لخّصلي

اسم الشيطان مرتين، وذلك لزيادة التنفير منه، وعدم إتباعه. (الباحث القرآني_تفسير الآية ٤٤ من سورة مريم)
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) في هذه الآيات ختم النداء، والذي هو دليل على التحبب؛ بما يدل على حب إبراهيم عليه السلام، وشفقته على والده، فينصح والده بالأسلوب الحكيم، والهادئ كما استعمل اللطف، والأدب في خطابه مع والده؛ لكي يقنعه بالدخول لدين الإسلامي الحنيف خوفا عليه من أن يموت، وهو لا يزال يتبع عبادة الأوثان، وفي طريق الكفر، والطغيان، وبذلك يكون مصير والده في يوم القيامة عذاب النار، ويكون قرينًا للشيطان في العذاب؛ لأنه خالف طريق الهدى، واتبع طريق الظلال. علاوة على ذلك نسب إبراهيم عليه السلام الخوف إلى نفسه دون والده فهذا يصنع بر الأبناء بالأباء، وأنه لا يصل إلى ذلك إلا إذا رأى أنه سدت عنه رحمه الله، وتخلى عن ولاية الله، وتبع ولاية عدوه _ الشيطان _. (الباحث القرآني_تفسير الآية ٤٥ من سورة مريم)
استخدم يمسك للتعبير عن القوة والسيطرة والتأكيد على قدرة الله على الحفاظ على الأمور والسيطرة عليها.
كما نلاحظ في بداية الآية تكررت كلمة (يَا أَبَتِ) للمرة الرابعة على لسان المتكلم _ إبراهيم عليه السلام _ لازمت حرف التاء، والتي هي للمنادى. فإذا قمنا بتركيز على هذه الآيات، فسوف نجد أن هذا السياق له موقف شعوري، وإحساس عاطفي، وتحببا، وإشفاقًا من الابن لأبيه، لا تمثله كلمة (يا أبي) والتي تستخدم في النداء العادي. أما نبي الله إبراهيم عليه السلام كان يبدي خوفا، وإشفاقًا، وحبًا على أبيه من أن يمسه عذاب الله، ومن أن يكون ولي للشيطان في النار.

❖ القيم المستفادة من دعوه إبراهيم عليه السلام لأبيه والأخلاق
والآداب التي استخدمها:
● الأخلاق والأدب في التعامل مع الوالدين: أظهر إبراهيم عليه السلام احتراما كبيرا لوالده عند مخاطبته له واستخدم أسلوب هادئ، ولم يستخدم كلمات قاسية في حواره مع والده، ولكن استخدم معه اللطف، واللين، فالقيمة المستفادة أن يتحلى الداعية بأفضل الاخلاق، وأحسنها في التعامل مع كافة الناس.
● الصبر: حيث أن إبراهيم عليه السلام تحلى بالصبر عند دعوته لأبيه فلم يكف عن المحاولة بل استمر في دعوته، ولم ييأس رغم أنه واجه الكثير من التحديات عند دعوته لأبيه حيث كان إبراهيم عليه السلام ثابتا في رأيه، ودعوته، وفي معتقداته.

● الصدع بالحق: فيجب على الإنسان بكل ما أوتي من علم أن ينفع غيره، ويبلغهم، بهذا ينتشر العلم، وتعم الفائدة، ويظهر الحق بينهم بنقل العلم، وسقله من مكان إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع، وبهذا تظهر الفوائد، والحقائق، وينتشر العلم، والنتيجة المترتبة على ذلك بأن الباطل يخذل، ويندحر؛ فإبراهيم عليه السلام صدع بلحق ووقف بوجه أبيه.) الجزيرة نت)

● الحوار: فالأسلوب الجيد، والأفضل لقبول الأفكار هو الحوار، والمناقشة بالتي هي أحسن، قال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ} [النحل: 125].
فلذلك خصص الإسلام الحوار بين أغلب الأساليب لأهميته الفريدة، فترى القرآن الكريم يضمن الحوار مثل: حوار نبي الله ابراهيم عليه السلام مع والده.) طريق الإسلام)

هكذا كان إبراهيم عليه السلام بدعوته مدرسة، ورمزا من رموز الخطاب حيث استعمل العديد من أساليب كأسلوب النداء، وهذا دليل على تأدب سيدنا إبراهيم عليه السلام في حواره مع والده حيث استعمل الأسلوب الواضح المحبب الذي فيه الرفق، واللين كما استخدم الخطاب الجميل فلم يشتم ما كان يعبد والده، وذكّره بنبوته ليستثير حبه، وعطفه له فكرر النداء أربع مرات، واستخدم كلماته بعناية؛ ليشرح لوالده أسباب اعتراضه على عبادة الأصنام مبينا أن الأصنام لا تنفع، ولا تدفع عنه الضر.