لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

كلُّ شيءٍ يَصنعه خالقُ البرايا حسن،
وكلُّ شيء يَفسُد بين يدي الإنسان؛
فالإنسانُ يُلزِمُ أرضًا بإنماء غلَّاتِ أرضٍ أخرى،
والإنسان يُلزِم شجرةً بحملِ ثمارِ شجرةٍ أخرى،
وهو يَخلِط بين الأقاليم والعناصر والفصول،
وهو يَبْتُر كلبَه وفرسَه وعبدَه،
وهو يُخَرِّب كلَّ شيء ويشوِّهه،
وهو يحب القُبح والمُسُوخ،
وهو لا يريد شيئًا كما صنعتْه الطبيعة،
حتى الإنسانَ،
فيجب ترويضُه لنفسه كالفرس الرَّكُوب،
ويجب أن يُكيَّف على نهجه كشجرةٍ في حديقته.
ولولا ذلك لسار كلُّ شيء إلى ما هو أسوأُ أيضًا،
فلا يريد نوعُنا أن يُصوَّرَ نصفَ تصوير،
والإنسانُ في الحال التي تكون عليها الأمورُ بعدئذ،
يبدو أكثر من الجميع شَوَهًا إذا ما تُرِك وشأنُه بين الآخرين؛
فالمُبْتَسَراتُ١⋆ والسلطةُ والضرورةُ والقدوةُ وجميعُ النُّظم الاجتماعية التي نَغرَق فيها تَخنُق الطبيعةَ فيه من غير أن تَضَع شيئًا في مكانها،
وهي تَغْدو فيه كالشُّجيرة التي تُنبِتها المصادفةُ في وَسَطِ طريق،
فلا يلبث المارُّون أن يُهْلِكوها بصَدْمها من كلِّ جهةٍ وحَنْوِها نَحْوَ كلِّ ناحية.
فإليكِ أوجِّه حديثي أيتها الأمُّ الحنونُ البصيرة،
٢ التي تَعرِف أن تبتعد عن الشارع،
وأن تصون الشجيرةَ الناشئة من صَدْم الآراء البشرية! وتعهَّدِي الغرسَ الحديث وروِّيه قبل أن يموت،
فستكون ثماره مدارَ سعادتك ذات يوم،
وأقيمي مُبَكِّرَةً نطاقًا حول روح ابنك.
أجل،
يمكن آخرَ أن يرسُم الدائرة،
ولكنه يجب عليكِ وحدكِ أن تضعي الحاجز.
وتُكيَّف النباتات بالزراعة،
ويُكيَّف النَّاس بالتَّربية،
وإذا كان الإنسان يُولد طويلًا قويًّا فإنه لا فائدة له من قامته وقوته حتى يتعلَّم الانتفاع بهما،
وهما يكونان وبالًا عليه عند منعِ الآخرين من الإسراع إلى مساعدته،
٤ وهو إذا ما وُكِل إلى نفسه مات بؤسًا قبل أن يَعْرِفَ احتياجاته،
ويُرثَى لحال الطفولة،
ولا يُبصَرُ أن النوع البشري يَهلِك إذا لم يبدأ الإنسان بأن يكون طفلًا.
نحن نُولد ضعفاء،
ونحن محتاجون إلى القوة،
ونحن إذ نُولد خالين من كلِّ هذا فإننا نحتاج إلى العَون،
ونحن إذ نُولد بُلْهًا فإننا نحتاج إلى الإدراك،
وكلُّ ما ليس لدينا عند ولادتنا،
وكلُّ ما نحتاج إليه،
إذ كان عظيمًا فإننا نناله بالتَّربية.
وتأتينا هذه التَّربية من الطبيعة أو من النَّاس أو من الأشياء،
ونشوءُ خصائصنا وأعضائنا نشوءًا باطنيًّا هو تربية الطبيعة،
وما نتعلَّمه من إعمال هذا النشوء هو تربية النَّاس،
وما نكتسبه بتجربتنا الخاصة مما يحيط بنا هو تربية الأشياء.
إذن،
صُوِّر كلُّ واحدٍ مِنَّا بثلاثة أنواع من المُعلِّمين،
والتلميذ الذي يتباين فيه مختلف دروسهم يُعدُّ سيئ التهذيب،
ولا يكون مطابقًا لنفسه مطلقًا،
والتلميذ الذي تقع فيه كلُّها على عين النقاط وتهدف إلى نفس الأغراض يسير وحدَه نحو غايته ويعيش وَفقَ هذا،
ويُعَدُّ حَسَنَ التهذيب.
والواقعُ أن تربية الطبيعة،
من بين هذه التربيات المختلفة الثلاث،
لا تتوقف علينا مطلقًا،
وأن تربية الأشياء لا تتوقَّف علينا إلا من بعض النواحي،
وأن تربية النَّاس وحدَها هي التي نهيمن عليها حقًّا،
ومع ذلك فإن سيطرتنا عليها ليست سوى افتراض،
وعندما تُعَدُّ التَّربية فنًّا يكون نجاحها إذن متعذرًا تقريبًا،
ما دام التضافر الضروري لنجاحها لا يتوقف على أحد،
وكلُّ ما يمكن بذله من جُهْدٍ هو أن يُقتَرَب من الهدف بعض الاقتراب،
ولكن لا بُدَّ من الحظِّ لبلوغه.
وما هذا الهدف؟ هذا هو هدف الطبيعة،
وهذا ما يُثْبَت،
وإلى التَّربية التي لا سلطان لنا عليها يجب أن تُوجَّه التربيتان الأخريان ما دام تضافر التربيات الثلاث أمرًا ضروريًّا لكمالها،
ولكن قد يكون لكلمة الطبيعة هذه معنًى بالغُ الإبهام،
فلنعملْ على تعيينه هنا.
والطبيعة ليست سوى العادة٥ كما يُقال لنا،
وما معنى هذا؟ ألَا يوجد من العادات ما يُؤلَفُ كَرْهًا فلا يُطفئُ الطبيعةَ مطلقًا؟ ومِن هذا عادة النباتات التي تُحمَل على اتجاهٍ أُفقي،
والنبات إذا أُطلق حافظَ على الميل الذي أُكرِه على اتخاذه،
غير أن النُّسْغَ لم يُغيِّر قَطُّ اتجاهه الأوَّل لهذا السبب،
والنبات إذا داوم على النمو عاد تمدُّده عموديًّا،
وقُلْ مِثلَ هذا عن ميول النَّاس؛
فالإنسان إذا ما بقي على الحال عينه أمكن احتفاظه بميوله الناشئة عن العادة التي هي أقلُّ الأمور طبيعةً عندنا،
ولكن الوضع إذا ما تبدَّل انقطعت العادة وعاد الطبيعي.
والتَّربية ليست غير عادةٍ في الحقيقة،
أَوَلَا يوجد من النَّاس مَن يَنسون تربيتهم ويخسرونها،
وآخرون مَن يحتفظون بها كما هو الواقع؟ وما مصدر هذا الاختلاف؟ إذا ما وجب قصرُ اسم الطبيعة على العادات الملائمة للطبيعة أمكن اتقاء هذه البلبلة.


النص الأصلي

كلُّ شيءٍ يَصنعه خالقُ البرايا حسن، وكلُّ شيء يَفسُد بين يدي الإنسان؛ فالإنسانُ يُلزِمُ أرضًا بإنماء غلَّاتِ أرضٍ أخرى، والإنسان يُلزِم شجرةً بحملِ ثمارِ شجرةٍ أخرى، وهو يَخلِط بين الأقاليم والعناصر والفصول، وهو يَبْتُر كلبَه وفرسَه وعبدَه، وهو يُخَرِّب كلَّ شيء ويشوِّهه، وهو يحب القُبح والمُسُوخ، وهو لا يريد شيئًا كما صنعتْه الطبيعة، حتى الإنسانَ، فيجب ترويضُه لنفسه كالفرس الرَّكُوب، ويجب أن يُكيَّف على نهجه كشجرةٍ في حديقته.


ولولا ذلك لسار كلُّ شيء إلى ما هو أسوأُ أيضًا، فلا يريد نوعُنا أن يُصوَّرَ نصفَ تصوير، والإنسانُ في الحال التي تكون عليها الأمورُ بعدئذ، يبدو أكثر من الجميع شَوَهًا إذا ما تُرِك وشأنُه بين الآخرين؛ فالمُبْتَسَراتُ١⋆ والسلطةُ والضرورةُ والقدوةُ وجميعُ النُّظم الاجتماعية التي نَغرَق فيها تَخنُق الطبيعةَ فيه من غير أن تَضَع شيئًا في مكانها، وهي تَغْدو فيه كالشُّجيرة التي تُنبِتها المصادفةُ في وَسَطِ طريق، فلا يلبث المارُّون أن يُهْلِكوها بصَدْمها من كلِّ جهةٍ وحَنْوِها نَحْوَ كلِّ ناحية.
فإليكِ أوجِّه حديثي أيتها الأمُّ الحنونُ البصيرة،٢ التي تَعرِف أن تبتعد عن الشارع، وأن تصون الشجيرةَ الناشئة من صَدْم الآراء البشرية! وتعهَّدِي الغرسَ الحديث وروِّيه قبل أن يموت، فستكون ثماره مدارَ سعادتك ذات يوم، وأقيمي مُبَكِّرَةً نطاقًا حول روح ابنك. أجل، يمكن آخرَ أن يرسُم الدائرة، ولكنه يجب عليكِ وحدكِ أن تضعي الحاجز.٣
وتُكيَّف النباتات بالزراعة، ويُكيَّف النَّاس بالتَّربية، وإذا كان الإنسان يُولد طويلًا قويًّا فإنه لا فائدة له من قامته وقوته حتى يتعلَّم الانتفاع بهما، وهما يكونان وبالًا عليه عند منعِ الآخرين من الإسراع إلى مساعدته،٤ وهو إذا ما وُكِل إلى نفسه مات بؤسًا قبل أن يَعْرِفَ احتياجاته، ويُرثَى لحال الطفولة، ولا يُبصَرُ أن النوع البشري يَهلِك إذا لم يبدأ الإنسان بأن يكون طفلًا.
نحن نُولد ضعفاء، ونحن محتاجون إلى القوة، ونحن إذ نُولد خالين من كلِّ هذا فإننا نحتاج إلى العَون، ونحن إذ نُولد بُلْهًا فإننا نحتاج إلى الإدراك، وكلُّ ما ليس لدينا عند ولادتنا، وكلُّ ما نحتاج إليه، إذ كان عظيمًا فإننا نناله بالتَّربية.


وتأتينا هذه التَّربية من الطبيعة أو من النَّاس أو من الأشياء، ونشوءُ خصائصنا وأعضائنا نشوءًا باطنيًّا هو تربية الطبيعة، وما نتعلَّمه من إعمال هذا النشوء هو تربية النَّاس، وما نكتسبه بتجربتنا الخاصة مما يحيط بنا هو تربية الأشياء.


إذن، صُوِّر كلُّ واحدٍ مِنَّا بثلاثة أنواع من المُعلِّمين، والتلميذ الذي يتباين فيه مختلف دروسهم يُعدُّ سيئ التهذيب، ولا يكون مطابقًا لنفسه مطلقًا، والتلميذ الذي تقع فيه كلُّها على عين النقاط وتهدف إلى نفس الأغراض يسير وحدَه نحو غايته ويعيش وَفقَ هذا، ويُعَدُّ حَسَنَ التهذيب.


والواقعُ أن تربية الطبيعة، من بين هذه التربيات المختلفة الثلاث، لا تتوقف علينا مطلقًا، وأن تربية الأشياء لا تتوقَّف علينا إلا من بعض النواحي، وأن تربية النَّاس وحدَها هي التي نهيمن عليها حقًّا، ومع ذلك فإن سيطرتنا عليها ليست سوى افتراض، وإلا فمن ذا الذي يستطيع أن يأمل توجيه أقوال جميع مَن يحيطون بالولد وأفعالهم توجيهًا تامًّا؟


وعندما تُعَدُّ التَّربية فنًّا يكون نجاحها إذن متعذرًا تقريبًا، ما دام التضافر الضروري لنجاحها لا يتوقف على أحد، وكلُّ ما يمكن بذله من جُهْدٍ هو أن يُقتَرَب من الهدف بعض الاقتراب، ولكن لا بُدَّ من الحظِّ لبلوغه.


وما هذا الهدف؟ هذا هو هدف الطبيعة، وهذا ما يُثْبَت، وإلى التَّربية التي لا سلطان لنا عليها يجب أن تُوجَّه التربيتان الأخريان ما دام تضافر التربيات الثلاث أمرًا ضروريًّا لكمالها، ولكن قد يكون لكلمة الطبيعة هذه معنًى بالغُ الإبهام، فلنعملْ على تعيينه هنا.


والطبيعة ليست سوى العادة٥ كما يُقال لنا، وما معنى هذا؟ ألَا يوجد من العادات ما يُؤلَفُ كَرْهًا فلا يُطفئُ الطبيعةَ مطلقًا؟ ومِن هذا عادة النباتات التي تُحمَل على اتجاهٍ أُفقي، والنبات إذا أُطلق حافظَ على الميل الذي أُكرِه على اتخاذه، غير أن النُّسْغَ لم يُغيِّر قَطُّ اتجاهه الأوَّل لهذا السبب، والنبات إذا داوم على النمو عاد تمدُّده عموديًّا، وقُلْ مِثلَ هذا عن ميول النَّاس؛ فالإنسان إذا ما بقي على الحال عينه أمكن احتفاظه بميوله الناشئة عن العادة التي هي أقلُّ الأمور طبيعةً عندنا، ولكن الوضع إذا ما تبدَّل انقطعت العادة وعاد الطبيعي. والتَّربية ليست غير عادةٍ في الحقيقة، أَوَلَا يوجد من النَّاس مَن يَنسون تربيتهم ويخسرونها، وآخرون مَن يحتفظون بها كما هو الواقع؟ وما مصدر هذا الاختلاف؟ إذا ما وجب قصرُ اسم الطبيعة على العادات الملائمة للطبيعة أمكن اتقاء هذه البلبلة.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

المبحث الأول: م...

المبحث الأول: مفاهيم أساسية حول نظم المعلومات نتطرق من خلال هذا المبحث إلى بعض المفاهيم الأساسية لنظ...

سيتم من خلال هذ...

سيتم من خلال هذا المطلب وصف الاداة المستخدمة في تنفيذ الدراسة ووصف مجتمع و أسلوب اختيار عينة الدراسة...

اذكر حين قال مو...

اذكر حين قال موسى الكليم لفتاة »يوشع بن نون« ال أزال أسير وأتابع السير حتى أصل الى ملتقى بحر فارس وب...

طريقة دبي إذا ...

طريقة دبي إذا أردنا اختصار البنود السابقة فيمكن القول إن هذه المشاريع منفذة وفق الطريقة التي يصفها...

أولاً: أسس المن...

أولاً: أسس المنهج الجدلي عند هيجل سعى هيجل3 من خلال فلسفته إلى تقديم محاولة فلسفية متكاملة، ترمي إلى...

تطوير التقنيات ...

تطوير التقنيات الذكية المتطورة، يجب الاستمرار في البحث والتطوير لتحسين تقنيات الأساور الذكية بما يتي...

ختامًا.. علينا ...

ختامًا.. علينا جميعًا أن نستذكر بفخر ما توليه القيادة الرشيدة ممثله بمولاي خادم الحرمين الشريفين، ال...

فيما يلى إحدى ع...

فيما يلى إحدى عشرة قصيدة لعدد من أكبر شعراء العصر العباسي وأشهرهم . وقد روعي في هذه القصائد تنوع الم...

مفهوم الإدارة ا...

مفهوم الإدارة الإستراتيجية وأهميتها اولا تطور مفهوم الادارة الاستراتيجية البذرة الأولى لتطور الادارة...

كانت قريش قد صا...

كانت قريش قد صادرت أموال المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتربصت للنيل منهم بكل وسيلة، إمع...

During my class...

During my classes, I found myself increasingly fascinated by physics, advanced mathematics, and occa...

تستخدم تقنيات ا...

تستخدم تقنيات التنبؤ بالطلب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي البيانات السابقة وأنماط السوق لتوقع الطلب ال...