لخّصلي

مقدمة

1. La perception الإدارك
   1.1. تعريف الإدارك
   1.1. مارحل الإدارك
   1.1. خصائص الإدارك وأنواعه
   1.1. العوامل المؤثرة في الإدارك.


2. L’attention الانتباه
   1.1. تعريف الانتباه
   1.1. أنواع الانتباه
   1.1. العوامل المؤثرة على سيرورة الانتباه
   1.1. السيروارت المفعلة للانتباه
   1.5. النماذج النظرية المفسرة للانتباه
   1.6. اضطاربات الانتباه 1. الذاكرة La mémoire
   1.1. تعريف الذاكرة
   
   1.1. السيروارت الأساسية لاشتغال الذاكرة
   1.1. أنواع أو مكونات الذاكرة
   1.1. الاحتفاظ والنسيان
   5.1. النماذج النظرية المفسرة للذاكرة.


3. Les fonctions exécutives الوظائف التنفيذية
   1.1. تعريف الوظائف التنفيذية
   1.1. دور الوظائف التنفيذية
   1.1. مكونات الوظائف التنفيذية خاتمة

المارجع بالعربية:

 الشتيو ي، مسعد. )3002(. المخ والذاكرة، مجلة أسيوط للدراسات البيئية، عدد 32- يوليوز.
 بلحاج، عبد الكريم. )3002(. علم النفس المعرفي، قضايا النشأة والمفهوم، مجلة فكر ونقد، عدد 86.
 أحرشاو، الغالي؛ الزاهر، أحمد .)3002(. التمدرس واكتساب المعارف عند الطفل، دفاتر مركز الأبحاث والدراسات النفسيةوالاجتماعية، العدد 2- أبريل.
 زين الدين، امتثال. )3002(. علم النفس المعرفي: وصف ودراسة الهندسة المعرفية والوظائف العقلية، دار المنهل اللبناني، بيروت.
 زغبوش، بنعيس ى )3006(. الذاكرة واللغة: مقاربة علم النفس المعرفي للذاكرة المعجمية وامتداداتها التربوية، عمان، عالم الكتاب الحديث للنشر والتوزيع، جدار للكتاب العلمي.
 بلحاج، عبد الكريم )3002( المدخل إلى علم النفس المعرفي، دار أبي رقراق، الرباط.

 أفرفار، علي .)3002(، هل تمكن علم النفس فعلا من النفاذ إلى العلبة السوداء؟ المقاربات السيكولوجية للاشتغال المعرفي،منشورات الجمعية الوطنية لعلم النفس في خدمة المجتمع.
 بنعيس ى زغبوش )3002(، ذاكرة العمل واللغة، المقاربات السيكولوجية للاشتغال المعرفي، منشورات الجمعية الوطنية لعلمالنفس في خدمة المجتمع، الطبعة الأولى.
 دانييل غاوناش وباسكال لرغودري )3002(، الذاكرة والاشتغال المعرفي: الذاكرة العاملة، ترجمة محمد المير، منشورات مختبر الأبحاث والدراسات النفسية والاجتماعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية، فاس.
 أفرفار، علي) .3030(. التعليم والمردودية مقاربة سيكومعرفية، مؤسسة باحثون للدراسات، الأبحاث، النشر والاستراتيجيات الثقافية، تازة.
 أفرفار، عائشة؛ الزياني، عائشة) .3030(. الشيخوخة العادية بين التغيرات المعرفية والتغيرات الدماغية. مجلة نفسانيات ،المجلد 02، العدد 22 خريف 3030.
المارجع بالأجنبية:
 Baddely, A. (1993). La mémoire humaine théorie et pratique. Presse Universtaire de Grenoble.
 Camus, J. F. (1997). La psychologie cognitive de l’attention. Armand Colin.
 Cohen, A & A. Glicksohn. (2011). The role of Gestalt grouping principles in visual statistical learning, Attention, Perception, and Psychophysics, vol/ è », n°3, p. 708-713.
 Godefroy, O & Grefex, J. (2008). Neuropsychologie,fonction exécutives et pathologique. Edit.
De Boecksuperieur SA.
 Lieury,A.(1993). La mémoire de cerveau à l’école. France: Dominos- Flammarion.
 Lieury,A. (2013). Le livre de la mémoire: La découverte de l’aphasie. DUNOD. France.
 Maquestiaux,F.(2017). Psychologie de l’attention,2 ème Edition, De Boeck.
 


Nicolas, S & Piolino, P.(2010). Anthologie de psychologie cognitive de la mémoire. Bruxelles. Éditions De Boeck.
 Richard, J. F. (1990). Les activités mentales, comprendre, raisonner, trouver des solutions., Armand colin éditeur, Paris.
 Rosenthal, V. & Vesetti, Y-M. (1999). Sens et temps de la Gestalt, Intellectica, n° 28, p. 147227.

 Rossi, J. P. (2006). Psychologie de la mémoire. Bruxelles: De Boeck et Larcier.

 Stephen, K. R. (2006). Cognition: théories et applications, Trad. Teresa,B.,&Pascal,C.T. Bruxelles, De Boeck.


Wodon, I. (2009). Déficit de l’attention et hyperectivité chez l’enfant et l’adolescent. MARDAGA. 

مقدمة
إن الاهتمام بالأنشطة الذهنية والوظائف المعرفية بدأ مع السيكولوجية المعرفية التي أعطت الأولوية والأهمية للاشتغال الذهني، حيث عملت على تفسير آلياته من أجل فهم سلوك الإنسان داخل سياق أو وضعية.
إن الفرد حسب السيكولوجيا المعرفية عبارة عن نظام لمعالجة المعلومات، وتكمن أهمية هذا النظام في تحويل المعلومات المادية إلى معلومات ذهنية تمثلية، ومن تم فموضوع السيكولوجيا المعرفية يتحدد في المعرفة أو المعلومات، كيفية استقبالها، معالجتها، ترميزها، تخزينها، استرجاعها عند الحاجة، وبالتالي تكون هذه السيكولوجيا قد دشنت نوعا من القطيعة الإبستمولوجية على مستوى الموضوع مع سيكولوجيا السلوك التي انحصرت د ارساتها واهتماماتها في العلاقة التي تربط الذات بالموضوع مع منح الأسبقية لهذا الأخير، وهذا ما جنبها الاهتمام بالحالات الذهنية الداخلية باعتبارها صندوقا أسود يصعب معرفته أو النفاذ إليه. فهذا الإقصاء لما يسمى بالعلبة السوداء كان انطلاقة علمية للسيكولوجية المعرفية التي أخذت على عاتقها مهمة د ارسة واستكشاف هذا الصندوق، أي ذهن الإنسان وجعلت منه الموضوع المركزي لاهتماماتها وأبحاثها. إلا أن ذلك الاستكشاف لم يكن ليتحقق بالمستوى المطلوب لولا الثورة المعرفية التي انطلقت في منتصف القرن العشرين والتي شهدت تقدم العديد من الأبحاث في مجموعة من الحقول المعرفية التي أصبحت هي الأخ رى تتخذ المعرفة والذهن موضوعا لها )الذكاء الاصطناعي، المعلوميات، اللسانيات، العلوم العصبية، فلسفة الذهن، فيزيولوجيا الأعصاب، السبيرنتيكا...(. فهذا التطور أفضى إلى بناء سيكولوجية جديدة مغايرة للسيكولوجيات السابقة باعتمادها على الب ارديغم المعرفي الذي أحدث تغيي ار وتعديلا على المنظومة السيكولوجية الحديثة، كما فتح آفاقا جديدة أمام علماء النفس المعرفي لتفسير آليات اشتغال الذهن من خلال د ارسة العديد من الوظائف المعرفية كالإد ارك، الانتباه ،الذاكرة ، حل المشكلات ، اتخاذ الق ارر ،الوظائف التنفيذية...

1. الإدراك
   يع د الإد ارك من بين أهم الوظائف المعرفية التي استأثرت باهتمام علماء النفس عامة وعلماء النفس المعرفي خاصة لما له من صلة مباشرة بالحياة اليومية للأف ارد، حيث يسمح الإد ارك بفهم العالم من حولنا من خلال تفسير المعلومات الواردة من الحواس إلى الدماغ.
   يعتبر الإد ارك عملية جد نشطة وفعالة لا تحدث باستقلالية عن الإحساس الذي يعد المصدر الذي يغذي عمليات الإد ارك بالإضافة إلى المعلومات المستقاة من الخب ارت والتجارب السابقة .إن الإلمام بالإد ارك كوظيفة معرفية يتطلب منا الإجابة عن العديد من التساؤلات:
    ما المقصود بالإدارك؟
    ما هي أهم مراحل سيرورة الإدارك؟
    ماهي خصائصه وأنواعه؟
    ما العوامل المؤثرة على الإدارك؟
   
   1.1. تعريف الإدراك
   
   تتفق معظم التعاريف التي قدمها الباحثون حول الإد ارك، بأنه وظيفة معرفية تسمح بفهم العالم من حولنا من خلال انتقاء وتنظيم وتفسير المعلومات الواردة من الحواس إلى الدماغ. من بين أهم التعاريف:
   
    تعريف أشك ارفت (Aschcraft, 1989):الإد ارك عملية تفسير وفهم المعلومات الحسية.
    تع ريف أندرسون (Anderson, 1995) على أنه محاولة تفسير المعلومات التي تصل إلى الدماغ.
    تعريف ستيرنبيرغ (Sternberg, 2003) على أنه العملية التي يتم من خلالها التعرف على المثي ارت الحسية الواردة من الحواس وتنظيمها وفهمها.
   في ضوء التعاريف السابقة يتبين بأن الإد ارك هو مجموعة من العمليات )انتقاء، تنظيم، تفسير وفهم المعلومات( التي يتعرف من خلالها الإنسان على العالم والبيةة بناءا على المعلومات التي توفرها له حواسه الخمس )البصر ،السمع، الشم، الذوق، اللمس(، والمعارف والخب ارت السابقة المخزنة في الذاكرة. فالإد ارك وظيفة معرفية نشطة وفعالة، بحيث أنها تنتقي وتنظم المعلومات القادمة من الحواس وتفسرها وتضفي عليها الدلالة والمعنى، وتساهم في فهمنا للعالم وتفاعلنا مع المحيط.

1.1. مراحل الإدراك
الإد ارك سيرورة جد نشطة لتسجيل المعلومات القادمة من الحواس )الخمس(. والدماغ مبرمج لإضفاء المعنى والدلالة على المعلومات التي تصله، وذلك من خلال انتقاء وتنظيم وتفسير المثي ارت الحسية.
تتحدد أهم مارحل الإدارك في انتقاء وتنظيم وتفسير المعلومات القادمة من الحواس.
شكل يوضح مارحل الإدارك

التكيف الحسي

التعود مرحلة انتقاء المعلومات
ميكانيزمات الانتباه الآلية
الانتباه الانتقائي عمى الانتباه
مارحل الإدارك مرحلة تنظيم المعلومات إدراك عالم منظم في أشكال: قوانين
مرحلة الجشطلت
إدراك عالم ثابت: الثوابت الإدراكية
إدراك عالم ثلاثي الأبعاد: مؤشرات العمق

 	 مرحلة تفسير  المعلومات 	 إدراك الحركة 

 	 الإدارك الاجتماعي

1.1.1. مرحلة انتقاء المعلومات: ميكانيزمات الانتباه
لا يمكن للدماغ معالجة كل المثي ارت المتوفرة في المحيط في نفس الوقت نظ ار لتعددها، يتعين إذن انتقاء المعلومات لتفادي التحميل ال ازئد .تكمن أهمية الانتباه في تركيز الوعي على بعض المثي ارت مما يتطلب جهدا كبي ار، ومن بين ميكانيزمات الانتباه التي تتدخل لللتقليل من كمية المعلومات الم ارد معالجتها، ومن الجهد الضروري لمعالجتها نجد:
(L’adaptation sensorielle) ـ التكيف الحسي

(L’habituation) ـ التعود
(L’automatisation) ـ الآلية
(L’attention sélective)ـ الانتباه الانتقائي
(La cécité d’attention) ـ عمى الانتباه
(L’adaptation sensorielle) التكيف الحسي 
إنه ميكانيزم حسي يعمل على التقليل من كمية المعلومات غير الضرورية التي تستقبلها الأعضاء الحسية، حيث تميل هذه الأخيرة إلى التوقف عن الاستجابة عندما تكون المثي ارت ثابتة. ويحدث التكيف الحسي عندما تتعرض المستقبلات الحسية لمثي ارت تستمر مدتها لفت ارت طويلة: مثل: شدة الضوء والظلام، الضوضاء، درجة الح اررة المرتفعة، الروائح القوية ...
أمثلة عن التكيف الحسي:

ـ التكيف مع الضوء والظلام )تكيف حاسة البصر(: النظام البصري قادر على التكيف بكيفية آلية مع مستوى شدة الضوء في المحيط. )يحدث التكيف عندما يتعرض الفرد لأشعة ضوئية قوية حيث يتقلص بؤبؤ العين للتقليل من شدة الأشعة الضوئية التي تصل إلى الشبكية، ويتوسع بؤبؤ العين عندما يدخل الفرد إلى مكان مظلم حتى تصل إضاءة كافية إلى شبكية العين.(
ــ التكيف مع الضوضاء )تكيف حاسة السمع(: يتكيف الأف ارد مع الضوضاء في محيطهم، فالأشخاص الذين يعيشون في منطقة بها حركية مرور مستمرة، تتكيف أذنهم مع الص وت الثابت إلى حين التوقف عن سماع ضوضاء المرور ،وهذا التكيف يتم من خلال تقلص العضلة المتصلة بعظم الأذن الداخلية، مما يق لل من انتقال الذبذبات الصوتية.
ـ التكيف مع الروائح )تكيف حاسة الشم(: عند وضع العطر على الملابس نشم ارئحة قوية، بعد مرور أقل من ساعة لانشم أي ارئحة.
ـ التكيف مع درجة الحاررة )تكيف حاسة اللمس(: يتكيف الجسم مع درجة ح اررة الماء أثناء الاستحمام، يمكن أن يكون الماء ساخنا لكن عند الاستحمام وفي غضون دقائق نحس بأن الماء أقل سخونة، فدرجة ح اررة الماء لم تتغير، ولكن أجسامنا تكيفت مع درجة ح اررة الماء.

ــ تكيف حاسة الذوق: عند تناول غذاء خاص يكون الذوق الأولي ممي از ومحددا من خلال الخلايا العصبية الحسية للسان، لكن عندما نستمر في الأكل، لا يبقى الذوق بنفس الشدة كما كان في الأول، هذا يعود إلى التكيف الحسي.

(L’habituation) التعود 
هو ميل إد اركي إلى عدم الاهتمام بالمعلومات غير الضرورية، أي التقليل من المعلومات ال ازئدة ، وعملية التقليل من المعلومات غير الضرورية )ال ازئدة( يقوم بها الدماغ وليست المستقبلات الحسية، حيث يكف الدماغ عن معالجتها.
ويميل الدماغ إلى تجاوز المثي ارت المتكررة المع روفة، و يولي اهتماما للمثي ارت المتغيرة أكثر من المثي رات غير المتغيرة.
في حالة التعود، تظل المعلومات التي تم تجاهلها، بعدم الاهتمام بها، متاحة .
أمثلة عن التعود )خاصة بالمثيرات البصرية والسمعية(:

ـ التوقف عن رؤية نفس الملصق على جدار الكلية لمدة ستة أشهر: تتشكل صورة الملصق في القشرة البصرية
في كل مرة ن م ر من أمامها، بالرغم من أننا لا نوليها أي اهتمام) لم نعد نلاحظها(. ففي حالة التعود تظل المعلومات التي يتم تجاهلها بعدم الاهتمام بها متاحة .
ـ التوقف عن سماع نفس الضوضاء الصادرة من محطة القطار المتواجدة بجانب البيت: تتشكل الأنماط الصوتية
)الضوضاء الصادرة عن القطار( في القشرة السمعية في كل مرة نسمعها، بالرغم من أننا لا نوليها أي اهتمام. ففي حالة التعود تظل المعلومات التي يتم تجاهلها بعدم الاهتمام بها متاحة .
(L’automatisation) الآلية 
لا يقلل ميكانيزم الآلية من المعلومات، بل يقلل من الجهد الضروري لمعالجتها، إنه ميكانيزم انتباهي يعمل على معالجة المعلومات الحسية دون إيلائها أي اهتمام. وتتضمن الآلية الخصائص التالية:

1. يتم تعلمها واكتسابها: عندما يتعلم الأطفال الحروف الأبجدية، فإنهم يتعلمون في الواقع كيفية تنمية الآلية الإد اركية.


2. تقتصد من الموارد المحدودة للانتباه: مثلا عندما نعرف لغة أجنبية ثانية جيدا فإننا نقوم بفك ترميز الجمل بدون التفكير فيها، كما يمكننا التركيز على معنى المحادثة.


3. إنها غير واعية: مثلا يمكننا معالجة المعلومات الداخلية والخارجية المتعلقة بركوب الد ارجة بدون التفكير في ذلك)إذا كنا لم نمارس الركوب على الد ارجة لمدة معينة، فإننا بمجرد ما نركب الد ارجة فإننا نسترجع الحركات الآلية بسرعة بدون التفكير فيها ونستطيع قيادة السيارة(.


4. غير متحكم فيها )خارجة عن السيطرة(: مثلا كل شخص يعرف الق ارءة، فإذا قدمنا له كلمات مكتوبة فإنه لا يمكن أن يتجنب ق ارءتها.

(L’attention sélective) الانتباه الانتقائي 
يقصد به الانتقاء والمعالجة الإ اردية للمعلومات. ويتضمن مهمتين: التركيز على جزء من المعلومات واستبعاد المعلومات غير الملائمة.
أمثلة عن تجارب الانتباه الانتقائي من خلال مهام الاستماع المزدوج ومهام البحث البصر ي:
ــ مهام الاستماع المزدوج: أجرى عالم النفس برودبنت broadbent تجارب حول الانتباه الانتقائي حيث طلب من المشاركين الاستماع لمحادثتين مختلفتين يتم نقلهما في نفس الوقت عبر سماعتين، سماعة لكل أذن، المحادثة التي
ت م رر للأذن اليمنى عبر السماعة تختلف عن المحادثة التي ت م رر للأذن اليسرى. ت م ك ن ّ ج ل المشا ركين من الاستماع لإحدى المحادثتين، مع العلم أن لديهم الإمكانية في تغيير المحادثة التي يستمعون لها إ ارديا )المرور مثلا من الأذن اليمنى إلى الأذن اليسرى(. لكن من الصعب حسب برودبنت الاستماع للمحادثتين في نفس الوقت، كما يصبح من الصعب التركيز على محادثة واحدة إذا كان نفس الصوت يق أر المحادثتين. يطلق برودبنت على اكتشافاته اسم "تأثير حفل كوكتيل" (Effet cocktail-party) أي القدرة على تركيز الانتباه )الانتقاء السمعي( داخل الحفل على محادثة معينة وتجاهل المحادثات الأخرى، مع إمكانية توجيه الانتباه إلى محادثة أخرى أكثر أهمية.
ـ مهام البحث البصر ي: أجر ىFarkas وHoyer )0891( تجارب حول الانتباه الانتقائي ، يرى المشاركو ن )صغار السن وكبار السن( مجموعة من العناصر على الشاشة، والتي تضم العناصر المستهدفة )حروف و أرقام(، المطلوب من المشاركين الإشارة بأكبر سرعة ممكنة إلى العناصر المستهدفة من بين العديد من العناصر المشتتة للانتباه والتي تشبه العنصر الهدف الذي يتم البحث عنه. خلال مهمة البحث البصري يتم مقارنة الوقت المستغرق في البحث بال وقت المطلوب للبحث عن العنصر المستهدف. أظهرت النتائج أن المشاركين صغار السن تمكنوا من توجيه انتباههم نحو المعلومات المهمة وتجاهل المشتتات في وقت أقل مقارنة مع كبار السن الذين استغرقوا وقتا أطول، فوجود مشوشات يزعج كبار السن وبالخصوص أكثر عندما تكون المشوشات متشابهة مع العنصر المستهدف، مما يبين انخفاض قدرة الانتباه الانتقائي مع تقدم العمر.
(La cécité d’attention) عمى الانتباه 
إن آليات الانتباه عرضة للعمى؛ ويقصد بعمى الانتباه عدم إد ارك الفرد مثير واضح بسبب انشغاله وتركيزه بمهام أخر ى.

ـ تجربة عمى الانتباه لكل من Simon & Chabris )1111(: عرض على المشاركين شريط للاعبي كرة السلة، و طلب منهم حساب عدد التمري ارت بين اللاعبين الذين كانوا يحملون أقمصة بيضاء. ظهرت غوريلا في الش ريط مدة 8 ثوان، معظم المشاركين لم يلاحظوها لانشغالهم ب ع دِ وحساب التمري ارت، هذه الظاهرة الإد اركية تسمى عمى الانتباه وهي تفسر بأننا لا نلاحظ أي تغيير في محيطنا لا يتوافق مع اهتماماتنا وانشغالاتنا.
1.1.1. مرحلة تنظيم الإدراك
بمجرد انتقاء المعلومات، يقوم الدماغ بمعالجتها وذلك بتنظيمها. إن أغلب الأعمال التي أجريت حول تنظيم الإد ارك همت بالأساس الإد ارك البصري. وهي أعمال تفسر كيفية إدارك عالم بصري منظم في أشكال ذات دلالة )قوانين الجشطلت(، وإدارك عالم ثابت )الثوابت الإداركية(، وإدارك عالم ثلاثي الأبعاد )مؤشارت العمق(، وإدارك الحركة.
سنركز في هذه المرحلة على مظهرين: إد ارك عالم منظم في أشكال )قوانين الجشطلت(، وإد ارك عالم ثابت )الثوابت الإد اركية.(
 إدراك عالم منظم في أشكال: )القوانين الجشطالتية(La perception d’un monde organisé en

formes: les lois de la gestalt
اكتشف المؤسسون للسيكولوجية الجشطالتية سنة 0891، أن الإد ارك يتم تنظيمه )ينتظم( تلقائيا في أشكال ذات دلالة ومعنى، وهذه العملية ت جرى بناءا على قوانين تنظم إد ارك الفرد وتعرف باسم قوانين التنظيم الإد اركي أو القوانين الجشطالتية. تشترك القوانين الجشطالتية في المبدأ التالي: الكل أكبر من مجموع أج ازئه، بعبارة أخرى بمجرد أن نفهم شكلا ما انطلاقا من مؤش ارت جزئية، فإن هذا الشكل هو الذي يوجه الإد ارك وليس الخطوط والمنحنيات... التي ت ش كله. تعتبر مزهرية روبين (La vase de Rubin) من الأمثلة المعروفة عن الإد ارك البصري المنظم. يمكن إد ارك مزهرية روبين كمزهرية أو كوجهين ، فإذا أرينا المزهرية ، فإن كل الخطوط تتلاءم معا بشكل منظم ومنسجم لتشكل مزهرية، وإذا أرينا أو أدركنا الوجهين فكل الخطوط تنتظم وتتلاءم بشكل منسجم مش كلة وجهين.

(La vase de Rubin) 	 

                                	 

من أهم القوانين أو المبادئ الجشطالتية الكبرى لتنظيم الإدارك )قوانين تصف كيف ينظم الإد ارك الإحساسات لتكوين الأشكال( ما يلي:
قانون التباين الشكل ـ الخلفية: الميل إلى إد ارك أشكال بارزة تنزع إلى الانفصال عن الأرضية )الخلفية(. الشكل هو العنصر المتماسك الذي له هيةة معينة، بينما الأرضية هي الخلفية التي يظهر فيها الشكل )الميل إلى تمييز الشكل عن الخلفية(.
ــ قانون التشابه: الميل لتجميع العناصر المتشابهة لتشكيل إد ارك لشكل واحد منسجم )الميل إلى ربط الأشياء المتشابهة في الشكل أو اللون أو الحجم(.
ـ قانون التقارب: الميل لتجميع العناصر المتقاربة لتشكيل إد ارك لشكل واحد منسجم )الميل إلى ربط الأشياء المتقاربة.( ــ قانون استكمال البنية أو الإغلاق: الميل إلى إد ارك الشكل كاملا انطلاقا من مؤش ارت حسية جزئية ومحدودة، أي الميل إلى استكمال الأشكال غير الكاملة، وذلك لإعطائها صورة تامة، مثلا أشكال هندسية مربع مستطيل مثلث غير مكتمل...
ـ قانون الاستماررية: الميل إلى إد ارك شكل موحد انطلاقا من عناصر إد اركية متقطعة )الميل إلى ربط الخطوط حتى لو كانت متقطعة(.

La perception d’un monde stable: les constances )إدراك عالم ثابت: )الثوابت الإدراكية 
perceptives
بفضل مبادئ الثبات الإد اركي )ثبات الشكل، ثبات الحجم، ثبات اللون(...نتمكن من التعرف على الأشياء بالرغم من التغي ارت العرضية في مظهرها )مثلا ثبات الشكل: نتعرف دائما على القط بالرغم من التنوع اللامتناهي للشكل والوضعية الجسدية التي يظهرها(...الثوابت الإد اركية ميكانيزمات أو آليات تصحيح (des mécanismes de correction) يستخدم فيها الدماغ التجربة والمعارف للتعرف على الأشكال والألوان وأحجام الأشياء في كل الظروف .
أمثلة عن الثوابت الإدراكية:
ــ ميكانيزم ثبات الشكل: مثلا نتعرف دائما على القط بالرغم من التنوع اللامتناهي للشكل والوضعية الجسدية التي يظهرها .
ـ ميكانيزم ثبات الحجم: مثلا يحتل فنجان القهوة في الجزء الأمامي حي از مكانيا كبي ار مقارنة مع الثلاجة التي تقع في الجزء الخلفي من المطبخ. ومع ذلك نعرف وندرك بأن الثلاجة أكبر من فنجان القهوة )ثبات الحجم.(

ـ ميكانيزم ثبات اللون: مثلا يعطي الظل الموجود على جد ارن المنزل انطباعا بوجود اللون الرمادي في ال ازوية اليمنى السفلية من الصورة . لكن ثبات اللون يجعلنا نعرف بأن المنزل لونه وردي بشكل موحد.
1.1.1. مرحلة تفسير المعلومات
لا يكتفي الدماغ بتنظيم الإحساسات في إد ارك منظم وثابث، إنه يعمل كذلك على تفسير الإحساسات، بمعنى يمنحها دلالة ومعنى. تفسير الإحساسات لا يتم بكيفية موضوعية. بل إن التجربة، والتعلم، والم ازج، والمعايير الثقافية والاحتياجات، والحالة الجسدية ت ع د من بين العوامل التي تؤثر على تفسير الإحساسات. سنركز في مرحلة تفسير المعلومات على الميكانيزمات التي تمكن من إد ارك عالم ثلاثي الأبعاد )مؤش ارت العمق(، وإد ارك الحركة، والإد ارك الاجتماعي.
La perception d’un monde en trois )إدراك عالم ثلاثي الأبعاد: )مؤشرات العمق 
dimensions: les indices de profondeur
ت م كِن مجموعتين من مؤش ارت العمق من بناء رؤية ثلاثية الأبعاد.

1. مجموعة مؤشارت الرؤية ثنائية العينين(Les indices binoculaires): من بين مؤش ارت الرؤية ثنائية العينين هناك:
   
   ــ مؤشر تفاوت الشبكية La disparité rétinienne: الذي يرتكز على الاختلاف بين الصور التي تم التقاطها من طرف شبكية كل عين، وهذه الصور المتشكلة في شبكية كل عين تكون م ازحة قليلا(décalées). لكن الدماغ يعالج هذه الإ ازحة بجمع الصورتين معا بفضل اقت ارنات الجسم الثفني (Connexions du corps calleux) الذي يجمع نصفي الكرة المخية. إن ت ار كب الصورتين ي مكن من الحصول على إد ارك موحد ثلاثي الأبعاد.
   
   ــ مؤشر التقارب البصر ي (Indice de la convergence oculaire): الذي يوفر للدماغ معلومات حول مسافة الأشياء الملاحظة انطلاقا من شدة وجهد عضلات العينين .


2. مجموعة مؤشارت الرؤية أحادية العين((les indices monoculaires: إن الدماغ يفسر كذلك المعلومات
   الواردة من عين واحدة وقادر على إد ارك الصور البعيدة الثلاثية الأبعاد. من بين مؤش ارت الرؤية أحادية العين هناك: ــ مؤشر الحجم النسبي مثلا الأشجار القريبة تظهر أكبر على مستوى الحجم من الأشجار البعيدة )بالرغم من أن الأشجار أحيانا لها نفس الحجم(، إلا أننا نعلم بأنها من نفس الحجم .
   ــ مؤشر التدرج في التركيبة: تبدو النباتات في أسفل الحقل القريبة من حيث المسافة أكثر وضوحا وتميي از من النباتات البعيدة .

ـ مؤشر المنظور الخطي: تبدو الخطوط المتوازية متقاربة في المسافة )في نقطة واحدة نقطة التلاشي.( ــ مؤشر الظل: تعطي الظلال انطباعا بأن الأشياء بارزة )بروز الدرج(.

 (La perception de mouvement) :إدراك الحركة
إن الصور التي تتشكل على الشبكية هي ثابتة، يقوم الدماغ بتجميع هذه الصور الثابثة لخلق إد ارك الحركة. مثلا السينما هي في الواقع خداع بصري تستغل مهارة الدماغ في تجميع الصور الثابتة لخلق انطباع الحركة.

 (La perception sociale)