لخّصلي

بارون المخدرات الاشهر على الاطلاق وهو الذي لا يفارق اسمه لفظ الكوكايين و ربما بعضنا يتذكرونه بمجرد ذكر دولة كولومبيا

ولد بابلو ايميليو اسكوبار قافيريا في الاول من ديسمبر عام الف وتسعمئة وتسعة واربعون بمدينة ريو نيقرو في كولومبيا والده كان فلاحا وامه كانت معلمة في مدرسة ابتدائية , وبدأت شخصيته الاجرامية بالظهور من صغر حيث كان يسرق شواهد القبور ليعيد بيعها وفي ال20 من العمر قام بالعديد من الاعمال الاجرامية كبيع اوراق اليناصيب المزورة , السجائر المهربة وسرقة السيارات, وبدأ استثماره في الكوكايين في منتصف السبعينات عبر ارسال طائرات محملة بهذا المخدر الى الولايات المتحدة الامريكية وجنى الكثير من الاموال عبر هذه الطريقة , تم القاء القبض عليه في نفس العام بكنه ارشى الشرطة التي اطلقت سراحه واغلقت القضية وبعدها صارت رشوة وقتل المسؤولين الامنيين عادة يومية لديه تحت مسمى مال ام رصاص,

في سن السادسة والعشرين تزوج بابلو من ماريا فكتوريا ذات الخمسة وعشر سنة والتي خلف من ابنين وسكنت العئلة في منزل فاخر اطلقوا عليه اسم مزرعة نابولي ,

مع زيادة الطلب على الكوكايين في الولايات المتحدة اشترى هو وشريكه اجزاء كبيرة من جزيرة نورمان كاي وبنوا عليها مهبط طائرات ومنه تقلع كميات هائلة من الكوكايين تقدر بسبعون او ثمانون طنا شهريا في طريقها الى الولايات المتحدة وهذا ساعده بالتحكم باغلب المخدرات التي تدخل الولايات المتحدة والمكسيك وفينيزويلا والدول الاخرى المجاورة

تسبب اسكوبار في مقتل الاف من الاشخاص بما في ذلك رجال الشرطة وموظفي الدولة, وبيديه قتل اكثر من مئة شخص وهو مسؤول عن اغتيال المرشح الرئاسي الكولومبي لويس كارلوس في نهاية الثمانينات

في اوج نشاطه حقق الكارتل الذي تزعمه بابلو اسكوبار اكثر من ستين مليون دولار باليوم الواحد والقيمة الصافية لارباحه قدرت ان تكون 3 مليار دولار عام 1989 وخلال فترة حياته وصلت ثروته الشخصية الى اكثر من 4 مليار دولار وصنفته مجلة فوربز كسابع اغنى رجل في العالم انذاك

كان يسكن في مدينة ميديلين وكان رمزا للكرم وهذا ما جعله محبوبا عندهم فقد بنى الكنائس والمستشفيات والمدارس والملاعب الرياضية, وهذه المساعدات المتواصلة جعلت سكان ميديلين يساعدونه في الاختباء من الشرطة كما مكنته من الدخول في البرلمان الكولومبي

في بداية التسعينات بدأت السلطات بملاحقة عصابات المخدرات هذا ما جعل بابلو يحارب من اجل فرض قوته عليها فقد اعطى لرجاله مكافءات كبيرة مقابل قتل رجال الشرطة وهذا ادى الى تصفية اكثر من 600 شرطي في بداية التسعينات

استطاعت السلطة الجلوس والتفاوض مع اسكوبار في مقابل عقوبات مخففة ومعاملة مميزة وافق بابلو على دخول السجن واستطاع اسكوبار ان يكمل اعماله داخل سجنه الفاخر مما لم يعجب الحكومة التي حاولت ان تضعه في سجن اخر, ولكنه قام بالهروب منه عام 1992

بعد مدة طويلة وبحث شاق ومكلف تمكنت السلطات الكولومبية بالعثور عليه في احد احياء مدينة ميديلين وبعدما حاول الهرب منهم اصيب برصاصة في قدمه ورصاصة في جذعه لتنتهي حياته الحافلة بالاعمال الاجرامية في اليوم الثاني من ديسمبير عام 1993 بعد يوم واحد فقط من عيد ميلاده الرابع والاربعين