لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (57%)

يُعدّ العلم عنصرا أساسيّا في الإصلاح حيث يسهم في تنوير العقل والفكر اللذين هما أساس العمل الإصلاحيّ سواء في ذلك في مرحلة النظر والتنظير أو مرحلة التطبيق والتجريب. يشدّد الإمام محمّد الخضر حسين على أهمّيّة الأمانة في العلم محورا رئيسيّا يرفع من شأن الأعمال ويعزّز من متانة العزم. كما يُعدّ الالتزام بالأمانة العلميّة ضروريّا للحفاظ على جودة البحث العلميّ وصدقيّته. يمكن القول إنّ العلم في كتاب محمّد الخضر حسين، يمثّل البوصلة التي توجّه المجتمع نحو مستقبل مستنير ومبنيّ على أسس معرفيّة راسخة، ويساهم العلم في تطوير خطاب جديد للتعليم والإبداع ويعزّز من قدرة المجتمع المدنيّ على التطوّر والتقدّم. في اعتقادنا هي كلّ علم ينفع الناس ويحقّق مصالح الفرديّة والجماعيّة بما يؤول عليهم بالخير والسعادة المحقّقين للتعايش السلميّ. ولكنّ المتوفّر في مدوّنة البحث جاء تحت عناوين من نوع: المحكم والمتشابه في القرآن الكريم " فلكلّ من المحكم والمتشابه معنى في أصل اللّغة، "
في العصور الأخيرة، جاء في التعريف بمشروع الخضر الإصلاحيّ وبيان منطلقاته ما يلي: "كلّ منطلقات الشيخ هي منطلقات إصلاحيّة، على العلوم الشرعيّة، إذ يعود التطوّر التاريخيّ لعلوم الشريعة إلى العصر الإسلاميّ المبكّر، طوّر هؤلاء العلماء مجموعة من التخصّصات، وعلوم الحديث، وقد تمّ تطوير هذه التخصّصات من خلال عمليّة صارمة من التفسير والنقاش، والتي تضمّنت تحليل المصادر النصّيّة وتطبيق المنطق. ولقد صرف محمّد الخضر حسين اهتمامه، وهو يبحث في السبل المؤدّية إلى الإصلاح من وجهة نظر معرفيّة، وخاض في التفسير والعناية بالحديث والفتاوى والأحكام والقوانين الإلهيّة، واتّخذ من الاجتهاد منهجا ووسيلة لاستنباط الأحكام والسنن والخوض في القضايا الحديثة والمستجدّة. وتطرّق إلى رجالات الإسلام وترجم لهم باعتبارهم نماذج جامعة بين الفكر العارف والفعل الباني للحضارة. فهم من هذه الجهة يمثّلون القدوة التي ينبغي الاحتذاء بها. وكان القرآن الكريم والسنّة النبويّة خير مصدرين من مصادر الشريعة، وفي هذا السبيل كانت رحلة حياته المباركة". يركّز الإمام على أهمّيّة الإخلاص في العمل والأمانة في العلم "فمدار الإخلاص أن يكون الباعث على العمل أوّلا امتثال أمر الله" . ويشدّد على أنّ الإخلاص يجب أن يكون الدافع الأساسيّ للعمل، وذلك امتثالا لأمر الله، أمّا الأمانة في العلم، لذيذ المطعم. " تضمّن نقل المعرفة بصورة صحيحة وتحفظ العلم من التحريف والتشويه. "فقيّض الله للسنّة النبويّة رجالا أشربوا في قلوبهم التقوى. فلا يروُون إلّا ما وثقوا من صحّته"
ينتقد الإمام أولئك الذين يتحدّثون في العلم بغير أمانة، مشيرا إلى أنّهم يضعون عثرات في طريق تقدّم الأمّة. لذلك تراه يشدّد على أهمّيّة النيّة الصافية والتزام الصدق والدقّة في نقل العلماء للعلوم. مثلا. ولمّا كانت العلوم التجريبيّة فرعا من فروع العلم عامّة، يتناول الظواهر الطبيعيّة من خلال التجارب والملاحظة، * علم الطبّ: كان الخضر حسين رغم باعه الكبير في علوم اللّغة والشريعة يتعاطى مع ما بلغه العلم إذّاك من المعارف الطبيّة المستجدّة، وله تعليقات على ألفيّة ابن سينا ، ثانيا. كما هو معلوم محكومة بالمناخ والمناخ موصول بالأفلاك، وهكذا دواليك. رأى الإمام الخضر حسين أهمّيّة الطبّ في الإسلام، فلئن دعا الإسلام إلى التّوكّل على الله والاعتماد عليه فإنّه دعا، واعتبر حسين الطبّ من أشرف الصناعات وأهمّها، فالإسلام يشجّع على حفظ الصحّة والوقاية من الأمراض. كما يعتبر الطبّ جزءا من الأسباب التي أذن الإسلام في تعاطيها، وهو من أهمّ الوسائل لكثرة النّسل وقوّة الأجسام. وذلك جميعه يصبّ في مشروع الإصلاح. فما ينفع إصلاح مع إنسان هالك عقلا وجسدا. أو صاروا من كبار أدبائها، في كتب طبقات الأطبّاء، منها: كتاب القانون، * علم التاريخ: آمن الإمام بأهمّيّة دراسة التاريخ الإسلاميّ بطريقة تجعله حيّا وذا صلة بالواقع، يُعتبر تأكيده ضرورة أن تكون الدراسة “حيّة واسعة” دعوة للنظر إلى التاريخ الإسلاميّ من منظور يربط بين الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي شكّلت الحضارة الإسلاميّة. والاعتداد بأسلافه، والطموح إلى ترسّم آثار السلف الصالح في التوثّب والنهوض، * علم الجغرافيا: لقد أسهم الخضر في العديد من المجالات العلميّة والدينيّة. ونظرا لأهّميّة العلم والمعرفة في الإسلام، فموقفه من تعلّم الجغرافيا كان يتماشى مع هذا النهج الشامل للعلم الذي يعود بالنّفع على الأمّة والمجتمع. والجدير بالذكر أنّ علم الجغرافيا تمّ إلغاؤه من قائمة الموادّ التعليميّة بمجرّد قدوم المحتلّ الفرنسيّ الذي لم يستبق سوى تدريس جغرافيا فرنسا وتاريخها. كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنّ فؤادي مركز لهم وهم *** محيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط وأهوائي إليه خطوط" . ففي هذا العلم بالمسالك والممالك إفادات غير منظورة وربّما غير مدركة عقلا. فهو، بحسب الخضر، ولكان، كذلك بالإمكان إدراجه ضمن مبحث العلوم التجريبيّة لأنّ فيع من التجريب الشيء الكثير. ألا ترى الخطيب وهو يعتلي المنابر يجرّب طرائق شتّى في التعبير اللفظيّ والإشاريّ ليكون تأثيره في المتلقّي أكبر وإقناعه له بآرائه أوقع. لم ينفكّ يشجّع على تعلّم الخطابة وتطوير مهاراتها لتحقيق التأثير والتواصل الجيّد في المجتمع. وقد يدرس علوم الأدب - بما فيها من علوم البلاغة- من لا يستطيع أن يكتب خطابا يُسيغه الذوق الصحيح. كذلك الرجل قد يدرس قوانين الخطابة، ويضيف إليها التضلّع من علوم اللغة وآدابها، ثمّ لا يكون له بعد هذا في الخطابة العمليّة جزء مقسوم" . إذ لا يكون الخطيب خطيبا فذّا وهو يجهل منافذ الحكمة ولا يقف على أبوابها يسائها. ويُظهر تقديرا لموقفهم من العلم، حيث يُشير إلى أنّهم لم يضطهدوا العلماء بسبب معارفهم، ولم ينهضوا بما عند الأمم الأخرى من علوم حكميّة وفلسفيّة؛ للعذر الذي أومأنا إليه، ولكنّهم لم يضطهدوا عالما لعلمه، ولم يقطعوا سبيل علم دون مبتغيه" . المبحث الثاني: التعليم: نتناول المسألة التعليميّة من خلال النظر في تجربة الخضر التعليميّة باعتبارها عيّنة دالّة على طبيعة المشغل التعليميّ يومها، ثمّ نعرض للفضاءات التعليميّة مثل المدرسة الصادقيّة وجامع الزيتونة وجامع الأزهر، ثمّ برامج التعليم ومقرّراته. أ- الخضر عيّنة ممثّلة للمشغل التعليميّ: وذلك من جهتين: جهة المتعلّم وجهة المعلّم. يندرج ذلك ضمن اعتباره أحد ملامح الإصلاح في المستوى المعرفيّ. لقد كان الخضر حسين عالما بارزا في التعليم الزيتونيّ والأزهريّ. إذ مثّل عيّنة حيّة لما كان عليه الشأن التعليميّ عصرئذ في تونس والبلدان المماثلة لها في مستوى التعليم والتعلّم، أي في حالة كونه طالب علم متعلّم، حيث أظهر تفوّقا في العلوم العربيّة والشرعيّة. بعد تخرّجه، أسّس مجلّة السعادة العظمى، أمّا انتقاله إلى جامع الأزهر في القاهرة فكان علامة فارقة على التعاطي المعرفيّ والتبادل العلميّ بين مؤسّسات التعليم الإسلاميّ يومها زيتونة تونس وأزهر مصر . شارك الخضر في تأسيس جمعيّة الشبّان المسلمين. ردّا على طه حسين ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق. ب- الفضاءات التعليميّة: وهي متعدّدة منها المدرسة الصادقيّة ومنها جامع الزيتونة، ومنها جامع الأزهر
- امتزاج الأزهر بالزيتونة
تعرض الخضر حسين في مسيرته المهنية التدريسية بالجامع الكبير ببنزرت إلى العديد من المضايقات من قبل السلط الفرنسيّة خاصة أثناء إلقائه لمحاضرة بعنوان "الحرية في الإسلام "بتونس العاصمة بنادي قدماء الصادقيّة مما اضطره إلى الاستقالة من القضاء والعودة إلى التدريس متطوعا بجامع الزيتونة وفي سنة 1907 م نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بالجامع ثم عين بعدها بالمدرسة الصادقيّة. "وهي من الأعمال الأولى الدالة على شجاعته ووطنيّته وحبه لبلاده". استقر الشيخ الأزهريّ بمصر سنة 1920 أين تحصل على شهادة العالميّة من الأزهر والجنسيّة المصريّة ليمكث في مصر حتى وفاته. اختير للتدريس في قسم التخصص بالأزهر، وهو ما يدل على مدى علمه وتقديره، "بعد الاطلاع على المرسوم بقانون رقم 62 لسنة 1932 بإعادة تنظيم الجامع الأزهر والقوانين المعدّلة له، وبناء على ما عرضه رئيس مجلس الوزراء وموافقة رأي هذا المجلس" . ج- برامج التعليم ومقرّراته: أكّد الخضر ضرورة أن يكون الدين مادّة أساسيّة. وذلك شأنه شأن بعض اللّغات الأجنبيّة- على الأقل، وأن يكون هذا التعليم عاما يشمل كل دور من أدوار التعليم. وحسن الزيّ، من الاعتزاز بدينه، والإجلال لأبطال أمته، والطموح إلى ترسم آثار السلف الصالح في التوثب والنهوض، والتشبّه بهم في كافة مناحي الحياة الحقة. وطالب بمناقشة الطلاّب حتى يتضح مقدار فهمهم جليّ، ولتكون هذه المناقشة من دواعي مواظبتهم على الدروس، وإقبالهم على ما يقرّر الأستاذ؛ ولقب العلماء هنا يؤخذ بمعناه الواسع أي كلّ من حمل علما بما في ذلك حملة علم الأدب. إذ يُعدّ الأدب والعلم من الأدوات الأساسيّة التي ينبغي اعتماده لكلّ من فكّر في خوض مرمّة الإصلاح، حيث يمكن للأدب أن يلهم ويحفز، وللعلم أن يوجّه ويصحّح. يتناول الإمام محمّد الخضر حسين في كتابه رسائل الإصلاح، دور الأدباء والعلماء في عمليّة الإصلاح الثقافيّ والاجتماعيّ. إذ يعتبر الأدباء والعلماء جزءا لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعيّ، يشير الإمام إلى أنّ الأدباء يجب أن يستخدموا قلمهم للدفاع عن القيم الأخلاقيّة ونشر المعرفة، ولكنّ لقب العالم لا يعطى لمن هبّ ودبّ. فللعلماء شروط ينبغي أن تتحقّق فيهم حتّى يعوّل عليهم في مشروع الإصلاح. أ- خصائص العلماء: يتميّز العالم المصلح بمجموعة من الخصائص الواعية التي تمكّنه من فهم الواقع والتأثير فيه بشكل إيجابيّ. ومن هذه الخصائص:
ثانيا الوعي بالواقع إذ ينبغي أن يكون العالم المصلح واعيا بالواقع الذي يعيش فيه الناس، والتاريخ يملأ آذاننا بأسماء رجال أحرزوا بعلمهم الزاخر مكانة تكفيهم لأن يعيشوا بين الناس في هناءة وإجلال"
ثالثا القدرة على التجديد فيجب أن يتمتّع العالم المصلح بالقدرة على تجديد الفكر الإسلاميّ وتقديم حلول مبتكرة تتوافق مع الشريعة وتلبّي احتياجات العصر. وقد لخصها الخضر حسين في ثلاثة تيارات أولها "التيار الذي يهدف إلى تجديد الفكر الديني ، باعتبار أن نشر التعليم والتربية هو خطوة أساسية أولى في نشر الوعي والتقدم، وما يرجع إلى الأخلاق الكاملة، والحلم والزهد والعزم، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتضرّع إلى الله في كلّ حال" . * الإخلاص والأمانة : يجب أن يتحلى العالم المصلح بالإخلاص في نيته والأمانة في نقل العلم، والإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانة، ويربط على قلبه ، فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية، ولولا الإخلاص يضعه الله في نفوس زاكيات؛ لحرم الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات" . هذه الخصائص تجعل من العالم المصلح شخصية مؤثرة وقادرة على قيادة مشروع الإصلاح والتنمية في المجتمع. تلعب المنظمات والجبهات المختلفة دورًا حيويًّا في دعم وتعزيز هذه الإصلاحات. حيث تعمل هذه الجبهة كمنصّة للتوعية بأهمّيّة التعليم النوعيّ وتحفيز المجتمع على المشاركة الفعّالة في العمليّة التربويّة. والضغط على صناع القرار، تسعى جبهة الدفاع إلى إحداث تغيير إيجابيّ يسهم في تطوير مناهج التعليم وتحسين بيئة التعلم، مما ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم وكفاءة الخريجين. إذ" تسعى الجبهة لتحقيق أغراضها بجميع الوسائل المشروعة كإنشاء صحف وفتح أندية. والمقالات "
* التشاور: اتّبع الخضر طريقًا معتدلًا، وعمل على تطوير المناهج التعليميّة وإرساء دعائم التربيّة بين الطلّاب. كان يهدف إلى إخراج أجيال قادرة على حمل لواء الإسلام ورفع قدر الأمّة الإسلاميّة. على الرغم من أنه لم يكن صاحب نظريات تربويّة محددة، تناول الامام موضوعات التعليم والتربية في كتبه، والتي تناولت موضوعات تربويّة واجتماعيّة. وكان يحرر أغلب مقالاتها، وينشر فيها مختلف المواضيع المتعلّقة بالشريعة والأخلاق، واللّغة والآداب، إلى غير ذلك من المواضيع الهادفة إلى إصلاح المجتمع، يُعتبر دور التكريم في الإصلاح عند الشيخ محّمد الخضر حسين جوهريًا ومحوريًا. وأن تكريمهم يُعزز من مكانتهم ويُسهم في رفع شأن العلم وأهله. ومن خلال تكريم العلماء، فإن العلماء المكرمين يُصبحون قدوة للآخرين، يُساهم تكريم العلماء في خلق بيئة محفزة على الإبداع والتطور، لذا، يُمكن القول إن دور التكريم في فكر الشيخ محمّد الخضر حسين لا يقتصر على مجرد الاعتراف بالجهود، فما يُكرم النبات لنموه وازدهاره، وإنما تُكرم الأيدي التي تعهدته وحاطته" . كان الشيخ محمّد الخضر حسين، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا للتواصل والتفاعل بين العلماء. يُعد التراسل والتدارس بين العلماء أساسًا لتطوير المعرفة ونشر الوعي، وهو ما يُمكن أن يُسهم في إصلاح المجتمع وتقدمه. كان يرى أن العلماء يجب أن يتشاركوا في معارفهم وأفكارهم من خلال النقاشات العلميّة والمؤتمرات والمراسلات، وقد كان له دور فعّال في تشجيع الحوار بين العلماء من مختلف الأقطار، مؤمنًا بأن هذا التبادل المعرفيّ لا يقتصر على تنمية الفكر الفرديّ فحسب، بل يُساهم أيضًا في تعزيز الوحدة الفكريّة والثقافيّة بين المسلمين. وتبادل الخبرات والمعلومات، مع الحرص على احترام الآراء المختلفة والتعامل معها بروح من البحث عن الحقيقة والتوصّل إلى الأفضل. "وأمنيتنا في تحرير هذا المقال أن يستمر العلماء على الألفة والتوادد؛ حتى يمكنهم القيام بأمر الدعوة إلى الدين الحق على كمل وجه، ويحافظون على أدب البحث مادام المخالف طالباً للحق بقلب سليم، قد ساهم العلماء في تعزيز العلاقات كالعلاقات الثقافيّة والعلمّية بين المغرب والمشرق العربي. " فالمغرب والمشرق كانا عبر التاريخ متلاحمين متواصلين"
طالما كان العلماء مصابيح الأمّة، ينيرون دروب العقول والقلوب بنور العلم والمعرفة. بل تعدتها إلى الإصلاح الاجتماعيّ والثقافيّ. إنّ أنشطة العلماء في الإصلاح تمثلت في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، والعمل على إحياء السنن ومحاربة البدع. إذ كانوا يسافرون عبر البلدان، يتبادلون الخبرات، مما أدى إلى تكوين شبكة واسعة من العلاقات العلميّة التي ساهمت في توحيد الأمّة وتقوية أواصرها. "فيرحل العالم أو الاديب من وطنه وهو يحمل علماً غزيراً، أو يتحلى بأدب سني، وينزل بين جماعات من بلاد مختلفة، هذا إلى ما يصفه لهم من محاسن قومه، من خلال تقديم الحلول العمليّة والنظريّات الإصلاحيّة التي تستند إلى الكتاب والسنّة. وقد كانت رحلاتهم في طلب العلم ونشره تجسيدًا للترابط الحضاريّ بين مختلف أقطار العالم الإسلاميّ،


النص الأصلي

يُعدّ العلم عنصرا أساسيّا في الإصلاح حيث يسهم في تنوير العقل والفكر اللذين هما أساس العمل الإصلاحيّ سواء في ذلك في مرحلة النظر والتنظير أو مرحلة التطبيق والتجريب. يشدّد الإمام محمّد الخضر حسين على أهمّيّة الأمانة في العلم محورا رئيسيّا يرفع من شأن الأعمال ويعزّز من متانة العزم. كما يُعدّ الالتزام بالأمانة العلميّة ضروريّا للحفاظ على جودة البحث العلميّ وصدقيّته. يمكن القول إنّ العلم في كتاب محمّد الخضر حسين، ولا سيّما رسائل الإصلاح، يمثّل البوصلة التي توجّه المجتمع نحو مستقبل مستنير ومبنيّ على أسس معرفيّة راسخة، ويساهم العلم في تطوير خطاب جديد للتعليم والإبداع ويعزّز من قدرة المجتمع المدنيّ على التطوّر والتقدّم. ومن العلوم التي ركّز عليها حسين العلوم الشرعيّة والتجريبيّة وعلم الخطابة.
أ- العلوم الشرعيّة: نتجاوز هنا إشكاليّة المصطلح لأنّ العلوم الشرعيّة، في اعتقادنا هي كلّ علم ينفع الناس ويحقّق مصالح الفرديّة والجماعيّة بما يؤول عليهم بالخير والسعادة المحقّقين للتعايش السلميّ. ولكنّ المتوفّر في مدوّنة البحث جاء تحت عناوين من نوع: المحكم والمتشابه في القرآن الكريم " فلكلّ من المحكم والمتشابه معنى في أصل اللّغة، ومعنى في عرف الشرع."

لقد لعبت العلوم الشرعيّة دورا مهمّا في تشكيل الفكر الإسلاميّ وتوجيهه في ممارسات المجتمعات الإسلاميّة حول العالم. وقد تزايد، في العصور الأخيرة، الاهتمام باستخدام العلوم الشرعيّة باعتبارها أداة لتعزيز الإصلاح والعدالة الاجتماعيّة. جاء في التعريف بمشروع الخضر الإصلاحيّ وبيان منطلقاته ما يلي: "كلّ منطلقات الشيخ هي منطلقات إصلاحيّة، كانت مبنيّة على النصوص التأسيسيّة، على العلوم الشرعيّة، على الفكر الدينيّ النيّر المؤسَّس على الاجتهاد والقيم السمحة" .
ومن المؤكّد أنّ للشيخ محمّد الخضر مرجعيّاته في ذلك. إذ يعود التطوّر التاريخيّ لعلوم الشريعة إلى العصر الإسلاميّ المبكّر، عندما بدأ علماء الإسلام في تطوير نظام قانونيّ وأخلاقيّ شامل يعتمد على تعاليم القرآن وسيرة النبيّ محمّد. ومع مرور الوقت، طوّر هؤلاء العلماء مجموعة من التخصّصات، بما في ذلك علم الفقه الإسلاميّ، وعلم أصوله، وعلوم الحديث، وقد تمّ تطوير هذه التخصّصات من خلال عمليّة صارمة من التفسير والنقاش، والتي تضمّنت تحليل المصادر النصّيّة وتطبيق المنطق.
ولقد صرف محمّد الخضر حسين اهتمامه، وهو يبحث في السبل المؤدّية إلى الإصلاح من وجهة نظر معرفيّة، إلى علوم الشريعة الإسلاميّة بفقهها وأصولها ومقاصدها واللغة العربيّة والأدب، وخاض في التفسير والعناية بالحديث والفتاوى والأحكام والقوانين الإلهيّة، واتّخذ من الاجتهاد منهجا ووسيلة لاستنباط الأحكام والسنن والخوض في القضايا الحديثة والمستجدّة. وتطرّق إلى رجالات الإسلام وترجم لهم باعتبارهم نماذج جامعة بين الفكر العارف والفعل الباني للحضارة. فهم من هذه الجهة يمثّلون القدوة التي ينبغي الاحتذاء بها. وكان القرآن الكريم والسنّة النبويّة خير مصدرين من مصادر الشريعة، بهما يستأنس وبهما يقضي في الأمور الدينيّة والدنيويّة. لقد "اتّخذ القرآنَ الكريم إماما، والسنّة النبويّة قدوة، وفي هذا السبيل كانت رحلة حياته المباركة".
يركّز الإمام على أهمّيّة الإخلاص في العمل والأمانة في العلم "فمدار الإخلاص أن يكون الباعث على العمل أوّلا امتثال أمر الله" . ويشدّد على أنّ الإخلاص يجب أن يكون الدافع الأساسيّ للعمل، وذلك امتثالا لأمر الله، وأنّ البحث عن مصلحة دنيويّة لا يقلّل من قيمة العمل الصالح. أمّا الأمانة في العلم، فيؤكّد الإمام أنّها تعدّ من أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها العالم "فالأمانة زينة العلم وروحه الذي يجعله زاكي الثمر، لذيذ المطعم." تضمّن نقل المعرفة بصورة صحيحة وتحفظ العلم من التحريف والتشويه. "فقيّض الله للسنّة النبويّة رجالا أشربوا في قلوبهم التقوى. فلا يروُون إلّا ما وثقوا من صحّته"
ينتقد الإمام أولئك الذين يتحدّثون في العلم بغير أمانة، مشيرا إلى أنّهم يضعون عثرات في طريق تقدّم الأمّة. لذلك تراه يشدّد على أهمّيّة النيّة الصافية والتزام الصدق والدقّة في نقل العلماء للعلوم. وها هنا مكمن التصحيح العلميّ. إذ لا يقدّم للنشء المتعلّم إلّا ما كان من العلوم صحيحا دقيقا مفيدا مناسبا لقدرات الأذهان على التلقّي المعرفيّ.
ب- علوم تجريبيّة: ومنها علم التاريخ وعلم جغرافيا وعلوم الطبّ، مثلا. ولمّا كانت العلوم التجريبيّة فرعا من فروع العلم عامّة، يتناول الظواهر الطبيعيّة من خلال التجارب والملاحظة، فإنّها يمكن أن تنسحب على عدد كبير من المجالات التي قد يقبل بعضها التفريع الداخليّ والتشعّب المعرفيّ. وذلك بحسب ما تتطلّبه احتياجات الإنسان وما يقتضيه العصر ومحدثات الأمور.



  • علم الطبّ: كان الخضر حسين رغم باعه الكبير في علوم اللّغة والشريعة يتعاطى مع ما بلغه العلم إذّاك من المعارف الطبيّة المستجدّة، وخواصّ المفردات الطبيعيّة، وله تعليقات على ألفيّة ابن سينا ، وله إلمام بأحكام النجوم، ويستعمل لذلك الإسطرلاب والأرباع التي اخترعها العرب. ولا عجب في أن تتقاطع المعارف بحكم التقائها في محكّ التجربة أوّلا، وبحكم ارتباطها بأحوال الإنسان المتبدّلة، ثانيا. فأحوال البدن، كما هو معلوم محكومة بالمناخ والمناخ موصول بالأفلاك، وهكذا دواليك.
    رأى الإمام الخضر حسين أهمّيّة الطبّ في الإسلام، وكتب حوله في مقالاته. فلئن دعا الإسلام إلى التّوكّل على الله والاعتماد عليه فإنّه دعا، كذلك، إلى الأخذ بالأسباب في العلاج والصحّة. واعتبر حسين الطبّ من أشرف الصناعات وأهمّها، حيث يساهم في حماية الناس وإنقاذهم من المهالك. فالإسلام يشجّع على حفظ الصحّة والوقاية من الأمراض. كما يعتبر الطبّ جزءا من الأسباب التي أذن الإسلام في تعاطيها، وهو من أهمّ الوسائل لكثرة النّسل وقوّة الأجسام. وذلك جميعه يصبّ في مشروع الإصلاح. فما ينفع إصلاح مع إنسان هالك عقلا وجسدا. إنّ إصلاح العقول والأبدان بالمعارف الصحّيّة من مقتضيات الإصلاح في باقي المجالات.
    ولمّا كان الإمام محمّد الخضر حسين شخصيّة مؤثّرة في العلوم الدينيّة والاجتماعيّة، فإنّ مساهماته العلميّة تظلّ محطّ اهتمام الباحثين والمثقّفين حتّى اليوم ويظلّ أثر فكره الإصلاحيّ قائما رغم تقدّم الزمن. "ومن أسباب أخذ علم الطبّ فيما سلف مكانته في اللغة الفصحى: إنّ كثيرا من رجال هذا العلم كانوا قد درسوا اللغة العربيّة إلى أن صاروا من أئمّتها، أو صاروا من كبار أدبائها، تجدون الحديث عن هؤلاء الرجال، والتنبيه على رسوخهم في علم الطبّ واللغة، في كتب طبقات الأطبّاء، وطبقات اللغويّين والأدباء؛ مثل: الرئيس أبو علي الحسين بن سينا، برع في الطبّ، وأتقن الأدب، وبلغ في اللغة مرتبة عليا، وله في الطبّ مؤلّفات كثيرة، منها: كتاب القانون، وله مؤلّف في اللغة يسمّى: لسان العرب".

  • علم التاريخ: آمن الإمام بأهمّيّة دراسة التاريخ الإسلاميّ بطريقة تجعله حيّا وذا صلة بالواقع، وليس مجرّد سرد للأحداث الماضية. يُعتبر تأكيده ضرورة أن تكون الدراسة “حيّة واسعة” دعوة للنظر إلى التاريخ الإسلاميّ من منظور يربط بين الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي شكّلت الحضارة الإسلاميّة. هذا النهج الذي دعا حين إلى اتّباعه يعزّز فهما أعمق للتاريخ ويساعد على استخلاص الدروس والعبر التي يمكن تطبيقها في العصر الحديث . "ويجب أن يعني بدراسة التاريخ الإسلاميّ دراسة حيّة واسعة تطبع في نفس التلميذ طابعا لا يمحى؛ من الاعتزاز بدينه، والاعتداد بأسلافه، والإجلال لأبطال أمّته، والطموح إلى ترسّم آثار السلف الصالح في التوثّب والنهوض، والتشبّه بهم في كافّة مناحي الحياة الحقّة" .

  • علم الجغرافيا: لقد أسهم الخضر في العديد من المجالات العلميّة والدينيّة. ونظرا لأهّميّة العلم والمعرفة في الإسلام، والتي تشمل العلوم الطبيعيّة والاجتماعيّة مثل الجغرافيا، فموقفه من تعلّم الجغرافيا كان يتماشى مع هذا النهج الشامل للعلم الذي يعود بالنّفع على الأمّة والمجتمع. والجدير بالذكر أنّ علم الجغرافيا تمّ إلغاؤه من قائمة الموادّ التعليميّة بمجرّد قدوم المحتلّ الفرنسيّ الذي لم يستبق سوى تدريس جغرافيا فرنسا وتاريخها. ولا حاجة هنا إلى تأكيد تداخل العلوم فيما بينها. يقول: "وقد شاع علم أصول الهندسة بين المسلمين، حتى أدخل بعض اصطلاحاتها أحد الشعراء في منظومته، فقال:
    كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنّ فؤادي مركز لهم وهم *** محيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط وأهوائي إليه خطوط" .
    ويستكمل الشاهد قائلا: "وعلم الجغرافيا غير خارج عن دائرة الإيمان؛ إذ فيه فوائد كثيرة" . ففي هذا العلم بالمسالك والممالك إفادات غير منظورة وربّما غير مدركة عقلا. فهو، بحسب الخضر، يندرج في دائرة الإيمان التي تضبط سلوك المرء وتوجّهه نحو المصالح العامّة والخاصّة تحقيقا لإصلاح ذاتيّ واجتماعيّ.
    ج - علوم الخطابة: منشأ تخصيص مبحث لعلم الخطاب متأتٍّ من جهة أهمّيّته عند الشيخ محمّد الخضر حسين. فلولا ذلك لكان بالإمكان إدراجه ضمن مبحث العلوم الشرعيّة وهو في صلة متينة بها، ولكان، كذلك بالإمكان إدراجه ضمن مبحث العلوم التجريبيّة لأنّ فيع من التجريب الشيء الكثير. ألا ترى الخطيب وهو يعتلي المنابر يجرّب طرائق شتّى في التعبير اللفظيّ والإشاريّ ليكون تأثيره في المتلقّي أكبر وإقناعه له بآرائه أوقع.
    كان الإمام الخضر يؤمن بأهمّيّة الخطابة والتواصل الفعّال في العالم الإسلاميّ لذا، لم ينفكّ يشجّع على تعلّم الخطابة وتطوير مهاراتها لتحقيق التأثير والتواصل الجيّد في المجتمع. ومن أقواله في ذلك: "فقد يدرس علوم الأدب - بما فيها من علميْ العروض والقوافي - من لا يدري كيف يصنع شعرا مستقيم الوزن، سليم القافية، وقد يدرس علوم الأدب - بما فيها من علوم البلاغة- من لا يستطيع أن يكتب خطابا يُسيغه الذوق الصحيح. كذلك الرجل قد يدرس قوانين الخطابة، ويضيف إليها التضلّع من علوم اللغة وآدابها، ثمّ لا يكون له بعد هذا في الخطابة العمليّة جزء مقسوم" .
    ولعلوم الحكمة والفلسفة صلة بعلم الخطابة. إذ لا يكون الخطيب خطيبا فذّا وهو يجهل منافذ الحكمة ولا يقف على أبوابها يسائها. وأمّا الفلسفة البانية لطرق التفكير الموصل إلى الحقائق وتباين الآراء حولها فهي، كذلك مطلب في علم الخطابة الذي لا يكتفي بوظائف اللّغة التعبيريّة والإنشائيّة بل يجد حاجة ماسّة في طرق التفكير ومسالك الإقناع. لهذا يشير الإمام الخضر حسين إلى زوال دولة بني أميّة في المشرق ويناقش موقفهم من العلوم الحكميّة والفلسفيّة التي اعترضوا عليها وحالوا دون تعلّمها. ويُظهر تقديرا لموقفهم من العلم، حيث يُشير إلى أنّهم لم يضطهدوا العلماء بسبب معارفهم، ولم يمنعوا السعي وراء العلم. فقال: "وقد انقرضت دولة بني أميّة في المشرق، ولم ينهضوا بما عند الأمم الأخرى من علوم حكميّة وفلسفيّة؛ للعذر الذي أومأنا إليه، ولكنّهم لم يضطهدوا عالما لعلمه، ولم يقطعوا سبيل علم دون مبتغيه" . فلئن وجد العلم وأهله مرتعا مناسبا زمن دولة بني أمّيّة فإنّه اكتماله بالجمع والبحث في علوم الأقوام الأخرى لم يجد حظّه يومها.
    المبحث الثاني: التعليم: نتناول المسألة التعليميّة من خلال النظر في تجربة الخضر التعليميّة باعتبارها عيّنة دالّة على طبيعة المشغل التعليميّ يومها، ثمّ نعرض للفضاءات التعليميّة مثل المدرسة الصادقيّة وجامع الزيتونة وجامع الأزهر، ثمّ برامج التعليم ومقرّراته.
    أ- الخضر عيّنة ممثّلة للمشغل التعليميّ: وذلك من جهتين: جهة المتعلّم وجهة المعلّم. يندرج ذلك ضمن اعتباره أحد ملامح الإصلاح في المستوى المعرفيّ. لقد كان الخضر حسين عالما بارزا في التعليم الزيتونيّ والأزهريّ. إذ مثّل عيّنة حيّة لما كان عليه الشأن التعليميّ عصرئذ في تونس والبلدان المماثلة لها في مستوى التعليم والتعلّم، أي في حالة كونه طالب علم متعلّم، وفي حالة كونه شيخ علم ينهض بمهامّ في التدريس والتعليم. ولد في تونس وتلقّى تعليمه الأوّليّ في جامع الزيتونة، حيث أظهر تفوّقا في العلوم العربيّة والشرعيّة. بعد تخرّجه، أسّس مجلّة السعادة العظمى، وهي أوّل مجلّة عربيّة أدبيّة علميّة في شمال أفريقيا. وكان لها دور كبير في نشر الوجه المشرق للإسلام وإبراز مساوئ الاستعمار. أمّا انتقاله إلى جامع الأزهر في القاهرة فكان علامة فارقة على التعاطي المعرفيّ والتبادل العلميّ بين مؤسّسات التعليم الإسلاميّ يومها زيتونة تونس وأزهر مصر . شارك الخضر في تأسيس جمعيّة الشبّان المسلمين. كما كان له دور فعّال في الحياة الأدبيّة والإسلاميّة من خلال مؤلّفاته مثل نقض كتاب في الشعر الجاهليّ، ردّا على طه حسين ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق.
    تولّى محمّد الخضر حسين مشيخة الأزهر وكان معروفا بوسطيّته وتجديده في الفكر الإسلاميّ، وقد أثرى الفكر الأدبيّ والإسلاميّ بالعديد من المؤلّفات التي تعكس تأثير التعليم الزيتونيّ والأزهريّ في حياته وعلمه باعتبارهما كانا يومها من أبرز المؤسّسات التعليميّة التي كان لهما دور بارز في حياته العلميّة والأدبيّة.
    ب- الفضاءات التعليميّة: وهي متعدّدة منها المدرسة الصادقيّة ومنها جامع الزيتونة، ومنها جامع الأزهر



  • امتزاج الأزهر بالزيتونة
    تعرض الخضر حسين في مسيرته المهنية التدريسية بالجامع الكبير ببنزرت إلى العديد من المضايقات من قبل السلط الفرنسيّة خاصة أثناء إلقائه لمحاضرة بعنوان "الحرية في الإسلام "بتونس العاصمة بنادي قدماء الصادقيّة مما اضطره إلى الاستقالة من القضاء والعودة إلى التدريس متطوعا بجامع الزيتونة وفي سنة 1907 م نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بالجامع ثم عين بعدها بالمدرسة الصادقيّة."وهي من الأعمال الأولى الدالة على شجاعته ووطنيّته وحبه لبلاده".
    استقر الشيخ الأزهريّ بمصر سنة 1920 أين تحصل على شهادة العالميّة من الأزهر والجنسيّة المصريّة ليمكث في مصر حتى وفاته. أمر الملك فؤاد الأول بتعيين الخضر حسين مدرسا بالجامع الأزهر وامتحن بالرواق ونال شهادة وقد أسهم الإمام في تطوير التعليم في مدارس الأزهر وتعزيز دورها في نشر العلم والمعرفة. اختير للتدريس في قسم التخصص بالأزهر، وهو ما يدل على مدى علمه وتقديره، إذ لا يدرس في الأزهر آنذاك إلا كبار العلماء."بعد الاطلاع على المرسوم بقانون رقم 62 لسنة 1932 بإعادة تنظيم الجامع الأزهر والقوانين المعدّلة له، وبناء على ما عرضه رئيس مجلس الوزراء وموافقة رأي هذا المجلس" .
    ج- برامج التعليم ومقرّراته: أكّد الخضر ضرورة أن يكون الدين مادّة أساسيّة. وذلك شأنه شأن بعض اللّغات الأجنبيّة- على الأقل، وأن يكون هذا التعليم عاما يشمل كل دور من أدوار التعليم. بالإضافة إلى أنه شدّد على أهميّة تعديل مناهج التعليم على أن يناسب التعديل حال التلاميذ في سنهم وتفكيرهم، وفي نوع دراستهم ومستقبلهم. ولا بد وأن يكون التعليم عمليا ويحرص على الالتزام بالشعائر الدينيّة؛ من حيث الأخلاق، والحشمة، وحسن الزيّ، واحترام المعلمين، وغير ذلك. وقد نادى بدراسة التاريخ الإسلاميّ دراسة حيّة واسعة بحيث تطبع في نفس التلميذ طابعا لا ينمحي؛ من الاعتزاز بدينه، والاعتداد بأسلافه، والإجلال لأبطال أمته، والطموح إلى ترسم آثار السلف الصالح في التوثب والنهوض، والتشبّه بهم في كافة مناحي الحياة الحقة. وطالب بمناقشة الطلاّب حتى يتضح مقدار فهمهم جليّ، ولتكون هذه المناقشة من دواعي مواظبتهم على الدروس، وإقبالهم على ما يقرّر الأستاذ؛ ليكونوا من كلّ ما يلقيه على بيّنة.
    المبحث الثالث: العلماء:
    ولقب العلماء هنا يؤخذ بمعناه الواسع أي كلّ من حمل علما بما في ذلك حملة علم الأدب. إذ يُعدّ الأدب والعلم من الأدوات الأساسيّة التي ينبغي اعتماده لكلّ من فكّر في خوض مرمّة الإصلاح، حيث يمكن للأدب أن يلهم ويحفز، وللعلم أن يوجّه ويصحّح.
    يؤكّد الإمام أهمّيّة الجمع بين الجانبين لتحقيق تقدّم متوازن يراعي البعد الروحيّ والمادّيّ للحياة. يتناول الإمام محمّد الخضر حسين في كتابه رسائل الإصلاح، دور الأدباء والعلماء في عمليّة الإصلاح الثقافيّ والاجتماعيّ. إذ يعتبر الأدباء والعلماء جزءا لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعيّ، ويرى لهم تأثيرا كبيرا في تشكيل الوعي والفكر. يشير الإمام إلى أنّ الأدباء يجب أن يستخدموا قلمهم للدفاع عن القيم الأخلاقيّة ونشر المعرفة، بينما يجب على العلماء نقل المعرفة بأمانة ودقّة، والعمل على تجديد الفكر الإسلاميّ وتطويره لمواجهة التحدّيات المعاصرة. ولكنّ لقب العالم لا يعطى لمن هبّ ودبّ. فللعلماء شروط ينبغي أن تتحقّق فيهم حتّى يعوّل عليهم في مشروع الإصلاح.
    أ- خصائص العلماء: يتميّز العالم المصلح بمجموعة من الخصائص الواعية التي تمكّنه من فهم الواقع والتأثير فيه بشكل إيجابيّ. ومن هذه الخصائص:
    أولا الرسوخ في معرفة الناس إذ يجب على العالم المصلح أن يكون لديه فهم عميق لأحوال الناس وطباعهم وتنوّعهم واختلافهم "فلا يستقيم النظر في الوقائع إلّا لمن يتّصل بالناس ويرسخ في معرفة أحوال المجتمع"

    ثانيا الوعي بالواقع إذ ينبغي أن يكون العالم المصلح واعيا بالواقع الذي يعيش فيه الناس، وأن يكون قادرا على التعامل مع التحدّيات الراهنة. والتاريخ يملأ آذاننا بأسماء رجال أحرزوا بعلمهم الزاخر مكانة تكفيهم لأن يعيشوا بين الناس في هناءة وإجلال"
    ثالثا القدرة على التجديد فيجب أن يتمتّع العالم المصلح بالقدرة على تجديد الفكر الإسلاميّ وتقديم حلول مبتكرة تتوافق مع الشريعة وتلبّي احتياجات العصر. وقد لخصها الخضر حسين في ثلاثة تيارات أولها "التيار الذي يهدف إلى تجديد الفكر الديني ، وإلى نشر التعليم والتربية؛ باعتبار أن نشر التعليم والتربية هو خطوة أساسية أولى في نشر الوعي والتقدم، والخروج من التخلف بصفة عامة" .



  • الصبر والحلم : يعتبر الصبر والحلم من الصفات الضرورية للعالم المصلح ، حيث يتعامل مع مختلف الشخصيات والأفكار بصبر وتفهم. قال الخضر في هذا السياق: "هدى الأنبياء الذي أمر الله النبي - صلّى الله عليه وسلم - بالاقتداء به ظاهر في معنى ما يكون حقّا وكمالا ممّا لا تختلف فيه الشرائع , كأصول الدين، وما يرجع إلى الأخلاق الكاملة، والآداب الرفيعة، من نحو: الصبر والشكر، والحلم والزهد والعزم، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتضرّع إلى الله في كلّ حال" .

  • الإخلاص والأمانة : يجب أن يتحلى العالم المصلح بالإخلاص في نيته والأمانة في نقل العلم، وأن يكون هدفه الأساسي هو مصلحة الأمة. والإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانة، ويربط على قلبه ، فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية، وكثير من العقبات التي تقوم دون بعض المشاريع لا يساعدك على العمل لتذليلها إلا الإخلاص ، ولولا الإخلاص يضعه الله في نفوس زاكيات؛ لحرم الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات" .)
    هذه الخصائص تجعل من العالم المصلح شخصية مؤثرة وقادرة على قيادة مشروع الإصلاح والتنمية في المجتمع.
    ب- العلاقات بين العلماء

  • التأسيس: تُعد الإصلاحات التربويّة ركيزة أساسيّة لتطوير المجتمعات وبناء جيل قادر على مواجهة تحديّات المستقبل. في هذا الإطار، تلعب المنظمات والجبهات المختلفة دورًا حيويًّا في دعم وتعزيز هذه الإصلاحات. تأسيس جبهة دفاع عن الإصلاح التربوي يمكن أن يكون خطوة مهمّة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث تعمل هذه الجبهة كمنصّة للتوعية بأهمّيّة التعليم النوعيّ وتحفيز المجتمع على المشاركة الفعّالة في العمليّة التربويّة. من خلال تنظيم الحملات، وتقديم المقترحات البناءة، والضغط على صناع القرار، تسعى جبهة الدفاع إلى إحداث تغيير إيجابيّ يسهم في تطوير مناهج التعليم وتحسين بيئة التعلم، مما ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم وكفاءة الخريجين.إذ" تسعى الجبهة لتحقيق أغراضها بجميع الوسائل المشروعة كإنشاء صحف وفتح أندية... وترفع الاحتجاجات وتنور الأذهان بالخطب، والمقالات "

  • التشاور: اتّبع الخضر طريقًا معتدلًا، وعمل على تطوير المناهج التعليميّة وإرساء دعائم التربيّة بين الطلّاب. كان يهدف إلى إخراج أجيال قادرة على حمل لواء الإسلام ورفع قدر الأمّة الإسلاميّة.
    على الرغم من أنه لم يكن صاحب نظريات تربويّة محددة، إلا أن أفكاره التربويّة الإصلاحيّة كانت واضحة في كتاباته. تناول الامام موضوعات التعليم والتربية في كتبه، وقدم نصائح وتوجيهات للطلاب والمعلمين. كان يؤمن بأهمّيّة تطوير المناهج وتحفيز الفهم والتفكير النقديّ. "أبرز الشيخ محمّد الخضر حسين منافع التربية المتشبّعة بما جاء في كتاب الله من المواعظ الحسنة، والإرشادات الصحيحة"


بالإضافة إلى ذلك، أسّس الشيخ محّمد الخضر حسين مجلّة “السعادة العظمى”، والتي تناولت موضوعات تربويّة واجتماعيّة. كانت هذه المجلّة منصة لتبادل الأفكار والتشاور بين العلماء والمثقفين و قد شملت العديد من المواضيع إذ تعد " أوّل مجلّة عربيّة تظهر في تونس، وكان يحرر أغلب مقالاتها، وينشر فيها مختلف المواضيع المتعلّقة بالشريعة والأخلاق، واللّغة والآداب، والتفسير، والفتوى، والرّحلات، إلى غير ذلك من المواضيع الهادفة إلى إصلاح المجتمع، وترقية المسلمين."


يُعتبر دور التكريم في الإصلاح عند الشيخ محّمد الخضر حسين جوهريًا ومحوريًا. فقد كان يرى أن تكريم العلماء والمصلحين يُعدُّ تقديرًا لجهودهم في نشر العلم والمعرفة، وهو بمثابة تحفيز لهم على مواصلة مسيرة الإصلاح والتجديد في المجتمع الإسلاميّ.
كان الشيخ يؤكد على أن العلماء هم القادة الحقيقيون للأمّة، وأن تكريمهم يُعزز من مكانتهم ويُسهم في رفع شأن العلم وأهله. ومن خلال تكريم العلماء، يُمكن تعزيز الوعي بأهمّيّة العلم ودوره في الإصلاح الشامل للمجتمعات.
وفقًا لأفكاره، فإن العلماء المكرمين يُصبحون قدوة للآخرين، ويُلهمون الناس للسعي نحو التميز والإبداع في مختلف المجالات. وبهذا، يُساهم تكريم العلماء في خلق بيئة محفزة على الإبداع والتطور، وهو ما يُعدُّ أساسيًا لأي عمليّة إصلاحيّة ناجحة.
لذا، يُمكن القول إن دور التكريم في فكر الشيخ محمّد الخضر حسين لا يقتصر على مجرد الاعتراف بالجهود، بل هو استراتيجيّة فعّالة لتحقيق الإصلاح الدينيّ والاجتماعيّ والثقافيّ في الأمّة الإسلاميّة و يبرز هذا في خطبة الأستاذ عبد المنعم خلاف في قوله "والواقع أنّ هنا مَنْ هم أحقُّ بالتكريم منا... فما يُكرم النبات لنموه وازدهاره، وإنما تُكرم الأيدي التي تعهدته وحاطته" .
كان الشيخ محمّد الخضر حسين، رحمه الله، شخصية بارزة في الفكر الإسلاميّ والتربويّ، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا للتواصل والتفاعل بين العلماء. في فكره، يُعد التراسل والتدارس بين العلماء أساسًا لتطوير المعرفة ونشر الوعي، وهو ما يُمكن أن يُسهم في إصلاح المجتمع وتقدمه. كان يرى أن العلماء يجب أن يتشاركوا في معارفهم وأفكارهم من خلال النقاشات العلميّة والمؤتمرات والمراسلات، مما يُعزز من روح الأخوة والتعاون في سبيل رفعة الأمّة.
وقد كان له دور فعّال في تشجيع الحوار بين العلماء من مختلف الأقطار، مؤمنًا بأن هذا التبادل المعرفيّ لا يقتصر على تنمية الفكر الفرديّ فحسب، بل يُساهم أيضًا في تعزيز الوحدة الفكريّة والثقافيّة بين المسلمين. ومن خلال مؤلفاته ومراسلاته، نجد أنه كان يحث العلماء على الاجتماع والتشاور، وتبادل الخبرات والمعلومات، مع الحرص على احترام الآراء المختلفة والتعامل معها بروح من البحث عن الحقيقة والتوصّل إلى الأفضل. "وأمنيتنا في تحرير هذا المقال أن يستمر العلماء على الألفة والتوادد؛ حتى يمكنهم القيام بأمر الدعوة إلى الدين الحق على كمل وجه، ويحافظون على أدب البحث مادام المخالف طالباً للحق بقلب سليم، أو مادام ذو الرأي لم يخرج عن دائرة الإسلام المعروفة بين المسلمين."
إنّ التاريخ الإسلاميّ غنيّ بالتبادل العلميّ والثقافيّ بين مختلف الأقاليم، قد ساهم العلماء في تعزيز العلاقات كالعلاقات الثقافيّة والعلمّية بين المغرب والمشرق العربي." فالمغرب والمشرق كانا عبر التاريخ متلاحمين متواصلين"
ج- أنشطة العلماء ورحلاتهم
طالما كان العلماء مصابيح الأمّة، ينيرون دروب العقول والقلوب بنور العلم والمعرفة. لم تقتصر مهامهم على التدريس والتأليف فحسب، بل تعدتها إلى الإصلاح الاجتماعيّ والثقافيّ. إنّ أنشطة العلماء في الإصلاح تمثلت في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، والعمل على إحياء السنن ومحاربة البدع.إذ كانوا يسافرون عبر البلدان، يتبادلون الخبرات، وينقلون العلوم، مما أدى إلى تكوين شبكة واسعة من العلاقات العلميّة التي ساهمت في توحيد الأمّة وتقوية أواصرها."فيرحل العالم أو الاديب من وطنه وهو يحمل علماً غزيراً، أو يتحلى بأدب سني، وينزل بين جماعات من بلاد مختلفة، فيرونه مثالاً لأهل العلم والأدب من قومه، فيرتفع شأن قومه في أنظارهم، هذا إلى ما يصفه لهم من محاسن قومه، أو ينقله إليهم من ثمرات أفكارهم"
إذ كان دور العلماء في الإصلاح جليًّا في مواجهة التحدّيات التي تعترض الأمّة، من خلال تقديم الحلول العمليّة والنظريّات الإصلاحيّة التي تستند إلى الكتاب والسنّة. وقد كانت رحلاتهم في طلب العلم ونشره تجسيدًا للترابط الحضاريّ بين مختلف أقطار العالم الإسلاميّ، وتأكيدًا على أن العلم لا حدود له وأن الإصلاح مسؤوليّة جماعيّة تتعدى الزمان والمكان.
خاتمة الفصل الاوّل :
في ختام هذا الفصل الذي تناولنا فيه جوانب متعدّدة من العلم والتعليم ودور العلماء، نستخلص أهمّيّة العلوم الشرعيّة والتجريبيّة في بناء مجتمع متوازن يجمع بين روح الدين ومنهج العقل. لقد أظهرنا كيف أنّ علم الطبّ والتاريخ والجغرافيا والخطابة يشكلون أساسًا لفهم العالم من حولنا والتفاعل معه بوعي ومسؤوليّة
تطرقنا أيضًا إلى التعليم كأداة للتنمية والإصلاح، مستعرضين دور الخضر كنموذج للمشغل التعليميّ، والفضاءات التعليميّة التي تسهم في صقل العقول وتنمية المهارات. ولم نغفل عن برامج التعليم ومقرراته التي تعدّ اللبنة الأساسيّة لتكوين جيل واعٍ ومتعلم.
وأخيرًا، نوهنا بالعلماء، تلك الشخصيات التي تحمل على عاتقها مسؤوليّة البحث والتعليم والإصلاح. تناولنا خصائصهم والعلاقات بينهم وأنشطتهم ورحلاتهم التي تعد مصدر إلهام للأجيال القادمة.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Deputy Project ...

Deputy Project Manager for Construction Equipment Procurement, he is an essential part of ensuring t...

Both hydrogen a...

Both hydrogen atoms at position 5 must be substituted for maximal activity due to susceptibility to ...

The 19th centur...

The 19th century Industrial Revolution drastically changed the lives of the peasants of England. Man...

دراسة شيخي غنية...

دراسة شيخي غنية، شيخي خديجة ) 2018 ( بعنوان:" دور تكامل نظم المعلومات في ترشيد مراحل عملية اتخاذ الق...

Much of what is...

Much of what is most important about management is interpersonal, how we deal with others. Awareness...

وتعتبر هذه السم...

وتعتبر هذه السمة هي أبرز سمات لغة الإعلام وأكثرها بروزاً، ويرجع ذلك إلى طبيعة وسائل الإعلام من ناحية...

At the time the...

At the time the Portuguese were present in the gulf there were three regional powers with which it h...

نسير في دروب ال...

نسير في دروب الحياة، نتعثر وننهض نضيء عتمة دروبنا بنور المعرفة، ونكتشف كنوزا دفينة في أعماق ذواتنا. ...

يتميز النموذج ا...

يتميز النموذج الخطي بأنه يمكن اختزانه على مساحة محدودة من الأسطوانة الصلبة، وهو ما يجعل سرعة تنفيذ ا...

الخطأ المعياري ...

الخطأ المعياري للقياس : ولتفسير تختلف الامتحان وهي لو فحصنا طالبا عدة مرات باختبار ما في جلسات متفرق...

Reaching a suit...

Reaching a suitable site: Although tissue specificity still remains one of the unsolved problems in...

Background Pro...

Background Processes can execute concurrently دحاو تقو يف تايلمعلا ذيفنت نكمي May be interrupted ...