لخّصلي

مكة المكرمة وأوضاعها الإقتصادية قبل الإسلام: تقع مدينة مكة المكرمة في بلاد الحجاز في واد منبسط من أودية جبال السراة، على طريق القوافل التي تربط اليمن ببلاد الشام، وقد أحاطت الجبال مكة المكرمة من جميع جوانبها.

أما مناخ مكة المكرمة، فهو مناخ صحراوي حار . ولا تسقط فيه الأمطار إلا قليلاً وبصورة غير منتظمة؛ ولكنها تكون شديدة فتسبب حدوث سيول جارفة مما يلحق الأضرار بالأبنية كما كان يحصل للكعبة المشرفة. ولم تساعد هذه النسبة القليلة من الأمطار على قيام الزراعة في مكة المكرمة؛ لذا وصفها القرآن الكريم بأنها واد غير ذي زرع ولكن بعض الأعشاب والنباتات كانت تظهر لفترة قصيرة من السنة مما يساعد على رعي المواشي، وعرف عن أهل مكة المكرمة عنايتهم الكبيرة بحفر الآبار، التي من أشهرها بئر زمزم وساعدت الآبار على حفظ حياة الناس في مكة المكرمة، ولكنها لم تكن كافية لقيام الزراعة.

أما بالنسبة للموقع الجغرافي لمكنة المكرمة فقد ساعد على قيام التجارة، فهي تقع في منتصف طريق القوافل التي يربط اليمن بكل من بلاد الشام والعراق، لذلك أصبحت محطة الأصحاب القوافل. وهذا الطريق كان أحد طرق التجارة الدولية المهمة لتجارة الشرق، كما أن النجار كانوا يفضلون سلوك هذا الطريق عندما تسوء الأوضاع بين الفرس والروم. وازدهرت تجارة مكة المكرمة في القرن السادس الميلادي، واستثمر أهل مكة المكرمة مركزها

الديني بين العرب حيث الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام، الذي يحج إليه العرب من كل مكان،

وخاصة خلال الأشهر الحرم. وعقد المكيون أخلاقاً تجارية مع القبائل العربية، ودعيت هذه

الأحلاف باسم (الإيلاف) كما ورد في القرآن الكريم لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء

والصيف .... ونجح أبناء عبد مناف وهم هاشم والمطلب، وعبد شمس ونوفل في الحصول على موافقة حكام بلاد الشام والعراق واليمن والحبشة السماح لقبيلة قريش بالمتاجرة في بلادهم، وحرص تجار مكة المكرمة على إشراك جميع أهل مكة المكرمة، غنيهم وغيرهم في تجارة القوافل من أجل تحقيق التكافل والتضامن بين أهل المدينة، وهذا يدل على أن معظم أهل مكة المكرمة كانوا يعملون في التجارة، وهذا الواقع الاقتصادي هو الذي يضر لنا كثرة التعابير المالية والتجارية التي استعملها القرآن الكريم، كالحساب والميزان والذرة والمثقال، والقرض خصوصا وأن تجار مكة المكرمة قد مارسوا مهنة الصيرفة، وتشير المصادر إلى أن كبار أغنياء مكة المكرمة كانوا يحاولون السيطرةعلى تجارة القوس واستشارها لصالحهب الك حلوات الأمن الغنية في مكة المكرمة المتكار المارة العراقي والسيطرة حتى على التجارة بالخل مكة المكرمة، ومنع أهل اليمن من بيع بضاعتهم في مكة المكرمة، غير أن حادثة وقعت بين الحر يماني وبن العاص بن والل، نفت بني هاشم وبقية الشائر إلى عقد حلف الفضول الذي أقيم في دار عبد الله بن جدعان وحضره الرسول الكبير وكان العرض من هذا الحلف هو نصرة المظلوم والوقوف معه، ويأخذوا عله ممن طلسم