لخّصلي

فيتازا كان الحاج عبد الرفيع الهاروني من اشهر المقاولين
منهمكا في متابعة اشغال بناء عمارة
ولذلك كان يقضي الساعات الطوال في ورش تلك العمارة
كان العمال قد تعودوا على وصوله الى الورش باكرا
لم ينتبه الحاج وهو في طريقه الى العامل
اذ وضع قدمه على لوح لم يكن مثبتا
كان الحاج عبد الرفيع الهاروني متزوجا وابا لثلاثة اطفال
وقد خلف ارثا هاما يتكون من عدة عمارات
كما انه خلف مبلغا ماليا هاما في حسابه البنكي
خلف الحاج الهاروني بوليصة تامين على الحياة
حصلت ارملة هورقي النعمان على تعويض مالي هام
يسعى جاهدا الى التقرب منها
من الامور التي جعل ترقية تثق به
ولكي تكون لها عين على ما يجري
كان عبد الملك السرغيني ياتي الى منزل السيد رقي النعمان
كان يبرر مجيئه باطلاعها على الاعمال التي انجزت
وعلى كل ما يهم عمل المقاولة وسيرها
في تدبير المقاولة وتسيرها
كانت امراة تنزع الى السذاجة وكان هو يعرف ذلك
وذات مساء بعد ان عرض عليها ما تم انجازه من اعمال
وفاجئها بان قال لها انه لم يعد يستطيع الصبر عليها
وتاسيسا على ما قالته عنه من انه رجل متدين
عقد قرانهما وجاء يسكن معها في بيتها
مقاولته
كان يود لو يستطيع التخلص منه ولكنه ارجاء الامر الى حين
طبيعي ان لا يتقبل ابو جمعة بسهولة ذلك الذي حدث
الم يكن يحلم بان تحول اليه ابنة عمته رقية بعد ان ترملت
وكان حتى لا يتم ابعاده او اقصائه
كان عبد الملك السرغيني مستعجلا الغنيمة
حتى طلب منها ان توقع له تفويضا
يطلق يده في تدبير المقاولة وتسيرها
وقد ابلغها بان ما كتب في ذلك التفويض
كان السرغيني يعلم ان زوجته الساذجة
ولم يكن التفويض غايته
ذلك انه لما رافقها الى مصلحة التصديق على الامضاءات
وتارة اخرى
بحجة السعي للحصول على صفقات
هو الرجل نفسه
لعله كان يسعى من وراء ذلك
الى تذكير الجميع في ذلك البيت بانه كل شيء
كانت رقية تحرص على ان لا يتاثر الاطفال بالذي يحدث
قناة تم دابي
هي المدعو عبد الملك السرغيني
بعد ان مات عنها زوجها المقاول المعروف تاز
ففضلا عن مقاولة البناء
كانت تلك ملامحه الظاهرة
لما كان يعمل لحساب الحاج عبد الرفيع الهاروني
ولذلك وافق ترقية على الزواج منها
كذلك ظنت وكذلك ظن امام المسجد القريب من منزلها
لما طلبت منه الراي والمشهورة
لم تكن تظن رقية انها وضعت حول رقبتها ثعبانا رهيبا
فما ان تزوجتها وما ان تم اشهار الزواج
حتى جاء يسكن معها في بيتها
طلب منها ان تفوض اليه تدبير شان مقاولة البناء
لم يكن فيهما يثير الريبة او الشك
وكان تفويضا يطيح للسرغين التصرف في كل املاك رقية زوجته
بعد هذه المرحلة تبدل سلوك عبد الملك السرغيني
لم يكن لرقية ان تصدق ما يقوله الصرغيني
في صمت كانت تبتلع مرارة ما تحس به
في الجيب الداخلي للمعطف وجدت صورة امراة شابة
ولاحظت بين مفاتيحه مفتاحا لم تكن قد راته من قبل
في الصباح نادت ابو جمعة ابن خالها الذي يعمل سائقا
بعد تلك الليلة قررت رقية التحرك
بعد اسبوع جاءها الرجل يحمل اليها معلومات
الحادي 10 من يناير عطلة وطنية
واتصل هاتفيا برقية
قال لها انه ذاهب الى الرباط من اجل صفقة هامة
ابدت له ثقتها وهي تعلم في قرارة نفسها انه يكذب
ودون ان تسمع ردا فتح الباب
كانت الشقة تقع في الطابق ال2 من العمارة
تسللت الى الداخل
كان السرغين نائما على الفراش
هب السرغين من نومه فزعا واستيقظت المراة
اصيبت بجرح طفيف في يدها
كانت رقية تنظر اليه وقد ذهلت للذي حدث
ولسرعة التي دارت بها عجلة الامور
كان السرغين ميتا
يرافقه 3 من مساعديه
تمت معاينة باقي مرافق الشقة
ابلغ ترقي العميد بالذي حدث
كان يخلو من كل معلومة هامة حول المراة التي تشاجرت معها
ابلغ ترقي العميد
في غرفة النوم اكتشفت بضع شعرات تميل الى الاحمرار
لم تكن تتناسب مع شعر راس الغير
اخذت الشعيرات كما وضع السكين في كيس بلاستيكي خاص
وارسل الكل الى مختبر الشرطة العلمية بالرباط
وكان يعني ارقية وابو جمعة
وكيف تعقبته الى ان وقع الذي وقع في تلك الشرطة
كان يتعين الان
التحريات الاولية
على متن سيارة بيضاء
وسع دائرة البحث الى كل المصالح الادارية بتازا
لكن كل الابحاث لم تثمر
كان الضابط الممتاز محمد الطوسي
لما اطرح الضابط الموضوع
تذكر العميدة النرقية
كان اول ما لاحظه الضابط ان المراة تحمل في وجهها اثر جرح
علم انها تدعى نوال الرماني
كما ابلغه رئيس الجماعة بانها موظفة واظبة
وانها تزوجت مؤخرا من مقاول يتعامل مع الجماعة
تاكد الضابط الان بان تلك المراة التي راى
حيث قتل عبد الملك الصالحيني
ابلغ الضابط الممتاز الوكيل العام بالمعطيات الجديدة