لخّصلي

يلخص هذا الدرس مفهوم الحرية والقدر في الإسلام، مُعرّفاً القضاء بأنه حكم الله الأزلي لما سيكون، والقدر بأنه إيجاد الله للكائنات وتسيير الأحداث وفق ذلك الحكم. يبحث الدرس في العلاقة بين الحرية والضرورة، مُشدّداً على عدم تعارضهما، حيث تُعرّف الحرية باختيار عقلي، بينما الضرورة هي ما يضطر إليه الإنسان. يتناول الدرس آراء الفرق الإسلامية المختلفة في القدر: المعتزلة الذين أكدوا على حرية الإنسان ومسؤوليته، والجبرية الذين رأوا الإنسان مجبراً على أفعاله، والأشعرية الذين جمعوا بين خلق الله للأفعال وكسب الإنسان لها. يُبرز الدرس أن التصور الإسلامي الصحيح للقدر يقرّ بفاعلية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله، مستنداً على آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى التكليف والمسؤولية، مع التأكيد على أن الله لا يُكلف نفساً إلا وسعها. ويختم الدرس بتأكيد أهمية الفهم الواعي للقدر لتعزيز التوكل ونفي التواكل، داعياً إلى معرفة السنن الكونية لتجاوز ضعف الإنسان. يُبرز دور المفكرين الإسلاميين كالأفغاني ومحمد عبده في التأكيد على الاختيار ونفي الجبر لتحقيق النهضة والتقدم.

درس الحرية و القدر
الدرس 2 : الحرية و القدر

1/ تحديد المفاهيم : (الاشتغال على الجدول ص 30)

المصطلح

تعريفه

القضاء

س1 ص 29

هو حكم الله الواقع في الأزل بمشيئته تعالى بما سيكون عليه أمر الكون و الكائنات في وجودهم و أحوالهم في الدنيا و الآخرة و كتبه في كتاب علمه المسمى اللوح المحفوظ – القدر هو تحديدالأمر و ضبط الشيء بمقدار معين

القدر

س2 ص 29

هو إيجاد الله الكائنات و تسيير الأحداث في الدنيا و الآخرة بشكل مطابق لما سطره الله في القضاء

القضاء في الأزل و القدر فيما لا يزال

الحرية و الضرورة

س 4ص29

الحرية اختيار (حركة إرادية) ≠ الضرورة ( ما اضطررنا إليه (حركة لا إرادية)

لا تعارض بين الحرية و القدر (الضرورة) لأن الحرية اختيار عقلي يقوم على تقدير البواعث و فهم المؤثرات كما أنها ليست مستقلة عن سنن الكون.

الجبر

الجبر = الجبر في اللغة : جبره على الأمر و أجبره:قهره عليه،و أكرهه على الإتيان به. الجبر في مصطلح علماء العقائد الإسلامية الجبر:إجيار الله تعالى عباده على ما يفعلون،خيراكان أو شرا،حسنا كان أو قبيحا،دون أن يكون للعبد إرادة و اختيار الرفض و الامتناع،و يرى الجبرية الجبر مذهبا يرى أصحابه أن كل ما يحدث للإنسان قدر عليه أزلا،فهو مسير لا مخير

الكسب

س5ص 30

إقتران قدرة الإنسان و هي قدرة حادثة بالفعل الذي يروم القيام به دون أن يكون لقدرته أثر في إيجاد الفعل

2/ - اختلاف رؤى المسلمين في القدر:

الفرقة الكلامية

مقالتها

حججها

حدود مقالتها

المعتزلة (أهل العدل)

سند 4 ص38

سند5 ص 39

-العبد قادر وخالق لفعله خيرا

و شرا بحريته و اختياره ولكن الله يعلم بها أزلا .

• الإنسان مسؤول و محاسب على خلقه لأفعاله .

-الله عادل يعاقب و يثيب الإنسان حسب فعله.

الهدف من هذه المقالة تنزيه الله

و إثبات عدله

-أفعال فيها الظلم و الجور فلو كان الله خالقا لها لوجب أن يكون ظالما تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

-أفعال العباد فيها الحسن و القبح فلايصح أن تكون مخلوقة لله.

• 
  

  القول بالحرية المطلقة مخالف للواقع لأن الإنسان محكوم بالضرورات و الحتميات الكونية.

  
  


• 
  

  القول بأن العبد يخلق أفعاله يترتب عليه القول بمحدودية قدرة الله وهذا لا يستقيم مع القدرة الإلهية الشاملة.

  
  

الجبرية (الجهمية)

سند 6 ص 39

الإنسان غير مختار لأفعاله و الفعل ينسب له مجازا.

-الإنسان مجبر على أفعاله و لا قدرة له.

• الإنسان مجرد أداة منفذة لإرادة الله

و خاضع للحتمية الكونية كغيره من الموجودات حيث بالريشة في مهب الريح.

• الهدف من هذه المقالة إثبات وحدانية الله في الخلق و التسيير.

-التوحيد يقتضي أن لا فاعل

و لاخالق إلا الله و لو قلنا بخلق الإنسان لأفعاله لشارك الله في صفة الخلق و هذا يتنافى مع عقيدة التوحيد .

• 
  

  هناك نصوص قرآنية ظاهرها الجبر كقوله تعالى : " و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين".

  
  


• 
  

  تأويل النصوص الدالة على إرادة العبد و اختياره على أنها بمعنى الإنذار و التحذير كقوله تعالى : " اعملوا ما شئتم فإنه بما تعملون بصير " (فصلت 40)

  
  


• 
  

  تلغي هذه المقالة إرادة الإنسان

  
  

و حريته و فعله و ترفع عنه تبعات أفعاله.

• القول بالجبر يؤدي إلى إسقاط الرجاء و الخوف عن العبد و يلغي دور العقل و يقوده إلى الاستسلام و السلبية و هو ما يتنافى مع مفهوم الاستخلاف.

الأشعرية ( أهل السنة)

سند 3 ص 38

-الله خالق للأفعال و الإنسان كاسب لها.

• 
  

  أفعال العباد (خيرا و شرا) كلها مخلوقة لله و العبد يكسبها و يحاسب على كسبه لها.

  
  


• 
  

  و الكسب أي عندما تنصرف إرادة الإنسان نحو الفعل الذي يريد القيام به يخلق الله فيه قدرة حادثة تلازمه مدة قيامه بذلك الفعل دون أن يكون لقدرته أثر في إيجاده.

  
  

-تستند فكرتهم إلى قوله تعالى : "والله خلقكم و ما تعملون" (الصافات 96) إذ أن للعباد أعمال (تعملون) خلافا لقول الجبرية و الآية تثبت أن الله قد أخبر عن نفسه بأنه خالق أعمال العباد خلاقا للمعتزلة

و القدرية .

-تنفي المقالة إرادة الإنسان و تلغي حريته و تهمّش دوره في الكون مع أنه خليفة الله في الأرض ، إذ يرى المعتزلة و من والاهم أن الكسب ليس إلا جبرا ما دامت قدرة الإنسان غير مؤثرة في إيجاد الفعل.

الإرادة الإنسانية و الإرادة الإلهية :

• الله فعال لما يريد ولا يكون شيء إلا بإرادته , ولا يخرج شيء عن مشيئته , وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره , ولا يصدر إلا عن تدبيره , ولا خروج عن القدر المقدور ,

من يكتفي بهذه الزاوية في الملاحظة يقر بالجبر

• الملاحظ من زاوية فعل الإنسان المكلف لا يجعل قضاء الله وقدره حجة في ترك أوامره واجتناب نواهيه بل يؤمن بأن لله علينا الحجة بإنزال الكتب وبعثة الرسل

ويعلم أن الله سبحانه ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك , وأنه لم يجبر أحدا على معصية , ولا اضطره إلى ترك طاعة قال تعالى ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا )(البقرة :286) فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يُجزى على حسنه بالثواب , وعلى سيّئه بالعقاب , وهو واقع بقضاء الله وقدره : فيقر بالتخيير.

• هكذا تحسم مسألة التسيير والتخيير من خلال الزاوية التي ننظر من خلالها إليها

جهات مختلفة للنظر

مقومات القدرة الإلهية سند4 ص35

مقومات الإرادة البشرية

الخلق

العقل

العلم

الاختيار(الحرية)

الإرادة

القدرة على الفعل

الحساب

الوحي

مقتضيات الربوبية

مقتضيات التكليف والمسؤولية

3/ التصور الإسلامي الصحيح لمسألة القدر:

-الإنسان في التصور الإسلامي فاعل و مصادر القول بقدرته على الفعل عديدة منها :

*ماتضمنه القرآن من آيات الأمر و النهي (آيات التكليف)

*آيات الوعد والوعيد (آيات تحميل المسؤولية)

التكليف + المسؤولية = فاعلية الإنسان

قال تعالى : " و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى"(النجم 40.39) الإنسان فاعل

قال تعالى : "لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت" ( البقرة 286) الإنسان مسؤول عن فعله.

قال تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " (الرعد 11)

الحضارة الإنسانية لا تتغير نحو الأفضل إلا إذا توفرت إرادة بشرية تستهدف ذلك . إن الذي يبني الحضارة هو الإنسان .

(سند 2 ن3)ـ يركز الأفغاني و محمد عبده على ما أجمعت عليه الطوائف الإسلامية الراهنة من القول بالاختيار و نفي الجبر . أي اختيار الإنسان لأفعاله في سياق الأوامر و النواهي الإلهية + الجزاء عليها ثوابا/عقابا

لا يمكن أن تتحقق الحكمة و العدل إلا بنفي الجبر .

ـ لا شك أن مطلب النهضة و التقدم للأمة الإسلامية هو ما يحرك فكرهما ، حيث أن تطهير عقل المسلم من فكرة الجبر ، وإطلاق إرادته نحو الفعل ، و تأسيس مهمة التغيير الحضاري على قدرة الإنسان ، هي الرسالة التي أرادا إبلاغها .

الفهم الواعي للقدر يؤكد فاعلية الإنسان و يدعّم التوكل و ينفي التواكل فالإنسان مخير فيما يعلم و مسير فيما لا يعلم فهو مطالب بمعرفة السنن الكونية لتجاوز ضعفه.