لخّصلي

الضمني : الكالم الضمني ما بين األلفاظ : يظهر هذا النوع من السلوك بين األلفاظ المتتابعة، ويرتكز
على ثالثة عناصر : حول موضوع الخطاب : ويعني هنا الموضوع الذي هو رهن التبادل، أي
بمعنى آخر، يدور حول مرجع الحوار؛ . حول الحركة في حالة النشاط : فالسلوك غير الصريح
يرتكز على مختلف الحركات المتتالية في الوقت الذي يؤدي الالعب مهمة معينة، مثل تحريك والمقام
بصفة عامة. قطع الشطرنج؛ . حول الظروف التي تعم التبادل : أو بمعنى آخر، حول وضعية
االتصال إن هذه السلوكات الثالث المختلفة، ال تعمل بشكل مستقل، بل تدخل في السياق الكلي للمهمة
التي هي قيد اإلنجاز، وتكون ظاهرة موحدة. - الكالم الضمني العام : يدخل هذا النوع من السلوك،
في اإلطار العام للخطاب، وهو التسيير الكلي للتبادل. فالفرد قد يبوح ببعض الفقرات المكّونة
للخطاب، وقد يخفي بعضها اآلخر ويتركه مستترا . والدليل على ذلك، هو االنتقال من فقرة إلى
أخرى دون اإلدالء بهذا االنتقال. فالفرد يغير محور التبادل بطريقة مباشرة، دون اللجوء إلى أدوات
لسانية واضحة، ودون إشعار المخاطب. فالكالم الضمني العام يشمل الخطاب في كليته، ويتناسب
وتقسيم الخطاب إلى فقرات سردية وخطابية متتالية، ويقابله جليا، عملية إدخال المحور وتسييره
وأخذه ورده، وحتى قطعه. فهو يخص الموضوع ويظهر في ثالث وضعيات، وهي:
. االنتقال المحوري للكالم الضمني من موضوع إلى آخر ؛ االنتقال المحوري عن طريق اإليحاءات
، بين المحاور والفقرات؛ . تسيير مهام الخطاب، وذلك باللجوء إلى ما هو ضروري قوله وما هو
اختياري

• مستوى تحليل الفعالية اللغوية وما يقابله في تعريف أوستين بالفعل العالئقي أشرنا سابقا إلى
  مستوى الفعل العالئقي ، وهو ذلك الشعور الناتج ج ّراء قول شيء، ويتعلق بالجانب النفسي
  والمشاعري للمتكلمين. فما هو التوافق الذي يمكننا أن نقيمه مع ظاهرة الفعالية اللغوية ؟ إن االهتمام
  بالوضوح واالنسجام يعد أمرا ضروريا في الخطاب حتى يتحقق أدنى شرط من التبادل. لكن يظل
  هذا غير كاف، ألنه يمكن أن نجد كثيرا من الخطابات الواضحة على المحور العمودي والمنسجمة
  على المحور األفقي، )مستوى منطق معنوي ومستوى لفظ - نحوي(، لكنها تبقى دون جدوى من
  الناحية اإلعالمية والنفعية. وهنا تقحم بجدية فكرة الفعالية اللغوية. وانطالقا من هذا، يتعين على
  المختص التفريق بين األفراد الذين ينتجون خطابات تتضمن ألفاظا بسيطة متجانسة، وهي غالبا من
  النوع الخطابي الوصفي، وبين أفراد ينتجون خطابات مركبة غير متجانسة، تمتاز باالتساع الخطابي واللجوء إلى اإلطالة والتصرف، حيث يقوم هؤالء بإدماج نشاطات لغوية متعددة وأنواع خطابية
  متمايزة، تفي كفاية بحاجيات التبادل. ولزيادة التوضيح، نعطي مثاال عن سيرة السرد : إذ يشترط في
  اكتساب سيرة السرد، إدماج مختلف النشاطات اللغوية. ويعتبر التحكم في سيرة السرد مرحلة مهمة
  في حياة الطفل، ما يعكس تطورا نوعيا للنمو المعرفي، ويمهد الكتساب اللغة المكتوبة لكن اكتسابها
  يرجأ عند الكثير من األطفال إلى سن متأخرة . ويرجع السبب في ذلك، إلى عدم اكتساب بعض
  اآلليات كعدم إدماج مختلف النشاطات اللغوية، مثل : الشرح والوصف والتبرير .... التي يستطيع
  عبرها أداء مهمة التبادل ولكي يكون هناك سرد، يجب على األقل تقديم فقرات منتظمة، وتقديم
  الشخصيات البطلة، وبناء عالقات وهو متعاقبة بين األحداث الشرط األدنى الذي على كل طفل في
  السادسة - الوصول إليه . لكن في بعض األحيان، يوجد أطفال يتجاوزون هذا السن، دون التمكن من
  الوصول إلى هذا المستوى؛ فيكتفون بذكر بعض األحداث البسيطة، عكس المتفوقين منهم، فهؤالء،
  باإلضافة إلى تمكنهم من كل ما سبق، يتجاوزون ما سميناه سالفا باألصل ويلجؤون إلى الفروع، أو
  ما يسمى بالخطابات المركبة. فعلى سبيل المثال، هم يتحكمون جيدا في آليات الحوار : كإعادة أقوال
  األبطال والتخيل والزيادة في أحداث لم ترد أصال في القصة، وإدخال الخبرات الذاتية، واللجوء إلى
  أنماط خطابية متنوعة، واإلطالة والتكرار، ويتجنبون اإلضمار المتكرر الذي غالبا ما يكون سببا في
  اإلبهام، على سبيل المثال .... من هنا، نجد التحكم في الحديث ال يكمن فقط بالتوفيق في التعبير عن
  تسلسل األحداث والربط بين األلفاظ، لكن أيضا القدرة على النجاح في تنظيم الخطاب حسب متطلبات
  المخاطب.
  ختا ًما، نقول إن الثنائية السوسيرية لغة / كالم غير ناجعة في شرح السلوك اللغوي، كما أن االعتماد
  على اللغة المعيارية التي بدورها تكتفي ال تتيح تقييمها موضوعيا للسلوك اللغوي عند بالمستوى
  اللفظ - نحوي الفرد، سواء كان يشكو من عيب أو ال، ومهما كان نوع التبادل، حوارا أم سردا.
  فالمختص بدال من أن ينوب عن معلم المدرسة، عليه أن يالحظ السير اللغوية، باعتبارها سلوكا
  اتصاليا، عوض دراسة اللغة في حد ذاتها، كما عليه مالحظة النشاطات اللغوية وأنواع الخطاب،
  وحركات تسلسله، بدال من دراسة التعقيد النحوي وغنى المفردات، وإن استوجب األمر اللجوء إلى
  ذلك، فال يجب أن يكون غاية لذاتها . وهكذا، فالخطابات الفعالة، هي تلك التي يدمج فيها الفرد عدة
  مستويات في شكل فقرات تحتوي على أنماط خطابية متنوعة، تستوفي الوضوح في المستوى المنطق معنوي )البنى الكبرى / البناء( والتحكم كفاية في األصناف النحو - مفردية على المستوى اللفظ -
  نحوي )البني الصغرى الوصل(، وأن تكون مفيدة من الناحية النفعية، انطالقا من كون اللغة وضع
  واستعمال