أن غايته من حضور المجمع هو حفظ النظام.
لم يكد المجمع يبدأ حتى وقف باسكاستيوس نائب لاون في الوسط طالبًا عدم جلوس البابا ديسقوروس في مقدمة الآباء، بدعوى أنه قد جاء به إلى هذا المكان ليُدان! فسأله القضاة عمّا فعله البابا ديسقورس مخالفًا للقانون.. فقال: "لقد عُقِدَ مجمع أفسس الثاني بدون أذن كرسي روما". وإذا أدرك القضاة أن هذا ادعاء باطل لا قيمة له رفضوا مطلبه وقالوا له "أن كنت تُقام قاضى لا يَصِح أن تُدعى كالمشتكي".
ثم قام أوسابيوس أسقف دولاوس الذي عزله مجمع أفسس الثاني مع فلابيانوس لتمسكهما بالقول بطبيعيتين للسيد المسيح بعد الاتحاد وقدم شكوى مضمونها أن ديسقوروس حكم عليه وعلى زميله ظلما (أسقف القسطنيطينة) وهنا أوضح البابا ديسقوروس أن الحق سيظهر عند قراءة أعمال مجمع أفسس الثاني فوافق القضاة على ذلك ولم تمض فترة حتى دخل تاووربتوس النسطوري المقطوع أسقف تورس إلى المجمع طالبا الانضمام إلى المجمع بدعوة إعادته إلى كرسيه بأمر لاون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد أحدث هذا العمل شغبًا كبيرًا بين الآباء؛ فقد رفض الأساقفة، وحدثت أصوات كثيرة حتى وقف أحد القضاة وَهَدَّأ المجمع، وطلب استكمال أعمال المجمع. وبعدما انتهوا من تلاوة رسائل الإمبراطور الآمِرة بانعقاد المجمع، وبعد ذلك حدثت مناقشه حادة بين البابا وبعض الأساقفة فوقف أحد القضاة وطلب الهدوء وأستأنف الكاتب سرد بقية أعمال مجمع أفسس الثاني وما أن انتهى من قراءته حتى قال البابا ديسقوروس:
(يتضح مما تٌلِيَ على مسامعك أن الملك ثيئودوسيوس السعيد الذِّكر لم يكن يجهل الأمر، ولم أكن وحدي بل أشرف معي القضاة والأسقفين التقيين بوميتاليوس وتلاسيوس، فلماذا يُنْسَب إليَّ وحدي ما تم في أفسس، علمًا بأننا متساوون في السلطة، وأن ما أصدره مجمعنا من قرارات قد وافَق عليها جميع الأساقفة ووقعوا بأيدهم).
وهنا احتج أسقف أفسس مع بعض الأساقفة المحتجين من الشرق إنهم لم يوافقوا على قرارات المجمع السالف ألا مرغمين.... وأنهم وضعوا إمضاءاتهم على قرطاس ابيض وهم محاطون بالجنود شاهري السلاح.
فأجابوهم أساقفة مصر قائلين (كان جند الرب لا يرهب القوة التي لا تخيف غير الجبان).
وعند قراءة رسالة لاون سأل القضاة عن سبب عدم قراءة هذه الرسالة فقال: فى الوقت الذي أمر فيه الأب ديسقوروس تلاوة هذه الرسالة قدم إلينا كبير مكتبه في المجمع رسائل الإمبراطور ثيئودوسيوس فتليت كلها أما رسالة الأسقف لاون فلم تقدم إلينا بعدئذ ولم يذكرنا بها أحد وقرأ الكاتب اعتراف أوطاخي الذي قدم لمجمع أفسس الثاني ومصادقة الأساقفة على أرثوذكسيته، ومن بينهم باسيليوس أسقف سالونيا. غير أن هذا الأسقف أنكر مصادقته على ذلك، فتألَّم البابا لكذبه، وقال: "لست أدرى ما الذي يدعو باسيليوس إلى الإنكار، وهو يعلم إنه إنما صادَق مع تعليم صحيح قدم إلينا"، وأنكر هذا الأسقف أقوال كُتِبَت عنه. ولعل الأساقفة الذين اعترضوا البابا ديسقوروس تأثروا من كلامه وقوة حجته وبراهينه، فلم يجدوا بُدًّا من التسليم وقالوا أمام المجمع: "أخطأنا ونطلب الغفران".
فسألهم القضاة عن سبب معاملتهم للبابا ثم رجوعهم، فقالوا مرة أخرى: "أخطانا ونطلب الغفران".
عندئذ قرر رفع الجلسة على أن تستأنف بعد خمسة أيام.
نلاحظ مما سبق أن قوة حجة البابا وبراءته جعلت نواب روما يحقدون عليه ويفكرون في حيلة للإيقاع به وقد فكروا في الأساقفة الخلقدونيين بأن يعقدوا جلسة سرية سريعة لا يحضرها القضاة ولا البابا ديسقوروس لكى يتمكنوا من إصدار الأحكام التي توافق أغراضهم الدينية. وهكذا عقدت الجلسة الثانية لهذا المجمع الزائف في اليوم الثالث انتهاء الجلسة الأولى أي قبل الموعد الذي حدده القضاة بيومين كاملين وكانت هذه الجلسة قاصرة على الأساقفة الشرقيين ومندوبوا أسقف روما أما أساقفة مصر والقضاة فلم يدعوا للحضور، ولكي يتأكدوا من عدم استطاعة البابا ديسقوروس حضور جلستهم هذه وضعوا حرسًا على باب بيته كي يمنعوه من الخروج إذا دعاه ذلك. والعجب في هؤلاء الأساقفة أنهم بعد أن عقدوا جلستهم أرسلوا في استدعاء البابا مع أنهم هم الذين أمروا الحرس كي يمنعوه من الخروج. وعندما جاء رسل المجمع ليطلبوه قال لهم: "أن الحرس يمنعوني من الخروج؟ لقد نظر المجمع في أمري فما الذي يريده المجمع الآن؟ هل يقصد أبطال ما حدث بحضور القضاة؟ أنني لا احضر ألا إذا حضر القضاة".
وعندما أرسلوا إليه مرة ثانية أصر على رأيه السابق.
الحكم الساقط:
وأخيرًا أصدروا حكمهم الزائف على البابا ديسقوروس في غيابه وغياب أساقفته، وفي غياب القضاة ونواب الملك. وقالوا في حكمهم الزائف: "لقد ظهرت وتحققت الأمور التي صنعها ديسقوروس، فقد قبل أوطاخي نجلا في ما أمر به القوانين.... واستخلص لذاته الولاية قهرًا... ولم يأذن أن تُقْرَأ رسالة لاون المُرْسَلة إلى فلابيانوس، وقد زاد أثمًا سيئاته الأولى فيما تجاسر وحَرَمَ لاون الحبر الأقدس صاحب كرسي كنيسة رومية"..... انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وقد دعاه المجمع ثلاث مرات بموجب القوانين الكنسية فخالف أمره وأبى السير إليه... فلأجل ذلك لاون الحبر الأقدس بواسطتنا..... قد قررنا نزع منه درجة الأسقفية وعزله عن خدمة الكهنوت، فالآن هذا المجمع المقدس يحكم في دعوي ديسقوروس بما رسمته القوانين.
صدور الحكم في جلسة سرية غير قانونية لانعقادها في موعد مخالف لما نص عليه المجمع في جلسته الأولى.
صدور الحكم عن هيئة لا تملك إصدارة ولا تمثل مجمعًا مسكونيًا وعامًا لعدم حضور الأساقفة الأرثوذكسيين ولعدم حضور القضاة ونواب الملك أيضا.
صدور حكم غيابيا رغم وجود المدعى عليه قريبا من مقر الجلسة.
جاء الحكم مشتملا على بعض تهم موجهه للبابا ديسقوروس ثبتت براءته منها في الجلسة الأولى بحضور المجمع في كامل هيئته إذ اعترف المدعيين قائلين: "أخطأنا ونطلب الغفران".
صدور الحكم تحت ضغط وتهديد نواب الأسقف الروماني لبقية الأساقفة الحاضرين.
لم يدع الأساقفة قط لا في أقوالهم ولا في حكمهم ولا في تهمهم المغرضة أن البابا ديسقوروس قد أنحرف عن التعليم القويم وابتعد عن الإيمان المستقيم وتلك هي المسألة الوحيدة التي تجيز الحكم على الأساقفة بالقطع وماداموا قد اثبتوا براءة البابا ديسقوروس منها فحكمهم ساقط بالبداهة.
أظهر البابا ديسقوروس رغبته في قراءة عقيدة الخلقيدونية الإيمانية فأرسلوها له فقرأها أمام كثير من الأساقفة إذ وجدها مخالفة لأقوال البيعة المقدسة كتب على هامش الكتاب ما يخالف تعاليمها. كما كتب يحرم كل من يتجاسر على تغيير العقيدة الأرثوذكسية الصحيحة ويتلاعب بقوانين المجامع المسكونية. وما أن تسلموها ورأوا حرم البابا حتى أسرعوا إلى الملك يعلمونه بما فعله البابا فاغتاظ مركيان وعزم على قتله ولكن أدرك خطورة تنفيذ ذلك فعدل عنه واكتفى بنفيه على جزيرة غاغرا Gagra "بالقرب من شواطئ أسيا الصغرى" وهكذا انفض خلقدونية المشئوم الذي ترجع إليه سبب شق الكنيسة الجامعة المقدسة. وظل البابا ديسقوروس في منفاه خمس سنوات صحبه فيها اثنان من الأساقفة ورئيس شمامسته بطرس وسكرتيره ثيئوبيتوس وعندما أراد الأنبا مقاره أسقف أدكو مشاركة باباه في منفاه طلب إليه أن يرجع إلى مصر حيث ينتظره إكليل الشهادة، وقد تمت بالفعل نبؤه البابا ديسقوروس باستشهاده بعد عودته إلى مصر بفترة قصيرة على يد جنود مركيان الإمبراطور الروماني. وكان نفى البابا إلى غاغرا Gagra بركة كبيرة لأهلها الوثنيين إذ ردهم إلى الإيمان المسيحي بعد أن شفى مرضاهم وأغاث من كانوا في حاجه وظل على هذا الحال حتى انتقل إلى عالم المجد سنة 457 م.
بعد وفاة ثيئودوسيوس الصغير دون خلف شرعي وزواج أخته الراهبة من مركيان أحد قواد الملك أشير على الإمبراطور الجديد من بعض الأساقفة كى يحضر ديسقوروس ويحاول التأثير عليه لعله يقبل التعليم الجديد ويصفح عن الأساقفة المبتدعين وعندما حضر البابا إلى القسطنطينية بناء على دعوة الإمبراطور وجد ضمن الحاضرين المدعوين أناطوليوس أسقف القسطنطينية ومكسيموس أسقف إنطاكية ويوسيناليوس أسقف أورشليم ومرقس أسقف أفسس وثلاث من الأساقفة المقطوعين. ولما جلسوا بدأ أحد الأساقفة في مخاطبة البابا ديسقوروس في حضور الإمبراطور والإمبراطورة لكي يذعن لرغبة الإمبراطور والإمبراطورة ولا يخالفه لكي يبقى في منصبه وإذ أدرك البابا أنها مؤامرة لكي يتخلصوا منه شخصيًّا ويتخلصوا من مبادئه القويمة المناهضة لنسطور فوقف في وسطهم قائلًا "أن الأيمان لهو في غاية الكمال ولا يعوزه شيء من الإيضاح وهو مقرر ومثبت من الآباء أمثال أثناسيوس وكيرلس وغيرهم وأن القيصر لا يلزمه البحث في هذه الأمور الدقيقة بل ينبغي له أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها ويدع الكهنة يبحثون عن الإيمان المستقيم فإنهم يعرفون الكتب وخيرًا لهُ ألا يميل مع الهوى ولا يتبع غير الحق".
فاندهش الجميع من جرأته وهنا قالت الإمبراطورة بوليكاريا "يا ديسقوروس لقد كان في زمان والدتي أفروكيا إنسان قوى الرأي مثلك -تقصد القديس يوحنا ذهبي الفم- وأنت تعلم أنه لم يرى خيرًا من جراء مخالفتها وأنى أرى أن حالك سيكون مثله" فأجابها بكل شجاعة وهدوء: "وأنت تعرفين ما جرى لأمك نتيجة لاضطهادها لهذا القديس وكيف ابتلاها الله بالمرض الشديد الذي لم تجد له دواء ولا علاج، إلى أن وصلت إلى قبره -بناء على مشورة الكهنة- وبكت وطلبت منه الحل والصفح فلما غفر الله لها عوفيت، وهاأنذا بين يديك فافعلي ما تريدين وستربحين ما ربحته أمك". فكان كلامه كالصاعقة على الإمبراطور والإمبراطورة والأساقفة حتى المصريين منهم.
فلم تتمالك الملكة نفسها وصفعت القديس الجريء في الحق صفعه شديدة اقتلعت له ضرسين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وما أن رأى الحراس ثورة ملكتهم حتى انهالوا على القديس ضربًا وطعنًا رغم شيخوخته ونتفوا له شعر لحيته والعجيب أنه أثناء ذلك كله كان صامتا محتملا ناظراً إلى فوق وهو يقول: "من أجلك نُمَات كل النهار" وبعد تلك الجلسة جمع شعر لحيته وأضراسه وأرسلها إلى شعبه في الإسكندرية مع رسالة يقول فيها:
"هذه ثمرة جهادي لأجل الإيمان، أعلموا أنى قد نلت آلاما كثيرة في سبيل المحافظة على أمانة آبائي القديسين. أما أنتم الذين أيمانكم على صخرة الأيمان القويم فلا تخافوا السيول الهراطقية ولا الزوابع الكفرة".
اجتهد أسقف روما وأتباعه من الأساقفة في أن يتهموه عدة اتهامات ظانين أن ذلك يُضْعِفهُ وَيُخِيفَهُ، ولكن على العكس كان يجاوبهم بكل جراءة واحترام.
وتلك هي الادعاءات والرد عليها:
أولا
وبدون علم أسقف روما انفراده بعقد مجمع أفسس الثاني ورئاسته، وقد طلبوا بناء على ذلك خروجه من المجمع.
الرد:
إذا كان الأمر كذلك ولم يعلم أسقف روما فمن الذي بعث بنواب روما الثلاثة الأسقف يوليلنوس والقس راناد والشماس أيلاريوس. ومن الذي كتب رسالة لاون وإذا لم يحضر أسقف روما لما قلل ذلك الأمر من أهميته. وأن الملك هو الذي دعا لعقد المجمع
وليس البابا ديسقوروس. والذي رأس المجمع هو الملك وقد ولى معه يونبياليوس أسقف أورشليم وكلاسيوس القيصري كما هو ثابت من المراسيم الملكية.
ثانيا
ادعوا على البابا ديسقوروس ادعاءات، ومضوا في المجمع على ورقة بيضاء.
الرد
وهذه تهمه هزيلة باطلة تنقصها أعمال ذلك المجمع نفسه وإيذاء ذلك قالوا في الجلسة الأولى "أخطأنا ونطلب الغفران" ومن الغريب أيضًا أن يرى المؤرخين الكاثوليك أنفسهم يقرون في كتبهم ضعف هذا الادعاء.
ثالثا
قالوا أيضًا أن الأب ديسقوروس لم يأمر بقراءة رسالة لاون أسقف روميه في المجمع (أفسس الثاني) بل قد أخفاها وهذا غير صحيح حيث أن البابا طلب قراءتها ثلاث مرات وأعترف بذلك يوبينانوس أسقف أورشليم عندما سأله القضاة عن رأيه فقال "أن الأب ديسقوروس أمر بقراءتها".
الرد
العجيب في هذا الأمر أن يتمسكوا هؤلاء بتلك الرسالة التي في الواقع هي رسالة نسطورية بعيده عن الحق إذ جاء فيها ما نصّه "الكلمة يفعل ما يختص به الكلمة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). اللحم يفعل ما يختص به اللحم؛ فالواحد من المذكورين يبهر بالمعجزات والأخر ملقى للإهانات.
"وحقًا يأتي المسيح الاثنين الإله والإنسان" فكان الأجدر بهم أن يعملوا على إخفاء تلك الرسالة حتى لا تظهر سقطاتهم.
رابعًا:
قال المدعين أيضًا أن كَتَبَة ديسقوروس كتبوا وحدهم محضر أعمال مجمع أفسس الثاني وغيَّروا فيه.
الرد
قال البابا ديسقوروس أن كل واحد من الأساقفة كان له كَتَبَة، فكتبتي كتبوا نسختي، وكل من كَتَبَة يوبيناليوس وتلاسيوس كتبوا نسختهم، وكذلك باقي الأساقفة الآخرين. وصدَّق أسقفيّ أورشليم على قول ديسقوروس.
خامسًا:
وقف أحد الأساقفة الخلقيدونيين المدعو "أوسابيوس" وطلب من القضاة أن يسألوا الأب ديسقوروس عن سبب مَنْعه من دخول المجمع.
الرد
فقال البابا: أسألكم أن تقرئوا شهادة "البيديوس" القائد (مندوب الملك) الذي منعه بأمر الملك. وأكد ذلك يوبيناليوس أسقف أورشليم، وأمر القضاة بقراءة أعمال المجمع في الأمر الملكي الذي أشار إليه الأب ديسقوروس. والغريب أنه بالرغم من اعتراض هؤلاء الخلقيدونيين على البابا، نراهم يسمعون للأسقف تيادريتوس النسطوري المقطوع بالحضور في مجمع خلقيدوني، الأمر الذي جعل البابا يصيح فيهم قائلًا "انتم تسلبونني كأني تعديت القوانين، فهل أنتم تحفظون القوانين عند دخول تاودرينوس؟!"
سادسا:
اعترضوا على البابا لتبرئته لأوطاخي في مجمع أفسس الثاني مدعين أنه يماثله في العقيدة. وأننا نعرف أن المجامع المسكونية لا تصدر أحكامها على المبتدعين ألا بعد أن تتأكد عدة مرات من أنهم مُصِرّين على التمسك بأقوالهم المناقضة للأيمان السليم. وكانوا يتمنون أن يعود المبتدعين للحق. وقد ناقش البابا أوطاخي في عقيدته فأقر واعترف بالإيمان السليم أمام الآباء. ثم قدم للمجمع صوره أيمانه مكتوبة بخط يده وإذ بها أرثوذكسية صحيحة. كان على الخلقيدونيون أن يعترضوا لو أنهم رأوا في الاعتراف لأوطاخي ما يخالف القانون أما أوطاخي فقد عاد إلى بدعته ثانيه بعد تبرئته. وهذا لا دخل للبابا ديسقوروس فيه؛ إذ كان من الممكن أن تُعاد محاكمته في مجمع آخر. ولا ننسى أن لاون أسقف روما قد انخدع في أقوال أوطاخي، كما انخدع آباء مجمع أفسس الثاني ولاون نفسه الذي أرسل رسالة إلى المجمع يثنى فيه على عنايته بأمر الأيمان ويدعوه فيها بالابن القس العزيز.
St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
سابعًا:
قالوا أخر ما عندهم وهو أن البابا حكم على فلابيانوس بطريرك القسطنطينية ظلمًا.
ولكن عندما تقرأ أعمال المجمع ترى أنه لم يحكم عليه ظلمًا حيث أنه سقط في هراطقة إذ قال بطبيعتين بعد الاتحاد وهو يفند بدعة أوطاخي وحاول الأساقفة إقناعه لكنه تمسك بأقواله.
والنتيجة التي نستخلصها من كل ما سبق في هذا الفصل أن البابا ديسقوروس برئ من كل هذه الاتهامات. ومن كل ما نُسِبَ إليه في مجمع خلقيدونية الزائف.
ومن كتابات الكنيسة الغربية نفسها يتضح لنا سلامة وصحة عقيدة البابا ديسقوروس وحفظه للأمانة الأرثوذكسية.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
دراسة ظاهرة المقاومة المكتسبة فى الفطريات نتيجة استخدام المبيدات الفطرية دراسة تأثير نظم الرى المختل...
الأربعون الآن وصلت إلى قمة هرم الحياة، والآن بدأت أنحدر في جانبه الآخر، ولا أعلم هل أستطيع أن أهبط ب...
Morocco has recently been making huge preparations to host the African Cup of Nations in 2025 and th...
The Romantic movement, which emerged in the late 18th and early 19th centuries, transformed literatu...
تتركز رؤية القسم على تطوير تقنيات متقدمة للتشخيص المبكر والدقيق للأمراض البكتيرية النباتية، بالاستفا...
نفذ صباح امس الأربعاء موظفي وموظفات مؤسسة موانئ خليج عدن وقفتهم الاحتجاجية الرابعة امام محكمة استئنا...
.ركز أبحاث العلاج الجيني للصرع حاليًا على تخفيف الأعراض باستخدام ناقلات فيروسية مثل AAV، مع الاستفاد...
The book "Animal Farm" authored by George Orwell, written during the peak of World War II, functions...
قصة السلطة مع الزنزانة وقصة الشيخ عيسى المؤمن مع القضبان، قصتان تنفرد كل قصة بأرضها وبنوعها وبفرادته...
كلمة رئيس قسم بحوث ديدان اللوز "نعمل في قسم بحوث ديدان اللوز بجد وتفانٍ، مدركين الأهمية الاقتصادية ل...
تعد القيمة السوقية من المؤشرات الأساسية التي تعكس قوة المراكز المالية للمصارف ومكانتها في السوق ومدى...
[المتحدث 3] Hello, and welcome to today's PMI research webinar. And as mentioned, I'm Daniel Nichols...