لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (25%)

تلعب اللغات الراقية لدى أبنائها المنتسبين إليها دورًا يتجاوز بكثير مجرد مهمة التوصيل،فالحياة يُمكن لها أن تتحقق ويتم التواصل بين أطرافها من خلال الوسائل غير اللغوية؛ مثل: الإرشادات والرموز البسيطة، وصيحات الإعلان عن الحاجة أو القناعة أو السخط والرضا، في عالم الطيور والحيوان من حولنا، وفي مراحل الطفولة المبكرة من أعمارنا، وعند ذوي الحواس المُعَطَّلة الذين لا يُكَلِّمون الناس إلا رمزا ، ومع ذلك تسير حياتهم ويُعبّرون عن رغباتهم دون أن يندرجوا في مراحل التعبير المتفاوتة، ولا شكل المعرفة الموروثة عنهم ضحالة أو عمقا .لكن "اللغة" في شكلها الذي يتكون من بنية كلامية منتقاة، تلقى العناية على يد أبنائها جيلاً بعد جيل في تشكيل أصول الصحة والجمال بها، وتستغل بنياتها الصحيحة الجميلة تلك أدوات لحمل الفكر الراقي والمشاعر السامية من فرد إلى فرد، ومن جماعة إلى جماعة، وتزداد اتساعا على مستوى المكان، وثراء على مستوى الزمان، هذه اللغة تتجاوز مهامها المنوطة بها مرحلة مجرد قضاء
والتعبير عن الرغبات - إلى مرحلة بناء الأفراد والجماعات، وتشييد المعارف والحضارات .واللغة العربية في ماضيها المجيد وتراثها العريق تأتي في مقدمة اللغات التي نجحت في القيام بدورها الحضاري الرفيع، وارتقت بأمة من مجتمع الصحراء المتواري لتكون هي ولغتها قائدة الحضارة والمعرفة على مستوى العالم قرونا عديدة متوالية، ويكفي في هذا المقام أن نتذكر أنها شرفَتْ بحمل آخر رسالات
السماء إلى الأرض بلسان عربي مبين .لكن اللغة في حاضرها اليوم في حاجة إلى أن تتذكر، وأن تستجمع قواها لمواجهة متطلبات الحاضر والمستقبل في المجال المعرفي والحضاري، وأن تنتهي بفضل وعي وهمة أبنائها للقيام بدورها الحقيقي في
واستعادة بعض ملامح الوجه المهددة بالضياع .ولنتذكر أننا في عصر تلعب فيه حالة لغات الشعوب - قوة أو ضعفًا - دورًا مهما في المحافظة على كيان الأمة، وتركه عرضةً لتقلبات الأهواء والأحداث من حوله، ولنتذكر - أيضا - أنَّنا في عصر تحرص فيه اللغات الكبرى المسيطرة على التهام اللغات المنافسة لها، وأنها تلجأ في سبيل تحقيق ذلك الهدف إلى وسائل علمية وتعليمية وإعلامية، ثم إعدادها ودراستها بدقة شديدة، وتوازنت
فيها المغريات والعقوبات، في آنية العسل؛ لكي ينجذب إلى الهدف المرسوم - بوعي أو بلا وعي - أبناء اللغة المستهدفة أنفسهم، ويكونوا أكبر عون على تحقيق الغاية المرادة . وتراثا شعريا أو نثريا، ولكنها تحارب ما يرمز إليه ذلك كله، واستقلال ذواتهم، وصلابة قراراتهم؛ لكي يكونوا لقمة سائغة في خدمة عجلات الإنتاج ومطامع التوسع، وتحقق الأمن لدى أصحاب اللغات والأهداف الأخرى .وذلك هدف أصبح معلنا على الملأ لا يخفى ولا يستتر،وهو شهيد .لقد تعرضت كثير من لغات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للاجتياح أمام قوة اللغات الأوروبية الغازية في عصر التوسع الاستعماري بعد الثورة الصناعية، وأمام هذا الاجتياح سقطت لغات كثيرة، قدرتها منظمة اليونسكو بأكثر من ثلاثمائة لغة، وضعفت أخرى وتصدعت أركانها، وهم يتوقعون لها مزيدًا من الضعف الذي قد يؤدي إلى السقوط، خاصة إذا ساعدهم أبناء هذه اللغات أنفسهم على تحقيق الهدف، وهم يضعون اللغة العربية في مصاف هذه الطائفة الأخيرة،وحفظها، وفتح عيون أبنائها على الخطر المحيط بهم .لكن العربية - والحمد لله - صمدت وقاومت، واستعادة أمجاد الماضي، إذا قام أبناؤها - كل في مجال قدراته واهتماماته وواجباته - بما
ينبغي عليه القيام به .لقد ساعدت اللغة العربية - منذ نزل بها القرآن على نحو خاص - هذه الأمة على تشكيل هويتها، وقد كان شعارها في التفتح، وإنما العربية لسان، فمن تكلم العربية، .. ولقد فتح هذا الشعار الباب أمام كل الأجناس والأعراق، من خلال تعلم اللسان العربي، فتسابق أبناء الحضارات والأعراق الأخرى ممن عاشوا في كنف الإمبراطورية الإسلامية إلى إجادة العربية والتسابق في الإبداع ووضع المؤلفات بها، وشاركوا في وضع أسس قواعد مختلف العلوم العربية والإسلامية
بها، والبخاري) في الحديث، و الزمخشري في التفسير، وهكذا اتسع مفهوم (العربية) وثقافتها لكي تتجاوز الجنس العربي إلى ثقافة الإمبراطورية الإسلامية التي لم تقتصر فقط على علوم اللغة والدين - وإنما امتدت من خلال اللغة إلى الثقافة العلمية الإنسانية في الطب والجراحة، والرياضيات والجبر والفلك والصيدلة،اتساع المفهوم، وإثراء اللغة العربية، واستخدامها في المجالات الحية للعلوم والحياة .وقد استطاعت اللغة العربية في فترة انطلاقها وتوسعها أن تمثل نموذج اللغة التي يحرص المثقفون من غير أبنائها، على أن يتحلوا بمعرفتها، بل استعارت حروفها كثير من اللغات الأخرى - وخاصة اللغات الإسلامية - لكي تكتب بها كلماتها، ومن بينها اللغة الفارسية في إيران وأفغانستان، واللغة الأوردية في الهند وباكستان اللتان كانتا - وما تزالان - تكتبان بالحروف العربية، لكن لغات إسلامية أخرى كانت تكتب بالحرف العربي وتخلت عن ذلك الحرف ؛ نتيجة للتخطيط المحكم المحاربة العربية في القرن العشرين، وفي مقدمة هذه اللغات اللغة التركية التي غيرت حروفها إلى اللاتينية بعد سقوط الخلافة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتبعتها في ذلك اللغات المنتشرة في سهول آسيا الإسلامية في منطقة تركستان، والتي تقاسم النفوذ عليها الصين والاتحاد السوفيتي السابق بعد الحرب العالمية، وحاولوا - بتخطيط محكم وبثورة ثقافية على مدى نحو ثلاثين عاما - إزالة الحرف العربي وتحريم الكتابة به، كما حدث الشيء نفسه في اللغات الإفريقية التي كانت تكتب بالحروف العربية، وعلى رأسها اللغة السواحلية في شرق إفريقيا، حينما صدر قرار بإزالة الحروف العربية ووضع اللاتينية مكانها في
هذه اللغة، وحدث ذلك في اللغات الإسلامية في غرب إفريقيا .ولقد حاولت هذه الحرب أن تمتد إلى داخل اللغة العربية ذاتها؛ تدعونا إلى أن نكتب - نحن أيضا - لغتنا العربية بحروف لاتينية بدعوى تسهيل تداولها في العالم وما زلنا نرى زحف الحروف اللاتينية على واجهات المحلات في كثير من مدن العالم العربي؛ مما يُشكل
ظاهرة سلبية لا تليق بأمة تحرص على أن تكون لها شخصيتها وهويتها المستقلة .إنَّنا ينبغي في الوقت نفسه أن نشيد بالتجارب العالمية المعاصرة، التي أدركت أهمية "اللغة" في المحافظة على شخصية الأمة، أو اتخذت خطوات إيجابية في سبيل المحافظة على قوة لغتها، أو إحيائها وتوظيفها بقوة في الحياة العلمية والعملية؛ مما ترتب عليه إحياء شخصية الأمة والمحافظة على قوتها . انطلاقا من جريانها على السنتنا وأقلامنا في مستوياتها المختلفة، فلا نستخدم لغة متقعرة في موقف حديث؛ لئلا ينفر الناس منها، ولا نتهاون في الوقت ذاته بالخطا وعدم الدقة في التعبير، ونحرص على الدعوة إلى شيوعها في معاملاتنا الاقتصادية، والالتفات إلى الظاهرة الخطيرة التي تلوث وجه المدن العربية بأسماء الرطانات الأجنبية، التي تختلط فيها الحروف واللغات اختلاطا يسيء إلى شخصيتنا، والعمل على تنميتها في وسائل إعلامنا بطريقة مدروسة ومنهجية هادفة، بدلاً من الفوضى التي تسود في كثير مما نقرؤه وما نسمعه وما نشاهده،


النص الأصلي

تلعب اللغات الراقية لدى أبنائها المنتسبين إليها دورًا يتجاوز بكثير مجرد مهمة التوصيل، والفهم والإفهام، وقضاء الحاجات اليومية، مع التسليم بأهمية هذه الأشياء في حياة البشر.
فالحياة يُمكن لها أن تتحقق ويتم التواصل بين أطرافها من خلال الوسائل غير اللغوية؛ مثل: الإرشادات والرموز البسيطة، وصيحات الإعلان عن الحاجة أو القناعة أو السخط والرضا، وهو ما نلحظه على نطاق واسع، في عالم الطيور والحيوان من حولنا، وفي مراحل الطفولة المبكرة من أعمارنا، وعند ذوي الحواس المُعَطَّلة الذين لا يُكَلِّمون الناس إلا رمزا ، ومع ذلك تسير حياتهم ويُعبّرون عن رغباتهم دون أن يندرجوا في مراحل التعبير المتفاوتة، وضوحًا أو طلاقة، أو تصريحًا أو تلميحًا، ودون أن يتفاوت رصيدهم الفكري
التعبيري ثراءً، ولا شكل المعرفة الموروثة عنهم ضحالة أو عمقا .
لكن "اللغة" في شكلها الذي يتكون من بنية كلامية منتقاة، تلقى العناية على يد أبنائها جيلاً بعد جيل في تشكيل أصول الصحة والجمال بها، وتستغل بنياتها الصحيحة الجميلة تلك أدوات لحمل الفكر الراقي والمشاعر السامية من فرد إلى فرد، ومن جماعة إلى جماعة، ومن جيل إلى جيل، وتزداد اتساعا على مستوى المكان، وثراء على مستوى الزمان، هذه اللغة تتجاوز مهامها المنوطة بها مرحلة مجرد قضاء
الحاجات، والتعبير عن الرغبات - إلى مرحلة بناء الأفراد والجماعات، وتشييد المعارف والحضارات .
واللغة العربية في ماضيها المجيد وتراثها العريق تأتي في مقدمة اللغات التي نجحت في القيام بدورها الحضاري الرفيع، وارتقت بأمة من مجتمع الصحراء المتواري لتكون هي ولغتها قائدة الحضارة والمعرفة على مستوى العالم قرونا عديدة متوالية، ويكفي في هذا المقام أن نتذكر أنها شرفَتْ بحمل آخر رسالات
السماء إلى الأرض بلسان عربي مبين .
لكن اللغة في حاضرها اليوم في حاجة إلى أن تتذكر، وأن تستجمع قواها لمواجهة متطلبات الحاضر والمستقبل في المجال المعرفي والحضاري، وأن تنتهي بفضل وعي وهمة أبنائها للقيام بدورها الحقيقي في
المحافظة على الهوية، واستعادة بعض ملامح الوجه المهددة بالضياع .
ولنتذكر أننا في عصر تلعب فيه حالة لغات الشعوب - قوة أو ضعفًا - دورًا مهما في المحافظة على كيان الأمة، أو التفريط فيه، وتركه عرضةً لتقلبات الأهواء والأحداث من حوله، ولنتذكر - أيضا - أنَّنا في عصر تحرص فيه اللغات الكبرى المسيطرة على التهام اللغات المنافسة لها، أو إضعافها وتفتيتها، وأنها تلجأ في سبيل تحقيق ذلك الهدف إلى وسائل علمية وتعليمية وإعلامية، ثم إعدادها ودراستها بدقة شديدة، وتوازنت


فيها المغريات والعقوبات، وتم دس السم بإحكام في معظم الأحايين، في آنية العسل؛ لكي ينجذب إلى الهدف المرسوم - بوعي أو بلا وعي - أبناء اللغة المستهدفة أنفسهم، ويكونوا أكبر عون على تحقيق الغاية المرادة .
والقوى الكبرى التي تسعى إلى تحقيق مثل هذه الأهداف تعرف أنها لا تحارب فقط كلمات وقواعد وتراكيب، وتراثا شعريا أو نثريا، ولكنها تحارب ما يرمز إليه ذلك كله، وتسعى إلى السيطرة على مقدرات أبناء هذه اللغة وثرواتهم، واستقلال ذواتهم، وصلابة قراراتهم؛ لكي يكونوا لقمة سائغة في خدمة عجلات الإنتاج ومطامع التوسع، وتحقق الأمن لدى أصحاب اللغات والأهداف الأخرى .
وذلك هدف أصبح معلنا على الملأ لا يخفى ولا يستتر، وهو واضح أمام كل من كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد .
لقد تعرضت كثير من لغات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للاجتياح أمام قوة اللغات الأوروبية الغازية في عصر التوسع الاستعماري بعد الثورة الصناعية، ممثلة في اللغات الإنجليزية والفرنسية على نحو خاص ومن ورائها الإسبانية والبرتغالية والألمانية، وأمام هذا الاجتياح سقطت لغات كثيرة، قدرتها منظمة اليونسكو بأكثر من ثلاثمائة لغة، وضعفت أخرى وتصدعت أركانها، وهم يتوقعون لها مزيدًا من الضعف الذي قد يؤدي إلى السقوط، خاصة إذا ساعدهم أبناء هذه اللغات أنفسهم على تحقيق الهدف، وهم يضعون اللغة العربية في مصاف هذه الطائفة الأخيرة، ويُقدرون لها مدى زمنيا يتوقعون أن تتحقق خلاله أهدافهم، حماها الله
وحفظها، وفتح عيون أبنائها على الخطر المحيط بهم .
لكن العربية - والحمد لله - صمدت وقاومت، وهي تستطيع أن تبذل المزيد من الصمود في الحاضر، والتأهب للمستقبل، واستعادة أمجاد الماضي، إذا قام أبناؤها - كل في مجال قدراته واهتماماته وواجباته - بما
ينبغي عليه القيام به .
لقد ساعدت اللغة العربية - منذ نزل بها القرآن على نحو خاص - هذه الأمة على تشكيل هويتها، وعلى التفتح على ثقافات العالم السابقة عليها والمعاصرة لها، وقد كان شعارها في التفتح، ذلك الأثر القائل: "ليست العربية من أحدكم بأبيه ولا بأمه، وإنما العربية لسان، فمن تكلم العربية، فهو عربي" ، ... ولقد فتح هذا الشعار الباب أمام كل الأجناس والأعراق، لتحمل شرف الانتماء إلى العربية، من خلال تعلم اللسان العربي، فتسابق أبناء الحضارات والأعراق الأخرى ممن عاشوا في كنف الإمبراطورية الإسلامية إلى إجادة العربية والتسابق في الإبداع ووضع المؤلفات بها، وشاركوا في وضع أسس قواعد مختلف العلوم العربية والإسلامية


بها، وأصبحت أسماؤهم رموزا بارزة في بعض فروع المعرفة، كما كان اسم (سيبويه) في النحو، و الجرجاني) في البلاغة، والبخاري) في الحديث، و الزمخشري في التفسير، وهكذا اتسع مفهوم (العربية) وثقافتها لكي تتجاوز الجنس العربي إلى ثقافة الإمبراطورية الإسلامية التي لم تقتصر فقط على علوم اللغة والدين - وإنما امتدت من خلال اللغة إلى الثقافة العلمية الإنسانية في الطب والجراحة، والرياضيات والجبر والفلك والصيدلة، وظلت ترجمات الكتب العربية لأعلام مثل جابر بن حيان وابن الهيثم، وابن النفيس وغيرهم تشارك في تمثيل كتب المعرفة العلمية في الجامعات الأوروبية حتى القرن الثامن عشر، انطلاقا من
اتساع المفهوم، وثراء المعرفة، وإثراء اللغة العربية، واستخدامها في المجالات الحية للعلوم والحياة .
وقد استطاعت اللغة العربية في فترة انطلاقها وتوسعها أن تمثل نموذج اللغة التي يحرص المثقفون من غير أبنائها، على أن يتحلوا بمعرفتها، بل استعارت حروفها كثير من اللغات الأخرى - وخاصة اللغات الإسلامية - لكي تكتب بها كلماتها، ومن بينها اللغة الفارسية في إيران وأفغانستان، واللغة الأوردية في الهند وباكستان اللتان كانتا - وما تزالان - تكتبان بالحروف العربية، لكن لغات إسلامية أخرى كانت تكتب بالحرف العربي وتخلت عن ذلك الحرف ؛ نتيجة للتخطيط المحكم المحاربة العربية في القرن العشرين، وفي مقدمة هذه اللغات اللغة التركية التي غيرت حروفها إلى اللاتينية بعد سقوط الخلافة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتبعتها في ذلك اللغات المنتشرة في سهول آسيا الإسلامية في منطقة تركستان، والتي تقاسم النفوذ عليها الصين والاتحاد السوفيتي السابق بعد الحرب العالمية، وحاولوا - بتخطيط محكم وبثورة ثقافية على مدى نحو ثلاثين عاما - إزالة الحرف العربي وتحريم الكتابة به، كما حدث الشيء نفسه في اللغات الإفريقية التي كانت تكتب بالحروف العربية، وعلى رأسها اللغة السواحلية في شرق إفريقيا، والتي ظلت تكتب بحروف عربية حتى سنة 1964، حينما صدر قرار بإزالة الحروف العربية ووضع اللاتينية مكانها في
هذه اللغة، وحدث ذلك في اللغات الإسلامية في غرب إفريقيا .
ولقد حاولت هذه الحرب أن تمتد إلى داخل اللغة العربية ذاتها؛ فظهرت صيحات منذ أوائل القرن العشرين، تدعونا إلى أن نكتب - نحن أيضا - لغتنا العربية بحروف لاتينية بدعوى تسهيل تداولها في العالم وما زلنا نرى زحف الحروف اللاتينية على واجهات المحلات في كثير من مدن العالم العربي؛ مما يُشكل
ظاهرة سلبية لا تليق بأمة تحرص على أن تكون لها شخصيتها وهويتها المستقلة .


إنَّنا ينبغي في الوقت نفسه أن نشيد بالتجارب العالمية المعاصرة، التي أدركت أهمية "اللغة" في المحافظة على شخصية الأمة، أو اتخذت خطوات إيجابية في سبيل المحافظة على قوة لغتها، أو إحيائها وتوظيفها بقوة في الحياة العلمية والعملية؛ مما ترتب عليه إحياء شخصية الأمة والمحافظة على قوتها .
إن لغتنا العربية التي تملك من مقومات الصحة والحياة والجمال والقابلية لاستيعاب مختلف المعارف والعلوم والتعبير عنها - بحاجة إلى أن تبذل جميعًا لها من الحماية والرعاية ما تستحقه، انطلاقا من جريانها على السنتنا وأقلامنا في مستوياتها المختلفة، بحسب المقام المناسب، فلا نستخدم لغة متقعرة في موقف حديث؛ لئلا ينفر الناس منها، ولا نتهاون في الوقت ذاته بالخطا وعدم الدقة في التعبير، ونحرص على الدعوة إلى شيوعها في معاملاتنا الاقتصادية، والالتفات إلى الظاهرة الخطيرة التي تلوث وجه المدن العربية بأسماء الرطانات الأجنبية، التي تختلط فيها الحروف واللغات اختلاطا يسيء إلى شخصيتنا، والعمل على تنميتها في وسائل إعلامنا بطريقة مدروسة ومنهجية هادفة، بدلاً من الفوضى التي تسود في كثير مما نقرؤه وما نسمعه وما نشاهده، وعلى بذل خطوات جادة لتوسيع مجال اللغة العربية في تدريس العلوم في المدارس والجامعات وطرح التساؤل الذي لا بد منه: لماذا تدرس كل جامعات الدنيا العلوم المتقدمة بلغاتها القومية، إلا نحن في جامعاتنا؟ وهل اللغة البولندية - مثلاً - أكثر قدرة على استيعاب مصطلحات الطب والهندسة من اللغة العربية؟ ولماذا لا نستفيد من التجارب الرائعة للجامعات السورية في محافظتها على اللغة العربية في تدريس الطب وتخريجها شريحة من أفضل الأطباء العرب وأكثرهم نجاحًا حتى في المجتمعات الغربية التي يعملون بها؟ وهل يرتبط التقدم العلمي بالدراسة باللغة الأجنبية؟ أو بدراسة اللغة الأجنبية والاستفادة منها؟ والتعليم باللغة
القومية توطين للعلم وتأكيد للهوية .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

The use of CWR ...

The use of CWR (crop wild relatives) genes may play an important role in improving crop performances...

وَقَالَ مُوسَى ...

وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْحَجَّاجَ خَطَبَنَا بِالْأَهْوَازِ ...

مراسم وبرتوكولا...

مراسم وبرتوكولات برنامج الاستقبال والزيارة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتفصيل والأمثلة: مراس...

DOKUNMA – BASIÇ...

DOKUNMA – BASIÇ DUYUSU Deriye dokunulduğunda oluşan duyudur; deri ve basınç duyularının kombinasyonu...

العمل هو كل نشا...

العمل هو كل نشاط يؤديه الفرد لكي يكتسب قوته، حتى لا يحتاج إلى أي أحد في توفير احتياجاته ، وقد أمر ال...

تقول الحكاية إن...

تقول الحكاية إن هناك إمرأة لديها ولد إسمه أبونيه ، وبعد أن ضاق به المقام في بلده قال لأمه يا أمي هل ...

Cloves are the ...

Cloves are the aromatic flower buds of a tree in the family Myrtaceae, Syzygium aromaticum . They ar...

يتكون محيط الرأ...

يتكون محيط الرأس من قياس محيط رأس الطفل منذ الولادة وحتى سن 3 سنوات. يأخذ طبيب الأطفال عادةً هذه الق...

تتمثل أهمية نشا...

تتمثل أهمية نشاط شركات رأس المال الاستثماري في تقديم الدعم المالي والفني والإداري ومرافقة المشاريع ا...

تعريف إعادة الت...

تعريف إعادة التنظيم الحضري تهدف إعادة التنظيم الحضري إلى تحسين الواقع الحضري من خلال إجراءات سطحية و...

وهنالك نقد داخل...

وهنالك نقد داخلي سلبي يكشف الستار عن مآرب المؤلف وأهوائه ودرجة تدقيقه في الرواية، فيظهر لنا مقدار ما...

Ethical and Leg...

Ethical and Legal Issues of Death = • Legal issues surrounding death include issuing the death cert...