خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
تدور أحداث المسرحية في مدينة آلية فضائية متطورة، حيث يبدأ العمل باستعراض غنائي لروبوتين، ريما وإياد، المكلفين بكتابة تقارير يومية عن كوكب الأرض. تشعر ريما بالملل من تكرار التقارير، ويتساءلان عن فائدتها. يُكلّف سولانا، زعيم الفضائيين، ريما وإياد بمهمة جديدة: السفر إلى الأرض لجمع معلومات عن البشر، واقتراح ريما اصطحاب ابن بطوطة كمرشد.
في مشهد ثانٍ بسوق طنجة، يحاولان العثور على ابن بطوطة، لكن إياد يستخدم تقنية متقدمة للعثور على معلومات عنه، بينما ريما تتفاعل مع البشر، وتلاحظ كرمهم. يُخبَر ريما وإياد بأن ابن بطوطة غائب منذ سنوات. لكن، يعود ابن بطوطة فجأة، ويسافرون معه عبر الأشعة الكونية إلى الأندلس في زمن ابن رشد.
يلتقيان بابن رشد، ويحصل ابن بطوطة على معلومات عن الحفاظ على الحضارة الإسلامية من خلال الحب والعدالة. يتصل سولانا بهما، ويُكملان رحلتهما إلى الألفية الثالثة، حيث يواجهون ظروفاً قاسية كالحروب وتلوث البيئة. يُعتقلون، ثم يهربون، ليجدوا أنفسهم في سوق تجاري حديث، حيث يلاحظون انشغال الناس بهواتفهم. يُظهر المشهد الأخير عودة ابن بطوطة إلى زمنه، وريما وإياد إلى كوكبهم، بعد رحلة مليئة بالمغامرات والدروس. يختتم العمل باستعراض غنائي يبرز رسائل السلام والمحبة.
المشهد الأول
الفصل الأول
(مدينة خيالية من الآليين والفضائيين. تبدو معالم التطور التكنولوجي في كل مكان.. فى منتصف خلفية المسرح شاشة بيضاء يتم توظيفها لعرض المقاطع المصورة سينمائيا .. على جانبي المسرح، وفي أماكن متفرقة أجهزة تقنية متطورة كأجهزة الحاسوب .. الإضاءة الملونة تنبعث من تلك الأجهزة .. في عمق المسرح تظهر صورة للفضاء الخارجي بحيث يبدو المنظر غير مألوف كتل من السحب البيضاء.. الجبال الثلجية.. السماء الصافية)
تبدأ المسرحية باستعراض غنائي عن مدينة الفضائيين والروبوتات... ريما وإياد روبوتان على هيئة طفلين.. يجريان خلف بعضهما ويلعبان
إياد : كفانا لعب يا ريما .. حان وقت الانتهاء من التقارير التي طلبها منا سولانا زعيم الفضائيين.
ريما : (بملل) كل يوم تقارير.. تقارير.
إياد : يجب أن ننفذ ما يطلب منا .. أليس هذا عملنا؟
ريما : بلى.. ولكن يمكننا أن نلعب قليلاً .. سوف أختبئ، وعليك أن تبحثي عنى وتجديني.. ما رأيك؟
إياد : أنت بارعة في الاختفاء يا صديقتي.
ريما : حسنا .. نلعب لعبة أخرى.. ما رأيك في لعبة ....
إياد : (يقاطعها) ننتهي من عملنا أولاً .. وأعدك أن نكمل باقي يومنا في اللعب.
ريما : حسنا يا إياد .. ولكن ألا تتعجب مما نكتبه كل يوم من تقارير عن الإنسان على كوكب الأرض؟
إياد : وما العجب فيما نكتبه؟
ريما : ألا تجد أن التقارير متشابهة .. نفس الأحداث.. ونفس الأخبار.
إياد : أنت بالفعل على صواب.. ولكن هذا ما يطلب منا.
ريما : لا أعرف ما فائدة ما نسجله من تلك التقارير.
إياد : لابد أن هناك ضرورة لما نقوم به.. وإلا ما كلفنا به سولانا زعيم الفضائيين.
ريما : أنت على صواب يا إياد.
إياد : (يضحك) دوما أنا على صواب.
ريما : كفاك غرور .. هيا بنا إلى العمل فهناك تقارير كثيرة يجب أن تنتهي منها.
يتجهان إلى أجهزة حاسوب متقدمة .. يبدو عليهما الانهماك في العمل) يظهر سولانا زعيم الفضائيين من خلال شاشة سينمائية
سولانا : صباح الخير.
ريما : صباح الخير يا سيدي.
إياد : صباح الخير يا سيدي.. لقد اقتربنا من الانتهاء من كتابة تقاريرنا اليومية عن كوكب الأرض.
سولانا : اتركا التقارير الآن.. هناك مهمة تم تكليفكما بها.
ريما : مهمة جديدة يا سيدي؟
سولانا : نعم.. لقد اختار كما المجلس الأعلى للقيام برحلة إلى كوكب الأرض.
ريما : (فرحة) كم كنت أحلم أن أذهب إلى الأرض.. وأتحدث إلى البشر.
سولانا : وقد تحقق حلمك يا ريما.
إياد : وما دورنا في هذه الرحلة يا سيدي؟
سولانا : نريد أن نجمع كافة المعلومات عن الإنسان الذي يعيش على الأرض.
ريما : لكننا نحتاج إلى من يرافقنا في الرحلة يا سيدي.
سولانا : وماذا تقترحين يا ريما؟
ريما : لقد قرأت كتابًا عن الرحالة ابن بطوطة .. إنه رحالة عربي زار العديد من المدن.. وكتب عن أهلها.
سولانا : لكن الرحالة ابن بطوطة من زمن غير زماننا.
ريما : يمكن أن نعود إلى الزمن الماضي.. ونصطحبه معنا في رحلتنا ... فسيكون مرشدًا جيدا لنا.
سولانا : وإذا رفض مرافقتكما في الرحلة.
ريما : سوف نحاول إقناعه يا سيدي.. اترك ذلك الأمر على.
سولانا : حسنا .. لا مانع عندي.
إياد : وهل سنذهب في رحلتنا بمركبة الزمن؟
سولانا : لا .. أرى أنه من الأفضل أن تنتقلا عن طريق الأشعة الكونية.
إياد : أمرك يا سيدي.
سولانا : نفذا مهمتكما الآن.. فالأمر خطير.
( إظلام )
المشهد الثاني
السوق تجاري بمدينة طنجة المغربية .. يعم المسرة الحالة نشطة من البيع والشراء .. الباعة منتشرون على منصة المسرح.. تظهر البيوت في خلفية المحلات التجارية)
إياد : يا له من سوق جميل !!
ريما : تعال نتحدث إلى بعض المارة.
إياد : لا .. هذا ليس في نطاق مهمتنا.
ريما : مهمتنا تتطلب أن نتعرف على أحوال الناس ومشكلاتهم.
إياد : يبدو أنك نسيت أننا جئنا إلى هنا لكي تلتقي بابن بطوطة ليرافقنا في رحلتنا إلى الألفية الثالثة.
ريما : لكنني متشوقة لأتحدث إلى الإنسان.
إياد : لا تنسي أنك روبوت ولست أدمية .. دعينا نبدأ مهمتنا ونبحث عن ابن بطوطة.
ريما : حسنا .. سأسأل أحد المارة على مكان منزله.
إياد : لا .. فيمكنني أن أعرف مكان مولده؟.. وأين يعيش بمنتهى السهولة دون التحدث إلى البشر.
يستخدم ساعة إلكترونية في يده
إياد : ابن بطوطة.. ولد بمدينة طنجة بالمغرب.. وكان كثير السفر والترحال.. لقب بأمير الرحالين المسلمين.. ويُعد من أهم الجغرافيين على مر العصور.
ريما : (تبتسم) لم تجب على سؤالي يا إياد ... أين يوجد منزله؟
إياد : بمدينة طنجة.
ريما : نحن الآن بها .. ولكن انظر إلى كثرة المنازل من حولنا .. كيف سنصل إلى منزله دون أن نسأل المارة؟
إياد : (لحظة صمت) حسنًا فلنجرب.. يشير إلى رجل مار بالسوق اسألي هذا الرجل.. ولكن كوني على حذر.
ريما : يا سيدي.. يا سيدي.
رجل ۱ : ماذا تريدين يا بنتي؟
إياد : أنا روبوت.. وهذه صديقتي ريما.
رجل ۱ : ماذا تعنى بـ روووبووت هذا .. يبدو أنكما غريبان عن مدينتنا سيدي.
ريما : ( محدثة إياد) كن على حذر يا إياد .. (للرجل (۱) نعم.. نحن غريبان يا
رجل ۱ : أدركت ذلك فيبدو هذا من شكل ملابسكما .. مرحبا بكما في مدينتنا ..
يجب أن تأتيا إلى منزلي لتنالا قسطا من الراحة .
ريما : ( محدثة إياد جانبًا) انظر إلى كرم أهل المدينة.
رجل : وتتناولا بعض الطعام والشراب.
إياد : لكننا لا نأكل ولا نشرب يا سيدي.
رجلا : (متعجيا) لا تأكلان . ولا تشربان... وهل هذا ممكن يا بني ؟
ريا : صديقي لم يقصد ذلك .. إنما يقصد أننا لسنا بجائعين ..
اباد : نعم.. نعم.. وأنا أشكرك يا سيدي على ما تبديه لنا من كرم.
تكتب ريما على الساعة الإلكترونية بيدها)
إياد : ماذا تكتبين يا ريما ؟
ريما : اكتب ملاحظاتي تسجل على الآلة بيدها) يتمتع الإنسان بالكرم.. وتقديم المساعدة للآخرين.
إياد : (محدث) ريما جانبًا) ساعديني يا ريما لقد بدأ الرجل يرتاب في أمرنا.
ربما : لقد أخبرتك أن تكون على حذر.
رجل 1 : (لنفسه) عجيب أمرهما .. لا يأكلان ولا يشربان... إذن كيف يعيشان دون طعام وشراب؟.. وما هذا الروووبووت؟
ريما : نحن كما تعلم غريبان يا سيدي.. ونريد مساعدتك في تلك المدينة؟
رجل 1 : وكيف يمكنني أن أساعدكما؟
ريما : نريدك أن تخبرنا بالمكان الذى يسكن فيه الرحالة ابن بطوطة.
رجل 1 : الرحالة ابن بطوطة !؟
إياد : نعم يا سيدي.
رجل : إنه رحالة لا يلبث أن يعود إلى المدينة حتى يرحل مرة أخرى.
ريما : أتقصد أنه ليس بالمدينة الآن؟
رجل 1 : نعم.. إنه غائب عن المدينة منذ أكثر من ست سنوات.
اياد : غير معقول!!.. يجب أن نجده.. إنه مرشدنا في رحلتنا.
رجل 1 : (لنفسه يبدو أنهما يريدان الشر بابن بطوطة... يجب أن أبلغ عنهما رجال الشرطة.. لريما وإياد).. استأذنكما .. فلدى عمل كثير.
ريما : نشكرك يا سيدي على مساعدتك لنا.
يخرج مسرغا)
ريما : وماذا سوف نفعل الآن يا إياد؟
إياد : لا أدري.. يجب أن نجد حلاً وإلا فشلت مهمتنا.
رجل ۲ : لقد عاد ابن بطوطة.
إياد : أين؟
يدخل رجل (۲)
رجل ۲ : رأيته بالقرب من السوق.
ريما : (فرحة لقد عاد ابن بطوطة.
رجل : كم اشتقت إلى سماع حكايته وأخباره عن البلاد التي زارها!
رجل ۲ : دائما ما يأتي ابن بطوطة بالأخبار الشيقة.. وعجائب رحلاته.
ريما : ألم أخبرك أن ابن بطوطة هو من سيساعدنا في مهمتنا؟
يدخل ابن بطوطة.. يرحب به الجميع
رجل ۲ : حمدا لله على سلامتك يا ابن بطوطة.
امرأة : مرحبا بأعظم رحالة عرفه التاريخ.
ابن بطوطة : أشكركم يا أهلي... كم اشتقت إليكم جميعًا.. وإلى مدينتي الحبيبة.
امرأة ٢ : متى سوف تخبرنا بعجائب رحلتك ؟
ابن بطوطة : قريبا بإذن الله .. سوف أحكى لكم كل ما شاهدته في رحلاتي.
رجل ۳ : متى؟.... متى؟
ابن بطوطة : أستريح أولاً ... ثم التقي بكم... وأقص عليكم كل ما شاهدته.
امرأة 1 : أريدك أن تحدثني عما شاهدته من عجائب الدنيا بمصر.
امرأة ٢ : وجمال الطبيعة في تونس والجزائر.
رجل ۲ : ومكة وبلاد الرافدين.
رجل : وعادات أهل الجزيرة العربية.
ابن بطوطة : نعم... نعم... سوف تكون لنا جلسات وجلسات.. وأقص عليكم كل ما رأيته.
ريما : حمد الله على سلامتك يا سيدي.
ابن بطوطة : أهلا بكما .. يبدو أنكما غريبان فلم أرى طوال رحلاتي من يرتدى
ملابس كتلك التي ترتديانها.
إياد : هذا صحيح... فنحن من الكوكب الفضائي.
ابن بطوطة : الكوكب الفضائي !!.. أتمزحان معي؟
ريما : هذه هي الحقيقة يا سيدي.
إياد : كما أننا لسنا آدميين مثلك إنما نحن روبوتات.
ابن بطوطة : (بصعوبة) روبووووتا الت؟ .. لا أفهم ما تقصدانه.
ريما : أنا وصديقي إياد كل منا إنسان الى.
ابن بطوطة : (ساخرا) هكذا فهمت!!
إياد : سوف أوضح لك يا سيدي.. نحن روبوتان من صنع فضائيين تسكن الكوكب الفضائي
ريما : وأرسلونا في مهمة خاصة على كوكب الأرض.
إياد : ونحتاج إلى مساعدتك.
ابن بطوطة : إن ما تقولاته من رابع المستحيلات.
ريما : وهناك أمر آخر.
ابن بطوطة : وما هو ؟
إياد : نحن من سكان الألفية الثالثة
ابن بطوطة : يا بني نحن لا نزال نعيش في الألفية الثانية .. يبدو أنكما قد فقدنما عقلكما
ريما : سوف أوضح لك الأمر يا سيدي.
إياد : (يقاطعها) لا.. سوف أوضحه أنا.
ابن بطوطة : أي الأمر فقد اقتربت أن أصاب بالجنون.... فما أي منكما يوضح لي تقولاته أغرب مما شاهدته في رحلاني كلها.
إياد : لقد أتينا إلى الزمن الذي تعيش فيه لتساعدنا في رحلتنا إلى الألفية الثالثة
ريما : وسوف أخبرك بالمهمة.
ابن بطوطة : لا أريد أن أعرف.. أريد أن أعود إلى منزلي الأستريح من عناء الرحلة
يهم بالخروج وتركهما)
ريما : يمكنك التأكد من صدق كلامنا.
ابن بطوطة : (يتوقف) وكيف هذا ؟
ريما : اطلب ما تريده ونحن ننفذه لك في الحال.
ابن بطوطة : (ساخرًا) هل تملكان مصباح علاء الدين؟
تخرج كتابًا من جيبها
ريما : أليس هذا كتابك الذي دونت فيه كل رحلاتك؟
يمسك الكتاب بلهفة.. ويتصفحه)
ابن بطوطة : ( متعجبا) نعم إنه كتابي.. إنه هو ولكن أنا لم أنته منه حتى الآن... كيف حصلت عليه مكتملاً ؟
ريما : أتصدقنا الآن؟
ابن بطوطة : هذا أمر غريب..
إن ما تقولانه لا يمكن أن يصدقه العقل.
إياد :
كل ما نريده منك أن ترافقنا في رحلتنا إلى الأماكن التي زرتها.
ابن
بطوطة : (مبتسمًا) كيف يعقل هذا يا بني ؟.. لقد استغرقت رحلاتي أكثر من
ثلاثين عاما.
إياد : لا تقلق... معنا وسيلة سوف تنقلنا أسرع من البرق والصوت.
ابن بطوطة : لقد ولى زمن المعجزات يا أبنائي.
ريما : جرب.. ولن نخذلك.
ابن بطوطة : موافق.. ولكن لدى طلب أريده منكما.
ريما : وما هو ؟
ابن بطوطة : أريد أن التقي بالفيلسوف ابن رشد.. لقد راسلته منذ فترة ...
ووعدته باللقاء.
ریما : ابن رشد.. الفيلسوف الأندلسي.
ابن بطوطة : نعم.
إياد : بالأشعة الكونية.. في لمح البصر نكون هناك.
ريما : ولكن يمكنك أن تنال قسطا من الراحة أولاً ثم نلتقي بابن رشد.
ابن بطوطة : لا أريد أن أستريح .. هيا .. أين أشعتكم الكونية؟
إياد : أنت على استعداد يا سيدي.
ابن بطوطة : نعم.. هيا.. أنا مستعد.
يدخل رجل ) ومعه رجال الشرطة
رجل : ها هما .. من يريدان الشر بابن بطوطة.
رجل الشرطة : من أنتما ؟ .. يبدو أنكما لستما بعرب.
رجل ۱ : إنهما يقولان كلاما غير مفهوم.. كما أن أفعالهما تثير الريبة.
رجل الشرطة : اقبضوا عليهما ؟
يمسك الجنود بريما وإياد)
ابن بطوطة : انتظروا .. إنهما صديقاي.
رجل 1 : لكن تصرفاتهما غريبة يا بن بطوطة.
ابن بطوطة : إنهما ضيفاي.. فلا تقلقوا.
رجل الشرطة : معذرة يا ابن بطوطة.. ومرحبا بضيوفك.
رجل 1 : احرص على نفسك يا ابن بطوطة.
يخرج رجل 1 ورجال الشرطة
ريما : شكرا يا سيدي.
ابن بطوطة : أنا مستعد.
يلتفان حول بن بطوطة
إياد : اضبطي الآلة يا ريما.
تضبط الآلة التي بيدها)
ريما : دار القضاء بالأندلس.. زمن الفيلسوف ابن رشد.
مؤثرات صوتية وضوئية
) إظلام (
المشهد الثالث
دار القضاء فى زمن ابن رشد بالأندلس.. يتسم الديكور بالطابع الإسلامي... في الخلفية تظهر مكتبة كبيرة من الكتب.. على أحد جانبي المسرح طاولة عليها بعض الأوراق والمحبرة .. يضاء المسرح يظهر ابن بطوطة وإياد وريما في منتصف المسرح مسلطة عليهم الإضاءة
ابن بطوطة : أين نحن؟.. ما هذا المكان؟
إياد : نحن في دار القضاء بالأندلس.
ابن بطوطة : أتعنى أن نكون حقا في الأندلس.. أعبرنا البحر من طنجة إلى الأندلس في لمح البصر !؟
ريما : وسوف يلتقي بنا الآن الفيلسوف ابن رشد.
ابن بطوطة : كل هذا بفعل الأشعة الكونية !!.. إذن كل ما قلتماه لي حقيقة.. أنتما من كوكب آخر غير كوكب الأرض.
إياد : يسمى بالكوكب الفضائي يا سيدي.
ريما : ونحن لسنا بشرا .. نحن آليين.
إياد : ولكن على هيئة بشر.
ابن بطوطة : أكاد أجن مما أراه واسمعه.
إياد : إنه واقع يا سيدي.
يدخل بن رشد
ابن رشد : مرحبا بصديقي الرحالة والعالم ابن بطوطة.
ابن بطوطة : مرحبا بالقاضي والفيلسوف ابن رشد.
ابن رشد : مرحبا بكما في الأندلس يا ابني.
ريما : مرحبا بالفيلسوف والفقيه والفلكي ابن رشد.
إياد : مرحبا بالقاضي والطبيب ابن رشد.
ابن رشد : (محدثا ريما و إياد يا لكما من العين أنك أنتما تعرفان على الكثير من الأمور .. لابن بطوطة) لم أكن أ تصطحب تلاميذ لك و في
رحلاتك يا ابن بطوطة.
ابن بطوطة : إن قصتهما أغرب من الخيال يا صديقي.. فهما ليسا تلميذي.
ابن رشد : وماذا يكونان إذن؟
ابن بطوطة : إن قصتهما عجيبة .. وسوف أقصها عليك فيما بعد.
ابن رشد : حسنا .. كما ترى يا صديقي... لم أكن أتخيل أن تأتى إلى الأندلس
وبهذه السرعة.
ابن بطوطة : ولا أنا.
ابن رشد : ماذا تقصد؟
ابن بطوطة : لا شيء.. أقصد أن عبور البحر إلى الأندلس كان حلما يصعب
تحقيقه.
ابن رشد : والحمد الله قد تحقق هذا الحلم.. نتناول الغذاء أولاً ثم أترككم
التستريحوا من عناء السفر.
تدون ريما ملاحظاتها
ريما : الكرم.. وحسن الضيافة.
ابن رشد : إنها تسجل كل شيء فى ملاحظات.. رائع.. رائع.
إياد : نحن لم نتعب من السفر يا سيدي.. فقد أتينا بالأشعة الكونية.
ابن رشد : ماذا تقول يا غلام !؟
ابن بطوطة من الطعام و الان باشد .. دعنا نتشاور فيما جئت إليك فيه أولاً ثم تتناول الطعام والشراب.
ابن رشد : حسنا .. كيف يمكنني أن أساعدك؟
ابن بطوطة : أنت تعرف أنني أقوم الآن بكتابة مؤلف يضم رحلاتي التي قمت بها.. ولا يمكن أن يكون الكتاب ذا قيمة دون أن يحتوي على أراء الفيلسوف ابن رشد.
ابن رشد : لكنني اعلم أنك تقوم بوصف كل ما تراه في رحلاتك .. فما دور الفيلسوف ابن رشد في ذلك؟
ابن بطوطة : لقد رأيت الحضارة الإسلامية في أوج قمتها .. وأريد أن أعرف السر الذي يضمن لنا الحفاظ على ما حققناه من تقدم وازدهار.
ابن رشد : لديك حق يا ابن بطوطة.. فالمسلمون أقاموا حضارة لم يسبق لها مثيل على وجه الأرض.
ابن بطوطة : لهذا أبحث عن الإجابة على سؤالي... كيف تبقى الحضارة الإسلامية قائمة ابد الدهر ؟
ابن رشد : الإجابة بسيطة يا بن بطوطة
ريما : (محدثة (إياد أتعرف الإجابة يا إياد؟
إياد : (محدثا ريما لا .. انتظري للسمع ما يقوله فيلسوف الأندلس.
ابن رشد : الحب يا ابن بطوطة.. بالحب يمكن أن نحافظ على حضارتنا...
ونملك الدنيا.
تمسك ربما بساعة يدها وتدون ما يقوله ابن رشد
إياد : (محدثا ريما) ماذا تكونين يا ريما ... هل تفهمين ما يقصده بالحب؟
ريما : (محدثة إياد) لا .. ولكن سأفهم الآن.
ابن بطوطة : لم أفهم ما تقصده یا بن رشد.
ابن رشد : عندما يحب الإنسان عمله ويخلص له نرتقي بالأمة.. عندما يحب الإنسان وطنه يضحى بحياته من أجله... عندما يحب الإنسان صديقه يخلص له.
ابن بطوطة : نعم إنه الحب... بالحب تمكنا من بناء أعظم حضارة عرفتها البشرية.
ريما : الآن فهمت ما يقصده ابن رشد.. فالحب هو مفتاح تقدم الشعوب.
إياد : إذن كل ما علينا أن ننمى الحب بيننا.
ابن رشد : الكراهية والحقد يا ابن بطوطة يهدمان أى حضارة مهما كانت في اوج قوتها .. فالكراهية كالسوس الذى ينهش في بناء الأمم.. ويجعلها الة تتطاير أعمدتها في الهواء مع أرق نسمة هواء .
ريما : هل فهمت ما يقصد يا إياد؟
إياد : نعم.. يا له من فيلسوف عظيم!
ريما : بالحب نبنى الأمة.. وبالكره نهدمها.
ابن بطوطة : شكرا يا بن رشد.. إنك حقا أعظم فلاسفة العرب
تشكرني يا بن بطوطة.. فأنا مثلك .. أحب وطني وأ وأهلي وعملي.... بالانصراف لأحقق العدالة بين الرعية؟
ابن رشد : لا
والآن أتسمحون لي :
ابن بطوطة : تفضل يا بن رشد.
ابن رشد : سأنتهي من عملي واعود لإصطحبكم إلى منزلي... فأنتم ضيوفي.
ابن بطوطة : لا تشغل بالك بنا يا صديقي.
يخرج بن رشد
إياد : ماذا يقصد بتحقيق العدالة؟
ريما : أنسيت أنه قاضي الأندلس... يبدو أن هناك مظالم للرعية سوف يحكم
فيها.
ابن
بطوطة : العدالة كذلك يا أبنائي أساس تقدم الأمم.. فعندما يشعر الإنسان بالعدل في وطنه يبذل كل ما لديه من جهد للارتقاء به.
تمسك ريما بساعة يدها وتدون ما يقوله ابن رشد
ابن
بطوطة : أنا سعيد بك يا ريما .. فأنت تسجلين كل ملاحظاتك
ريما : هذا عملي الذي كلفت به.. ويجب أن أنجزه على أحسن وجه.
ابن بطوطة : بارك الله فيك يا ابنتي.
إياد : (محدثا ريما) إنه يتعامل معك على أنك من البشر .. ولست إنسانا آليا.
ريما : وكم أنا سعيدة بذلك يا إياد.
ابن بطوطة : ما هذا الصوت؟
مؤثرات صوتية)
ريما : إنه اتصال من سولانا عبر الموجات الكهرومغناطيسية.
ابن بطوطة : ومن يكون سولانا؟
إياد : إنه حاكم الكوكب الفضائي.
تمسك ساعة اليد بيدها .. يظهر سولانا حاكم الكوكب الفضائي على شاشة سينمائية)
ريما : مرحبا يا سيدي.
سولانا
يقف ابن بطوطة منبهرا مما يراه ويسمعه
أهلاً بكم.. ما أخبار مهمتكم؟
ريما : المهمة تسير بشكل جيد يا سيدي.
إياد : ونحن الآن سوف تنتقل إلى الألفية الثالثة عبر الأشعة الكونية.
ريما : وسوف يرافقنا رحالة العرب ابن بطوطة.
سولانا : أنجزا مهمتكما بأسرع وقت.. وسجلا كل ما تريانه.
ريما : أمرك يا سيدي.
يتم أظلام الشاشة .. وتختفي صورة سولانا)
ابن بطوطة : كيف تم استحضار الصورة هكذا؟
إياد : إنه العلم يا سيدي.
ريما : هيا بنا.. علينا الانتقال إلى الزمن الحاضر.
يلتقون في نقطة بمنتصف المسرح
إياد : ولكن إلى أي الأماكن سوف نذهب؟
ريما : لابن بطوطة) أنت مرشدنا يا سيدي... عليك أن تحدد المكان الذي سنبدأ منه رحلتنا.
ابن بطوطة : إلى أجمل شواطئ البحر حيث الجمال والسلام والأمان.
المشهد الرابع
) إظلام (
على شاطئ البحر الأمواج تتصاعد الرياح عاتية.. درجة الحرارة
مرتفعة .. وكان الطبيعة تعلن عن غضبها .. يقف ابن بطوطة وريما وإياد
ابن بطوطة : ما سبب هذه الرياح العانية؟ أين أتيتم بي؟
ريما : أنت مرشدنا في الرحلة يا سيدي.. وأنت من حددت هذا المكان.
ابن بطوطة : لقد طلبت منكما النزول على شواطئنا العربية.
إياد : وهذه شواطئ العرب الممتدة على طول أراضيها.
ابن بطوطة : لماذا البحر هاتج؟.. والرياح لا تكف عن الهبوب؟
ريما : احذر يا سيدي.
إياد : أخشى أن يحدث لنا مكروه على هذه الأرض.
ابن بطوطة : هذه ليست بحارنا. وهذه الشواطئ ليست شواطئ العرب لماذا
اختفى منها الجمال؟
موجة البحر : ألا تعرف حقا؟
ابن بطوطة : ومن تكوني ؟
موجة البحر : أنا موجة البحر.
تظهر موجة البحر)
ابن بطوطة : لماذا البحر ثائر هكذا؟ وما سبب غضبه؟
إياد : أكاد أشعر بسخونة مياهك يا موجة البحر.
موجة البحر : نحن نعانى ولا يوجد من ينقذنا وينقذهم.
ابن بطوطة : مم تعانين؟
موجة البحر : سفن وأطفال غرقي.. صرخات الأطفال هنا.. وهناك.
ابن بطوطة : ماذا تقصدين؟
موجة البحر : صرخات الأطفال تتعالى.
ابن بطوطة : لماذا يشعر أطفالنا بالألم؟
موجة البحر : لم أجد وسيلة سوى أن ألقي بأجسادهم على الشاطئ وأنا أبكي... ولا أحد يسمع صرخاتهم وصراخي.
ابن بطوطة : أتتحدثين بالألغاز ؟
موجة البحر : صرخات الأطفال تتعالى ولا تجد من يشفق قلبه عليهم ..
ابن بطوطة : ( غاضبًا) لقد مللت حديثك .. أخبريني لماذا يغرق الأطفال في
مياهك؟
تختفي موجة البحر)
ابن بطوطة : أين ذهبت وتركتني.. أين ذهبت؟.. أريد إجابة عن سؤالي.
ريما : سأخبرك أنا يا سيدي.
ابن بطوطة : تكلمى يا ريما .. أتعرفين ما أصاب أطفالنا؟
ريما : كثيرًا ما كنا نسمع فى كوكبنا .. صرخات الأطفال.. وأصوات طلقات المدافع والقنابل.
إياد : إنها الحرب يا سيدي التي أدت إلى هدم المنازل وهجرة أهلها.
ريما : الكثير منهم كان يحاول النجاة بنفسه عن طريق البحر... ولكن دون جدوى.
ابن بطوطة : وأين جنود العرب؟
ريما : يقاتلون بعضهم البعض.
يجلس من وقع الصدمة)
ابن بطوطة : لقد أصابنا الجنون إذن.
تدخل طفلة ترتدي ملابس بالية
منهيلة : أريد بعض الطعام يا سيدي.
ابن بطوطة : (فرغا) أليس لديك ما تأكلينه يا طفلتي؟
منهيلة : نعم.. لم يعد لدينا شيء من طعام وشراب.
ابن بطوطة : (بحزن اين تعيشين يا بنتي؟
منهيلة : في المخيمات القريبة من هنا.
بنظر ابن بطوطة لريما متعجبا)
ريما : إنها خيام يسكنوها بعد أن تهدمت منازلهم.
يخرج صرة طعامه ويقدمه لها .. ترتسم البسمة على وجه الطفلة)
ابن بطوطة : ما اسمك يا صغيرتي؟
منهيلة : سهيلة.
ابن بطوطة : لن أسألك عن عدم ذهابك إلى دار العلم.. فالإجابة مرسومة على وجهك
تخرج الطفلة سهيلة فرحة
ابن بطوطة : أيمكن أن يكون هذا هو حال أطفال عروبتنا ؟.. رحمك الله يا عمرو يا بن العاص ؟
ريما : ومن يكون يا سيدي ؟
ابن بطوطة : (بحزن) إنه والى مصر.. فعندما عم القحط مدن الجزيرة العربية أرسل قوافل غلال كان أولها في مدن القحط وآخرها في مصر.
ريما : هدى من روعك يا سيدي
ابن بطوطة : إذا كان هذا هو حالهم الآن... فماذا سيكون حالهم في المستقبل؟
إياد : نحن لا نزال في بداية الرحلة.. وهناك أماكن أخرى لم نزورها بعد... فلا تتعجل بحكمك.
ابن بطوطة : ( بحزن) لقد صنعنا لأبنائنا حضارة شهد بها العالم.. لماذا
أضاعوها . بين أيديهم ؟ من بين
ريما : لا تلوم نفسك يا سيدي.
الجندي : من أنتم؟
تدخل مجموعة من الجنود شاهرة أسلحتها)
إياد : (محدثا ريما) يبدو أننا وقعنا في مشكلة يا صديقتي.
ريما : اعتقد هذا.
ابن بطوطة : نحن عرب؟
الجندي : لأي جماعة تنتمون ؟
ابن بطوطة : جماعة !!.. ماذا تقصد؟.. أنا عربي.. وانتمائي للأمة العربية .
فكل بلاد العرب أوطاني.
الجندي : هل تدعي الجنون يا رجل؟
ابن بطوطة : أنا ابن بطوطة.. الرحالة العربي.
الجندي : لا يهم من تكون.. المهم لمن ولاؤك وانتماؤك.
ابن بطوطة : أخبرتكم أنني عربي.
الجندي : اقبضوا عليهم.
يلتف الجنود حولهم
( إظلام )
المشهد الأول
الفصل الثاني
وإياد .. يقف رجلان على بـ داخل غرفة صغيرة .. يجلس ابن بطوطة على كرسي صغير بجواره ريما باب الغرفة بالسلاح
ريما : يمكننا أن تكمل رحلتنا يا سيدي... وتترك هذا المكان.
ابن بطوطة : أريد أن أعرف من هؤلاء القوم ... وكيف وصلنا إلى هذا الحال؟ اياد : أخشى أن تتعرض للأذى، فإنهم قوم لا يعرفون الرحمة.
ابن بطوطة : فيما قصر الأجداد ليكون هذا حال الأجيال من بعدنا إياد : الانتظار فيه خطورة على حياتك.
ابن بطوطة : لا يمكن أن يكونوا عربا.
ريما : أتريد أن تنهي الرحلة وتعود إلى زمنك؟
يدخل الجندي)
ابن بطوطة : لا أريد أن أعرف ما وصل إليه حال أبناء عروبتنا.
الجندي : وأنا أيمنا أريد أن أعرف من تكونون؟
ابن بطوطة : أخبرتك إننا عرب
الجندي :
أخبروني إذن الحساب من تتجسسون وسوف أطلق سراحكم
ابن بطوطة : العربي لا يتجسس على عربي
الجندي : إما أن تتكلموا أو تموتوا ؟
(حالة صمت)
الجندى: (غانا) ما يلكم ولمن تعلمون؟
ابن بطوطة : كل بلاد العرب أوطاني فأنا من طنجة وأعيش بتونس.. زوجتي عمانية لكن عشيرتي وأهلي بالجزائر عندما أشعر بالظما ارتوى من
ماء النيل بمصر
الجندي : (عاميا) كاتب
ابن بطوطة : أشعر بالأمان وسط الأهل والأصدقاء بالخليج العب مع أولادي بين أشجار الأرز بلبنان أصلى العصر والمغرب بمكة والعشاء بالمسجد الأقصى. وأدام ببغداد بين الرافدين
الجندي : يالك من رجل كاتب لكنني سأكتشف حقيقة أمرك غاضبا لريما وايلد وأنتما الا تتكلمان؟ وما هذه الملابس التي ترتديانها؟
إياد : نحن روبوتان يا سيدي.. أتينا من الكوكب القضائي.
الجندي : أتدعيان الجنون؟
ريما : لا .. ولكن هذه هي الحقيقة.
مؤثرات صوتية)
الجندي : ما مصدر هذا الصوت منتبه إنه من الآلة التي بيدك ؟
ريما : نعم.. إنه اتصال من زعيمنا سولانا.
الجندي : أريد أن أسمع ما يقول هذا السولانا .. أجيبي على الاتصال.
ريما : حسنا ستسمع وترى يا سيدي.
مؤثرات صوتية وضوئية
تستخدم الآلة التي بيدها .. يظهر و الزعيم الكوكب الفضائي على شاشة سينمائية)
ريما : مرحبا يا سيدي.
: كيف حالكما... هل المهمة تسير بشكل جيد؟
سولانا
ريما : لقد تم القبض علينا وألقي بنا في السجن.
من الذي تجرأ على تلك الفعلة؟
سولانا
الجندي : إنه أنا .. وقريبا سأني بك إلى هنا حتى اكتشف حقيقة أمرك.
ريما : لقد
شرحت له يا سيدي لكنه لم يتفهم الأمر.
سولانا
: ولماذا لم تتركوا السجن وتكملوا رحلتكم؟
الجندي : (ساخرًا) يهربون يهربون بعد أن وقعوا في قبضتي !!.. هذا أمر
مستحيل
ريما : يريد ابن بطوطة يا سيدي أن يثبت براءته.. ويوضح لهم الجرم الذي
يرتكبونه
سولانا
با بن بطوطة أنت في زمن يختلف عن زمنك.. ولن يتفهموا
ما تقوله.
إياد : لتكمل الرحلة يا سيدي.
ابن بطوطة : حسنا يا أبنائي
يتم أظلام الشاشة.. وتختفي صورة سولانا)
الجندي : الآن بدأت تنكشف الحقيقة... يا لكم من خونة.
ابن بطوطة : أصبحنا لا ندرى من الخائن فينا.
تستخدم الآلة التي بيدها.. يلتفون حول بعضهم)
الجندي : أيها الجنود.. أريد أن أعرف حقيقة أمرهم بأي وسيلة.
(يختفون)
الجندي : أين ذهبوا ... كيف اختفوا ... ابحثوا عنهم.. اقتلوا الخونة.
المشهد الثاني
)إظلام (
فضاء المسرح خال من قطع الديكور باستثناء بعض الأحجار المتناثرة التي يمكن أن يستعملها الممثلون في الجلوس عليها .. يقف ابن بطوطة متأملات المكان من حوله.. يبدو على ريما وإياد الدهشة
إياد : أين أتيت بنا يا ريما؟
ريما : لا أعرف.. فلم أفكر سوى في الهروب بسرعة قبل أن يتأذى ابن بطوطة.
ابن بطوطة : الجو شديد الحرارة وكان الشمس فوق رؤوسنا.
تقرأ بيانات على الآلة التي بيدها)
ريما : درجة الحرارة خمسون درجة مئوية.
ابن بطوطة : الأدخنة تغطى المكان.
تكمل ما تقرأه على الآلة التي بيدها
ريما : إنها بسبب احتراق الغابات من حولنا.
ابن بطوطة : لا أستطيع التنفس.. وكأن الأكسجين يكاد أن يختفي من الهواء.
ريما : نسبة الأكسجين في الجو منخفضة جدا.
إياد : لابن بطوطة أتعلم اين نحن يا سيدي؟
ابن بطوطة : لم أزر هذا المكان من قبل في رحلاتي.
ريما : أنت في المستقبل يا سيدي.. والأماكن والأزمنة تتبدل.
إياد : يجب أن تترك هذا المكان في الحال.
يدخل طائر الهدهد .. يبدو عليه الإجهاد الشديد
ابن بطوطة : انظرا .. إنه طائر الهدهد.
يقترب ابن بطوطة من طائر الهدهد
ابن بطوطة : ما بك أيها الطائر الجميل؟
طائر الهدهد : أشعر بالتعب.. ولم أتمكن من الطيران واللحاق بسرب الطيور المهاجرة.
ريما : ولكن هذا ليس ميقات هجرة الطيور.
طائر الهدهد : تهاجر بحثا عن الطعام والشراب.
ابن بطوطة : ألا يوجد طعام وشراب في وطنك؟
طائر الهدهد : لم يعد لدينا وطن.. لقد دمرت الأشجار التي تسكنها.. وتلوثت
المياه التي نشربها.
ريما : ومن فعل ذلك؟
طائر الهدهد : يد الإنسان لم تتركنا نعيش في سلام.
ابن بطوطة : لا .. هذا غير صحيح.. الإنسان محب للبيئة والطيور والأشجار...
لا يمكن أن يفعل ذلك.
طائر الهدهد : كان صديقا لنا في الماضي.. يرعانا ويخاف علينا .. أما الآن..... (يبكي)
إياد : لا تحزن أيها الهدهد.
تدخل شجرة التين وشجرة الزيتون.. يبدو عليهما الخوف الشديد)
شجرة
التين : (الشجرة الزيتون أسرعي يا صديقتي قبل أن تصيبنا النيران.
شجرة الزيتون : لقد تعبت يا شجرة التين.
شجرة التين : تعالى يا صديقتي لتستريحي بجوار تلك الصخرة.. وبعدها تكمل الرحلة.
تجلس شجرة الزيتون على صخرة
ابن بطوطة : أقررنما كذلك الرحيل عن الوطن؟
شجرة التين : لم يعد لدينا وطن.
طائر الهدهد : يجب أن أكمل رحلتي... شكرا على مساعدتكم.
شجرة التين : ونحن كذلك هيا بنا يا شجرة الزيتون قبل أن يصيبنا أذى.
ابن بطوطة : ألا يوجد حل آخر غير الهجرة وترك الوطن؟
شجرة الزيتون : وماذا عسانا أن نفعل ... ليس أمامنا طريق آخر.
يخرج طائر الهدهد تتبعه شجرنا الزيتون والتين
ابن بطوطة : أيمكن أن نسكن وطنا خاليا من غناء الطيور.. وحفيف أوراق الأشجار.. وخرير المياه.
ريما : لا أصدق ما أراه
ابن بطوطة : دوني يا ريما ملاحظاتك .. فقد هجرت أوطاننا أغصان الزيتون.
) إظلام (
المشهد الثالث
أشجار الزيتون.. يمكن الاستعانة ببعض الصور السينمائية ) . في الخلفية و و يمكن الاستعانة ببعض المنازل تحيط بالمسجد.. ومن بينهما
ابن بطوطة : نحن الآن في القدس.. مدينة المسجد الأقصى.. أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ريما : هل زرت القدس يا سيدي؟
ابن بطوطة : نعم.. لقد زرتها وكتبت عن أحوال أهلها وكرمهم.
صوت صراخ مصحوبًا بأصوات طلقات رصاص)
ابن بطوطة : فزعا ) ما هذه الأصوات المخيفة؟.. أتعرفين سببها؟
ريما : ( مترددة) نعم.. لقد كنا نسمعها ونحن على كوكبنا قبل أن نهبط إلى كوكب الأرض.
إياد : أليست تلك أصوات طلقات الرشاشات؟
ريما : تحاول إخفاء الأمر بلى.. بلي.
ابن بطوطة : وما سبب إطلاق تلك الأصوات؟
إياد : ربما تحتفل المدينة بقدومنا.
ابن بطوطة : إنكما تخفيان على سرا.. تكلما.
ريما : سأخبرك يا سيدي.. تلك الأصوات تطلق يوميا دون توقف... إنها .... إنها ....
تتعالى الأصوات.. يبدو على ريما الاضطراب
ابن بطوطة : يا له من صوت مزعج ومخيف.
إياد : جانبا لريما لا تتردى يا ريما .. أخبريه بالحقيقة.
ابن بطوطة : لم تجيبي يا ريما .. لماذا يطلقون تلك الأصوات؟
ريما : إنها .. إنها ...
ابن بطوطة : ماذا بكما .. تكلما ؟
ريما : إنها طلقات نارية تصوب من الرشاشات نحو الأطفال.
ابن بطوطة : أطفال القدس !!!.. ولماذا ؟
إياد : لتقتلهم.
ابن بطوطة : تقتل من.. أطفالنا .. أطفال عروبتنا؟
ريما : نعم.
ابن بطوطة : (فرعا لا أنتما لا تقولان الحقيقة لا يمكن أن تقتل البراءة على
أرض السلام.
يدخل مروان الطفل الفلسطيني مسرعا وممسكا بيده حجر وكان هناك من يطارده.. يبحث مروان عن مكان يمكن أن يختبئ به ممن يطاردونه من
ابن بطوطة : ماذا بك يا بني ؟.. ممن تحاول الاختباء؟
مروان : إنهم يطاردونني.. يبحثون عنى في كل مكان.
ابن بطوطة : من هم.
مروان الجنود.
ابن بطوطة : جنود الخليفة.. هل ارتكبت جرما؟
إياد :
لا تنس أننا فى الألفية الثالثة يا سيدي... والزمن غير الزمن.
ابن بطوطة : معذرة لقد تذكرت.. وماذا يريد منك الجنود ؟
مروان: يلقون بي في السجن.
ابن بطوطة : أطفالنا توضع في السجون !! مكانك يا بني بيت العلم للتعلم
والدراسة.
إياد : الأمر خطير يا ريما.. وضحى له الأمر وإلا أصبح السجن مكانا لنا
جميعا.
ريما : يجب أن تترك هذا المكان في الحال يا سيدي.
ابن بطوطة : لن أترك مكاني حتى أفهم ماذا يحدث؟
مروان: نحن في خطر فعلاً أيها الرجل الطيب.. يجب أن ترحل الآن.
ابن بطوطة : أن أرحل قبل أن أعرف.
مروان : حسنا سأخبرك... لقد قذفت أحد الجنود الذين يطاردونني بحجر مثل
هذا يشير إلى الحجر الذي بيده فوقع على الأرض.
ابن بطوطة : ولماذا فعلت ذلك يا بني ؟
مروان : الأدافع عن أهلي وبلدي ضد من يغتصب أرضي.
ابن بطوطة
: (منهازا) أتقصد أننا لم نعد نملك المسجد الأقصى؟
ريما : هذه هي الحقيقة التي كنت أحاول أن أخفيها عنك يا سيدي.
ابن بطوطة : أضعنا أولى القبلتين من أيدينا.
إياد : (لمروان) ولكن هناك اتفاق سلام بينكم.
مروان وهل ما ترونه من قتل وحرق وطرد من بيوتنا سلام؟
ابن بطوطة : لديك حق يا بني.. لا يمكن أن نمد أيدينا بأغصان الزيتون وهم يمدون أيديهم بالسلاح الذي يقتل أطفالنا.
يتحرك ابن بطوطة بشكل مضطرب على منصة المسرح وكأنه يبحث عن شيء ..
يجد حجرًا فيمسك به
إياد : ماذا ستفعل يا سيدي؟
ابن بطوطة : متى يعيش الأطفال في سلام وأمان؟
إياد : يجب أن نرحل.. إنهم يقتربون منا.
ريما : احترس يا سيدي.
تتعالى أصوات الطلقات
تتعالى أصوات الطلقات
ابن بطوطة : لن أخذل أطفالنا .. سوف أشاركهم الدفاع عن أرضهم وحريتهم.
تظهر على الشاشة في الخلفية صورة سينمائية تعبر عن انتهاكات الكيان
الصهيوني مع الأطفال.. وفى نفس اللحظة وعلى منصة المسرح يبدأ ابن بطوطة
ومروان قذف الجنود بالحجارة
تبحث ريما عن حجر على المسرح.. وتمسك به في يدها
إياد : ماذا تفعلين يا ريما؟
ريما : كما ترى يا إياد.. سأشاركهم الدفاع عن الأقصى.
إياد : أنسيتي أنك إنسان الي ؟.. احترسي با ريما.
تصاب ربما بطلق ناري في ساقها وتقع على الأرض.. يقترب منها إياد)
إياد : هل أصابك مكروه؟
ريما : أنا بخير يا إياد لا تقلق.. إنه مجرد خدش بسيط في ساقي.
ريما : ماذا ستفعل يا إياد؟
يمسك الحجر من يدها
إياد : لن أسكت عن هذا الظلم.
ريما : انتظر .. يجب أن نرحل الآن وإلا تعرض ابن بطوطة للموت.
إياد : وهل سنترك هذا الطفل؟
ريما : لا يمكن أن تتخلى عنه .. ونتركه فريسة للجنود.. سنأخذه معنا.
يرى ابن بطوطة ومروان الفلسطيني ريما ساقطة على الأرض.. يقتربان منها
ابن بطوطة : ماذا أصابك يا ريما؟
ريما : لا تقلق يا سيدي.. أنا بخير.. يجب أن نرحل..
ابن بطوطة : لن أرحل حتى يعود الحق لأهله.
ريما : سنعود قريبا يا سيدي.. لا بد أن نعود.
إياد : ما وجهتنا التالية يا سيدي؟
ابن بطوطة : إلى أي بقعة في امتنا العربية أشعر فيها بالأمن والأمان.. تخيرا
أنتما المكان.
المشهد الرابع
تستخدم ريما الآلة التي بيدها.. مؤثرات صوتية وضوئية)
( إظلام )
في أحد المراكز التجارية الكبيرات المار المع الشراء تتم بشكل منظم.. الية في الأسواق يرتدون الكمام التكنو المالي و في كل هم فلا يمكن تحديد المعالم العربي.. معالم التطور التكنولوجي عدة في كل مكان على منصة الموطنهم يمكن عرض بعض الصور على الشاشة السينمائية الموجودة في الخلفية لتعميق الصورة المسرحية)
مروان : (متأملاً المكان من حوله ما هذا المكان الغريب.. ماذا حدث للام
ابن بطوطة : كيف حالك يا ريما؟
ريما : أنا بخير يا سيدي لا تنين أنني إنسان آلي.
ابن بطوطة : نعم أعلم روبوت ولكن هذا لا يعنى أنني لست قلق عليك
ريما : اطمئن يا سيدي
مروان : اتعلمون ماذا حدث لنا أريد أن أعرف كيف انتقلنا إلى هذه المدينة.
ايد : لا تندهش يا مروان إننا في مكانا أخر غير مدينة القدس.
مروان: (منتبها الإصابة ريما اعذريني يا صديقتي.. فأنا مندهش لما حدث لنا كيف حال ساك؟ يجب أن تذهب إلى المستشفى
ريما : (تضحك لا تقلق أيها الفنى. يمكنني أن أصلح ساقي عندما أعود إلى
الكوكب الفضائي
مروان الكوكب الفضائي ماذا تقصدين؟
إياد : هذا موضوع يطول شرحه وسوف أوضحه لك فيما بعد.
ابن بطوطة : ما اسمك أيها الفني؟
مروان هو اسم مروان
ابن بطوطة : يا له من اسم جميل ... يحمل كل معاني القوة والبسالة.
مروان: أشكرك يا سيدي. ولكن كيف انتقلنا إلى هذا المكان.. أنا لم أفهم؟
ياد : المروان) سوف أخبرك يا مروان... نحن... (يتحرك مع مروان
ابن بطوطة : أي مدينة تلك من مدننا العربية يا ريما؟
ريما : نحن يسوق إحدى المدن التي تطل بسواحلها على البحر.
ابن بطوطة : يجب أن أعرف فى أي مدينة نحن... سوف أسأل أحد المارة.
المارة بالأسواق يتحركون بشكل آلي وكأنهم روبوتات متحركة .. لا يلقون بالا بمن حولهم... الكل يمسكون بهواتفهم الجوالة ويقومون باستخدامها ولا يكترثون باي شيء آخر.. وكذلك المجموعات التي تمشي برفقة بعضها كل منشغل بالجوال بيده ...
أثناء استخدامهم للجوال تبدو على ملامح وجوههم تعبيرات متباينة .. دهشة ... ابتسامة.. غضب.. يحاول ابن بطوطة أن يستوقف أحد المارة ليسأله)
ابن بطوطة : من فضلك يا أخي.. كنت أريد.......
أحد المارة يمسك بالجوال ويبدو عليه الانشغال به... ولا يكترث بابن بطوطة يتجه ابن بطوطة إلى مار آخر)
ابن بطوطة : من فضلك يا أخي.. نحن غرباء وأريد......
أحد المارة يمسك بالجوال ويبدو عليه الانشغال به.. ولا يكترث بابن بطوطة ابن بطوطة : لماذا المارة لا ينتبهون الحديثي ... لا أحد يلتفت إلينا.. ألا تثيرهم ملابسنا الغربية؟
تمر امرأة ومعها ابنتها الصغرى.. الأم منشغلة بهاتفها الجوال... الطفلة تقع على الأرض دون أن تشعر الأم)
ابن بطوطة : (مناديا) احترسي أيتها المرأة لقد وقعت ابنتك على الأرض.
الأم لا تسمع تحذيره.. الطفلة تقوم من على الأرض وتجرى خلف أمها
يمر مجموعة من الشباب الأصدقاء يتصفحون هواتفهم الجوالة
ابن بطوطة : أيها الشباب أنا غريب وأريد مساعدتكم... من فضلكم... من فضلكم.
(مجموعة الشباب لا يشعرون بوجود ابن بطوطة .. ولا يشعرون بوجودهم معا لصحية)
ابن بطوطة : ماذا حدث؟ أصبحت لا أفهم.. ماذا يمسكون بأيديهم.. إنهم لا يبالون بمن حولهم؟
ريما : إنه الجوال يا سيدي.
ابن بطوطة : وماذا تقدم تلك الآلة للإنسان؟
ريما : تمكنه من التواصل مع أشخاص آخرين في العالم عبر تويتر وفيسبوك وانستجرام
إياد : يرسلون أخبارهم وصورهم ليراها الأصدقاء.
ابن بطوطة : وماذا بعد أن يراها الأصدقاء ؟
إياد : يعبرون عن إعجابهم بها.
ربما : إنه التطور التكنولوجي يا سيدي.
ابن بطوطة : لا أريد مثل هذا التطور الذى تتحدثون عنه إنه يقتل المشاعر و الأحاسيس... ويفقد الإنسان إنسانيته ويحوله إلى مجرد آلة.
ريما : لديك حق يا سيدي... يجب أن تحسن استخدامه حتى لا يدمرنا.
(امرأة " تدخل صارخة)
المرأة 3 : (فزعة) ابنتي... أين ابنتي؟.. ابنتي.. ابنتي.
ابن بطوطة :
ماذا بك يا مرأة؟
المرأة 3 : لقد فقدت ابنتي.. كانت بيدي.. وفجأة .. اختفت.
ابن بطوطة : لا تقلقي سوف نبحث عنها حتى نجدها.
يدخل رجل شرطة ممسكا بالجوال... وهو يتعامل معه... يتجه إليه ابن بطوطة)
ابن
بطوطة : أيها الشرطي... لقد فقدت تلك المرأة ابنتها.
رجل الشرطة : لا تقلقي يا مرأة فالمكان أمن... لن تذهب إلى أي مكان آخر.
ابن بطوطة : افعل شيئا أيها الشرطي.
رجل الشرطة : يتعامل مع الجوال انتظر يا رجل حتى انتهى من عمل
إعجاب الصورة صديقي.
الشرطي يضحك على شيء في الجوال.. ثم يتصل بشرطي آخر عن طريق جهاز بيده.. في حين يقف ابن بطوطة في ذهول)
رجل الشرطة : هناك طفلة تائهة من أمها .. نعم... اسمها ... (ينظر للأم)
المرأة 3 : سلمى.
رجل الشرطة : اسمها سلمى... حسنا .. أحضرها الآن.. (للمراة ) لقد وجدت ابنتك يا سيدتي.. وسوف نحضرها لك الآن.. ألم أقل لك لا داعي للقلق؟
المرأة 3 : أشكرك أيها الشرطي.
تدخل الطفلة التائهة.. الأم تحتضنها
المرأة " : انتظري يا حبيتي... تعالى فى حضني لنأخذ صورة بعد أن وجدتك ... سوف تلقى إعجاب الكثيرين.
تلتقط صورة مع ابنتها بالجوال.. يقف ابن بطوطة في ذهول مما يحدث
المرأة : انتظري يـ يا ابنتي.. تعال أيها. الشرطي.. وأنت أيها الرجل.. يجب أن
تشاركنا الصورة.
تقف المرأة بجوار ابن بطوطة والشرطي والطفلة.. وتلتقط الصورة بجوالها)
المرأة " : هيا بنا.
تنصرف الأم وابنتها ورجل الشرطة
ابن بطوطة : (مذهولاً) أيمكن يصل بنا الحال إلى هذا الدرجة؟
ريما : لا تحزن يا سيدي.. إنها نتيجة للتطور الذي أصبحنا نعيشه الآن.
ابن بطوطة : كيف يمكن أن نربي أولادنا ونحن لا نشعر بوجودهم بيننا .... المنزل ليس مجرد جدران المنزل حضن دافئ للجميع.. اين ذهبت الألفة والمحبة بين الناس؟
أحد المارة مرتديا الكمامة وممسكا بيده الجوال لكنه لا يستخدمه... تستوقفه إصابة ريما في ساقها
رجل : انحتاجون مساعدة أقدمها لكم؟
ابن بطوطة : (متعجبا أشكرك يا سيدي.. أنقصد أنك تريد أن تساعدنا؟
رجل : نعم.. يشير إلى ريما فأنا أرى طفلتك مصابة في ساقها .. سوف استدعي الطبيب لعلاجها.
يحاول استخدام الجوال
ابن بطوطة : (فرحًا) هذا يعنى أننا لازلنا بخير. نحن بخير.. نعم نحن بخير.
ابن بطوطة : (الرجل) أشكرك يا سيدي فالأمر لا يستدعي.
يبتعد عنهم قليلاً كأنه انتبه لشيء)
رجل : لماذا لا ترتدون الكمامات؟
ابن بطوطة : أتقصد تلك الأقنعة التي يرتديها المارة؟
رجل : إنها كمامة وليست قناع ألا تتبع القواعد الاحترازية لأمانك وأمان من حولك.
ابن بطوطة : وما سبب ارتدائها ؟
رجل : حتى لا ينتشر الفيروس القاتل بيننا.
ابن بطوطة : وهل أصاب الطاعون الأمة العربية؟
رجل : بل أصاب العالم أجمع.
ابن بطوطة : لديك حق يا سيدي... فقد أصابنا الطاعون.
ينصرف رجل )
ابن بطوطة : أن الأوان للعودة إلى وطني يا ربما فقد أصابنا الطاعون.
ريما : أمرك يا سيدي.. وأنت يا مروان.. هل ستبقى في هذه المدينة .
ابن بطوطة : يمكنك البقاء إذا أردت يا بني.
مروان : لا يمكنني البقاء تاركا أهلي وأصدقائي يواجهون مصيرهم.
ابن بطوطة : بارك الله فيك يا مروان.
مروان: سأعود إلى وطني.. وهناك لن أتنازل عن تحقيق حلمي.
ريما : وما حلمك يا مروان؟
مروان احرر أرضي.. وأنال حريتي.
إياد : لكنني أخشى أن تصاب بأذى.
مروان: لكي يتحقق الحلم يجب أن تواجه الصعاب.
ابن بطوطة : وأنت قادر على تجاوزها يا بني.
مروان : القائم على خير.
إياد : إلى اللقاء.
ابن بطوطة : إلى اللقاء أيها الفتى الشجاع.
تستخدم ريما الآلة التي بيدها .. مؤثرات صوتية وضوئية)
يختفي مروان)
ابن بطوطة : (لنفسه) بمثلك يا مروان تتحرر الأوطان.. وتشفى من أمراضها ..
ريما : وأنت يا سيدي.. ماذا ستفعل؟
ابن بطوطة : سأفعل كما فعل مروان... سأعود إلى وطني.. فهناك كتاب لم انته
منه بعد.
إياد : إلى اللقاء يا سيدي.
ريما : شكرًا على كل ما تعلمناه منك يا رحالة العرب.
ابن بطوطة : أراكما على خير يا أجمل روبوتين.
تستخدم ريما الآلة التي بيدها .. مؤثرات صوتية وضوئية
يختفي ابن بطوطة)
ريما : لقد كانت رحلة رائعة يا إياد.
إياد : رغم ما تعرضنا له يا ريما ؟
ريما : نعم... رغم ما تعرضنا له.. وكان الرحالة ابن بطوطة نعم المعلم
والصديق.
اياد : لديك حق يا ريما.
ريما : إنه اتصال من زعيمنا سولانا.
(مؤثرات صوتية وضوئية)
تستخدم ريما الآلة التي بيدها .. يظهر سولانا على الشاشة السينمائية)
سولانا
: هل تسير مهمتكما بشكل جيد؟
إياد : نعم يا سيدي.. لقد انتهت مهمتنا وحان وقت العودة إلى الوطن.
ريما : ولقد سجلنا كل شيء شاهدناه في الرحلة.
: أحسنتما .. وأين ابن بطوطة؟ سولانا
ريما : لقد عاد إلى وطنه وزمنه يا سيدي.
: وأنتما أيضا عليكما العودة إلى كوكبنا. سولانا
إياد : أمر سيدي.
ريما : لي طلب أتمنى أن تحققه لي يا سيدي.
سولانا
: وما هو يا ريما؟
ريما : أن أعود في رحلة أخرى إلى كوكب الأرض.
سولانا : قريبا يا ريما ستكون هناك رحلات.
ريما : أشكرك يا سيدي.
تختفي صورة سولانا)
إياد : هيا بنا يا ريما.
يقفان بجانب بعضهما .. تستخدم ريما الآلة التي بيدها .. مؤثرات صوتية وضوئية)
(يختفيان)
يظهر ابن بطوطة على شاشة سينمائية جالسا على مكتبه... أمامه القلم والمحبرة وبعض الأوراق التي يدون عليها ما يقوله
ابن بطوطة : وفي النهاية يا أبنائي.. إليكم شهادة رحالة عربي.. إياكم والاختلاف فإنه فرقة.. تقبل الآخر كما هو فنحن جميعا أبناء وطن واحد يسع الجميع.. سالم من يسالمك.. فنحن أهل سلام... ولا تحن رأسك لمن يعتدي على أرضك وأهلك .. الحب مفتاح الحياة .. بالحب نحافظ على البيئة جميلة من حولنا .. بالحب نبنى الأوطان.. وبالحب
نعلوا ونسموا فوق الأمم.
استعراض غنائي.. تشترك فيه معظم الشخصيات الدرامية .. يصاحب الاستعراض بعض الصور السينمائية
النهاية
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...
تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...
تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...
is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....
شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...
"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...