لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

حتى اصبحت الشريك الأوروبي البارز في نشاط أوروبا التجاري. ووفد اليها التجار من فرنسيين واسبان وايطاليين، وكانت البندقية تجنى الكثير من الارباح عبر نقل هذه البضائع الى المانيا وفرنسا وغيرها من البلدان الغرب.
البندقية كانت مستقلة بشئونها ويرجع ذالك الى تمركز بعض الجاليات الرومانية، وبقيت الجاليات الرومانية في تلك الجهات الى ان امتدت إليهم سلطة القوط. ونتيجة لبقائهم اعترفوا بسيادة الدولة القوط الشرقيين. كان الامبراطور جستنيان يسعى الى اعادة الدولة الرومانية الى ما كانت عليه، البندقية لم يحدث لها شي واصبحت في مامن من الفتح اللومباردى. وكان عدد البنادقة في زيادة مستمر في جهات التي لم يصل سيطرة اللومبارديون عليها، وظلو تابعين تبعية رسمية للدولة البيزنطية. وأصبح التنظيم الكنيسي تحت تاثير الاساقفة اللاجئون وبحكم موضعها الجغرافي اصبحت وحدة سياسية مخالفة لما نشأ في باقي اجزاء ايطاليا برغم تبعيتها الرسمية لبيزنطة. في اواسط القرن الثامن ظهر خصومه. مما ادى الى تدخل الفرنجة في شئون ايطاليا والتي ازالت مملكة اللومبارديين. وقد استفادت البندقية من العلاقة التي نشأت بين البابويك والدولة الفرنجية، واصبحت الحلقة الوصلة بين البلدين. واصبحت البندقية الوسيط التجاري بين شرق اوروبا وغربها. امتدت سلطة الفرنجة الى ايطاليا في عهد شارلمان وقد اعترفت البندقية بالسيادة شارلمان ولكنها لم تدم طويلا لانها كانت سبب في الحروب وصراعات طويلة وعادت البندقية لتبعيتها القديمة، ‏في أواخر القرن العاشر ميلادي كانت تتربى على العرش من أقوى الأسرة في التاريخ البيزنطي هي الأسرة المقدونية. اما من الناحية الإمبراطورية الغربية التي تكونت بعد حلال الدولة الكارولنجية فقد دابت البندقية على مواجهتها باعتبار أنها دولة مستقلة بذاتها وعقدة مع هدأت تجارية كثيرة اما ناحية الداخلية فقد استمرت تنمو كقوة تجارية وأصبحت مدينة زاهرة منذ أوائل القرن التاسع كانت علاقتها بمصر قوية. ‏ومن عظمتتها كان إسطولها التجاري يبلغ ستين سفينة. كانت أوروبا مملوء بحوادث ظهور الدولة النورمانية فقد تأثرت البندقية بظهورها اخذوا يتوسعون على حساب جيرانهم من المسيحيين والمسلمين وهدفهم أن يجعلوا البحر الإدرياتي بحرا لجيوشهم مما يتنافى مع سياسة البندقية ومصالح التجارية وأخذ النور مان يمدون السهم نحو الشاطئ الشرقي تمهيدا لاستلام على القسطنطينية وقام بمحاصرة مدينة دورازو ‏لتحقيق مبتغاه. ويبدأ التطور في البندقية ويظهر أثر النورمان في تاريخ البندقية وشعبها نتيجة تضارب المصالح وكان من الطبيعي اللجوء إلى الكسيس ضد النورمان واطماعهم. كان بينهم هدف وهو القضاء على العدو المشترك لكليهما، ويجب أن نعرف أن هذه المساعدة ليس لها أي قيمة إنما القيمة الحقيقية تنحصر فإن البنادقة وافقت على المساعدة وبشرط أن يكون للبنادق حق الأتجار في المدن البيزنطية بما فيها ذلك القسطنطينية وأن يتمتعوا دون غيرهم من التجار بخمسائة قوية بمعنى أن يكون لهم جالية ويكونون محاكم خاصة وليس لبيزنطة عليهم من سلطان تماما مثلما فعلوا عندما ساعدوا الصليبيين الغربيين في الاستيلاء على المدن والموانئ المصرية والشامية أثناء الحركة الصليبية. وقد ساعدت البندقية الإمبراطورية البيزنطية للتخلص من النورمان تحقيقا لمصالح الخاصة. ولقد استفادت من وراء ذلك فائدة حربية ومادية والخلاصة أن البنادق أصبحت دولة بحرية قوية تهتم بالتجارة وتعمل على أن تكون لمتاجرها أسواق خاصة. فقد كانت البنادقة يجرون وراء مصالحهم حيثما كانت وفكانوا يشتركون مع مع الصليبين إذا وجدوا مصلحة لهم ويسعون الى التفاهم مع المسلمين وفقا لما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة. كان هدف البنادقة هو الربح والكشف المادي ولم يهتمو للباعث الديني إلا إذا كان لهم مصلحة وقد غلبت عليهم الصفة التجارية البحتة وشعارهم هو "لنكن اولا بنادقة، ثم لنكن بعد ذلك مسيحيين". وإذا عدنا إلى الصراع الدائر بين البنادقة والنورمان كانت تخشى من القوى النورمانية الصقلية ‏للاستيلاء على الشاطئ الادرياتي. ‏وموقف البنادقة من الحروب الصليبية كانت تطلب مؤقتا من زعمائها الحذر وكانت تميل إلى بني جنسها بحكم أنها الدولة مسيحية مثلهز بمعنى ذلك أنها تفقد التجارة النامية مع بلاد المسلمين في مصر والشرق الأدنى و وتجلب على نفسها عدواة بيزنطة واباطرتها ‏وأن تكوينها السياسي وقوتها البحرية لم تكن قد بلغت الدرجة الكاملة بعد إذا كان نورمان من ناحية الشاطئ الإدرياتيي والمجربون من ناحية دالماشيا والشواطئ البلقانية و أصحاب المؤانى و لابد أن تصبح صاحبه السيادة في تلك الثغور لتكون المسيطرة على الطريق التي تتوقف عليه تجارتها، والواضح انه هذا الشرط متناقض ولكنه يتفق مع مصلحتها. وبعض الدويلات بإيطاليا شاركت الصليبيين في اعدائهم ضد المسلمين. ولقد وضح لها أن الفرنج سيفتح بلاد وأسواق وخاصة بعد حملة الصبية الأولى لا قد حققت أغراضهم الاستيلاء على بيت المقدس وتكوين إمارة صبية في الشام وذهب بعضهم من البنادق بقصد الاشتراك في هذه الحروب. ‏وكان يقفون بجانب الصليبيين بسبب التجارة. بمعنى أن البندقية دخلت الحروب الصليبية بهدف احتلال المركز التجاري الأول شرق البحر المتوسط والقضاء على منافسيها من التجار. فأخذ الإمبراطور حنا كومنين يضيق على مصالح البنادقة في القسطنطينية وإلغاء امتيازاتها التجارية. كان سبب الحوادث التي جمعت البندقية وبيزنطة هي النورمان وجعلت الدولة البيزنطية تعتمد على البنادقة في احتياجات العسكرية وبرزت البندقية كدولة بحرية كبرى ولقد انتهى الخطر النورمان مؤقتا بصلح عقد في سنة 1154م. وبسبب حركة النورمان فقد وقفت البندقية وبيزنطة في جانب واحد ضد النورمان واطماعهم. ومع انتهاء الخطر الخارجي جعل البنادقة تواجه موقف الدولة البيزنطية منها وكان هذا الأمر متوقع كانت البنادقة هي الدولة التجارية الكبرى وتجارتها منافسة لمصالح الدولة البيزنطية وغيرها في شرق البحر المتوسط. وكان ذلك مخالفا لمصالح البنادقة وأن هذا الإمبراطور كان يريد مد نفوذه إلى إيطاليا في الشمال والجنوب كخطوة أساسية لتصبح إمبراطورية واحدة. فانضمت البندقية إلى البابوية في نضالها ضد الإمبراطورية، كما وعد بتعويض اللاتين جميعا تعويضا ماليا كافيا. ثم اتت الحملة الصليبية الثالثة بهدف إنقاذ الكيان الصليبي في الأراضي المقدسة بعد ضربات التي واجهها صلاح الدين الأيوبي إليها والذي انتصر في حطين سنة 1187م وقام يطردهم من البيت المقدس. وقد حصلت البنادق في المقابل على امتيازات تجارية في بلاد الصليبية.


النص الأصلي

اللاتين في القسطنطينية
قامت البندقية بدور هام في العصور الوسطى احدثت تطور في التجارة في حوض البحر المتوسط وأصبح لها شان عظيم، حتى اصبحت الشريك الأوروبي البارز في نشاط أوروبا التجاري. كان الشريك الشرقي وقتها هو دولة المماليك في مصر والشام، اجتمعت في اسواقها متاجر الشرق، واتت مختلف أنواع البضائع الى اوروبا، ووفد اليها التجار من فرنسيين واسبان وايطاليين، لا سيما البنادقية الذي كانت لهم امتيازات تجارية عديدة في موانى مصر والشام. امتازت البندقية بموقعها الجغرافي الذي يقع على راس البحر الادرياتي واعتبرته الكاتبة ايلين بور أعظم طريق بحري تجاري في العصر الوسيط. وقد كسبها موقعها الجغرافي ميزات حسدتها عليها الكثير من بلدان اوروبا. فقد كان يرسو الكثير من التجار الوافدون من الثغور المصرية والشامية وبلاد الشرق الاقصى ومعهم الكثير من البضائع مثل التوابل والانسجة الحريرية وغيرها. وكانت البندقية تجنى الكثير من الارباح عبر نقل هذه البضائع الى المانيا وفرنسا وغيرها من البلدان الغرب.

كانو تجار البنادقة ياتون سنويا الى اسواق مصر وشام وياخذون احتياجهم والمهم ان عملية الاستيراد والتصدير جعلت من البندقية جزءا هاما في تاريخ دولة المماليك.
البندقية كانت مستقلة بشئونها ويرجع ذالك الى تمركز بعض الجاليات الرومانية، التي قد لجو اليها هربا من الجرمان وغزواتهم التي دمرت اوروبا واحدثت فيها الفوضى والدمار في أوائل العصور الوسطى. وبقيت الجاليات الرومانية في تلك الجهات الى ان امتدت إليهم سلطة القوط. ونتيجة لبقائهم اعترفوا بسيادة الدولة القوط الشرقيين. كان الامبراطور جستنيان يسعى الى اعادة الدولة الرومانية الى ما كانت عليه، بالقضاء على الدول والممالك الجرمانية وماتبع ذلك من هدم دولة القوط الشرقيين والقضاء على مقاومتها، انتقلت تبعية البندقية الى الدولة البيزنطية. ثم وقع جستنيان اغارات في القرن السادس والتي ترتب عليها زوال معظم سلطان على ايطاليا.
البندقية لم يحدث لها شي واصبحت في مامن من الفتح اللومباردى.
وكان عدد البنادقة في زيادة مستمر في جهات التي لم يصل سيطرة اللومبارديون عليها، وظلو تابعين تبعية رسمية للدولة البيزنطية.
فقد اثرت الاغارات اللوماردية على البنادقية وانظمتهم وأصبح فن الاربواسية اللومباردية المذهب السائد في ايطاليا بعد تكوين مملكتهم، حملت الاسقف المسيحية الى البنادق اليت والتي اصبحت ملجا للكثير من الكوارث التي حلت في الغرب. وأصبح التنظيم الكنيسي تحت تاثير الاساقفة اللاجئون وبحكم موضعها الجغرافي اصبحت وحدة سياسية مخالفة لما نشأ في باقي اجزاء ايطاليا برغم تبعيتها الرسمية لبيزنطة. وفي أواخر القرن السابع اصبحت البندقية مستقلة بشئونها منذ 967م. واول من اشتغل تلك الوظيفة palates ومن الدلائل هذا الكيان الجديد للبندقية انها عقدت معاهدة مع ملك اللومباردية. والتي منحت تسهيلات خاصة للتجار البنادقة بمقابل جزية يدفعونها. ظهر لديهم مسرح السياسة الإيطالية لا يقل اثرا عن حوادث الكبرى السالف الاشارة إليها. قرر البابا الروماني ستيفن الثاني الاستعانة بشخص بين. في اواسط القرن الثامن ظهر خصومه. مما ادى الى تدخل الفرنجة في شئون ايطاليا والتي ازالت مملكة اللومبارديين. وقد استفادت البندقية من العلاقة التي نشأت بين البابويك والدولة الفرنجية، واصبحت الحلقة الوصلة بين البلدين. وفتحت ميدان واسع للنشاط التجاري في بلاد الفرنجة. واصبحت البندقية الوسيط التجاري بين شرق اوروبا وغربها. وبهكذا بدت عظمتها والذي بنت عليه شهرتها في العصور الوسطى. امتدت سلطة الفرنجة الى ايطاليا في عهد شارلمان وقد اعترفت البندقية بالسيادة شارلمان ولكنها لم تدم طويلا لانها كانت سبب في الحروب وصراعات طويلة وعادت البندقية لتبعيتها القديمة، أثناء الحرب كانوا يقومون من جزيرة ريالتو وأثرت تلك الحروب في مركز المدينة الجزرية وأصبحت عاصمة الجزر لجمهورية البندقية. ‏في أواخر القرن العاشر ميلادي كانت تتربى على العرش من أقوى الأسرة في التاريخ البيزنطي هي الأسرة المقدونية. ومع ومع هذه التبعية كانت ضعيفة جدا فكانت في طريقها إلى الانكماش التدريجي ‏بسبب النمو المطربد كقوة بحرية واعتبرت نفسها نداء للدولة البيزنطية وأخذت تطالب بامتيازات التجارية في القسطنطينية. اما من الناحية الإمبراطورية الغربية التي تكونت بعد حلال الدولة الكارولنجية فقد دابت البندقية على مواجهتها باعتبار أنها دولة مستقلة بذاتها وعقدة مع هدأت تجارية كثيرة اما ناحية الداخلية فقد استمرت تنمو كقوة تجارية وأصبحت مدينة زاهرة منذ أوائل القرن التاسع كانت علاقتها بمصر قوية. ‏ومن عظمتتها كان إسطولها التجاري يبلغ ستين سفينة. كانت أوروبا مملوء بحوادث ظهور الدولة النورمانية فقد تأثرت البندقية بظهورها اخذوا يتوسعون على حساب جيرانهم من المسيحيين والمسلمين وهدفهم أن يجعلوا البحر الإدرياتي بحرا لجيوشهم مما يتنافى مع سياسة البندقية ومصالح التجارية وأخذ النور مان يمدون السهم نحو الشاطئ الشرقي تمهيدا لاستلام على القسطنطينية وقام بمحاصرة مدينة دورازو ‏لتحقيق مبتغاه. وإذا استولى النورماني على مدينة دورازو ينفتح امامهم الطريق إلى العاصمة الدولة البيزنطية. وكانت تلك المحاولات سبب ظهور بالكيس كومنين إلى العرش الإمبراطوري في بيزنطي لإنقاذ الدولة من الخطر واستنجد بالإمبراطور الألماني هنري الرابع لكن لم يستجيب بسبب الصراع الذي نشبه بينه وبين والبابا الروماني حول المسائل العلمانية. ويبدأ التطور في البندقية ويظهر أثر النورمان في تاريخ البندقية وشعبها نتيجة تضارب المصالح وكان من الطبيعي اللجوء إلى الكسيس ضد النورمان واطماعهم. كان بينهم هدف وهو القضاء على العدو المشترك لكليهما، فقد أراد الكسيس الحفاظ على عاصمته بينما البنادقة كانوا يخشون على مصالحهم التجارية وكانت البنادقة تعلم بأن اطماع النورمان لم تكن تقف عند حد وتوسعهم البحري سوف يضيق الخناق ويجعلها تحت رحمة إسطولها لذلك أسرعت البنادقية إلى إجلاء النورمانُ عن ثردورازو. ويجب أن نعرف أن هذه المساعدة ليس لها أي قيمة إنما القيمة الحقيقية تنحصر فإن البنادقة وافقت على المساعدة وبشرط أن يكون للبنادق حق الأتجار في المدن البيزنطية بما فيها ذلك القسطنطينية وأن يتمتعوا دون غيرهم من التجار بخمسائة قوية بمعنى أن يكون لهم جالية ويكونون محاكم خاصة وليس لبيزنطة عليهم من سلطان تماما مثلما فعلوا عندما ساعدوا الصليبيين الغربيين في الاستيلاء على المدن والموانئ المصرية والشامية أثناء الحركة الصليبية. وقد ساعدت البندقية الإمبراطورية البيزنطية للتخلص من النورمان تحقيقا لمصالح الخاصة. ولقد استفادت من وراء ذلك فائدة حربية ومادية والخلاصة أن البنادق أصبحت دولة بحرية قوية تهتم بالتجارة وتعمل على أن تكون لمتاجرها أسواق خاصة. فقد كانت البنادقة يجرون وراء مصالحهم حيثما كانت وفكانوا يشتركون مع مع الصليبين إذا وجدوا مصلحة لهم ويسعون الى التفاهم مع المسلمين وفقا لما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة. بمعنى أن الحروب الصليبية كانت مجرد ورقة يلعبون بها، كان هدف البنادقة هو الربح والكشف المادي ولم يهتمو للباعث الديني إلا إذا كان لهم مصلحة وقد غلبت عليهم الصفة التجارية البحتة وشعارهم هو "لنكن اولا بنادقة، ثم لنكن بعد ذلك مسيحيين". وإذا عدنا إلى الصراع الدائر بين البنادقة والنورمان كانت تخشى من القوى النورمانية الصقلية ‏للاستيلاء على الشاطئ الادرياتي.
‏وموقف البنادقة من الحروب الصليبية كانت تطلب مؤقتا من زعمائها الحذر وكانت تميل إلى بني جنسها بحكم أنها الدولة مسيحية مثلهز بمعنى ذلك أنها تفقد التجارة النامية مع بلاد المسلمين في مصر والشرق الأدنى و وتجلب على نفسها عدواة بيزنطة واباطرتها ‏وأن تكوينها السياسي وقوتها البحرية لم تكن قد بلغت الدرجة الكاملة بعد إذا كان نورمان من ناحية الشاطئ الإدرياتيي والمجربون من ناحية دالماشيا والشواطئ البلقانية و أصحاب المؤانى و لابد أن تصبح صاحبه السيادة في تلك الثغور لتكون المسيطرة على الطريق التي تتوقف عليه تجارتها، وكان من الطبيعي أن توجه اهتماماتها إلى النورمان والمجرمين قبل أن تفكر في الصليبيين وغيرهم.
‏وموقف البندقية من تلك السياسة التي تمليها المصلحة الخاصة تقف موقف حيادي من الجانبين المسيحي والإسلامي أثناء الصراع الصليبي وانتستمر التجارة معهم وشرطت على الصليبيين ان تساعدهم في التجارة بشرط لا تقضي على التجارة النامية في بلاد المسلمين. والواضح انه هذا الشرط متناقض ولكنه يتفق مع مصلحتها. وبعض الدويلات بإيطاليا شاركت الصليبيين في اعدائهم ضد المسلمين. وخشيت البندقية من شل الحركتها التجارية في كل تلك البلاد وان تحرم البقية ممن قد يفتحونه الصليبيون من بلاد المسلمين. ولقد وضح لها أن الفرنج سيفتح بلاد وأسواق وخاصة بعد حملة الصبية الأولى لا قد حققت أغراضهم الاستيلاء على بيت المقدس وتكوين إمارة صبية في الشام وذهب بعضهم من البنادق بقصد الاشتراك في هذه الحروب. ‏وكان يقفون بجانب الصليبيين بسبب التجارة. بمعنى أن البندقية دخلت الحروب الصليبية بهدف احتلال المركز التجاري الأول شرق البحر المتوسط والقضاء على منافسيها من التجار. وقد شاركت البنادق في حصار حيفا والتى سقطت في أيادي الفرنج وسارع قواد البنادق بالمطالبة بحي خاصة لتجارتهم وبالفعل اخذت حي خاصا بها. وهكذا أصبحت لها محطات تجارية التي أسستها البندقية على شواطئ البحر المتوسط غير أن الدولة البيزنطية لم تترك البندقية تكبر وتنمو على أساس التجارة ‏والاعتماد على صداقة الصليبين. فأخذ الإمبراطور حنا كومنين يضيق على مصالح البنادقة في القسطنطينية وإلغاء امتيازاتها التجارية. وبعدها اضطر حنا كومنين إلى مصالحة البندقية ليضمن وقوفها بجانبه ضد العدو المشترك. كان سبب الحوادث التي جمعت البندقية وبيزنطة هي النورمان وجعلت الدولة البيزنطية تعتمد على البنادقة في احتياجات العسكرية وبرزت البندقية كدولة بحرية كبرى ولقد انتهى الخطر النورمان مؤقتا بصلح عقد في سنة 1154م. وبسبب حركة النورمان فقد وقفت البندقية وبيزنطة في جانب واحد ضد النورمان واطماعهم. ومع انتهاء الخطر الخارجي جعل البنادقة تواجه موقف الدولة البيزنطية منها وكان هذا الأمر متوقع كانت البنادقة هي الدولة التجارية الكبرى وتجارتها منافسة لمصالح الدولة البيزنطية وغيرها في شرق البحر المتوسط. وظهور الإمبراطور الأول كومنين الذي يريد توحيد الامبراطورية، وكان ذلك مخالفا لمصالح البنادقة وأن هذا الإمبراطور كان يريد مد نفوذه إلى إيطاليا في الشمال والجنوب كخطوة أساسية لتصبح إمبراطورية واحدة. ولم تنتهي الأخطار بانتهاء حكما مانويل كومنين لأن الإمبراطورية الغربية والإمبراطور فريدريك بارباروسا كان صاحب السلطة الكبرى في إيطاليا. وكان الصراع بين الإمبراطورية الغربية والبابوية في روما قد تخلله النضال بين الإمبراطورية الغربية والمدن الإيطالية ومنها البندقية. فانضمت البندقية إلى البابوية في نضالها ضد الإمبراطورية، وانضمت إلى العصبة اللومباردية.
‏ثم وقعت أحداث التي أدت إلى مذبحة اللاتين على يد الإمبراطور اندرونيق الأول كومنين(1158-1183م) وأدى ذلك إلى مصادرة أملاك اللاتينن الغربيين بالقسطنطينية وطلب النجدة من البنادقة والملك وليم الأول ملك صقلية. وقامت البندقية للإنتقام وكان بسبب حركتها انتهاء العقد اندرونيق وقيام إسحاق الثاني مؤسس أسرة انجيلوس وقد اعاد إسحاق للبنادقة امتيازاتهم بالعاصمة البيزنطية وغيرها من المدن، كما وعد بتعويض اللاتين جميعا تعويضا ماليا كافيا. ثم اتت الحملة الصليبية الثالثة بهدف إنقاذ الكيان الصليبي في الأراضي المقدسة بعد ضربات التي واجهها صلاح الدين الأيوبي إليها والذي انتصر في حطين سنة 1187م وقام يطردهم من البيت المقدس. ‏وقد شاركت البندقية في تلك الحملة طالما في ذلك مصلحة لها من حيث تأجير مراكبها لنقل الجنود الصليبيين إلى الشام. وقد حصلت البنادق في المقابل على امتيازات تجارية في بلاد الصليبية. على أن تلك الحملة لم تؤدي إلى تحسين مركزا اللاتين في الأراضي المقدسة وفشلت في تحقيق ذلك وأوضحت مصيرهم الزوال. فقد هدم صلاح الدين الدولة الصليبية بعد موقعة حطين واستعادة بيت المقدس ومع ذلك فقد كانت البندقية مستفيدة بتزيد الأسواق التي فتحتها والإمتيازات التي حصلت عليها بمختلف البلاد الصليبية مما لم يصل اليها صلاح الدين الايوبي.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

المقابلة مع أبو...

المقابلة مع أبو سمير تقدم نظرة عميقة ومؤثرة عن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في القدس الشرقية، ل...

في نهاية عملنا ...

في نهاية عملنا هذا بعدما تم إستعراض واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و استنتجنا انها تلعب دور هام في ...

تحسين صورة العل...

تحسين صورة العلامة التجارية من خلال الألوان يعد اللون أداة قوية في العلامة التجارية ويمكن أن يكون له...

الكثيرات من الف...

الكثيرات من الفتيات المقبلات على الزواج لا يجدن الطهى بشكل محترف أو جيد، لذلك يشعرن بالقلق والتوتر ع...

When 27-year-ol...

When 27-year-old Aron Ralston set out to climb in the remote Blue John Canyon in Utah one Sunday in ...

عزيزي مصطفى تس...

عزيزي مصطفى تسَلَّمتُ رسالتَكَ الآن، وفيها تُخبرُني أنَّكَ أتْمَمْتَ لي كُلَّ ما أحتاجُ إليهِ لِيدع...

لإصلاح شخصية ال...

لإصلاح شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في الحياة الدنيا، وعلى ضوء ذلك نستخلص أن التربية تعني «عملية إيصال...

تحليل مشاركة ال...

تحليل مشاركة الطلاب في تجربة "الموجة" يكشف عن عدة عوامل نفسية واجتماعية معقدة تساهم في فهم سلوكهم وم...

To establish st...

To establish stable physician–patient relationships, improving patient trust in doctors is essential...

الغاء اٌماف الت...

الغاء اٌماف التنفٌذ :. - اذا لم ٌمم المحكوم علٌه بتنفٌذ الشروط المفروضة علٌه . -1 اذا ارتكب المحكوم ...

احتلت مشكلة الس...

احتلت مشكلة السكن مساحة مهمة في عصر ساده الضعف الاقتصادي فالحروب والازمات التي مرت بها الدول لا سيما...

كيف يمكنني التع...

كيف يمكنني التعامل مع التغيرات الحالية والمستقبلية في علاقة المريض مع محيطه؟ إن إصابة الشخص بداء ا...