لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

الأدب العربي
الزمان وحرسه بالوزن والقوافي وحسن النظم وجودة التحبير من التدليس
والتغير (1). والكثير من الأخبار تروي تؤكد مكانة الشعر لدى العرب كخبر
الأعشى والمحلق (۲). كما كان للشعر تأثير قوي على النفوس شبهوه بتأثير السحر وفي الوقت نفسه ربطوا بين الشعر والسحر والكهانة وكانوا يرون أن لكل شاعر شيطان يلهمه الشعر، وعندما عجزوا عن الإتيان بمثل آيات الذكر الحكيم نعتوا الرسول - "علمه الله " - بالشاعر والساحر لما له من تأثير في النفوس بفضل القرآن الكريم، ولهذا أثره فيما بعد في موقف الإسلام من الشعر وأي
نمط شعري قبله أو رفضه. فعكس الشعر الجاهلي العادات والتقاليد الجاهلية، وعندما جاء الإسلام وأشرقت الأرض بنوره وتبدلت الحياة
1) ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص ۱۳. (1) انظر في تفصيل الخبر: ابن رشيق - العمدة، ج ١ / ٤٨. الأدب العربي
القائمة على التناحر والتنازع والتقاتل لا يجمعها جامع، يأتي الإسلام بقيم
وعادات ومثل جديدة فهو عقيدة وعمل، فرض أسسا وقواعد للتعامل سواء
في الحياة الدينية والروحية أو الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. ولم يكن
تأثير الإسلام على الدين فحسب وإنما كان له الأثر الأكبر على الحياة
الأدبية، فقد فرض قيما وأخلاقيات غيرت من تلك العادات التي كانت
مرتبطة بحياة الجاهليين القائمة على التنابز والتناحر والقتل. فتغير وجه الحياة وحلت قيم جديدة محل قيم الصراع والتنازع وكان
طبيعيًا أن يتحول الأدب مع الحياة الجديدة وأن يلاقي موقفًا مختلفًا من
الدين الجديد إذ تتنافى تعليمات دين الإسلام مع القيم السائدة في المجتمع
الجاهلي وهنا تظهر قضية كبرى هي قضية موقف الإسلام أو الرسول من
وهناك اعتقاد سائد. أن الشعر قد خبت جذوته وكسدت سوقه
بعد الإسلام، فهل هذا صحيح؟ثانيا : موقف الإسلام من الشعر :
كان الشعر صاحب السيادة في المجال الأدبي، ونبغ كثير من الشعراء الجاهليين حتى إذا أضاءت الدنيا بنور الإسلام وأقيمت الدولة الإسلامية تغير وجه الحياة، وأثر ذلك على الأدب فتغيرت الفنون الشعرية وبعدت عن التنابز والتناحر ، وحل محلها القول في التوحيد والدفاع عن دين الله وعن رسوله - " عليه السلام " - وبرز موضوع جديد أثار التساؤلات ألا وهو ما موقف الإسلام من الشعر، وهل حارب الإسلام الشعر أم دافع عنه؟
وانقسم النقاد إلى فريقين في هذه القضية
الفريق الأول: يرى أن الإسلام قد حارب الشعر ورفضه. الفريق الثاني: يرى أن الإسلام لم يحارب الشعر، وإنما استخدمه سلاحًا يدافع به عن قيمه ومبادئه ويحارب المشركين بالكلمة التي تعودوا عليها
ودرجوا على إتقانها كما حاربهم بالسلاح. ولكل فريق حججه وتفسيره لآيات الذكر الحكيم وحتى نتبين الأمر
لابد من استعراض هذه الأدلة والحجج لكل فريق في ضوء دراستنا لمصادر الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. اعتمد الفريق المعارض في رأيه على آيات القرآن الكريم الخاصة بالإشارة إلى الشعر والشعراء وهي في ستة مواضع:
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونَ، .. فلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تَبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا
هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٥). وذلك عندما أخذت الدعوة تتجه نحو وجهة أخرى؛ وتؤكد أن شعراء مكة يقولون ما لا يفعلون، وأما فيما يتعلق بشعراء المسلمين فقد وصفتهم الآيات بأنهم على حق فهم الذين نصروا الدين الإسلامى، ولذلك فإن هذه الآيات تهاجم الشعراء الذين يحاربون الإسلام أما شعراء المسلمين فقد شجعهم الرسول عليه والله " على قول الشعر والرد على
16/111
يقول الزمخشرى في ذلك: "استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وكان ذلك أغلب عليهم من الشعر، وإذا قالوا شعرا قالوه في توحيد الله والثناء عليه والحكمة والموعظة، والزهد والآيات ومدح رسول الله " عليه السلام " والصحابة وصلحاء الأمة، وما لا بأس به من المعاني التي لا يتلطخون فيها بذنب ولا يتلبسون بشائنة ولا منقصة، وكان هجاؤهم على سبيل الانتصار ممن يهجوهم (1) . تح: عادل أحمد عبد الموجود على محمد معوض، د/ فتحى عبد الرحمن
ط ١، مكتبة العبيكان، الرياض، ١٤١٨هـ / ١٩٩٨م، ج 4 / ص ٤٢٦. الأدب العربي
وقال ابن كثير في تفسيره عن هذه الآية: " حدثنا أبي ، حدثنا أبو
سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة قال: لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون إلى قوله :" يقولون مالا يفعلون قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله، قد علم الله أنى منهم فأنزل الله :" إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات إلى قوله: ينقلبون". ولكن هذه السور مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية في شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر، يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم (1) . وأما ما يخص أن الشعر ينقض الوضوء، فهذا الكلام لا أصل له فما
قيل من أن الشعر ينقض الوضوء يثير السخرية والاستهزاء فقد سئل ابن سيرين في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان، وهل تنقض الوضوء
أو لا؟ فسخر من هذا القول وأنشد:
نبئت أن فتاة كنت أخطبها
آية سورة الشعراء إنما تشير إلى مفهوم العرب حول الشعراء، أما القرآن الكريم فهو بعيد عن كل هذه
الخيالات والمعتقدات والمفاهيم الجاهلية. لقد اهتم القرآن بقضية نفى الشاعرية عن الرسول عليه الله "، واثبات أن القرآن الكريم ليس شعرًا، وبذلك فإن الإسلام لم يحرم الشعر ولم يقلل من شأن الشعراء، وقد دلت الآيات على نفى الشاعرية عن الرسول " عليه الله " على الرغم من أن قريشا كانت تعلم أنه ليس بشاعر ولا
كاهن ولا مجنون، بل إنه رسول من رب العاملين، ويكفيه " عليه السلام " رد
القرآن المعجز على اتهامات وافتراءات مشركي مكة.


النص الأصلي

الأدب العربي


الزمان وحرسه بالوزن والقوافي وحسن النظم وجودة التحبير من التدليس


والتغير (1).


والكثير من الأخبار تروي تؤكد مكانة الشعر لدى العرب كخبر


الأعشى والمحلق (۲).


كما كان للشعر تأثير قوي على النفوس شبهوه بتأثير السحر وفي الوقت نفسه ربطوا بين الشعر والسحر والكهانة وكانوا يرون أن لكل شاعر شيطان يلهمه الشعر، وعندما عجزوا عن الإتيان بمثل آيات الذكر الحكيم نعتوا الرسول - "علمه الله " - بالشاعر والساحر لما له من تأثير في النفوس بفضل القرآن الكريم، ولهذا أثره فيما بعد في موقف الإسلام من الشعر وأي


نمط شعري قبله أو رفضه.


هكذا يتضح من هذه الأقوال المكانة التي احتلها الشعر منذ القدم والتقديس الذي ناله من العرب ومدى اهتمامهم به فهو كتاب علومهم وفنونهم ومؤرخ أحداثهم، وموثق لحياتهم لذلك كان الشعر في المقام الأول عندهم وكانوا يعبرون به عن أحداث حياتهم، فعكس الشعر الجاهلي العادات والتقاليد الجاهلية، وعندما جاء الإسلام وأشرقت الأرض بنوره وتبدلت الحياة


(1) ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص ۱۳. (1) انظر في تفصيل الخبر: ابن رشيق - العمدة، ج ١ / ٤٨.


الأدب العربي


وتغيرت القيم إلى القيم الإسلامية الرفيعة التي تتنافى مع الحياة الجاهلية


القائمة على التناحر والتنازع والتقاتل لا يجمعها جامع، يأتي الإسلام بقيم


وعادات ومثل جديدة فهو عقيدة وعمل، فرض أسسا وقواعد للتعامل سواء


في الحياة الدينية والروحية أو الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. ولم يكن


تأثير الإسلام على الدين فحسب وإنما كان له الأثر الأكبر على الحياة


الأدبية، فقد فرض قيما وأخلاقيات غيرت من تلك العادات التي كانت


مرتبطة بحياة الجاهليين القائمة على التنابز والتناحر والقتل.


فتغير وجه الحياة وحلت قيم جديدة محل قيم الصراع والتنازع وكان


طبيعيًا أن يتحول الأدب مع الحياة الجديدة وأن يلاقي موقفًا مختلفًا من


الدين الجديد إذ تتنافى تعليمات دين الإسلام مع القيم السائدة في المجتمع


الجاهلي وهنا تظهر قضية كبرى هي قضية موقف الإسلام أو الرسول من


الشعر.


وهناك اعتقاد سائد..... أن الشعر قد خبت جذوته وكسدت سوقه


بعد الإسلام، فهل هذا صحيح؟ثانيا : موقف الإسلام من الشعر :


كان الشعر صاحب السيادة في المجال الأدبي، ونبغ كثير من الشعراء الجاهليين حتى إذا أضاءت الدنيا بنور الإسلام وأقيمت الدولة الإسلامية تغير وجه الحياة، وأثر ذلك على الأدب فتغيرت الفنون الشعرية وبعدت عن التنابز والتناحر ، وحل محلها القول في التوحيد والدفاع عن دين الله وعن رسوله - " عليه السلام " - وبرز موضوع جديد أثار التساؤلات ألا وهو ما موقف الإسلام من الشعر، وهل حارب الإسلام الشعر أم دافع عنه؟


وانقسم النقاد إلى فريقين في هذه القضية


الفريق الأول: يرى أن الإسلام قد حارب الشعر ورفضه.


الفريق الثاني: يرى أن الإسلام لم يحارب الشعر، وإنما استخدمه سلاحًا يدافع به عن قيمه ومبادئه ويحارب المشركين بالكلمة التي تعودوا عليها


ودرجوا على إتقانها كما حاربهم بالسلاح.


ولكل فريق حججه وتفسيره لآيات الذكر الحكيم وحتى نتبين الأمر


لابد من استعراض هذه الأدلة والحجج لكل فريق في ضوء دراستنا لمصادر الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.


اعتمد الفريق المعارض في رأيه على آيات القرآن الكريم الخاصة بالإشارة إلى الشعر والشعراء وهي في ستة مواضع:


الأدب العربي


بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما


أرسل الأولون (1) .


وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشَّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (۲) . وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونَ، بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ


الْمُرْسَلِينَ (۳).


فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنِ وَلا مَجْنُونِ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (4). .. فلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تَبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا


هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٥).


والشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ


يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا


وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (۱).هجرة النبي " عليا الله " ، وذلك عندما أخذت الدعوة تتجه نحو وجهة أخرى؛ حيث بدأ مشركو مكة فى هجاء النبي " عليه الله " وتزعمهم عبد الله بن الزبعرى من شعراء مكة، فأنزلت هذه الآيات لكي تخفف عن الرسول " عل السلم" ، وتؤكد أن شعراء مكة يقولون ما لا يفعلون، وأما فيما يتعلق بشعراء المسلمين فقد وصفتهم الآيات بأنهم على حق فهم الذين نصروا الدين الإسلامى، ولذلك فإن هذه الآيات تهاجم الشعراء الذين يحاربون الإسلام أما شعراء المسلمين فقد شجعهم الرسول عليه والله " على قول الشعر والرد على


المشركين. 16/111


يقول الزمخشرى في ذلك: "استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وكان ذلك أغلب عليهم من الشعر، وإذا قالوا شعرا قالوه في توحيد الله والثناء عليه والحكمة والموعظة، والزهد والآيات ومدح رسول الله " عليه السلام " والصحابة وصلحاء الأمة، وما لا بأس به من المعاني التي لا يتلطخون فيها بذنب ولا يتلبسون بشائنة ولا منقصة، وكان هجاؤهم على سبيل الانتصار ممن يهجوهم (1) .


(1) الزمخشري : الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجود التأويل، تح: عادل أحمد عبد الموجود على محمد معوض، د/ فتحى عبد الرحمن


ط ١، مكتبة العبيكان، الرياض، ١٤١٨هـ / ١٩٩٨م، ج 4 / ص ٤٢٦.


۱۵


الأدب العربي


وقال ابن كثير في تفسيره عن هذه الآية: " حدثنا أبي ، حدثنا أبو


سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة قال: لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون إلى قوله :" يقولون مالا يفعلون قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله، قد علم الله أنى منهم فأنزل الله :" إلا الذين آمنوا


وعملوا الصالحات إلى قوله: ينقلبون".


وهكذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة، وزيد بن أسلم، وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم. ولا شك أنه استثناء، ولكن هذه السور مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية في شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر، ولم


يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم (1) .


وأما ما يخص أن الشعر ينقض الوضوء، فهذا الكلام لا أصل له فما


قيل من أن الشعر ينقض الوضوء يثير السخرية والاستهزاء فقد سئل ابن سيرين في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان، وهل تنقض الوضوء


أو لا؟ فسخر من هذا القول وأنشد:


نبئت أن فتاة كنت أخطبها


عرقوبها مثل الشهر الصوم في الطولالأدب العربي


آية سورة الشعراء إنما تشير إلى مفهوم العرب حول الشعراء، وأنهم يتبعون ما تصوره خيالهم بعيدًا عن الواقع، أما القرآن الكريم فهو بعيد عن كل هذه


الخيالات والمعتقدات والمفاهيم الجاهلية.


لقد اهتم القرآن بقضية نفى الشاعرية عن الرسول عليه الله "، واثبات أن القرآن الكريم ليس شعرًا، وبذلك فإن الإسلام لم يحرم الشعر ولم يقلل من شأن الشعراء، فالآيات القرآنية المذكورة سابقًا وهى آيات سورة الأنبياء والصافات والطور إنما توضح ما الذى كان سائدا في حوار أهل مكة عندما وصفوا النبي " عليه السلام " بأنه شاعر، وقد دلت الآيات على نفى الشاعرية عن الرسول " عليه الله " على الرغم من أن قريشا كانت تعلم أنه ليس بشاعر ولا


كاهن ولا مجنون، بل إنه رسول من رب العاملين، ويكفيه " عليه السلام " رد


القرآن المعجز على اتهامات وافتراءات مشركي مكة.


صلى


صفة


أما آيات سورة يس والحاقة فإنهما ينفيان عن النبي " عليه اللهم "


الشاعرية وعن القرآن الكريم أن يكون شعرا، وهذا النفى لا يقلل من شأن


الشعر بل إن النفي خاص بالرسول عليه السلام" وبالقرآن الكريم فلا حرج بعد


ذلك في أن يكون كل المسلمين شعراء.


أما آية سورة الشعراء فإنها تختلف عن سابقيها، سورة الشعراء كلها


مكية ماعدا هذه الآيات التي جاءت فى نهاية السورة، فإنها مدنية أنزلت بعد


١٤الأدب العربي


ومن أدلتهم أيضا على ذلك قال قوم: إن الشعر من رفث القول وأن


روايته تنقض الوضوء (۲).


وقول بعض الكتاب إن النثر أعظم شأنا من الشعر وعلى أن الإسلام


غض من شأنه، وقلل من أهميته.


والناظر في هذه الآيات يجد أنها تنفى عن النبي عليهم والله " أن يكون شاعرًا، وتؤكد على نفي مفهوم الشعر عن النبى وعن القرآن الكريم، من المعروف قديمًا أن العرب كانوا يظنون بعقول الشعراء وأن الشاعر به مس من الجنون ويتلقى الشعر من الجن، فلذلك فإن مشركي مكة يريدون أن يلصقوا هذه التهمة بالنبي " عليه الا الله "، وكان العرب يظنون أن الشعراء أصحاب مجالس خمر وملذات وكانت القبائل تتبرأ من الشعراء الذين


يسرفون في ملذاتهم.


والمتأمل في الآيات يجد أن القرآن الكريم لم يصدر حكمًا معنيا


صريحًا بتحريم قول الشعر، ولكنه نفى أن يكون النبي " عليه السلام " شاعرًا من


الشعراء، أو تكون رسالته كرسالتهم "إن هو إلا ذكر وقرآن مبين (۳). حتى


(1) سورة الشعراء: الآيات ٢٢٧/٢٢٤.


(1) ابن رشيق، العمدة، ج ۱، ص ٣٠.


(1) سورة يس : الآية ٦٩.


۱۳الأدب العربي


أيضا عليه الله ": "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر الحكمة، والرسول عليه والله " كان محبا لاستماع الشعر وكانت عنده المقدرة للحكم على الشعر . وهذا من شأنه أن يدل على أن الإسلام والرسول" عليه الله " والصحابة لم يحاربوا الشعر وإنما حثوا عليه، ولكن الشعر الذي يدل على تعاليم الإسلام فالرسول عليه الله " عندما سئل عن أفضل الشعراء قال امرؤ القيس أفضل الشعراء وقائدهم إلى النار، امرؤ القيس من أفضل الشعراء الجاهلين ومن أصحاب المعلقات، وجد فيه الرسول " عليه الله " نموذجا للمحافظة على


مفردات اللغة العربية بأصولها.


وثمة حديث يبين لنا منزلة الشعر، حيث يقول الرسول " عليه السلام ":


الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. وروى عن النبي "علمه الله " أنه قال: إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه


فهو حسن، ومالم يوافق الحق منه فلا خير فيه. حدثنا محمد حدثنا عبدة


أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: استأذن


حسان بن ثابت رسول الله " عليه الا الله " في هجاء المشركين، فقال رسول الله "


الأدب العربي


عله الله " فكيف بنسبي ؟ فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من


العجين (۱).


عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي عليه الله " قال : الآن يمتليء


جوف أحدكم فيحا حتى يريه خير من أن يمتليء شعرا (٢)، فإنما هو فيمن


غلب الشعر على قلبه، وملك نفسه حتى شغله عن دينه، وإقامة فروضه،


ومنعه من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن. ويذكر أن النبي" علمه الله " سمع قول


النابغة الجعدي؛ حيث يقول:


بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا


وإننا لنرجو فوق ذلك مظهرا (۳)


ولكن الرسول " عليه السلام " قال له: أين المظهر يا أبا ليلى؟ فقال: الجنة


بك يا رسول الله فقال له النبي " الله الله " أجل إن شاء الله، فقضت له دعوة


النبي " علاه الله " بالجنة، وسبب ذلك شعره (1).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

The adsorption ...

The adsorption capacity of HCAV was obtained by adsorption of MO from above The concentration of MO ...

باح يوم سبت من ...

باح يوم سبت من شهر أكتوبر ، وكانت آن منتشية لتو دعوة آن ماريلا ، التي ستخرج بعد الظهر ، اقترحت ل . إ...

إن هذا التعليل ...

إن هذا التعليل لا يدفع مجيئها للشك، لأن الشك - أيضا - معنى يقصد إفهامه بأن " يخبر المتكلمُ المخاطب ب...

Internet of Thi...

Internet of Things (IoT) reveales the profound integration of wearable technology into our daily liv...

بالاطلاع على تا...

بالاطلاع على تاريخ رياضة الكاراتيه على المستوى المحلي نجد أن هذه الرياضة أدخلت إلى المملكة العربية ا...

1. Principle of...

1. Principle of Proximate Cause in Insurance Law The principle of proximate cause is fundamental in...

سرطان الرئة: سر...

سرطان الرئة: سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم يسبب سرطان الرئة من خلال...

This recognitio...

This recognition led to the convening of the World Assembly on Aging in 2002 with the participation ...

مطلوب! شاب ذكي ...

مطلوب! شاب ذكي يريد أن يصبح غنيا! يجب أن يكون على استعداد لإطاعة الأوامر دون طرح الأسئلة. إذا كنت مه...

التركيب الضوئي ...

التركيب الضوئي إنتاج المادة العضوية من طرف النباتات الية امتصاص الماء و الاملاح المعدنية عند النبات...

ﺇﻥ التدريس عملي...

ﺇﻥ التدريس عملية ﻟﻴﺴﺕ ﺴﻬﻠﺔ ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻷﺨﺭى ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻬﻭﺍﻫﺎ ﻭ...

Evaluates each ...

Evaluates each market segment’s attractiveness and selects one or more segments to serveA group of p...