لخّصلي

ح ىت اليوم لم أستوعب بعد، فجر يوم الاثن ر ىي الموافق 6ف رياير ، كأن ى يت شبح يهيم إل المالانهاية ىيف عوالم الموت، لا بل لا بد أن يح ىضكل برهة من الزمن إليهم، تارك ًا بضع كدمات عل أجسادهم كتذكار، وكث ر ًيا من الألم ىيف قلوبـهم، ليست نعمة كما قد تظن، حانت اللحظة لا مفر منها حتم ًا هكذا ببساطة! لتعيش ما تب ىق لك من وقت، ، مازلت كل ليلة أجسد لحظة النهاية فالبناءان رغم بضعة أمتار تفصل بينهما، تبدأ ت ىضب بيدها الهواء، قال شيئا أفقدها صوابها، لعله هوكذلك يبكيها الآن د !

زلزال تركيا 2023-2-6
ي
فى
ح ىت اليوم لم أستوعب بعد، كيف يمكن أن أفقد هذا القدر من الب رسر الذين عرفتهم عل وجه الأرض
أقل من 60ثانية!!
الساعة 04:17صباح ًا، فجر يوم الاثن ر ىي الموافق 6ف رياير ،2023وقع زلزال جنوب تركيا ال ُمدمر، ليحصد
أرواح ع رسرات الآلاف، وملاي ر ىي ومليارات الذكريات، حصد معه جزًءاكب ر ًيا م ى يت، وكأن سكين ًا اقتطعت
.
يمعظم
منذ ذلك اليوم، عل ما
ي
نتى
لا أشعر أ يرام، كأن ى يت شبح يهيم إل المالانهاية ىيف عوالم الموت، متعجب ًا تلك
ي
بيتى
لعكسية
العلاقة ا وبينه.
من قلة قليلة، يحبهم الموت، عل طريقته
ي
نتى
أظن أ الخاصة، فهو لا يأخذهم، ولا ي ىيكهم وشأنهم إل ح ر ىي
ى
تح ري ساعتهم، لا بل لا بد أن يح ىضكل برهة من الزمن إليهم، يضمهم بقوة، يحتضنهم، وقبل الرمق
الأخ ري بلحظات، يفلتهم، تارك ًا بضع كدمات عل أجسادهم كتذكار، وكث ر ًيا من الألم ىيف قلوبـهم، الكث ري من
رحيق الذكريات.
ليست نعمة كما قد تظن، فالأمر يشبه وحش ًا أسطوري ًا تخشاه
إليك
ي
نى
يأ
يفتح فمه
سيلتهمك
حانت اللحظة لا مفر منها حتم ًا
ثم ي ىيكك!
هكذا ببساطة! لتعيش ما تب ىق لك من وقت، ت ىيقب عودته، ثم يعود مجددًا، يفتح فاه، سيلتهمك، حانت
اللحظة، ثم ي ىيكك! ثم يعود مجددا مرة تلو أخرى، وأخرى. ىيف كل مرة يأخذ منك شيئ ًا، تارك ُا إياك ترمم
بقاياك، إل ح ر ىي يعيد الك ّرة من جديد.لقد بكيتكم، ما زال وجه ذلك الطفل الذي بقيت أراه كلما ذهبت إل المدينة، يلعب ىيف رشفة م ى ىيلهم ىيف
الب ، كيف انهار البناء،
يعقل
ي
فى
، مازلت كل ليلة أجسد لحظة النهاية
ي
نى
ناء المقابل لبنائنا، يطارد وسقط فوق
الطابق السادس، ستة طوابق أخرى، ليدفع كتلة تزن الآلاف الأطنان نحو بنائنا، ويأخذه معه بكل ما فيه
إل الهاوية.
ربما كان لا بد أن يحدث هذا، فالبناءان رغم بضعة أمتار تفصل بينهما، إلا أنهماكاناكالجسد الواحد، رُشف
متلاقية، أحاديث متبادلة، وجوه مبتسمة، فناج ر ىي قهوة متشابهة، حب بالنظرات، وردة حمراء خجولة
تذبل كل صباح، ت ىيقب خروج مريم لتسقيها، وي ىيقب هو ىيف ال رسرفة المقابلة، ابتسامة تجعل اليوم أجمل
مفعم ًا بالأمل.
وتلك الفتاة العصبية ىيف الطابق الرابع، تخرج كل ليلة بعد المغيب، ُتح ّدث أحدهم خلسة بالهاتف، بن رية
خافتة، تداعب خصلات شعرها أحيانا، تعض إبهامها أحيانا أخرى، يقول شيئا جعلها خجولة، ثم شعان ما
جنونها
تبدأ ت ىضب بيدها الهواء، أثار ، قال شيئا أفقدها صوابها، ما الذي فعلته يا هذا؟! ليس هكذا تعامل
النساء.
ًما
لعله هوكذلك يبكيها الآن د !
الطابق السادس، أحببت أن أسميها سيدة الغسيل
ي
فى
والسيدة ،
ي
فى
امرأة تغسل بقدرها!
ي
نى
حيا
ي
فى
لم أر
اليوم الواحد تن رسر الثياب مرت ر ىي أو ثلاث، وددت لو أن ى يت سألتها ىيف حينها عن السبب، وها قد غادرت
عالمنا، ذهبت، وسيب ىق السؤال دف ر ىي صدري بلا جواب.
أما زوجها، الغيور،
ي
يكرهتى
فقدكان ، أجزم عل ذلك، كنت أشيح بنظري بعيدًا عن رشفتهم كلما
ي
نتى
رغم أ