لخّصلي

أولا: نشأة الفكر الإداري ونظرياته رغم صعوبة تحديد الوقت الذي ظهر فيه الفكر الإداري ، إلا أن الإدارة كسلوك لازم الإنسان منذ وجوده على ظهر الأرض ، حيث استخدمه الإنسان البدائي للحفاظ على حياته ولتأمين وجوده وبقاءه، وبدأ الإنسان يطور هذا السلوك الإداري بمرور العصور ، كي يتمكن من إدارة حياته بشكل جيد ، حتى وصل لشكله العلمي بداية من الثورة الصناعية والتي بدأ معها تبلور الإدارة كعلم قائم على البحث العلمي والدراسة وظهور النظريات العلمية المفسرة الأسباب نجاح واخفاق المنظمات ، لذلك فإن الإدارة كعلم تأسست بفضل جهود مجموعة من العلماء الذين انتموا لعدة مدارس كان لكل منها اسهاماتها الواضحة في تطور الفكر الإداري وقد تمثلت تلك المدارس فيما يلي : المدرسة الكلاسيكية المدرسة السلوكية

• المدرسة الحديثة 1 - المدرسة الكلاسيكية ويشكل هذه المدرسة ثلاث مداخل فكرية رئيسية هي نظرية الإدارة العلمية ، نظرية المبادئ الإدارية ، نظرية البيروقراطية. ا نظرية الإدارة العلمية تعد نظرية الإدارة العلمية تاريخيا هي أول الإتجاهات الفكرية والنظريات العلمية في الإدارة التي اعتمدت على تطبيق المنهج العلمي وقامت بإجراء التجارب على ممارستها وتناولت الإدارة كعلم يمكن دراسته. وكان من أهم المؤسسين والمساهمين في الفكر الإداري لنظرية الإدارة العلمية هم فريدريك تايلور هنري جانت ، ايمرسون، جلبرت وليليان وغيرهم ، ورغم أهمية الجهود التي بذلها جميع مؤسسى هذه المدرسة إلا أنه سيتم التركيز على إسهامات تايلور بإعتباره واضع حجر الأساس لهذه النظرية. فريدريك تايلور: يعتبر فريدريك تايلور هو واضع حجر الأساس لإتجاه الإدارة العلمية والذي نشأ في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن العشرين ، المرجع الأول والأساسي الذي يرجع اليه المختصين في علم الإدارة. تدرج تايلور والذي يعد رائد الإداريين في المناصب بدءا من عامل معاون يقوم بالأعمال البسيطة إلى أن وصل في تدرجه الوظيفي لمنصب كبير المهندسين . وقد ساعده هذا التطور الوظيفي على امتلاك القدر الكبير من المعرفة والخبرة بتفاصيل العمل الإداري وأساليبه وإجراءاته في كافة المستويات الإدارية بدءا من مستوى الأعمال التنفيذية واليدوية وصولا للأعمال الخاصة بمستوى الإدارة العليا. وقد وضع تايلور تجربته في العمل الإداري في نظريته الإدارة العلمية التي تضمنت المفاهيم التالية : الإدارة علم له أسسه وقواعده وأصوله الواضحة والتي يمكن تطبيقه في كافة المجالات. أفضل طريقه لأداء أي عمل تعتمد على دراسة الحركة والزمن وتقوم على تعاون الإدارة مع العمال الضمان إنجاز الأعمال بالطريقة السليمة. ربط نظام الأجر بالقطعة بنظام الحوافز للتركيز على الجوانب المادية ضرورة تطبيق الأساليب العلمية في عملية اتخاذ القرارات بدلا من طريقة المحاولة والخطأ. ضرورة تبني مفاهيم جديدة في تسيير العمل داخل المنظمة كتحمل - المسئولية في التخطيط والإشراف ووضع قواعد منظمة للعمل. الاعتماد على الاسلوب العلمي في توظيف العمال لشغل الوظائف وكذلك عند تدريبهم سيؤدي إلى تنمية قدراتهم ورفع معدلات أدائهم. صحيح. الإنتقادات التي وجهت لنظرية تايلور التناقض في تطبيق مبادئها. صعوبة تعميم النتائج. التركيز على الجوانب المادية واهمال الجوانب الاجتماعية والنفسية للعمال والتعامل معهم كالات لا مشاعر لهم. التركيز على البيئة الداخلية للمنظمة وتجاهل علاقة المنظمة بالبيئة الخارجية. للابتكار والابداع. الفصل بين الفكر الإداري والتنفيذ وحصر دور العامل في انجاز العمل . ب نظرية المبادئ الإدارية التنظيم الإداري) ينظر لهذه النظرية كإتجاه مكمل لنظرية الإدارة العلمية حيث ركزت الإدارة العلمية على العامل ومستوى أداءه وكيفية الإرتقاء به ، بينما ركزت نظرية المبادئ الإدارية والتي يطلق عليها أيضا نظرية التنظيم الإداري على المنظمة ككيان كلي ، ومن أهم المؤوسسين لهذا الإتجاه هنري فايول ، فوليت ، وشستر برنارد ، وسيتم التركيز على توضيح إسهامات هنري فايول كونه مؤسس هذا الإتجاه ورائده. هنري فايول يعتبر هنري فايول هو واضع حجر الأساس الإتجاه المبادئ الإدارية والذي وضع كل أسسه في كتابه الشهير الإدارة العليا والإدارة الصناعية ، وتعد أفكاره اللبنة الأساسية لتخصص إدارة الأعمال، وقد أكد فايول على مبدأ عمومية الإدارة وتقوم نظرية فايول على ثلاث عناصر أساسية هي التي تشكل النظام الإداري الوظائف الإدارية رأى فايول أن الوظائف الإدارية تتضمن خمسة وظائف أساسية هي التخطيط . التنظيم، القيادة واصدار الأوامر ، التنسيق والرقابة. أنشطة المنظمة رأى فايول أن أنشطة المنظمة تتضمن ست أنشطة أساسية هي النشاط الإنتاجي والفني ، النشاط التجاري، النشاط المالي ، النشاط الأمني ، النشاط المحاسبي وأخيرا النشاط الإداري. المبادئ التي تقوم عليها نظرية المبادئ الإدارية ركز فايول على الارتقاء بالنظام الإداري بالمنظمة ولذلك وضع مجموعة من المبادئ التنمية التنظيم الإداري بالمنظمة وتحسين نوعيته وزيادة فاعليته وقد تمثلت هذه المبادئ فيما يلي: تحديد القواعد والإجراءات المنظمة للعمل. تحديد السلطة والمسؤولية كأساس لتحقيق المحاسبية. وحدة الأمر. وحدة الإتجاه. التكامل بين مصالح المنظمة والعاملين. تنظيم وتقسيم العمل وفقا للكفاءة والفاعلية. المركزية في اصدار القرارات. التسلسل الهرمي في الإتصالات الداخلية بالمنظمة. العدالة في معاملة العمال وفي تحفيزهم ومكافئتهم. تقليل معدل دوران العمل بالمنظمة. تشجيع التفكير الإبداعي والإبتكاري. تشجيع العمل الجماعي. مزايا نظرية المبادئ الإدارية القابول بعد قابول أول العلماء الذين قدموا للإدارة نظرية متكاملة قابلة للتطبيق في كافة الظروف. الإنتقادات التي وجهت لنظرية المبادئ الإدارية لفايول اغفلت النظرية الجوانب العاطفية والاجتماعية للعاملين. اغفلت التغييرات التي قد تواجهها المنظمة كالتغيرات التكنولوجية. ركزت على عملية توزيع السلطة أكثر من تركيزها على جوانب الإدارة الأخرى. بعض مبادئها تمثل شعارات أكثر من كونها جوانب قابلة للتطبيق. ج - نظرية البيروقراطية الفكر الإداري البيروقراطي الذي قدمه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر هو تصوير للواقع بقصد تسهيل فهم ظاهرة التنظيم بشكل مبسط وبأسلوب محدد ويتضح ذلك في الخصائص الأساسية للنموذج. ويعتبر النموذج البيروقراطي أول نموذج متكامل للمنظمات ، ويمثل اللينة الأساسية لنظرية التنظيم الإداري، وأحد النظريات الثلاثة للمدرسة الكلاسيكية في الإدارة وهي النظرية البيروقراطية، ونظرية الإدارة العلمية، ونظرية التنظيم الإداري أو المبادئ الإدارية. والبيروقراطية هي التنظيم المثالي للمنظمات كبيرة الحجم، حيث يتم وضع النظم والقواعد واللوائح العمل المنظمة ككل ، ويحدد بوضوح الوظيفة والسلطة والمسئولية والرؤساء والمرؤوسين وخطوط الاتصال. فالبيروقراطية تعنى تنمية هيئة إدارية متخصصة يتمثل عملها في التنسيق انتوني دونز وغيرهم، وفيما يلي سيتم توضيح اراء ماكس فيبر باعتباره رائد اتجاه البيروقراطية. من أبرز العلماء الذين اقترن أسمهم بالبيروقراطية هو العالم الألماني ماكس فيبر الذي ولد سنة ١٨٦٤م ومات سنة ١٩٢٠م. ومن بين أهم إسهاماته الإدارية نظرياته في التنظيم والبيروقراطية، حيث نظر للبيروقراطية من زاوية اجتماعية تنظيمية واعتبرها النموذج العقلاني في حياة البشرية والذي يخلو من الخرافة والانفعال في تنظيم شئون حياته. ويشير فيبر في نموذجه بأن رئيس المنظمة يحتاج إلى جهاز إداري قوي لتنفيذ الأنظمة والقواعد والإجراءات والتعليمات وفق هيكل تنظيمي أو سلطة هرمية نتجه من الأعلى إلى الأسفل، وهذا الجهاز في تعريف فيبر هو البيروقراطية. وقد حدد ماكس فيبر ثلاثة أبعاد للتنظيم البيروقراطي وهي علاقات السلطة ، . خصائص التنظيم البيروقراطي، ومركز الموظف في التنظيم البيروقراطي. وركز فيبر في نموذجه على شرعية السلطة وقسمها إلى ثلاثة سلطات وهي السلطة البطولية أو الزعامية ، والسلطة التقليدية، والسلطة الرشيدة (العقلانية). فالسلطة البطولية أو الكارزماتية تعتمد على الصفات الشخصية ، والسلطة الثانية هي السلطة التقليدية ويقصد بها السلطات المفوضة بالتنظيم ومنها أيضاً انتقال المركز أو المنصب بالإرث ، وقد كانت هذه السلطة هي وبالنسبة للسلطة الثالثة والمسماة بالسلطة الرشيدة أو العقلانية فهي السلطة الممنوحة للشخص الإمتلاكة مقومات هذه السلصة وامتلاكه للمقومات والمؤهلاتي التي يتطلبها المنصب وتمثل هذه السلطة موضوع نظرية فيير وأساسها. وركز فيبر في هذه السلطة على السلطة المعطاة اعتمادا على القواعد والأنظمة والتعليمات والإجراءات التي يكتسب الموظف مها شرعية منصبه ، أي أن الشرعية ليست بالكريزما أو الصفات الشخصية وليست بالإرث وانما يكتسبها الفرد من القواعد والأنظمة والتعليمات والإجراءات الخاصة بمنصبه، ومن هنا جاءت كلمة بيروقراطية والتي تعنى حكم المكتب باللغة الفرنسية وهو أيضا ما دعا فيير إلى الخروج بنظريته عن النموذج المثالي للبيروقراطية باحثا فيه عن الموضوعية والدقة والانضباط والرشد من خلال توفر الخصائص التالية في المؤسسة المهيمنة في زمن الإقطاع الأوروبي. الالتزام التام بالقواعد والتعليمات والأنظمة والإجراءات وهو ما يحدد تخصص الموظفين. أنشطة العمل هي واجبات رسمية منظمة وموزعة على الأفراد في تسلسل الهرم توزيع السلطة على الموظفين حسب واجباتهم ومسؤولياتهم وكفاءتهم. السلطة تنظيم هرمي من أعلى إلى أسفل يوضح التسلسل الرئاسي بالمنظمة. تحقيق الرشد والعقلانية في المنظمة مبنى على المعرفة والمهارة بشكل أخير فصل الإدارة عن الملكية. مزايا نظرية البيروقراطية لـ فيبر : الدقة والسرعة والمعرفة والاستمرارية والوضوح، وجود هيكل واضح من علاقات السلطة والمسئولية. الكفاءة في استثمار الموارد والإمكانات والمعرفة الواضحة بالوظائف والوثائق. سلوك المنظمة سلوك رشيد لا تحكمه الأهواء الشخصية. الاعتماد على الرشد والعقلانية من خلال مجموعة من الضوابط تناسب هذه النظرية التنظيمات الحكومية الضخمة. عدم خضوع المراكز الوظيفية وشاغليها في التنظيم الاداري البيروقراطي للضغوط السياسية وأطماع السياسيين وطموحاتهم نظرا لتمسك هذا التنظيم بالقانون واللوائح والقواعد والأنظمة. عدم حدوث تغييرات جوهرية في التنظيم البيروقراطي لما يتمع به من استقرار واستمراية مهما حدث من تغييرات في نظام الدولة أو الفكر الانتقادات التي وجهت النظرية البيروقراطية لـ فيبر يحدث في التنظيمات القائمة بالفعل. المؤسسة أو حتى انعدامه. الآلية والجمود والروتينية التي يؤدي بها الموظف عمله. الارتباط بالحد الأدنى في الأداء. - التركيز على الوسائل واهمال الغايات. بعض المبادئ التي تقوم عليها هذه النظرية - كمبدأ الترقية بالأقدمية - قد تؤدي إلى الاهمال وانخفاض الكفاءة. تركز السلطة وعملية اتخاذ القرارات في المستويات الإدارية العليا وعدم مشاركة المستويات الأدنى بمناقشتها وإبداء الرأي في الخطط والسياسات. - إهمال أثر الظروف البيئية والعوامل الخارجية في نجاح التنظيم. تجاهل أهمية العنصر البشري والمغالاة في التمسك باللوائح والقوانين. - مقاومة التغيير . - المدرسة السلوكية تقوم هذه المدرسة على فرضية أن الأشخاص اجتماعيون بالفترة ويرغبون في تحقيق ذواتهم، وتؤمن المدرسة السلوكية بضرورة الاهتمام بالعمال والبحث عن الأساليب الموضوعية التي تحقق رضاهم وتساعد في تحسين العلاقات وبعد التون مايو ، ماسلو ، دوجلاس يجر و كريس غريس هم أبرز رواد هذه المدرسة ، وقد إندرج تحت هذه المدرسة اتجاهات أربع هي: ا دراسات هوثورن ب نظرية الحاجات الإنسانية وسيتم فيما يلي تناول ابرز اتجاهات هذه المدرسة دراسات هوثورن الظروف المادية ، الإضاءة والضوضاء والحرارة وغير ذلك من العوامل ، وقد انتهى مالتون وفريقه إلى أن هناك العديد من العوامل المؤثرة على معدل إنتاجية العمال ، إلا أنه أكد على وجود عاملين رئيسيين يؤثران على الإنتاجية ويؤديان لزيادتها هما: الإشراف المشترك واحترام أراء العمال واحترام مشاركاتهم. ومن أبرز ايجابيات هذه الدراسات أنها لفتت انتباه المديرين والإدارة والباحثين إلى التركيز على الجوانب الاجتماعية بدلا من التركيز على الجوانب الفنية والهيكلية وحدها التي ركزت عليها المدرسة السلوكية. أما أبرز الإنتقادات التي وجهت لهذه الدراسات فهي عدم إمكانية تعميم نتائجها إلى جانب صغر حجم العينة التي طبقت عليها الدراسات. ب نظرية الحاجات الإنسانية وهي من أشهر نظريات هذه المدرسة، وتقسم هذه النظرية الحاجات الإنسانية لخمسة حاجات أساسية تتدرج في شكل هرمي وتبدء حاجات وفقا الأولويات إشباعها بدءا من قمة الهرم على النحو التالي : الحاجات الفسيولوجية حاجات الأمان الحاجات الاجتماعية حاجات التقدير حاجات تقدير الذات وتقوم هذه النظرية على مبدأين رئيسين هما : ا مبدأ نقص الإشباع وهو الباعث والمحرك السلوك الشخص. مبدأ تدرج الحاجات وهو يعنى ضرورة اشباع الحاجات الأعلى أولا حتى يتم إشباع الحاجات الأدنى بعد ذلك ، فمثلا لا يمكن اشبع الحاجة إلى التقدير دون إشباع الحاجات الفسيولوجية أولا ثم الحاجة للأمن ثم إشباع الحاجات الاجتماعية وهكذا. ج نظرية الشخصية والتنظيم تؤكد هذه النظرية على أن الإدارة تقوم على مجموعة من المبادئ الكلاسيكية التي قد لا تتفق مع شخصية الفرد وبالتالي يحدث الصراع والإحباط بينهما ، مما قد يؤدي لحدوث اخفاق للتنظيم أو للأفراد، ومن هذه المبادئ مبدأ تسلسل الأوامر من مستوى الإدارة العليا للمستويات الأدنى ، مبدأ وحدة التوجيه ، مبدأ نطاق الرقابة والإشراف. مؤسس هذه النظرية هو دوجلاس ماكريجر وجوهر نظريته مبني على أن المدراء هم من يخلقون بيئة العمل التي تتمشى وتتفق مع افتراضاتهم حول العمال ، وأن العمال يقوموا بممارسة عملهم وفقا للآليات والأساليب التي تتفق مع هذه الإفتراضات وتتمشى مع توقعات رؤسائهم منهم. وبصفة عامة ترتكز المدرسة السلوكية على الركائز التالية: التنظيم ليس كيان مادي وإنما كيان ديناميكي وحيوي. التنظيم جزء من البيئة وهو يؤثر فيها ويتأثر بها. للأفراد داخل المنظمة دوافع مادية واجتماعية ونفسية قد لا تتوافق مع أهداف المنظمة وعلى التنظيم مراعاة هذا الأمر. بجانب التنظيم الرسمي للمنظمة هناك تنظيم غير رسمي يؤثر على سلوكها. ابرز الإنتقادات التي وجهت للنظرية السلوكية إهمال بعض الجوانب الخاصة بنمط العلاقات داخل المنظمة. ٣- المدرسة الكمية التنبوء والاحتمالات وما إلى ذلك من الأساليب الكمية. وتتكون المدرسة الكمية من علم الإدارة، نظم المعلومات وإدارة الأعمال ، ومن أبرز مؤسسيسيها هاريس ، شوهارت وفيشر المدارس الإدارية الحديثة تركز المدارس الإدارية الحديثة على كل من البيئة والموقف ونمط المنظمة . وتضم المدرسة الحديثة في الإدارة مجموعة من النظريات كالنظرية الموقفية أو الشرطية ، نظرية النظم ونظرية 2 ، ومن أبرز رواد هذه المدرسة كاتر كان ، لورنس ووليم أوشي. النظرية الموقفية أو الشرطية تبنى النظرية الموقفية على مجموعة من الإفتراضات المتمثلة فيما يلي: كل تنظيم هو نظام مستقل بذاته له خصائصه وظروفه الخاصة به ولهذا السبب لا يمكن إرجاع أسباب نجاح المنظمات لنفس العوامل وإنما تختلف عوامل نجاح كل منظمة بحسب طبيعة الموقف ، ظروف المنظمة ، مواردها وامكاناتها ، الجهاز الوظيفي بها. السلوك الإداري الناجح تشكله مجموعة من العناصر الخاصة بهذا - الموقف تحديدا. السلوك الإداري الملائم لا يمكن تعميمه أو تفسيره بالرجوع لموقف آخر . ب نظرية النظم النظام هو مجموعة من العناصر المتداخلة المتشابكة والتي تتكامل فيما بينها كي يؤدي النظام وظائفه. ويتشكل النظام من أربعة عناصر رئيسية هي: المدخلات ويشكلها كل عناصر المنظمة من موارد مادية وبشرية وتنظيمات . الخ. العمليات وهي عبارة عن الإجراءات والخطوات التي يتم من خلالها تحويل المدخلات المخرجات. المخرجات وهي السلع والخدمات التي تنتجها والمنجزات التي تحققها المنظمة. التغذية العكسية وهي العملية التي يتم من خلالها الاستفادة من عائد

أولا: نشأة الفكر الإداري ونظرياته

رغم صعوبة تحديد الوقت الذي ظهر فيه الفكر الإداري ، إلا أن الإدارة كسلوك لازم الإنسان منذ وجوده على ظهر الأرض ، حيث استخدمه الإنسان البدائي للحفاظ على حياته ولتأمين وجوده وبقاءه، وبدأ الإنسان يطور هذا السلوك الإداري بمرور العصور ، كي يتمكن من إدارة حياته بشكل جيد ، حتى وصل لشكله العلمي بداية من الثورة الصناعية والتي بدأ معها تبلور الإدارة كعلم قائم على البحث العلمي والدراسة وظهور النظريات العلمية المفسرة الأسباب نجاح واخفاق المنظمات ، لذلك فإن الإدارة كعلم تأسست بفضل جهود مجموعة من العلماء الذين انتموا لعدة مدارس كان لكل منها اسهاماتها الواضحة في تطور الفكر الإداري وقد تمثلت تلك المدارس فيما يلي :

المدرسة الكلاسيكية

المدرسة السلوكية

• 
  

  المدرسة الكمية

  
  


• 
  

  المدرسة الحديثة

  
  

1 - المدرسة الكلاسيكية

تعتبر المدرسة السلوكية أقدم المدارس الإدارية، وتقوم هذه المدرسة على فكرة العقلانية وأنها الموجه لسلوك كل الأفراد سواء العاملين بالمنظمة من رؤساء ومرؤوسين أو الجمهور الخارجي من عملاء أو موردين وما إلى ذلك ، ويشكل هذه المدرسة ثلاث مداخل فكرية رئيسية هي نظرية الإدارة العلمية ، نظرية

المبادئ الإدارية ، نظرية البيروقراطية.

ا نظرية الإدارة العلمية

تعد نظرية الإدارة العلمية تاريخيا هي أول الإتجاهات الفكرية والنظريات العلمية في الإدارة التي اعتمدت على تطبيق المنهج العلمي وقامت بإجراء التجارب على

ممارستها وتناولت الإدارة كعلم يمكن دراسته.
وكان من أهم المؤسسين والمساهمين في الفكر الإداري لنظرية الإدارة العلمية هم

فريدريك تايلور هنري جانت ، ايمرسون، جلبرت وليليان وغيرهم ، ورغم أهمية الجهود التي بذلها جميع مؤسسى هذه المدرسة إلا أنه سيتم التركيز على

إسهامات تايلور بإعتباره واضع حجر الأساس لهذه النظرية.

فريدريك تايلور:

يعتبر فريدريك تايلور هو واضع حجر الأساس لإتجاه الإدارة العلمية والذي نشأ في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن العشرين ، وقد وضع تايلور كل أسس نظريته في كتابه الشهير مبادئ الإدارة العلمية والذي يمثل

المرجع الأول والأساسي الذي يرجع اليه المختصين في علم الإدارة.

تدرج تايلور والذي يعد رائد الإداريين في المناصب بدءا من عامل معاون يقوم بالأعمال البسيطة إلى أن وصل في تدرجه الوظيفي لمنصب كبير المهندسين . وقد ساعده هذا التطور الوظيفي على امتلاك القدر الكبير من المعرفة والخبرة بتفاصيل العمل الإداري وأساليبه وإجراءاته في كافة المستويات الإدارية بدءا من مستوى الأعمال التنفيذية واليدوية وصولا للأعمال الخاصة بمستوى الإدارة العليا.

وقد وضع تايلور تجربته في العمل الإداري في نظريته الإدارة العلمية التي

تضمنت المفاهيم التالية :

الإدارة علم له أسسه وقواعده وأصوله الواضحة والتي يمكن تطبيقه في كافة المجالات.

أفضل طريقه لأداء أي عمل تعتمد على دراسة الحركة والزمن وتقوم

على تعاون الإدارة مع العمال الضمان إنجاز الأعمال بالطريقة السليمة.

ربط نظام الأجر بالقطعة بنظام الحوافز للتركيز على الجوانب المادية

والمالية.

ضرورة تطبيق الأساليب العلمية في عملية اتخاذ القرارات بدلا من طريقة

المحاولة والخطأ.
ضرورة تبني مفاهيم جديدة في تسيير العمل داخل المنظمة كتحمل -

المسئولية في التخطيط والإشراف ووضع قواعد منظمة للعمل.

الاعتماد على الاسلوب العلمي في توظيف العمال لشغل الوظائف وكذلك

عند تدريبهم سيؤدي إلى تنمية قدراتهم ورفع معدلات أدائهم. الاعتماد على الأسس العلمية في الإدارة سيساعد على رفع الإنتاجية ويزيد الإنتاج ويقلل التكاليف مما يؤدي إلى زيادة أجور العمال ويحقق مصلحتهم وفي الوقت نفسه يحقق مصلحة أصحاب العمل والعكس

صحيح. أكد على فكرة الإنصاف والعدالة بين الإدارة والعمال فلا ينبغي أن يكون تحقيق أهداف طرف منهم على حساب تحقيق الطرف الآخر الأهداف وانما ينبغي أن تتحقق مصلحة الطرفين لضمان استقرار المنظمة وتقدمها.

الإنتقادات التي وجهت لنظرية تايلور

رغم ما لاقته نظرية تايلور من تأييد وترحيب من جانب أصحاب العمل إلا أنها

في الوقت ذاته لاقت معارضة شديدة جدا من جانب العمال ونقاباتهم.

ومن أهم الانتقادات التي وجهت لنظرية الإدارة العلمية ما يلي:

التناقض في تطبيق مبادئها.

صعوبة تعميم النتائج.

التركيز على الجوانب المادية واهمال الجوانب الاجتماعية والنفسية للعمال والتعامل معهم كالات لا مشاعر لهم.

التركيز على البيئة الداخلية للمنظمة وتجاهل علاقة المنظمة بالبيئة

الخارجية.

اغفال دور التنظيمات الغير رسمية وتجاهل تأثيرها على المنظمة.

المبالغة في تقسيم العمل لدرجة عدم ترك أي مساحة للعاملين بالمنظمة

للابتكار والابداع.
الفصل بين الفكر الإداري والتنفيذ وحصر دور العامل في انجاز العمل .

دون المشاركة في التفكير فيه.

ب نظرية المبادئ الإدارية التنظيم الإداري)

ينظر لهذه النظرية كإتجاه مكمل لنظرية الإدارة العلمية حيث ركزت الإدارة العلمية على العامل ومستوى أداءه وكيفية الإرتقاء به ، بينما ركزت نظرية المبادئ الإدارية والتي يطلق عليها أيضا نظرية التنظيم الإداري على المنظمة ككيان كلي ، ومن أهم المؤوسسين لهذا الإتجاه هنري فايول ، فوليت ، وشستر برنارد ، وسيتم التركيز على توضيح إسهامات هنري فايول كونه مؤسس هذا

الإتجاه ورائده.

هنري فايول

يعتبر هنري فايول هو واضع حجر الأساس الإتجاه المبادئ الإدارية والذي وضع كل أسسه في كتابه الشهير الإدارة العليا والإدارة الصناعية ، وتعد أفكاره اللبنة الأساسية لتخصص إدارة الأعمال، وقد أكد فايول على مبدأ عمومية الإدارة

وعلى كونها كيان مستقل قابل للتطبيق على كل الأنشطة الإنتاجية. وتقوم نظرية فايول على ثلاث عناصر أساسية هي التي تشكل النظام الإداري

بالمنظمة على النحو التالي:

الوظائف الإدارية

رأى فايول أن الوظائف الإدارية تتضمن خمسة وظائف أساسية هي التخطيط .

التنظيم، القيادة واصدار الأوامر ، التنسيق والرقابة.

أنشطة المنظمة

رأى فايول أن أنشطة المنظمة تتضمن ست أنشطة أساسية هي النشاط الإنتاجي والفني ، النشاط التجاري، النشاط المالي ، النشاط الأمني ، النشاط المحاسبي

وأخيرا النشاط الإداري.

المبادئ التي تقوم عليها نظرية المبادئ الإدارية
ركز فايول على الارتقاء بالنظام الإداري بالمنظمة ولذلك وضع مجموعة من

المبادئ التنمية التنظيم الإداري بالمنظمة وتحسين نوعيته وزيادة فاعليته وقد

تمثلت هذه المبادئ فيما يلي:

تقسيم العمل.

تحديد القواعد والإجراءات المنظمة للعمل.

تحديد السلطة والمسؤولية كأساس لتحقيق المحاسبية.

وحدة الأمر.

وحدة الإتجاه.

التكامل بين مصالح المنظمة والعاملين.

تنظيم وتقسيم العمل وفقا للكفاءة والفاعلية.

المركزية في اصدار القرارات.

التسلسل الهرمي في الإتصالات الداخلية بالمنظمة.

العدالة في معاملة العمال وفي تحفيزهم ومكافئتهم.

تقليل معدل دوران العمل بالمنظمة.

تشجيع التفكير الإبداعي والإبتكاري.

تشجيع العمل الجماعي.

مزايا نظرية المبادئ الإدارية القابول

بعد قابول أول العلماء الذين قدموا للإدارة نظرية متكاملة قابلة للتطبيق في كافة

الظروف.

الإنتقادات التي وجهت لنظرية المبادئ الإدارية لفايول اغفلت النظرية الجوانب العاطفية والاجتماعية للعاملين.

اغفلت التغييرات التي قد تواجهها المنظمة كالتغيرات التكنولوجية.

ركزت على عملية توزيع السلطة أكثر من تركيزها على جوانب الإدارة

الأخرى.

بعض مبادئها تمثل شعارات أكثر من كونها جوانب قابلة للتطبيق.
ج - نظرية البيروقراطية

الفكر الإداري البيروقراطي الذي قدمه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر هو تصوير للواقع بقصد تسهيل فهم ظاهرة التنظيم بشكل مبسط وبأسلوب محدد

ويتضح ذلك في الخصائص الأساسية للنموذج. ويعتبر النموذج البيروقراطي أول نموذج متكامل للمنظمات ، ويمثل اللينة

الأساسية لنظرية التنظيم الإداري، وأحد النظريات الثلاثة للمدرسة الكلاسيكية في الإدارة وهي النظرية البيروقراطية، ونظرية الإدارة العلمية، ونظرية التنظيم

الإداري أو المبادئ الإدارية.

والبيروقراطية هي التنظيم المثالي للمنظمات كبيرة الحجم، حيث يتم وضع النظم والقواعد واللوائح العمل المنظمة ككل ، ويحدد بوضوح الوظيفة والسلطة

والمسئولية والرؤساء والمرؤوسين وخطوط الاتصال.

فالبيروقراطية تعنى تنمية هيئة إدارية متخصصة يتمثل عملها في التنسيق

والرقابة على جميع العاملين بالمنظمة.

ويعتبر ماكس فيبر ابرز المساهمين في اتجاه البيروقراطية بالإضافة لإسهامات

انتوني دونز وغيرهم، وفيما يلي سيتم توضيح اراء ماكس فيبر باعتباره رائد

اتجاه البيروقراطية.

ماكس فيبر

من أبرز العلماء الذين اقترن أسمهم بالبيروقراطية هو العالم الألماني ماكس

فيبر الذي ولد سنة ١٨٦٤م ومات سنة ١٩٢٠م.

ومن بين أهم إسهاماته الإدارية نظرياته في التنظيم والبيروقراطية، حيث نظر

للبيروقراطية من زاوية اجتماعية تنظيمية واعتبرها النموذج العقلاني في حياة البشرية والذي يخلو من الخرافة والانفعال في تنظيم شئون حياته.

ويشير فيبر في نموذجه بأن رئيس المنظمة يحتاج إلى جهاز إداري قوي لتنفيذ الأنظمة والقواعد والإجراءات والتعليمات وفق هيكل تنظيمي أو سلطة هرمية نتجه من الأعلى إلى الأسفل، وهذا الجهاز في تعريف فيبر هو البيروقراطية.
وقد حدد ماكس فيبر ثلاثة أبعاد للتنظيم البيروقراطي وهي علاقات السلطة ، .

خصائص التنظيم البيروقراطي، ومركز الموظف في التنظيم البيروقراطي.

وركز فيبر في نموذجه على شرعية السلطة وقسمها إلى ثلاثة سلطات وهي السلطة البطولية أو الزعامية ، والسلطة التقليدية، والسلطة الرشيدة (العقلانية). فالسلطة البطولية أو الكارزماتية تعتمد على الصفات الشخصية ، والتي اشتق منها المنظرين لاحقا العديد من الدراسات في القيادة ومنها نظرية الرجل العظيم. والسلطة الثانية هي السلطة التقليدية ويقصد بها السلطات المفوضة بالتنظيم ومنها أيضاً انتقال المركز أو المنصب بالإرث ، وقد كانت هذه السلطة هي وبالنسبة للسلطة الثالثة والمسماة بالسلطة الرشيدة أو العقلانية فهي السلطة الممنوحة للشخص الإمتلاكة مقومات هذه السلصة وامتلاكه للمقومات والمؤهلاتي التي يتطلبها المنصب وتمثل هذه السلطة موضوع نظرية فيير وأساسها. وركز فيبر في هذه السلطة على السلطة المعطاة اعتمادا على القواعد والأنظمة والتعليمات والإجراءات التي يكتسب الموظف مها شرعية منصبه ، أي أن الشرعية ليست بالكريزما أو الصفات الشخصية وليست بالإرث وانما يكتسبها الفرد من القواعد والأنظمة والتعليمات والإجراءات الخاصة بمنصبه، ومن هنا جاءت كلمة بيروقراطية والتي تعنى حكم المكتب باللغة الفرنسية وهو أيضا ما دعا فيير إلى الخروج بنظريته عن النموذج المثالي للبيروقراطية باحثا فيه عن الموضوعية والدقة والانضباط والرشد من خلال توفر الخصائص التالية في المؤسسة

المهيمنة في زمن الإقطاع الأوروبي.

الالتزام التام بالقواعد والتعليمات والأنظمة والإجراءات وهو ما يحدد تخصص الموظفين.

أنشطة العمل هي واجبات رسمية منظمة وموزعة على الأفراد في

تسلسل الهرم

توزيع السلطة على الموظفين حسب واجباتهم ومسؤولياتهم وكفاءتهم.

• إعداد وحفظ المستندات وأساليب العمل يجب أن يقوم بها ذوو خبرة.

السلطة تنظيم هرمي من أعلى إلى أسفل يوضح التسلسل الرئاسي

بالمنظمة.

تحقيق الرشد والعقلانية في المنظمة مبنى على المعرفة والمهارة بشكل

أخير

فصل الإدارة عن الملكية.

مزايا نظرية البيروقراطية لـ فيبر

نظرية فيير للبيروقراطية بعدة مرايا منها تميزت

: الدقة والسرعة والمعرفة والاستمرارية والوضوح، والخضوع الكامل

للرؤساء ذوي القوى والسيطرة القانونية بحكم المنصب أو المركز.

وجود هيكل واضح من علاقات السلطة والمسئولية.

الكفاءة في استثمار الموارد والإمكانات والمعرفة الواضحة بالوظائف

والوثائق.

سلوك المنظمة سلوك رشيد لا تحكمه الأهواء الشخصية.

الاعتماد على الرشد والعقلانية من خلال مجموعة من الضوابط

والمعايير لتحقيق أعلى كفاءة انتاجية ممكنة.

تناسب هذه النظرية التنظيمات الحكومية الضخمة.

عدم خضوع المراكز الوظيفية وشاغليها في التنظيم الاداري البيروقراطي للضغوط السياسية وأطماع السياسيين وطموحاتهم نظرا لتمسك هذا

التنظيم بالقانون واللوائح والقواعد والأنظمة.

عدم حدوث تغييرات جوهرية في التنظيم البيروقراطي لما يتمع به من استقرار واستمراية مهما حدث من تغييرات في نظام الدولة أو الفكر

السياسي.

الانتقادات التي وجهت النظرية البيروقراطية لـ فيبر
رأى بعض الباحثين أن نموذج فيير غير عملي وغير مناسب لتفسير ما -

يحدث في التنظيمات القائمة بالفعل.

التقليل من وجود العلاقات الشخصية بين أعضاء الفريق الواحد في نفس

المؤسسة أو حتى انعدامه.

الآلية والجمود والروتينية التي يؤدي بها الموظف عمله.

الارتباط بالحد الأدنى في الأداء.

• التركيز على الوسائل واهمال الغايات.

بعض المبادئ التي تقوم عليها هذه النظرية - كمبدأ الترقية بالأقدمية - قد

تؤدي إلى الاهمال وانخفاض الكفاءة.

تركز السلطة وعملية اتخاذ القرارات في المستويات الإدارية العليا وعدم

مشاركة المستويات الأدنى بمناقشتها وإبداء الرأي في الخطط والسياسات.

• إهمال أثر الظروف البيئية والعوامل الخارجية في نجاح التنظيم..

تجاهل أهمية العنصر البشري والمغالاة في التمسك باللوائح والقوانين.

• 
  

  مقاومة التغيير .

  
  


• 
  

  المدرسة السلوكية

  
  

تقوم هذه المدرسة على فرضية أن الأشخاص اجتماعيون بالفترة ويرغبون في

تحقيق ذواتهم، وتؤمن المدرسة السلوكية بضرورة الاهتمام بالعمال والبحث عن

الأساليب الموضوعية التي تحقق رضاهم وتساعد في تحسين العلاقات

الاجتماعية بينهم بما ينعكس إيجابا على المنظمة ويعمل على رفع انتاجيتها.

وبعد التون مايو ، ماسلو ، دوجلاس يجر و كريس غريس هم أبرز رواد هذه

المدرسة ، وقد إندرج تحت هذه المدرسة اتجاهات أربع هي:

ا دراسات هوثورن

ب نظرية الحاجات الإنسانية

ج نظرية الشخصية والتنظيم

نظرية X و Y‏
وسيتم فيما يلي تناول ابرز اتجاهات هذه المدرسة

دراسات هوثورن

قامت هذه الدراسات ببحث العلاقة بين انتاجية العمال وبعض العوامل التي قد تؤثر عليها كالحوافز الاقتصادية ، الظروف المادية ، الإضاءة والضوضاء والحرارة وغير ذلك من العوامل ، وقد انتهى مالتون وفريقه إلى أن هناك العديد من العوامل المؤثرة على معدل إنتاجية العمال ، إلا أنه أكد

على وجود عاملين رئيسيين يؤثران على الإنتاجية ويؤديان لزيادتها هما:

المناخ الاجتماعي السائد داخل المنظمة وبين العمال.

الإشراف المشترك واحترام أراء العمال واحترام مشاركاتهم.

ومن أبرز ايجابيات هذه الدراسات أنها لفتت انتباه المديرين والإدارة والباحثين إلى التركيز على الجوانب الاجتماعية بدلا من التركيز على

الجوانب الفنية والهيكلية وحدها التي ركزت عليها المدرسة السلوكية.

أما أبرز الإنتقادات التي وجهت لهذه الدراسات فهي عدم إمكانية تعميم

نتائجها إلى جانب صغر حجم العينة التي طبقت عليها الدراسات.

ب نظرية الحاجات الإنسانية

وهي من أشهر نظريات هذه المدرسة، وتقسم هذه النظرية الحاجات الإنسانية لخمسة حاجات أساسية تتدرج في شكل هرمي وتبدء حاجات وفقا الأولويات إشباعها بدءا من قمة الهرم على النحو التالي :

الحاجات الفسيولوجية

حاجات الأمان

الحاجات الاجتماعية

حاجات التقدير

حاجات تقدير الذات
وتقوم هذه النظرية على مبدأين رئيسين هما :

ا مبدأ نقص الإشباع وهو الباعث والمحرك السلوك الشخص. مبدأ تدرج الحاجات وهو يعنى ضرورة اشباع الحاجات الأعلى أولا حتى يتم إشباع الحاجات الأدنى بعد ذلك ، فمثلا لا يمكن اشبع الحاجة إلى

التقدير دون إشباع الحاجات الفسيولوجية أولا ثم الحاجة للأمن ثم إشباع

الحاجات الاجتماعية وهكذا.

ج نظرية الشخصية والتنظيم

تؤكد هذه النظرية على أن الإدارة تقوم على مجموعة من المبادئ الكلاسيكية

التي قد لا تتفق مع شخصية الفرد وبالتالي يحدث الصراع والإحباط بينهما ، مما قد يؤدي لحدوث اخفاق للتنظيم أو للأفراد، ومن هذه المبادئ مبدأ تسلسل الأوامر من مستوى الإدارة العليا للمستويات الأدنى ، مبدأ وحدة التوجيه ، مبدأ

نطاق الرقابة والإشراف.

د نظرية X و Y‏

مؤسس هذه النظرية هو دوجلاس ماكريجر وجوهر نظريته مبني على أن المدراء

هم من يخلقون بيئة العمل التي تتمشى وتتفق مع افتراضاتهم حول العمال ، وأن

العمال يقوموا بممارسة عملهم وفقا للآليات والأساليب التي تتفق مع هذه

الإفتراضات وتتمشى مع توقعات رؤسائهم منهم.

وبصفة عامة ترتكز المدرسة السلوكية على الركائز التالية:

التنظيم ليس كيان مادي وإنما كيان ديناميكي وحيوي.

التنظيم جزء من البيئة وهو يؤثر فيها ويتأثر بها.

للأفراد داخل المنظمة دوافع مادية واجتماعية ونفسية قد لا تتوافق مع أهداف المنظمة وعلى التنظيم مراعاة هذا الأمر.

بجانب التنظيم الرسمي للمنظمة هناك تنظيم غير رسمي يؤثر على

سلوكها.
ابرز الإنتقادات التي وجهت للنظرية السلوكية

لا يمكن أن يعزى حجم انتاج العامل إلى مستوى رضاءه فقط. التركيز على دعم العمل أكثر من الإنتاج.

إهمال بعض الجوانب الخاصة بنمط العلاقات داخل المنظمة.

٣- المدرسة الكمية

تركز هذه المدرسة على النماذج الرياضية في صنع القرار الإداري وترى ضرورة حل المشكلات الإدارية واتخاذ القرارات الإدارية بناءا على الاعتمادا على التحليل الكمي للبيانات والمعلومات الخاصة بالمنظمة ومن أساليب التحليل الكمي التي تعتمد عليها هذه النظرية أسلوب البرمجة الخطية

التنبوء والاحتمالات وما إلى ذلك من الأساليب الكمية. وتتكون المدرسة الكمية من علم الإدارة، نظم المعلومات وإدارة الأعمال ،

ومن أبرز مؤسسيسيها هاريس ، شوهارت وفيشر

المدارس الإدارية الحديثة

تركز المدارس الإدارية الحديثة على كل من البيئة والموقف ونمط المنظمة . وتضم المدرسة الحديثة في الإدارة مجموعة من النظريات كالنظرية الموقفية أو الشرطية ، نظرية النظم ونظرية 2 ، ومن أبرز رواد هذه المدرسة كاتر

كان ، لورنس ووليم أوشي.

النظرية الموقفية أو الشرطية

تبنى النظرية الموقفية على مجموعة من الإفتراضات المتمثلة فيما يلي: كل تنظيم هو نظام مستقل بذاته له خصائصه وظروفه الخاصة به ولهذا السبب لا يمكن إرجاع أسباب نجاح المنظمات لنفس العوامل وإنما تختلف عوامل نجاح كل منظمة بحسب طبيعة الموقف ، ظروف

المنظمة ، مواردها وامكاناتها ، الجهاز الوظيفي بها.
السلوك الإداري الناجح تشكله مجموعة من العناصر الخاصة بهذا -

الموقف تحديدا.

السلوك الإداري الملائم لا يمكن تعميمه أو تفسيره بالرجوع لموقف آخر .

ب نظرية النظم

النظام هو مجموعة من العناصر المتداخلة المتشابكة والتي تتكامل فيما

بينها كي يؤدي النظام وظائفه.

ويتشكل النظام من أربعة عناصر رئيسية هي:

المدخلات ويشكلها كل عناصر المنظمة من موارد مادية وبشرية

وتنظيمات .... الخ.

العمليات وهي عبارة عن الإجراءات والخطوات التي يتم من خلالها

تحويل المدخلات المخرجات.

المخرجات وهي السلع والخدمات التي تنتجها والمنجزات التي تحققها

المنظمة.

التغذية العكسية وهي العملية التي يتم من خلالها الاستفادة من عائد

تقييم المنظمة وذلك عند وضع المنظمة لخططها الجديدة.

ج - نظرية 2

هي نظرية إدارية جمعت بين أساليب الإدارة المتبعة في أمريكا واليابان وخرجت بنظام إداري معدل يشتمل على مجموعة من الأنماط الإدارية على

النحو التالي:

التوظيف طويل المدى.

المسئولية الفردية.

ربط الترقية بالخصائص والمهارات وليس بالأقدمية.

الاهتمام بالعاملين بشكل كامل.

صنع القرارات بشكل جماعي.
رقابة غير رسمية بمقاييس معلنة ومقننة.

بعد استعراض نشأة الإدارة كعلم وتطورها منذ نشأتها حتى الوقت الراهن يتضح لنا وجود تكامل بين النظريات التقليدية والنظريات الحديثة في الإدارة الصالح المنظمة والعملية الإدارية فلكل نظرية من تلك النظريات جوانب قوة وجوانب ضعف وبالتالي فإن التكامل بينهما سينعكس ايجابيا على المنظمة وسيساعدها على تحقيق أهدافها بالشكل المأمول، لذا يجب الإنتقاء من

الإيجابيات الخاصة بكل مدرسة من المدارس الإدارية وفقا لمقتضيات الموقف الإداري والطبيعة المنظمة ولطبيعة الأهداف التي تسعى إلى

تحقيقها.

ثانيا : مفهوم الإدارة

الإدارة هي (Administration) وهي كلمة من أصل لاتيني ، وهي مكونه من

جزاين (Ad) ويقابلها بالإنجليزية (To) بمعنى لك و الثاني (Ministratio) ويقابلها بالإنجليزية (Serve) بمعنى خدمة ، أي أن الادارة في الأصل اللاتيني الكلمة تعني خدمة تؤدى للشخص عن طريق جهة مسئولة عن ذلك...

وتعرف الإدارة (بالإنجليزية: Management على أنها عملية يتم من خلالها تنسيق أنشطة المؤسسة وتنظيمها وذلك لتحقيق أهداف محددة حيث تمثل الإدارة عامل إنتاج يضم المواد ، المال والآلات وترتكز مهمة الإدارة في التسويق والابتكار كما تتضمن وظائف تتداخل فيما بينها من تنظيم ورقابة وتخطيط

وتوجيه وذلك بهدف تكوين سياسة المنظمة وتحقيق أهداف هذه السياسة.

أي أن الإدارة هي عملية التنسيق بين عوامل الإنتاج البشرية والمادية باستخدام الوظائف الإدارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه والرقابة للوصول إلى الهدف المطلوب بأقصر وقت وأقل جهد وأعلى كفاءة. وتعرف الادارة بأنها العملية التي يمكن من خلالها تنفيذ غرض معين والإشراف

عليه
وتعرفها فاطمة بدر ومعاذ الصباغ على أنها عملية تحقيق أهداف المنظمة من

خلال القيام بوظائف التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.

وترى أميمة الأسطل أن الإدارة هي فن التنسيق بين الجهود البشرية والأمكانات المتاحة من أجل رفع مستوى المؤسسة وتحقيق الأهداف المنشودة مع مراعاة

العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسة.

كما يعرفها آخرين على أنها العملية التي يتم من خلالها تفاعل الأفراد بكفاءة

وفاعلية وذلك لتحقيق الأهداف المنشودة. وعرفها شوقي عبد الله بأنها عملية انسانية اجتماعية تتناسق فيها جهود العاملين في المنظمة أو المؤسسة كأفراد وجماعات لتحقيق الأهداف التي أنشئت المؤسسة

من أجل تحقيقها متوخين في ذلك أفضل استخدام ممكن للإمكانات المادية

والبشرية والعينية المتاحة للمنظمة.

ويعرفها محمود رضوان بأنها عملية توجيه وتخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة

وصنع قرار بإستخدام طاقة الموارد المالية والبشرية والمادية والمعلوماتية لتحقيق

هدف ما بكفاءة وفاعلية، ويتضمن هذا المفهوم أن الإدارة :

عملية : إي أنها طريقة منظمة وليست عشوائية.

الوظائف الإدارية : الإدارة قائمة لتحقيق حملة من الوظائف التوجيه

والتنظيم ........ الخ).

الاستخدام والتوظيف الأمثل للموارد : يركز التعريف على استخدام الموارد

بكفاءة وفاعلية.

الأهداف التنظيمية : تسعى المنظمة لتحقيق الأهداف المطلوبة ويختلف

الهدف باختلاف المنشأة.

الكفاءة : وتعنى أداء العمل المطلوب بأفضل طريقة.

الفاعلية : وتعنى القدرة على وضع أهداف مناسبة وملائمة لاحتياجات

المجتمع.

المدير الكفء : هو الذي يحقق أفضل نتائج أو مخرجات مقارنة بغيره.
المدير الفعال : هو الذي يختار أهداف واقعية وحسب الإحتياجات

والمحتملة

ومن التعريفات الشائعة للإدارة تعريف فريدريك تيلور الذي يرى أن الإدارة تعني إدراك ما يتوجب على الأفراد أداءه بشكل صحيح وعلى أفضل صوره وأقل تكلفه.

ومن الجدير بالذكر أن الإدارة الناجحة تمتلك مجموعة من المقومات منها: الوظائف والأنشطة وهي التي يمارسها المديرين من تخطيط ، تنظيم .

توجيه ورقابة.

الأعمال والأهداف وهي تشير إلى الأعمال والأهداف التي تريد

المنظمة تحقيقها.

الموارد البشرية حيث تتضمن تلك الموارد جهود الأفراد العاملين في

المنظمة من أجل تحقيق الأهداف والأعمال بكفاءة وفاعلية.

الكفاءة، والفاعلية: تتمثل الكفاءة في القدرة على استخدام الموارد من غير

هدر كما تشير أيضا إلى مقدرة المدير على الاقتصاد والتوفير في استخدام

بينما تعنى الفاعلية هذه الموارد بما لا يعيق تحقيق الأهداف والنتائج القدرة على تحقيق الأهداف التي تريد المنظمة تحقيقها وبهذا الشكل تكون

هناك ضرورة لتحقق الكفاءة والفاعلية معا بالمنظمة كي تتمكن من تحقيق

أهدافها.

ثالثا : خصائص الإدارة

علم وفن

الإدارة كعلم يقصد بالعلم أنه مجموعة من القواعد والمبادئ التي تم الوصول إليها بالدليل العلمي ، حيث تخضع للدراسة ، ويؤكد نتائجها

الدليل العلمي الذي يقوم بتأكيد صحة وسلامة المبادئ. وتؤكد بجانب

صحتها وسلامتها أنها قابلة للتطبيق.

الإدارة كف
ثامنا: العلاقة بين الإدارة والعلوم الأخرى

ترتبط الإدارة بالعلوم الأخرى بشكل وثيق ، فكلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به .

فالإدارة تستفيد من القواعد العلمية والمبادئ التي تتوصل لها العلوم الأخرى وتعمل على توظيفها داخل المنظمات ، بغية تنميتها والارتقاء بها ، كما أنها تعمل على الاستفادة من تلك العلوم في توظيف أدواتها التحليلية المختلفة من أجل تحليل بيئة المنظمة الداخلية والخارجية للتقدم بها. وفي الوقت ذاته تمد العلوم الأخرى بأساليب التخطيط الفعالة لتحديد وتحقيق أهدافها وكذلك تمدها بالأساليب التي تساعدها على أداء أدوارها ووظائفها المختلفة بفاعلية وفي الوقت

ذاته تمكنها من الإستثمار الجيد لكافة أدواتها.

وفيما يلي توضيح العلاقة بين الإدارة والعلوم الأخرى :

علاقة الإدارة بعلم النفس : ينظر علم النفس إلى الإدارة على أنها فن

التعامل مع البشر فتستطيع الإدارة توضيح الأساليب المثلى للتعامل مع العنصر البشري وتوجيهه وفي الوقت ذاته يزود علماء النفس المختصين

في الإدارة بخصائص النفس البشرية ودوافعها وبالتالي يمكن الاستفادة

من ذلك في تحقيق التوجيه الأمثل لهذا العنصر البشري على النحو

الأمثل.

علاقة الإدارة بعلم الاجتماع : يرى علماء الاجتماع أن الإدارة هي نظام

اجتماعي هادف يضم مجموعة من الأفراد يعملون معا لتحقيق هدف مشترك، لذا يجب على المدير الناجح معرفة خصائص النظام

الاجتماعي بشكل جيد حتى يمكنه قيادة وتوجيه مجتمع المنظمة.

علاقة الإدارة بعلم الإقتصاد : يرى رجال الأعمال أن الإدارة هي فن

الرجل الموهوب القادر على استثمار وإدارة الموارد بأفضل شكل ممكن

التحقيق أفضل النتائج المرجوة.

علاقة الإدارة يعلم الإحصاء : تستفيد الإدارة من علم الإحصاء في

الوصول لأهم الأساليب التي يمكن من خلالها حساب البدائل المتاحة
للمنظمة لتحقيق أهدافها لإتخاذ قرارات دقيقة ومحسوبة كما أن هذا العلم -

يمد المنظمة بأساليب التحليل الكمي المختلفة التي تمكن المنظمة من

دراسة نتائجها.

ويرى علماء الإدارة : أن الإدارة هي تخطيط وتنظيم وتوجيه عناصر

المشروع والرقابة عليها لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.

تاسعا: العلاقة بين الإدارة والخدمة الاجتماعية

مع زيادة احتياجات الإنسان وعجز الأسرة عن تلبية هذه الاحتياجات بمفردها .

أصبح لابد من وجود بديل لتلبية تلك الاحتياجات من خلال إيجاد مؤسسات اجتماعية وتربوية واقتصادية ، فالمؤسسة كيان ينشأ من أجل إشباع الاحتياجات

وتقديم الخدمات الأفراد المجتمع، وتتنوع هذه المؤسسات من حيث الحجم والأهداف والتبعية. ومهما كان نوع المؤسسة فهي تتكون من بناء ووظيفة تسعى

من أجل تحقيق أهداف مجتمعية.

ولا

يمكن لأي مؤسسة ناجحة تسيير شؤونها دون وجود نظام جيد للإدارة بكل ما

يشمله هذا النظام من مبادئ وأساليب وأدوات مختلفة ، فالإنسان عرف الإدارة

كسلوك منذ بدء الخليقة، واستخدمها لتسيير شؤون حياته الخاصة ، فالإدارة سلوك بشري يميز الإنسان وحده عن سائر المخلوقات يستخدمه جميع البشر

الإدارة شؤون حياتهم اليومية، والتخطيط لها واتخاذ القرارات بشأنها .

فالإدارة هي تلك العملية التي تقوم على أساس العمل مع الأفراد والجماعات

والموارد الأخرى من أجل إنجاز الأهداف وجوهرها اتخاذ القرارات التي تحكم سلوك الأفراد، وتتميز الإدارة بتعدد مراحلها كما تمتاز بارتباطها بالمنظمات .

حيث تعمل على تحقيق أهداف محددة، وهي لا تقتصر على مجال بعينه بل

تمارس في كافة مجالات الحياة الإنسانية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية

وتعمل على استثمار الموارد بالشكل الأمثل وتقوم عملية الإدارة بعدة وظائف

تتضمن التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتدريب ..... الخ.
ومع تنوع وتعدد الأغراض والأهداف التي تنشأ من أجلها المؤسسات والأعمال .

التي تقوم بها تبعا لذلك، أصبحت إدارة هذه المؤسسات تأخذ نفس مسمى الأعمال التي تقوم بها أو الأهداف المطلوب منها تحقيقها ، يأتي من بين هذه الأنواع إدارة المؤسسات المشتغلة بالخدمة الاجتماعية تحت ما يسمى الإدارة الاجتماعية أو الإدارة في الخدمة الاجتماعية، أو إدارة المؤسسات الاجتماعية. وتعرف إدارة المؤسسات الاجتماعية عند هيرمن ستين: بأنها عملية لتحديد

وتحقيق أغراض المنظمة من خلال الجهد التعاوني المنظم .

كما عرف هاري تريكر إدارة المؤسسات الاجتماعية بأنها عمليات للعمل مع الناس من خلال طرق وأساليب لتحرير طاقاتهم وربطها ببعضها مما يجعلهم قادرون على استخدام الموارد المتاحة لتوفير البرامج والخدمات التي يحتاجها

المجتمع .

ومن جانب آخر يمكن تعريف إدارة المؤسسات الاجتماعية بأنها عمليات

واختصاصات تستهدف تمكين الموظفين في المنظمات الاجتماعية من أداء المسؤوليات المنوطة بهم وفقاً للمتطلبات الوظيفية ، لإنجاز أهداف المنظمة

بصورة فعالة في إطار المحددات القائمة خصائص إدارة المؤسسات الاجتماعية :

تعتبر الإدارة طريقة من الطرق المساعدة لمهنة الخدمة الاجتماعية . الإدارة عملية إنسانية هادفة بمعنى أنها تتضمن سلسلة من الخطوات المتتابعة والمتبادلة التأثير والتأثر مع البيئة المحيطة من أجل إنجاز الأهداف المرغوبة ، وتنفق أهداف الإدارة مع أهداف الخدمة الاجتماعية لذلك فهي تستفيد من دراسة الأساليب الإدارية في تسيير العمل بالمنظمات التي تعمل بها من أجل تحقيق أهدافها وتقديم الخدمة الجيدة

العملاءها .
للإدارة وظيفة اجتماعية زادت أهميتها بالزيادة البشرية التي أدت الزيادة

حاجة البشر إلى تنظيم الجهود ، ترتيب الأعمال ، وتحديد الأهداف ،

وحشد الإمكانات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف في كافة مجالات الحياة.

تزاول الإدارة في مختلف المجالات المرتبطة بأنشطة الخدمة الاجتماعية ، وعلى كافة المستويات ، فهي لا تقتصر على مجال معين أو مستوى

بذاته

يمارسها الأخصائيين الاجتماعيين باعتبارها وظيفة ثانوية مكملة

لوظيفتهم المهنية الأساسية وفقاً لوضعهم الوظيفي بالمؤسسة .

يتطلب أداء الإخصائي الاجتماعي الدوره بفاعلية ضرورة امتلاكه

للمهارات الإدارية والفنية والفكرية بجانب المهارات المهنية ، فالإدارة تعتبر نوعاً من المهارات الفكرية والسلوكية التي يجب على الإخصائي الاجتماعي اكتسابها ، والتي يتطلب اكتسابها توفر العلم والخبرة لديه في مجال العمل الإداري حتى يتمكن من ممارسة مختلف العمليات الإدارية المطلوبة منه ، وحتى يتمكن من فهم طبيعة العمل الذي تمارسه المنظمة التي يتولى إدارتها أو يعمل ضمن فريقها الإداري من أجل العمل على تحقيق أهدافها، مع الالتزام بقيم وأهداف مهنة الخدمة

الاجتماعية .

أهمية الإدارة للخدمة الاجتماعية

لا يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يمارس مهنته إلا من خلال وجوده

ضمن مؤسسة اجتماعية تهدف إلى تقديم خدمات للأفراد، وتعمل على

تلبية احتياجاتهم ، لذلك لابد له من معرفة طبيعة هذه المؤسسة وسيل

إدارتها.

يحتاج الإحصائي الاجتماعي إلى معرفة وظائف الإدارة وعملياتها فالأخصائي الاجتماعي الناجح لابد أن يكون قادرا على التحديد الدقيق
للاحتياجات وعلى القيام بالتخطيط العلمي والإشراف والتوجيه والتنسيق والتقييم .

تعطى الإدارة للخدمة الاجتماعية مكانة أكبر في المجتمع فهي تجعل

قراراتها مبنية على الدراسة العلمية والدقيقة وعلى الموائمة بين الموارد

والامكانات والأهداف والغايات للمؤسسة التي تعمل بها.

تعطى الإدارة للأخصائي الاجتماعي والدراسي الخدمة الاجتماعية رؤية

واضحة حول متطلبات العمل الإداري وحول المهام المطلوب منهم القيام

بها لأداء دورهم على النحو الأمثل ولتحقيق النجاح المنشود.

تساعد الإدارة الأخصائيين الاجتماعيين على فهم المؤسسة وطبيعة عملها وكيفية تسيير العمل بها وتوجيه الجهود نحو تحقيق المؤسسة

الأهدافها

تساعد الإدارة الحديثة الإخصائي الاجتماعي على أن يمتلك المهارات الإدارية بجانب ما يمتلكه من مهارات وإمكانات مهنية مما يجعله أقل

علقا عند تطبيق قواعد الضبط داخل المؤسسة.

يعمل الأخصائي الاجتماعي ضمن فريق عمل لحل بعض المشكلات الاجتماعية، ويساعده إمتلاك المهارات المهنية والمهارات الإدارية إلى

أداء دوره ضمن فريق العمل بأعلى كفاءة.

تمثل دراسة الإدارة بصفة عامة وإدارة المؤسسات الاجتماعية بصفة

خاصة أهمية كبيرة للأخصائيين الاجتماعيين لإنها تساعدهم على معرفة

كل ما يتعلق بالإدارة ووظائفها وعملياتها وبالتالي يصبح لديهم تصور

كاف لعمل تلك المؤسسات وكيفية إدارتها وأهمية الدور الذي قد يلعبوه

بها وكيفية استثمار مهاراتهم وقدراتهم في القيام بالمهام المطلوبة منهم داخل تلك المؤسسات وأداء دورهم بها بالشكل الأفضل.

تساعد الإدارة الخدمة الاجتماعية على تنسيق خدماتها وعلى تحقيق التكامل بينها وتمنع التعارض والازدواجية عند تقديم تلك الخدمات.
تساعد الإدارة على تحقيق التوافق بين نشاط المؤسسة والظروف البيئية

والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

تساعد الإدارة على تحقيق التوافق بين جهود كافة المنظمات وأفراد البيئة

وتوجيهها في مسار واحد نحو تحقيق احتياجات المجتمع.

الأخصائي الاجتماعي أحد أعضاء الفريق التنظيمي بالمؤسسات

الاجتماعية لذا فهو يحتاج لمعرفة كل ما يتعلق بالعملية الإدارية في تلك المؤسسات وأساليبها وأسس بناء تنظيميها الإداري ودوره داخل هذا

التنظيم وحدود هذا الدور ومسئولياته.

مبادئ الإدارة في الخدمة الاجتماعية

إذا كانت الإدارة وكفاءتها مرتبطة بالدرجة الأولى بوجود القواعد والأسس التي

تسير عليها وتحكم نشاطها ، فإن إدارة المؤسسات الاجتماعية تحتاج هي

الأخرى لوجود مجموعة من القواعد المنظمة لنشاطها والموجهة له لتحقيق

أهدافها، والمؤسسات الاجتماعية في الغالب تقوم على تقديم خدمة ما لجمهور محدد بالاعتماد على الإستثمار الفعال لمواردها الحكومية والأهلية والتطوعية.

واذا كانت أهداف الخدمة الاجتماعية ترتبط بإشباع احتياجات ومطالب سكان المجتمع، فلابد من التأكد من أن الخدمة الاجتماعية تلتزم بالمبادئ المهنية

والمبادئ الإدارية التي تمكنها من إدارة كافة مواردها وامكاناتها وتوجيهها نحو

تحقيق أهدافها.

ولذلك تم تحديد مجموعة من المباديء العامة لإدارة المؤسسات الاجتماعية .

والتي تم اشتقاقها من المباديء العامة للإدارة بوجه عام وهي على النحو التالي :

مبدأ بلورة السياسات ويتمثل بتحديد الأنشطة ووضع الأهداف .

مبدأ التخصص وتقسيم العمل ويساعد هذا في زيادة إنتاجية العمل .

مبدأ التنميط ويقوم على رسم المهام والمسؤوليات للعاملين بالمؤسسة.

مبدأ العلاقات الإنسانية وهو تنمية نوع العلاقات الاجتماعية بين

العاملين في المؤسسة الاجتماعية.
مبدأ تنمية المشاركة التطوعية أو المشاركة الشعبية ويقوم بالدرجة الأولى على صورة تنظيمات اجتماعية أهلية تقوم على الديمقراطية والمشاركة .

جميع هذه المبادىء تعمل بشكل ترابطي ومتكامل لتحقق الإدارة أهدافها المنشودة في المؤسسات الاجتماعية المختلفة .