لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (61%)

تابع الانتاج الفلسفي
المشكلة الجزئية الخامسة
هل مذهب التعليم او " الباطنية "يرشدنا الى الحقيقة ؟. علمت ان ذلك ايضا ، غير واف بكمال الغرض ، وكان قد نبغت نابغة التعليمية ، وشاع بين الخلق تحدثهم بمعرفة معنى الامور من جهة الامام المعصوم القائم بالحق ، فعن لي ان ابحث عن مقالاتهم لاطلع على ما في كنانتهم . ثم اتفق ان ورد علي امر جازم من حضرة الخلافة ، بتصنيف كتاب يكشف عن حقيقة مذهبهم . فلم يسعني مدافعته وصار ذلك مستحدثا من خارج – ضميمة للباعث الاصلي من الباطن- فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتهم وكان قد بلغني بعض كلماتهم المستحدثة التي ولدتها خواطر اهل العصر. حتى انكر علي بعض اهل الحق مبالغتي في تقرير حجتهم ؛ فقال : "هذا سعي لهم ، وهذا الانكار من وجه حق ، فقد انكر احمد بن حنبل على الحارث المحاسبي ، تصنيفه في الرد على المعتزلة؛ فبم تأمن ان يطالع الشبهة من يعلق ذلك بفهمه ، ولا يلتفت الى الجواب ، " . ولكن في شبهة لو تنشر ولم تشتهر . فأما اذا انتشرت فالجواب عنها واجب ، نعم ، ولم اتكلف انا ذلك ، وانتحل مذهبهم ، ثم ذكر تلك الحجة وحكاها عنهم ، فلذلك اوردتها ، فلذلك قررتها . ولكن شدة التعصب ، دعت الذابين عن الحق الى تطويل النزاع معهم في مقدمات كلامهم ، والى مجاحدتهم في كل ما نطقوا به ، وفي دعواهم انه : " لا يصلح كل معلم ، بل لا بد من معلم معصوم " . وظهرت حجتهم في اظهار الحاجة الى التعليم والتعلم ، وضعف قول المنكرين في مقابلته ، فاغتر بذلك جماعة وظنوا ان ذلك من قوة مذهبهم وضعف مذهب المخالفين لهم ؛ ولم يفهموا ان ذلك لضعف ناصر الحق وجهله بطريقه ؛ بل الصواب الاعتراف بالحاجة الى المعلم ، ولكن معلمنا المعصوم هومحمدصلى الله عليه وسلم . فاذا قالوا :" هو ميت ، فنقول : " ومعلمكم غائب " ؛ وهو ينتظر مراجعتهم ان اختلفوا او اشكل عليهم مشكل " ، لا يضر موت المعلم كما لا تضر غيبته. *فبقى قولهم :" كيف تحكمون فيم لم تسمعوه ؟ ابالنص ولم تسمعوه ، ام بالاجتهاد والراي وهو مظنة 55الخلاف ؟ فنقول :" نفعل ما فعلهمعاذ اذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن: ان نحكم بالنص عند وجود النص وبالاجتهاد عند عدمه ؛ بل كما يفعله دعاتهم اذا بعدوا عن الامام الى اقاصي البلاد اذ لا يمكنه ان يحكم بالنص . فان النصوص المتناهية لا تستوعب الوقائع غير المتناهية ، ولا يمكنه الرجوع في كل واقعة الى بلدة الامام ، والى ان يقطع المسافة ويرجع فيكون المستفتي قد مات ، وفات الانتفاع بالرجوع . ليس له طريق . الا ان يصلي بالاجتهاد ، فيفوت وقت الصلاة . فإذن جازت الصلاة الى غير القبلة بناء على الظن . ويقال :" ان المخطئ في الاجتهاد له اجر واحد وللمصيب اجران " :57 فكذلك في جميع المجتهدات ، وكذلك امر صرف الزكاة الى الفقير ؛ وهو غني باطنا بإخفائه ماله ، لأنه لم يؤخذ الا بموجب ظنه . فأقول :" هو مأمور باتباع ظن نفسه ، وان خالفه غيره"؛ فان قال: فالمقلد يتبع ابا حنيفة او الشافعي رحمهما الله ، ام غيرهما ؟ فأقول : " فالمقلد في القبلة عند الاشتباه ، اذا اختلف عليه المجتهدون كيف يصنع ؟ فسيقول :" له مع نفسه اجتهاد في معرفة الافضل الاعلم بدلائل القبلة ، فكذلك في المذاهب ". مع العلم بانهم قد يخطؤون، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انا احكم بالظاهر والله يتولى السرائر"؛ وربما اخطأ فيه . ولا سبيل الى الامن من الخطأ للأنبياء في مثل هذه المجتهدات ، المخطئ ؛ فكيف السبيل اليه ؟ فأقول :" قواعد العقائد يشتم عليها
يُعرف الحق فيه بالوزن بالقسطاس المستقيم ، وهي الموازين التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، وهي خمسة ، لأني استخرجته من القران وتعلمته منه ، ولا يُخالف اهل المنطق ، لأنه موافق لما شرطوه في المنطق ، وغير مخالف له ولا يُخالف فيه المتكلم لأنه موافق لما يذكره في ادلة النظريات ، وبه يُعرف الحق في الكلاميات فان قال :" فان كان في يدك مثل هذا الميزان، لو اصغوا ، ولا يصغون اليه بأجمعهم . بل قد اصغى الي طائفة . فرفعت الخلاف بينهم ، وامامك يريد رفع الخلاف بينهم مع عدم اصغائهم ، فلم لم يرفع الى الان ؟ ولم لم يرفع علي رضي الله؟عنه ، وتخريب البلاد ، وقطع الطرق ، والاغارة على الاموال . والاختلافات المتقابلة ، لم يُلزمه الاصغاء اليك دون خصمك ، واكثر الخصوم يخالفونك ، ولا فرق بينك وبينهم " . وهذا هو سؤالهم الثاني فأقول: " هذا اولا فينقلب عليك ، فانك اذا دعوت هذا المتحير : بم صرت اولى من مخالفيك ، بماذا تجيب ؟ أتجيب بان تقول : امامي منصوص عليه ؟ فمن يصدقك في دعوى النص ، وهو لم يسمع النص من الرسول ؟ وانما يسمع دعواك مع تطابق اهل العلم على اختراعك وتكذيبك . ثم هب انه سلم لك النص ، فان كان متحيرا في اصلالنبوة، فقال :" هب ان امامك يدلي بمعجزة عيسى عليه السلام ، فأحياه فناطقني بانه محق فبماذا اعلم صدقه ؟ " . ولم يعلم كافة الخلق صدق عيسى عليهالسلامبهذه المعجزة ، بل عليه من الأسئلة المشكلة ما لا يدفع الا بتحقيق النظر العقلي ؛ ولا يعرف دلالة المعجزة على الصدق ، ما لم يعرف السحر والتمييز بينه وبين المعجزة ، وما لم يعرف ان الله لا يضل عباده . وسؤال الاضلال وعُسر تحرير الجواب عنه مشهور ، فبماذا تدفع جميع ذلك ؟ ولم يكن امامك اولى بالمتابعة من مخالفه ، لو اجتمع اولهم واخرهم على ان يجيبوا عنه جوابا ، لم يقدروا عليه . وانما نشا الفساد من جماعة من الضعفاء ناظروهم ، وذلك مما يطول فيه الكلام، وما لايسبق سريعا الى الافهام ، فلا لا يصلح للإقحام. فهل عنه جواب ؟ فأقول نعم . جوابه ان المتحير لو قال : انا متحير، يقال له : انت كمريض يقول : ولا يُعين مرضه ويطلب علاجه ، فيقال له ليس في الوجود علاج للمرض المطلق ، بل لمرض معين : من سداع او اسهال او غيرهما . فكذلك المتحير ينبغي ان يعين ما هو متحير فيه ، فان عين المسالة عرفته الحق فيها بالوزن بالموازين الخمسة التي لا يفهمها احد الا ويعترف انه الميزان الحق الذي يوثق بكل ما يوزن به ، صحة الوزن كما يفهم متعلم علم الحساب نفس الحساب ، وكون المحاسب المعلم عالما بالحساب وصادقا فيه ز وقد اوضحت ذلك في كتاب القسطاس المستقيم في مقدار عشرين ورقة ؛ وليس المقصود الان بيان فساد مذهبهم ؛ وفي كتاب حجة الحق ثانيا ؛ وهو جواب كلام لهم ، وفي كتاب مفصل الخلاف الذي هو اثنا عشر فصلا ثالثا ؛ وهو جواب كلام عرض علي بهمذان ؛ وهو من ركيك كلامهم الذي عرض علي بطوس ؛ وهو كتاب مستقل ، مقصوده بيان ميزان العلوم واظهار الاستغناء عن الامام المعصوم لمن احاط به ؛ طال ما جاريناهم فصدقناهم في الحاجة الى التعليم والى المعلم المعصوم . فلما عجزوا ، ولم يتعلموا منه شيئا اصلا كالمتضمخ 60 بالنجاسة يتعب في طلب الماء ، حتى اذا وجده لم يستعمله وبقى متضمخا بالخبائث . وهو رجل من قدماء الاوائل ومذهبه ارك مذاهب الفلسفة ؛ وهو على التحقيق حشو الفلسفة
فالعجب ممن يتعب طول العمر في طلب العلم ثم يقنع بمثل ذلك اعلم الركيك المستغث ويظن بانه ظفر بأقصى مقاصد العلوم ، فرجع حاصلهم الى استدراج العوام وضعفاء العقول ببيان الحاجة الى المعلم ومجادلتهم في انكارهم الحاجة الى التعليم بكلام قوي مفحم ، حتى اذا ساعدهم على الحاجة الى المعلم مساعدة ، وقال هات علمه ، وقف وقال : الان اذا سلمت لي هذا فاطلبه ؛ اذا علم انه لو زاد على ذلك ،


النص الأصلي

تابع الانتاج الفلسفي
المشكلة الجزئية الخامسة
هل مذهب التعليم او " الباطنية "يرشدنا الى الحقيقة ؟.
ثم اني لما فرغت من علم الفلسفة وتحصيله وتفهمه وتزييف ما يزيف منه ، علمت ان ذلك ايضا ،غير واف بكمال الغرض ،وان العقل ليس مستقلا بالإحاطة بجميع المطالب ، ولا كاشفا للغطاء عن جميع المُعضلات . وكان قد نبغت نابغة التعليمية ، وشاع بين الخلق تحدثهم بمعرفة معنى الامور من جهة الامام المعصوم القائم بالحق ، فعن لي ان ابحث عن مقالاتهم لاطلع على ما في كنانتهم . ثم اتفق ان ورد علي امر جازم من حضرة الخلافة ، بتصنيف كتاب يكشف عن حقيقة مذهبهم . فلم يسعني مدافعته وصار ذلك مستحدثا من خارج – ضميمة للباعث الاصلي من الباطن- فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتهم وكان قد بلغني بعض كلماتهم المستحدثة التي ولدتها خواطر اهل العصر. لا على المنهاج المعهود من سلفهم فجمعت تلك الكلمات ، ورتبتها ترتيبا محكما مقارنا للتحقيق ، واستوفيت الجواب عنها ، حتى انكر علي بعض اهل الحق مبالغتي في تقرير حجتهم ؛ فقال : "هذا سعي لهم ، فانهم كانوا يعجزون عن نصرت مذهبهم بمثل هذه الشبهات لولا تحقيقك لها ، وترتيبك اياها ". وهذا الانكار من وجه حق ، فقد انكر احمد بن حنبل على الحارث المحاسبي ، تصنيفه في الرد على المعتزلة؛ فقال الحارث :" الرد على البدعة فرض " ، فقال احمد:" نعم ، ولكن حكيت شبهتهم اولا ، ثم اجبت عنها ؛ فبم تأمن ان يطالع الشبهة من يعلق ذلك بفهمه ، ولا يلتفت الى الجواب ، او ينظر في الجواب ولا يفهم كنهه ؟." . وما ذكره احمد بن حنبل حق ، ولكن في شبهة لو تنشر ولم تشتهر . فأما اذا انتشرت فالجواب عنها واجب ، ولا يمكن الجواب عنها الا بعد الحكاية . نعم ، ينبغي الا يتكلف لهم شبهة لم " يتكلفوها " ؛ ولم اتكلف انا ذلك ، بل كنت قد سمعت تلك الشبهة من واحد من اصحابي المختلفين الي بعد ان كان قد التحق بهم ؛ وانتحل مذهبهم ، وحكى انهم يضحكون على تصانيف المصنفين في الرد عليهم بانهم لم يفهموا بعد حجتهم . ثم ذكر تلك الحجة وحكاها عنهم ، فلم ارضى لنفسي ان يظن بي الغفلة عن اصل حجتهم ، فلذلك اوردتها ، ولا ان يظن بي اني – وان سمعتها – لم افهمها ؛ فلذلك قررتها .والمقصود "هو" اني قررت شبهتهم الى اقصى الامكان ، ثم اظهرت فسادها بغاية البرهان* والحاصل انه لا حاصل عند هؤلاء ، ولا طائل لكلامهم . ولولا سوء نصرة الصديق الجاهل ، لما انتهت تلك البدعة – مع ضعفها – الى هذه الدرجة ؛ ولكن شدة التعصب ، دعت الذابين عن الحق الى تطويل النزاع معهم في مقدمات كلامهم ، والى مجاحدتهم في كل ما نطقوا به ، فجاحدوهم في دعواهم الحاجة الى التعليم والمعلم ، وفي دعواهم انه : " لا يصلح كل معلم ، بل لا بد من معلم معصوم " . وظهرت حجتهم في اظهار الحاجة الى التعليم والتعلم ، وضعف قول المنكرين في مقابلته ، فاغتر بذلك جماعة وظنوا ان ذلك من قوة مذهبهم وضعف مذهب المخالفين لهم ؛ ولم يفهموا ان ذلك لضعف ناصر الحق وجهله بطريقه ؛ بل الصواب الاعتراف بالحاجة الى المعلم ، وانه لابد وان يكون المعلم معصوما ، ولكن معلمنا المعصوم هومحمدصلى الله عليه وسلم . فاذا قالوا :" هو ميت ، فنقول : " ومعلمكم غائب " ؛ فاذا قالوا :" معلمنا قد علم الدعاة وبثهم في البلاد ، وهو ينتظر مراجعتهم ان اختلفوا او اشكل عليهم مشكل " ، فنقول :" ومعلمنا قد علم الدعاة وبثهم في البلاد واكمل التعليم اذ قال الله تعالى :( اليوم اكملت لكم دينكم " واتممت عليكم نعمتي ).وبعد كمال التعليم ، لا يضر موت المعلم كما لا تضر غيبته.*فبقى قولهم :" كيف تحكمون فيم لم تسمعوه ؟ ابالنص ولم تسمعوه ، ام بالاجتهاد والراي وهو مظنة 55الخلاف ؟ فنقول :" نفعل ما فعلهمعاذ اذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن: ان نحكم بالنص عند وجود النص وبالاجتهاد عند عدمه ؛ بل كما يفعله دعاتهم اذا بعدوا عن الامام الى اقاصي البلاد اذ لا يمكنه ان يحكم بالنص . فان النصوص المتناهية لا تستوعب الوقائع غير المتناهية ، ولا يمكنه الرجوع في كل واقعة الى بلدة الامام ، والى ان يقطع المسافة ويرجع فيكون المستفتي قد مات ، وفات الانتفاع بالرجوع . فمن اشكلت عليه القبلة ، ليس له طريق . الا ان يصلي بالاجتهاد ، اذ لو سافر الى بلدة الامام لمعرفة القبلة ، فيفوت وقت الصلاة . فإذن جازت الصلاة الى غير القبلة بناء على الظن . ويقال :" ان المخطئ في الاجتهاد له اجر واحد وللمصيب اجران " :57 فكذلك في جميع المجتهدات ، وكذلك امر صرف الزكاة الى الفقير ؛ فربما يظنه فقيرا باجتهاده ، وهو غني باطنا بإخفائه ماله ، فلا يكون مؤاخذا به وان اخطأ ، لأنه لم يؤخذ الا بموجب ظنه . فان قال : " ظن مخالفه " ، فأقول :" هو مأمور باتباع ظن نفسه ، كالمجتهد في القبلة يتبع ظن نفسه،وان خالفه غيره"؛فان قال: فالمقلد يتبع ابا حنيفة او الشافعي رحمهما الله ،ام غيرهما ؟ فأقول : " فالمقلد في القبلة عند الاشتباه ، اذا اختلف عليه المجتهدون كيف يصنع ؟ فسيقول :" له مع نفسه اجتهاد في معرفة الافضل الاعلم بدلائل القبلة ، فيتبع ذلك الاجتهاد ؛ فكذلك في المذاهب ".
فردالخلق الى الاجتهاد "هو" ضرورة الانبياء والائمة ، مع العلم بانهم قد يخطؤون، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انا احكم بالظاهر والله يتولى السرائر"؛اي انا احكم بغالب الظن الحاصل من قول الشهود ، وربما اخطأ فيه . ولا سبيل الى الامن من الخطأ للأنبياء في مثل هذه المجتهدات ، فكيف يطمع في ذلك ؟
ولهم هاهنا سؤالان : احدهما قولهم : " هذا وان صح في المجتهدات فلا يصح في قواعد العقائد
المخطئ ؛فيه غير معذور ، فكيف السبيل اليه ؟ فأقول :" قواعد العقائد يشتم عليها
الكتاب والسنة ؛ وما وراء ذلك من التفاصيل والمتنازع فيه ، يُعرف الحق فيه بالوزن بالقسطاس المستقيم ، وهي الموازين التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، وهي خمسة ، ذكرتها في كتاب " القسطاس المستقيم " .فان قال : " خصومك يخالفونك في ذلك الميزان "؛ فأقول :" لا يتصور ان يفهم ذلك الميزان ثم يُخالف فيه ، اذ لا يُخالف فيه اهل التعليم ، لأني استخرجته من القران وتعلمته منه ، ولا يُخالف اهل المنطق ، لأنه موافق لما شرطوه في المنطق ، وغير مخالف له ولا يُخالف فيه المتكلم لأنه موافق لما يذكره في ادلة النظريات ، وبه يُعرف الحق في الكلاميات فان قال :" فان كان في يدك مثل هذا الميزان، فلما لا ترفع الخلاف بين الخلق ؟" فأقول : " لو اصغوا الي لرفعت الخلاف بينهم ؛ و"لقد"ذكرت طريق رفع الخلاف في كتاب "القسطاس المستقيم" فتأمله لتعلم انه حق ؛ وانه يرفع الخلاف قطعا ، لو اصغوا ، ولا يصغون اليه بأجمعهم . بل قد اصغى الي طائفة . فرفعت الخلاف بينهم ، وامامك يريد رفع الخلاف بينهم مع عدم اصغائهم ، فلم لم يرفع الى الان ؟ ولم لم يرفع علي رضي الله؟عنه ، وهو راس الائمة ؟ او يدعي انه يقدر على حمل كافتهم على الاصغاء قهرا ، فلم لم يحملهم الى الان ولأي يوم اجله ؟ وهل حصل بين الخلق بسبب دعوته الا زيادة خلاف وزيادة مخالف ؟نعم كان يُخشى من الخلاف نوع من الضرر لا ينتهي الى سفك الدماء ، وتخريب البلاد ، وقطع الطرق ، والاغارة على الاموال . وقد حدث في العالم من بركات رفع الخلاف من الخلاف ما لم يكن بمثله عهد" . فان قال " ادعيت انك ترفع الخلاف بين الخلق ولكن المتحير بين المذاهب المتعارضة ، والاختلافات المتقابلة ، لم يُلزمه الاصغاء اليك دون خصمك ، واكثر الخصوم يخالفونك ، ولا فرق بينك وبينهم " . وهذا هو سؤالهم الثاني فأقول: " هذا اولا فينقلب عليك ، فانك اذا دعوت هذا المتحير : بم صرت اولى من مخالفيك ، واكثر اهل العلم يخالفونك ؟ فليت شعري . بماذا تجيب ؟ أتجيب بان تقول : امامي منصوص عليه ؟ فمن يصدقك في دعوى النص ، وهو لم يسمع النص من الرسول ؟ وانما يسمع دعواك مع تطابق اهل العلم على اختراعك وتكذيبك . ثم هب انه سلم لك النص ، فان كان متحيرا في اصلالنبوة، فقال :" هب ان امامك يدلي بمعجزة عيسى عليه السلام ، فيقول :الدليل على صدقي اني احيي اباك ، فأحياه فناطقني بانه محق فبماذا اعلم صدقه ؟ " . ولم يعلم كافة الخلق صدق عيسى عليهالسلامبهذه المعجزة ، بل عليه من الأسئلة المشكلة ما لا يدفع الا بتحقيق النظر العقلي ؛ والنظر العقلي لا يوثق به عندك ، ولا يعرف دلالة المعجزة على الصدق ، ما لم يعرف السحر والتمييز بينه وبين المعجزة ، وما لم يعرف ان الله لا يضل عباده . وسؤال الاضلال وعُسر تحرير الجواب عنه مشهور ، فبماذا تدفع جميع ذلك ؟ ولم يكن امامك اولى بالمتابعة من مخالفه ، فيرجع الى الادلة النظرية التي ينكرها وخصمه يُدلي بمثل تلك الادلة واوضح منها . وهذا السؤال قد انقلب عليه انقلابا عظيما ، لو اجتمع اولهم واخرهم على ان يجيبوا عنه جوابا ، لم يقدروا عليه .
وانما نشا الفساد من جماعة من الضعفاء ناظروهم ، فلم يشتغلوا بالقلب بل بالجواب ، وذلك مما يطول فيه الكلام، وما لايسبق سريعا الى الافهام ، فلا لا يصلح للإقحام. فان قال قائل : فهذا هو القلب ، فهل عنه جواب ؟ فأقول نعم . جوابه ان المتحير لو قال : انا متحير، ولم يعين المسالة التي هو متحير فيها ، يقال له : انت كمريض يقول : ولا يُعين مرضه ويطلب علاجه ، فيقال له ليس في الوجود علاج للمرض المطلق ، بل لمرض معين : من سداع او اسهال او غيرهما . فكذلك المتحير ينبغي ان يعين ما هو متحير فيه ، فان عين المسالة عرفته الحق فيها بالوزن بالموازين الخمسة التي لا يفهمها احد الا ويعترف انه الميزان الحق الذي يوثق بكل ما يوزن به ، فيفهم الميزان ويفهم منه ايضا ، صحة الوزن كما يفهم متعلم علم الحساب نفس الحساب ، وكون المحاسب المعلم عالما بالحساب وصادقا فيه ز وقد اوضحت ذلك في كتاب القسطاس المستقيم في مقدار عشرين ورقة ؛ فليُتأمل.
وليس المقصود الان بيان فساد مذهبهم ؛ فقد ذكرت ذلك في كتاب المستظهري 59اولا ؛ وفي كتاب حجة الحق ثانيا ؛وهو جواب كلام لهم ، عرض علي ببغداد ؛ وفي كتاب مفصل الخلاف الذي هو اثنا عشر فصلا ثالثا ؛ وهو جواب كلام عرض علي بهمذان ؛ وفي كتاب الدرج المرقوم بالجداول رابعا ؛ وهو من ركيك كلامهم الذي عرض علي بطوس ؛ وفي كتاب القسطاس المستقيم خامسا ؛ وهو كتاب مستقل ، مقصوده بيان ميزان العلوم واظهار الاستغناء عن الامام المعصوم لمن احاط به ؛ بل المقصود ان هؤلاء ليس معهم شيء من الشفاء المُنجي من ظلمات الآراء ، بل هم مع عجزهم عن اقامة البرهان على تعيين الامام ، طال ما جاريناهم فصدقناهم في الحاجة الى التعليم والى المعلم المعصوم . وانه الذي عينوه ثم سألناهم عن العلم الذي تعلموه من هذا المعصوم ، وعرضنا عليهم اشكالات ، فلم يفهموها فضلا عن القيام بحلها . فلما عجزوا ، احالوا عن الامام الغائب وقالوا : انه لا بد من السفر اليه . والعجب انهم ضيعوا عمرهم في طلب المعلم وفي التبجح بالظفر به ؛ ولم يتعلموا منه شيئا اصلا كالمتضمخ 60 بالنجاسة يتعب في طلب الماء ، حتى اذا وجده لم يستعمله وبقى متضمخا بالخبائث .
ومنهم من ادعى شيئا من علمهم ، فكان حاصل ما ذكره شيئا من ركيك فلسفة فيثاغورس ، وهو رجل من قدماء الاوائل ومذهبه ارك مذاهب الفلسفة ؛ ولقد رد عليه أرسطاطليس ، بل استرك كلامه واسترذله وهو المحكي في كتاب اخوان الصفا ، وهو على التحقيق حشو الفلسفة

فالعجب ممن يتعب طول العمر في طلب العلم ثم يقنع بمثل ذلك اعلم الركيك المستغث ويظن بانه ظفر بأقصى مقاصد العلوم ، فهؤلاء ايضا ، جربناهم وسبرنا ظاهرهم وباطنهم ، فرجع حاصلهم الى استدراج العوام وضعفاء العقول ببيان الحاجة الى المعلم ومجادلتهم في انكارهم الحاجة الى التعليم بكلام قوي مفحم ، حتى اذا ساعدهم على الحاجة الى المعلم مساعدة ، وقال هات علمه ، وافدنا من تعليمه ، وقف وقال : الان اذا سلمت لي هذا فاطلبه ؛ فإنما غرضي هذا القدر فقط ، اذا علم انه لو زاد على ذلك ، لافتضح ولعجز عن حل ادنى الاشكالات ؛ بل عجز عن فهمه فضلا عن جوابه .
هذه حقيقة حالهم ، فاخبرهم تقلهم 61 ، فلما خبرناهم 62 نفضنا اليد عنهم


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

وكان هناك طلب ق...

وكان هناك طلب قليل للتخطيط الحضري مـرة اخـرى ,حتـى القـرن الحـادي عشـر .بانـه لـم يكـن هنـاك عمليـة ...

A small chapel ...

A small chapel in Gaza City offers sanctuary to Palestinians, as Israeli strikes wipe out entire fam...

- ٥ العوامل الم...

- ٥ العوامل المؤثرة على نظام التعليم وسياساته توجد العديد من العوامل المؤثرة على نظام التعليم وسياسا...

MS Office Consu...

MS Office Consumer banking Banking ethics Currency and coin counter Debt and credit management Accou...

الطيور من أجمل ...

الطيور من أجمل مخلوقات الله على وجه الأرض، وأكثرها انتشارا في معظم مناطق العالم شمالا وجنوبا وشرقا و...

لقد أصبحت ثورة ...

لقد أصبحت ثورة للمعلومات والتكنولوجيا (صناعة المعلومات) أحد أهم الصناعات الحديثة في الوقت الحاضر، فه...

يتم تطبيق مفاهي...

يتم تطبيق مفاهيم الديناميكا لتحديد الزوايا والقوى المطلوبة للحفاظ على استقرار الطائرة وتلافي أي حركا...

. ويليم شكسبير ...

. ويليم شكسبير 1564-1616 ، الكاتب و المسرجي الإنجليزي الشهير ، يعتبر واحداً من أعظم الأُدباء في التا...

خرجت آن لتلعب م...

خرجت آن لتلعب مع ديانا وحددت لها ماريال نصف ساعة وتعود للبيت لكي تقوم بعملها ولكن غابت آن كثيرا فطلب...

التصفية النهائي...

التصفية النهائية للأفكار الريادية في هذه المرحلة يتم ترتيب أفضلية الأفكار التي تم تصفيتها بالمرحلة ا...

Yank: Characte...

Yank: Characters The struggle of Yank, a fireman who works aboard a Transatlantic Liner, is the su...

طبیعة الجمیلة ا...

طبیعة الجمیلة التي یجب المحافظة على مواردھا وتوازنھا لقد شجعت الكمیات الھائلة من النفایات الدول وال...