خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
يُعدّ العلم عنصرا أساسيّا في الإصلاح حيث يسهم في تنوير العقل والفكر اللذين هما أساس العمل الإصلاحيّ سواء في ذلك في مرحلة النظر والتنظير أو مرحلة التطبيق والتجريب. يشدّد الإمام محمّد الخضر حسين على أهمّيّة الأمانة في العلم محورا رئيسيّا يرفع من شأن الأعمال ويعزّز من متانة العزم. كما يُعدّ الالتزام بالأمانة العلميّة ضروريّا للحفاظ على جودة البحث العلميّ وصدقيّته. يمكن القول إنّ العلم في كتاب محمّد الخضر حسين، يمثّل البوصلة التي توجّه المجتمع نحو مستقبل مستنير ومبنيّ على أسس معرفيّة راسخة، ويساهم العلم في تطوير خطاب جديد للتعليم والإبداع ويعزّز من قدرة المجتمع المدنيّ على التطوّر والتقدّم. في اعتقادنا هي كلّ علم ينفع الناس ويحقّق مصالح الفرديّة والجماعيّة بما يؤول عليهم بالخير والسعادة المحقّقين للتعايش السلميّ. ولكنّ المتوفّر في مدوّنة البحث جاء تحت عناوين من نوع: المحكم والمتشابه في القرآن الكريم " فلكلّ من المحكم والمتشابه معنى في أصل اللّغة، "
في العصور الأخيرة، جاء في التعريف بمشروع الخضر الإصلاحيّ وبيان منطلقاته ما يلي: "كلّ منطلقات الشيخ هي منطلقات إصلاحيّة، على العلوم الشرعيّة، إذ يعود التطوّر التاريخيّ لعلوم الشريعة إلى العصر الإسلاميّ المبكّر، طوّر هؤلاء العلماء مجموعة من التخصّصات، وعلوم الحديث، وقد تمّ تطوير هذه التخصّصات من خلال عمليّة صارمة من التفسير والنقاش، والتي تضمّنت تحليل المصادر النصّيّة وتطبيق المنطق. ولقد صرف محمّد الخضر حسين اهتمامه، وهو يبحث في السبل المؤدّية إلى الإصلاح من وجهة نظر معرفيّة، وخاض في التفسير والعناية بالحديث والفتاوى والأحكام والقوانين الإلهيّة، واتّخذ من الاجتهاد منهجا ووسيلة لاستنباط الأحكام والسنن والخوض في القضايا الحديثة والمستجدّة. وتطرّق إلى رجالات الإسلام وترجم لهم باعتبارهم نماذج جامعة بين الفكر العارف والفعل الباني للحضارة. فهم من هذه الجهة يمثّلون القدوة التي ينبغي الاحتذاء بها. وكان القرآن الكريم والسنّة النبويّة خير مصدرين من مصادر الشريعة، وفي هذا السبيل كانت رحلة حياته المباركة". يركّز الإمام على أهمّيّة الإخلاص في العمل والأمانة في العلم "فمدار الإخلاص أن يكون الباعث على العمل أوّلا امتثال أمر الله" . ويشدّد على أنّ الإخلاص يجب أن يكون الدافع الأساسيّ للعمل، وذلك امتثالا لأمر الله، أمّا الأمانة في العلم، لذيذ المطعم. " تضمّن نقل المعرفة بصورة صحيحة وتحفظ العلم من التحريف والتشويه. "فقيّض الله للسنّة النبويّة رجالا أشربوا في قلوبهم التقوى. فلا يروُون إلّا ما وثقوا من صحّته"
ينتقد الإمام أولئك الذين يتحدّثون في العلم بغير أمانة، مشيرا إلى أنّهم يضعون عثرات في طريق تقدّم الأمّة. لذلك تراه يشدّد على أهمّيّة النيّة الصافية والتزام الصدق والدقّة في نقل العلماء للعلوم. مثلا. ولمّا كانت العلوم التجريبيّة فرعا من فروع العلم عامّة، يتناول الظواهر الطبيعيّة من خلال التجارب والملاحظة، * علم الطبّ: كان الخضر حسين رغم باعه الكبير في علوم اللّغة والشريعة يتعاطى مع ما بلغه العلم إذّاك من المعارف الطبيّة المستجدّة، وله تعليقات على ألفيّة ابن سينا ، ثانيا. كما هو معلوم محكومة بالمناخ والمناخ موصول بالأفلاك، وهكذا دواليك. رأى الإمام الخضر حسين أهمّيّة الطبّ في الإسلام، فلئن دعا الإسلام إلى التّوكّل على الله والاعتماد عليه فإنّه دعا، واعتبر حسين الطبّ من أشرف الصناعات وأهمّها، فالإسلام يشجّع على حفظ الصحّة والوقاية من الأمراض. كما يعتبر الطبّ جزءا من الأسباب التي أذن الإسلام في تعاطيها، وهو من أهمّ الوسائل لكثرة النّسل وقوّة الأجسام. وذلك جميعه يصبّ في مشروع الإصلاح. فما ينفع إصلاح مع إنسان هالك عقلا وجسدا. أو صاروا من كبار أدبائها، في كتب طبقات الأطبّاء، منها: كتاب القانون، * علم التاريخ: آمن الإمام بأهمّيّة دراسة التاريخ الإسلاميّ بطريقة تجعله حيّا وذا صلة بالواقع، يُعتبر تأكيده ضرورة أن تكون الدراسة “حيّة واسعة” دعوة للنظر إلى التاريخ الإسلاميّ من منظور يربط بين الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي شكّلت الحضارة الإسلاميّة. والاعتداد بأسلافه، والطموح إلى ترسّم آثار السلف الصالح في التوثّب والنهوض، * علم الجغرافيا: لقد أسهم الخضر في العديد من المجالات العلميّة والدينيّة. ونظرا لأهّميّة العلم والمعرفة في الإسلام، فموقفه من تعلّم الجغرافيا كان يتماشى مع هذا النهج الشامل للعلم الذي يعود بالنّفع على الأمّة والمجتمع. والجدير بالذكر أنّ علم الجغرافيا تمّ إلغاؤه من قائمة الموادّ التعليميّة بمجرّد قدوم المحتلّ الفرنسيّ الذي لم يستبق سوى تدريس جغرافيا فرنسا وتاريخها. كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنّ فؤادي مركز لهم وهم *** محيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط وأهوائي إليه خطوط" . ففي هذا العلم بالمسالك والممالك إفادات غير منظورة وربّما غير مدركة عقلا. فهو، بحسب الخضر، ولكان، كذلك بالإمكان إدراجه ضمن مبحث العلوم التجريبيّة لأنّ فيع من التجريب الشيء الكثير. ألا ترى الخطيب وهو يعتلي المنابر يجرّب طرائق شتّى في التعبير اللفظيّ والإشاريّ ليكون تأثيره في المتلقّي أكبر وإقناعه له بآرائه أوقع. لم ينفكّ يشجّع على تعلّم الخطابة وتطوير مهاراتها لتحقيق التأثير والتواصل الجيّد في المجتمع. وقد يدرس علوم الأدب - بما فيها من علوم البلاغة- من لا يستطيع أن يكتب خطابا يُسيغه الذوق الصحيح. كذلك الرجل قد يدرس قوانين الخطابة، ويضيف إليها التضلّع من علوم اللغة وآدابها، ثمّ لا يكون له بعد هذا في الخطابة العمليّة جزء مقسوم" . إذ لا يكون الخطيب خطيبا فذّا وهو يجهل منافذ الحكمة ولا يقف على أبوابها يسائها. ويُظهر تقديرا لموقفهم من العلم، حيث يُشير إلى أنّهم لم يضطهدوا العلماء بسبب معارفهم، ولم ينهضوا بما عند الأمم الأخرى من علوم حكميّة وفلسفيّة؛ للعذر الذي أومأنا إليه، ولكنّهم لم يضطهدوا عالما لعلمه، ولم يقطعوا سبيل علم دون مبتغيه" . المبحث الثاني: التعليم: نتناول المسألة التعليميّة من خلال النظر في تجربة الخضر التعليميّة باعتبارها عيّنة دالّة على طبيعة المشغل التعليميّ يومها، ثمّ نعرض للفضاءات التعليميّة مثل المدرسة الصادقيّة وجامع الزيتونة وجامع الأزهر، ثمّ برامج التعليم ومقرّراته. أ- الخضر عيّنة ممثّلة للمشغل التعليميّ: وذلك من جهتين: جهة المتعلّم وجهة المعلّم. يندرج ذلك ضمن اعتباره أحد ملامح الإصلاح في المستوى المعرفيّ. لقد كان الخضر حسين عالما بارزا في التعليم الزيتونيّ والأزهريّ. إذ مثّل عيّنة حيّة لما كان عليه الشأن التعليميّ عصرئذ في تونس والبلدان المماثلة لها في مستوى التعليم والتعلّم، أي في حالة كونه طالب علم متعلّم، حيث أظهر تفوّقا في العلوم العربيّة والشرعيّة. بعد تخرّجه، أسّس مجلّة السعادة العظمى، أمّا انتقاله إلى جامع الأزهر في القاهرة فكان علامة فارقة على التعاطي المعرفيّ والتبادل العلميّ بين مؤسّسات التعليم الإسلاميّ يومها زيتونة تونس وأزهر مصر . شارك الخضر في تأسيس جمعيّة الشبّان المسلمين. ردّا على طه حسين ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق. ب- الفضاءات التعليميّة: وهي متعدّدة منها المدرسة الصادقيّة ومنها جامع الزيتونة، ومنها جامع الأزهر
يُعدّ العلم عنصرا أساسيّا في الإصلاح حيث يسهم في تنوير العقل والفكر اللذين هما أساس العمل الإصلاحيّ سواء في ذلك في مرحلة النظر والتنظير أو مرحلة التطبيق والتجريب. يشدّد الإمام محمّد الخضر حسين على أهمّيّة الأمانة في العلم محورا رئيسيّا يرفع من شأن الأعمال ويعزّز من متانة العزم. كما يُعدّ الالتزام بالأمانة العلميّة ضروريّا للحفاظ على جودة البحث العلميّ وصدقيّته. يمكن القول إنّ العلم في كتاب محمّد الخضر حسين، ولا سيّما رسائل الإصلاح، يمثّل البوصلة التي توجّه المجتمع نحو مستقبل مستنير ومبنيّ على أسس معرفيّة راسخة، ويساهم العلم في تطوير خطاب جديد للتعليم والإبداع ويعزّز من قدرة المجتمع المدنيّ على التطوّر والتقدّم. ومن العلوم التي ركّز عليها حسين العلوم الشرعيّة والتجريبيّة وعلم الخطابة.
أ- العلوم الشرعيّة: نتجاوز هنا إشكاليّة المصطلح لأنّ العلوم الشرعيّة، في اعتقادنا هي كلّ علم ينفع الناس ويحقّق مصالح الفرديّة والجماعيّة بما يؤول عليهم بالخير والسعادة المحقّقين للتعايش السلميّ. ولكنّ المتوفّر في مدوّنة البحث جاء تحت عناوين من نوع: المحكم والمتشابه في القرآن الكريم " فلكلّ من المحكم والمتشابه معنى في أصل اللّغة، ومعنى في عرف الشرع."
لقد لعبت العلوم الشرعيّة دورا مهمّا في تشكيل الفكر الإسلاميّ وتوجيهه في ممارسات المجتمعات الإسلاميّة حول العالم. وقد تزايد، في العصور الأخيرة، الاهتمام باستخدام العلوم الشرعيّة باعتبارها أداة لتعزيز الإصلاح والعدالة الاجتماعيّة. جاء في التعريف بمشروع الخضر الإصلاحيّ وبيان منطلقاته ما يلي: "كلّ منطلقات الشيخ هي منطلقات إصلاحيّة، كانت مبنيّة على النصوص التأسيسيّة، على العلوم الشرعيّة، على الفكر الدينيّ النيّر المؤسَّس على الاجتهاد والقيم السمحة" .
ومن المؤكّد أنّ للشيخ محمّد الخضر مرجعيّاته في ذلك. إذ يعود التطوّر التاريخيّ لعلوم الشريعة إلى العصر الإسلاميّ المبكّر، عندما بدأ علماء الإسلام في تطوير نظام قانونيّ وأخلاقيّ شامل يعتمد على تعاليم القرآن وسيرة النبيّ محمّد. ومع مرور الوقت، طوّر هؤلاء العلماء مجموعة من التخصّصات، بما في ذلك علم الفقه الإسلاميّ، وعلم أصوله، وعلوم الحديث، وقد تمّ تطوير هذه التخصّصات من خلال عمليّة صارمة من التفسير والنقاش، والتي تضمّنت تحليل المصادر النصّيّة وتطبيق المنطق.
ولقد صرف محمّد الخضر حسين اهتمامه، وهو يبحث في السبل المؤدّية إلى الإصلاح من وجهة نظر معرفيّة، إلى علوم الشريعة الإسلاميّة بفقهها وأصولها ومقاصدها واللغة العربيّة والأدب، وخاض في التفسير والعناية بالحديث والفتاوى والأحكام والقوانين الإلهيّة، واتّخذ من الاجتهاد منهجا ووسيلة لاستنباط الأحكام والسنن والخوض في القضايا الحديثة والمستجدّة. وتطرّق إلى رجالات الإسلام وترجم لهم باعتبارهم نماذج جامعة بين الفكر العارف والفعل الباني للحضارة. فهم من هذه الجهة يمثّلون القدوة التي ينبغي الاحتذاء بها. وكان القرآن الكريم والسنّة النبويّة خير مصدرين من مصادر الشريعة، بهما يستأنس وبهما يقضي في الأمور الدينيّة والدنيويّة. لقد "اتّخذ القرآنَ الكريم إماما، والسنّة النبويّة قدوة، وفي هذا السبيل كانت رحلة حياته المباركة".
يركّز الإمام على أهمّيّة الإخلاص في العمل والأمانة في العلم "فمدار الإخلاص أن يكون الباعث على العمل أوّلا امتثال أمر الله" . ويشدّد على أنّ الإخلاص يجب أن يكون الدافع الأساسيّ للعمل، وذلك امتثالا لأمر الله، وأنّ البحث عن مصلحة دنيويّة لا يقلّل من قيمة العمل الصالح. أمّا الأمانة في العلم، فيؤكّد الإمام أنّها تعدّ من أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها العالم "فالأمانة زينة العلم وروحه الذي يجعله زاكي الثمر، لذيذ المطعم." تضمّن نقل المعرفة بصورة صحيحة وتحفظ العلم من التحريف والتشويه. "فقيّض الله للسنّة النبويّة رجالا أشربوا في قلوبهم التقوى. فلا يروُون إلّا ما وثقوا من صحّته"
ينتقد الإمام أولئك الذين يتحدّثون في العلم بغير أمانة، مشيرا إلى أنّهم يضعون عثرات في طريق تقدّم الأمّة. لذلك تراه يشدّد على أهمّيّة النيّة الصافية والتزام الصدق والدقّة في نقل العلماء للعلوم. وها هنا مكمن التصحيح العلميّ. إذ لا يقدّم للنشء المتعلّم إلّا ما كان من العلوم صحيحا دقيقا مفيدا مناسبا لقدرات الأذهان على التلقّي المعرفيّ.
ب- علوم تجريبيّة: ومنها علم التاريخ وعلم جغرافيا وعلوم الطبّ، مثلا. ولمّا كانت العلوم التجريبيّة فرعا من فروع العلم عامّة، يتناول الظواهر الطبيعيّة من خلال التجارب والملاحظة، فإنّها يمكن أن تنسحب على عدد كبير من المجالات التي قد يقبل بعضها التفريع الداخليّ والتشعّب المعرفيّ. وذلك بحسب ما تتطلّبه احتياجات الإنسان وما يقتضيه العصر ومحدثات الأمور.
بالإضافة إلى ذلك، أسّس الشيخ محّمد الخضر حسين مجلّة “السعادة العظمى”، والتي تناولت موضوعات تربويّة واجتماعيّة. كانت هذه المجلّة منصة لتبادل الأفكار والتشاور بين العلماء والمثقفين و قد شملت العديد من المواضيع إذ تعد " أوّل مجلّة عربيّة تظهر في تونس، وكان يحرر أغلب مقالاتها، وينشر فيها مختلف المواضيع المتعلّقة بالشريعة والأخلاق، واللّغة والآداب، والتفسير، والفتوى، والرّحلات، إلى غير ذلك من المواضيع الهادفة إلى إصلاح المجتمع، وترقية المسلمين."
يُعتبر دور التكريم في الإصلاح عند الشيخ محّمد الخضر حسين جوهريًا ومحوريًا. فقد كان يرى أن تكريم العلماء والمصلحين يُعدُّ تقديرًا لجهودهم في نشر العلم والمعرفة، وهو بمثابة تحفيز لهم على مواصلة مسيرة الإصلاح والتجديد في المجتمع الإسلاميّ.
كان الشيخ يؤكد على أن العلماء هم القادة الحقيقيون للأمّة، وأن تكريمهم يُعزز من مكانتهم ويُسهم في رفع شأن العلم وأهله. ومن خلال تكريم العلماء، يُمكن تعزيز الوعي بأهمّيّة العلم ودوره في الإصلاح الشامل للمجتمعات.
وفقًا لأفكاره، فإن العلماء المكرمين يُصبحون قدوة للآخرين، ويُلهمون الناس للسعي نحو التميز والإبداع في مختلف المجالات. وبهذا، يُساهم تكريم العلماء في خلق بيئة محفزة على الإبداع والتطور، وهو ما يُعدُّ أساسيًا لأي عمليّة إصلاحيّة ناجحة.
لذا، يُمكن القول إن دور التكريم في فكر الشيخ محمّد الخضر حسين لا يقتصر على مجرد الاعتراف بالجهود، بل هو استراتيجيّة فعّالة لتحقيق الإصلاح الدينيّ والاجتماعيّ والثقافيّ في الأمّة الإسلاميّة و يبرز هذا في خطبة الأستاذ عبد المنعم خلاف في قوله "والواقع أنّ هنا مَنْ هم أحقُّ بالتكريم منا... فما يُكرم النبات لنموه وازدهاره، وإنما تُكرم الأيدي التي تعهدته وحاطته" .
كان الشيخ محمّد الخضر حسين، رحمه الله، شخصية بارزة في الفكر الإسلاميّ والتربويّ، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا للتواصل والتفاعل بين العلماء. في فكره، يُعد التراسل والتدارس بين العلماء أساسًا لتطوير المعرفة ونشر الوعي، وهو ما يُمكن أن يُسهم في إصلاح المجتمع وتقدمه. كان يرى أن العلماء يجب أن يتشاركوا في معارفهم وأفكارهم من خلال النقاشات العلميّة والمؤتمرات والمراسلات، مما يُعزز من روح الأخوة والتعاون في سبيل رفعة الأمّة.
وقد كان له دور فعّال في تشجيع الحوار بين العلماء من مختلف الأقطار، مؤمنًا بأن هذا التبادل المعرفيّ لا يقتصر على تنمية الفكر الفرديّ فحسب، بل يُساهم أيضًا في تعزيز الوحدة الفكريّة والثقافيّة بين المسلمين. ومن خلال مؤلفاته ومراسلاته، نجد أنه كان يحث العلماء على الاجتماع والتشاور، وتبادل الخبرات والمعلومات، مع الحرص على احترام الآراء المختلفة والتعامل معها بروح من البحث عن الحقيقة والتوصّل إلى الأفضل. "وأمنيتنا في تحرير هذا المقال أن يستمر العلماء على الألفة والتوادد؛ حتى يمكنهم القيام بأمر الدعوة إلى الدين الحق على كمل وجه، ويحافظون على أدب البحث مادام المخالف طالباً للحق بقلب سليم، أو مادام ذو الرأي لم يخرج عن دائرة الإسلام المعروفة بين المسلمين."
إنّ التاريخ الإسلاميّ غنيّ بالتبادل العلميّ والثقافيّ بين مختلف الأقاليم، قد ساهم العلماء في تعزيز العلاقات كالعلاقات الثقافيّة والعلمّية بين المغرب والمشرق العربي." فالمغرب والمشرق كانا عبر التاريخ متلاحمين متواصلين"
ج- أنشطة العلماء ورحلاتهم
طالما كان العلماء مصابيح الأمّة، ينيرون دروب العقول والقلوب بنور العلم والمعرفة. لم تقتصر مهامهم على التدريس والتأليف فحسب، بل تعدتها إلى الإصلاح الاجتماعيّ والثقافيّ. إنّ أنشطة العلماء في الإصلاح تمثلت في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، والعمل على إحياء السنن ومحاربة البدع.إذ كانوا يسافرون عبر البلدان، يتبادلون الخبرات، وينقلون العلوم، مما أدى إلى تكوين شبكة واسعة من العلاقات العلميّة التي ساهمت في توحيد الأمّة وتقوية أواصرها."فيرحل العالم أو الاديب من وطنه وهو يحمل علماً غزيراً، أو يتحلى بأدب سني، وينزل بين جماعات من بلاد مختلفة، فيرونه مثالاً لأهل العلم والأدب من قومه، فيرتفع شأن قومه في أنظارهم، هذا إلى ما يصفه لهم من محاسن قومه، أو ينقله إليهم من ثمرات أفكارهم"
إذ كان دور العلماء في الإصلاح جليًّا في مواجهة التحدّيات التي تعترض الأمّة، من خلال تقديم الحلول العمليّة والنظريّات الإصلاحيّة التي تستند إلى الكتاب والسنّة. وقد كانت رحلاتهم في طلب العلم ونشره تجسيدًا للترابط الحضاريّ بين مختلف أقطار العالم الإسلاميّ، وتأكيدًا على أن العلم لا حدود له وأن الإصلاح مسؤوليّة جماعيّة تتعدى الزمان والمكان.
خاتمة الفصل الاوّل :
في ختام هذا الفصل الذي تناولنا فيه جوانب متعدّدة من العلم والتعليم ودور العلماء، نستخلص أهمّيّة العلوم الشرعيّة والتجريبيّة في بناء مجتمع متوازن يجمع بين روح الدين ومنهج العقل. لقد أظهرنا كيف أنّ علم الطبّ والتاريخ والجغرافيا والخطابة يشكلون أساسًا لفهم العالم من حولنا والتفاعل معه بوعي ومسؤوليّة
تطرقنا أيضًا إلى التعليم كأداة للتنمية والإصلاح، مستعرضين دور الخضر كنموذج للمشغل التعليميّ، والفضاءات التعليميّة التي تسهم في صقل العقول وتنمية المهارات. ولم نغفل عن برامج التعليم ومقرراته التي تعدّ اللبنة الأساسيّة لتكوين جيل واعٍ ومتعلم.
وأخيرًا، نوهنا بالعلماء، تلك الشخصيات التي تحمل على عاتقها مسؤوليّة البحث والتعليم والإصلاح. تناولنا خصائصهم والعلاقات بينهم وأنشطتهم ورحلاتهم التي تعد مصدر إلهام للأجيال القادمة.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...
تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...