خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
تَنظِيمُ الجُيُوشِ الإسلاميّةِ في الشّرقِ الأدنى خلالَ القرنِ السّادسِ الهجريّ، قامَ على أساسِ قوّةٍ عسكريّةٍ دائمةٍ (العسكر) مكوّنةٍ من مُحاربينَ وحُرّاسٍ مُشتَراةٍ أو مُجبَاةٍ كجزيةٍ، أو موروثةٍ من الأميرِ الحاكم. كانَ أغلبُهم من أتراكِ آسيا الوسطى وأوروبا الشّرقيّةِ وجورجيا، فرساناً ماهرينَ في الرّمايةِ. تناسبَ حجمُ عساكرِ كلّ أميرٍ مع قوّتِهِ وموارِدِهِ، فلم تتجاوز قوّاتُ أمراءِ دمشق وشيزر بضعةَ آلافٍ، بينما امتلكَ الأتابِكةُ في الجزيرة جيوشاً أقوى بكثير. عُزّزت الجيوشُ الإسلاميّةُ بمرتزقةٍ، كالدّيلم والأرمن، بالإضافةِ إلى أحرارٍ وتركمانَ. بلغَ عددُ الجيشِ السلجوقيّ الدّائمِ في عهدِ ملكشاه 400,000 مقاتلٍ. قُسّمت القوّاتُ إلى عساكرٍ (قوّة دائمة) وأجنادٍ (قوّاتٍ احتياطيةٍ إقليميةٍ). تألّفتِ الأجنادُ من قبائلَ عربيّةٍ محليّةٍ وأكرادٍ. كانَ المشاةُ عناصرَ مُختلفةً، دورُهمُ فرعيٌّ بشكلٍ رئيسيّ. تمّ تَموينُ الجيشِ عبرَ قوافلَ كبيرةٍ، مع اعتمادٍ أحياناً على جمعِ العُلفِ من المناطقِ المُجاورة. كانت الحَمَلاتُ عادةً هجوماتٍ سريعةٍ. أثبتَ الجيشُ الإسلاميّ كفاءةً عاليةً في مقاتلةِ الصليبيين، كما يظهرُ في عهدِ عماد الدّين زنكيّ وصلاح الدّين الأيوبيّ. ضمّ جيشُ صلاح الدين الأيوبيّ فرساناً و 30,000 من مشاةٍ سودانيينَ، ثمّ كوّنَ قوّاتٍ نظاميّةٍ مكوّنةً من 12,000 فارسٍ تقريباً. استخدمَ صلاح الدين الأيوبيّ التركمانَ والأكرادَ والعربَ، كبني منقذ وبني جذام، في جيوشهِ. ساهمَ المتطوّعونَ (الغزاةُ) في الجيوشِ، وكانتْ بعضُ قبائلِ العربِ والتركمانِ والأكرادِ تُشاركُ حباً للجهادِ أو طمعاً في الغنائم. اعتمدَ الجيشُ على أسلحةٍ متنوعةٍ، منها الرّماحُ والسيوفُ والأقواسُ والمناجيقُ والدّبابات. خلالَ الثلاثينَ سنةٍ التي سبقتْ مقاومةً فعّالةً للصليبيين، أفاقَ العالمُ العربيّ الإسلاميّ، مدفوعاً بسياسةِ الصليبيين القائمةِ على القتلِ والتعصّبِ الدّينيّ، مُعيداً إحياءَ روح التّسامحِ الإسلاميّةِ الأصيلةِ التي كانتْ سائدةً قبلَ الغزو.
الجيش
كان تنظيم الجيوش الإسلامية في الشرق الأدنى خلال القرن السادس الهجري، يقوم على أساس القاعدة العسكرية بتأليف نواة قواتها من سلك المحاربين والحراس الذين تم توفيرهم عن طريق الشراء أو الجباية كجزية أو ممن يتوارثهم الأمير الحاكم. لقد شكل هؤلاء الحراس جيشا دائما، وكانت تكاليفه عبنا على الثروات وواردات الدولة في المقام الأول وغالبيتهم من أتراك آسيا الوسطى من أوروبا الشرقية وجورجيا (بلاد الكرج) وكانوا جميعا من الفرسان الراكبين والماهرين في إطلاق القوس من على صهوات الخيل. وقد سمي هذا الجيش الدائم من الحراس الراكبين بـ (العسكر). وقد تميزت كل رتبة من الرتب في العسكر ، فقائد الفوج يلقب بالأمير وكبير الضباط أو القائد الأعلى كان يدعى بـ «الحاجب وخصص لكل أمير من الأمراء المحليين في الدولة الإسلامية مبالغ ضخمة لصيانة قواته الخاصة، وأنيطت به مهمة الدفاع عن المنطقة التي يحكمها وإنماء وتطوير جيشه ولذلك فإن حجم العساكر كان يتناسب مع قوة هذا الأمير وموارده. لا تتحدث المصادر الأولية عن حجم عساكر المسلمين عموماً في فترة الحروب الصليبية وخاصة خلال الغزوة الصليبية الأولى. ولكن على ما يبدو، إن قوات أمراء دمشق، وهما رضوان ودقاق لا يمكن أن تتجاوز بضعة آلاف لكل واحد منهما، وكذلك بالنسبة إلى أمراء شيزر حيث احتفظوا بجيش قوامه حوالي أربعة أو خمسة آلاف مقاتل، غير أن الأتابكة في بلاد الجزيرة وخاصة في الموصل وحران والأراتقة في نصيبين وحصن كيفا وماردين كانوا يملكون جيوشا، دائماً أقوى بكثير من جيوش بلاد الشام. ومما لا ريب فيه أن الدور البارز الذي لعبه هؤلاء في التاريخ اللاحق للحروب الصليبية كان مرده إلى هذه الحقيقة بمقدار كبير. وتتعزز الجيوش الإسلامية بمجموعات من المرتزقة إلى جانب النواة التي تتشكل من قوات دائمة وأغلب هؤلاء المرتزقة أفواج من الديلم، وهم سكان المناطق الجبلية الواقعة إلى الجنوب الغربي من بحر قزوين، كما خدم الأرمن في عسكر دمشق ومصر، كذلك نسمع في دمشق عن أحرار انخرطوا في سلك العسكر، وتلقوا على غرار الجنود النظاميين، ديوانا أو معاشاً معيناً من رئيس يتعد الإيراد. كما جرى تعزيز عساكر الأمراء برجال قبائل التركمان، ويرد ذكرهم على العموم كعسكر، فالجيش السلجوقي الدائم في عهد ملكشاه بلغ تعداده (400,000) رجل وهذا الرقم، يضم الحرس الكبير الذي يبلغ حوالي (46,000) ،رجل، بالإضافة إلى التركمان من الخاضعين لإمرته وكذلك قدم رجال القبائل الأكراد قوات إضافية من الفرسان وانخرطت علاوة على ذلك أعداد كبيرة من الأكراد في العساكر النظامية. وترد في أخبار الحروب الصليبية وفيما يتعلق بالقتال الناشب بين أمراء دمشق والصليبيين، إن العساكر كانت تشن القتال مع عدد معين من الاتباع الملحقين ولكن كان يجري في مناسبات أكثر أهمية استدعاء خط ثان من القوات، وقد أطلق على هذه القوات اسم «الجند» وجمعها «أجناد» وهي نفس التسمية التي أطلقت في السابق على المقاتلة العرب الذين كانوا يمثلون الجيش في العصر الإسلامي الأول. واستمر هذا النظام قائماً في بلاد الشام والجزيرة حتى وقت متأخر بفضل استمرار التنظيمات القبلية العربية وبسبب الصراع المتواصل مع الإمبراطورية البيزنطية. غير أنه من الخطأ على الأرجح، اعتبار أجناد القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي مطابق لأجناد المسلمين الأوائل. وهناك قوات إقليمية احتلت مكانها في جيوش بلاد الشام على نسق الأجناد مقابل العساكر، وتتألف هذه القوات من مختلف القبائل العربية المحلية فضلاً عن الوافدين عليهم من المناطق الأخرى وإلى عدد معين من الأكراد. إن أجناد دمشق والمدن السورية الأخرى كانت مؤلفة من هذه العناصر، لأن نظام العسكر، أدى أيضاً إلى تشكيل قوة من رجال الاحتياط الإقليمي سميت كذلك بالأجناد والتي تألفت من الجند الذين لم يستنفروا بشكل دائم، وكانت هذه القوات الاحتياطية الإقليمية قائمة في أجناد بلاد الشام في بداية الحروب الصليبية. وعلى العموم فالجيوش الإسلامية في هذه الفترة كانت تتألف من الأجناد الراكبين والعساكر الذين كانوا من رماة السهام أيضا. أما المشاة فهم عناصر مختلفة فمنهم القوات المجندة من المدن ومن رجال الأرياف المكرهين على الخدمة، والمتطوعون الساعون وراء المكافئات المادية والروحية للمشاركة في الحرب المقدسة (الجهاد والتابعون الملحقون من كافة الأجناس والعناصر. ويبدو أن الأهمية العسكرية للمشاة كانت ضئيلة عموماً، فقد انحصر دورهم بوظائف فرعية مثل إقامة المنشآت والدفاعات العسكرية وعمليات تبييت الكمائن أثناء الحصار وحماية المعسكرات والمرابطة كحاميات في القلاع والحصون والمواقع العسكرية المؤقتة. أما تموين الجيش بالميرة أثناء الحملات العسكرية فكانت تقوم بها قافلة كبيرة خاصة للتموين محمولة على ظهور الجمال والبغال وهناك نوع من تنظيم تزويد الجيش بالطعام والعلف كان موجوداً خلال هذه الفترة ويقضي بأن تجمع كميات من الطعام والعلف في الأراضي القريبة من المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية الفعلية وذلك أحيانًا قبل بدء المعركة أو الاعتماد على جمع العلف دون تمييز من المناطق التي يجتازها الجيش وهو في طريقه نحو العدو، وفي فصل الشتاء يتعذر على الجيش الإسلامي حصوله على المؤن الكافية ويكون ذلك أحد الأسباب التي جعلت من النادر القيام بحملات خلال هذا الفصل، وحتى في الأوقات الأخرى من السنة، كانت الحملات تنحصر عادة بالهجمات السريعة التي لا تستغرق أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر في كل مرة، ومن الجدير بالإشارة إلى أن الجيش الإسلامي عموماً أثبت كفاءة ومقدرة عاليتين في مقاتلة الصليبيين في مصر وبلاد الشام والجزيرة، مما يدل على مدى الاهتمام به وبتعزيزه وجعله جديراً في مقارعة جيوش الغزاة الأقوياء. ويوضح لنا النشاط العسكري الذي تمیز به جیش عماد الدين زنكي في وقوفه ضد الخطر الصليبي، المقدرة العسكرية والخطط السياسية البارعة، حيث استطاع بفضل ذلك من تأمين إمارته وجعلها تستند إلى قوة منظمة يمكن تسخيرها لتكوين جبهة إسلامية متحدة ولطرد الغزاة. أما في عهد صلاح الدين الأيوبي - الذي سنذكره في الباب القادم فإن الجيش الإسلامي، كان مؤلفًا من أفواج عديدة من الفرسان البيض وحوالي 30000 من المشاة السودانيين، وقد بدأ هذا القائد الإسلامي ببناء جيشه الخاص فاستبعد السودانيين وأوجد قوات نظامية تكفي في صد الهجوم الصليبي على دمياط عام 565هـ / 1169م وفي الإغارة على غزة والاستيلاء اللاحق على أبله في السنة التالية. ومن المفيد أن نورد بعض الأرقام عن العساكر التي وضعت تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي ووظيفتها المطاردة الصليبيين في بلاد الشام حتى 583هـ / 1187م قاد هذا الأخير بنفسه كتيبة حرسه الخاص متجها بها صوب الجنوب للقيام بحملة بالاشتراك مع العسكر المصري، وذلك بعد أن ترك ابنه الأفضل لكي يعمل على تجميع الأجناد الشماليين عند رأس الماء. وعلى أساس الارقام الواردة في مصادر صلاح الدين الأيوبي تكون هذه القوات التي سار صلاح الدين الأيوبي على رأسها قد بلغت (1000) فارس يضاف إليهم (4000) من الأجناد الذين يؤلفون نصف الجيش المصري النظامي حيث استبقى النصف الآخر في مصر) كما احتشدت جيوش الجزيرة وعساكر الشرقيين عسكر الموصل وديار بكر وحلب ودمشق) وقد صارت هذه الجيوش مجتمعة بـ (7000) فارس، لذلك تكون القوة كلها قد بلغت (12000) رجل من الفرسان، استعرضها صلاح الدين الأيوبي عند عشتار قبل خروجه في الزحف الذي انتهى به إلى حطين ولتوضيح ذلك بصورة أكثر دقة، يمكن توزيع هذه القوات على النحو التالي: (1000) من الحرس و (4000) من العسكر المصري و (1000) من عسكر دمشق و (1000) من عسكر حلب وشمال بلاد الشام و (1000) جندي للحراسة و (5000) من الجزيرة والموصل وديار بكر .
حرص صلاح الدين الأيوبي أن تكون جيوشه مشتملة بالإضافة إلى العساكر النظامية من رماة النبال الراكبين والراجلين، وتابع ممارسة استخدام عناصر التركمان كما كان يفعل نور الدين محمود صاحب دمشق، وذلك قبل الهجوم النهائي على الحصن الواقع عند مخاضة الأحزان عام 575هـ/ 1179م فإنه سير إلى التركمان وقبائلها والي البلاد الجمع رجالها بضعة آلاف من الموفودين، تفرقوا في جموعهم وحشودهم ويطلق لهم فوائد وفودهم ثم أمر بتوزيع كميات كبيرة من الدقيق على التركمان وتزويدهم في سخاء بكل ما يحتاجونه من الضروريات ومعروف أن التركمان من قبيلة الياروقي لعبوا دوراً بارزاً في الجيوش الإسلامية، لأنهم التحقوا في وقت كانت هذه الجيوش في أمس الحاجة إليهم للوقوف ضد الخطر الصليبي المتعاظم، وكانت هجماتهم على خطوط تموين القوات الصليبية خل القدس قد أسهمت إلى حد كبير في انسحاب الصليبيين وتراجعهم. كما كانت هناك بالطبع، أعداد كبيرة من الأكراد الذين انخرطوا كأعضاء في سلك العساكر النظامية، وتسلموا الرواتب مثل المماليك الأتراك. ويصح لنا التأكيد، بأن الأكراد، يمكن العثور عليهم في جميع الجيوش الإسلامية ابتداء من قوات نور الدين محمود وغيره من الأمراء الزنكيين والأرتقيين. ويوجد بجانب هؤلاء عدد وفير من الجنود الأكراد المغامرين والمرتزقة وخاصة أولئك الذين كانوا في خدمة الأمراء الأيوبيين، سواء في بلاد الشام أو مصر، إضافة إلى رجال القبائل الأكراد في جيش نور الدين الأرتقي صاحب حصن كيفا. ويبدو أن بعض المجندين في جيش صلاح الدين الأيوبي يقومون بدور عملاء التجنيد من أجل عملياته العسكرية المرتقبة في بلاد الشام.
ويلعب الخيالة العرب دوراً بارزاً في القوات النظامية الجيش صلاح الدين الأيوبي، وفي مقدمتهم بني منقذ أصحاب شيزر، كما يرد ذكر القبائل العربية في الشام ومصر في هذه القوات، فقد انخرط منهم (1300) رجل من بني جذام في صفوف الجيش. وكان الفضل يذكر لعرب الشام في أنهم زودوا الأمراء المسلمين بقوات إضافية للإغارة على الصليبيين، وقد استخدموها بشكل فعال في عدة مناسبات وأبرزها العمليات العسكرية التي أجراها عام 574هـ/ 1179م وفي أثناء الحروب النهائية الحاسمة ضد الصليبيين أيام الحرب الصليبية الثالثة بقيادة ( ريكاردوس ) الملقب بقلب الأسد على طريق القدس وقد أسهمت القبائل العربية هذه بتقديمها الخيالة والعساكر الكثيرة المستمرة للإغارة على الصليبيين. وأخيراً يمكن القول إن صلاح الدين الأيوبي، أمكنه حل مشكلة الإبقاء على جيش في ميدان المعارك بصورة متواصلة لمدة ثلاث سنوات، ضد عدو نشيط ومغامر، حيث لم يسبق لأمير من أمراء المسلمين تصديه لهذه المشكلة، وذلك بفضل وعيه التام والمدرك لأهمية القوة المنظمة المتمثلة بجيش يمكن الاحتفاظ به على أهبة الاستعداد. وهذا الوعي يقترن بشكل دقيق باعتبار صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري ومخطط كما ستراه في الصفحات التالية. وهم الجند الإضافيون في الجيش الإسلامي، وخاصة في عهد صلاح الدين الأيوبي والذين توافدوا من كل مكان للمشاركة في الجهاد وعلى الرغم من قلة المعلومات الواردة عنهم والروايات التاريخية، فقد وردن بعض الإشارات المفيدة في هذا الصدد، حيث يسجل بعض المؤرخين حضورهم في المعارك التي جرت عند مخاضة الأحزان سنة 575هـ/ 1179م أثناء الهجوم على قلعة كان الصليبيون يتحصنون فيها، ويقول بأن بعض الغزاة المطوعية في الجهاد كانوا هم الذين قاموا بإشعال النار في العشب اليابس يوم معركة حطين حيث عجلت بهزيمة الصليبيين المنكرة أمام الجيوش الإسلامية ويسرت دخولها بيت المقدس وإسقاطها للمملكة الصليبية .
يبدو أن كثيراً من قبائل العرب والتركمان والأكراد كانوا يلتحقون بالجيش الإسلامي حبا في الجهاد أو طمعا في الغنيمة يمكن أن يكونوا بمثابة المتطوعين المقاتلة الصليبيين. ومن بين العشائر الكردية التي ساهمت مع جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي واشتركت معه في حروبه ضد الصليبيين القبائل الهنكارية والمهرانية والسهرانية والسودانية والحميدية والزرزارية، كما تشير المصادر إلى أن عدد وفير من الأكراد المغامرين والمرتزقة وعلى الأخص لدى الأيوبيين - يهبون للتطوع في الجيش حالما تكون الظروف والأحوال مواتية لهم ثم لا يلبثون أن يعودوا إلى قواعدهم. ويشكل المتطوعون في الجيش الإسلامي أحيانًا خلال هذه الفترة، قوات احتياطية إقليمية، ولذلك يمكن الافتراض بأن بعض أجناد دمشق والمدن السورية الأخرى هم من المتطوعين المؤجلين على سبيل الاحتياط ؛ لأن نظام العسكر هنا يؤدي بدوره إلى تشكيل قوة من رجال الاحتياط الإقليمي دعيت بالأجناد أيضاً، ونقرأ ما يشير وجود هذه القوة في جيش مصر خلال الحروب - الصليبية، ومن المحتمل جدا أن القبائل الرحل من العرب يحسبون من بين هذه القوات. ومن جهة أخرى لا يمكن الجزم بأن المتطوعين الساعين وراء المكافآت الزمنية والروحية للمشاركة في الحرب المقدسة «الجهاد» هم من المشاة الراكبين بل أحيانًا نجد بينهم من رماة النبال الراكبين ومن حملة الرماح. ويمثل بنو منقذ أصحاب شيزر وقبائل بني طيء العرب المتطوعون إلى جانب صلاح الدين الأيوبي وترد إشارة إلى فضل بدو الشام في تزويد صلاح الدين الأيوبي بقوات إضافية للإغارة على الصليبيين، ومن المرجح جدا أن تكون هذه القوات هم من المتطوعة، الذين استخدمهم صلاح الدين الأيوبي في العمليات العسكرية الموجهة ضد الغزاة، كما كان يسيرها إلى بلد صيدا وبيروت لكي يقوموا بحصد غلات العدو وما كان يبرح مكانه في (بانياس) حتى يعودوا بجمالهم وأحمالهم موثقة بأثقالها. ويذكر ابن واصل عام 583هـ / 1187م واقعة الغزاة والمطوعة حينما بدأ صلاح الدين الأيوبي ينتظر عودة الصليبيين لينتقم منهم ويأخذ بثأر من قتل المسلمين، ولما ركب هذا الأخير بجيشه تبعه خلق عظيم من الرجالة والغزاة المطوعية والسوقة وحرص على ردهم فلم يفعلوا أي كان لهم الاختيار في الإشراك في الحملة العسكرية. ونفهم مما ورد في بعض النصوص أن الجيش السلجوقي كان يضم أعداداً من الأتراك والأكراد وقد أعوزتهم صفة الاستقرار التي كانت تتمتع بها القوات النظامية وانضباطيتها، ولابد أن يكون هؤلاء يشكلون قواتا إضافية واحتياطية له وأنهم من المتطوعين على أقرب الاحتمال؛ لأنهم غالبا ما برهنوا عن كونهم حلفاء غير متقيدين في رسم العساكر النظامية، وفي نطاق الاهتمام بالجيش وجعله على أهبة الاستعداد لمواجهة الصليبيين وضرب تجماتهم ومعاقلهم واستكمالاً للاستعدادات العسكرية، يجري تسليح الجيش النظامي وإعداده وتزويده بالأعتدة المطلوبة. وعندما كانت الأوامر تصدر للعسكر بأن يستعدوا لحملة ما، يتم توزيع المعدات اللازمة على القوات ثم تعاد الأسلحة إلى مخزنها لدى عودتهم. وإن المخزون الإضافي من الأسلحة والدروع جري حمله في قوافل التموين، كما يقوم المشاة بتزويد أنفسهم بأسلحتهم مثل الأقواس والسيوف والخناجر أو على الأقل بتلك السنابك التي تقسيها النار وتستعمل كجرائد أو رماح ويحدثنا ابن القلانسي، إنه في 523هـ / 1128م عندما تحالف صليبيو طرابلس وإنطاكية والساحل للإغارة على دمشق، تأهب الأتابك بوري ابن ظهير الدين صاحب دمشق لصدهم وصرف همته إلى الاستكثار من العدد والسلاح وآلة الحرب وما يحتاج إليه من الآلات لتذليل كل صعب، وكاتب أمراء المسلمين على المال والغلال والسلاح. وفي 540هـ / 1145م انصرف عماد الدين زنكي إلى التأهب والاستعداد بقصد الجهاد، وما عليه بالاستكثار من عمل المناجيق وآلة الحرب وما يحتاج لتذليل كل صعب ممتنع وأعيدت المناجيق إلى ناحية حمص من بعلبك. كان الجيش النظامي، قبل مواجهة العدو يقسم إلى كتائب أطلاب عديدة تسمى طلب خانات الطلبخانة : كتيبة من الجند تشترك فعلا بالحرب يتراوح عدد أفراد كل طلب خانة منها بين 70 - 200 رجل يقودها أمير. كما يجري توزيع الدروع، تتألف الدروع التي يلبسها الفرسان المسلمون في العادة من سترة زردية تتدلى منها «تنورة» وخوذة مستديرة لها قناع لكنها بدون جزء أمامي متحرك لتغطية الوجه. كما تمنطقوا معها ترسا دائريا خفيفا . أما رجال الخيالة ذوو الأسلحة الخفيفة. فقد ارتدوا جركينات جلدية (والجركينة هي السترة الطويلة الضيقة والتي ليس لها أكمام) أو سترات مضربة ومحشوة الكزاغنة) بدلا من السترات الزردية، والأسلحة المخزونة في «زردخانة» أي خزانة الزرد أو خزانة السلاح. وتعني حيث نوعا من السجون يسجن فيه كبار الأمراء على الجند ويودون بعطاء ينفقونه في أمور الحملة، وكميات من المؤن والعلف (العليق). أما المؤن الإضافية فيتم ابتياعها من التجار الذين كانوا يمارسون البيع والشراء عند قاعدة العمليات الحربية أو الذين لحقوا بالحملة. ويبدو أن الدورع، لا تلبس إلا متى كان هناك احتمال فوري لنشوب القتال ولذلك لا يتمكن الفرسان من التحرك بعيدا عن أثقالهم خلال الحملة الفعلية والتي تضم دروعهم وميرتهم، غير أنه أحيانا، كان الجيش يقوم بحملات قصيرة جريدة أي بدون أثقال. مما يجعل هذه القوات خفيفة وخاصة في معسكرات الشتاء. وانتقلت خلال الحروب الصليبية، بعض الخصائص المتنوعة من سلاح الصليبيين إلى الجيش الإسلامي مثل اللفائف الواقية للسواعد والخوذات المتحركة وحماية الخيول مما تتعرض له أثناء المعركة، وربط قصبتين للرمح وإطالة السيوف لكي تضع المقاتلين المسلمين في وضع موات أثناء مقاتلة الصليبيين كما تبني المسلمون الرمح الإفرنجي الثقيل. احتفظ المعنيون بالترتيبات العسكرية والتعبوية بمعظم الدروع والأسلحة حين لم تكن قيد الاستعمال في مستودع الحاكم (دار الصناعة) القائم داخل قلعته وتحت امرة واحد من ضباط عسكره الموثوق بهم إلى أقصى درجة . وعلى العموم فالأسلحة التي استعملها المسلمون في حروبهم مع الصليبيين يأتي ضمنها الدبوس وهي آلة مصنوعة من الحديد ذات أضلاع، ثم الرماح والسيوف والقوس والسهم والنشاب والدبابة شبه) برج متحرك ومرتفع يسحب على ست أو ثماني عجلات ويتكون أحيانًا من طبقات أربع من خشب أو حديد أو رصاص وتتسع لعشرة رجال بداخلها حيث يستقر هؤلاء الجند المهاجمة الحصون أو تسلق الأسوار ولهم سلالم مستعرضة تنتهي إلى شرفات تقابل شرفات الحصون ليتسلق المقاتلون إليها بواسطتها وأبسط صورة للدبابة هي أن تكون من خشب مكسو بجلد قد نقع في الخل لصيانتها من الاحتراق) والكبش والقلعة المتحركة وهذه الآلات الثلاث الأخيرة استخدمت لنقل الجند والمعدات الحربية إلى الأسوار ليعملوا على تحطيمها أو أحداث ثغرة فيها، كما تحمي الجند من السهام والنيران التي يطلقها العدو كما استعمل المقاتلون المسلمون النار العادية والإغريقية ورميها بآلة الجرخ (وهي آلة حربية كانت ترمي السهام والنفط المشتعل والحجارة)، الجفاتي السياج الساتر، أو نوع من المتراس أو الحاجز المعيق لتقدم العدو أو الستر الذي يستتر وراءه الجنود الرماة أثناء القتال والنقاطات وتستروا بالباشورة (جمع نقاطة، وهي أداة من النحاس يرمي فيها النفط ويشير ابن الأثير إلى توفر السلاح لدى الجيش الإسلامي وهو يحارب الغزاة الصليبيين ويردهم عن دياره وأورد قائلاً :
بجيش جاش بالفرسان حتى ظننا البر بحراً من سلاح
فقد استخدمت هذه الأسلحة، فضلاً عن المنجنيقات التي استعملت کسلاح رئيس في حروب الأسوار وعمليات الحصار يضاف إليه ويوازره الكبش (1) . ثلاثون سنة مرت على وصول الصليبيين إلى بلاد الشام وتأسيسهم ممالك وإمارات على أرضها، لم يقابل الصليبيون خلال تلك السنوات أية مقاومة تذكر من العرب المسلمين، وقد لاح للغزاة الفرنج أن الأمر انتهى لصالح بقائهم السرمدي في الديار الشامية، فقضوا هذه الفترة في إيجاد صيغ دستورية وقانونية لممالكهم وإماراتهم، وكذلك في الصراع والتشاحن فيما بين قادتهم الطامعين على اقتسام المغانم وحكم الإقطاعات الغنية. لكن هذه الثلاثية سنة كانت من جهة أخرى الفترة التي استلزمتها الظروف الطارئة والوضع الجديد لإفاقة العالم العربي الإسلامي من سباته العميق، وبعث الهمم في نفوس أفراده للقتال وطرد الغزاة الغرباء. وقد لا تكون هذه السنون طويلة ذات شأن بالنسبة لنظرتنا إليها الآن، لكنها كانت بالنسبة الجماعة ذلك العصر قاسية مرة موحشة، وعلى كل حال، فقد تحولت هذه السنون العجاف، تنورا ساخنا نضجت في أتونه العقول والنفوس، حيث أسفرت عن يقظة شاملة للعرب المسلمين وتمكنهم من طرد الصليبيين وتحرير بلادهم منهم.
وسأحاول فيما يلي التعرض لعوامل هذه الإفاقة الإسلامية ودوافع انبعاثها عندما وصل الصليبيون البلاد الإسلامية، حللوا دماء جميع المسلمين، واعتبروا قتل المسيحي للمسلم تقرباً إلى الله وانتصاراً للمسيح، وعملت هذه السياسة الطائفية المتزمتة على إثارة الحمية والغيرة على الإسلام في نفس كل مسلم، بعد أن بات في يقينه أن هؤلاء الوافدين إلى بلاده هدفهم الرئيسي مسح الدين الإسلامي من الوجود ونشر المسيحية، وهذا يعتبر استحداثا لأمر جديد لم يكن معروفًا بهذه الحدة من قبل، وقد تحددت أبعاد السياسة الصليبية بكل جلاء وبقناعة تامة في نفوس الخاصة والعامة من العرب المسلمين، فدفعهم للتململ أولاً ثم للاندفاع بقوة وعنف لصون دينهم والدفاع عن شريعتهم. ومن ناحية ثانية فقد تسبب تصرف الصليبيين هذا، ونظرتهم الطائفية الضيقة في خلق جو من النفور بين المسيحيين عموما والمسلمين، كما تعتبر هذه الفترة تاريخياً، بداية لجميع الاصطدامات الدينية التي اكتست أحيانًا كثيرة طابعا دمويا بين المسلمين والمسيحيين خصوصاً عام 1860م في جبل لبنان ودمشق، كذلك أحداث هذه الأيام الجارية في لبنان. ويقول الأستاذان جورج حداد ورواتب الحسامي في هذا الخصوص: « إن الاضطهاد الطائفي عموماً لم يكن موجوداً إلا في أدوار الانحطاط والضعف، خصوصا بعد الحروب الصليبية التي أثارت الضغائن. وأكد ذلك أيضا الأستاذ (برنارد لويس في كتابه الغرب والشرق الأوسط فقال: جاء الصليبيون يحملون معهم تران ضخما من الشك والتعصب، أثروا به في علاقة العرب المسيحيين بجيرانهم المسلمين، وأضعفوا الصلات التي كانت قائمة قبل قيام الحروب الصليبية.
لقد انطلق العرب المسلمون من جزيرتهم في القرن السابع الميلادي وهم يحملون الشعار الإسلامي (لا إكراه في الدين) بالنسبة لأهل الكتاب اليهودي والنصارى خاصة، وكان المسلمون في عصر النبوة يميلون إلى أهل الكتاب من المسيحيين لاعتقادهم بأن دينهم أقرب إلى تعاليم الدين المسيحي من المجوس وغيرهم، كما أن القرآن أمر بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وكانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين منذ فجر الإسلام تتسم بطابع الوحدة والإخاء؛ فلم تكن هناك خصومات سياسية بين النصارى والنبي، ولم يجد الرسول الكريم سوى بلاد النجاشي الحبشي المسيحي موثلاً للمسلمين من بطش المشركين بهم، وقد كانت هذه المعاملة الودية مسحوبة على اليهود أيضاً، غير هؤلاء اتبعوا أسلوب الغدر ونقض المواثيق التي أبرمت بينهم وبين المسلمين فكان نتيجة ذلك إجلاءهم عن المدينة المنورة وخيبر، كما لم يرد في القرآن أية آية تهضم حقوق أهل الكتاب، وكل ما نص عليه القرآن فرض الجزية وهي ضريبة ضئيلة يدفعها أهل الكتاب نظير حماية المسلمين لأرواحهم وأملاكهم وأعراضهم، حتى أن أبا عبيدة بن الجراح حين أضطر للانسحاب من مدينة حمص أعاد للمسيحيين أموال الجزية التي أخذها منهم بعد أن سقطت أسباب جبايتها. وكانت سياسة المسلمين تقوم على نشر الدعوة الإسلامية عن طريق الحجة والإقناع بين أهل الكتاب، فإما تقبل أو ترفض، فإذا رفضت فتوجب قبول الجزية أو الحرب، وسمي المسلمون أهل الكتاب الذين قبلوا دفع الجزية بأهل الذمة، ومعنى الذمة العهد والضمان أي دخول هؤلاء في عهد وضمان المسلمين وتسقط الجزية عن الذمي الذي يعتنق الإسلام غير أن عبد الملك بن مروان الأموي اضطر إلى جبي الجزية حتى من أهل الكتاب الذين أسلموا، بعد أن اتسعت فتوحاته واحتاج الأموال كثيرة لتغطية نفقات الحرب والقتال، وحين تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز الغى جباية الجزية من الذميين المسلمين ونهى عنها بقوله : إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابيا . وعموماً فقد كانت أهم الحقوق التي أعطتها الدولة الإسلامية لأهل الذمة كما يقول الدكتور حداد - الحرية الدينية والمعتقدات وإقامة الشعائر والمراسم الدينية وكان من أهم حقوق الذميين على الدولة الإسلامية حمايتهم بعد دفع الجزية التي تقول (الماوردي) إن هذه التسمية مشتقة من الجزاء وأنها وضعت لكي يقر الذميون في دار الإسلام، وعندها يكون لهم حقان: حق الكف عنهم، وحق الحماية لهم. وهذه الجزية فرضت عليهم مقابل فرض الزكاة على المسلمين وقد حض النبي الكريم وخلفاؤه الراشدون على الرفق والإنصاف في جبايتها، كما كان الخلفاء يعاملون الجماعات غير المسلمة معاملة حسنة ويحافظون على العهود التي كتبت لهم متبعين في ذلك قول الرسول من ظلم معاهدا أو انتقضه من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وكانت الطوائف من أهل الذمة تنتخب رؤساءها الروحانيين بمحض إراداتها وتقدم أسماءهم للخليفة الذي يعتمدهم ويعتبرهم ممثلين لطوائفهم في قصر الخلافة، كما أبقت الدولة الإسلامية لأهل الذمة محاكمهم وقضاءهم الخاصين كما كان للذمي الحق في أن يعترض قضاياه على القضاء الإسلامي إذا أراد ذلك، حتى إن قاضي مصر محمد بن مسروق قضي في عام 177هـ بين جماعة من الذميين اختلفوا فيما بينهم بناء على رغبتهم ، واعتمد المسلمون وخاصة الخلفاء على الذميين في تسيير شؤون الدولة؛ فكان الكثير منهم الكتبة في الدواوين والماليين والأطباء والمهندسين والمترجمين، ومثالاً على ذلك فإن منصور بن سرجون الدمشقي تولى إدارة المالية في سوريا أيام البيزنطيين وبقى في منصبه الحساس هذا أيام الخلافة الأموية، كما استمرت أسرته في وراثة هذا المنصب حتى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. وكان رئيس النصارى في بغداد الطبيب الخاص للخليفة العباسي، بل إن ثقة المسلمين بإخوانهم المسيحيين وصلت درجة سلموهم فيها الوزارة كما كان في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي نصب عيسى بن نسطورس النصراني الوزارة، وقد أفتى فقهاء المسلمين أن وزير التنفيذ لا حرج دينيًا أن يكون من أهل الذمة الموثوق بهم.
يتضح مما تقدم تفصيله أن المسلم والمسيحي عاشا معا وعملا جنبا إلى جنب في كل مجالات الحياة، وفي المعرفة والعلوم والاقتصاد، دون أن يتحسس طرف من الطرف الآخر بسبب اختلاف في الدين أو المعتقد، إلى أن جاء الغزو الصليبي فانقلبت روح التسامح والتعاون بين المسلمين والمسيحيين إلى روح تفيض حقداً ومرارة، وقد كانت هذه السياسة الصليبية القاتلة الروابط الأخوة والتسامي من القوة بحيث هزت وجدان المسلم وزعزعت في نفسه جميع معاني التضامن والتسامح خصوصاً بينه وبين المسيحي الوافد من الغرب بسيفه الذي لا يرحم وبعقله الجاهل المغلق، فاندفع يحارب الغزاة بكل قواه. يورد الدكتور زكي النقاش ما ذكره الأستاذ آدم متز، أستاذ اللغات الشرقية بجامعة بال بسويسرا من أن الكنيسة الرسمية في الدولة الرومانية الشرقية قد ذهبت في معاداتها للمسيحيين الذين يخالفون رجالها في التفكير أبعد مما ذهبت إليه الدولة الإسلامية بالنسبة لأهل الذمة، كما يقول الأستاذ متز أنه كثيراً ما كان رجال الشرطة المسلمون يتدخلون بين الفرق النصرانية للتفريق بينها .
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...
في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...
أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...
تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...
تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...
كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...
--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...
أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...