لخّصلي

تعليق على نماذج الذكاء الوجداني
بالرغم من اختلاف مفاهيم الذكاء الوجدانى الا انها مكمله لبعضها البعض. ذلك
لان كل النماذج تهدف إلى فهم اسلوب و مهارة كل فرد فى إدراك المشاعر و فهمها و
إدارتها و الاستفادة منها فى محاوله للتنبؤ و التركيز على فعاليه الفرد الوظيفيه و الاجتماعيه.
الفضل إلى جولمان و غيره من العلماء فى لفت الانتباه والاهتمام إلى ان القدرات
و يرجع
العقليه وحدها ليست كافيه لنجاح الفرد في مناحى الحياه بل هناك جانب آخر مكمل لابد
من تفعيله هو الجانب الوجدانى أو العاطفي أو الانفعالى.
الأهمية التطبيقية للذكاء الوجداني في مجالات الحياة :
أهمية الذكاء الوجداني في مجال العمل:
يشير الباحثون إلي وجود علاقة بين الذكاء الوجداني و نجاح الأفراد في الحياة
العملية بحيث يؤدي هذا المزيج إلي احداث تناغم بين الانفعالات و التفكير والتي يتحقق
من خلالها نجاح الفرد في مجالات الحياة المختلفة ، لأن الكفاءة المهنية التي يتصف بها
العاملين لا يمكن ارجاعها إلي الذكاء العام أو القدرات العقلية فقط بل توجد صفات و مهارات
تتعلق بالمشاعر والانفعالات ومن المعروف انه ليس بالضرورة أن يكون كل متفوق في
الدراسة متفوقاً في علاقاته بالآخرين وفي حياته الأسرية أو المهنية. فالذكاء الوجداني يعلمنا
كيف نغير من أنماط تفكيرنا ويولد في انفسنا مشاعر إيجابية تجاه الآخرين وتجاه الذات.
حيث أن الفرد الذكي وجدانيا هو القادر على إدارة مشاعره وانفعالاته و التعبير عنها بطريقة
تمكنه من التواصل مع الآخرين وتوصل السيد إبراهيم السمادوني في دراسته
۲۰۰۱ إلي أن الذكاء الوجداني يرتبط ارتباطاً موجبا بالتوافق المهني للمعلم وأن مهنة
التدريس من المهن التي تقدم خدمات إنسانية ، و يتطلب النجاح فيها أن يؤدي المعلم أدواره
بكفاءة دون الشعور بعدم قدرته على السيطرة علي انفعالاته والارهاق الانفعالي ، ونقص
فعالة
و
الشعور بالانجاز الشخصي.
أهمية الذكاء الوجداني في الأسرة:
تؤثر الأسرة في النشاط العقلي والاجتماعي و الوجداني للأبناء ، حيث تشير الأدبيات
النفسية إلي أن الآباء مرتفعي الذكاء الوجداني ينموا أطفالهم بطريقة صحية و أكثر توافقا
مقارنة بالأطفال ذوي الآباء منخفضي الذكاء الوجداني ، و يؤثر الوالدين في تنمية الذكاء
الوجداني لدي الأبناء ، لأن أساليب المعاملة الوالدية تشكل وجدان الأطفال
أهمية الذكاء الوجداني في المدرسة:
ترجع الأهمية الي الدور الذي تقوم به برامج التنمية الوجدانية في العملية التعليمية.
نظراً لدور المدرسة في التأثير على النمو الوجداني للمتعلمين. وضع ميبوسنياك قائمة توضح
مهارات الذكاء الوجداني التي يجب توافرها لدي المعلم لأنه له تأثير كبير على مشاعر
الطلاب و أفكارهم ويدعم فيهم احترام الذات والثقة بالنفس و توصلت دراسة جيري إلي أن
مديري المدارس مرتفعي الذكاء الوجداني يتميزون باستخدام المعرفة للحفاظ على الهدوءه و
التحكم في الانفعالات وحل المشكلات و فهم انفعالات الاخرين لمنع تصعيد المنازعات
وبناء روابط الثقة مع الآخرين كما أن إبراهيم المغازي ۲۰۰۳ يوضح أن قدرات الذكاء
الوجداني يمكن أن نعملها لأطفالنا في الصغر وذلك نضمن لهم فرصا أفضل من إمكاناتهم
النفسية ، حيث انخفاض قدرة الفرد في
التحكم في انفعالاته و
التعاطف
يؤدي إلى العنف
الاجتماعي و زيادة المشكلات بين أفراد المجتمع ، وبالتالي يظهر لنا أهمية الذكاء الوجداني
و دوره في السيطرة على هذه الانفعالات.