لخّصلي

يشهد العالم تطورًا تكنولوجيًا غير مسبوق، أصبحت وسائل الإعلام العالمية لاعبًا رئيسيًا في صياغة الأحداث وتأطيرها، بل كأداة حاسمة في تشكيل الرأي العام وإعادة إنتاج السرديات التي تحدد مسارات القضايا الكبرى. الممتلئ بـ "الأخبار العالمية بين التدفق والتأثير: آليات الصياغة والتداول في قضايا العصر (غزة نموذجًا قضية فلسطين هي نموذج مركزي لاستكشاف ديناميكيات التدفق الإخباري وآلياته في التأثير على الوعي الجمعي ويركز البحث على عملية "طوفان الأقصى" التي شهدتها غزة في 7 أكتوبر 2023 كمدخل لتحليل التفاعل بين الإعلام والصراع، مع التركيز على التباين بين الروايات الإعلامية العربية والغربية، ودور التدفق الإخباري في تعزيز أو تقويض الحقائق التاريخية والإنسانية ويبدأ البحث باستعراض الحدث التاريخي لـ"طوفان الأقصى"، وهي عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، حيث أطلقت حوالي 5000 صاروخ وقذيفة، ونجحت في اقتحام قواعد عسكرية إسرائيلية، وتعطيل حركة الملاحة الجوية، مما أحدث صدمة استراتيجية واستخباراتية للكيان الإسرائيلي. يربط البحث هذا الحدث بالسياق التاريخي للصراع العربي-الإسرائيلي، مستحضرًا نصر أكتوبر 1973 كمثال على قدرة المقاومة العربية على تحدي الأساطير العسكرية، حيث أجبرت مصر العدو على التفاوض واستردت سيناء عبر مزيج من الحرب والدبلوماسية. يطرح البحث تساؤلات جوهرية حول طبيعة "طوفان الأقصى": هل كان نصرًا عسكريًا لحظيًا أم بداية لموجة جديدة من الدمار والمعاناة في غزة؟ وهل يمكن اعتبار هذا الحدث انعكاسًا للوحشية الإسرائيلية المستمرة، ينتقل البحث إلى تحليل التناول الإعلامي للقضية الفلسطينية، مركزًا على الثنائية بين الإعلام العربي والغربي. يُظهر الإعلام الغربي، انحيازًا واضحًا يتجلى في استخدام لغة "الحياد" المموهة التي تصف الصراع بـ"نزاع متبادل"، متجاهلاً جذور الاحتلال التاريخية منذ النكبة عام 1948، ومصورًا المقاومة الفلسطينية كـ"إرهاب" بينما يبرر العمليات الإسرائيلية. يعتمد هذا التناول على اختيار مصطلحات مثل "عنف متبادل" و"هجمات مفاجئة"، مع حذف السياق التاريخي للاستيطان والتهجير، مما يعكس هيمنة سردية استعمارية تدعم مصالح الكيان المحتل. رواية مقاومة تؤكد على الحق الفلسطيني، مستخدمًا لغة واضحة مثل "احتلال" و"جرائم حرب"، ومركزًا على البعد الإنساني من خلال توثيق معاناة الأطفال والمدنيين تحت القصف. هذا التباين ليس مجرد اختلاف في الأسلوب، بل معركة سرديات تتجاوز نقل الأخبار إلى صراع على الشرعية والهوية. يوسع البحث نطاقه ليشمل مفهوم التدفق الإخباري كظاهرة عالمية تشكل العمود الفقري للإعلام المعاصر. يعرف التدفق الإخباري على أنه حركة المعلومات عبر الحدود عبر وسائل تقليدية (كالصحف والتلفزيون) وحديثة كمنصات التواصل الاجتماعي)، يحدد البحث عناصر التدفق الإخباري في المصادر (وكالات الأنباء، مشيرًا إلى وظائفه الأساسية: الإعلام، لكنه يحذر من مخاطر مثل الهيمنة الإعلامية الغربية، التي تتحكم في الرواية العالمية عبر وكالات مثل رويترز وفرانس برس، والأخبار الكاذبة التي تنتشر بسرعة في ظل غياب التحقق، والرقابة الحكومية التي تقيد حرية التدفق. كما يصنف البحث أنواع التدفق الإخباري (أفقي بين الدول المتقدمة، ويناقش أبعاده المتعددة: السياسي (تأثير الأخبار على العلاقات الدولية)، الاقتصادي (هيمنة الشركات الإعلامية الكبرى)، الثقافي (انتشار الثقافة الغربية)، التكنولوجي (دور الجيل الخامس في تسريع التدفق)، والاجتماعي (تشكيل الوعي الجمعي). يبرز البحث كيف أتاحت التكنولوجيا الحديثة، مثل منصات التواصل الاجتماعي، للدول النامية فرصة للظهور عبر التدفق العكسي، كما في الربيع العربي، لكنها لم تلغِ الفجوة الرقمية أو الهيمنة الاقتصادية للدول المتقدمة. يسلط البحث الضوء على الدور المصري كمحور تاريخي واستراتيجي في دعم القضية الفلسطينية. دفعت مصر ثمنًا باهظًا في مواجهة الاحتلال، وصولاً إلى انتصار أكتوبر 1973، ثم اختيار السلام في عهد السادات كخيار استراتيجي أثبت صوابه باستعادة سيناء، على عكس رفض ياسر عرفات لهذا النهج الذي يراه البحث خطأ تاريخيًا. في الصراع وإعادة إعمار غزة بخطة طويلة الأمد (3-5 سنوات)، مع التصدي للمخططات الأمريكية-الصهيونية لتقسيم الشرق الأوسط. لكن السؤال المطروح يبقى: هل ستسمح القوى الدولية بتحقيق هذا الهدف، أم ستبقى غزة رهينة للصراع؟نظريًا، يستند البحث إلى إطار تحليلي غني يشمل نظريات مثل الهيمنة الإعلامية، التي تفسر سيطرة الغرب على الرواية العالمية، التي تبرز كيف تحدد وسائل الإعلام ما يفكر فيه الجمهور، التي تسلط الضوء على تأثير التكنولوجيا في تغيير التدفق. كما يتناول نظرية الاستخدامات والإشباعات لفهم تفضيلات الجمهور، ونظرية الاعتماد على الإعلام لتفسير تأثير الأخبار في الأزمات. يخلص البحث إلى أن التدفق الإخباري ليس مجرد عملية تقنية، بل ساحة صراع روايات تحدد الشرعية والوجود، حيث يمكن للكلمة أن تحرر الوعي كخطوة أولى نحو التحرير الفعلي. يعتمد البحث على تحليل محتوى الخطاب الإعلامي، مع مقارنة بين العناوين والمصطلحات المستخدمة في الإعلام العربي والغربي، مدعومًا بأمثلة واقعية مثل "غزة تحت النار" (الجزيرة) مقابل "اندلاع العنف بين إسرائيل وغزة" (BBC). كما يستعرض أهم وكالات الأنباء العالمية (رويترز، أسوشيتد برس) والعربية (واس، وأبرز الصحف والإذاعات والقنوات، لتوضيح هيكلية التدفق الإخباري وتأثيره. يناقش البحث أيضًا تطور صناعة الخبر من الخبر المحلي إلى العالمي، محددًا أهدافه (نقل الحقائق، ومبرزًا التحديات المعاصرة كالسبق الصحفي على حساب المصداقية وظهور صحافة المواطن. يقدم هذا البحث رؤية متعددة الأبعاد للتدفق الإخباري، مستخدمًا غزة كنموذج يجسد تفاعل التاريخ، إنه يدعو إلى إعادة التفكير في دور الإعلام ليس كمرآة سلبية للأحداث، وبين الهيمنة العالمية والصوت المحلي، في ظل عالم يتغير باستمرار وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت الأخبار العالمية حجر الأساس في تشكيل الوعي الجماهيري وصياغة الرأي العام. فمع تزايد الاعتماد على الوسائل الإعلامية الحديثة وانتشار الأخبار عبر الحدود بسرعة غير مسبوقة، إلى جانب استيعاب الآليات التي تحكم جمع وتحرير وصياغة الأخبار ونشرها. إن تدفق الأخبار على المستوى العالمي لا يحدث بمعزل عن العوامل المؤثرة فيه، مثل التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية التي غيرت جذريًا من بيئة الأخبار العالمية. وعلى الرغم من أهمية التداول الإخباري في نشر المعرفة وتنوير المجتمعات، إلا أنه قد يحمل في طياته آثارًا ومخاطر تؤثر على استقرار الدول، تأتي قضية تهجير الفلسطينيين من غزة كنموذج بارز لتفاعل الأخبار العالمية مع الأحداث السياسية، تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تحليل شامل لمنظومة الأخبار العالمية، بدءًا من التعريف بأساسياتها، مرورًا بالعوامل المؤثرة في تدفقها، وصولًا إلى دراسة حالة تطبيقية تسلط الضوء على كيفية تداول قضية التهجير الفلسطيني إعلاميًا، وذلك لفهم طبيعة التغطية الإعلامية العالمية وتأثيرها على مجريات الأحداث الدولية. 1: تعريف الأخبار العالمية:تُشكل الأخبار العالمية أحد أبرز مظاهر الاتصال المعاصر، حيث تُعرف بأنها التقارير الصحفية التي تتناول أحداثًا ذات طابع عابر للحدود الوطنية، سواء من حيث نطاق التأثير أو مستوى الاهتمام الدولي. تشمل هذه الأخبار قضايا مثل الحروب بين الدول، أو الإنجازات العلمية التي تؤثر على البشرية جمعاء. تتميز الأخبار العالمية بشموليتها، والتقنيات الرقمية الحديثة التي تتيح نقل المعلومات بسرعة فائقة عبر القارات. كما تتسم بتعدد الجمهور المستهدف، إذ تخاطب مجتمعات متنوعة ثقافيًا ولغويًا، مما يجعلها أداة رئيسية في ربط العالم وتوحيد الوعي حول القضايا المشتركة (Herman Chomsky, 2:أهمية دراسة الأخبار العالمية : تكتسب دراسة الأخبار العالمية أهمية كبيرة نظرًا لدورها الحاسم في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات على المستوى الدولي. بل أداة فعالة في صياغة الوعي الجمعي، وتأثير القرارات السياسية والاقتصادية. حيث تتشابك مصالح الدول وتتداخل أحداثها، تُعد هذه الدراسة ضرورية لفهم كيفية تأثير التدفق الإخباري على العلاقات الدولية، تعزيز الحوار بين الثقافات، أو مواجهة التحديات مثل انتشار الأخبار المغلوطة والتحيز الإعلامي. كما تتيح تحليل آليات صناعة الأخبار، من جمع البيانات إلى نشرها، وتقييم مدى مصداقيتها، يركز الخبر المحلي على أحداث تقع ضمن حدود جغرافية ضيقة، ويستهدف جمهورًا محددًا يرتبط مباشرة بالحدث، كتقرير عن افتتاح مدرسة جديدة أو تغيير في قوانين محلية. أما الخبر العالمي فيتناول أحداثًا ذات أهمية عابرة للحدود، مثل توقيع معاهدة دولية أو انهيار سوق مالي عالمي، ويخاطب جمهورًا واسعًا من جنسيات مختلفة. يعتمد الخبر المحلي غالبًا على وسائل إعلام وطنية ومصادر قريبة، بينما يتطلب الخبر العالمي شبكات إعلامية دولية وتقنيات متطورة لضمان الانتشار السريع والتغطية الشاملة. 2014) 4:الفرق بين الخبر والإعلان والدعاية : يختلف الخبر عن الإعلان والدعاية في الغرض، سواء كان محليًا أو عالميًا، إلى نقل الحقائق بموضوعية، مركزًا على إعلام الجمهور بما يحدث دون تحيز مقصود، كتقرير عن زلزال أو قمة دولية. مستخدمًا لغة إقناعية تهدف إلى جذب العملاء، كإعلان عن سيارة جديدة يبرز مزاياها. غالبًا عبر توجيه الحقائق أو تضخيمها، يركز الإعلان على البيع والدعاية على الإقناع، مما يجعل الحدود بينها ضبابية أحيانًا في ظل التداخل الإعلامي الحديث (Tuchman, التي تقدم تغطية شاملة بدقة وسرعة عبر شبكات صحفية عالمية. التي توفر تحليلات معمقة إلى جانب الأخبار. وسكاي نيوز من أبرز القنوات التي تقدم تغطية مستمرة. أصبحت المواقع الإلكترونية (bbc. com) ومنصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك) أدوات رئيسية لنشر الأخبار العاجلة، مدعومة بمشاركة المواطنين كمصادر غير تقليدية (Castells, 2012) في ضوء النقاط السابقة، يتضح أن الأخبار العالمية تُشكل ظاهرة معقدة تتجاوز مجرد نقل الأحداث إلى التأثير العميق على الوعي والعلاقات الدولية. تبرز كجسر يربط العالم، وبدراستها نفهم أهميتها في توجيه السياسات، وبمقارنتها بالخبر المحلي ندرك نطاقها الواسع، وبتمييزها عن الإعلان والدعاية نحدد وظيفتها الإعلامية، وباستعراض وسائلها نرى تكامل التقليدي والحديث في نشرها.

يشهد العالم تطورًا تكنولوجيًا غير مسبوق، أصبحت وسائل الإعلام العالمية لاعبًا رئيسيًا في صياغة الأحداث وتأطيرها، بل كأداة حاسمة في تشكيل الرأي العام وإعادة إنتاج السرديات التي تحدد مسارات القضايا الكبرى. الممتلئ بـ "الأخبار العالمية بين التدفق والتأثير: آليات الصياغة والتداول في قضايا العصر (غزة نموذجًا قضية فلسطين هي نموذج مركزي لاستكشاف ديناميكيات التدفق الإخباري وآلياته في التأثير على الوعي الجمعي ويركز البحث على عملية "طوفان الأقصى" التي شهدتها غزة في 7 أكتوبر 2023 كمدخل لتحليل التفاعل بين الإعلام والصراع، مع التركيز على التباين بين الروايات الإعلامية العربية والغربية، ودور التدفق الإخباري في تعزيز أو تقويض الحقائق التاريخية والإنسانية ويبدأ البحث باستعراض الحدث التاريخي لـ"طوفان الأقصى"، وهي عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، حيث أطلقت حوالي 5000 صاروخ وقذيفة، ونجحت في اقتحام قواعد عسكرية إسرائيلية، وتعطيل حركة الملاحة الجوية، مما أحدث صدمة استراتيجية واستخباراتية للكيان الإسرائيلي. يربط البحث هذا الحدث بالسياق التاريخي للصراع العربي-الإسرائيلي، مستحضرًا نصر أكتوبر 1973 كمثال على قدرة المقاومة العربية على تحدي الأساطير العسكرية، حيث أجبرت مصر العدو على التفاوض واستردت سيناء عبر مزيج من الحرب والدبلوماسية. يطرح البحث تساؤلات جوهرية حول طبيعة "طوفان الأقصى": هل كان نصرًا عسكريًا لحظيًا أم بداية لموجة جديدة من الدمار والمعاناة في غزة؟ وهل يمكن اعتبار هذا الحدث انعكاسًا للوحشية الإسرائيلية المستمرة، ينتقل البحث إلى تحليل التناول الإعلامي للقضية الفلسطينية، مركزًا على الثنائية بين الإعلام العربي والغربي. يُظهر الإعلام الغربي، انحيازًا واضحًا يتجلى في استخدام لغة "الحياد" المموهة التي تصف الصراع بـ"نزاع متبادل"، متجاهلاً جذور الاحتلال التاريخية منذ النكبة عام 1948، ومصورًا المقاومة الفلسطينية كـ"إرهاب" بينما يبرر العمليات الإسرائيلية. يعتمد هذا التناول على اختيار مصطلحات مثل "عنف متبادل" و"هجمات مفاجئة"، مع حذف السياق التاريخي للاستيطان والتهجير، مما يعكس هيمنة سردية استعمارية تدعم مصالح الكيان المحتل. رواية مقاومة تؤكد على الحق الفلسطيني، مستخدمًا لغة واضحة مثل "احتلال" و"جرائم حرب"، ومركزًا على البعد الإنساني من خلال توثيق معاناة الأطفال والمدنيين تحت القصف. هذا التباين ليس مجرد اختلاف في الأسلوب، بل معركة سرديات تتجاوز نقل الأخبار إلى صراع على الشرعية والهوية. يوسع البحث نطاقه ليشمل مفهوم التدفق الإخباري كظاهرة عالمية تشكل العمود الفقري للإعلام المعاصر. يعرف التدفق الإخباري على أنه حركة المعلومات عبر الحدود عبر وسائل تقليدية (كالصحف والتلفزيون) وحديثة كمنصات التواصل الاجتماعي)، يحدد البحث عناصر التدفق الإخباري في المصادر (وكالات الأنباء، مشيرًا إلى وظائفه الأساسية: الإعلام، لكنه يحذر من مخاطر مثل الهيمنة الإعلامية الغربية، التي تتحكم في الرواية العالمية عبر وكالات مثل رويترز وفرانس برس، والأخبار الكاذبة التي تنتشر بسرعة في ظل غياب التحقق، والرقابة الحكومية التي تقيد حرية التدفق. كما يصنف البحث أنواع التدفق الإخباري (أفقي بين الدول المتقدمة، ويناقش أبعاده المتعددة: السياسي (تأثير الأخبار على العلاقات الدولية)، الاقتصادي (هيمنة الشركات الإعلامية الكبرى)، الثقافي (انتشار الثقافة الغربية)، التكنولوجي (دور الجيل الخامس في تسريع التدفق)، والاجتماعي (تشكيل الوعي الجمعي). يبرز البحث كيف أتاحت التكنولوجيا الحديثة، مثل منصات التواصل الاجتماعي، للدول النامية فرصة للظهور عبر التدفق العكسي، كما في الربيع العربي، لكنها لم تلغِ الفجوة الرقمية أو الهيمنة الاقتصادية للدول المتقدمة. يسلط البحث الضوء على الدور المصري كمحور تاريخي واستراتيجي في دعم القضية الفلسطينية. دفعت مصر ثمنًا باهظًا في مواجهة الاحتلال، وصولاً إلى انتصار أكتوبر 1973، ثم اختيار السلام في عهد السادات كخيار استراتيجي أثبت صوابه باستعادة سيناء، على عكس رفض ياسر عرفات لهذا النهج الذي يراه البحث خطأ تاريخيًا. في الصراع وإعادة إعمار غزة بخطة طويلة الأمد (3-5 سنوات)، مع التصدي للمخططات الأمريكية-الصهيونية لتقسيم الشرق الأوسط. لكن السؤال المطروح يبقى: هل ستسمح القوى الدولية بتحقيق هذا الهدف، أم ستبقى غزة رهينة للصراع؟نظريًا، يستند البحث إلى إطار تحليلي غني يشمل نظريات مثل الهيمنة الإعلامية، التي تفسر سيطرة الغرب على الرواية العالمية، التي تبرز كيف تحدد وسائل الإعلام ما يفكر فيه الجمهور، التي تسلط الضوء على تأثير التكنولوجيا في تغيير التدفق. كما يتناول نظرية الاستخدامات والإشباعات لفهم تفضيلات الجمهور، ونظرية الاعتماد على الإعلام لتفسير تأثير الأخبار في الأزمات. يخلص البحث إلى أن التدفق الإخباري ليس مجرد عملية تقنية، بل ساحة صراع روايات تحدد الشرعية والوجود، حيث يمكن للكلمة أن تحرر الوعي كخطوة أولى نحو التحرير الفعلي. يعتمد البحث على تحليل محتوى الخطاب الإعلامي، مع مقارنة بين العناوين والمصطلحات المستخدمة في الإعلام العربي والغربي، مدعومًا بأمثلة واقعية مثل "غزة تحت النار" (الجزيرة) مقابل "اندلاع العنف بين إسرائيل وغزة" (BBC). كما يستعرض أهم وكالات الأنباء العالمية (رويترز، أسوشيتد برس) والعربية (واس، وأبرز الصحف والإذاعات والقنوات، لتوضيح هيكلية التدفق الإخباري وتأثيره. يناقش البحث أيضًا تطور صناعة الخبر من الخبر المحلي إلى العالمي، محددًا أهدافه (نقل الحقائق، ومبرزًا التحديات المعاصرة كالسبق الصحفي على حساب المصداقية وظهور صحافة المواطن. يقدم هذا البحث رؤية متعددة الأبعاد للتدفق الإخباري، مستخدمًا غزة كنموذج يجسد تفاعل التاريخ، والإعلام. إنه يدعو إلى إعادة التفكير في دور الإعلام ليس كمرآة سلبية للأحداث، ومع ذلك، بين السرعة والدقة، وبين الهيمنة العالمية والصوت المحلي، في ظل عالم يتغير باستمرار وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت الأخبار العالمية حجر الأساس في تشكيل الوعي الجماهيري وصياغة الرأي العام. فمع تزايد الاعتماد على الوسائل الإعلامية الحديثة وانتشار الأخبار عبر الحدود بسرعة غير مسبوقة، والدعاية، إلى جانب استيعاب الآليات التي تحكم جمع وتحرير وصياغة الأخبار ونشرها. إن تدفق الأخبار على المستوى العالمي لا يحدث بمعزل عن العوامل المؤثرة فيه، مثل التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية التي غيرت جذريًا من بيئة الأخبار العالمية. وعلى الرغم من أهمية التداول الإخباري في نشر المعرفة وتنوير المجتمعات، إلا أنه قد يحمل في طياته آثارًا ومخاطر تؤثر على استقرار الدول، وفي هذا الإطار، تأتي قضية تهجير الفلسطينيين من غزة كنموذج بارز لتفاعل الأخبار العالمية مع الأحداث السياسية، لذا، تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تحليل شامل لمنظومة الأخبار العالمية، بدءًا من التعريف بأساسياتها، مرورًا بالعوامل المؤثرة في تدفقها، وصولًا إلى دراسة حالة تطبيقية تسلط الضوء على كيفية تداول قضية التهجير الفلسطيني إعلاميًا، وذلك لفهم طبيعة التغطية الإعلامية العالمية وتأثيرها على مجريات الأحداث الدولية. 1: تعريف الأخبار العالمية:تُشكل الأخبار العالمية أحد أبرز مظاهر الاتصال المعاصر، حيث تُعرف بأنها التقارير الصحفية التي تتناول أحداثًا ذات طابع عابر للحدود الوطنية، سواء من حيث نطاق التأثير أو مستوى الاهتمام الدولي. تشمل هذه الأخبار قضايا مثل الحروب بين الدول، التغيرات المناخية، أو الإنجازات العلمية التي تؤثر على البشرية جمعاء. تتميز الأخبار العالمية بشموليتها، الصحفيين الميدانيين، والتقنيات الرقمية الحديثة التي تتيح نقل المعلومات بسرعة فائقة عبر القارات. كما تتسم بتعدد الجمهور المستهدف، إذ تخاطب مجتمعات متنوعة ثقافيًا ولغويًا، مما يجعلها أداة رئيسية في ربط العالم وتوحيد الوعي حول القضايا المشتركة (Herman Chomsky, 2002)
2:أهمية دراسة الأخبار العالمية : تكتسب دراسة الأخبار العالمية أهمية كبيرة نظرًا لدورها الحاسم في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات على المستوى الدولي. بل أداة فعالة في صياغة الوعي الجمعي، وتأثير القرارات السياسية والاقتصادية. في ظل العولمة، حيث تتشابك مصالح الدول وتتداخل أحداثها، تُعد هذه الدراسة ضرورية لفهم كيفية تأثير التدفق الإخباري على العلاقات الدولية، تعزيز الحوار بين الثقافات، أو مواجهة التحديات مثل انتشار الأخبار المغلوطة والتحيز الإعلامي. كما تتيح تحليل آليات صناعة الأخبار، من جمع البيانات إلى نشرها، وتقييم مدى مصداقيتها،
الجمهور المستهدف، ومدى التأثير. يركز الخبر المحلي على أحداث تقع ضمن حدود جغرافية ضيقة، مثل مدينة أو دولة، ويستهدف جمهورًا محددًا يرتبط مباشرة بالحدث، كتقرير عن افتتاح مدرسة جديدة أو تغيير في قوانين محلية. أما الخبر العالمي فيتناول أحداثًا ذات أهمية عابرة للحدود، مثل توقيع معاهدة دولية أو انهيار سوق مالي عالمي، ويخاطب جمهورًا واسعًا من جنسيات مختلفة. يعتمد الخبر المحلي غالبًا على وسائل إعلام وطنية ومصادر قريبة، بينما يتطلب الخبر العالمي شبكات إعلامية دولية وتقنيات متطورة لضمان الانتشار السريع والتغطية الشاملة. 2014) 4:الفرق بين الخبر والإعلان والدعاية : يختلف الخبر عن الإعلان والدعاية في الغرض، الأسلوب، يهدف الخبر، سواء كان محليًا أو عالميًا، إلى نقل الحقائق بموضوعية، مركزًا على إعلام الجمهور بما يحدث دون تحيز مقصود، كتقرير عن زلزال أو قمة دولية. في المقابل، مستخدمًا لغة إقناعية تهدف إلى جذب العملاء، كإعلان عن سيارة جديدة يبرز مزاياها. غالبًا عبر توجيه الحقائق أو تضخيمها، بينما يسعى الخبر للإفادة، يركز الإعلان على البيع والدعاية على الإقناع، مما يجعل الحدود بينها ضبابية أحيانًا في ظل التداخل الإعلامي الحديث (Tuchman, 1978). التي تقدم تغطية شاملة بدقة وسرعة عبر شبكات صحفية عالمية. تليها الصحف الدولية، مثل نيويورك تايمز، التي توفر تحليلات معمقة إلى جانب الأخبار. أمريكا (تأسست 1942)، تُعد CNN، الجزيرة، وسكاي نيوز من أبرز القنوات التي تقدم تغطية مستمرة. في العصر الرقمي، أصبحت المواقع الإلكترونية (bbc. reuters. com) ومنصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك) أدوات رئيسية لنشر الأخبار العاجلة، مدعومة بمشاركة المواطنين كمصادر غير تقليدية (Castells, 2012) في ضوء النقاط السابقة، يتضح أن الأخبار العالمية تُشكل ظاهرة معقدة تتجاوز مجرد نقل الأحداث إلى التأثير العميق على الوعي والعلاقات الدولية. من خلال تعريفها، تبرز كجسر يربط العالم، وبدراستها نفهم أهميتها في توجيه السياسات، وبمقارنتها بالخبر المحلي ندرك نطاقها الواسع، وبتمييزها عن الإعلان والدعاية نحدد وظيفتها الإعلامية، وباستعراض وسائلها نرى تكامل التقليدي والحديث في نشرها.