لخّصلي

بدايات إستخدام الذكاء الإصطناعي في القطاع الصحي

بدأ يظهر استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في القطاع الصحي خلال السنوات الأخيرة، لكن جذور هذه الظاهرة تعود إلى سنوات سابقة. فلقد بدأ البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الطب منذ عقود.
بدأ العلماء في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في السبعينيات والثمانينيات لتطوير نماذج تعلم الآلي الذي يمكنهم من تحليل البيانات الطبية وتقديم توصيات وتشخيصات اللازمة. ومنذ ذلك الحين، تطورت التقنيات والتكنولوجيا بشكل كبير، مما مهد الطريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات الطبية.
منذ الثمانينيات حتى الآن، شهدنا تطورا ملحوظا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي. اضافة الى تشخيص الأمراض وتوجيه العلاجات السليمة، وكذلك في إدارة السجلات الطبية الإلكترونية وتحليل البيانات الضخمة الطبية.
الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي يعكس النمو السريع في التكنولوجيا والاهتمام المتزايد بتحسين الرعاية الصحية وتطوير الحلول الطبية الدقيقة والفعالة.

2.1- إستخدامات الذكاء الإصطناعي في القطاع الصحي

أ- تشخيص الأمراض
إن أبرز إستخدامات الذكاء الإصطناعي هي تشخيص الأمراض وإمكانية فحص أعداد كبيرة من المرضى في وقت قصير، وقد أدى هذا التقدم التكنولوجي إلى تحسين الكشف المبكر عن الأمراض في أولى مراحلها والتنبؤ بها بشكل كبير وذلك من خلال تحليل صور الأشعة، بإستخدام تحليلات الذكاء الإصطناعي الذي يعتمد على تحليل البيانات والتنبؤ بالأمراض لاسيما السرطان، وبكل تأكيد من دون أن يلغي ذلك دور الطبيب. إن التقدم التقني غير المسبوق في القطاع الصحي على مستوى إستخدامات الذكاء الإصطناعي سيسهم في تقديم نهج علمي يعتمد على الأدلة الطبية.
اليوم، تمتلك أجهزة الكمبيوتر المجهزة بتقنية الذكاء الاصطناعي ذكاءً شبيهاً بالذكاء البشري ما يمكنها من أداء مهام دقيقة في الكشف عن العديد من الأمراض التي تهدد الحياة مثل الأمراض المُعدية والسرطان؛ فيتم تحليل الصور الطبية لتشخيص الأمراض من خلال إستخدام خوارزميات التعلم العميق، وهي شكل مُتقدم لتقنية تعلّم الآلي بحيث يتم درس وتحليل مجموعات من الصور الطبية المصحوبة بمعلومات ومعرفة كيفية تصنيفها وإكتشاف ما يُميّزها لتتمكن لاحقًا من فهم الصور المُشابهة وتقديم التشخيصات المناسبة للحالة المرضية. بالإضافة إلى ذلك، يتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف التطبيقات والأجهزة القابلة للارتداء التي تراقب العلامات الحيوية وتتنبأ بالأزمات الصحية المحتملة قبل حدوثها.

ب- الطب الدقيق
يشير الطب الدقيق، المعروف أيضًا باسم الطب الشخصي، انه يتم تحديد الدواء او بروتوكول العلاج المناسب لكل حالة مرضية بناءً على التكوين الجيني الخاص بالفرد بالإضافة الى نمط حياته واختلاف إستجابته للعلاج. تثبت الدراسات والتجارب القائمة في هذا الشأن التكامل فيما بين عمل الطبيب المعالج مع خوارزميات الذكاء الإصطناعي فمن خلال تقنيات التعلم العميق، يمكن لهذه الخوارزميات تحليل البيانات الجينية لعدد كبير من الافراد وتحديد الاختلافات الفردية في الاستجابة للأدوية، ما يسهم في دعم القرارات السريرية وبالتالي تقديم توصيات حول أنسب العقاقير لكل شخص. إن التجارب الناجحة في هذا المجال أدت إلى القيام بالمزيد من الإستخدامات فتم جمع بيانات صحية ضخمة لتحليلها باستخدام الذكاء الإصطناعي بهدف تطوير مجال الطب الدقيق.

ج- الروبوت
يتضح التكامل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي من خلال الروبوتات التي تستخدم في غرف العمليات والتي يمكن أن يصل الى ما لا تصل إليه يد الجراح؛ فمع وجود الروبوت في غرفة العمليات سيتمكن الجراح من تحريك أذرع الروبوت والوصول الى المكان المحدد وهذا سيساعد الأطباء على التخطيط للتدخل الجراحي بالتفصيل ما يعكس هذا التكامل في غرف العمليات.
اليوم، وفي ضل هذا التطور التكنولوجي بدأت الشركات تتنافس في ما بينها من اجل التوصل الى روبوتات أكثر تطوراً وإطلاق خدمات طبية مبتكرة تساعد الفريق الطبي في أداء بعض المهام الروتينية وتخفيف العبء عنهم. لقد أصبح بإمكاننا الآن دمج هذه التكنولوجيا المتطورة مع الطاقم الطبي للمساعدة في تقديم رعاية صحية تفوق توقعات المرضى.
تشهد التكنولوجيا في الطب والتطبيقات الآلية في المستشفيات تنوعاً كبيراً، فهناك اليوم الروبوتات الجراحية والروبوتات التي تقدم الرعاية إلى جانب سرير المريض، كما يتوافر روبوتات لأخذ عيّنات المختبرات ونقلها وتحليلها وتحضير جرعات العقاقير وأخرى لطرد العدوى من الغرف وتعقيمها، بالاضافة الى الروبوتات التي هي أجهزة مراقبة التواجد عن بُعد.

د- إدارة العمل داخل المستشفى
إن الإزدحام الذي تشهده معظم المستشفيات يؤدي الى ضغط متزايد على الاطباء والممرضين وكذلك المسؤولين عن الأعمال الادارية وهو ما يزيد من احتمالية الوقوع في الخطأ. وهنا تكمن أهمية إستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الملفات وتنظيم العمل داخل المؤسسات الطبية التي لطالما إعتبرت مسألة أساسية للقطاع الصحي عموماً.
من هنا، يفيد الذكاء الاصطناعي المستشفيات في ادارة العمل وتنظيم ملفات المرضى عن طريق إدخال مجموعة من البيانات الضخمة إلى أنظمة الحواسيب، الأمر الذي يؤدي الى وصول المعلومة بفترة زمنية أسرع. هذه السجلات الطبية الإلكترونية جعلت عملية إستخراج البيانات ودراسة أنواع العلاج أسهل بكثير، فتحولت ملفات المرضى والوصفات الطبية الورقية المكتوبة بخط اليد إلى شيء من الماضي وازدادت بيانات الرعاية الصحية الإلكترونية بشكل هائل. وبالتالي، أصبح بإمكان المستشفيات إنقاذ المزيد من الأرواح عبر تشغيل خوارزميات تم تصميمها باستخدام الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات التي تضم معلومات حول المرضى بشكل أسرع. هذه الإيجابية من شأنها أن تساعد أخصائيي الرعاية الصحية والعاملين في أقسام الطوارئ من الوصول إلى كميات كبيرة من المعلومات وفرزها خلال مدة زمنية قصيرة، ما يسهم بالتالي في تقليص الوقت الحرج الذي يتم تكريسه للمريض الواحد بالشكل الأمثل.
إذا إن إعتماد المؤسسات الصحية والمستشفيات حول العالم على هذه الأنظمة في بنيتها التحتية لإتمام الأعمال ورقمنتها يعزز الإنتاجية ويزيد من دقة الرعاية الصحية، و يحولها إلى مستشفيات رقميّة عبر نظام متكامل وآلية عمل رقمية مترابطة فيما بينها من خلال منصات تعرض بيانات تتعلق بالمرضى إلى الحد المسموح به قانونياً مع الحفاظ على خصوصية المريض وهي خطوة غاية في الأهمية بحيث يمكن للطبيب أن يستعرض المعلومات المتعلقة بمريضه قبل تحديد آلية العلاج وهو ما يضمن حصوله على رعاية صحية دقيقة وعالية الجودة بوقت أسرع.

ه- الإختبارات والتجارب العلمية
إستفادت الإختبارات والتجارب العلمية والأبحاث السريرية القائمة حول العالم بشكل كبير من خوارزميات الذكاء الإصطناعي، حيث لجأ العلماء والباحثون إلى إستخدام البيانات التي يتم جمعها بواسطة تقنيات الذكاء الإصطناعي من السجلات الصحية الإلكترونية والأجهزة القابلة للإرتداء ما ساهم في توفير الأموال الضخمة التي كانت تُصرف في هذا المجال. كما تستطيع هذه التقنيات البحث في التقارير الطبية عن الأشخاص المؤهلين للمشاركة في التجارب السريرية.
تطبيق الذكاء الإصطناعي في التجارب السريرية يساعد العلماء في تحليل البيانات والمعلومات العلمية، وإمكانية تقسيم المرضى والنتائج التنبؤية، بالاضافة الى تعزيز عمليات التحليل وإتخاذ القرار من البيانات بهدف تعزيز معدّلات النجاح للتجارب السريرية.

خاتمة الفصل
ختامًا، نستخلص من كلّ ما ذُكر سابقًا أنّ البطالة هي ظاهرة عالمية تنقسم إلى عدة أ نواع.

الفصل الثّاني
فوائد وتحديات إستخدام الذكاء الإصطناعي في االطب

.21- فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب

أ-. تحسين عمليات الرعاية الصحية
ما زالت عمليات الرعاية الصحية، سواء كانت مستشفى أو عيادة فردية، سلسلة معقدة ومتعددة الأوجه من العمليات. من العمليات الداخلية مثل الموارد البشرية للتعامل مع مطالبات التأمين لأخذ بيانات المريض من موفري الخدمات الآخرين، دائمًا ما تتدفق البيانات لداخل وخارج عمليات الرعاية الصحية. منذ عقود مضت كانت هذه الإجراءات تأخذ الكثير من الصفحات الورقية والمكالمات الهاتفية لكن في الأوقات الأخيرة، اندمجت هذه الاوراق مع رسائل البريد الإلكتروني والملفات، وفي السنوات القليلة الماضية، لجأت الكثير من مالرعاية الصحية نحو قواعد البيانات السحابية والتطبيقات المخصصة.
واليوم، يمكن للذكاء الاصطناعي تجاوز حدود هذا الأمر بسلاسة عبر إدارة مجالات الرعاية الصحية. على سبيل المثال، يمكن لإدارات الموارد البشرية استخدام الذكاء الاصطناعي لنقل معلومات الموظفين وتقديم رؤى حول القرارات القابلة للتنفيذ في وقت معين. يمكن للأقسام المالية تحديد المصاريف واتجاهات التكلفة أثناء معالجة الفوترة. وبالنسبة للمرضى، يمكن تأكيد الصلاحيات والأهلية السابقة لتقليل العمالة اليدوية. بإمكانه أيضًا معالجة إدارة سلسلة التوريد بواسطة الذكاء الاصطناعي لتحديد الكتل والثغرات المحتملة.

ب- تحسين تجربة المريض في مجال الرعاية الصحية

مع انتقال مؤسسات الرعاية الصحية إلى النماذج السحابية، يتم الآن جمع البيانات في الوقت الفعلي، ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمر أكثر من مجرد تمثيل للنموذج. يمكّن الذكاء الاصطناعي فرق الرعاية الصحية من إنشاء التحديثات والتحليلات والتقارير تلقائيًا لتوفير الوقت مع التركيز على مشكلات الرعاية الوقائية والتواصل مع المرضى أثناء الرعاية. وهذا سيمكن من اتباع نهج أكثر استباقية وتكاملا للرعاية الصحية مع تقليل عبء عمل الموظفين.
ج- إدارة بيانات الرعاية الصحي
أدى استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الرعاية الصحية إلى إنشاء عدد من وظائف إدارة البيانات. يمكن أن يؤدي تطبيق هذه الأدوات على البيانات في الوقت الفعلي إلى إنشاء تقارير وإحصائيات تلقائيًا حول استخدام الموارد، مما يوفر العمليات ووقت التفاعل بشكل كبير. كما تعمل النماذج التنبؤية على المستويين الجزئي والكلي على تحقيق توازن أفضل في استخدام الموارد، وتحديد متى ومتى تحتاج المؤسسات إلى التوسع. ومن خلال النماذج التنبؤية المستندة إلى البيانات، يمكن للمؤسسات التخطيط للمستقبل وضمان حصول مجتمعاتها على رعاية أفضل.

2.2- تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الطبي
أ- مشاكل الخصوصية والأمان
يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات جديدة في مجالات خصوصية البيانات وأمنها، خاصة بسبب الحاجة إلى مجموعات بيانات كبيرة للتدريب والتحقق من صحتها. يجب تحديث قوانين الخصوصية لتشمل البيانات المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث أن حركة البيانات بين الأنظمة المختلفة تعرض مؤسسات الرعاية الصحية لخطر الانتهاكات.

ب- التحديات الأخلاقية والمسؤولية
هناك قضايا أخلاقية تتعلّق بمن يتحمل المسؤولية في حال وقوع أخطاءٍ قاتلةٍ ناجمةٍ عن الذكاء الاصطناعي. وإن تعقيد الخوارزميات الذكية يجعل من الصعب على البشر فهم عمليات اتخاذ القرار. وعلى الرغم من افتراض خلو هذه الخوارزميات من التحيزات الاجتماعية، إلّا أنها قد تكون أكثر عرضةً للتحيز إذا كانت البيانات المستخدمة في تدريبها متحيزةً نحو وجهة نظرٍ معينة.

ج- المخاطر السريرية والأخطاء الطبية
على الرغم من إمكانات الذكاء الاصطناعي في الطب وقدرته على تحسين الرعاية الصحية، إلّا أنه قد يجلب تهديداتٍ كبيرةٍ تتعلّق بخصوصية البيانات، المخاوف الأخلاقية والأخطاء الطبية. فالتوازن بين المخاطر والإيجابيات لاستخدام التقنيات الذكية في الرعاية الصحية يتطلب جهودًا تعاونيةً من مطوري التكنولوجيا، المنظمين، المستخدمين والمستهلكين.

د- عدم القدرة على تعديل المتغيرات الاجتماعية
لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعديل المتغيرات الاجتماعية غير المحددة بسهولة، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية أو التفضيلات الشخصية للمرضى. لذلك من الضروري أن يقوم الأخصائيون الصحيون بتقييم توصياته المقدّمة وتطبيق أيّ متغيراتٍ اجتماعيةٍ إضافيةٍ قد تؤثر على العلاج أو الرعاية.

ه- عدم الدقة
تنعكس كفاءة البيانات في عمل الذكاء الاصطناعي في الطب. يمكن أن تحدث أخطاء تشخيصية إذا كانت هذه البيانات غير دقيقة أو تتعلق بعوامل ديموغرافية أو مرضية أو بيئية محددة. وهذا يتطلب من المهنيين الصحيين التعرف على هذه الثغرات وإجراء التعديلات اللازمة.

خاتمة الفصل
و في نهاية هذا الفصل نرى أن هناك أسباب عديدة لإنتشار ظاهرة البطالة منها أسباب سياسية، إقتصادية وإجتماعية، وأن انتشار هذه الظاهرة يشكل خطر على الفرد والمجتمع.

الفصل الثالث
المستفيدين من الذكاء الإصطناعي ومستقبل القطاع الطبي  
1.3- المستفيدين من الذكاء الإصطناعي في القطاع الطبي

الذكاء الاصطناعي يقدم فوائد هائلة في القطاع الطبي ويمكن أن يكون مفيدًا لعدة أطراف مختلفة:

أ- المرضى
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تشخيص الأمراض وتوجيه العلاجات المناسبة، مما يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتقديم خدمات علاجية أكثر فعالية ودقة.

ب- الأطباء والممرضين
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء والممرضين في اتخاذ قرارات أفضل من خلال تحليل البيانات الطبية الضخمة بشكل سريع ودقيق، وتقديم اقتراحات لخطط العلاج والرعاية المناسبة.

ج- الباحثين الطبيين
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الباحثين في فهم الأمراض بشكل أفضل من خلال تحليل البيانات السريرية والجينية، ويمكنه أن يوجه البحوث الطبية نحو اكتشافات جديدة وعلاجات مبتكرة.

د- شركات الرعاية الصحية
يمكن للشركات الطبية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء الخدمات الطبية وتحسين إدارة البيانات والتحسين المستمر للرعاية الصحية.

ه- المجتمع العام
بشكل عام، يمكن أن يؤدي الاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الطبية، وتقليل التكاليف، وتحسين النتائج الصحية.

2.3- الذكاء الاصطناعي من منضور أحد الأطباء

يقدم الاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إمكانيات وتحديات للحكومات ومقدمي الرعاية الصحية، هذا ما أورده الدكتور فيصل فاروق، رئيس قسم أبحاث الصحة الرقمية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.
ويقول الدكتور فاروق: "يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا بشكل متزايد في الرعاية الصحية، فعندما يصبح الذكاء الاصطناعي متقدمًا، بالتالي تصبح التكنولوجيا أكثر تطورًا بالإضافة إلى توفر المزيد من البيانات، والتي تعد أحد الأمور الرئيسية التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "يساعد توافر بيانات الرعاية الصحية بشكل كبير على استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في ثلاث مجالات رئيسية، وهي التشخيص والعلاجات والبحوث، بالإضافة إلى أنه يتم استخدامها أيضًا في بعض الجوانب المالية للرعاية الصحية، على سبيل المثال، إدارة المستشفيات، وإصدار التأمينات الصحية".
أشار الدكتور فاروق بأن استخدام الذكاء الإصطناعي سيصبح أكثر أهمية مستقبلًا، لذا يجب علينا الانتباه إلى جانبان مهمان، قائلاً: "يجب علينا معرفة أسباب تردد الأطباء إزاء تقنيات الذكاء الإصطناعي وعدم ثقتهم بنتائجها، وتحديد مدى مقدرتنا على تطبيق ودعم تقنيات الذكاء الإصطناعي في الأنظمة الصحية".
وتابع: "من الضروري إدراك أن تقنيات الذكاء الإصطناعي لا تتخذ القرارات، بل في الواقع هي تقدم توصيات، وبعد ذلك يتم اتخاذ القرار من قبل الطبيب والمريض معًا. وبالرغم من تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتضاعف أهميته، إلا أنها لا يُمكن أن تحل محل الأطباء".
مضيفًا: "هناك الكثير من الأعمال التي اعتاد الأطباء على القيام بها يدويًا، يتم تنفيذها الآن بواسطة التكنولوجيا، ولكن هذا لا يعني بأننا لسنا بحاجة للأطباء".
وأكد الدكتور فاروق إلى أنه يجب على الأطباء يكونوا مستعدين لاستخدام هذا النوع من التكنولوجيا، وأن لا يترددوا في استخدام هذه التقنيات في عملهم، ومع مرضاهم، قائلًا: "كوننا نعلم أن الذكاء الاصطناعي سيغير العديد من جوانب الرعاية الصحية، فقد يتغير دور الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية أيضًا".
وأوضح الدكتور فاروق أن هناك تحديات أخرى قد تواجه الذكاء الاصطناعي، ومنها طرق التعليم التي تٌقدم في قطاع الرعاية الصحية، قائلاً: "لا يزال الطب يُدرس بنفس الطريقة منذ 20 عامًا، ولكن الأمور تغيرت الآن، وبالتالي، يجب أن يتغير نظام التعليم وطريقة تعليم الأطباء، وجميع مقدمي الخدمات الصحية ليتمكنوا من تضمين تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي الجديدة في عملهم".
على الرغم من أن الدكتور فاروق يلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم توصيات خاطئة، وهذا في رأيه لا يمثل مشكلة، لأن الأطباء في بعض الأحيان يقدمون توصيات خاطئة بسبب نقص البيانات، أو قد لا يعرفون التاريخ الطبي للمريض، لكن المشكلة تكمن فيما قد يحدث بعد تقديم التوصية".
وتابع: "بالرغم من خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد توفر معلومات كافية لمقدم الرعاية الصحية والمريض، إلا أنها تفتقد بعض الجوانب التي يمكن للطبيب معالجتها، على سبيل المثال، قد تكون هناك حالة مرضية فريدة من نوعها، وبالتالي قد لا يتمكن نظام الذكاء الاصطناعي من إعطاء توصيات مناسبة، وهنا يأتي دور الطبيب".
واختتم الدكتور فاروق، قائلاً: "استثمرت مؤسسة قطر بشكل كبير في مجال الذكاء الإصطناعي، خاصة من خلال برنامج قطر جينوم، وقطر بيوبنك، وتحرص على مشاركة هذه البيانات مع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي لتكون قادرة على تقديم أنواع جديدة من نتائج الرعاية الصحية، إما للتشخيص أو العلاج".
وتابع: "لدينا في جامعة حمد بن خليفة، مركز مخصص لأبحاث الذكاء الإصطناعي، وقد أبرمنا شراكات مع جميع مؤسسات الرعاية الصحية، مثل وزارة الصحة العامة، والمركز الوطني للسرطان، ومؤسسة حمد الطبية، ليكون هناك نظام متكامل يجمع ويشارك البيانات مع الحفاظ على سلامة المرضى وخصوصيتهم".

خاتمة الفصل
ختاماً،إن ظاهرة البطالة هي ظاهرة خطيرة قد تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية لدى الفرد فيجب الحد منها بواسطة تنفيذ الحلول المذكورة اعلاه.

 
الخاتمة

كما رأينا سابقا للذكاء الاصطناعي استخدامات وفوائد عديدة في القطاع الصحي من تشخيص الامراض الى ادارة أعمال المستشفة والقيام بالعمليات الجراحية لتحسين تجربة المريض ولكن ما زال هناك العديد من التحذيرات حول إستخدامه في هذا المجال بسب عدم الدقة في تشخيص الامراض أو خوفا من الاخطاء الطبية. بشكل عام، يمثل الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي إضافة ثمينة وحيوية، ومع مواصلة التطور والتقدم في هذا المجال، سنشهد المزيد من الابتكارات التي ستساهم في تحسين رعاية المرضى وتطوير الصحة العامة. فهل سيحل الذكاء الاصطناعي مكان الأطباء في المستقبل أم أنه سيبقى كوسيلة مساعدة للأطباء في عملهم؟