لخّصلي

لم يكن الاتجاه الذي قاده ستانسلافسكي الذي دشن الحركة الواقعية في المسرح،هو الاتجاه الوحيد في بداية القرن العشرين، بل كان هناك اتجاه آخر معارض له قاده تلميذه ميرخولد. يقول ميرخولد في كتيب مسرحية "النورس" « ما نحتاجه هو مسرح جديد، لا اريد ان يأتي المشاهد ليرى الحياة كما هي على خشبة المسرح او كيف يجب ان تكون، بل يجب ان يرى الحياة كما هي في احلامه»
هذا الشكل الذي عمل له ميرخولد وصف بالشكلانية (Formalism) من قبل السلطة السوفياتية.وظل الاتجاهان المتمثلان بقطبي المسرح ستانسلافسكي وميرخولد، هما اساس البحث والتجريب والتطوير في المسرح المعاصر؛ فنحن نرى التطوير في المسرح المنبثق من افكار ستانسلافسكي متمثلة في كثير من المدارس التي اتت بعده،التي وضعها برتولد برخت. ناهيك على ان الاتجاه الجديد في المسرح والمنظر له حديثا تحت مصطلح "فيزيائية الجسد" ما هو الا تطوير لأفكار ميرخولد وبرخت من بعده. وقد أوجد ستانسلافسكي اول نظام للتمثيل في العالم في (مسرح الفن-موسكو) عام 1887، بالتعاون مع صديقه المخرج «نيميروفتش» ، وهو النظام الذي ما يزال قائما لغاية يومنا هذا. وطبق ستانسلافسكي الذي وصفه لينين بعد ثورة اكتوبر عام 1917 بأنه فنان حقيقي اتجه نحو العامة بالكامل وذلك بأن عاش حياته ملتصقا بالتفاصيل الصغيرة طبق افكاره المنبثقة من المدرسة الطبيعية والواقعية. كما اوجد للمسرح مصطلحات كثيرة لم تكن موجودة قبله، مثل ارشادات مسرحية وأسس للاوبرا الحديثة وأحيا اعمال كتاب موهوبين امثال تشيخوف و غوركي وأسس نظاما للتمثيل يسمى (Stanislavski method) وهو نظام لا يمكن لأي دارس للمسرح في جميع انحاء العالم ان يتجاوزه اثناء دراسته للتمثيل او الاخراج.ويقوم هذا النظام على الاستفادة من محاورة النفس والفطرة واللاوعي عند الممثل لكي تسمح له بأن يغوص بعمق في داخل ذاته، وبالتالي يستدعي مشاعره وخبراته الذاتية لتوظيفها لخدمة الشخصية التي يجسدها على خشبة المسرح. لقد طور ستانسلافسكي نظامه الفريد، بتكسير النص. حيث يعمل الممثل على ان تكون دوافعه للتمثيل متوائمة مع دوافع الشخصية المكتوبة التي يجسدها،الشخصية المكتوبة التي يجسدها، فإذا ما فعل ذلك فإنه يستطيع عندها ان يعيد تمثيل عواطف الشخصية وتجاربها. وعليه فإن الممثل الذي يستطيع الوصول الى هذه المواءمة يكون اكثر اقناعا واصالة وصدقا. ان هذا التوجه الى إحداث هذا التغيير في اسلوب التمثيل لم يأت الا ثورة على نظام كوكلان للتمثيل القائم على التشخيص والسائد آنذاك، والذي رفضه ستانسلافسكي بكل قوة، مما أدى الى دفعه الى البحث والتجريب في مناطق اكثر عمقا. تتضح ثورته في مقولته المشهورة »ان برنامجنا هو برنامج ثوري حيث ثرنا ضد تقاليد التمثيل القديمة وضد اسلوب المسرحة القديم. لقد ثرنا ضد الطرق المصطنعة في التمثيل والخطابية وضد المبالغة والمغالاة على المسرح. ثرنا ضد الديكورات الفقيرة المتواضعة، ضد النجومية التي كانت سائدة والتي كانت تعكس سلبياتها على باقي الفريق
ويؤكد مثل هذا القول على النظام المسرحي الجديد الذي اوجده ستانسلافسكي، ويدعو فيه الى الصدق وعدم المبالغة، كما يدعو الى المعايشة للدور حتى يكون تأثيره اكبر على الجمهور. ولد ستانسلافسكي العام 1863 وتوفي عام .1938 وكان ابنا لعائلة واسعة الثراء، مما وفر له وضعا اقتصاديا مريحا، وساعده في تحقيق طموحاته الفنية دون معاناة. وكانت اول مرة وقف فيها ستانسلافسكي على المسرح، من خلال فرقة عائلته التي اشتهرت بحب الفن، وكان عمره آنذاك اربعة عشر عاما. ان حبه للمسرح لم يمنعه من الالتزام باعمال العائلة التجارية، حيث كان ينظم اجتماعات المساهمين ويقوم بتنظيم حسابات الشركة، وكما يذكر في سيرته الذاتية، فإن هذا ساعده كثيرا في قيادة فريقه كمخرج وفي تدريبهم على التمثيل. بعد قدوم الثورة البلشفية قامت السلطات بمصادرة جميع املاك العائلة، ولم يتبق له آنذاك الا راتبه الشهري الذي كان يتقاضاه من جراء عمله كمخرج في مسرح الفن- موسكو. لم يكتف لينين بذلك، بل حرص على حضور جميع اعمال ستانسلافسكي المسرحية المعادة التي لم يشاهدها بسبب وجوده في المنفى قبل الثورة. ومنها الفن، وهذا ما ساعد ستانسلافسكي وغيره من الفنانين على اجراء التجارب بحثا عن وسائل متعددة لتطوير المسرح والنهوض به.لتطوير المسرح والنهوض به. مما لا شك فيه ان الثورة قد اثرت على ستانسلافسكي. فقد راح اولا يعرض مسرحياته الكلاسيكية لجمهور العامة بعد ان كانت حكرا على الخاصة، ليحقق حلمه الاول الذي كان يراوده قبل الثورة في ان المسرح يحمل رسالة اجتماعية ويستطيع ان يقوم بدور تثقيفي للعامة. كما استطاع ايام الثورة من تحقيق حلمه الثاني بأن جعل فرقته تدور على المدن والقرى لتثقيف العامة، وامتدت جولاته الى توصيل فنه الى خارج البلاد، حيث نجح في جولة فنية لمدة سنتين دار فيها ارجاء اوروبا، فذاع صيته وانتشرت مبادؤه الى بقاع العالم. الا ان ستانسلافسكي اثناء تحقيق حلمه بالوصول الى العامة اكتشف ان جمهوره البرجوازي كان اكثر ادبا من العامة واكثر انتباها، مما دعاه للبدء بتثقيف العامة لكيفية
حضور العروض المسرحية من حيث الالتزام بالادب والصمت اثناء العرض بالاضافة الى وجوب خلع قبعاتهم قبل الدخول الى المسرح. اي باختصار تثقيفهم بآداب المسرح. ومن حسنات الثورة على ستانسلافسكي إعفاء الشباب من الرسوم للالتحاق في المدارس والجامعات ومعهد التمثيل،للتمثيل الواقعي في شكله الاعلى. اما مرحلة ستالين في عام 1928 فقد توجت مسيرة ستانسلافسكي وساهمت في ان يسطع نجمه اكثر من قبل. وكان ذلك نتيجة لمطابقة الاسلوب الواقعي الذي انتهجه ستانسلافسكي في مسرحه مع توجه ستالين بوقف التجريب في كل من الاقتصاد والفن وتحديده لوظيفة المسرح بأن يصبح ثقافة شعبية يمكن من خلاله تثقيف الناس بالفكر الاشتراكي وافكار الحزب، مما اضطر ستانسلافسكي في بعض الاحيان لأن يقدم بعض المسرحيات الدعائية اضافة الى اعماله الواقعية الاخرى. ويشار هنا إلى معاداة ستالين للشكلانيين وعلى رأسهم ميرخولد الذي خبا نجمه في مرحلة ستالين واضطر الى الابتعاد عن المسرح، ومنعه من العمل في المسارح. وكان ستانسلافسكي هو الوحيد الذي مد يده الى ميرخولد في تلك الفترة الحرجة من حياته، رغم انفصالهما عام 1908. وقبل اكمل ميرخولد بناء على وصية ستانسلافسكي مسرحية الاوبرا الذي كان هذا الاخير يخرجها في اواخر ايام حياته، كما كان قد اوصى له ايضا بإدارة دار الاوبرا، الا ان ستالين لم يمهل ميرخولد كثيرا وامر باعتقاله عام 1939 وباعدامه عام 1940 اي بعد
ستالين لم يمهل ميرخولد كثيرا وامر باعتقاله عام 1939 وباعدامه عام 1940 اي بعد عامين من وفاة استاذه. ظلت الواقعية منهج ستانسلافسكي الدائم، الا انه خرج عنها في الفترة 1905 - 1909 وتحديدا بعد فشل الثورة البلشفية الاولى، حيث قدم مع ميرخولد اعمالا رمزية، ومنها »الطائر الازرق« لميترلنك، ومسرحية »هاملت« مع الانجليزي جوردون كريغ عام 1909. وبعد هذه المسرحية تحديدا فقد ستانسلافسكي الاهتمام بهذا النوع من المسرح، وجعل شاغله الاساسي تحسين اسلوب التمثيل والتنظير له من خلال التطبيق،وقد ترجم الكتابان الى اكثر من عشرين لغة في العالم.

لم يكن الاتجاه الذي قاده ستانسلافسكي الذي دشن الحركة الواقعية في المسرح،
هو الاتجاه الوحيد في بداية القرن العشرين، بل كان هناك اتجاه آخر معارض له قاده تلميذه ميرخولد. يقول ميرخولد في كتيب مسرحية "النورس" « ما نحتاجه هو مسرح جديد، اشكال جديدة. لا اريد ان يأتي المشاهد ليرى الحياة كما هي على خشبة المسرح او كيف يجب ان تكون، بل يجب ان يرى الحياة كما هي في احلامه»
هذا الشكل الذي عمل له ميرخولد وصف بالشكلانية (Formalism) من قبل السلطة السوفياتية.
وظل الاتجاهان المتمثلان بقطبي المسرح ستانسلافسكي وميرخولد، هما اساس البحث والتجريب والتطوير في المسرح المعاصر؛ فنحن نرى التطوير في المسرح المنبثق من افكار ستانسلافسكي متمثلة في كثير من المدارس التي اتت بعده، ومن الأمثلة على ذلك " جيرزي جروفسكي" و " لي ستراسبرغ" اما التطوير على افكار ميرخولد فقد تجلى في تنظيرات "انتونين ارتو" في مسرح القسوة، ونظرية التغريب
التي وضعها برتولد برخت. ناهيك على ان الاتجاه الجديد في المسرح والمنظر له حديثا تحت مصطلح "فيزيائية الجسد" ما هو الا تطوير لأفكار ميرخولد وبرخت من بعده. وقد أوجد ستانسلافسكي اول نظام للتمثيل في العالم في (مسرح الفن-موسكو) عام 1887، بالتعاون مع صديقه المخرج «نيميروفتش» ، وهو النظام الذي ما يزال قائما لغاية يومنا هذا. وطبق ستانسلافسكي الذي وصفه لينين بعد ثورة اكتوبر عام 1917 بأنه فنان حقيقي اتجه نحو العامة بالكامل وذلك بأن عاش حياته ملتصقا بالتفاصيل الصغيرة طبق افكاره المنبثقة من المدرسة الطبيعية والواقعية. كما اوجد للمسرح مصطلحات كثيرة لم تكن موجودة قبله، مثل ارشادات مسرحية وأسس للاوبرا الحديثة وأحيا اعمال كتاب موهوبين امثال تشيخوف و غوركي وأسس نظاما للتمثيل يسمى (Stanislavski method) وهو نظام لا يمكن لأي دارس للمسرح في جميع انحاء العالم ان يتجاوزه اثناء دراسته للتمثيل او الاخراج.
ويقوم هذا النظام على الاستفادة من محاورة النفس والفطرة واللاوعي عند الممثل لكي تسمح له بأن يغوص بعمق في داخل ذاته، وبالتالي يستدعي مشاعره وخبراته الذاتية لتوظيفها لخدمة الشخصية التي يجسدها على خشبة المسرح. لقد طور ستانسلافسكي نظامه الفريد، حيث يتوجب على الممثل ان يبحث عن الحالات الموجودة في النص ويقوم على ضوئها وتبعا لدوافع الشخصية التي يمثلها، بتكسير النص. حيث يعمل الممثل على ان تكون دوافعه للتمثيل متوائمة مع دوافع الشخصية المكتوبة التي يجسدها، فإذا ما فعل ذلك فإنه يستطيع عندها ان يعيد
الشخصية المكتوبة التي يجسدها، فإذا ما فعل ذلك فإنه يستطيع عندها ان يعيد تمثيل عواطف الشخصية وتجاربها. وعليه فإن الممثل الذي يستطيع الوصول الى هذه المواءمة يكون اكثر اقناعا واصالة وصدقا. ان هذا التوجه الى إحداث هذا التغيير في اسلوب التمثيل لم يأت الا ثورة على نظام كوكلان للتمثيل القائم على التشخيص والسائد آنذاك، والذي رفضه ستانسلافسكي بكل قوة، مما أدى الى دفعه الى البحث والتجريب في مناطق اكثر عمقا. تتضح ثورته في مقولته المشهورة »ان برنامجنا هو برنامج ثوري حيث ثرنا ضد تقاليد التمثيل القديمة وضد اسلوب المسرحة القديم... لقد ثرنا ضد الطرق المصطنعة في التمثيل والخطابية وضد المبالغة والمغالاة على المسرح. ثرنا ضد الديكورات الفقيرة المتواضعة، ضد النجومية التي كانت سائدة والتي كانت تعكس سلبياتها على باقي الفريق
ويؤكد مثل هذا القول على النظام المسرحي الجديد الذي اوجده ستانسلافسكي، ويدعو فيه الى الصدق وعدم المبالغة، كما يدعو الى المعايشة للدور حتى يكون تأثيره اكبر على الجمهور. ولد ستانسلافسكي العام 1863 وتوفي عام .1938 وكان ابنا لعائلة واسعة الثراء، مما وفر له وضعا اقتصاديا مريحا، وساعده في تحقيق طموحاته الفنية دون معاناة. وكانت اول مرة وقف فيها ستانسلافسكي على المسرح، من خلال فرقة عائلته التي اشتهرت بحب الفن، وكان عمره آنذاك اربعة عشر عاما. ان حبه للمسرح لم يمنعه من الالتزام باعمال العائلة التجارية، حيث كان ينظم اجتماعات المساهمين ويقوم بتنظيم حسابات الشركة، وكما يذكر في سيرته الذاتية، فإن هذا ساعده كثيرا في قيادة فريقه كمخرج وفي تدريبهم على التمثيل. بعد قدوم الثورة البلشفية قامت السلطات بمصادرة جميع املاك العائلة، ولم يتبق له آنذاك الا راتبه الشهري الذي كان يتقاضاه من جراء عمله كمخرج في مسرح الفن- موسكو. وقد وفر لينين الحماية ستانسلافسكي وحال دون اعدامه، باعتباره واحدا من انصار القيصر. لم يكتف لينين بذلك، بل حرص على حضور جميع اعمال ستانسلافسكي المسرحية المعادة التي لم يشاهدها بسبب وجوده في المنفى قبل الثورة. كانت مرحلة لينين هي مرحلة التجريب في كل نواحي الحياة، ومنها الفن، وهذا ما ساعد ستانسلافسكي وغيره من الفنانين على اجراء التجارب بحثا عن وسائل متعددة لتطوير المسرح والنهوض به.
لتطوير المسرح والنهوض به. مما لا شك فيه ان الثورة قد اثرت على ستانسلافسكي. فقد راح اولا يعرض مسرحياته الكلاسيكية لجمهور العامة بعد ان كانت حكرا على الخاصة، ليحقق حلمه الاول الذي كان يراوده قبل الثورة في ان المسرح يحمل رسالة اجتماعية ويستطيع ان يقوم بدور تثقيفي للعامة. كما استطاع ايام الثورة من تحقيق حلمه الثاني بأن جعل فرقته تدور على المدن والقرى لتثقيف العامة، وامتدت جولاته الى توصيل فنه الى خارج البلاد، حيث نجح في جولة فنية لمدة سنتين دار فيها ارجاء اوروبا، فذاع صيته وانتشرت مبادؤه الى بقاع العالم. الا ان ستانسلافسكي اثناء تحقيق حلمه بالوصول الى العامة اكتشف ان جمهوره البرجوازي كان اكثر ادبا من العامة واكثر انتباها، مما دعاه للبدء بتثقيف العامة لكيفية
حضور العروض المسرحية من حيث الالتزام بالادب والصمت اثناء العرض بالاضافة الى وجوب خلع قبعاتهم قبل الدخول الى المسرح. اي باختصار تثقيفهم بآداب المسرح. ومن حسنات الثورة على ستانسلافسكي إعفاء الشباب من الرسوم للالتحاق في المدارس والجامعات ومعهد التمثيل، مما جعل ستانسلافسكي يؤسس اول أستوديو للتمثيل للشباب عام 1918 وفيه اعطي فرصة كبيرة لعدد كبير من الشباب
للتمثيل الواقعي في شكله الاعلى. اما مرحلة ستالين في عام 1928 فقد توجت مسيرة ستانسلافسكي وساهمت في ان يسطع نجمه اكثر من قبل. وكان ذلك نتيجة لمطابقة الاسلوب الواقعي الذي انتهجه ستانسلافسكي في مسرحه مع توجه ستالين بوقف التجريب في كل من الاقتصاد والفن وتحديده لوظيفة المسرح بأن يصبح ثقافة شعبية يمكن من خلاله تثقيف الناس بالفكر الاشتراكي وافكار الحزب، مما اضطر ستانسلافسكي في بعض الاحيان لأن يقدم بعض المسرحيات الدعائية اضافة الى اعماله الواقعية الاخرى. ويشار هنا إلى معاداة ستالين للشكلانيين وعلى رأسهم ميرخولد الذي خبا نجمه في مرحلة ستالين واضطر الى الابتعاد عن المسرح، بسبب النظر إليه على أنه عدو الشعب، ومنعه من العمل في المسارح. وكان ستانسلافسكي هو الوحيد الذي مد يده الى ميرخولد في تلك الفترة الحرجة من حياته، رغم انفصالهما عام 1908. وقبل اكمل ميرخولد بناء على وصية ستانسلافسكي مسرحية الاوبرا الذي كان هذا الاخير يخرجها في اواخر ايام حياته، كما كان قد اوصى له ايضا بإدارة دار الاوبرا، الا ان ستالين لم يمهل ميرخولد كثيرا وامر باعتقاله عام 1939 وباعدامه عام 1940 اي بعد
ستالين لم يمهل ميرخولد كثيرا وامر باعتقاله عام 1939 وباعدامه عام 1940 اي بعد عامين من وفاة استاذه. ظلت الواقعية منهج ستانسلافسكي الدائم، الا انه خرج عنها في الفترة 1905 - 1909 وتحديدا بعد فشل الثورة البلشفية الاولى، حيث قدم مع ميرخولد اعمالا رمزية، ومنها »الطائر الازرق« لميترلنك، ومسرحية »هاملت« مع الانجليزي جوردون كريغ عام 1909. وبعد هذه المسرحية تحديدا فقد ستانسلافسكي الاهتمام بهذا النوع من المسرح، وجعل شاغله الاساسي تحسين اسلوب التمثيل والتنظير له من خلال التطبيق، وكانت خلاصة تجربته الكبيرة قد وضعت في كتابين الاول بعنوان «حياتي في الفن» والثاني بعنوان «الممثل وعمله» او «إعداد الممثل»
وقد ترجم الكتابان الى اكثر من عشرين لغة في العالم. وفي الحقيقة، لا يمكن لأي طالب يدرس التمثيل او الاخراج في عالمنا المعاصر ان يتجاوز دراسة ستانسلافسكي ومدرسته الواقعية في التمثيل والاخراج.