لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

والذي يعتبر أهم شخصية رياضية في القرن العشرين.
عانى من العنصرية منذ صغره ووقف ضده،
عاشر شخصيات كبيرة مثل مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
وقف ضد الحكومة الأمريكية وعارض حرب فيتنام وعلى أثرها خسر لقبه وانسحبت منه رخصة الملاكمة.
في هذا المقال سوف نرى قصة حياة أسطورة الملاكمة الخالدة محمد علي كلاي.


النص الأصلي

أعظم ملاكم في التاريخ، والذي يعتبر أهم شخصية رياضية في القرن العشرين. عانى من العنصرية منذ صغره ووقف ضده، حاربها، اعتنق الإسلام وغير اسمه.
عاشر شخصيات كبيرة مثل مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
وقف ضد الحكومة الأمريكية وعارض حرب فيتنام وعلى أثرها خسر لقبه وانسحبت منه رخصة الملاكمة.
في هذا المقال سوف نرى قصة حياة أسطورة الملاكمة الخالدة محمد علي كلاي.
سلام عليكم. محمد علي كلاي أو كما كان يعرف باسم السابق كاسيوس مارسيلو كلاي أو بالأصح كلاي كما ينطق بالإنجليزي، لكن نحن نستمر بالنطق المتعارف عليه عندنا العرب اللي هو كلاي المهم ولد كلاي بتاريخ سبعة عشر يناير سنة ألف وتسعمائة واثنين وأربعين في مدينة لويز فيل التي تقع في ولاية كنتاكي الأمريكية. من لحظة ولادته كان واضح أن هذا الطفل عند كتلة جسدية أكبر من أقرانه. بدأ كاسيوس الصغير يمشي من لما كان عمره عشر شهور فقط، ويقال أنه عندما كان عمره سنتين ضرب أمه بوكس قوي لدرجة أن طيح لها أسنانها. أمه كانت تشتغل كعاملة نظافة في بيوت بعض العائلات الغنية من ذوي البشرة البيضاء في مدينة لويز فيل. وأبوه كان رسام لوحة إعلانية ومع بعض كانوا يدخلون دخل لا بأس به يسير لهم احوالهم لم يكن ذلك الدخل الجيد؟ لكن على الأقل لم يكونوا غارقين في دوامة الفقر التي كانت الكثير من العائلات ذات البشرة السوداء طايح فيها تلك الفترة اللي كانت مليئة بالعنصرية في أمريكا. مع كل هذه الظروف ظل صاحبنا كاسيوس كلاي محتفظ بروح مرحة، كان يحب يلعب ويتحرك وكون مجموعة من الأصدقاء الذين نصب نفسه زعيم عليهم، كان من صغره عنده ثقة كبيرة بالنفس ممكن نقول إنها ثقة مفرطة قليلا. ومع أنه لم يكن يشارك في أي أنشطة رياضية في المدرسة، لكن كان يحب يلعب كثيرا مع أصدقائه. مرت الأيام وكبر كلاي وصار عمره إثنى عشر سنة وفي واحد من الأيام كان راكب دراجة الهوائية مع أخوه وواحد من أصحابهم كانوا الثلاثة. ذاهبين في رحلة لواحد من المعارض. عندما فجأة كانت السماء تمطر عليهم فوقفوا وركن كلاي الدراجة على جنب ودخلوا لمبنى المعرض لكي يختبؤوا من المطر. وبعد ما توقف المطر خرج من المبنى . فجاة لم يجد دراجته. أحس بالدم يفور في عروقه من القهر وقعد يفكر بردة فعل أبوه لما يعرف عن الموضوع. الدراجة كان غالي خاصة على عائلة مثلهم دخلهم بالكاد يكفيهم وسط حيرته لا يعرف ماذا سيقول لابيه واحد من المارة. قال يوجد شرطي في زاوية الطريق اذهب عنده و اخبره بالموضوع. فذهب كلاي للشرطي كي يشتكي له بس الذي لم يكن يعرفه إن مقابلته لهذا الشرطي ستغير له حياته للأبد. بدأ يشتكي للشرطي ويخبره عن المسروق وفي نصف كلامهم قال كلاي لو رأيت هذا الذي سرق دراجتي سوف أضرب ضرب مبرح أكسر له كل عظامه. فقال له الشرطي أنا مدرب ملاكمة في صالة رياضية قريبة من هنا ما رأيك؟ اتريد المجيئ لتتمرن وراح أجعلك قوي وتقدر فعلا أنك تكسر عظام هذا الحرامي . كلاي أعجبته الفكرة من أول ما دخل صالة التدريب أحس بالانتماء لهذا المكان. كان بالنسبة له المكان المناسب اللي ممكن يحقق من خلاله كل طموحاته وأحلامه. كلاي مع أنه كان ذكي اجتماعيا لكن كانت عنده مشكلة وضعف في الفهم والدراسة وكان عارف أن ما له مستقبل من خلالها وفي نفس الوقت كان محتاج طريقة يكسب فيها المال ويصير غني لأنه كان دائما يتذكر كلام أبوه الذي يقول له إن الرجل الأسود مال طريق لكسب الاحترام في هذا المجتمع العنصري إلا من خلال المال والشهرة، فكلاهما على طول شاف أن هذا هو المدخل اللي ممكن من خلاله يحقق الثروة والشهرة وبالتالي يكسب الاحترام، ومن ذاك الوقت بدأ يكرس نفسه للملاكمة دائما وبدأ يتدرب على يد الشرطي الذي اقترح عليه الاقتراح. الشرطي الذي صار أول مدرب لنجم الملاكمة الأشهر على الإطلاق والذي كان اسمه جو مارتن. جو مارتن بدأ يدرب كلاي ويدخل في مباريات الهواة من أول المباريات للعبه كلاي وهو في سن صغير. هذا بدأت موهبته تظهر، كان يتميز برشاقة وسرعة غير موجودة عند أقرانه، وكانت قدرته على تفادي وتجنب لكمات خصومه شيء مذهل فائق للطبيعة وغير كل هذا تفكيره كانت مميزة عن كل الملاكمين. كانت أعصابه هادئة، حتى لو انضرب ووقع في موقف صعب. كان يستطيع أن يحافظ على توازنه الجسدي والنفسي بطريقة ما. شافها مدربه جون مارتن عند أي حد من الملاكمين اللي دربهم قبل، خاصة هؤلاء الشبان المراهقين اللي يكون دمهم بالعادة حار جدا، وميزة الهدوء هذه لم أكن تحصلها عند أي أحد. هذه الميزة تحصلها فقط عند الناس المصنعين لكي يكونوا أبطال. فكل شيء كان فعلا مهيأ من كل الجوانب لأن يكون بطل حقيقي في عالم الملاكمة. صار كلاي دائما منضبط وملتزم بالتدريبات ويبذل كل جهد فيها. كان أول واحد يصل وأخر واحد يخرج. الولد وضع في رأسه هدف أنه سيكون بطل العالم في الوزن الثقيل وصار يصرح بهذا الشيء امام كل الناس خاصة أمام زملائه في المدرسة الذين بدورهم استهزؤوا فيه وقالوا له أنت تحلم لكن كلامهم هذا ما زاد إلا إصرار على هدفه. وصل كلاي العمر ستة عشر سنة وقتها قرر أنه يجب ان يثبت للجميع أن الأقوى على الأقل على مستوى مدينتهم فقرر أن يتحدى أقوى ملاكم موجود في مدينة لويز فيل والذي كان اسمه كوركيس بيكر. بيكر هذا كان ملاكم قوي جدا وعليه جثة، لكن مواجهتهم على الحلبة ما استمرت لأكثر من جولة واحدة فقط. خلالها قدر كلاي أن يتجنب كل لكمات بيكر بسرعته ومهارته الفائقة على تفادي اللكمات. وهذا الشيء الذي أنهك بيكر بسرعة كبيرة، بينما كلاي ظل يضرب فيه لكمات الجاب التي يحبها وتساعد ذراعه الطويلة على تنفيذها بكل دقة وسرعة. فلما رأى بيكر الوضع هكذا بدا يشتكي ويصرخ أن الوضع ليس عادل. وانسحب من المواجهة من أول جولة بعد ما عرف أن مستحيل يفوز أمام لكمات الجاب الطويلة اللي كان كلاي سددها له. هذه المواجهة رفعت اسم كلاي بشكل كبير، وخلال السنين اللي بعدها ظل حقق إنجاز وراء إنجاز لدرجة أنه لما صار عمره تسعة عشر سنة رشحه أن ينافس في الألعاب الأولمبية كأفضل ملاكم من فئة الهواة في الدولة. هذا الشيء كان يتمناه أي ملاكم هاوي لأن لو قدر يفوز ميدالية أولمبية سوف تنطلق مسيرته الاحترافية انطلاقة قوية وسوف يدخل عالم الملاكمة الاحترافية من أوسع الأبواب وبسرعة كبيرة. أما الطريق الثاني فهو أنه يظل يواجه ملاكم من مستواه وبعد ذلك كلما فاز يرتفع المستوى ويقاتل الملاكمين اللي من المستوى الأعلى. وهكذا يصعد الى القمة لكن هذه الطريقة كانت بطيئة وراح يأخذ وقت طويل لكي يصل الملاكمين الكبار. هذا ومع أن كلاي كان يريد أن يشارك في الألعاب الأولمبية لكن كانت عنده مشكلة صغيرة، كان عنده خوف شديد من الطيران وكان لازم يركب الطيارة لكي يوصل للأولمبياد الذي سيقام في روما. كلاي كان جدا خائف من الطيارات ولم يكن مستعد أن يركبها بأي ثمن، لكن مدربه جون مارتن اصر على مشاركة كلاي في البطولة. وظل فترة طويلة وهو يحاول اقناعه الى ان اقتنع واستسلم للواقع، لكن الشيء المضحك أن كلاي لبس مظلة الهبوط طول الرحلة ولم يقم بنزعها أبدا لغاية ما نزلت الطيارة، وصل كلاي إلى روما وهناك ظل يحقق الانتصار وراء الثاني الى ان وصل للمباراة النهائية ضد بطل أوروبا البولندي اللي كان اسمه زبينيا بيتر زاوسكي. تمكن كلاي أن يهزمه بأسلوب القتال اللي كان يتميز به. أسلوب كلاي كان شيء مميز جدا كان أشبه بالفن، معظم الملاكمين كانوا يعتمدون على قدرات التحمل فتحصل معظم المواجهات يخرج منها الطرفين وهم مضربين ضرب شديد والفائز يكون اللي يتحمل اللكمات أكثر. أما كلاي فكان ذكي وصنع ثورة في أسلوب القتال على حلبات الملاكمة. أسلوب كلاي كان يعتمد على التجنب وتفادي ضربات الخصم أكثر من أي شيء ثاني، بالعكس كان حتى مرات ينزل يديه ولا يحمي وجهه لكي يستفز خصومه أنهم يوجهون اللكمات، هذا الشيء الذي كان يخالف أبسط قواعد الملاكمة المتعارف عليها. لكن كلاي كان يتميز بردات فعل سريعة إن ظل يتجنب لكمات خصومه ويرهق وهم يحاولون يضربون وجهه المكشوف. وبعد ما يرافقهم بهذه الطريقة يهجم عليهم لكمات الجاب الخاطفة طويلة المدى، وبمجرد ما يلتم يرجع ويتحرك ويتفادى هجماتهم المضادة. كان كأن يرقص في الحلبة حركات رشيقة وردات فعل سريعة وفوقها لكمات قوية وخاطفة، لكن الأسلوب هذا جعله يحصل هجوم وانتقادات حادة من كثير من المتابعين والنقاد الصحفيين، لكن كلاي ومدربه لم يهتموا لكلامهم أبدا وظلوا مستمرين على هذا الأسلوب المميز اللي كان يكسبهم الانتصار والانتصار، وهذا الأسلوب الذي قدر من خلاله كلاي أن يهزم خصمه البولندي في أولمبياد روما سنة ألف وتسعمائة وستين، وحقق كلاي الميدالية الأولمبية الذهبية وعمره تسعة عشر سنة. كان جدا فخور بالانتصار العظيم الذي حققه، وطبعا من حقه يفخر بهذا الإنجاز، لكنه لم يكن يعرف أنه على موعد مع مواجهة عنصرية ستشكل نقطة فارقة في حياته ، وصاحبنا كاسيوس كلاي كان وقتها سعيد وفرحان. أخيرا راح يتحرر من هذه التفرقة العنصرية وراح يعامل كشخص له احترام خاص بغض النظر عن لون بشرته لأنه فاز بشيء عظيم. فاز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد وجاب لأمريكا اللقب الأولمبي الكبير، فالمفروض أن الكل يعاملون باحترام ومهابة وتميز. المفروض أن مكانته الاجتماعية ارتفعت بسبب هذه الميدالية أو هذا الذي كان يعتقده وهذا الذي جعله يلبس هذه الميدالية دائما أين ما ذهب في أي مكان. وفي يوم من الأيام قرر أن يخلع يتعشى مع أصدقاءه في احدى المطاعم المعروفة دخل المطعم وهو لابس الميدالية بكل فخر، ويعتقد أن هذه الميدالية مثل المفتاح الذهبي الذي راح يفتح له الأبواب التي لم يكن يدخلها إلا الرجل الأبيض، لكن صاحب المطعم وبكل صفاقة رفض أنهم يقعدون في مطعم وطلب منهم يغادرون بهدوء وإلا سوف يتصل بلشرطة. وقف كلاي مصدوم في مكانه وهو لابس الميدالية الذي عرف لحظتها أنها لن تودي إلى أي مكان في هذا البلد العنصري. ومن الغضب الذي أحس به ذهب ومسك الميدالية ورماها في النهر وعرف في تلك اللحظة أن الشهرة والمال ما لن يرفعوا من قدره واحترامه في عيون هؤلاء الناس اللي تربوا على العنصرية من نعومة أظافرهم. عرف كلاي لحظتها أن مشكلة العنصرية مستحيل تحل على مستواه الشخصي هو هذه المشكلة يجب ان تحل على مستوى المجتمع كله، لازم تنحل من الجذور، ومن ذاك الوقت صار واحد من الناشطين الكبار في المجال الاجتماعي والحرب ضد العنصرية في أمريكا، وهذا الذي جعله يتعرف على ناشطين من الرجال السود في هذا المجال. واحد من الناس الذين تعرف عليهم كان مالكوم إكس الداعية المسلم المعروف والناشط الاجتماعي الكبير في مجال حقوق السود في أمريكا، والذي كان أيضا عضوا في منظمة اسمها أمة الإسلام، وهذه المنظمة راح تلعب دور كبير في حياة كلاي على الجانب الأخر في حياته المهنية. الملاكم بعد ما كسب كلاي الميدالية الذهبية دخل عالم الاحتراف من أوسع أبوابه وبدأت العقود الاحترافية تنهال عليه من كل اتجاه. رغم أنه كان قاعد يحارب لأجل حقوق السود إلا أنه تمت رعايته من قبل مجموعة من الرجال البيض الأغنياء في ولاية كنتاكي. في النهاية هم الذين يمسكون بالعروض وقدموا له عرض براتب مغري وخمسين بالمئة من عوائد مبارياته خلال الست سنين القادمة والتي كانت تعتبر صفقة مميزة جدا. أحد من الملاكمين كانت تقدم له مثل هذه النسبة لكنهم كانوا يدرون ويرون أن كلاي له مستقبل كبير، كانوا عارفين أنه سيكون أكبر من غيره بمراحل وكانوا يريدون بأي ثمن فقدموا لهذا العرض المغري الذي وافق عليه. لكن هؤلاء الرعاة أيضا قالوا له أن خلاص لازم يترك مدربه السابق ويبدأ مع مدرب محترف. وفعلا ودع كلاي مدربه جون مارتن الشرطي الذي التقى فيه بالصدفة بسبب هيكله المسروق. وانتقل كلاي للتدريب تحت إشراف مدرب محترف اسمه أنجيلو دندي. دندي لما رأى أسلوب الملاكمة الذي يتبعه كلاي الأسلوب السريع الذي يعتمد على الحركة والتفاهم والذي كان أشبه بالرقص أكثر من الملاكمة. أحب الأسلوب هذا وقرر يعزز ويقويه. وتحت إشراف المدرب الجديد دندي صارت مهارات كلاي وقوته ترتفع أكثر أكثر يوم عن يوم. لكن مهارات كلاي وقوته لم يكن الشيء الوحيد الذي اشتهر به، وإنما اشتهر بشيء ثاني مهم قادر يخليه يجذب جماهير كبيرة. كلاي كان مشهور بالتراث ستوك واللي لو ترجمنا لها حرفيا ستكون كلام زبالة، لكن معناها في الواقع هو أن يتكلم بأسلوب استفزازي ومستهجن ضد خصومه. يعني كان دائما يظهر قبل مبارياته ويحتقر الخصوم تحقير شديد. الهدف من هذه الحركة أن يهزم خصمه نفسيا قبل المباراة وبعد كان الهدف أن يجذب الجمهور لأن لما الناس يسمعون واحد يستهزئ بخصمه ويسفر فيه فهنا يرفع مستوى العواقب لو انهزم يعني لو انهزم بعد كل هذا الكلام الكبير والتهديد والاستحقاق بخصومه راح يكون شكله بايخ جدا. اللي يتكلم بهذا الاستفزاز والاستحقاق ضد خصومه لازم تكون عنده القوة والمهارة الكافية عشان يدعم الكلام الذي يقوله، وهذا الشيء يحمس الجمهور لأنهم إما أنهم سيشاهدون واحد قد كلام أو ثقة بنفسه وهذا الشيء يحمس أو يشاهدون واحد انهار ويندفع بعد ما تكلم كلام أكبر منه. في الحالتين الجمهور متحمس وهذه كانت حركة تسويقية ذكية من كلاي وكان واحد من أوائل الناس اللي بدأوها في عالم الملاكمة، واليوم صار شيء جدا شائع أن الخصوم في الرياضات القتالية يستفزون بعضهم ويتكلمون عن بعض باستحقاق قبل المباراة، هذا الشيء يجذب الجمهور أكثر، وبعد يعتبر قتال نفسي قبل ما تبدأ المباراة، فهذا الأسلوب كان دائما موجود عند كلاي، لا أحد كان يتوقع في أي جولة سوف يهزم خصومه. الشيء الذي كان يعطي بعد إضافي للحماس عند الجمهور. كلاي كان دائما واثق من نفسه وكان دائما يقول أنا الأعظم وأنا أصير بطل العالم في الوزن الثقيل ومحد بيقدر يوقف وجهي وبهذه الثقة المفرطة. شق كلاي طريقه في عالم الملاكمة للمحترفين وضل حقق الانتصار ورا الثاني بدون أي هزائم. وفوق هذا كانت كل مبارياته سولت أوت. كل تذاكره كانت تباع بسرعة كبيرة. كانوا الجماهير متلهفين أنهم يشوفون ويتابعون مبارياته. كثير منهم في الواقع لم يكونوا يشجعونه وإنما كان أملهم أنهم يشوفون هذا الملاكم الشاب الأسود المغرور انضرب ويهان في الحلبة لكن خابت كل أمالهم بانتصارات كلاي المتتالية اللي يقدر أن يفوز بتسعة عشر مباراة على التوالي بدون ولا أي هزيمة. بعد كل هذه الانتصارات صار كلاي المصنف الرابع عالميا وحط عينه على اللقب الأكبر لقب بطل العالم في الوزن الثقيل، اللقب الذي كان يحمله وقتها الملاكم العظيم سوني لستر هذا كان شخص جبار لو وقفت قدامه سوف تبدأ ترتجف لا إراديا. قوته كانت شيء يخافه كل ملاكم على وجه الأرض. فوق هذا كان جاي من خلفية إجرامية وكان حتى مدعوم من المافيا وهم الذين دخلوا لعالم الملاكمة. وبالمناسبة هي المافيا أصلا كانت مسيطرة بشكل كبير على عالم الملاكمة، وكثير من الأرباح كانت تروح لهم في الواقع، ومعظم المراهنات وحركة الأموال في هذا العالم كانوا هم الذين يديرونها وهم المسؤولين عنها، فلست بطل العالم في الوزن الثقيل كان مدعوم من المافيا على عكس كلاي الذي لم يكن له أي علاقة بهم، كان فقط عند الشركة التي ترعاه وعند مدربه وجماهيره. مع ذلك كل هذا لم يمنع أن يبدأ يستفز جستن الذي وقتها لم يكن على وجه كلاي. كان يجب أن يهزم جون كي يأخذ من اللقب، لكن كلاي كان المصنف الرابع، وبالعادة لا يحق لأحد أن ينافس البطل على اللقب إلا المصنف الثاني أو أحد يقدر أن يقدم عرض مغري للبطل عشان يضع لقب على المحك قدامه، فبالنسبة إلى كلاي بعده لم يكن يستحق أن يعطيه الفرصة لمنازلة على اللقب، فكلي ظل يستفز في استفزاز طبيعي، واللي ساعده أن كل وسائل الإعلام كانت متوجهة عليه. أسلوب كلاي الاستفزازي وطريقته في جذب الأنظار جعلت كل وسائل الإعلام تسلط الأضواء عليه. الناس كانوا يستمتعون بتصريحاته في الإعلاميين والصحفيين، كانوا يتسابقون لتغطية أي حركة أو أي شيء يقوله كلاي. بالنسبة للناس، كلاي لم يكن مجرد ملاكم، كلاي كان مشهور، الناس يحبونه، يتابعون ابنهم. كلاي لم يقصر. استغل هذه الأضواء أحسن استغلال، وظل يستفز بطرق جدا قوية، صار يحقر فيه ويشتم فيه في كل مرة يظهر فيها أمام وسائل الإعلام وصار يسميه ذا أجل بير الدب البشع، وكان يقول بطل العالم المفروض يكون شخص جميل ووسيم مثلي ليس بهذا الدب البشع الجبان. كان كلاي يسوق لنفسه على أن البطل الجميل الوسيم السريع الذي سينقذ الملاكمة من هذا المجرم البشع المتوحش. الإنسان هذا كان عنده أسلوب تسويقي يجذب الأنظار بطريقة لم يسبق لها أي حد في عالم الملاكمة. لكن مع كل هذا ظل لست مع أي وجه ولا مهتم بالموضوع. بالنسبة له كلاي كان مجرد ولد أخرق بعمر واحد وعشرين سنة لا يستحق اهتماما، فهنا كثف كلاي حملته الاستفزازية، وصل لمرحلة ممكن نقول لها الشرسة نوع مختلف تماما، صار حرفيا ناشب في كل مكان، كان يذهب لمبارياته ويذهب للنادي ويذهب لمعسكرات التدريبية وحتى يروح وراءه للأماكن العامة والمطاعم وغيرها، وكل مرة يقعد يصرخ فيك قدام الناس أنا أحسن منك ولو دخلنا الحلبة سوف أكلك التراب. مع كل هذا لست ظل متجاهل فراح كلاي وجاب ضابط كبير وحط عليه شعارات مستفزة للفتن وكتب عليه الدب البشع بخط كبير وقف قدام بيت لسة الساعة ثلاث الفجر وطلع مكبر صوت وقعد يستفز ويهين قدام جيرانه وأهل حارته الذين اتصلوا بالشرطة بسرعة لكي يأتون ينقذون الموقف قبل أن يتهور ويسوي جريمة كلاي. طبعا هذه كانت مادة إعلامية دسمة للصحفيين الذين كانوا يلاحقونه في كل مكان عشان يغطون الحدث. وصار كلاي ضيف دائم في كثير من البرامج التي تهتم بعالم الملاكمة، وظل فترة طويلة يهين ويستفز أكثر وأكثر وظهرت كثير من الأصوات التي تنادي بقبول التحدي. كثير من الناس بدؤوا يعتبرونه جبان أو يتهرب من مواجهة كلاي، وحتى كثير من محبين وجمهوره بعد أصبحوا يطالبون أن يوقف كلاي عند حده وأدبي يخلصهم منه لأنه فعلا صار شخص مزعج جدا صار لا يفارق لسانه في أي لقاء يهين رايح جاي فيني خلاص. قال أقبل التحدي وأعلنوا أن المباراة ستقام بتاريخ خمسة وعشرين فبراير سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين والتي سوف تكون من أكبر المباريات في التاريخ. مع هذا ظل كلاي مستمر في استفزاز لست هذه بالنسبة له كانت حرب نفسية، وحتى في لقاء قياس الوزن الذي يصير قبل المباراة كلاي يمثل أنه راح يهجم عليه وجعل الناس اللي وياه يوقفون هذه الحركة. كلاي كان يريد منها أن يربك خصمه. سوف يبدأ يفكر أن هذا الولد الذي أمامه مجنون ولا يخافه ولا يحترم قوته ومكانته وبالتالي سوف يدخل الحلبة وهو معصب وسوف يلعب بشكل أسوأ. كلاي كان ذكي وعارف كيف يلعبها برة وداخل الحلبة وفعلا جاء اليوم الموعود ودخل الملاكمين للحلبة وبدأ كلاي يستفز جستن الذي لم يكن يحتاج أي دافع إضافي كي يهجم عليه بكل قوته كأن يريد أن يقطع رأسه. بدأ يتحرك مثل المجنون وهو يحاول يضرب كلاي لكن كلاي السريع الرشيق بداء يتجنب اللكمات واحدة ورا الثانية كان كأنه يرقص باليه قدامة الغاضب ظل يحاول يضرب ويضربه. ما يقدر يصيب الهدف أبدا. كلاي ظل يتفادى الهجمات العنيفة ويرد لكمات مضاد خاطفة لا تقل عنها قوة لست كانت بادية عليه علامات الإرهاق والتعب من الجولة الأولى. وكان شكله محتار أكثر من أي مباراة خاضها قبل الجمهور. كان مصدوم من المشهد. كانوا مصدومين أن بطل العالم بدأ ينهار بهذه الطريقة. أمام هذا الأسلوب الراقص السريع، الملاكم الشاب الجديد على الساحة، وظل كلاي يفوز بكل جولة الوحدة ورا الثانية. لكن في الجولة الرابعة تحولت الأمور قليلا. لما بدأ كلاي يحس بمشكلة في بصره. فجأة صارت عنده مشكلة في الرؤية مع أنه لم يضرب في عينه بشكل مباشر. كان شيء غريب، ولهذا اليوم هناك شكوك أن لست وجماعته حطوا مادة على قفازات عشان تعمي كلاي. الرؤية عنده كانت جدا صعبة. الموضوع وصل لدرجة أنه قال لمدربه أن يريد انسحب بعد الجولة الرابعة، لكن المدرب قال له ولا في أحلامك هذه فرصتك الكبيرة وانت قاعد تفوز حرفيا. كل هذه الجولات أنت فزت فيها كيف ترضى؟ انسحب الحين. وفعلا كلمات مدربه وتشجيعه جعلاه يوقف بثبات على رجولة في الجولة الخامسة ويقدر يصمد قدام لكمات. ليست القوية التي لاحظ المشكلة واستغلها لكي يهجم عليه بأعنف ما عنده. لكن الذي لم يكن يحسب حساب أن كلاي غير قدرة تفادي. ولتجنب اللي عنده كانت بعد عنده قدرة عالية على التحمل فقدرت لا يصمد في الجولة الخامسة، وقدر أن يتحمل كل لكمات الستون العنيفة التي كان يهجم عليه كأن يريد رهيب القاضية. وعلى نهاية الجولة الخامسة بدأت مشكلة الرؤية اللي عنده تختفي. واضح أن أثر المادة الغير قانونية التي استخدمها لستر وفريقه بدأ يزول. وفعلا في الاستراحة ما بين الجولة الخامسة والسادسة عرف كلاي أن مشكلة الرؤية عنده انتهت، ومع بداية الجولة السادسة رجع كلاي للحلبة وعيونه مفتحة تمام ورجع يتجنب كل لكمات المرهق البطيء وظل رد عليه لكمات ساحقة وقوية لحد ما أنهكت تماما. دق الجرس عشان يعلن نهاية الجولة السادسة وخلاص. لحظتها قعد على الكرسي في الزاوية وهو مبين عليه الانهيار. وفي مفاجأة كبيرة وصدمة غير متوقعة للجميع أعلن الانسحاب من القتال واللي معناه أن كلاي صار المنتصر وصار بطل العالم في الوزن الثقيل. أثمن لقب في عالم الملاكمة. كلاي وقف في نص الحلبة بعد المباراة في حالة من النشوة وهو يصرخ ويقول أنا الأعظم. أنا الأعظم أنا هزيت العالم. بعد هذا الانتصار العظيم خلد كلاي اسمه كواحد من أعظم الملاكمين في التاريخ. ومع أن هذه لن تكون أخر مباراة في مسيرته لكنها ستكون أخر مباراة له باسم كاسيوس كلاي الذي سيتحول لاسم مختلف ومعه ستبدأ مسيرة جديدة في حياته بعد يومين من تتويجه كبطل العالم في الوزن الثقيل، هز كلاي العالم مرة ثانية بعد ما أعلن اعتناقه لدين الإسلام وانضمامه رسميا لمنظمة أمة الإسلام وقبوله لتعاليمه، وأعلن أن من الحين سيصبح اسمه الجديد محمد علي كلاي. هذا الخبر كان صادم للجميع، لكن رغم هذا التغيير الكبير في حياته لا يوجد شيء تغير في الحلبة. ظل محمد علي يحقق الانتصار وله الانتصار. كانت هناك مشاكل في حياته الشخصية مع عائلته وبينه وبين أعضاء منظمة أمة الإسلام، وحتى كانت هناك مشاكل بينه وبين مالكوم إكس الذي كان يعتبره مثل أخوه، لكن بعدها تفرقوا بسبب المنظمة وصارت حدوتة كبيرة في حياة الشخصية لن ندخل في تفاصيلها. أما في جانب الملاكمة ظل مستمر على نفس المستوى وأقوى بعد، وخلال الثلاث سنوات التي بعدها دافع عن لقبه ثمان مرات بدون أي هزيمة. واحدة من هذه المباريات كانت ضد ليست مرة ثانية. شيء طبيعي في عالم الملاكمة أن البطل السابق يحاول أن يرجع ويتحدى البطل الجديد لكي يستعيد لقبه، فلست الذي كان البطل السابق طلب مباراة ثانية وظل يقول أن الذي صار في المباراة الأولى ضربة حظ لن يتكرر مرة ثانية. وفعلا أقيمت المباراة الثانية وسط توقعات كبيرة وجمهور ومشجعين كانوا متحمسين لكي يروا بطلهم يستعيد لقبه ويهزم محمد علي اللي كانوا يعتبرون فوزه مجرد ضربة حظ بسبب أسلوب الراقص السخيف اللي المفروض لا يفوز فيه على بطلهم الجبار القوي. وفعلا هذه المرة كان الوضع مختلف تماما لكن لم يكن مختلف من ناحية النتيجة كان مختلف من ناحية السرعة والقوة التي أطاح بها محمد علي بلاكستون المباراة كلها ما استغرقت أكثر من جولة واحدة يا عزيزي. من الجولة الأولى قدر محمد علي أن يطيح بالضربة القاضية لكمة كانت خاطفة لدرجة أنهم سموها ذا فانتوم بانش أو لكمة الشبح. سموها بهذا الاسم لأن فعلا المشاهدين لم يقدروا يعرفونها من سرعتها، وكثيرين حسبوا أن ليست. رمى بنفسه على الأرض بدون ما يلمسه محمد علي. لكن الإعادة بالتصوير البطيء أكدت فعلا على صحة اللكمة وقوتها، لكن مع عنيفة انضرب فيها وأطاحت به من الجولة الأولى. وهذه الصورة هي الصورة الأيقونية الشهيرة في عالم الملاكمة التي التقطت بعد ما أطاح محمد علي بريستون. وبكذا يكون محمد علي توج نفسه الملك في عالم الملاكمة بدون منازع مع خلو الساحة قدامه من المنافس في الحلبة، إلا أن الساحة على مستوى حياته الشخصية كانت تتعقد أكثر وأكثر. كانت فيه كثير من المشاكل على مستوى حياة محمد علي الشخصية، ووصلت ذروة تعقيدها لما الحكومة الأمريكية حاولت تجبره أن يتجند وينضم للجيش في حرب فيتنام الحرب اللي كان محمد علي يرفضها من كل النواحي الدينية والعقائدية والاجتماعية فكان مستحيل أن يقبل يشارك فيها ويجند في الجيش، كانوا يقولون له يا أخي طيب روح شوي تجند قاتل في الصفوف الخلفية سلي المجندين كمباراة ورجع لن تخاطر بحياتك ولن يصير لك شيء. لكن محمد علي كانت مقفلة وكان متمسك بمبادئه ضد هذه الحرب. وبسبب رفض القاطع هذا للتجنيد وقف محمد علي قدام المحكمة ولجنة محلفين كلهم من الرجال البيض اللي أدانوا فعلته وتم الحكم عليه بغرامة عشرة ألاف دولار وخمسة سنين في السجن. لكن لأن الكفالة اندفعت على طول وبشكل كامل لم يدخل محمد علي للسجن لكن على الجانب الأخر أنزلوا عليه عقوبات شديدة أوقفت مسيرته في عالم الملاكمة، سحبوا منه لقب العالم وأوقفوا رخصة الملاكمة مالتي صارت ما عنده القدرة أن يقاتل في مباريات رسمية. هذه الفترة كانت الفترة الذهبية بالنسبة لمحمد علي كلاي في عالم الملاكمة، فهذا الإيقاف كان أسوأ شيء ممكن يحصل له في مسيرته كملك. حاول محمد علي بكل الوسائل والطرق أن يبطل الحكم الذي أصدر عليه، لكن كل الأبواب كانت مغلقة في وجهه، واستمر الحال على هذا الوضع لمدة ثلاث سنين ونصف خلال هذه الثلاث سنين. زادت نشاطات محمد علي الاجتماعية وحركته في مجال الحقوق. أما عالم الملاكمة فكان مستمر بدونه ولا كأن شيء صاير صح. هذا العالم فقد واحد من أهم الأبطال الذين مروا عليه لكن ما راح يوقف لشخص واحد أيا كان. بالعكس كثير من المسؤولين والمتابعين خاصة بيض البشرة كانوا مرحبين بقرار إيقاف محمد علي على اعتباره خائن للوطن بسبب رفضه للمشاركة في الحرب والتجنيد. ظلت قضية محمد علي متعلقة لسنين لحد ما وصلت للمحكمة العليا، وبعد قتال شرس في ساحة القضاء قدر محمد علي أخيرا أن يحسم الحكم لصالحه ويستعيد رخصة الملاكمة بعد ما ضاعت منه ثلاث سنين وهو بره الحلبة. مدربه أنجيلو دندي قال أن الحكومة الأمريكية سرقت أهم ثلاث سنوات في حياة محمد علي كلاي لأنه فعلا كان في أوج قوته وانتصاراته وما أوقفه غير هذا القرار الظالم. خلال سنوات غياب محمد علي عن ساحة الملاكمة. ظهر بطل جديد على الساحة. هذا البطل كان اسمه جو فريزر فريزر. في الواقع كان من محبي محمد علي وقبل كل شيء يقدر عليه عشان يدعمه خلال السنوات التي تم إيقافه فيها وحتى وصل لدرجة أن قاطع بعض المباريات دعما لمحمد علي فكانت وقفته معاه شيء واضح للجميع. ومع أنه حصل على لقب بطل العالم لكن كان يعتبر نفسه غير مستحق للقب لحد ما يواجه محمد علي لأن محمد علي هو البطل السابق وأن فريزر لم يقاتل لكي يأخذ منه اللقب. هو قدر يأخذ اللقب لأن تم سحبه من محمد علي، فحتى فريزر نفسه لم يكن حاس بأن إنجازه اكتمل وكان يسحب كل جهده لكي يساعد محمد علي أن يرجع للحلبة مرة ثانية ويواجه مواجهة عادلة ويأخذ منه اللقب بإنصاف. وفعلا بعد ما رجع محمد علي بقرار من المحكمة العليا تم الترتيب للمباراة الضخمة التي راح تكون بينه وبين جو فريزر، لكن قبلها طبعا كانت في مباريات تحميه خاضها محمد علي عشان يسخن ويكون مستعد لمواجهة البطل الجديد. جو فريزر هذا لم يكن شخص ممكن تلعب معاه كان ملاكم جبار وقوي جدا فمحمد علي كان محتاج يكون مستعد لكن المباريات التي لعبها ضد الخصوم اللي كان يسخن وياهم بينت أن سنوات غياب عن الحلبة أثرت عليه بشكل كبير، لم يكن يملك نفس السرعة وردات الفعل التي كانت عنده، كان واضح أن مستواه ضعف جدا ينتصر على خصومه في مباريات التسخين هذه اللي خاضها لأنه كان لازال قوي جدا لكن لم يكن على نفس المستوى السابق مع ذلك ومع الضعف الذي كان فيه رجع محمد علي لأسلوبه في استفزاز الخصوم، ومع أن فريزر كان من الناس اللي ساعدوه ووقفوا وياه لكن كل هذا لم يشفع له أن يكون أضحوكة على لسان محمد علي الذي ظليت مصر عليه ووصفه بلقب أنكل توم أو العم توم والذي هو لقب يعتبر مسيء للرجال السود ويصفهم بأنهم عبيد خاضعين عند أسيادهم البيض. إهانة جدا غريبة خاصة أنها طالعة من رجل أسود البشرة مثل لكن هذا كان أسلوب محمد علي. كانت إهانة الخصم بالنسبة له شيء أساسي، وهذا الذي أحس فريزر بشعور الخيانة. محمد علي قادر بطريقة ما أن يوحد مجتمع السود ضد فريزر وجعل فريزر فعلا يظهر أمامهم كأنه شخص خاضع للرجال البيض ويمشي على كلامهم، الشيء الذي جعل الكراهية تزيد ضد فريزر من قبل أبناء عرقه ذات نفسهم وصارت حتى تصل تهديدات بالقتل. وصل الموضوع لدرجة أن أولاد فريزر نفسهم صاروا يتذمرون عليهم، زملائهم صاروا يعيرون لهم ويقولون لهم أنتم أولاد العم توم، وهذا الذي جعل فريزر يحس بغضب شديد وخيانة مالها مثيل من محمد علي اللي كان واقف معاه لما كان في أسوأ حالاته. وهنا أقسم فريزر قدام أولاده وقدام أمهم إن راح يحطم محمد علي وينهي أسطورته في الحلبة. المباراة كانت حدث مرتقب بشكل كبير لأن هذه ستكون أول مرة إطلاقا فيها بطلين على العالم. اثنين هم لم ينهزم ولا مرة في مسيرتهم الاحترافية فكانت هذه المباراة ستتوج البطل الحقيقي فيهم وسوف تعطي أول هزيمة للخاسر. بدأت المباراة وأخيرا فريزر حصل لمحمد علي بين يدينه. كان غضبه ورغبته في الانتقام وصل أقصى مراحلها. هجم فريزر على محمد علي بكل قوته وبدأ يضربه ضربات قوية ومتتالية. محمد علي كان مبين عليه أنه أبدا ما كان على مستواه القديم. سرعته وخفة حركته التي كانت تجعله أشبه الراقص في الحلبة ما كانت موجودة أبدا. كان واقف مكانه يتلقى لكمات فريزر القوية الوحدة ورا الثانية فريزر كانت عنده قبضة يسر قوية وجبارة بشكل طبيعي وهذه كانت واحدة من أهم الأسلحة التي قدر من خلالها أن يوصل لقب بطل العالم. فريزر كان غاضب والنار الانتقام تحترق داخله ومحمد علي كان يبين عليه أن ماقدر يتفادى أي شي يرمي فريزر عليه. فريزر ظل يضغط عليه ضغط جبار بدون ما يعطيه أي فرصة يتنفس. مع كل هذا محمد علي كانت لديه قدرة جبارة على التحمل. القتال كان طويل ومرهق واستمر لخمسة عشر جولة في مباراة كانت تعتبر أكبر مباراة في تاريخ الملاكمة وقتها. مع ذلك فريزر كان المنتصر بشكل واضح في معظم الجولات، وفي الجولة الخامسة عشر قدر فريزر أن يطيح بمحمد علي بلك ما يسر خاطفة قوية جدا. الكل اعتقد أنها نهاية المباراة وأن فريزر انتصر بالضربة القاضية. لكن محمد علي قدر يستجمع أخر ما بقى من قواه ووقف على رجولة. لكن حتى مع كل هذا الصمود في النهاية حكم الحكام بالإجماع أن فريزر هو الفائز بالمباراة. وهكذا حقق فريزر انتقاما من محمد علي اللي أهانه إهانات شديدة وصار بطل العالم في الوزن الثقيل بدون منازع. هذه الهزيمة كانت مثل الصفعة لمحمد علي جعلته عارف أنه يحتاج يشتغل على نفسه ويبذل جهد أكبر بكثير من الجهد الذي بذله قبل عشان يواكب الجيل الجديد وفعلا بعزيمة وإصرار ليس لهم مثيل أبدا. دخل محمد علي في معسكر تدريبي منعزل حتى يصب كامل تركيزه على التمرين. كان يركض لمسافات طويلة أول ما يصحى وبعدها يقضي اليوم في تقطيع الشجر والأخشاب وتمارين الملاكمة. كان عنده حماس وإرادة قوية أن يرجع أحسن من أي وقت سابق. وفعلا على مدى السنتين الذين بعدهم خاض كثير من النزالات وهو يكسب الواحد ورا الثاني. على الجانب الأخر البطل الجديد جو فريزر خسر اللقب. المصارع الشاب الجديد على الساحة اسمه جورج فورمان. جورج فورمان هذا كان دبابة تمشي على الأرض وكان حتى معروف بلقب بيغ جورج أو جورج الكبير كان مظهره مخيف لأي خصم يواجهه وقدر بقوته الجبارة أن يهزم فريزر ويأخذ اللقب من على الجانب الأخر. محمد علي كان يريد يستعيد لقب لكن كان عارف أن جورج الكبير لن يقبل يواجهه إلا إذا هزم فريزر قبلها لأن فريزر هزم محمد علي، فلما جورج الكبير الذي هزم فريزر يواجه محمد علي. فراح محمد علي وطلب من فريزر أن يواجهه مرة ثانية في مباراة جديدة. فريزر لم يكن بطل العالم وقتها. خلاص جورج الكبير أخذ منه اللقب لكنه كان الشخص الذي أخذ اللقب من محمد علي فكان يجب أن يهزمه كي يستعيد مكانته. فريزر بعد في الجهة الثانية كان يريد يرجع ويواجه جورج الكبير ويستعيد منه لقبه. لكن كان عارف أنه يحتاج أن يهزم محمد علي لكي يحظى بالفرصة لمواجهة جورج الكبير مرة ثانية وخلاص. هنري فريزر ومحمد علي أنهم يواجهون والفائز فيهم المفروض هو الذي سيواجه جورج الكبير لكي يحاول أن يستعيد اللقب منه. وفعلا أقيمت المباراة المنتظرة وبدون دخول في تفاصيل كثيرة جابت تدريبات محمد علي الشاقة نتيجتها لما قدر يهزم فريزر وقدم أداء كان أحسن بكثير من أدائه في المرة الأولى التي تواجهوا فيها، وهذه المرة فعلا قدر أن يهزمه ويخرج منتصرا من المباراة، وبعد هذا الانتصار أخيرا وصل محمد علي للمكان الذي يريده بعد سنتين الطوال من التدريبات الشاقة والعمل المتواصل. أخيرا صار في الموقع الذي يسمح له أن ينافس بطل العالم جورج الكبير على اللقب، لكن جورج الكبير كان ملاكم من مستوى الثاني. كان وحش مخيف هائل القوة، معظم مبارياته كان يفوز فيها بالضربة القاضية ومن الجولات الأولى بعد يعني حتى فريزر بطل العالم السابق خلص عليه بالضربة القاضية من الجولة الثانية. بس محمد علي كان عارف أن لا يستطيع أن يتغلب عليه بالقوة وبس. كان محتاج الحيلة لكن قبل هذا الشيء كانوا محتاجين منظم ينظم لهم المباراة ومختلف المنظمين كانوا يقدمون عروضهم لتنظيم هذه المباراة التي ممكن تكون الأكبر في القرن. لكن فجأة وبدون مقدمات جاء رئيس جمهورية الكونغو الإفريقية والتي كانت معروفة وقتها بدولة زائير وعرض عليهم هذا الرئيس أن يستضيف مباراتهم عنده مقابل مبلغ يوصل عشرة ملايين دولار. كانت الاستضافة هذه أيضا لها أسباب سياسية لأن رئيس هذه الدولة كان ديكتاتور، واستضافته لهذه المباراة سوف تعزز شعبيته عالميا وسوف تقوي إمساكه للسلطة في البلد. المهم وافق الملاكمين وتم تنظيم المباراة وإعلان موعدها بتاريخ ثلاثين أكتوبر سنة ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين، مع أن قوة جورج الكبير كان واضح أنها أكبر من قوة محمد علي، لكن هذا الشيء لم يمنع محمد علي من أن يستمر بأسلوبه المعتاد في استفزاز خصومه، وظل يحقر فيه ويوحد الناس ضده. والشيء الذي ساعده بعد أن كانت له شعبية كبيرة بين سكان زائير كانوا يحبون حبا كبيرا ويتابعون دائما من بداية مسيرته في عالم الملاكمة، فكانوا تقريبا كلهم معاه ضد جورج الكبير حتى كانوا في الحلبة يهتفون اقتل جورج، لكن جورج الكبير لم يكن محتاج أي دعم من الجمهور، كان واثق من قوته الجبارة التي سوف تجعله ينتصر في المباراة الكبيرة. محمد علي على الطرف الثاني مع أنه كان يبدي الثقة من الخارج وهو يستهزئ بجورج الكبير لكن كان من داخله خايف وعارف أنه الأضعف هذه المواجهة وأنه محتاج يستخدم الحيلة عشان يفوز، وقعد في مشاورات طويلة مع مدربه وفريقه عشان يحطون خطة يقدرون من خلالها أنهم يمتصون القوة الجبارة التي يملكها جورج الكبير. وفعلا جاءت اللحظة الموعودة ودخل الملاكمين للحلبة وسط صراخ ستين ألف مشاهد حضروا للمباراة، ويقال أن أرقام المشاهدات حول العالم على التلفزيون وصلت إلي مليار مشاهدة. كان أكبر حدث رياضي في وقتها بدون أي منازع. أول ما دخل إلى الحلبة بدأ محمد علي يطبق استراتيجية ذكية جدا. أول شيء هجم على جورج فجأة من بداية المباراة وبدون مقدمات وأعطاه لكمات سريعة خاطفة، هذا الشيء استفز جورج جدا وجعله يبدأ يرد اللكمات عليه. محمد علي تراجع الحبال وسنة ظهر عليهم هذه الحركة جعلته يقدر يتلقى لكمات كثيرة بدون ما يحس بقوتهم. كان كأنه مثل كيس الرمل قاعد يمتص قوة لكمات جورج الكبير ولا كأنه أي شي يذكر. محمد علي لم يكن يحاول أن يتفادى اللكمات مثل أسلوبه المعتاد كان عارف أن سرعته ردات فعل. قلت عن الماضي فاتخذ أسلوب جديد يساعد على تلقي أكبر قدر من اللكمات بدون ما يتأثر فيها تأثير حقيقي. كل ما حاول جورج أن يوجه اللكمات القوية كان محمد علي يستند على الحبال ويمتص قوة اللكمات التي يوجهها له، ولكن كانت استراتيجية جدا ذكية لإنهاك جورج الكبير الذي لم يكن عنده لياقة عالية. كان متعود أن يطيح خصومه من جولات مبكرة بالضربة القاضية بدون ما يظل واقفا يقاتل لفترات وجولات طويلة. فأسلوب محمد علي الجديد أوقعه في فخ ذكي جعله يستنزف قواه بسرعة وبدون فائدة وبدون تأثير حقيقي على محمد علي. جورج الكبير ظل يلقي ويلكم بكل قوته ومحمد علي صامد مكانه ولا كأن حاسس بشيء لأنه مستند على الحبال وحامي وجهه بدينا. وبالعكس كان محمد علي يصرخ عليه ويستفز وسط القتال وهو ويقول له. ازداد قول جورج هل هذا كل الذي عندك يا جورج؟ كان يستهزئ فيه وهو قاعد بأقوى ما عنده. تخيل كمية الإحباط التي أحس فيها جورج الكبير كان فعلا شيء يحطم المعنويات. كان حاسس كأنه يلتهم كيس رمل بدون أي فايده. وطبعا محمد علي ما كان مقصر. كل ما أحس جورج بالتعب من اللكم يهجم عليه محمد علي لكمات سريعة وقوية. وبمجرد ما يكون جورج مستعد للرد يرجع محمد علي ويستند على الحبال ويغطي وجهه ويخلي جورج يضربه بدون أي فايده تذكر وجولة ورا جولة. بدا جورج يحس بالتعب الشديد. محمد علي كان يجر الفخ مرة ورا الثانية بدون ما يحس أو حتى يلاحظ وكلما تعب كان يهجم عليه. محمد علي لكمات سريعة خاطفة قوية ومنهكة أكثر وأكثر. كان هدف محمد علي أن يظل صامد لحد ما يوصلون للجولة الأخيرة. لكن صدم العالم وصدم نفسه لما قدر. يطيح جورج الكبير في الجولة الثانية ويفوز بالمباراة بعد ما أنهكه إنهاك تام. محمد علي قادر أن يستعيد لقبه وصار بطل العالم للمرة الثانية واستعاد مجده القديم في مباراة سجلها التاريخ. بعد ما فاز محمد علي بلقب بطل العالم للوزن الثقيل للمرة الثانية قدر يدافع عنه عدة مرات ضد خصوم أقوياء. واحد من هذه الخصوم كان فريزر الذي رجع عشان يصفون النتيجة ما بينهم. كل واحد منهم كان فائز على الثاني مرة، فكانت هذه المرة الحاسمة. وبدون ما ندخل في تفاصيل كثيرة، قدر محمد علي أن يحسم الفوز لصالحة ضد فريزر وصارت النتيجة اثنين لواحد لصالح محمد علي، وبكذا يكون قفل ملف فريزر ويتغلب على كل خصومه حتى الذين هزموا سابقا. هذه كانت أبرز المحطات الملاكمين اللي مروا في حياة محمد علي كلاي خسر بعدها لقبه الملاكم ثاني لكن يقدر يستعيد للمرة الثالثة بعد ما رجع واجهها بعدها بسبعة أشهر، وصار محمد علي كلاي أول ملاكم في التاريخ يحصل على لقب بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات في مناسبات مختلفة في حياته. إنجاز هذا كان يعتبر شيء أسطوري خاصة الملاكم دخل في سن الثلاثينات. محمد علي كان عارف أن المفروض يتقاعد بعد هذه المسيرة خاصة وهو في القمة لكن كان عنيد وهو يقاتل لفترة طويلة لحد ما اعتزل في سنة ألف وتسعمائة وواحد وثمانين.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Définition Se...

Définition Selon l'OMS (Organisation mondiale de la santé), le travail de nuit est défini comme to...

ملخص إداري: أظه...

ملخص إداري: أظهرت الأبحاث الحديثة أن الشركات التي تواجه بعضها البعض في أسواق متعددة من المرجح أن تشك...

Papyrology. Anc...

Papyrology. Ancient writing was predominantly recorded on papyrus, a kind of paper made from a reed ...

وكان من بين الأ...

وكان من بين الأسرى ملك القدس ومعه مائة وخمسون فارساً، منهم رينو دي شاتيلون (أرنات) صاحب حصن الكرك، و...

الباب الأول مشك...

الباب الأول مشكلات إدارة الصف إن التعليم الفعال لا يمكن أن يتم في صف تسوده الفوضى، أو تسيطر عليه أجو...

لحمد لله الذي ع...

لحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من بعث معلما للناس وهاديا وبشي...

إن الدولة الأرد...

إن الدولة الأردنية تواجه تحديات وتهديدات داخلية وخارجية تشكل خطراً واضحاً على أمنه واستقراره وهي على...

رقم الدعوى 5-5...

رقم الدعوى 5-5-954/2021 سجل عام وزارة العدل القـــرار برئاسة القاضي د. سليمان فالح الهواوشه ال...

٢- المستوى الصر...

٢- المستوى الصرفي يتناول البحث اللغوي في هذا المستوى الكلمة خارج التركيب، فيدرس صيغ الكلمات من حيث ...

Bacteria that n...

Bacteria that normally develop in raw milk produce more or less lactic acid. In the acidity test, th...

لتعريفات أولاً:...

لتعريفات أولاً: مصطلح (ال ِّدين): ححح ح ح جج جح ح الدين فقيل: مالك يرلم الزاء ، و اللين : الطاع . ...

قرر المشرع أن ج...

قرر المشرع أن جميع الموقعين على الشيك مسؤولون جميعاً تجاه الحامل على وجه التضامن عن الوفاء بمبلغ الش...