لخّصلي


٤٠١–

الإصلاحية.

􏰄􏰁􏰀
٤٠١–
منها ح طريقة المتكلمين الجامدة؛ ولذلك قلت عنـايتهم بتوحيـد العبـادة علـى وجـه الخصـوص، وبالـدعوة إلـى االله والأمـر بـالمعروف والنهـي عـن المنكر والجهاد في سبيل االله، وإن وجد ذلك من بعض أفـرادهم ففـي محـيط
ضيق وأثر محدود. في ظل هذه الأوضاع السيئة التي سبق وصف جملتها كان ظهور الشـيخ
محمـد بـن عبـد الوهـاب بدعوتـه الإصـلاحية التـي سـعى مـن خلالهـا إلـى تصحيح شيء من الخلل الذي أصاب الأمة.


٤٠١–

 
􏰅􏰁􏰀
  
في ذلــك الجــو المظلــم ولــد الشــيخ محمــد بــن عبــد الوهــاب بــن سليمان بن علي من آل مشرف سنة )١١١٥هـ، ١٧٥٣م( في العيينة، في أسرة ترجـع في نسـبها إلـى القبيلـة العربيـة المعروفـة "تمـيم" التـي يقـول عنهـا أبـو هريرةِ􏰊ؓ:) َِلا َأَزاُل ُأ ِح ُّب َبنِى َت ِمي ٍممِِ ْن َثلاَ ٍث َس ِم ْعُتُِه َّنمِ ْن َر ُسو ِلااللهِ صلى الله عليه وسلم َس م ْع ُت َر ُس و َل ا الله صلى الله عليه وسلم َي ُق و ُل : » ُه ْم َأ َش ُّد ُأ َّم ت ى َع َل ى ا ل ـ َّد َّج ا ل « ، َق ـ ا َل َو َج ـ ا َء ْت َص َد َق ا ُت ُه ْم َف َق ا َل ا ل ن َّ ب ِ ُّى صلى الله عليه وسلم : » َه ِذ ِه َص َد َق ا ُت َق ْو ِم َن ا « . َق ا َل َو َك ا َن ْت َس ـ ب ِ َّي ٌة م ِ ـ ن ْ ُه ْم ِع ن ْ ـ َد
َع ا ئ ِ َش َة َف َق ا َل َر ُس و ُل ا الله ِ صلى الله عليه وسلم : » َأ ْع ت ِ ِق ي َه ا َف إ ِ َّن َه ا ِم ْن َو َل ِد إ ِ ْس َم ا ِع ي َل « ( ) ١ ( . ولد الشيخ محمـد بـن عبـد الوهـاب ونشـأ في أسـرة علميةمرموقـة، وفي
بيت عرف بإخراج العلماء والقضاة، فمنهم: جـده وهـو الشـيخ سـليمان بـن علي الذي قدم العيينة من روضة سدير التي كان قاض ًيا فيهـا، وكـان أفقـه مـن نزل نج ًدا في وقته)٢(، انتهت إليـه الرئاسـة العلميـة فيهـا، وكـان علمـاء زمانـه فيها يرجعون إليه فيما أشكل علـيهم في الفقـه وغيـره)٣(، بـل كـان يعـد مفتـي
)١( رواه البخاري ح: ٤١٠٨، ومسلم ح: ٦٦١٢. )٢( رسالةللشيخعبدالرحمنبنحسنآلالشيخفي:الدررالسنية:)٢١٥/٩(. )٣( عنوانالمجد،عثمانبنبشر:)٦٢/١(.

􏰆􏰁􏰀
٤٠١–
الديار النجديـة في وقتـه)١(، وكـان يملـك كثيـ ًرا مـن الكتـب النفيسـة في الفقـه وغيـره مـن الفنـون)٢(. أمـا والـده فهـو الشـيخ عبـد الوهـاب قاضـي العيينـة
وحريملاء بعـده، وكـان مـن أعلـم أهـل زمانـه)٣( في بلـده. وعمـه هـو الشـيخ إبراهيم المتوفى سنة )١١٤١هـ( فكان من العلماء الأجـلاء. وأخـوه سـليمان كان عال ًما فقي ًها تولى القضاء في حريملا.
في هذه الأسـرة العلميـة المتميـزة ولـد الشـيخ محمـد بـن عبـد الوهـاب وتشرب العلم منذ نعومة أظفاره، مع ما وهبه االله تعالى من نبوغ فـذ وعبقريـة وذكاء، فحفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة من العمر، وأتقـن كثيـ ًرا مـن العلـوم والمعارف قبل بلوغ العشرين مـن عمـره علـى يـد أبيـه وعمـه وبعـض علمـاء نجد،حيثكانسريعالحفظ،وقـادالـذهن،حـادالفهـم،كمـاكـانفصـي ًحا فطنًا جري ًئا غير هياب، كثيـر الاطـلاع، مح ًبـا للعلـم يسـأل عمـا يشـكل عليـه، ويطرح رأيه و ُيناقش عليه، وذكر والده أنه اسـتفاد مـن ولـده محمـد فوائـد في الأحكام)٤(، ففي هذه الأسرة العلمية نشأ الشيخ محمـد بـن عبـد والوهـاب
وتأثر بها في حياته. بعد أن استفاد الشيخ محمد من والده الشيخ عبد الوهاب وعمه الشـيخ
)١( مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام، عبد اللطيف بن عبـد الـرحمن آل الشيخ: ص)١٥٤(.
)٢( علماء نجد خلال ثمانية قرون، عبد االله بن عبد الرحمن بن بسام: )٦٥/١(. )٣( تاريخنجد،حسينبنغنام:ص)٨٢-٨٣(. )٤( نفســـه:ص)٨١(.