لخّصلي

وحتى نهاية الستينيات من هذا القرن، استمرت دراسات الشعر في ربطه بالجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية
ثقافات المجتمع، لنتناولها من خلال موضوعاتها وأنواعها وأساليبها، وربما نوصلها إلى المكان نفسه. ، وأنشأت هذه العلاقة
الأضيق بينهما. ويبدو أن هذه الدراسات قد أدت رسالتها في حدود مراحلها عندما
وضعنا على عتبة البيئة وجعلنا نخطو خطوة أو أكثر في مجال الفن.
يحتاج شعرنا العربي اليوم إلى دراسة جنس جديد، ومقاربته من خلال ربطه بالأسس الفلسفية السائدة في ذلك العصر.
أولاً، ومن خلال ربطه بالنظرية الفنية للمشهد في خطوة ثانية، ثم المتابعة أو البدء بعد هذا الارتباط في دراسته. في
دراسة بناءة، تعتمد على وساطتها الرئيسية التي يقلد بها الفنان أو يعبر أو يبدع، ونعتقد أن هذا يقترب منها
إنه ضروري ومهم بقدر ما هو إشكالي.
وهو ضروري ومهم لأننا نتحدث عن الشعر والشعر هو أول ما يرتبط به
وله نظريتان: نظرية المعرفة التي تحدد الرؤية ووجهة النظر، ونظرية الفن التي تشكل الطبيعة.
بنية وجوهر التأليف، ولا شك أن هذا الربط بين هاتين النظريتين والشعر من جهة
وفي المقابل فإن دراسته بوسائله الأساسية أكثر فائدة من الدراسات المتنوعة.
إن المشاكل التي تثيرها مثل هذه الدراسات لا تقل غرابة عن أهميتها، وربما مشكلة
وتأتي المصطلحات في المقدمة، لأن أي مصطلح له العديد من الدلالات والمعاني العامة والخاصة، التي له
حملت وحملت من خلال الاتجاهات المختلفة التي تستخدم بمعنى غير محايد أساسا، وبين مختلف
الباحثين الذين قدموه. تفسيرات مختلفة، فما التعريف الذي نريده لهذا، أم نستخدمه على أساس ذلك؟
ورأينا أن المصطلح ينبغي أن ينبثق من الدراسة، وينتج عنها، ولا يفرض عليها. المعنى العام ل
أي مصطلح خارج نصه يساوي الصفر الفني، بينما معناه الخاص داخل نصه يساوي الصفر الفني
القيمة المحددة التي تم استخدامها من أجلها. وهذا هو المعنى الذي نعنيه فقط، ولا نعني أي شيء آخر.
علينا منذ البداية أن نواجه ثلاث حقائق: الأولى هي أننا لا نتقبل كل القصائد بسهولة.
ويعلن عن الأحكام التي نصدرها عند دراسة الصورة، وثانيها أن الصورة أو مجموع الصور لا يشكل
وهو وحده عمل فني لأنه جزء من كل، ويجب أن يرتبط بهذه الأجزاء، أو يدرس في ضوئها.
ثالثاً: أن تكون الصورة المدروسة ممثلة للشاعر وطائفته وعصره، أي يجب أن تكون مختارة.
بطريقة مثالية، جيدة أو سيئة، لتكون شهادة حقيقية على جودة الفن وتطوره.
وقد وضعنا محورا رئيسيا لهذه الدراسة تنتظم حوله وهو الوضع السائد للصورة والذي
ويهدف إلى دراسة زخارفه السائدة في كل فترة على حدة، بدلاً من دراسة أشكال الصورة الواحدة والرؤية
تطورها في جميع الفترات. فترات. لذلك يمكننا أن نفهم الصفات المختلفة، أو الحساسيات المختلفة
للتيار البلاغي، وكذلك التطور الذي وصل إلى أسسه الفلسفية والفنية. في هذه الدراسة لدينا
اختار منهجًا انتقائيًا تكامليًا يبدأ من المعنى الفني والبلاغي لمصطلح الصورة، ثم يواصل طريقه،
محاولة الاستفادة من الأساليب المختلفة، واستغلال العديد من التقنيات، واستخدام العديد من النتائج، والدعوة إلى
من مجتمعه، أو أن يختار بينهم ما يراه مناسباً بحسب ما يراه. يعالجها من آثارها، وفي نفس الوقت
يجمع الزمن بين العديد من الحدود المتعارضة: مثل الحدود النسبية والمطلقة، والموضوعية والذاتية، والتحليل والحكم. ... بفضل ال
تماسك هاتين الخاصيتين، الاختيار والتكامل، يتم إجراء الدراسة بنهج ليس سابق لأوانه ولا تقليديا.
في الواقع، يجد كل طالب معاصر نفسه في مواجهة -ناهيك عن تأثره بروح ومعايير عصره
أمران: الأول هو تداخل المعرفة وترابطها وتعاونها لتفسير ظاهرة واحدة. والثاني هو ذلك
الطالب هو شخص يمتلك طاقات حية، ولذلك فهو يعمل أثناء بحثه في مجال عمل مليء بالحياة.
إذا انتهى الموضوع الأول إلى ضرورة التعمق في مجالات بعضها وثيق الصلة بموضوعه، والبعض الآخر...
والآخر أبعد ما يكون عن ذلك – فالسؤال الثاني سيقوده حتماً إلى توثيق طبيعة الرد الذاتي الذي
لا مفر، وبين الموضوعية التي تحقق نوعاً من الرؤية التي لا تعتمد على الكبر، ولا تميل إلى الأهواء.
واقتصرت الدراسة - التي اهتمت بالتنمية - على الوطن المصري، حيث تظهر المدارس الأدبية.
الاتجاهات، وأسلاك منفصلة، وأجزاء مترابطة، ثم يتم تقسيمها تلقائيا إلى ثلاثة أقسام مقسمة وفقا
الفترات الكبرى التي مر بها شعرنا الحديث: التقليدية، والرومانسية، والمعاصرة، ويرتكز كل قسم منها
ويتكون من ثلاثة فصول، عدا الباب الثاني، فقد أضفنا إليه فصلا رابعا رأيناه ضروريا عند الانتهاء منه.
الدراسة. الفصل الأول عرف طبيعة الدعم الفني ووظائفه وخصائصه بشكل فردي وضمن صيغته