لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

واسمه الكامل: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، وينتهي نسب الإمام أحمد إلى شيبان بن ذُهل بن ثعلبة، وقد وقع خَطَأٌ في نسبه من بعض النُّساب صححه الخطيب البغدادي، فنُسب إلى بني ذهل بن شيبان. وسبب الخطأ هو أن ذهل بن شيبان اسم لعم ذهل بن ثعلبة الواقع في سياق نسب الإمام أحمد وكان جد الإمام، وكان أبوه محمد من أجناد مرو، وعلى ما صرح به هو عن نفسه، ونشأ الإمام أحمد يتيمًا في حجر أمه في بغداد، قال: "قال لي أبو عفيف وذكر أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال: كان في الكُتّاب معنا، فقال له: بعثت بها مع ابن أخي؛ يعني أحمد بن حنبل، وكان أحمد ألقى بها في الماء، فقد قال ابن قتيبة في ذكر أسماء المعلمين: ومن المعلمين: علقمة بن أبي علقمة، وإمام البصرة حماد بن زيد. فسمع من علي بن هاشم بن البريد، وكتب عن أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة. ثم قدم بغداد قديمًا واستقر فيها. فقد حفظ كل ما سمعه من هشيم ابن بشير، فقد كان من شيوخ أحمد الأولين أبو يوسف رحمه الله. وكان بها من أساطين المحدثين أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، حتى شهد له عبد الرحمن بن مهدي بأنه أعلم الناس بذلك وقال عن نفسه رحمه الله: كنت أذاكر وكيعًا بحديث الثوري، فأمليها عليهم وكان أحمد في رحلته هذه في حال شظف من العيش حتى كان يتوسد اللَّبِن من قلة ذات اليد، فحُمَّ من جراء ذلك فرجع إلى أمه في بغداد. لكن أخلفه الله بها إسماعيل ابن عُلَيَّة، وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله علي إسماعيل ابن علية ثم رحل إلى واسط سنة 187 هـ وأخذ فيها عن يزيد بن هارون. وما المحرك لهم سوى لُقي سفيان بن عيينة لإمامته وعلو إسناده. وقال: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث، إلى أحاديث الحجازيين ورحل اْحمد من مكة سنة 199 هـ متوجهًا نحو اليمن في صحبة يحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وكان يقصد بالذات حافظ صنعاء وعالمها عبد الرزاق بن همام. لأنه كان عنده حديث الزهري عن سالم عن أبيه، وحديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وكان الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه يذهبان إلى أن "الزهري عن سالم عن أبيه" أصح الأسانيد مطلقًا. كتبنا عنه حديث الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه، وكانت هذه سنته وسنة رفيقيه يحيى بن معين وعلي بن المديني في ذلك، وعرفت الصحبة بينه وبينهم، ويزيد بن هارون وابن علية وعبد الرزاق ووكيع وحفص بن غياث وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان، وكانت هذه هي الفرصة الذهبية للإمام أحمد مع الشافعي، قال: فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، قال الزعفراني: فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا: سيدنا وابن سيدنا، فذهب به إلى الشافعي. وتلقى عنه مذهبه القديم الذي يعتبر في أغلبه مذهب مالك وأهل المدينة، فهذه الصحبة المباركة بين الشافعي وأحمد كانت ذات أثر عميق في الإنسجام والتقارب بين المذهبين في الأصول والفروع على السواء، وقد ألف في ذلك الشيخ يوسف ابن عبد الهادي المتوفى سنة 959 هـ كتابًا خاصًا سماه "قرة العين فيما حصل من الإتفاق والإختلاف بين المذهبين". فقال: ومن الناس من يقول: ليس بين مذهب أحمد ومذهب الشافعي خلاف إلا في مسائل قليلة نحو ست عشرة مسألة. إشارة منه إلى أنه لا حاجة إلى مذهب أحمد. فإذا حقق الإنسان النظر وجد مذهب أحمد مخالفًا لمذهب الشافعي في أكثر من عشرة آلاف مسألة، فإنه قلَّ مسألة إلا وفيها قول ضعيف في مذهب أحمد، وقد وضعت كتاب "قرة العين فيما حصل من الإتفاق والإختلاف بين المذهبين"، ويرجح أصول مذهبهما على من ليست أصول مذهبه كأصول مذهبهما. قال ابن كثير: وقد قال الشافعي لما اجتمع به في الرحلة الثانية إلى بغداد بعد سنة 190 هـ، إذا صح عندكم الحديث فاعلمني به، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان أحمد بن حنبل بارع الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه، بل يقول: حدثني الثقة ‌‌الطور الثالث حياة الإمام أحمد في بغداد إلى بداية المحنة أسرة الإمام أحمد تزوج الإمام أحمد بعدما أوفى على الأربعين من عمره، فتزوج بعد وفاتها ريحانة بنت عمر، فولدت حسنُ للإمام أحمد زينب أم علي، حتى إن شعبة بن الحجاج قال لأبي الوليد: أدخلت بغداد؟ قال: لا، قال الخلّال: وأخبرنيمحمد بن علي السمسار، وقال: قد أفسده علي وكانت الحاجة قد اشتدت بآل أحمد بن حنبل في أيام المحنة، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك، ثم قال: تذهب بجوابه، فلما كان بعد حين، كانت قد ذهبت وأما بيت الإمام أحمد فقد كان على حد كبير من البساطة والتواضع، فكان أحمد يجلس إليه ويحرص على دروسه العامة والخاصة إلى أن غادر بغداد في أواخر 198 هـ بعد الزيارة الأخيرة التي وقعت له هناك وكانت هذه الفترة فترة اضطراب وفتن متكررة بين الأمين والمأمون، فقال: "استهلت أي سنة 197 هـ وقد ألح طاهر بن الحسين وهَرْثَمة بن أعين، ومن معهما من الجنود في حصار بغداد، فقال بعض الشعراء ذلك: من ذا أصابك يا بغداد بالعين … ألم تكوني زمانًا قرة العين؟ فهذه الحوادث لم تكن لتترك بغداد هنيئة بالعلم والمعارف والإزدهار الثقافي الذي بكون من وراء الإستقرار السياسي والاجتماعي. أي بعد سنة 204 هـ قال ابن الجوزي: "اعلم أن أحمد رضي الله عنه كان يفتي في شبابه في بعض الأوقات ويحدث إذا سئل ولا يعتبر سن نفسه . وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر وعن الحسين بن إسماعيل عن أبيه، وخاصة الخاصة من تلاميذه هم الذين كانوا يذهبون إلى بيته، فقد قال البردعي يومًا لأبي زرعة: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد بن حنبل. قال: وكليف علمت ذاك؟ قال: وجدت كتب أحمد بن حنبل، فلا أقدر على هذا كان الإمام أحمد يحدث بتلك الأحاديث، فقد قال علي بن المديني: "ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، فقد أخرج ابن الجوزي عن عثمان بن سعيد قال: قال لي أحمد بن حنبل: لا تنظر في كتب أبي عبيد، قد أوردها أو عامتها الإمام الترمذي في "جامعه" في تعليقاته على أحاديث الأبواب، وقال أبو عبد الله الحسن بن حامد (403 هـ): وقد رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يُلَيِّن القول في كتاب إسحاق بن منصور، وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب، هذا ما أوصى به أحمد بن حنبل، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا. وأوصى: أن لعبد الله بن محمد، فإذا استوفى أُعطي ولدُ صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل كل ذكر وأنثى عشرة دراهم، فجعلوا يقبّلون بين عينيه، وكان النائب على بغداد محمد بن عبد الله بن طاهر، وهي مهابة جاء بها الورع والسمت والخشوع لله باستمرار، ولا أتقى من أحمد بن حنبل وقال محمد بن الحسين الأنماطي: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة، فما الظن لإخوانه وأقرانه؟ وكان مهيبًا في ذات الله،


النص الأصلي

سيرة الإمام أحمد حياة الإمام أحمد لم تسجل تسجيلًا عاديًا ولم تحفظ لنا في سطور، الطور الثالث: حياة الإمام أحمد في بغداد إلى بداية المحنة. واسمه الكامل: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، وينتهي نسب الإمام أحمد إلى شيبان بن ذُهل بن ثعلبة، فكان نسبهُ في العرب شيبانيًا صريحًا. وقد وقع خَطَأٌ في نسبه من بعض النُّساب صححه الخطيب البغدادي، فنُسب إلى بني ذهل بن شيبان. وسبب الخطأ هو أن ذهل بن شيبان اسم لعم ذهل بن ثعلبة الواقع في سياق نسب الإمام أحمد وكان جد الإمام، وكان أبوه محمد من أجناد مرو، مات شابًا في سن الثلاثين تقريبًا وكان مولد الإمام أحمد ببغداد، جاءت به أمه صفية بنت ميمونة الشييانية من مرو وهو حمل في بطنها، وعلى ما صرح به هو عن نفسه، ولم أر جدي ولا أبي وكان مولده رحمه الله في ربيع الأول سنة 164 هـ، ونشأ الإمام أحمد يتيمًا في حجر أمه في بغداد، إلا أننا نستطيع أن نعرف بصورة عامة أنه كان يقضي آنذاك معظم وقته في كتاتيب بغداد التي كانت تزخر بالنشاط العلمي، فقد ذكر الخلال عن محمد بن الحسين عن المروذي، قال: "قال لي أبو عفيف وذكر أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال: كان في الكُتّاب معنا، فيكتب الناس إلى منازلهم الكتب فيبعث نساؤهم إلى المعلم: ابعث إلينا بأحمد بن حنبل ليكتب لهن جواب كتبهن، فقال له: بعثت بها مع ابن أخي؛ يعني أحمد بن حنبل، وكان أحمد ألقى بها في الماء، فقد قال ابن قتيبة في ذكر أسماء المعلمين: ومن المعلمين: علقمة بن أبي علقمة، كان يروي عنه مالك بن أنس، قال ابن الجوزي: كان أحمد رضي الله عنه قد خلف له أبوه طِرزًا ودارًا يسكنها، ‌‌الطور الثانى طلبه للعلم والرحلة فيه لما أناف الإمام أحمد على الربيع الخامس عشر من عمره توجه بنفسه إلى طلب علم الحديث، فبدأ بشيوخ بغداد فاستنفد ما عندهم، وإمام البصرة حماد بن زيد. فسمع من علي بن هاشم بن البريد، وكتب عن أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة. وكان هشيم ولد سنة 104 هـ بواسط، ثم قدم بغداد قديمًا واستقر فيها. يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته وكانت حافظة الإمام أحمد تنال إعجاب الألباء، فقد حفظ كل ما سمعه من هشيم ابن بشير، أي: لم يستطع الجواب، وجاءنا موت حماد بن زيد ونحن على باب هشيم، فقد كان من شيوخ أحمد الأولين أبو يوسف رحمه الله. قال أبو بكر الخلال: "كان أحمد قد كتب كتب الرأي، وكان قد وفد عليهم عبد الرحمن بن مهدي قبل ذلك، وكان بها من أساطين المحدثين أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، حتى شهد له عبد الرحمن بن مهدي بأنه أعلم الناس بذلك وقال عن نفسه رحمه الله: كنت أذاكر وكيعًا بحديث الثوري، فأمليها عليهم وكان أحمد في رحلته هذه في حال شظف من العيش حتى كان يتوسد اللَّبِن من قلة ذات اليد، فحُمَّ من جراء ذلك فرجع إلى أمه في بغداد. ولم يحظ بملاقاة محدثها حماد بن زيد (المتوفى سنة 179 هـ). لكن أخلفه الله بها إسماعيل ابن عُلَيَّة، قال رحمه الله: فاتني مالك فأخلف الله علي سفيان بن عيينة، وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله علي إسماعيل ابن علية ثم رحل إلى واسط سنة 187 هـ وأخذ فيها عن يزيد بن هارون. وفاته جرير بن عبد الحميد بالري؛ كما تأسف على يحيى بن يحيى النيسابوري أحد الرواة المكثرين عن مالك بن أنس ثم رحل إلى الحجاز سنة 187 هـ، واعتبره خلف خير مما فاته من الرواية عن عالم المدينة مالك بن أنس، ولقي الشافعي هناك فروى عنه وأفاد منه قبل أن يجتمع به في المرة الثانية ببغداد. وما المحرك لهم سوى لُقي سفيان بن عيينة لإمامته وعلو إسناده. وقال: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث، إلى أحاديث الحجازيين ورحل اْحمد من مكة سنة 199 هـ متوجهًا نحو اليمن في صحبة يحيى بن معين وإسحاق بن راهويه، وكان يقصد بالذات حافظ صنعاء وعالمها عبد الرزاق بن همام. ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع وكان الإمام أحمد حريصًا على عبد الرزاق؛ لأنه كان عنده حديث الزهري عن سالم عن أبيه، وحديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وكان الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه يذهبان إلى أن "الزهري عن سالم عن أبيه" أصح الأسانيد مطلقًا. كتبنا عنه حديث الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه، وحديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ورحل أحمد إلى الشام والجزيرة وأخذ عمن هناك من المحدثين والعلماء. وكانت هذه سنته وسنة رفيقيه يحيى بن معين وعلي بن المديني في ذلك، وأخذ عنه جملة من كلامه في أنساب قريش وأخذ عنه من الفقه ما هو مشهور، وعرفت الصحبة بينه وبينهم، ويزيد بن هارون وابن علية وعبد الرزاق ووكيع وحفص بن غياث وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان، وكان الشافعي قد دخل بغداد ثلاث مرات كانت الأولى سنة 184 هـ بسبب وشاية من بعض أهل اليمن اتهموه فيها بمعارضة الحكم العباسي، وروى مذهبهم عن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله (ت 189 هـ) ثم عاد إلى مكة يفقه ويعلم وأما القدمة الثانية فكانت سنة 195 هـ واستمر سنتين هناك، وكانت هذه هي الفرصة الذهبية للإمام أحمد مع الشافعي، قال الحسن الزعفراني راوية مذهبه القديم "قدم علينا الشافعي بغداد سنة 195 هـ فأقام عندنا سنتين، ثم خرج وكان يخضب بالحناء وكان خفيف العارضين وقال ابن كثير: "ثم عاد الشافعي إلى بغداد سنة 195 هـ فاجتمع به جماعة من العلماء هذه المرة منهم: أحمد بن حنبلْ، والحارث بن سريج النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وكانت بغداد تعج بحلقات العلم، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة، قال: فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، قال الزعفراني: فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا: سيدنا وابن سيدنا، ينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام أقبل أحمد على الشافعي يأخذ منه ما ليس عنده، فسمع منه "الموطأ" بعد أن كان سمعه من جماعة، وقال: إني رأيته فيه ثبتًا وكان يدل إسحاق بن راهويه عليه ويحضه على مجلسه، فيقول له: تعال أذهب بك إلى رجل لم تر عيناك مثله، فذهب به إلى الشافعي. وتلقى عنه مذهبه القديم الذي يعتبر في أغلبه مذهب مالك وأهل المدينة، لكن الشافعي رجع عن كثير من ذلك المذهب القديم إلى مذهبه الجديد الذي دونه في كتاب "الأم"، فهذه الصحبة المباركة بين الشافعي وأحمد كانت ذات أثر عميق في الإنسجام والتقارب بين المذهبين في الأصول والفروع على السواء، وقد ألف في ذلك الشيخ يوسف ابن عبد الهادي المتوفى سنة 959 هـ كتابًا خاصًا سماه "قرة العين فيما حصل من الإتفاق والإختلاف بين المذهبين". فقال: ومن الناس من يقول: ليس بين مذهب أحمد ومذهب الشافعي خلاف إلا في مسائل قليلة نحو ست عشرة مسألة. إشارة منه إلى أنه لا حاجة إلى مذهب أحمد. فإذا حقق الإنسان النظر وجد مذهب أحمد مخالفًا لمذهب الشافعي في أكثر من عشرة آلاف مسألة، فإنه قلَّ مسألة إلا وفيها قول ضعيف في مذهب أحمد، وقد وضعت كتاب "قرة العين فيما حصل من الإتفاق والإختلاف بين المذهبين"، ويرجح أصول مذهبهما على من ليست أصول مذهبه كأصول مذهبهما. قال ابن كثير: وقد قال الشافعي لما اجتمع به في الرحلة الثانية إلى بغداد بعد سنة 190 هـ، إذا صح عندكم الحديث فاعلمني به، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان أحمد بن حنبل بارع الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه، بل يقول: حدثني الثقة ‌‌الطور الثالث حياة الإمام أحمد في بغداد إلى بداية المحنة أسرة الإمام أحمد تزوج الإمام أحمد بعدما أوفى على الأربعين من عمره، أحد رواة علمه وحافظي مذهبه، فتزوج بعد وفاتها ريحانة بنت عمر، فولدت حسنُ للإمام أحمد زينب أم علي، ولم يكن ذلك منه عن قلة ذات اليد، مع تلهف النفس وحرصها على أن تبلغ المنى في الرخاء والهناء، فقد كانت بغداد في ذلك الوقت مليئة بخيرات الدنيا، حتى إن شعبة بن الحجاج قال لأبي الوليد: أدخلت بغداد؟ قال: لا، ومثله يروى عن الشافعي في قوله ليونس بن عبد الأعلى بالإضافة إلى ذلك، وقد عرض ذلك على الإمام أحمد خصوصًا بعد انكشاف المحنة في زمن المتوكل، قال الخلّال: وأخبرنيمحمد بن علي السمسار، وقال: قد أفسده علي وكانت الحاجة قد اشتدت بآل أحمد بن حنبل في أيام المحنة، فقد قال ولده صالح: دخلت على أبي في أيام الواثق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك، وتوسع بها على عيالك، فلما دخل قلت: يا أبة، ثم قال: تذهب بجوابه، فلما كان بعد حين، كانت قد ذهبت وأما بيت الإمام أحمد فقد كان على حد كبير من البساطة والتواضع، قد غلب عليها الوسخ صور من حياته التعليمية في بغداد سبق القول: إن الإمام الشافعي كان قد دخل بغداد معلمًا مربيًا فيما بين 195 و 197 هـ، فكان أحمد يجلس إليه ويحرص على دروسه العامة والخاصة إلى أن غادر بغداد في أواخر 198 هـ بعد الزيارة الأخيرة التي وقعت له هناك وكانت هذه الفترة فترة اضطراب وفتن متكررة بين الأمين والمأمون، وفي سنة 197 هـ تم حصار بغداد على الأمين، وكانت الوقاح والمشادات تترى بين جيش المأمون بقيادة طاهر بن الحسين وبين أنصار الأمين، فقال: "استهلت أي سنة 197 هـ وقد ألح طاهر بن الحسين وهَرْثَمة بن أعين، ومن معهما من الجنود في حصار بغداد، وعمه منصور بن المهدي إلى المأمون فأكرمهما، وفعل طاهر مثل ما فعل الأمين حتى كادت بغداد تخرب بكمالها، فقال بعض الشعراء ذلك: من ذا أصابك يا بغداد بالعين … ألم تكوني زمانًا قرة العين؟ فهذه الحوادث لم تكن لتترك بغداد هنيئة بالعلم والمعارف والإزدهار الثقافي الذي بكون من وراء الإستقرار السياسي والاجتماعي. ثم إن الأمور لم تتحسن بعد ما أفضت الخلافة للمأمون، نخرج المتطوعون للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هناك. ويذكر لنا المؤرخون أنه لم يجلس للناس يحدث ويعلم ويفتي إلا بعد تصرّم الأربعين من عمره، أي بعد سنة 204 هـ قال ابن الجوزي: "اعلم أن أحمد رضي الله عنه كان يفتي في شبابه في بعض الأوقات ويحدث إذا سئل ولا يعتبر سن نفسه . فقد قال القومسي: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في مسجد الخيف بمكة في سنة 198 هـ مستندًا الى المنارة، فقال: وعندي أن أحمد كان متبعًا للسنة لا يحيد عنها، كان يفعل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين، فلابد أن أحمد المتبع المقتدي استحيا أن يجلس للفتيا والحديث إلا بعد أن بلغ الأربعين، وبعد أن تكامل نموه في الجسم والروح. وإذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر وعن الحسين بن إسماعيل عن أبيه، وخاصة الخاصة من تلاميذه هم الذين كانوا يذهبون إلى بيته، فيكون الحديث أو الإفتاء والنفس مستجمة مقبلة، وحديث يزيد بن هارون في كتاب، فقد قال البردعي يومًا لأبي زرعة: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد بن حنبل. قال: وكليف علمت ذاك؟ قال: وجدت كتب أحمد بن حنبل، فلا أقدر على هذا كان الإمام أحمد يحدث بتلك الأحاديث، فقد قال علي بن المديني: "ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، فقد قال أبو حاتم الرازي رحمه الله: "أتيت أحمد بن حنبل في أول ما التقيت معه سنة 213 هـ، ولم يسأله أحد فرده إلى بيته. نهي الإمام أحمد عن كتابة فتاويه وسبب ذلك كان الإمام أحمد رحمه الله يكره تأليف الكتب التي تحتوي على الرأي والتفريعات الفقهية ويحب التمسك بالأثر، فقد أخرج ابن الجوزي عن عثمان بن سعيد قال: قال لي أحمد بن حنبل: لا تنظر في كتب أبي عبيد، قد أوردها أو عامتها الإمام الترمذي في "جامعه" في تعليقاته على أحاديث الأبواب، وقال أبو عبد الله الحسن بن حامد (403 هـ): وقد رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يُلَيِّن القول في كتاب إسحاق بن منصور، وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب، فالظاهر أنه رحمه الله كان يريد أن يرد الناس إلى السنة والأثر الذي رأى أنه قد ضاع في بغداد بين الفقهاء والمتكلمين، هذا أبو حنيفة وضع كتابًا، فجاء أبو يوسف فوضع كتابًا، وجاء محمد بن الحسن فوضع كتابًا، هذا ما أوصى به أحمد بن حنبل، ليظهره على الدين كله، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا. وأوصى: أن لعبد الله بن محمد، المعروف بفُورَان عليّ نحوًا من خمسين دينارًا، فإذا استوفى أُعطي ولدُ صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل كل ذكر وأنثى عشرة دراهم، وحضر غسله نحو من مائةٍ من بيت الخلافة من بني هاشم، فجعلوا يقبّلون بين عينيه، وكان النائب على بغداد محمد بن عبد الله بن طاهر، وقد كانوا صلوا عليه قبل ذلك في داخل بيته. وهي جِلسةكانت تحكيها الصحابية قيلة بنت مخرمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها رأته يجلس كذلك وكان رجلًا مهيبًا لا يجرؤ أحد على انتهاك المهابة التي تكون في مجلسه، وهي مهابة جاء بها الورع والسمت والخشوع لله باستمرار، وإذا لقيه إنسان بَشَر به وأقبل عليه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل وقال محمد بن الحسين الأنماطي: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، وأثنى عليه الذهبي بكلمة جامعة فقال: "إن أحمد عظيم الشأن، فما الظن لإخوانه وأقرانه؟ وكان مهيبًا في ذات الله، حتى لقال أبو عبيد: ما هبت أحدًا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل" وكتب الله للإمام أحمد الإحترام حتى في قلوب أهل الذمة الذين كانوا يعيشون مع المسلمين في بغداد


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Because learnin...

Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...

ذكرت صحيفة نيوي...

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...

تُعد طرائق التد...

تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...

تعتبر بروفايلات...

تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...

is a comprehens...

is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....

شدد الفريق أول ...

شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...

تواصل مليشيا ال...

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...

"النمنم" حسب قص...

"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...

لقد حقق قسم بحو...

لقد حقق قسم بحوث المكافحة المتكاملة إنجازات متعددة تعكس دوره الحيوي في تطوير الزراعة المستدامة. يتمث...

Introduction Gl...

Introduction Global warming is one of the most pressing environmental issues of our time. It refers ...

في إيطاليا، سبق...

في إيطاليا، سبق عصر النهضة الأصلي "نهضة ما قبل النهضة" الهامة في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن...