لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (96%)

كما كنا نسمّي بيتنا ذاك) وجود الحاكورتين اللتين
تحويان عدة أشجار رمان ء ولوزء وتينة كبيرة » ودالية تحاول عبثاً الانتشار فوق
فيهما دهشت حين رأيت أمي , عصر يوم بارد » تلف كتفيها بحرام
طفل صغير في قماط . والذي بقيت مدة طويلة أتصور أنه هبة من المستشفى!
وأنشدت أولى الأناشيد التى بدأت
معلمنا الوحيد في مدرسة السريان الأرثوذكس . وفيهما بدأت أعي الفوارق بين طبائع الناس وتصرفاتهم . ولا مواعظ قسسهم ورهبانهم . وفي الحـاكـورتين جمعت لأول مـرة عـدداً من رفـقـتـي ، لنمـثـل مـسـرحـيـة
وكررنا تمثيل المسرحيات ، وجهي حتى اليوم . دون أن أنتبه ، إلى شجار حقيقي ، وعضني أحد الأخوين في خدي
يوم
ولكن أين نقذف به ، إلى أن فسحنا
مجالاً للخروج . يجب أن أصعد الى السطح قبل
غير أنه منعنا ، وأعادنا إلى الداخل ، وتسلق إلى سطح الدار ، دائم الـعـبـوس ، صدفة ، البيضـات الأخيرة التي وضعتها دجاجاته ، لنجرؤ على شيء من ذلك ، الأحيان لشراسته ، العناترة) مبتلى بالقطط التي كثيراً ما غزت خم دجاجة ووكر أرانبه ، على صخرة بعتو عجيب ، وقال البعض إنه يخرج
أمعاءها ، وقد عرف الناس ذلك عنه ، يرجعون إليه كلما ابتلوا بها هم أيضاً . «رأيت عندكم هرأ كثير الحركة »
هذه قطتنا فلة . وهي تنهض وتنام معنا في داخل الدار ، وتقضي
أنتم لا ترونها عندما تصعد إلينا ، لتفترس صوصاً أو أرنباً
صغيراً بين حين وآخره . قلنا : «أبدأ يا عم بطرس . فصاح بشيء من الغضب : «والله يا ناس لا تستحقون الخدمة !» وتأبط كيسه
وهو
على حافة الحاكورة المشرفة على الطريق ، ويغني . وهم أيضـاً أعـضـاء فـي فـرقـة
الكشافة وفرقة الموسيقى ، كان أبوه يدعى إلى إحياء حفلات الأعراس - مع اثنين أو ثلاثة من رفـاقـه
الدف ، ما يريدونه من «أجر»
لم يكن هناك يومئذ مذياع يغني فيه المطربون ليلا ونهاراً ، ويغنون أغاني
ومخارزهم ، ومبادرهم ، فالآلات عزيزة ، كنت أتخيله يعزف على عـوده ، في تلك الأثناء عاد المعلم جريس من بعد انتظار طويل من أبوي ، فمنذ
البلدية ، غير أنها الآن مهدمة ، وإذا ما أزيحت الحجارة ، كانت روائح العفن والقدم ، الشمس سنيناً عديدة ، تفوح منها وكأنها روائح الأزمان الغابرة . كنا نلعب في غـرف هذه الخرابة -
ونتخيل
أنها ملأى بالمردة ، وأن هناك رصـدأ يحرس الخرابة ، أراد فشخ رأسه بحجر كبير ، لاستئناف لعبة «الشبيرة» أو «سنبلة السنبيلة» مع الآخرين ، والصندوق مالو مفتاح والمفتاح عند الحداد
والجاجة بدها قمحة
فيها مية معكرة
وهون مقص وهون مقص
وهكذا يفعل رفيقي بفرانته ، اثنين ، ثلاثة!» ويقذف كلانا بحنكته الخاصة بالفرّانة على أرض مبلطة ، لأن كلاً منا ، وله شكل أشبه بحرف T يروح يسوطه بهذا الخيط على ساقه بحيث يلتف عليها وينسحب بسرعة، وتنطلق منه نغمة ناعمة ، وهي عصا وخشبة مستطيلة قصيرة ، بحيث
تتألف
وبالعصا يضربها أحدنا على ذلك الطرف «طقة» واحدة ، لتقفز في الهواء ، وقبل أن تعود وتسقط ، يدق المعلم الجرس ، وعدد من العصي المتباينة الطول والمتانة ، لمعاقبة الكسالى ، ووراءه اللوح الأسود . والشرقية ترى منها عن بعد قباب كنيسة المهد ، والجبال
يتسع كل منها لخمسة طلاب وقد يجلس سبعة أو ثمانية ، والكبار منهم يحتلون «البنوك» الأمامية ، ويتدرّجون إلى الخلف حسب «صفوفهم». أعلى الصفوف ، وأقربها إلى المعلم ، هو الأول . وفيه أخي يوسف وعدد ممن الأولاد يكبرونه سناً . مما جعلني أحلم لسنين عديدة بعد ذلك بأن أكون معلماً ، الثامنة
أنزله درجتين أو ثلاثاً
ولن يعود . فضلاً عن راتبه الشهري ، غير
فيرحّب المعلم به ، ويجلسه في الصدر على الكرسي الآخر الذي يبقيه احتياطاً قرب كـرسـيـه ، أمام الضيف ، وبالطبع ، لأنه لا يدعي الوجاهة ، لأن زيارة المعلم لنا كانت وسيلة لتأكيد مكانتنا في المدرسة ، غير أن أمي ، بعد قليل ، طلبت إلينا أن نمسك بالدجاجة الحمراء من دجاجاتنا ، لذبحها . والباقي عليها
وفي المساء ، ورغم رهبتنا أنا وأخي فقد سررنا حين وجدناه منطلق الكلام ، على عكس ما توقعنا . وجلس هو على وسادة ، واتكأ على أخرى ، ووضعت أمامه بزر البطيخ المحمص ليتسلّى به ، قال لأبي : ابنك هذا ، مستبشرة ، قالت أمي لأبي : «ما ألطف هذا الرجل والله لو طلب مني أن أعطيه دجاجتين حيتين من دجاجاتنا لفعلت! صوته إذا تكلّم يسحر اللب ، سيصبح
والصفوف تنزل إليه ، حين أمره المعلم بإعادة قراءة إحدى الجمل من كتاب القراءة العربية ، وبأخطاء كثيرة ، ويضحكهم. جعلت المعلم يصيح به : جليل! تعال ، غير أن جليل لم يتحرك من مكانه
وإذا هو يقـول مـتـحـديـاً ، المدرسة كلهم . عندما نهض المعلم، وبيده إحدى العصي الغليظة ، وسار باتجاهه ، عندها تراجع جليل ، وثارت لذلك حفيظة المعلم ، إلى أن انطلق الطريد من باب المدرسة ، واختفى تمرد مثل ذاك كان نادراً ، لأن آباء الطلبة كانوا في الأغلب مع المعلم على أبنائهم . ويقول له الواحد منهم على مسمع منا ، وهو يشير إلى ابنه : «هذا الولد مش ابني ، إذا غلط ، فيكرّر المعلم بصوت رخيم مقولته التي يفرح الأب السماعها : «العصا لمن عصى . . . والعصاة بين الصبية كانوا حقاً كثيرين . لأن المعروف عنه أنه يتصيّد الحراذين ، ليمسح كفّيه بدمائها . ودم الحرذون ، كنا نقول ، صفي
أو جريئين ، في تصـيـد الحراذين، رغم كثرتها . عندما تغمر الشمس سلاسل الحواكير ، ويستقر على صخرة ليواجه الشمس الدافئة ، ويخيل إلينا أنه يستجيب
في معظمها أناشيد وتراتيل تعود إلى أزمان سحيقة في القدم ، يساعده في ذلك أحياناً رهبان شباب من دير مار مرقس بالقدس ، أو من الموصل، التنويعات السبعة لكل لحن يُنوع بها ، حسب أيام الأسبوع ، بدون التدوين الموسيقي الذي عرفته ألحان الكنائس فيما بعد . لقدمها
المعلم يشرك منا من رحم صوته وحسنت أذنه في إنشاد الألحان في الكنيسة وفيها يقام ، وعلى كل منهما مخطوطة ضخمة ، لا يتذكر أحد متى خُطَّت . كانت هذه الكتب السريانية القديمة كنزاً تحتفظ به الكنيسة بعناية خاصة واعتزاز كبير .


النص الأصلي

كما كنا نسمّي بيتنا ذاك) وجود الحاكورتين اللتين
تحويان عدة أشجار رمان ء ولوزء وتينة كبيرة » ودالية تحاول عبثاً الانتشار فوق
الأبجدية . فيهما دهشت حين رأيت أمي , عصر يوم بارد » تلف كتفيها بحرام
وبعد يومين أو ثلاثة تعود إلينا ومعها
طفل صغير في قماط . «من المستشفى . سنوات . والذي بقيت مدة طويلة أتصور أنه هبة من المستشفى!
وأنشدت أولى الأناشيد التى بدأت
أعي بعض معانيها . معلمنا الوحيد في مدرسة السريان الأرثوذكس . وفيهما بدأت أعي الفوارق بين طبائع الناس وتصرفاتهم . وأعجب كيف أنهم
ولا مواعظ قسسهم ورهبانهم . وفي الحـاكـورتين جمعت لأول مـرة عـدداً من رفـقـتـي ، لنمـثـل مـسـرحـيـة


وكررنا تمثيل المسرحيات ، دائماً إلى عراك كنت أصر على المضي فيه إلى أن يعترف الآخرون بأنني
تركت أثرها في
وجهي حتى اليوم . ففي إحدى النهايات «العراكية» تألب على عدد من الصبية ، «التمثيل» ، دون أن أنتبه ، إلى شجار حقيقي ، وعضني أحد الأخوين في خدي
وفي الوقت نفسه غرز الآخر أسنانه في
أفقت على برد
ورعبها ، يوم
شديد ، وإذا هو مع أمي وجدتي وأخي يدفـعـون ركـام الثلج ، الليل ، عن الباب . الى الخارج ، ولكن أين نقذف به ، ما هو أعلى من الركبة؟
راح يدفع بها التراكمات عن الباب ، ونحن نعينه ، إلى أن فسحنا
مجالاً للخروج . وهو يصعد عينيه بقلق إلى أحطاب
يجب أن أصعد الى السطح قبل
ينقذ الموقف
أردنا الخوض في الثلج مع أبي ، غير أنه منعنا ، وأعادنا إلى الداخل ، وسـاقـاه تنغـمـران في الثلج الناعم حتى ركبتيه ، وتسلق إلى سطح الدار ، الثلج ، إلينا إلا بعد أن أخلى السطح ، وأزال عنه خطر الانهيار
بحيث لا
تسلقنا جداراً خلف الدار ، الكندرجي . دائم الـعـبـوس ، صدفة ، لأنه لا يبادرنا إلا بالسؤال عن اتجاهنا ، البيضـات الأخيرة التي وضعتها دجاجاته ، وهل هربنا أرنباً من أرانبه؟ وما كنا
لنجرؤ على شيء من ذلك ، الأحيان لشراسته ، العناترة) مبتلى بالقطط التي كثيراً ما غزت خم دجاجة ووكر أرانبه ، وضعها في كيس يربط فتحته بإحكام . على صخرة بعتو عجيب ، بعـد ذلك ، وقال البعض إنه يخرج


أمعاءها ، وقد عرف الناس ذلك عنه ، يرجعون إليه كلما ابتلوا بها هم أيضاً . وقـد يـتـبـرع بـتـقـديم خدماته ، وهذا ما فعله حين جاءنا ذات يوم حاملاً نبوته وكيسه المشؤوم ، «رأيت عندكم هرأ كثير الحركة »
قلنا : «لا ، هذه قطتنا فلة . وهي تنهض وتنام معنا في داخل الدار ، وتقضي
أنتم لا ترونها عندما تصعد إلينا ، لتفترس صوصاً أو أرنباً
صغيراً بين حين وآخره . قلنا : «أبدأ يا عم بطرس . قلنا : «بارك الله في همتك . ولكننا لا نريد التخلص منها» . فصاح بشيء من الغضب : «والله يا ناس لا تستحقون الخدمة !» وتأبط كيسه
ونبوته بنفرة ، وعاد إلى بيته
وهو
على حافة الحاكورة المشرفة على الطريق ، الباب ، ويغني . وكـان أولاده مثلنا يترددون على ملعب الدير ، وهم أيضـاً أعـضـاء فـي فـرقـة
الكشافة وفرقة الموسيقى ، كان أبوه يدعى إلى إحياء حفلات الأعراس - مع اثنين أو ثلاثة من رفـاقـه


يؤلفون تختاً معاً : أحدهم تجار يعزف على الكمان ، الدف ، وثالث سمكري جـمـيـل الـصـوت يـجـيـد غناء المواويل . يستصحبني إلى بعض تلك الأعراس ، كؤوس العرق وصحون المازة – وهي كل
ما يريدونه من «أجر»
لم يكن هناك يومئذ مذياع يغني فيه المطربون ليلا ونهاراً ، حتى السأم . كان
كلما هزتهم
غير أن الأعراس كانت مناسبات مهمة لسماع المغنين الجيدين وهم
والدربكة والدف ، ويغنون أغاني
ومخارزهم ، ومبادرهم ، ومطارقهم – ولكن بالطبع
فالآلات عزيزة ، وأصحابها «الآلاتية» لا يحظى الناس
بالعم حنا ذيبـان الـضـريـر ، كنت أتخيله يعزف على عـوده ، وبعـزفـه وغنائه يملأ
في تلك الأثناء عاد المعلم جريس من بعد انتظار طويل من أبوي ، جميعهم . الرخيم ، وقد حولوا الغرفة الفسيحة الواحدة ، فمنذ
أواخر العهد العثماني كان رجال الطائفة قد اشتروا خرابة قديمة ، البلدية ، غير أنها الآن مهدمة ، وإذا ما أزيحت الحجارة ، كانت روائح العفن والقدم ، الشمس سنيناً عديدة ، تفوح منها وكأنها روائح الأزمان الغابرة . قـبـل دخـول المدرسة ، كنا نلعب في غـرف هذه الخرابة -
ونتخيل
أنها ملأى بالمردة ، وأن هناك رصـدأ يحرس الخرابة ، ويسد الطريق على من يريد
دخولها . أراد فشخ رأسه بحجر كبير ، لولا أنه استطاع الهرب من بين يديه . وقد غافلت أصدقائي وتحديت المارد أكثر من مرة ، باقتحام بعض الغرف المهدمة ، ولكنني لم أره ، لحسن حظي ، لاستئناف لعبة «الشبيرة» أو «سنبلة السنبيلة» مع الآخرين ، - يا عونيا!



  • في القنزعة؟(۱)

  • قطر الندى
    خمرية الخدين ، قطر الندى من راحتي
    والصندوق مالو مفتاح والمفتاح عند الحداد
    والبيضة عند الحاجة
    والجاجة بدها قمحة
    والقمحة في الطاحونة
    فيها مية معكرة
    وهون مقص وهون مقص
    أو قد أتحدى رفيقي باللعب بالفُرّانة («الفرارة») ، إذا كان لدى كل منا واحدة . وهكذا يفعل رفيقي بفرانته ، اثنين ، ثلاثة!» ويقذف كلانا بحنكته الخاصة بالفرّانة على أرض مبلطة ، لتدور بسرعة هائلة على مسمارها ، وتتقافز ، لأن كلاً منا ، بعد أن يقذفه من خيطه الجلدي ليدور ، وله شكل أشبه بحرف T يروح يسوطه بهذا الخيط على ساقه بحيث يلتف عليها وينسحب بسرعة، وتنطلق منه نغمة ناعمة ، كأنه يغنّي ، وعلا غناؤه . وهي عصا وخشبة مستطيلة قصيرة ، بحيث
    تتألف
    يكون طرف منها مرتفعاً قليلاً ، وبالعصا يضربها أحدنا على ذلك الطرف «طقة» واحدة ، لتقفز في الهواء ، وقبل أن تعود وتسقط ، يضربها بقوة بالعصا مرة أخرى ، وإذا أخفق في أية «طقة» ، تناول الآخر العصا منه ليلعب بدوره . يدق المعلم الجرس ، ونتجه بعد شتاتنا المنتشر ، يجلس المعلّم إلى منضدة في الصدر رتبت عليها كتب القراءة والحساب ، وعدد من العصي المتباينة الطول والمتانة ، لمعاقبة الكسالى ، والمشاغبين ، ووراءه اللوح الأسود . والشرقية ترى منها عن بعد قباب كنيسة المهد ، والجبال
    التي وراءها . وبين المقاعد وبين الجدارين على اليمين واليسار مسافة كافية لاندساس الصبية في أماكنهم . يتسع كل منها لخمسة طلاب وقد يجلس سبعة أو ثمانية ، أو أكثر ، والكبار منهم يحتلون «البنوك» الأمامية ، ويتدرّجون إلى الخلف حسب «صفوفهم». أعلى الصفوف ، وأقربها إلى المعلم ، هو الأول . وفيه أخي يوسف وعدد ممن الأولاد يكبرونه سناً . ويليه الثاني ، ثم الثالث الذي جعلت فيه مع عدد من رفاقي يبلغ السبعة أو الثمانية . ووراء نا صفان آخران من الأطفال ، ممن كنّا نسميهم أولاد الألف باء» . مما جعلني أحلم لسنين عديدة بعد ذلك بأن أكون معلماً ، الثامنة


ويرتبهم «علاماتهم» تُزلاً ، إلى أن يكون أغباهم في نهاية الخط ، ويسميه الجميع «الطش» ويقرؤون له ، ويقرأ لهم ، أنزله درجتين أو ثلاثاً
على الخط ، وقد احتفظ أخي بمكانه في رأس الخط من صفه طيلة المدة التي قضاها في تلك المدرسة ، في حين أنني كنت أحتل أحياناً المكانة الأولى وأحياناً المكانة الثانية من الخط في صفّي ، ولن يعود . بل أهمية آبائهم ، ومكانتهم في حياة الطائفة ، ورزقه ، فضلاً عن راتبه الشهري ، غير
قد يفاجئ الواحد منهم المدرسة بالزيارة، فيرحّب المعلم به ، ويجلسه في الصدر على الكرسي الآخر الذي يبقيه احتياطاً قرب كـرسـيـه ، وينزل بعض التلاميذ ، ومعهم كتب القراءة ، أمام الضيف ، ويرفعه فجأة إلى رأس الخط ، فيُبدي الضيف إعجابه بالفصحى التي لا يفهمها . وبالطبع ، أو اليوم التالي : عند الأب الفخور بابنه . الدجاج المحشي» جزءاً منه - أيام كان لحم الدجاج أثمن اللحوم - وإلا «زعل» المعلم ، لأنه لا يدعي الوجاهة ، انتشر الخبر بسرعة ، فإنه قد يذهب للعشاء عند أناس آخرين!»
يطلبها
كما أقلق أخي ، لأن زيارة المعلم لنا كانت وسيلة لتأكيد مكانتنا في المدرسة ، غير أن أمي ، بعد قليل ، طلبت إلينا أن نمسك بالدجاجة الحمراء من دجاجاتنا ، لذبحها . والباقي عليها
وفي المساء ، وقد عاد أبي من العمل ، ورغم رهبتنا أنا وأخي فقد سررنا حين وجدناه منطلق الكلام ، على عكس ما توقعنا . وبعد أن جلسنا جميعاً على الحصيرة ، وجلس هو على وسادة ، واتكأ على أخرى ، ووضعت أمامه بزر البطيخ المحمص ليتسلّى به ، قال لأبي : ابنك هذا ، وابنك ذاك ، أضعهما كليهما في الحبة من قلبي كلاهما معلماً تفاخر به بيت لحم كلها . أي والله!» وقدمت له أمي الدجاجة المحمّرة المحشوّة راضية ، مستبشرة ، قالت أمي لأبي : «ما ألطف هذا الرجل والله لو طلب مني أن أعطيه دجاجتين حيتين من دجاجاتنا لفعلت! صوته إذا تكلّم يسحر اللب ، فكيف إذا رتل؟ سأبكر صباح الأحد القادم للقداس معك ، سيصبح


والصفوف تنزل إليه ، حين أمره المعلم بإعادة قراءة إحدى الجمل من كتاب القراءة العربية ، قرأها متلعثماً ، وبأخطاء كثيرة ، فلم يغضب المعلم . بل أمره بأن يترك مكانه وينزل الى رأس أحد المقاعد «السفلى» ، فامتثل الولد لذلك ، ويضحكهم. وهدّده بأنه إذا لم يكف عن إضافة الشيطنة إلى كسله ، غير أنه سرعان ما راح يثير ضحك الصبية بحركات تهريجية ، جعلت المعلم يصيح به : جليل! تعال ، غير أن جليل لم يتحرك من مكانه
جليل! قلت لك تعال ، وإذا هو يقـول مـتـحـديـاً ، المدرسة كلهم . عندما نهض المعلم، وبيده إحدى العصي الغليظة ، وسار باتجاهه ، وكاد أن يبلغه ، عندها تراجع جليل ، واندفع نحو المعلم لكي يمسك به ، فركض الولد ، وثارت لذلك حفيظة المعلم ، وجليل يدور بين المقاعد ، إلى أن انطلق الطريد من باب المدرسة ، واختفى تمرد مثل ذاك كان نادراً ، لأن آباء الطلبة كانوا في الأغلب مع المعلم على أبنائهم . ويقول له الواحد منهم على مسمع منا ، وهو يشير إلى ابنه : «هذا الولد مش ابني ، هذا الولد ابنك . إذا غلط ، فيكرّر المعلم بصوت رخيم مقولته التي يفرح الأب السماعها : «العصا لمن عصى . . . والعصاة بين الصبية كانوا حقاً كثيرين . فالعديدون منهم لا يأتون إلى المدرسة إلا مكرهين ، ويفضّلون اللعب بين أرجاء الخرابة ، إلا أن المعلم كان يعرف تلاميذه : يعرف من يستحق المداراة والعناية ، من أمثال حنّا أبو الحرادين» . فحنا هذا ، من عدة عصي على كفه كل يوم . دلالة على عدم شعوره بالألم ، لأن المعروف عنه أنه يتصيّد الحراذين ، ليمسح كفّيه بدمائها . ودم الحرذون ، كنا نقول ، صفي
المقعد، أو جريئين ، في تصـيـد الحراذين، رغم كثرتها . ففي ساعات الظهيرة ، عندما تغمر الشمس سلاسل الحواكير ، قد نرى حرذوناً يخرج من بين الحجارة ، ويستقر على صخرة ليواجه الشمس الدافئة ، ويهز رأسه عالياً سافلاً ، ويخيل إلينا أنه يستجيب
«صلي صلاتك يا حردون
ينسل مسرعاً عائداً إلى جحره قبل أن يصيبه أحد منا بأذى . في معظمها أناشيد وتراتيل تعود إلى أزمان سحيقة في القدم ، وقد لقننا المعلم ، يساعده في ذلك أحياناً رهبان شباب من دير مار مرقس بالقدس ، أو من الموصل، التنويعات السبعة لكل لحن يُنوع بها ، حسب أيام الأسبوع ، بدون التدوين الموسيقي الذي عرفته ألحان الكنائس فيما بعد . وكان
لقدمها
المعلم يشرك منا من رحم صوته وحسنت أذنه في إنشاد الألحان في الكنيسة وفيها يقام ، محملان ، الواحد إلى اليمين والآخر إلى اليسار ، وعلى كل منهما مخطوطة ضخمة ، لا يتذكر أحد متى خُطَّت . كانت هذه الكتب السريانية القديمة كنزاً تحتفظ به الكنيسة بعناية خاصة واعتزاز كبير . أوراقها سميكة جداً ، وبعضها من رق الغزال ، وخطوطها بالحبر الأسود بالنسبة للمتن ، وبالحبر الأحمر بالنسبة للإرشادات والعناوين التي تتخللها . ولو ضاع كتاب منها ، الأمية المتزايدة . لتكون التلاوة المرتلة بالتناوب بينهما ، كان أحد المرتلين يمسك شمعة يضيء بها النص الذي ينغمه نصف الكورس ، والمرتلون يتحلقون حول المحمل ، المقابلين لهم


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

The consecutive...

The consecutive interpreter has to speak in public. They must therefore have some speaking skills. (...

تتعدد العوامل ا...

تتعدد العوامل المحددة لنجاح تسويق المنتجات في الأسواق الأجنبية، نذكر منها: الاقتصادية التكنولوجية ال...

١. تمتلك الدولة...

١. تمتلك الدولة وتدير كافة وسائل الإعلام وفقا لرغباتها لتحقيق دعاية السيطرة ويمتلك الحزب الشيوعي جمي...

Class action la...

Class action lawsuits have been filed against IBM, which ran servers that were breached for multiple...

الإعاقة السمعية...

الإعاقة السمعية هي الإعاقة الحسية التي يتأثر بها الشخص على سماع الأصوات، وتختلف شدتها من شخص لآخر، و...

لمعلا ةطخ لامكا...

لمعلا ةطخ لامكا :لاوا ىدمو عورشملا ؟لمع كلذ نع ثحبلل يقيقحلا ببسلا نم دكأت ي ثعابلا لعجت ةطخ د...

A long time ago...

A long time ago, many animals looked different from how they look today. The zebra had beautiful whi...

الاجتهاد الشرعي...

الاجتهاد الشرعي بين الدلالة الاصطلاحية والتقويم الاصطلاحي: الدلالة الاصطلاحية: تعني استخدام المفاهيم...

ترية غير متماسك...

ترية غير متماسكة يقصد بها الرمل والزلط ( البحص) أو خليطهما؛ وهذه النوعية من التربة إذا ما تعرضت للأح...

ما هي مكونات نظ...

ما هي مكونات نظام تكنولوجيا المعلومات؟ يُمكن الاطلاع على مكونات نظام تكنولوجيا المعلومات على النحو ا...

Communicative l...

Communicative language testing is intended to provide the teacher with information about the learner...

form of PN rese...

form of PN reserved exclusively for patients undergoing peritoneal dialysis is termed IPPN, or intra...