لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

المعركة بالتمنيات الطيبة بالنصر المؤزر الوشيك . لم يفعل الشيخ زايد شيئاً
من هذا القبيل لإيمانه بأن القدوة العملية هي خير متحدث بلسانه والمحرك
الحقيقي للمواقف والأحداث التي يمكن أن تتوالى بعد ذلك .قراره التاريخي والرائد بقطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية في
حرب أكتوبر بمثابة المبادرة العملية الأولى التي أدت بعد ذلك إلى الموقف
الموحد الذي اتخذته دول النفط العربي تجاه الدول المؤدية لإسرائيل
والزعامة التاريخية في قراراتها المصيرية قد تبدو للعين العابرة وكأنها
اتخذتها فجأة من وحي اللحظة دون تفكير متأن وتأمـل مسبق ،الزعامة التاريخية في هذا تشبه إلى حد كبير جبل الجليد الطافي في مياه
لا يرى الناس منه سـوى قـمـتـه لـكـن سـفـوحـه وجـوانبـه وقـاعـدتـه
العريضة الراسخة تختفي تحت طيات الأمواج في حين أنها الأساس الذي
ولذلك فإن صدور القرار التاريخي الذي قد يبدو مفاجئاً
هو نتيجة لمقـدمات كامنة في وعي الزعـيـم الذي وجد أن
اللحظة المناسبة قد حانت لإصداره . يقول الشيخ زايد :
«لقد كنا دائما نطالب باستعادة حقنا في الأرض السليبة . ولم يجد العالم العربي من يناصره . وكانت الولايات المتحدة نقف دائمآ ضـد إرادة العرب .ومع إسرائيل التي تجحف حقنا . لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض .كل إنسان فـوق هذه الأرض بالاحترام وبالـشـعـور الإنساني الذي يرفض
الظلم لأننا نتأثر بكل ما يقع للبشر في كل أنحاء العالم من ألوان الظلم . .
ونتألم لآلام الشعوب المغلوبة على أمرها»
بتحليل المتغيرات السياسية .الذي يجب أن لا يحيد عنه .التاريخية ، وهو وضـوح أدى إلى اتساق نظـرتـه ومـعـالجـتـه لـكـل الأمـور
وطارئة . وبهذه العقلانية التي تضع كل الاحتمالات في اعتبارها يمكن
معالجة كل الأمور بلا تشنج أو انفعال لا لزوم له . يـقـول الشيخ زايد في
مؤتمره الصحفي في ٢٠ أكتوبر ١٩٧٣ متسائلاً :
«كيف يمكن أن تستمر المعاملات والعلاقات بين دولة وأخرى من طرف
واحد؟ ! إن أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة يسعدها أن تقيم علاقاتها
مع الدول على أساس المصلحة المتبادلة . . نريد أن نفيد ونستفيد ولا نرغب
في أن نتشاحن مع أي دولة صغيرة أو كبيرة ، ولكننا أجبرنا على رد الإساءة . ونحن الآن نرد الإساءة»
وأحياناً قد يواجه الزعيم بموقف مفاجيء أو طارىء لا يمنحه فسحة من
أبعاده ، لكن يظل وعيه السابق بمتغيرات العصر وثوابت الاستراتيجية التي
رسمها لنفسه بمثابة الإطار الذي يمكن التحرك داخل حدوده التي تزاوج بين
حد أدنى وحد أقصى ، بحيث يضمن السير على هدى تقاليده وقيمه الثابتة ،بأول .قائلاً :
الكبيرة بآمالها
سيئة؟
وبنفس الوضوح الفكري والانساق المنهجي أجابه الشيخ زايد :
قرارنا سليماً أو غير سليم .يهاجمها . هل يمكن لهذه العائلة وهي تواجه الخطر أن تجلس لتخطط
الموت في أعماق
والموت بيد
الله وليس بيد دولة صغيرة أو دولة كبيرة . إن أي قـوة على هذه الأرض لا
تستطيع أن تنزع روح الإنسان . إلى متى سنظل
نخاف ونخشى؟ لم يخصنا الخطر وحـدنـا ونحن فقط؟ ! لماذا لا يخاف
. وتتمركز فيها
منذ أكثر من ٢٥ عاماً والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي
حساب . فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر؟ ! إننا إذا
فسوف نترك كل شيء للعدو .ماذا أفعل إذا وجدت ابني وأخي يطعن ويقتل؟ ! إن الواجب الطبيعي المنطقي
إن ضبط النفس
حياة أو موت» . إن أخـطـر القـرارات
المصيرية التي قد يبدو فيها عامل المخاطرة قويا ومسيطراً لا تخلو من حرص
يصعب الخروج منها .التجارب والمحن ، ويختصـر له
التفصيلية الدقيقة . وعلى حسه وخبرته السياسية مادياً
ثم يقدم على قراره المصيري وهو يدرك جيداً أن المصير في النهاية بيد الله ، وهو بهذا ينزع من قلبه
ومن قلوب أبناء وطنه الخوف الذي يمكن أن يصيب حركتهم بالشلل
ويحيط عامل المخاطر في قراره بضمانات تجعله محسوباً إلى حد كبير ،وتمكنه في الوقت نفسه من الاستعداد للتعامل مع المتغيرات الطارئة .بهذا المنطق المتماسك المتسق يضع الشيخ زايـد يده على ما تؤكده علوم
مصيري أن يتجاهلها أو يتجنبها .أولا بأول . إذ أن كـل
التداعيات والنتائج التي ترتبت على قرار قطع البترول بصفة خاصة وعلى
تطورات المعارك على الجبهة بصفة عامة أثبتت أن قراره التاريخي لـم يكـن
بل كان نابعاً مـن وعي
عميق وحس حضاري شامل صهر المتغيرات السياسية والثوابت الإنسانية
المعنية . فإنها في
الوقت نفسه تملك قدراً مماثلاً من النظرة الواقعية التي توضح أن تراجع قوة
يهددها . ذلك أن العدو الخارجي واضح ومحدد ويمثل هدفاً يمكن مقاومته
أما التحلل عندما
يسري في همم وعزائم أبناء الوطن فإنه قد يشكل مرضاً خبيثا قد يصعب
وهذا
المفهـوم يتجلى في حديث الشيخ زايد لبعثة الإعلام المصرية التي زارت
البلاد في 17 أكتوبر ١٩٧٥ ،العرب ، وأن الكثير من التقدم والاستقرار والسعادة قد تحقق بفضل الاتحاد ،تقاعس الـهـمم من داخله ، وأعرب عن أمله في أن لا يـكـون لمثـل هـذا
التقاعس وجود بين الصفوف ،الاتحاد .٢١أكتوبر ١٩٧٥ قال :
علينا أن نعرف الطريق الصحيح وتجمع عليه لأنه طريق السعادة . المسيرة الواحدة . وأنا أقول ذلك لأنه لا يمكن أن تكون لنا أهداف متفرقة . . لا يمكن أن يكون لنا إلا هدف واحد هو صيانة
وطننا ونرتفع فوق المصالح الشخصية . علينا أن نتجنب المصالح الشخصية ، لأن المصلحة العامة هي التي تجمع الشمل .وبذلك يؤكد الشيخ زايد أن المصلحة العامة ليست سوى محصلة جمع المصالح الشخصية بأسلوب قومي موضوعي . أما الذين يلهثون وراء مصالحهم الشخصية فقط ، فإن قصر نظرهم يمنعهم من إدراك أن مصالحهم هذه لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار المصلحة العامة التي إذا انهارت فلابد أن تعود بالوبال على المصالح الشخصية ذاتها .وازدهارها .والسلطة في نظر الزعيم التاريخي ليست مصلحة شخصية لـه لا بد أن يتشبث بها ، بل هي مجرد وسيلة أو أداة لتحقيق المصلحة العامة للوطن . ولذلك فهو يبدو زاهداً فيها باستمرار خاصة إذا وجد أن الظروف غير مواتية والأحوال معوقة لتطبيق استراتيجيته الحضارية ، أو إذا رأى جميع الأعمال التي قام بها قد أصبحت متكاملة وأنت ثمارها . أو إذا أراد أن يحتاط لما يجب أن يتحمله من أعباء وأن يحدد معالم الطريق الذي سيقود فيه الأمة في المسيرة القادمة . ففي حديث شامل في مؤتمر صحفي عقده الشيخ زايد أثناء زيارة خاصة له الجمهورية الصومال في ٧ أغسطس ١٩٧٦ ، أعطى تحليلاً كاملاً للموقف الذي أدى إلى إعلانه قراره بعدم تجدید فترة رئاسته
وأشار إلى الأحوال التي يمكن فقط عند توافرها أن يقبل الرئاسة لفترة ثانية . قال :
والسبيل إلى ذلك هو التعاون في كافة المجالات . والطريق الذي يبدو لي الآن أنه من الضروري أن يسعى الجميع لتحقيق هذا التعاون وتبادل الرأى بين الأشقاء والإخوان لما فيه خير وصالح المجتمع العربي والإسلامي كله . ولكن توجد بعض العقبات . مثل عدم التنسيق وعدم التآزر في مواجهة المشاكل والقضايا المشتركة . وهذا يؤدى إلى تعطيل المسيرة . . وينعكس هذا كله بالتالي على ما أمكن تحقيقه فعلاً من تعاون في
المجالات المختلفة
أى أن الشيخ زايد يدق جرس الإنذار بصراحته المعهودة حتى ينبه جميع الأطراف المعنية إلى أن احتمال دخول المسيرة الوطنية في طرق مسدودة أصبحت قائمة ، وأنه ليس على استعداد للسير فيها بعد كل الإنجازات التي قام بها ، وكل الآفاق التي فتحها للحاق بموكب العصر . والسلطة والمسؤولية في نظره تكليف لا تشريف ، ولا يعقل أن يسهر بنفسه على عمل أراد الشعب إنجازه طوال السنوات الماضية ، ثم لا يجد بعد كل هذا سوى عدم التنسيق وعدم التآزر في مواجهة المشاكل والقضايا المشتركة مما يؤدي إلى تعطيل المسيرة وخلل العلاقات بين الدول الشقيقة . لأن كل ذلك لا بد أن يكون على حساب مستقبل الوطن . وهي قضية
ملحة تتطلب الصراحة والمواجهة ووضع النقط على الحروف حتى لا تضيع معالم الطريق تحت أقدام أبناء الوطن ، وحتى لا تنطمس القيمة الحضارية لإنجازات الزعيم نفسه . فمن حقه أن يحافظ عليها في الصورة اللائقة بها . وإذا وجد أن عدم التنسيق وعدم التآزر وتعطيل المسيرة وخلل العلاقات من شأنه أن يصيب الإنجازات السابقة بنكسة أو ردة إلى الوراء ، فمن حقه أن يعلن شجبه ورفضه لكل هذا ، حتى ولو بلغ هذا الرفض حد التنحي أو عدم قبول تجديد مدة رئاسته فترة أخرى . والحياة لا تعترف بمبدأ «محلك سر فهي إما تقهقر للخلف أو انطلاق للأمام ، والذين يظنون أنفسهم راسخين ثابتين في مواقعهم ، واهمون لأنهم لا يدركون أنهم يتقهقرون بالنسبة للآخرين المنطلقين إلى آفاق العصر . فإذا كان هذا هو الوضع بالنسبة لأنصار «محلك سر فما بالك بوضع الذين يرفضون التنسيق والتآزر ؟ ! يقول الشيخ زايد في مؤتمره الصحفي في ٧ أغسطس ١٩٧٦ : «لقد انتهت المدة التي توليت فيها رئاسة الدولة وهي خمس سنوات ، ولا يجوز أن آخذ أكثر مما قطعته على نفسي وتحملته أمام وطني وأمتي . والشيء الثاني . أنني قبلت القيادة وتحملت أعباء الرئاسة في الوقت الذي كانت فيه الإمارات مبعثرة . . . في بلدنا وإماراتنا . كنا نعمل ليل نهار من أجل إسعاد شعبنا الذي عانى طويلاً . وكانت اتصالاتنا مع إخواننا العرب ، وفي 
من أجل بناء علاقات قوية وطيبة على نفس المستوى . وكل هذه الإنجازات واضحة ويلمسها الجميع . ويعلم الله كيف كنت أسهر بنفسي على كل عمل نريد إنجازه في دولة الإمارات . حتى
اتصالاتنا الخارجية كنت أتابعها وأسهر عليها لإيماني بأنها لصالح دولتنا»
هذا هو الواقع الحضاري الرائد الذي حققه الشيخ زايد لوطنه ومن حقه أن يحافظ عليه وأن يفخر به وأن يحميه من كل ما يمكن أن يمسه من قريب أو بعيد ، لكنه على استعداد للنزول من على هذه
يقول :
إن الإنسان لا يجوز له أن يسبح في البحر بيد واحدة ، ما دام الله عز وجل قد خلق له يدين ورجلين ، والأمة جسم واحد ، لا شك في هذه الحقيقة أبداً . إذا اشتكى عضو فيه من ألم يشعر باقي الجسم بنفس الألم . ويشعر الجسم الكبير بأن هذا العضو الذي يشعر بالألم له نفع كبير يقوم به
لباقي الجسم . ظناً منه أن العقل الأوحد والمفكر الأوحد والمحرك الأوحد لمقدرات أمنه . أما الزعيم القومي فيدرك أن الدافع الذاتي من داخل 
المواطن لا بد أن ينطلق ليلتقي بفكر الزعيم ثم يتفاعل معه ، تأثيراً وتأثراً ، من أجل تحقيق الوحدة العضوية لبناء الوطن وانطلاقته الحضارية . فهو لا يستطيع مواصلة إنجازاته بدون تآزر المسؤولين معه ومساهمة الشعب في تطبيق استراتيجيته . وهذا الفرق بين الزعيم القومي والزعيم النرجسي هو أيضاً الفرق بين الزعيم الديمقراطي والزعيم الديكتاتوري الذي لا يستطيع أن يتصور كيان الأمة ووجودها بدونه . أما الزعيم الديمقراطي فيحب أن تتواصل المسيرة الديمقراطية من خلال الانتقال الشرعي والحضاري للسلطة من جيل إلى جيل دون انقلابات أو نكسات أو غير ذلك من أمراض النظم الشمولية التي يجثم الديكتاتور على أنفاسها ولا يتركها إلا مرغماً ، إما بالموت بطريقة أو بأخرى ، أو بانقلاب يطيح به إلى السجن أو المنفى ، وهو الذي كان يظن أنه يمخر عباب الماء في حين أنه يسبح في البحر بيد واحدة ، كما كان يظن أنه يقود الزحف المقدس نحو آفاق الحضارة في حين أن يسير على قدم واحدة ، إذا ما اقتبسنا استعارة الشيخ زايد الذي يرفض هذا المنهج تماماً لأنه يرى أن الزعيم والشعب وجهان لعملة واحدة هيا المتحضرة . فلا يمكن للزعيم أن يقود أمته بدون الدافع الذاتي النابع من داخل المواطن دون ادعاء أو افتعال ، كما أن الشعب لا يمكن أن يتلمس سواء السبيل بدون القيادة المستنيرة للزعيم . ومن خلال التفاعل بين الزعيم والشعب تتواصل المسيرة الديمقراطية وتنتقل إلى الجيل التالي له وهكذا . أما الديكتاتور فيتصرف - سواء بوعي أو بلا وعي - تطبيقاً لمبدأ «أنا ومن بعدي الطوفان . وفي هذا يقول الشيخ زايد :
الأمة
فاليوم أرى من واجبي أنه لا ينبغي أن أحول بين إخواني وبين القيام 
بمهامهم ، لكي يأخذوا دورهم ويعرفوا المسؤوليات التي علينا وعليهم . وأن كل إنسان يجب أن يعرف عمله ومسؤولياته . وسأعطي مثالاً لذلك . . إن المزارع يعرف كيف يعمل في زراعته بالطريقة التي لا يعرفها صياد البحر .


النص الأصلي

المعركة بالتمنيات الطيبة بالنصر المؤزر الوشيك . لم يفعل الشيخ زايد شيئاً
من هذا القبيل لإيمانه بأن القدوة العملية هي خير متحدث بلسانه والمحرك
الحقيقي للمواقف والأحداث التي يمكن أن تتوالى بعد ذلك . ولذلك كان
قراره التاريخي والرائد بقطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية في
حرب أكتوبر بمثابة المبادرة العملية الأولى التي أدت بعد ذلك إلى الموقف
الموحد الذي اتخذته دول النفط العربي تجاه الدول المؤدية لإسرائيل
.
والزعامة التاريخية في قراراتها المصيرية قد تبدو للعين العابرة وكأنها
اتخذتها فجأة من وحي اللحظة دون تفكير متأن وتأمـل مسبق ، لكن
الزعامة التاريخية في هذا تشبه إلى حد كبير جبل الجليد الطافي في مياه
المحيط ، لا يرى الناس منه سـوى قـمـتـه لـكـن سـفـوحـه وجـوانبـه وقـاعـدتـه
العريضة الراسخة تختفي تحت طيات الأمواج في حين أنها الأساس الذي
.
ترتكز عليه القمة . ولذلك فإن صدور القرار التاريخي الذي قد يبدو مفاجئاً
على القمة ، هو نتيجة لمقـدمات كامنة في وعي الزعـيـم الذي وجد أن
اللحظة المناسبة قد حانت لإصداره . يقول الشيخ زايد :
«لقد كنا دائما نطالب باستعادة حقنا في الأرض السليبة . لـم نترك باباً
واحداً للسلام إلا وطرقناه . ولم يجد العالم العربي من يناصره . لم نجد من
يناصر العدل . وكانت الولايات المتحدة نقف دائمآ ضـد إرادة العرب .
ومع إسرائيل التي تجحف حقنا . ولقد واجهنا المستحيل . . لأننا أصحاب
حق . لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض . . يجب أن يحظى
كل إنسان فـوق هذه الأرض بالاحترام وبالـشـعـور الإنساني الذي يرفض
الظلم لأننا نتأثر بكل ما يقع للبشر في كل أنحاء العالم من ألوان الظلم . .


ونتألم لآلام الشعوب المغلوبة على أمرها»
هكذا تبدو القيم الإنسانية الثابتة المرجع الأساسي للشيخ زايد كلما قام
بتحليل المتغيرات السياسية . ولذلك كان دائماً يملك البوصلة التي تجنبه
الدخول في متاهات هذه المتغيرات التي قد تبعده عن خطه الاستراتيجي
الذي يجب أن لا يحيد عنه . ومن هنا كان وضوح الرؤية الذي يميز زعامته
التاريخية ، وهو وضـوح أدى إلى اتساق نظـرتـه ومـعـالجـتـه لـكـل الأمـور
والقضايا والمشكلات التي قد تواجـهـه سـواء أكانت مـتـوقـعـة أم مفاجئة
وطارئة . وبهذه العقلانية التي تضع كل الاحتمالات في اعتبارها يمكن
معالجة كل الأمور بلا تشنج أو انفعال لا لزوم له . يـقـول الشيخ زايد في
مؤتمره الصحفي في ٢٠ أكتوبر ١٩٧٣ متسائلاً :
«كيف يمكن أن تستمر المعاملات والعلاقات بين دولة وأخرى من طرف
واحد؟ ! إن أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة يسعدها أن تقيم علاقاتها
مع الدول على أساس المصلحة المتبادلة . . نريد أن نفيد ونستفيد ولا نرغب
في أن نتشاحن مع أي دولة صغيرة أو كبيرة ، ولكننا أجبرنا على رد الإساءة .
إن تعاليم ديننا هي أن نرد بالخير أكثر منه ولكننا لا نستطيع أن نتحمل الإساءة
إلى ما لانهاية . ونحن الآن نرد الإساءة»
وأحياناً قد يواجه الزعيم بموقف مفاجيء أو طارىء لا يمنحه فسحة من
الوقت الكافي للدراسة المتأنية والتخطيط التفصيلي والإلمام الدقيق بكل
أبعاده ، لكن يظل وعيه السابق بمتغيرات العصر وثوابت الاستراتيجية التي
رسمها لنفسه بمثابة الإطار الذي يمكن التحرك داخل حدوده التي تزاوج بين
حد أدنى وحد أقصى ، بحيث يضمن السير على هدى تقاليده وقيمه الثابتة ، وفي الوقت نفسه يملك ناحية التعامل مع المتغيرات الطارئة أولا
بأول . فقد سأل أحد الصحفيين الشيخ زايد عن خلفيات قرار قطع البترول
قائلاً :
«هـل كـان قـرار أبوظبي-الدولة الصغيرة بسكانها ، الكبيرة بآمالها
وطموحها- علي أساس دراسة مسبقة لما يمكن أن يـسـفـر عنه من ردود
سيئة؟
وبنفس الوضوح الفكري والانساق المنهجي أجابه الشيخ زايد :
«إن العدو لم يترك لنا الوقت لندرس ونخطط وندقق ونتأكـد مما إذا كـان
قرارنا سليماً أو غير سليم . إننا كالعائلة التي تجلس في دارهـا ثم يأتيها من
يهاجمها . هل يمكن لهذه العائلة وهي تواجه الخطر أن تجلس لتخطط
وتدرس؟ إننى أقول لكم ليس هناك ما هو أكثر من الموت . الموت في أعماق
البشر منذ أن خلق الله الإنسان وليس هناك خطر أكثر من الموت ، والموت بيد
الله وليس بيد دولة صغيرة أو دولة كبيرة . إن أي قـوة على هذه الأرض لا
تستطيع أن تنزع روح الإنسان . فهذا شيء بيد الخالق . إلى متى سنظل
نخاف ونخشى؟ لم يخصنا الخطر وحـدنـا ونحن فقط؟ ! لماذا لا يخاف
العدو؟ ! إن إسرائيل تطلق صواريخها على الأرض العربية . . وتتمركز فيها
منذ أكثر من ٢٥ عاماً والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي
يصل إلـيـهـا بـراً وبحراً وبالمال الذي يدفع من الخزائن الأمريكية كل يوم وبلا
حساب . فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر؟ ! إننا إذا
جلسنا وخططنا خـوفاً من أن يلحقنا الخطر ، فسوف نترك كل شيء للعدو .
ماذا أفعل إذا وجدت ابني وأخي يطعن ويقتل؟ ! إن الواجب الطبيعي المنطقي
هو أن أقف مع أخي ومع ابني لأسانده في ملاقاة الأعداء . إن ضبط النفس
وما إلى ذلك من العبارات يكون في وقت السلم أما في وقت الحرب . . فإما
حياة أو موت» .
ولذلك يـفـرق الشيخ زايد بين الخوف والحرص . إن أخـطـر القـرارات
المصيرية التي قد يبدو فيها عامل المخاطرة قويا ومسيطراً لا تخلو من حرص
الزعيم على أن يجنب بلاده الـوقـوع في مآزق . أو التورط في متاهات قـد
يصعب الخروج منها . ولاشك أن حسه السياسي الذي انصهر في بوتقة
.
التجارب والمحن ، يمده بالضوء الهادى في مثل هذه المواقف ، ويختصـر له
الوقت الذي يمكن أن يستغـرقـه اتخاذ القرار إذا ما لجأ إلى الدراسة المتأنية
التفصيلية الدقيقة . وإذا ما كان إيمان الزعيم بالله قوياً -مثل الشيخ زايد-
فما عليه سوى أن يعتمد عليه روحياً ، وعلى حسه وخبرته السياسية مادياً
(
ثم يقدم على قراره المصيري وهو يدرك جيداً أن المصير في النهاية بيد الله ،
وليس بيد أية قوة مادية مهما كان جبروتها وبطشها . وهو بهذا ينزع من قلبه
ومن قلوب أبناء وطنه الخوف الذي يمكن أن يصيب حركتهم بالشلل
ويحيط عامل المخاطر في قراره بضمانات تجعله محسوباً إلى حد كبير ،
وتمكنه في الوقت نفسه من الاستعداد للتعامل مع المتغيرات الطارئة .
بهذا المنطق المتماسك المتسق يضع الشيخ زايـد يده على ما تؤكده علوم
الاستراتيجية الحديثة من أن عامل المخاطرة ضرورة ملحة لا يمكن لأي قرار
مصيري أن يتجاهلها أو يتجنبها . لكن العبرة باحتواء تداعيات هذه المخاطرة
أولا بأول . وقـد كـانـت نـظـرة الشيخ زايـد ثـاقـبـة وبعيدة المدى ، إذ أن كـل
التداعيات والنتائج التي ترتبت على قرار قطع البترول بصفة خاصة وعلى
تطورات المعارك على الجبهة بصفة عامة أثبتت أن قراره التاريخي لـم يكـن
مجرد ارتجال أو انفعال طاريء أو طفرة حماسية ، بل كان نابعاً مـن وعي
عميق وحس حضاري شامل صهر المتغيرات السياسية والثوابت الإنسانية
في بوتقة أخرجت معدناً نقياً ، متألقاً ، أصيلاً ، نال احترام كل الأطراف
المعنية .
وإذا كانت الزعامة التاريخة تملك من النظرة المثالية الكثير ، فإنها في
الوقت نفسه تملك قدراً مماثلاً من النظرة الواقعية التي توضح أن تراجع قوة
الدفع الحضاري داخل البلاد أخطر بكثير من الغزو الخارجي الذي يمكن أن
يهددها . ذلك أن العدو الخارجي واضح ومحدد ويمثل هدفاً يمكن مقاومته
ومحاربته ثم ضربه في الـصـمـيـم إن عاجلاً أو آجلاً . أما التحلل عندما
يسري في همم وعزائم أبناء الوطن فإنه قد يشكل مرضاً خبيثا قد يصعب
محاصرته والسيطرة عليه إذا لم يتم اجتثاثه مع ظهور بوادره الأولى . وهذا
المفهـوم يتجلى في حديث الشيخ زايد لبعثة الإعلام المصرية التي زارت
البلاد في 17 أكتوبر ١٩٧٥ ، عندما أكد أن قيام اتحاد الإمارات هو قوة لكل
العرب ، وأن الكثير من التقدم والاستقرار والسعادة قد تحقق بفضل الاتحاد ،
وقال إنه لا يخشى على الاتحاد مـن غـزو خارجي ، وإنما يخشى عليه من
تقاعس الـهـمم من داخله ، وأعرب عن أمله في أن لا يـكـون لمثـل هـذا
التقاعس وجود بين الصفوف ، ودعا إلى تكريس كل الجهود لدفع مسيرة
الاتحاد .
وفـي حـديـث لـه مع ممثلي الـصـحـافـة وأجـهـزة الإعلام المحـلـيـة فـي
٢١أكتوبر ١٩٧٥ قال :



علينا أن نعرف الطريق الصحيح وتجمع عليه لأنه طريق السعادة . . وهذا الطريق هو الموقف الواحد ، المسيرة الواحدة .. وأنا أقول ذلك لأنه لا يمكن أن تكون لنا أهداف متفرقة . . لا يمكن أن يكون لنا إلا هدف واحد هو صيانة
وطننا ونرتفع فوق المصالح الشخصية .. علينا أن نتجنب المصالح الشخصية ، لأن المصلحة العامة هي التي تجمع الشمل .
وبذلك يؤكد الشيخ زايد أن المصلحة العامة ليست سوى محصلة جمع المصالح الشخصية بأسلوب قومي موضوعي . أما الذين يلهثون وراء مصالحهم الشخصية فقط ، فإن قصر نظرهم يمنعهم من إدراك أن مصالحهم هذه لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار المصلحة العامة التي إذا انهارت فلابد أن تعود بالوبال على المصالح الشخصية ذاتها . وبالتالي فإن المصلحة الشخصية والمصلحة العامة وجهان لعملة واحدة هي تقدم الأمة
وازدهارها .
والسلطة في نظر الزعيم التاريخي ليست مصلحة شخصية لـه لا بد أن يتشبث بها ، بل هي مجرد وسيلة أو أداة لتحقيق المصلحة العامة للوطن . ولذلك فهو يبدو زاهداً فيها باستمرار خاصة إذا وجد أن الظروف غير مواتية والأحوال معوقة لتطبيق استراتيجيته الحضارية ، أو إذا رأى جميع الأعمال التي قام بها قد أصبحت متكاملة وأنت ثمارها . أو إذا أراد أن يحتاط لما يجب أن يتحمله من أعباء وأن يحدد معالم الطريق الذي سيقود فيه الأمة في المسيرة القادمة . ففي حديث شامل في مؤتمر صحفي عقده الشيخ زايد أثناء زيارة خاصة له الجمهورية الصومال في ٧ أغسطس ١٩٧٦ ، أعطى تحليلاً كاملاً للموقف الذي أدى إلى إعلانه قراره بعدم تجدید فترة رئاسته


لدولة الإمارات في ديسمبر اللاحق ، وأشار إلى الأحوال التي يمكن فقط عند توافرها أن يقبل الرئاسة لفترة ثانية . قال :
«الحقيقة أن الهدف الأسمى هو رفع معيشة الإنسان في العالم العربي والعالم الإسلامي . والسبيل إلى ذلك هو التعاون في كافة المجالات . . الاقتصادية وغيرها . والطريق الذي يبدو لي الآن أنه من الضروري أن يسعى الجميع لتحقيق هذا التعاون وتبادل الرأى بين الأشقاء والإخوان لما فيه خير وصالح المجتمع العربي والإسلامي كله . ولكن توجد بعض العقبات .. مثل عدم التنسيق وعدم التآزر في مواجهة المشاكل والقضايا المشتركة .. وهذا يؤدى إلى تعطيل المسيرة .. ويحدث خللاً في العلاقات بين الدول الشقيقة . . وينعكس هذا كله بالتالي على ما أمكن تحقيقه فعلاً من تعاون في
المجالات المختلفة
أى أن الشيخ زايد يدق جرس الإنذار بصراحته المعهودة حتى ينبه جميع الأطراف المعنية إلى أن احتمال دخول المسيرة الوطنية في طرق مسدودة أصبحت قائمة ، وأنه ليس على استعداد للسير فيها بعد كل الإنجازات التي قام بها ، وكل الآفاق التي فتحها للحاق بموكب العصر . والسلطة والمسؤولية في نظره تكليف لا تشريف ، ولا يعقل أن يسهر بنفسه على عمل أراد الشعب إنجازه طوال السنوات الماضية ، ثم لا يجد بعد كل هذا سوى عدم التنسيق وعدم التآزر في مواجهة المشاكل والقضايا المشتركة مما يؤدي إلى تعطيل المسيرة وخلل العلاقات بين الدول الشقيقة . وهذا موقف لا يحتمل أية مجاملة أو دبلوماسية ناعمة أو حساسية من إغضاب الآخرين ، لأن كل ذلك لا بد أن يكون على حساب مستقبل الوطن . وهي قضية



ملحة تتطلب الصراحة والمواجهة ووضع النقط على الحروف حتى لا تضيع معالم الطريق تحت أقدام أبناء الوطن ، وحتى لا تنطمس القيمة الحضارية لإنجازات الزعيم نفسه . فمن حقه أن يحافظ عليها في الصورة اللائقة بها . وإذا وجد أن عدم التنسيق وعدم التآزر وتعطيل المسيرة وخلل العلاقات من شأنه أن يصيب الإنجازات السابقة بنكسة أو ردة إلى الوراء ، فمن حقه أن يعلن شجبه ورفضه لكل هذا ، حتى ولو بلغ هذا الرفض حد التنحي أو عدم قبول تجديد مدة رئاسته فترة أخرى . والحياة لا تعترف بمبدأ «محلك سر فهي إما تقهقر للخلف أو انطلاق للأمام ، والذين يظنون أنفسهم راسخين ثابتين في مواقعهم ، واهمون لأنهم لا يدركون أنهم يتقهقرون بالنسبة للآخرين المنطلقين إلى آفاق العصر . فإذا كان هذا هو الوضع بالنسبة لأنصار «محلك سر فما بالك بوضع الذين يرفضون التنسيق والتآزر ؟ ! يقول الشيخ زايد في مؤتمره الصحفي في ٧ أغسطس ١٩٧٦ : «لقد انتهت المدة التي توليت فيها رئاسة الدولة وهي خمس سنوات ، والتي أخذت على عاتقي خلالها أن أعمل كل ما يمكنني من أجل الأبناء والإخوان . ولا يجوز أن آخذ أكثر مما قطعته على نفسي وتحملته أمام وطني وأمتي .. والشيء الثاني .. أنني قبلت القيادة وتحملت أعباء الرئاسة في الوقت الذي كانت فيه الإمارات مبعثرة . وكانت تعاني من تخلف شديد في هذا الوقت واجهت مسؤولياتي وبدأت العمل في الداخل والخارج وبكل ما أملك من وقت وقوة وطاقة . وكان جهدنا في الخارج لا يقل أبداً عن جهدنا في الداخل . . . في بلدنا وإماراتنا . كنا نعمل ليل نهار من أجل إسعاد شعبنا الذي عانى طويلاً . وكانت اتصالاتنا مع إخواننا العرب ، وفي 


الدول الصديقة ، من أجل بناء علاقات قوية وطيبة على نفس المستوى . واستطعنا أن نخلق الكثير من الاتصالات الهامة بين دولة الإمارات وهذه الدول . وكل هذه الإنجازات واضحة ويلمسها الجميع . ويعلم الله كيف كنت أسهر بنفسي على كل عمل نريد إنجازه في دولة الإمارات . حتى
اتصالاتنا الخارجية كنت أتابعها وأسهر عليها لإيماني بأنها لصالح دولتنا»
هذا هو الواقع الحضاري الرائد الذي حققه الشيخ زايد لوطنه ومن حقه أن يحافظ عليه وأن يفخر به وأن يحميه من كل ما يمكن أن يمسه من قريب أو بعيد ، حتى لو أدى به هذا الإصرار إلى التنحي الفعلي عن السلطة حتى تدرك كل الأطراف المعنية أنه على قمة السلطة من أجل ترسيخ هذا الواقع الجديد وتطويره دائماً إلى الأفضل ، لكنه على استعداد للنزول من على هذه
القمة إذا تأكد من محاولات تشويه صورة هذا الواقع . يقول :
إن الإنسان لا يجوز له أن يسبح في البحر بيد واحدة ، أو يسير على قدم واحدة ، ما دام الله عز وجل قد خلق له يدين ورجلين ، فلا بد أن يرتكز عليهما معاً . والأمة جسم واحد ، لا شك في هذه الحقيقة أبداً . . تماماً مثل جسم الإنسان ، إذا اشتكى عضو فيه من ألم يشعر باقي الجسم بنفس الألم . ويشعر الجسم الكبير بأن هذا العضو الذي يشعر بالألم له نفع كبير يقوم به
لباقي الجسم .
هذا المنظور الفكري للشيخ زايد يوضح لنا الفرق بين الزعيم القومي والزعيم النرجسي الذي لا يرى في أبناء الشعب سواء أكانو مسؤولين كباراً في الحكومة أو مواطنين عاديين مجرد أدوات بين أصابعه يتلاعب بها ويحركها كما يشاء ، ظناً منه أن العقل الأوحد والمفكر الأوحد والمحرك الأوحد لمقدرات أمنه . أما الزعيم القومي فيدرك أن الدافع الذاتي من داخل 


المواطن لا بد أن ينطلق ليلتقي بفكر الزعيم ثم يتفاعل معه ، تأثيراً وتأثراً ، من أجل تحقيق الوحدة العضوية لبناء الوطن وانطلاقته الحضارية . فهو لا يستطيع مواصلة إنجازاته بدون تآزر المسؤولين معه ومساهمة الشعب في تطبيق استراتيجيته . وهذا الفرق بين الزعيم القومي والزعيم النرجسي هو أيضاً الفرق بين الزعيم الديمقراطي والزعيم الديكتاتوري الذي لا يستطيع أن يتصور كيان الأمة ووجودها بدونه . أما الزعيم الديمقراطي فيحب أن تتواصل المسيرة الديمقراطية من خلال الانتقال الشرعي والحضاري للسلطة من جيل إلى جيل دون انقلابات أو نكسات أو غير ذلك من أمراض النظم الشمولية التي يجثم الديكتاتور على أنفاسها ولا يتركها إلا مرغماً ، إما بالموت بطريقة أو بأخرى ، أو بانقلاب يطيح به إلى السجن أو المنفى ، وهو الذي كان يظن أنه يمخر عباب الماء في حين أنه يسبح في البحر بيد واحدة ، كما كان يظن أنه يقود الزحف المقدس نحو آفاق الحضارة في حين أن يسير على قدم واحدة ، إذا ما اقتبسنا استعارة الشيخ زايد الذي يرفض هذا المنهج تماماً لأنه يرى أن الزعيم والشعب وجهان لعملة واحدة هيا المتحضرة . فلا يمكن للزعيم أن يقود أمته بدون الدافع الذاتي النابع من داخل المواطن دون ادعاء أو افتعال ، كما أن الشعب لا يمكن أن يتلمس سواء السبيل بدون القيادة المستنيرة للزعيم . ومن خلال التفاعل بين الزعيم والشعب تتواصل المسيرة الديمقراطية وتنتقل إلى الجيل التالي له وهكذا . أما الديكتاتور فيتصرف - سواء بوعي أو بلا وعي - تطبيقاً لمبدأ «أنا ومن بعدي الطوفان . وفي هذا يقول الشيخ زايد :
الأمة
فاليوم أرى من واجبي أنه لا ينبغي أن أحول بين إخواني وبين القيام 


بمهامهم ، لكي يأخذوا دورهم ويعرفوا المسؤوليات التي علينا وعليهم . وأن كل إنسان يجب أن يعرف عمله ومسؤولياته . وسأعطي مثالاً لذلك . . إن المزارع يعرف كيف يعمل في زراعته بالطريقة التي لا يعرفها صياد البحر . وأيضاً فإن هذا المزارع نفسه لا يستطيع أن يعرف واجباته إذا وجد نفسه مكان البحار في سفينته . إنني أريد من إخواني جميعاً أن يمارسوا العمل بأنفسهم ، وأن يعرفوا الواجبات والمسؤوليات التي عليهم تجاه إخوانهم وأبنائهم وأيضاً تجاه الأجيال القادمة . وإذا وافقني إخواني على ذلك فأنا أحمد الله وأشكره . وإذا جاء رئيس دولة من بعدي فإنني سأقف بجانبه وأسانده وأساعده بكل ما أملك من جهد وطاقة . أما إذا طلب مني إخواني الحكام وأبناء الشعب أن أستمر وأواصل تحمل أعباء ومسئوليات القيادة هنا سأحتاج إلى أشياء عرفت أبعادها أثناء الممارسة وأصبحت أعرف مشاكلها تماماً .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

The type of con...

The type of connection between PC0 and PC1 could be a network connection, typically established thro...

الفصل الأول ال...

الفصل الأول القديس مارمينا العجايبي، الكنائس والأديرة الأثرية المكرسة لاسمه الواقعة في الوجه البحرى...

مع التطورات الح...

مع التطورات الحديثة في تقنيات التصنيع بما في ذلك تحضير البيروفسكايت المدعومة، فقد أمكن تصميم الأكسجي...

الحضارة الهندوس...

الحضارة الهندوسية تعتبر واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وقد تطورت على مدار آلاف السنين في شبه القا...

Introduction Oe...

Introduction Oedipes, aware that there is a curse on Thebes, sends Creon for additional information ...

فالكل يشعر في ح...

فالكل يشعر في حياته إلتواءً لا بد من تقويمه،ونقصا لا مناصر من سده، وخللاً لا مفر من اصلاحه.والكل واث...

املقدمة: إن الت...

املقدمة: إن التقدم العلمي و التطور التكنولوجي و الصناعي إضافة إىل العوملة مسح بتدفق املعلومات و رأس ...

Le séchage est ...

Le séchage est communément décrit comme l'opération d'éliminer la teneur en eau pour obtenir un prod...

هو شعور غير معل...

هو شعور غير معلن ، ولكن يمكن استبصاره من خلال الأحداث الانفعال الحقيقي التي يمر بها بطل القصة . ه...

وهذه المرحلة تب...

وهذه المرحلة تبدأ من عهد الإمام أبي حنيفة حتى وفاة الحسن بن زياد اللؤلؤي (ت 204 هـ) أحد كبار تلامذته...

In capacitive a...

In capacitive accelerometers, micromachined capacitive plates (CMOS capacitor plates having of only ...

هناك الكثير من ...

هناك الكثير من الأشياء التي تستطيع أن تخرج القائد خارج منطقته التي يشعر فيها بالراحة. والطريقة التي ...