لخّصلي

ندما تولت حكومة الحزب التقدمي الديمقراطي تشين شوي بيان السلطة في تايوان، أصبحت القنوات التقليدية بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان التي تم توضيحها في القسم السابق أقل فعالية، وبدأ الحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ، الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2000، في إدارة هذه المؤسسة واتصلا بنشاط بمسؤولي جمهورية الصين الشعبية. وفداً من المشرعين من الكومينتانغ إلى البر الرئيسي للصين لتبادل وجهات النظر حول "الروابط المباشرة الثلاثة" مع مسؤولي جمهورية الصين الشعبية. خضع الحزب الشيوعي الصيني لعملية انتقال السلطة من جيانغ تسه مين إلى هو جين تاو. سارع الحزب الشيوعي الصيني إلى تسريع جهوده الرامية إلى تعزيز العلاقات مع حزب الكومينتانغ. وحتى بعد إعادة انتخاب تشين شوي بيان، ومع التركيز على الانتخابات التشريعية في تايوان في وقت لاحق من ذلك العام، أعلن الحزب الشيوعي الصيني أنه سيلغى التعريفات الجمركية على 15 نوعاً من الفاكهة التايوانية. الذي أسس قاعدة قوته داخل الحزب، أظهر الحزب الشيوعي الصيني مرونة في اختتام المحادثات بشأن السفر خلال رأس السنة القمرية بين البر الرئيسي للصين وتايوان من خلال السماح لكلا البيروقراطيين بالمشاركة كمستشارين في جمعيات صناعة الطيران في جمهورية الصين الشعبية وتايوان. وهو ما يشير إلى أنها لن تتردد في استخدام القوة لقمع الجهود الرامية إلى تقسيم الأمة، وعلى هذا فقد تبنى الحزب الشيوعي الصيني في تعامله مع استمرار نظام الحزب التقدمي الديمقراطي في تايوان نهجاً مرناً، حيث عمل على الحد من "استقلال تايوان" من ناحية، ولكنه مارس نفوذه على السياسة التايوانية من خلال حزب الكومينتانغ. عمل الحزب الشيوعي الصيني على تطوير قنوات الحوار مع حزب الكومينتانغ، وكان أحد أهم إنجازات هذه الجهود هو الاجتماع الذي عقد بين الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو ورئيس حزب الكومينتانغ ليان تشان في إبريل/نيسان 2005 (اجتماع هو ـ ليان). ولم يكن هذا الاجتماع بمثابة بداية لقمة الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ كقناة للحوار فحسب، الذي تضمن إنشاء "منصة حزب الكومينتانغ ـ الحزب الشيوعي الصيني" لتعزيز التبادلات والحوار بين الحزبين. احتل منتدى الاقتصاد والتجارة والثقافة عبر المضيق (منتدى الكومينتانغ-الحزب الشيوعي الصيني) مكانة مهمة في منصة الكومينتانغ-الحزب الشيوعي الصيني. خطط اجتماع هو-ليان لعقد منتدى الاقتصاد والتجارة والثقافة عبر المضيق، كان دور المنتدى مزدوجًا: الإعلان عن السياسات التي من شأنها توفير الفوائد الاقتصادية من الصين القارية إلى تايوان وتعزيز المقترحات المشتركة للتبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين القارية وتايوان. بعد إنشاء منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، أنشأ نظام هو جين تاو إدارة القانون والتنظيم وإدارة الشكاوى والتعاون في مكتب المدعي العام. تم إنشاء إدارة الشكاوى والتعاون لحماية حقوق ومصالح الشركات التايوانية العاملة في البر الرئيسي للصين في مواجهة انقطاع الاتصالات الحكومية بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان. وكان نظيرها مركز الاتصال بين رجال الأعمال التايوانيين الذي تم إنشاؤه داخل الكومينتانغ. كما عقدوا اجتماعات مشتركة مرة واحدة على الأقل في السنة، حيث دعت إدارة الشؤون الإدارية لمجلس الدولة البيروقراطيين من الإدارات واللجان ذات الصلة بمجلس الدولة، ودعا الكومينتانغ رؤساء جمعيات الأعمال التايوانية من مختلف المناطق لتبادل ومناقشة القضايا. ساهمت هذه الآليات في فوز الكومينتانغ بالعديد من أصوات رجال الأعمال التايوانيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2008 وتم استيعابها في المفاوضات بين القنوات الحكومية المستعادة بعد عام 2008. وفيما يتصل بتعيين الموظفين في مجموعة العمل المشتركة بعد تولي هو جين تاو لمنصبه، ولكنها توسعت في عضويتها مع توسع مجال التبادل مع تايوان. وتعيين عضو في مجلس الدولة مسؤول عن الشؤون الخارجية أميناً عاماً لمجموعة العمل المشتركة. إلى عضوية مجموعة العمل المشتركة. يعتقد البعض أن كبار المسؤولين المرتبطين بقسم الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزارة التجارة قد تم إضافتهم إلى مجموعة دعم الإصلاحات. في حين نمت عضوية مجموعة دعم الإصلاحات، فإن نفوذ قادة جمعية العلاقات عبر الوطنية في مجموعة دعم الإصلاحات تراجع تدريجياً منذ وفاة وانج داو هان في عام 2005. استؤنف الحوار بين النظيرين شبه الرسميين في البر الرئيسي للصين وتايوان. عين ما ينج جيو تشيانج بين كونغ، وهو شخصية بارزة في بداية منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، رئيساً لمؤسسة التبادلات عبر المحيط الهادئ. الذي خدم لفترة طويلة كرئيس لمؤسسة التبادلات عبر المحيط الهادئ، ومن الواضح في هذه التعيينات أن الجانبين كانا يتوقعان الكثير من الدور الذي ستلعبه منظماتهما شبه الرسمية. عقد تشين يونلين وتشيانج بين كونغ ثماني جولات من المحادثات وتوصلا إلى 18 اتفاقية، وهو ما يمثل في الأساس الوفاء بـ "الروابط المباشرة الثلاثة" التي دعا إليها الحزب الشيوعي الصيني فيما يتصل بتايوان منذ تسعينيات القرن العشرين. واستمر تشيانج بين كونغ وكاو كونغ ليان في المشاركة في المنتدى تحت مسمى زملاء مؤسسة السياسة الوطنية. ومن حيث أجنداتهما، على سبيل المثال، في أجندة الحوار شبه الرسمي عبر المضيق منذ عام 2008. لقد عمل كمكان للتدخل وإعداد الأرض للمفاوضات في الاجتماع شبه الرسمي. وبالإضافة إلى الحوارات الحكومية المذكورة أعلاه، فقد تطورت أيضاً التبادلات بين الإدارات الحزبية المحلية للحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ منذ النصف الثاني من عام 2005. فقد بدأت الإدارات الحزبية المحلية للكومينتانغ في مقاطعات ومدن تايوان تتفاعل مع نظيراتها في اللجان البلدية للحزب الشيوعي الصيني في المناطق المحلية في البر الرئيسي للصين. على سبيل المثال، مثل المدن الكبرى في شنغهاي وتايبيه، الحاشية السفلية21 . وفي مناقشة المائدة المستديرة التي عقدت في عام 2008 للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإصدار "رسالة إلى المواطنين في تايوان"، أشار هو جين تاو لأول مرة بشكل مباشر إلى الحزب الديمقراطي التقدمي في خطاب رسمي ألقاه رئيس الحزب الشيوعي الصيني، قائلاً: "إذا غير الحزب الديمقراطي التقدمي موقفه بشأن استقلال تايوان، فقد افترض أن المهمة الرئيسية للإدارة الجديدة ستكون التفاعل مع أحزاب المعارضة في تايوان، و27 في عام 2010، فقد تطورت التبادلات بين المكاتب الحزبية المحلية للحزب الشيوعي الصيني والحزب القومي الصيني إلى تفاعلات بين الحكومات المحلية، كما تمكن رؤساء الحكومات المحلية المسجلة لدى الحزب الديمقراطي التقدمي من التبادل مع البر الرئيسي للصين. على سبيل المثال، وفي عام 2012 أيضاً، البر الرئيسي للصين والتقى بعضو مجلس الدولة داي بينجوه ومدير مكتب الشؤون الإدارية وانغ يي ــ وكلاهما كان عضواً في مجموعة العمل من أجل الإصلاح. وفي ذلك الوقت، لكن هذا لم يتحقق. تعامل الحزب التقدمي الديمقراطي مع زيارة هسيه إلى البر الرئيسي للصين باعتبارها زيارة شخصية فقط وكان حذرًا بشأن إجراء تبادلات مع الحزب الشيوعي الصيني كطرف. الحاشية السفلية24 .

ندما تولت حكومة الحزب التقدمي الديمقراطي تشين شوي بيان السلطة في تايوان، أصبحت القنوات التقليدية بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان التي تم توضيحها في القسم السابق أقل فعالية، وبدأ الحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ، اللذان انزلقا إلى المعارضة في تايوان، في بناء قنوات جديدة لتحل محل القنوات التقليدية. وأسس الكومينتانغ، الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2000، على الفور مؤسسة فكرية تسمى مؤسسة السياسة الوطنية. وشارك تشيانج بين كونغ وسو تشي، المدير السابق لمجلس شؤون البر الرئيسي، في إدارة هذه المؤسسة واتصلا بنشاط بمسؤولي جمهورية الصين الشعبية. وفي عام 2001، قاد كاو كونغ ليان، وهو زميل في هذه المؤسسة ونائب المدير النشط لمؤسسة السياسة الوطنية، وفداً من المشرعين من الكومينتانغ إلى البر الرئيسي للصين لتبادل وجهات النظر حول "الروابط المباشرة الثلاثة" مع مسؤولي جمهورية الصين الشعبية.الحاشية السفلية12 .

خلال هذه الفترة، خضع الحزب الشيوعي الصيني لعملية انتقال السلطة من جيانغ تسه مين إلى هو جين تاو. وعندما أعيد انتخاب تشين شوي بيان رئيساً في مارس/آذار 2004، سارع الحزب الشيوعي الصيني إلى تسريع جهوده الرامية إلى تعزيز العلاقات مع حزب الكومينتانغ. وفي هذه الانتخابات، تعلمت قيادة الحزب الشيوعي الصيني من الأخطاء السابقة أن النهج القسري تجاه الناخبين التايوانيين كان له نتائج عكسية، ولم تستخدم القوة أو الدعاية لترهيبهم. وحتى بعد إعادة انتخاب تشين شوي بيان، ومع التركيز على الانتخابات التشريعية في تايوان في وقت لاحق من ذلك العام، أعلن الحزب الشيوعي الصيني أنه سيلغى التعريفات الجمركية على 15 نوعاً من الفاكهة التايوانية.الحاشية السفلية13. في عام 2005، مارس نظام هو جين تاو، الذي أسس قاعدة قوته داخل الحزب، ضغوطاً أكثر عدوانية على تايوان. فمن ناحية، أظهر الحزب الشيوعي الصيني مرونة في اختتام المحادثات بشأن السفر خلال رأس السنة القمرية بين البر الرئيسي للصين وتايوان من خلال السماح لكلا البيروقراطيين بالمشاركة كمستشارين في جمعيات صناعة الطيران في جمهورية الصين الشعبية وتايوان.الحاشية السفلية14. ومن ناحية أخرى، أصدرت جمهورية الصين الشعبية في مارس/آذار 2005 "قانون مناهضة الانفصال"، وهو ما يشير إلى أنها لن تتردد في استخدام القوة لقمع الجهود الرامية إلى تقسيم الأمة، مثل حركة "استقلال تايوان". ولكن هذا كان أيضاً بمثابة إشارة إلى موقفها القائل بأن المفاوضات ممكنة طالما لم يتحقق "الاستقلال".الحاشية السفلية15 .

وعلى هذا فقد تبنى الحزب الشيوعي الصيني في تعامله مع استمرار نظام الحزب التقدمي الديمقراطي في تايوان نهجاً مرناً، حيث عمل على الحد من "استقلال تايوان" من ناحية، ولكنه مارس نفوذه على السياسة التايوانية من خلال حزب الكومينتانغ. وفي الوقت نفسه، عمل الحزب الشيوعي الصيني على تطوير قنوات الحوار مع حزب الكومينتانغ، مثل استضافة وفود زائرة من مسؤولي حزب الكومينتانغ. وكان أحد أهم إنجازات هذه الجهود هو الاجتماع الذي عقد بين الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو ورئيس حزب الكومينتانغ ليان تشان في إبريل/نيسان 2005 (اجتماع هو ـ ليان). ولم يكن هذا الاجتماع بمثابة بداية لقمة الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ كقناة للحوار فحسب، بل وضع أيضاً أجندة الحوار اللاحق في البيان الصحفي، الذي تضمن إنشاء "منصة حزب الكومينتانغ ـ الحزب الشيوعي الصيني" لتعزيز التبادلات والحوار بين الحزبين.

احتل منتدى الاقتصاد والتجارة والثقافة عبر المضيق (منتدى الكومينتانغ-الحزب الشيوعي الصيني) مكانة مهمة في منصة الكومينتانغ-الحزب الشيوعي الصيني. في البداية، خطط اجتماع هو-ليان لعقد منتدى الاقتصاد والتجارة والثقافة عبر المضيق، الذي ركز على التبادل الاقتصادي والثقافي، ومنتدى السلام، الذي تعامل مع القضايا السياسية، بالتوازي، ولكن كانت هناك معارضة شديدة داخل تايوان لعقد منتدى السلام، لذلك تم المضي قدمًا في المنتدى الاقتصادي والتجاري والثقافي فقط. أما بالنسبة للمكان، فقد كان من المتصور في البداية أن يعقد المنتدى بالتناوب في الصين القارية وتايوان، لكن المنتدى لم يُعقد في تايوان قط. كان دور المنتدى مزدوجًا: الإعلان عن السياسات التي من شأنها توفير الفوائد الاقتصادية من الصين القارية إلى تايوان وتعزيز المقترحات المشتركة للتبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين القارية وتايوان.

بعد إنشاء منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، أنشأ نظام هو جين تاو إدارة القانون والتنظيم وإدارة الشكاوى والتعاون في مكتب المدعي العام.الحاشية السفلية16. ومن بين هذه الآليات، تم إنشاء إدارة الشكاوى والتعاون لحماية حقوق ومصالح الشركات التايوانية العاملة في البر الرئيسي للصين في مواجهة انقطاع الاتصالات الحكومية بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان. وكان نظيرها مركز الاتصال بين رجال الأعمال التايوانيين الذي تم إنشاؤه داخل الكومينتانغ. كما عقدوا اجتماعات مشتركة مرة واحدة على الأقل في السنة، حيث دعت إدارة الشؤون الإدارية لمجلس الدولة البيروقراطيين من الإدارات واللجان ذات الصلة بمجلس الدولة، ودعا الكومينتانغ رؤساء جمعيات الأعمال التايوانية من مختلف المناطق لتبادل ومناقشة القضايا. ساهمت هذه الآليات في فوز الكومينتانغ بالعديد من أصوات رجال الأعمال التايوانيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2008 وتم استيعابها في المفاوضات بين القنوات الحكومية المستعادة بعد عام 2008.الحاشية السفلية17 .

وفيما يتصل بتعيين الموظفين في مجموعة العمل المشتركة بعد تولي هو جين تاو لمنصبه، فقد ورثت المجموعة في الأساس الروتين الذي تأسس في عهد جيانغ تسه مين، ولكنها توسعت في عضويتها مع توسع مجال التبادل مع تايوان. فبالإضافة إلى هو جين تاو، الأمين العام، بصفته رئيساً للمجموعة، ظل نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، ونائب رئيس أركان جيش التحرير الشعبي، ورئيس الجبهة المتحدة، ورئيس دائرة الأمن القومي، ورئيس مكتب الشؤون الخارجية، أعضاء في مجموعة العمل المشتركة. ومن ناحية أخرى، ومع تولي هو جين تاو للتجربة، بدأت التعيينات الروتينية الجديدة تضاف تدريجياً. وكان أولها تعيين عضو بارز في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي المركزي، والذي سيشغل أيضاً منصب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، نائباً لرئيس مجموعة العمل المشتركة، وتعيين عضو في مجلس الدولة مسؤول عن الشؤون الخارجية أميناً عاماً لمجموعة العمل المشتركة. كما أضاف نائب رئيس مجلس الدولة ومدير المكتب المركزي، الذي يشغل أيضاً منصب أمين الأمانة العامة، إلى عضوية مجموعة العمل المشتركة. ثانياً، على الرغم من وجود ملاحظات مختلفة حول تفاصيل هذا الأمر، يعتقد البعض أن كبار المسؤولين المرتبطين بقسم الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزارة التجارة قد تم إضافتهم إلى مجموعة دعم الإصلاحات. ثالثاً، في حين نمت عضوية مجموعة دعم الإصلاحات، فإن نفوذ قادة جمعية العلاقات عبر الوطنية في مجموعة دعم الإصلاحات تراجع تدريجياً منذ وفاة وانج داو هان في عام 2005.الحاشية السفلية18 (الجدول 1).

3.2 إعادة دمج الحزب والحكومة
عندما تولت حكومة ما ينج جيو من حزب الكومينتانغ السلطة في عام 2008، استؤنف الحوار بين النظيرين شبه الرسميين في البر الرئيسي للصين وتايوان. عين ما ينج جيو تشيانج بين كونغ، وهو شخصية بارزة في بداية منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، رئيساً لمؤسسة التبادلات عبر المحيط الهادئ. وعلى نحو مماثل، عين هو جين تاو تشين يونلين، الذي خدم لفترة طويلة كرئيس لمؤسسة التبادلات عبر المحيط الهادئ، رئيساً لجمعية العلاقات عبر المحيط الهادئ بعد وفاة وانج في عام 2005. ومن الواضح في هذه التعيينات أن الجانبين كانا يتوقعان الكثير من الدور الذي ستلعبه منظماتهما شبه الرسمية.الحاشية السفلية19. في الواقع، بين عامي 2008 و2012، عقد تشين يونلين وتشيانج بين كونغ ثماني جولات من المحادثات وتوصلا إلى 18 اتفاقية، وهو ما يمثل في الأساس الوفاء بـ "الروابط المباشرة الثلاثة" التي دعا إليها الحزب الشيوعي الصيني فيما يتصل بتايوان منذ تسعينيات القرن العشرين.الحاشية السفلية20 .

لقد أدى التبادل شبه الرسمي بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان إلى إقامة علاقة وثيقة مع منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني. واستمر تشيانج بين كونغ وكاو كونغ ليان في المشاركة في المنتدى تحت مسمى زملاء مؤسسة السياسة الوطنية. ومن ناحية أخرى، حضر تشين يونلين أيضًا المنتديين الثالث والثامن من جانب جمهورية الصين الشعبية. ومن حيث أجنداتهما، طور منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني والتبادلات شبه الرسمية عبر المضيق علاقة تكاملية منذ عام 2008. على سبيل المثال، تم استيعاب قضية آلية حماية حقوق ومصالح الشركات التايوانية، والتي كانت واحدة من القضايا الحاسمة في منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، في أجندة الحوار شبه الرسمي عبر المضيق منذ عام 2008. ومنذ ذلك الحين، غالبًا ما كان منتدى الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني بمثابة منصة للمناقشات الأولية حول القضايا التي سيتم مناقشتها لاحقًا في الاجتماع شبه الرسمي. لقد عمل كمكان للتدخل وإعداد الأرض للمفاوضات في الاجتماع شبه الرسمي.

وبالإضافة إلى الحوارات الحكومية المذكورة أعلاه، فقد تطورت أيضاً التبادلات بين الإدارات الحزبية المحلية للحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ منذ النصف الثاني من عام 2005. فقد بدأت الإدارات الحزبية المحلية للكومينتانغ في مقاطعات ومدن تايوان تتفاعل مع نظيراتها في اللجان البلدية للحزب الشيوعي الصيني في المناطق المحلية في البر الرئيسي للصين. على سبيل المثال، كانت هناك عدة حالات حيث أقامت اللجان الحزبية المحلية للحزب الشيوعي الصيني والإدارات المحلية للكومينتانغ علاقات صداقة مع بعضها البعض في المناطق التي لديها شيء مشترك، مثل المدن الكبرى في شنغهاي وتايبيه، ومدينتي قوانغتشو وكاوهسيونج التجاريتين الجنوبيتين وشيامن وتايتشونغ، وهما أقرب المدن عبر مضيق تايوان، وهانغتشو ومقاطعة نانتو، اللتين تضمان ويست ليك وسون مون ليك على التوالي.الحاشية السفلية21 .

منذ عام 2008، حاول الحزب الشيوعي الصيني تحسين التبادلات مع أحزاب المعارضة في تايوان. وفي مناقشة المائدة المستديرة التي عقدت في عام 2008 للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإصدار "رسالة إلى المواطنين في تايوان"، أشار هو جين تاو لأول مرة بشكل مباشر إلى الحزب الديمقراطي التقدمي في خطاب رسمي ألقاه رئيس الحزب الشيوعي الصيني، قائلاً: "إذا غير الحزب الديمقراطي التقدمي موقفه بشأن استقلال تايوان، فسوف نرد بشكل إيجابي". في عام 2009، أنشأ مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي الحادي عشر، إدارة الأحزاب السياسية. وبالنظر إلى توقيت إنشائه وعلاقته بالإدارات الأخرى، فقد افترض أن المهمة الرئيسية للإدارة الجديدة ستكون التفاعل مع أحزاب المعارضة في تايوان، وخاصة الحزب الديمقراطي التقدمي.الحاشية السفلية22. وفي نفس الوقت تقريباً الذي حدثت فيه هذه التطورات، في يونيو/حزيران 2009، بدأ الحزب الديمقراطي التقدمي في إلزام أعضائه بتقديم تقارير عن زياراتهم الرسمية إلى البر الرئيسي للصين. ووفقاً للإحصاءات داخل الحزب الديمقراطي التقدمي، كان هناك 8 تقارير في عام 2009، و27 في عام 2010، و19 في عام 2011، و50 في عام 2012.الحاشية السفلية23 .

أما فيما يتصل بالتبادلات بين المناطق، فقد تطورت التبادلات بين المكاتب الحزبية المحلية للحزب الشيوعي الصيني والحزب القومي الصيني إلى تفاعلات بين الحكومات المحلية، كما تمكن رؤساء الحكومات المحلية المسجلة لدى الحزب الديمقراطي التقدمي من التبادل مع البر الرئيسي للصين. على سبيل المثال، زارت تشين تشو عمدة مدينة كاوهسيونج، وهي عضو بارز في الحزب الديمقراطي التقدمي، بكين وشنغهاي في عام 2009. والتقت بأمناء الحزب الشيوعي الصيني المحليين وبعض المسؤولين المركزيين. وفي عام 2012 أيضاً، زار رئيس مجلس الوزراء السابق للمجلس التنفيذي فرانك هسيه، الذي كان ينتمي إلى أعلى مستوى من كوادر الحزب الديمقراطي التقدمي في ذلك الوقت، البر الرئيسي للصين والتقى بعضو مجلس الدولة داي بينجوه ومدير مكتب الشؤون الإدارية وانغ يي ــ وكلاهما كان عضواً في مجموعة العمل من أجل الإصلاح. وفي ذلك الوقت، حاول هسيه تشكيل إجماع من شأنه أن يحل محل "إجماع عام 1992" كأساس للتبادلات بين الحزب الديمقراطي التقدمي والحزب الشيوعي الصيني، لكن هذا لم يتحقق. بالإضافة إلى ذلك، تعامل الحزب التقدمي الديمقراطي مع زيارة هسيه إلى البر الرئيسي للصين باعتبارها زيارة شخصية فقط وكان حذرًا بشأن إجراء تبادلات مع الحزب الشيوعي الصيني كطرف.الحاشية السفلية24 .