لخّصلي

العربي – العدد 344 – يوليو 1987
نزاع دقيق بين أصحاب الميول المتعارضة بين
رجال الإصلاح، لأن ظروفا كثيرة تتدخل، في
بالإضافة إلى عامل الوقت، وتؤثر على التعديل و
تطوير الأفكار الإصلاحية بشكل عام، سواء في إطار واحد
المدرسة، أو من خلال حياة أحد القادة الإصلاحيين.
وركز اهتمامه على إصلاحاته، دون انتظار
نتائج ثمار التربية من خلال حسن الدعوة والسليمة
والإقناع وكأن قادة الإصلاح الذين لا يجدون طريقهم أحداً
يوم إلى السلطة لتنفيذ رسائلهم مهددة
فقدان ما دعوا إليه، أو نسيانه على رفوف الكتب،
حتى يأتي من بعدهم شخص في السلطة ويضعها بعيدًا.
قادتها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الإصلاح التونسي
ولم يكن أمام الحركات في القرن التاسع عشر خيار سوى التصدي لها
مسألة الإصلاح شاملة على الأقل
نظريا، والتركيز عمليا على واحد أو أكثر منها
الجوانب الملحة للإصلاح. نجد أن السياسية و
فالشؤون الاقتصادية في مقدمة الاهتمامات
لكل من خير الدين وابن أبي الضياف و
الشيخ محمد السنوسي، في مجال الإصلاح،
خاصة وأن هؤلاء الثلاثة كانوا يدركون تمامًا أن الطريقة الأفضل
للنهوض بالوطن وكسب نضاله من أجله
فالرخاء والتقدم هو طريق التعليم والثقافة.
موقع التقديم عبر قنوات التعليم. الغريب
الشيء الذي ينظر إليه من التجربة هو أن مختلف
قنوات ومسارات الإصلاح، سواء كانت قانونية أو سياسية أو...
المنهجية والثقافية والتعليمية - لا تؤدي بالضرورة إلى
النتيجة المرجوة، طالما أنها تواجه نشر من
الأمة والنفور منها، وحتى لو قدر أبناؤها
لنرى تلك القرارات الإصلاحية توضع في المهد وفي قطع الحلوى،
وكذلك المعاهد التعليمية والبيوت الثقافية والملاعب
للترفيه، لديها أموالها. الصياغة، الصياغة
النواة، تماماً مثل أساليب الإصلاح التي تتم من خلالها
القوة والالتزام. والسر في ذلك حسب اعتقادنا
إنها مناعة الأمة، أو قدرتها الفطرية تقريباً على القبول أو
رفض أي إصلاح غريب عن مكوناته الأساسية، أو
خاتمة
والحقيقة أن أغلب المصلحين وقادة الإسلام والعربي الحديث
تمجد الفكر هذه المسارات. يعتمدون عليه في البث
دعواتهم ونشر أفكارهم الإصلاحية، فهم الأضمن
وأكثرها ديمومة، حتى لو تطلبت نتائجها وتأثيراتها زمناً طويلاً
حان الوقت للظهور بعد جيل أو جيلين. لذلك السعداء بينهم
فمنهم من يتمنون أن تكون مقاليد الإشراف على هذه المسارات
أعطاه، نظم مناهجهم، كتب برامجهم،
ورعاية ما وجهوا. تشبيهاً بالقول
وقال أحد الماضين: «أفضل شيء المساعدة بالعلم والعلم».
ويقول: "إن أفضل ما يمكن فعله هو المساعدة في الإصلاح
عكس الحركة الذاتية
طب بدون مشرط!
إذا اضطرت أمة إلى إصلاح عكس الشر، فإنها
والقوة في الرجوع إلى ضده تكون متناسبة مع سنوات الإكراه عليه
تحملت من أجلها. وهكذا يمكننا أن نفسر ما حدث في
بداية هذا القرن وفي منتصفه مع الانتكاس
لبعض الإصلاحات التي وصفت بأنها إسلامية وليست إسلامية،
إلا تفسير أصحابهم للآيات القرآنية و
الأحاديث النبوية، لكي يخفي عن الأمة طعمها المبتذل
وأصوله الأجنبية، ويستمر هذا الاتجاه في الاقتباس من الغرب.
منبهرًا بقوته، فهو في صراع متصاعد مع جديد
حركة الإصلاح الإسلامية الأكثر رفضا وثورية.
رئاسة! . .
وصحيح أن موقف المصلح على مستوى السلطة
قد يمنحه، اعتمادًا على الأفراد المؤثرين لديه،
فرصة لتنفيذ إصلاحاته النظرية من خلال المعتاد
أدوات الحكم، بما في ذلك ممارسة الضغط
والإكراه، فضلاً عن التشريعات القانونية والإدارية.
من الاتجاهات السابقة
إلا أن الإصلاح ينفيه الإصلاح، وهذا هو الأمر
38