لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

الإدارات والمصالح الحكوميةتعددت وتضخمت وظائف الدولة المصرية القديمة بفعل الظروف التي أشرنا إليها عدة مرات حتى أصبحت ( البيروقراطية ) هي العامة لنظام هذه الدولة ، فهي التي تتولى مهام ضبط النهر والرى وتوزيع المياه وتنفيذ المشاريع العامة ومواجهة الفيضانات وإدارة وتنظيم السخرة ومسح الأراضى وحصر الحيازات وتوزيع وإعادة توزيع الأرض للزراعة سنويا أو دوريا وفرض وجباية الضرائب وتنظيم التجارة الخارجية واستخراج المعادن ثم تقنين وتنفيذ هذا كله حتى النقل الداخلى النهرى أو البرى والبريد هي وظيفة مركزية تحتكرها الدولة لأنها أساسا تحمل شبكة مخابراتها اللازمة للضبط والربط وإحكام السيطرة على الشعب ( ۳ ) .ومن هنا كان لابد أن تستعين الدولة بجهاز ضخم من الموظفين لا يقل حجما وعددا عن جيش المحاربين في أكبر حالاته ، فالحكومة الفرعونية النهرية في جوهرها حكومة تكنوقراط ، والمجتمع المائي المصرى القديم مجتمع موظفين إلى حد بعيد ، وحدة الجهاز الأولية هي الكاتب الذي كان يمثل قيمة خاصة للغاية في الهيئة الاجتماعية والعامة ) ( ۰ ) .وبطبيعة الحال فلنا أن نحكم بأن الإدارات والمصالح الحكومية وإن كانت لها وظائف في القيام بشئون الدولة ، إلا أنها في الوقت نفسه كانت حريصة على ( تعليم ) الموظفين الجدد قواعد وآداب ومهارات أساسية خاصة وأن بعض الأبناء كانوا يلتحقون بنفس الإدارة التي يعمل بها الأب مما كان يلقى على الأب مسئولية تعليم ابنه نفس المهام التي يقوم هو بها ، وقد عرفت عدة حالات من الدولة القديمة ، اشترك فيها الأبناء مع آبائهم فى إدارة حكومية واحدة ، وممكن قرن هذه الحالات بما عرف عن أمل كل ذى ثقافة ومنصب فى مصر القديمة في أن يخلفه ولده في- 17A-السمةمنصبه ( ٠ ) . ومما يشير إلى ذلك قول قائل في كتاب الكمال من العصر الأهناسي ( ؟ ) " لقد علمنى أبى كتب أسلافه النافعة ( أو هداني أبى إلى كتابات أسلافه النافعة " ، وقول آخر من الدولة الحديثة " لقد علمني أبي ما يعرفه وهذبنى ما لا حصر له من المرات ، على أنه يبدو هنا أيضا أن تعليم الأب أيا كانت صورته لم يكن يكفى وحده ، فهذا الأخير الذى قال بتعليم أبيه له ما لا عد له من المرات كان قد عيره خصمه بعيوبه نتيجة لأنه أعوزه ( تعليم ) المعلم " ( 1 ) .أما في عصر الرعامسة فيعتمد هذا النوع من التعليم ، أي من الصبية المساعدين على الكتبة القدامى على قرائن مادية حضور واضحة وتتمثل المراجع عن طبيعة هذا التعليم وعن القائمين به في مجموعة برديات أو كراسات تعليمية كتب موضوعاتها تلاميذ من الرعامسة وضمنوا بعض هذه الموضوعات أسماء معلميهم وما عصر كانوا يشغلون من مناصب حكومية ومما يرجح اعتبار هذه البرديات كراسات تعليمية وجود الخصائص التالية ( ۰ ) :أ- احتفاظ بعضها بعناوين تحدد الغرض التعليمى منها ، وذلك مثل عنوان ( بداية تعليم الرسائل الذي قام به الكاتب ( فلان ) لمساعده ( أى تلميذه الكاتب ( فلان ) .ب - اهتمام أغلب موضوعاتها بالدعوة إلى الموظبة على الدرسوالتحصيل .جـ- اشتمالها على كثير من التصويبات التي يدل بعضها على أنه منعمل معلم .ثم خصائص أخرى أقل أهمية وهى أن منها ما تخللت موضوعاته و دروسه تاريخ تحدد بداية العمل اليومى ونهايته . وأن كثيرا من موضوعاتها صب اللوم والتعنيف الشديد على رأس نفس التلميذ الذي كتبها ، وليس من السهل أن يحط الكاتب أى ) التلميذ ) من قدره وكفاءته مختارا أو لمجرد التسلية .ومعلمو إدارات بيت المال يمكن تقسيمهم فريقين : فريق رؤساء أمناء المخطوطات ، أولا بالمنصب المستقر نسبيا وذلك بالنسبة لمن سواهم من الكتبة العاديين الذين كانوا يكلفون بالأسفار ومهمات تحصيل الضرائب - وهذا الاستقرار لاشك فى أنه كان يهيئ لهم فرص التعليم أكثر من غيرهم .ثانيا - بأنهم رؤساء ، وميزة الرئاسة قد تكون على أساس أنه يتوافر للرئيس من المعرفة والخبرة أكثر مما يتوافر لغيره ، ولهذا يؤتمن على التعليم أكثر مما يؤتمن غيره ، أو تكون على أساس أن ما يتوافر من الوقت الفراغ للرئيس يكون عادة أكثر مما يتوافر للمرءوس فيستطيع الأول أن يتوفر للتعليم أكثر مما يستطيع الثاني ، أو تكون على أساس أن التلاميذ كانوا في ذات الوقت كتيبة مساعدين بنفس الإدارات ولهذا كانت تبعيتهم للرئيس مباشرة تكفل إلزامهم الطاعة والنظام وأداء الواجب ( ۰ ) . فهؤلاء كما يبدو من ألقابهم لم يكونوا أكثر من كتبة ليس لهم في الرياسة أو أمانة المخطوطات أو الاستقرار نصيب ، ولهذا لا يتبقى من مبررات إسناد مهمة التعليم إليهم إلا تميزهم بالكفاءة الشخصية والمواهب الفردية ، وذلك مما يمكن ترجيحه لواحد منهم على وهو كاتب بيت المال ( قاجابو ) ، وذلك اعتمادا على وفرة الدراسات التي قام بها تلميذه الكاتب ( اننا ) تحت إشرافه ، فقد بقى لهذاالأقلالتلميذ النابغة خمس كراسات جمعت من موضوعات للأدب القديم والقصص المعاصر ودراسة الرسائل بأنواعها وتنوع هذه الدراسات وان كان يشهد بنشاط التلميذ ونبوغه فإنه يدل كذلك على كفاءة خاصة لمن درسها له أو أشرف على دراسته لها ( ) .وتلقيب المعلم لتلميذه فى إدارات الحكومة بلقب الكاتب يحتمل معنيين ، فهو قد یعنی اعتراف المعلم لتلميذه بنصيب سابق من العلم أو الثقافة يستحق معه أن يلقب بالكاتب أو هو يعنى أن تلميذه كان يقوم معه بعمل الكاتب المساعد فعلا . والواقع أنه ليس هناك ما يحول دون قبول المعنيين معا . أن تلميذ الادارة الحكومية كان له نصيب سابق من العلم اكتسبه في مرحلته التعليمية الأولى ، لأنه كان يعمل مع رئيسه ويعلمه بصفة كاتب مساعد له وذلك على أساس تبعيتهما معا لادارة حكومية واحدة . على أنه مع قبول المعنيين معا للكاتب المساعد صاحب الكراسة ، فإنه يغلب أن صلته بمعلمه في أثناء كونه مساعدا أو في أثناء كتابته لكراساته ، كانت للدراسة أكثر مما كانت للعمل ، ويدل على ذلك أن رسائل المعلمين أو توجيهاتهم لتلاميذهم التي تضمنتها الكراسات غالبا ما كانت تدعو إلى الاهتمام بالكتب والكتابة وأقوال الإله ، وقليلا ما كانت تدعو إلى الاهتمام بالعمل أو أداء الوظيفة ( ٦ ) .وهنا يبرز تساؤل عما إذا كان هذا النوع من التعليم فرديا أوجماعيا ؟الحق أن هناك نصوص يمكن الاستدلال منها على وجود النظامين . وتعليل ذلك يرجع إلى احتمال قد لا نجد ما يؤيده ، ولكن لا بأس من فرضه حتى يستجد من البحوث ما يثبته أو ينفيه ( ١١ ) ، وهذا الاحتمال هو أن تكون الدراسة المتقدمة فى المدارس الجماعية مما يستدعى نفقات من نوع ما ، بحيث لا يقوم عليها غير الأثرياء ، ويستوى في ذلك أنيكونوا من طبقة عليا أو من طبقة وسطى ، وربما كان هذا هو ما جعل ( خيتي بن دواوف ) يقول لولده في سياق تعاليمه ولاحظ أن القيام بالرحلة جنوبا للعاصمة انما فعلته لفرط حبى إياك " ، ويقول له : " ادع الإله لأبيك وأمك اللذين وضعا ( ك ) على طريق الأحياء " ، وذلك مما يمكن أن ينم عن أنه قد تحمل من أجل تعليمه ووضعه على الطريق المؤدى إلى المستقبل الواسع شيئا لم يكن يتحمله غير القليل من أهلطبقته .وهناك من الأسباب ما يرجح أن احتمال القبول في مدارس تعليم الإدارات ( الجماعية ) على أساس تميز الطبقات احتمال بعيد ولا يجد سندا له . ومن هذه الأسباب أن ( خيتي ) نفسه الذي مال لوالده " لقـد الحقتك بالمدرسة مع أبناء الكبراء لم يكن من الطبقة العليا ، وأن الأنظمة فى عصره لم تكن تفرق بين ابن نبيل وبين ابن فقير وانما تحتبى الفرد بكفاءته " . ويغلب أن هذا ظل نفس الشأن خلال أيام الدولة الحديثة أيضا ، ومما يمكن أن تكون له دلالته فيما يعرف عن التدريس في الدولة الحديثة أن التعاليم الأدبية والتهذيبية كانت تدرس للجميع على سواء ، فكما كانت تدرس تعاليم الوزير بتاح حوتب درست تعالیم خیتی بن ، دواوف وكما كانت تدرس تعاليم الملك امنمحات درست تعاليم الكاتب أنى - أى أنه لم تكن هناك ارستقراطية في التوجيه كما أنه لم يكن يستكثر على أبناء العامة أن يتأدبوا بما يتأدب به أبناءالخاصة ( ٦٢ ) .وقد سرد كبار رجال الدولة والموظفون أهم أحداث حياتهم دون التقيد بترتيب زمني صارم ، ووصلتنا على شكل ( مدونات ) ، قد تطول أو قد تقصر نقشت على سطوح جدران الهياكل الجنائزية في المصاطب والمقابر منذ بدايات الدولة القديمة ، ثم على اللوحات الحجرية في وقت لاحق ، ونقشوها على سطوح التماثيل أو الدعامات الرأسية خلف التماثيل بالتحديد مع حلول الدولة الحديثة لم يكن الهدف من تسجيلهذه الحكايات هو الترفيه ، ولكنها كانت أحاديث فاضلة تستهدف ( التعليم ) كما كانت تستهدف تبرير سلوك كل فرد خلال حياته ، ورسالة موجهة إلى ذرية صاحب النقش ليطلعوا على سيرته الطيبة ، فلا يبخلوا عليه بصلواتهم وقرابينهم جيلا بعد جيل ( ١٣ ) .وربما كانت هذه السير الذاتية مجرد تبرير أخلاقي أو شاهدا على ما كان هناك من اهتمامات فى الحياة العملية ، أو أنها استهدفت بكل بساطة سرد حدث ما هام أو مغامرة فريدة ، فإن هذه الروايات تقدم صورة تجمل صاحبها ، ولكن بفضلها يستطيع داعية الأخلاق أو المؤرخ أن يتعرفا من واقع هذه الخبرات على الحياة المصرية ، أو بالأحرى على أسلوب التربية لكل واحد من أصحاب هذهالسير .وهناك نقطة مشتركة بين كل هذه السير الذاتية تقريبا هي : إعلان المبادئ الذي هو أشبه بالظل الذي يحدد مدى الحكمة وانعكاسها في أذهان البشر ، وفي إعلان المبادئ هذا يقول صاحب السيرة ( 1 ) :" لقد قلت الحق . وفعلت الخير لأني أردت للناس أن يكونوا سعداء . لقد بذلت ما في وسعى لإنقاذ الضعيف ممن هو أقوى منه ، وقدمت الخبز للجائع والمساء للظمآن والملبس للعريان وقمت بمراسم الدفن لمن لم يكن له ولد واحترمت أبي وكرمت أمي "ومن وثائق أواخر الدولة الثانية عشر " لوحة العرابة " المعروفة بالتعاليم تدلنا على فضل جيل الموظفين الجديد الذي عمل ملوك هذه الأسرة على إنشائه ليلتف حولهم وليكون لهم نصيرا وظهيرا على تسيير أداة الحكم في البلاد ، فلا غرابة أن نرى هؤلاء الموظفين حريصين على بث روح الطاعة والمحبة لمليكهم العادل في نفوسأولادهم . وقد بلغ بهم حب الفرعون درجة جعلت تعاليم بعضهم لأبنائهم تدور حول حب الفرعون وخدمته والإخلاص له ( ١٠ ) .وسحتب اب ( رع ) صاحب هذه التعاليم كان موظفا كبيرا في المالية ، وهو يقدم لأولاده " حكمة للحياة الصحيحة حتى تمضوا مدة الحياة في نعيم " . وينصحهم : " احترموا الملك " نيما " عت رع ، وألفوا بين قلوبكم وجلالته ، وذلك لأنه ملأ الأرضين قوة وحياة ( ١٦ ) .بنا الإشارة إلى المكانة العليا للكاتب التي حرص كثيرون على التأكيد عليها وتحقير ما عداها من المهن ، فهذا ( خيتي ) يشير إلى ضالة شأن حرف ومهن عديدة : وقد مر " . والاسكافي يحمل أوانيه ( آلاته ) إلى الأبد ، وصحبته تكون كصحبة الجيفة وما يعض عليه هو الجلد " ( ١٧ ) .ثم يأتي بعد ذلك الكلام على حرفة الغسال ومجازفة صاحبها بنفسه أمام خطر التمساح مما يدل على كثرة هذا الحيوان في ذلك العصر في النيل ، وما يلاقيه بسببها من تعب جثمانى وما يشعر به من تعس عندما يضع منزر سيده ليؤدي فيه عمله . " والتاجر ( ؟ ) يسبح إلى الدلتا ليحصل على ثمن سلعته ، والبعوض يقتله لما يحمل من الجراثيم )- وصانع اللبن ( ضرب الطوب الصغير الذى يصنعه من غرين النيل يقضى حياته بين الماشية ( ؟ ) وملابسه تكون خشنة يشتغل بقدميه ويدق . ( ۸ ) .والظاهر أن حرفة البناء كانت شاقة عند المصريين ، حتى أن حكيمناهنا قد رصد لها فقرتين غير ما ذكر .وهوثم يصف الحكيم لابنه حالة البستاني ، ويظهر أنه يقصد زارع الخضر والفاكهة على السواء : " أما البستاني فيحضر أثقالا وذراعه ورقبته تتألمان من تحتها ، وفى الصباح يروى الكراث وفي المساء الكروم . فحرفته أسوأ من أية حرفة " .ثم ينتقل إلى وصف حالة الفلاح ، وهو الوصف الذي ينطبق على حالة فلاح مصرنا قرونا طويلة ، فالأمراض تفتك به وصاحب الأملاك يستنفذ كل محصوله ، فهو كالحيوان الضعيف الذى يعيش بين الأسود فهو لابد مأكول ( ١٩ ) . فيقول عنها : ان صاحبها هو الذي يصدر الأوامر " ، ثم يصفها بأنها أحسن من كل الحرف التي استعرضها فيقول :" تأمل ! فانه لا توجد حرفة من غير رئيس لها إلا صناعة الكاتب فهو رئيس نفسه ، فإذا عرف الإنسان الكتب فإنه يقال عنه بحق أنها مفيدة لك . وما أقوم به في سياحتى إلى الحاضرة تأمل ! أني أقوم به حبا فيك . ويوم فى المدرسة مفيد لك وما تعمله فيه يبقى مثل الجبال ( ۷۰ ) .أما ( آني ) من الدولة الحديثة ، فينصح ابنه قائلا : " لا تقعدن إذا كان غيرك أكبر سنا واقفا أو آخر يشتغل في مهنة ( معك ) زمنا أقدم منك " وأيضا : " إذا كنت ماهرا في الكتابة فإن الناس أجمع يفعلون كل ما تقوله . إذن خصص نفسك للكتب وضعها في لبك ، وبذلك يكون كل ما تقوله ممتازا ، كل وظيفة يعين فيها الكاتب فإنه ( لابد ) يستشير فيها الكتب وبذلك يلازمه النجاح ) . " ( ٣ ) .ولم يفت ( آنى ) أن يضع لابنه الخطط في معاملة الرئيس حتى يكون سعيدا معه فيقول ( ۷۳ ) : " لا " تجيبن رئيسا في حالة غضبه ، واذكر حلو الكلام حينما ينطق بمره لأى إنسان ، واعمل على تهدئة قلبه ، فإن الأجوبة الشديدة تحمل غضبا ( تؤدى إلى ضربك ) وبذلك تنهار قواك وان الغضب يصوب نفسه نحو أعمالك فلا تنغصن نفسك ، على أن الرئيس سيلتفت ويثني عليك بسرعة بعد فوات ساعته المخيفة ( ساعة غضبه ، وإذا كانت كلماتك مهدئة للقلب فإن القلب يميل لاستيعابها . وجد فى أن تكون صامتا واخضع لما يفعل " .وأشارت تعاليم بتاح حوتب إلى العديد من القيم والآداب التي يجب أن يتحلى بها القائم بالعمل الحكومي ، إذا كنت ممن يطلب منه مطلب ذو ) منصب ) ، فاستمع بهدوء مهما كان من يتكلم ولا تسئ معاملة المتظلم قبل أن يقول لك لماذا أتى . لأن الملتمس يفضل الاستماع إليه من تحقيق ما جاء يشكومنه "" أما من يطرد من يقدم طلبا ، فإن الناس سوف يتساءلون عن السبب في حين أن الاستماع الجيد راحة للقلبوعلى الرغم مما يحمله هذا المعنى من شفقة وحدث على التحلى بها ، فلا شك لدينا أن تلك الشفقة يجب أن تكون المعاملة الطيبة المبنية على الحق مصاحبة لها ، فهو لا يكتفى بأن السائل يجب أن تسمع كلماته وعدم الاساءة إليه بل يرى أكثر من ذلك : " . ضرورة تحقيق ما ما جاء يشكو من أجله ) . ( ۳ ) .سمعابحث لنفسك عن كل عمل صالح إذا كنت تملك سلطة اعطاء الأوامر حتى تكون أوامرك خالية من الضرر ( أفعالك بدون خطأ ) .فالعدالة شئ عظيم ولم تفقد قيمتها منذ أيام الذي فعلها وهي لم تمس منذ عصر ( أوزير ) ، وهناك جزاء لمن يتجاوز حدودها وقواعدها . إنها الطريق الصحيح والخطأ لا يصل بفاعله إلى البروربما كانت الأساليب السيئة تجمع الثروات ، ولكن قوة العدالة ( الحق ) هي التي ستدوم وتستمر ( ۷ واحتلت قيمة الطاعة ) مكانة مرموقة فى التعاليم ، ومن ذلك ماأوصى به بتاح حوتب . ان الرجل الذي يحبه الإله هو الذي يطيع "" . الطاعة مفيدة لمن يسمع "" . الطاعة أحسن من كل ما في الوجود . "ونتيجة لرضاء الملك ( الإله ) وطاعتك له فمن المؤكد أن عطايا الملك وكرمه سوف يزداد وسيكافأ نتيجة لذلك . وظهرك يكسى نتيجة لذلك " ( ۷۰ ) . وتضمنت التعاليم أيضا ما يختص بالعمل في الحياة الدنيا والعلاقة بين الرئيس المباشر والعاملين معه فيدعو إلى تقدير الأمور ووزنها بالميزان الصحيح وعدم معارضة الشخص الأعلى والترفع عن الصغائر مما يؤدى إلى حسن سير الأعمال ، ومنها ( ۳ ) . إذا كان رئيسك فيما مضى من أصل وضيع فعليك أن تنسى ذلك واحترمه للمكانة التي وصل إليها لأن الثمرة لا تأتى عفوا " . وعندما يصيب رئيسك شهرة التقدير فإنها ستبقى حسنة للأبد ،والرجل العاقل يعرف بعمله "ويضيف قائلا : " . إذا أرسلك أحد العظماء لتوصيل رسالة فكن جديرا بالثقة التي منحها إياك ، وبلغ الرسالة كما هى ولا تخفى شيئا مما كلفت به أول يوم ولا تغيب ، بل انتظر حتى يأتى دورك وعندئذ كن مستعدا للدخول دون دفع أو تزاحم فالمكان رحب وقاعة المجلس يسيطر عليها نظام دقيق وتسير أمورها وفق خطة محكمة ، أنه هو الرب الذي يهب المرء مقعدا فيها يجزى به المستحقين ولا يناله المعتدون .- إذا كنت بين جماعة من الناس ، فاجعل حب الناس هدفك ومنيتك ومبتغى قلبك وهواك ، فيقول من يراك هذا هو رجل ناجح وانته الثروة فلأقلده فيحسن ذكرك وينبه ، ويعلو قدرك بين رانك ، ويكتمل من أمرك ما ينقصه . أما من يسير على هواه فلا جير يكون نصيبه إلا الاحتقار وهوان الشأن ، وما هو ببالغ من حب الناس شيئا ، فيصبح قلبه مليئا بالبؤس وجسمه بغيضا ، ويغدو مرذولا عند المؤمنين بالرب ان من اتبع هواه ضل ، ولا تخف من أعمالك شيئا ، بل صارح بها رئيسك في مجلسه حتى ولو كان يعلم بها أفلا يضير المرء أن يقال له : " هذا شئ أعلمه ( ۷۷ ) .- لا تردد كلاما قيل في ساعة غضب ، بل انظر إلى الأرض ولا تتكلم بشأنه فيخجل من هو أمامكويعرف الحكمة . وإذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك أن تتفادى الأمر ، لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون ( ۸ ) .- إذا صرت رجلا عظيما ، وكنت فى وقت من الأوقات صغيرا ، وكنت في وقت من الأوقات فقيرا ، فلا تتكبر لأنك بلغت هذه المرتبة العالية ، فما أنت سوى قيم على الحسنات التي أعطاها الرب لك . فسرعان ما يبلغ سواك المرتبة التي بلغتها فيكون مساويا لك ، يأتيه من الثروة والجاه ماأتاك ( ۷۹ ) .


النص الأصلي

محتوى المستند
انقر مرّتين للتعديل
الإدارات والمصالح الحكوميةتعددت وتضخمت وظائف الدولة المصرية القديمة بفعل الظروف التي أشرنا إليها عدة مرات حتى أصبحت ( البيروقراطية ) هي العامة لنظام هذه الدولة ، فهي التي تتولى مهام ضبط النهر والرى وتوزيع المياه وتنفيذ المشاريع العامة ومواجهة الفيضانات وإدارة وتنظيم السخرة ومسح الأراضى وحصر الحيازات وتوزيع وإعادة توزيع الأرض للزراعة سنويا أو دوريا وفرض وجباية الضرائب وتنظيم التجارة الخارجية واستخراج المعادن ثم تقنين وتنفيذ هذا كله حتى النقل الداخلى النهرى أو البرى والبريد هي وظيفة مركزية تحتكرها الدولة لأنها أساسا تحمل شبكة مخابراتها اللازمة للضبط والربط وإحكام السيطرة على الشعب ( ۳ ) .ومن هنا كان لابد أن تستعين الدولة بجهاز ضخم من الموظفين لا يقل حجما وعددا عن جيش المحاربين في أكبر حالاته ، فالحكومة الفرعونية النهرية في جوهرها حكومة تكنوقراط ، والمجتمع المائي المصرى القديم مجتمع موظفين إلى حد بعيد ، وحدة الجهاز الأولية هي الكاتب الذي كان يمثل قيمة خاصة للغاية في الهيئة الاجتماعية والعامة ) ( ۰ ) .وبطبيعة الحال فلنا أن نحكم بأن الإدارات والمصالح الحكومية وإن كانت لها وظائف في القيام بشئون الدولة ، إلا أنها في الوقت نفسه كانت حريصة على ( تعليم ) الموظفين الجدد قواعد وآداب ومهارات أساسية خاصة وأن بعض الأبناء كانوا يلتحقون بنفس الإدارة التي يعمل بها الأب مما كان يلقى على الأب مسئولية تعليم ابنه نفس المهام التي يقوم هو بها ، وقد عرفت عدة حالات من الدولة القديمة ، اشترك فيها الأبناء مع آبائهم فى إدارة حكومية واحدة ، وممكن قرن هذه الحالات بما عرف عن أمل كل ذى ثقافة ومنصب فى مصر القديمة في أن يخلفه ولده في- 17A-السمةمنصبه ( ٠ ) . ومما يشير إلى ذلك قول قائل في كتاب الكمال من العصر الأهناسي ( ؟ ) " لقد علمنى أبى كتب أسلافه النافعة ( أو هداني أبى إلى كتابات أسلافه النافعة " ، وقول آخر من الدولة الحديثة " لقد علمني أبي ما يعرفه وهذبنى ما لا حصر له من المرات ، على أنه يبدو هنا أيضا أن تعليم الأب أيا كانت صورته لم يكن يكفى وحده ، وإنما كان كمال التعليم يرتجى من المعلم ، فهذا الأخير الذى قال بتعليم أبيه له ما لا عد له من المرات كان قد عيره خصمه بعيوبه نتيجة لأنه أعوزه ( تعليم ) المعلم " ( 1 ) .أما في عصر الرعامسة فيعتمد هذا النوع من التعليم ، أي من الصبية المساعدين على الكتبة القدامى على قرائن مادية حضور واضحة وتتمثل المراجع عن طبيعة هذا التعليم وعن القائمين به في مجموعة برديات أو كراسات تعليمية كتب موضوعاتها تلاميذ من الرعامسة وضمنوا بعض هذه الموضوعات أسماء معلميهم وما عصر كانوا يشغلون من مناصب حكومية ومما يرجح اعتبار هذه البرديات كراسات تعليمية وجود الخصائص التالية ( ۰ ) :أ- احتفاظ بعضها بعناوين تحدد الغرض التعليمى منها ، وذلك مثل عنوان ( بداية تعليم الرسائل الذي قام به الكاتب ( فلان ) لمساعده ( أى تلميذه الكاتب ( فلان ) .ب - اهتمام أغلب موضوعاتها بالدعوة إلى الموظبة على الدرسوالتحصيل .جـ- اشتمالها على كثير من التصويبات التي يدل بعضها على أنه منعمل معلم .ثم خصائص أخرى أقل أهمية وهى أن منها ما تخللت موضوعاته و دروسه تاريخ تحدد بداية العمل اليومى ونهايته . وأن كثيرا من موضوعاتها صب اللوم والتعنيف الشديد على رأس نفس التلميذ الذي كتبها ، وليس من السهل أن يحط الكاتب أى ) التلميذ ) من قدره وكفاءته مختارا أو لمجرد التسلية .ومعلمو إدارات بيت المال يمكن تقسيمهم فريقين : فريق رؤساء أمناء المخطوطات ، وفريق الكتبة ، العاديين والأولون يتميزون ، أولا بالمنصب المستقر نسبيا وذلك بالنسبة لمن سواهم من الكتبة العاديين الذين كانوا يكلفون بالأسفار ومهمات تحصيل الضرائب - وهذا الاستقرار لاشك فى أنه كان يهيئ لهم فرص التعليم أكثر من غيرهم .ثانيا - بأنهم رؤساء ، وميزة الرئاسة قد تكون على أساس أنه يتوافر للرئيس من المعرفة والخبرة أكثر مما يتوافر لغيره ، ولهذا يؤتمن على التعليم أكثر مما يؤتمن غيره ، أو تكون على أساس أن ما يتوافر من الوقت الفراغ للرئيس يكون عادة أكثر مما يتوافر للمرءوس فيستطيع الأول أن يتوفر للتعليم أكثر مما يستطيع الثاني ، أو تكون على أساس أن التلاميذ كانوا في ذات الوقت كتيبة مساعدين بنفس الإدارات ولهذا كانت تبعيتهم للرئيس مباشرة تكفل إلزامهم الطاعة والنظام وأداء الواجب ( ۰ ) .أما الفريق الثاني ، فهؤلاء كما يبدو من ألقابهم لم يكونوا أكثر من كتبة ليس لهم في الرياسة أو أمانة المخطوطات أو الاستقرار نصيب ، ولهذا لا يتبقى من مبررات إسناد مهمة التعليم إليهم إلا تميزهم بالكفاءة الشخصية والمواهب الفردية ، وذلك مما يمكن ترجيحه لواحد منهم على وهو كاتب بيت المال ( قاجابو ) ، وذلك اعتمادا على وفرة الدراسات التي قام بها تلميذه الكاتب ( اننا ) تحت إشرافه ، فقد بقى لهذاالأقلالتلميذ النابغة خمس كراسات جمعت من موضوعات للأدب القديم والقصص المعاصر ودراسة الرسائل بأنواعها وتنوع هذه الدراسات وان كان يشهد بنشاط التلميذ ونبوغه فإنه يدل كذلك على كفاءة خاصة لمن درسها له أو أشرف على دراسته لها ( ) .وتلقيب المعلم لتلميذه فى إدارات الحكومة بلقب الكاتب يحتمل معنيين ، فهو قد یعنی اعتراف المعلم لتلميذه بنصيب سابق من العلم أو الثقافة يستحق معه أن يلقب بالكاتب أو هو يعنى أن تلميذه كان يقوم معه بعمل الكاتب المساعد فعلا . والواقع أنه ليس هناك ما يحول دون قبول المعنيين معا . أن تلميذ الادارة الحكومية كان له نصيب سابق من العلم اكتسبه في مرحلته التعليمية الأولى ، لأنه كان يعمل مع رئيسه ويعلمه بصفة كاتب مساعد له وذلك على أساس تبعيتهما معا لادارة حكومية واحدة . على أنه مع قبول المعنيين معا للكاتب المساعد صاحب الكراسة ، فإنه يغلب أن صلته بمعلمه في أثناء كونه مساعدا أو في أثناء كتابته لكراساته ، كانت للدراسة أكثر مما كانت للعمل ، ويدل على ذلك أن رسائل المعلمين أو توجيهاتهم لتلاميذهم التي تضمنتها الكراسات غالبا ما كانت تدعو إلى الاهتمام بالكتب والكتابة وأقوال الإله ، وقليلا ما كانت تدعو إلى الاهتمام بالعمل أو أداء الوظيفة ( ٦ ) .وهنا يبرز تساؤل عما إذا كان هذا النوع من التعليم فرديا أوجماعيا ؟الحق أن هناك نصوص يمكن الاستدلال منها على وجود النظامين . وتعليل ذلك يرجع إلى احتمال قد لا نجد ما يؤيده ، ولكن لا بأس من فرضه حتى يستجد من البحوث ما يثبته أو ينفيه ( ١١ ) ، وهذا الاحتمال هو أن تكون الدراسة المتقدمة فى المدارس الجماعية مما يستدعى نفقات من نوع ما ، بحيث لا يقوم عليها غير الأثرياء ، ويستوى في ذلك أنيكونوا من طبقة عليا أو من طبقة وسطى ، وربما كان هذا هو ما جعل ( خيتي بن دواوف ) يقول لولده في سياق تعاليمه ولاحظ أن القيام بالرحلة جنوبا للعاصمة انما فعلته لفرط حبى إياك " ، ويقول له : " ادع الإله لأبيك وأمك اللذين وضعا ( ك ) على طريق الأحياء " ، وذلك مما يمكن أن ينم عن أنه قد تحمل من أجل تعليمه ووضعه على الطريق المؤدى إلى المستقبل الواسع شيئا لم يكن يتحمله غير القليل من أهلطبقته .وهناك من الأسباب ما يرجح أن احتمال القبول في مدارس تعليم الإدارات ( الجماعية ) على أساس تميز الطبقات احتمال بعيد ولا يجد سندا له . ومن هذه الأسباب أن ( خيتي ) نفسه الذي مال لوالده " لقـد الحقتك بالمدرسة مع أبناء الكبراء لم يكن من الطبقة العليا ، وأن الأنظمة فى عصره لم تكن تفرق بين ابن نبيل وبين ابن فقير وانما تحتبى الفرد بكفاءته " . ويغلب أن هذا ظل نفس الشأن خلال أيام الدولة الحديثة أيضا ، ومما يمكن أن تكون له دلالته فيما يعرف عن التدريس في الدولة الحديثة أن التعاليم الأدبية والتهذيبية كانت تدرس للجميع على سواء ، فكما كانت تدرس تعاليم الوزير بتاح حوتب درست تعالیم خیتی بن ، دواوف وكما كانت تدرس تعاليم الملك امنمحات درست تعاليم الكاتب أنى - أى أنه لم تكن هناك ارستقراطية في التوجيه كما أنه لم يكن يستكثر على أبناء العامة أن يتأدبوا بما يتأدب به أبناءالخاصة ( ٦٢ ) .وقد سرد كبار رجال الدولة والموظفون أهم أحداث حياتهم دون التقيد بترتيب زمني صارم ، ووصلتنا على شكل ( مدونات ) ، قد تطول أو قد تقصر نقشت على سطوح جدران الهياكل الجنائزية في المصاطب والمقابر منذ بدايات الدولة القديمة ، ثم على اللوحات الحجرية في وقت لاحق ، ونقشوها على سطوح التماثيل أو الدعامات الرأسية خلف التماثيل بالتحديد مع حلول الدولة الحديثة لم يكن الهدف من تسجيلهذه الحكايات هو الترفيه ، ولكنها كانت أحاديث فاضلة تستهدف ( التعليم ) كما كانت تستهدف تبرير سلوك كل فرد خلال حياته ، ورسالة موجهة إلى ذرية صاحب النقش ليطلعوا على سيرته الطيبة ، فلا يبخلوا عليه بصلواتهم وقرابينهم جيلا بعد جيل ( ١٣ ) .وربما كانت هذه السير الذاتية مجرد تبرير أخلاقي أو شاهدا على ما كان هناك من اهتمامات فى الحياة العملية ، أو أنها استهدفت بكل بساطة سرد حدث ما هام أو مغامرة فريدة ، وفي أغلب الأحيان ، فإن هذه الروايات تقدم صورة تجمل صاحبها ، ولكن بفضلها يستطيع داعية الأخلاق أو المؤرخ أن يتعرفا من واقع هذه الخبرات على الحياة المصرية ، أو بالأحرى على أسلوب التربية لكل واحد من أصحاب هذهالسير .وهناك نقطة مشتركة بين كل هذه السير الذاتية تقريبا هي : إعلان المبادئ الذي هو أشبه بالظل الذي يحدد مدى الحكمة وانعكاسها في أذهان البشر ، وفي إعلان المبادئ هذا يقول صاحب السيرة ( 1 ) :" لقد قلت الحق . وسلكت طريق العدل ، وفعلت الخير لأني أردت للناس أن يكونوا سعداء . لقد بذلت ما في وسعى لإنقاذ الضعيف ممن هو أقوى منه ، وقدمت الخبز للجائع والمساء للظمآن والملبس للعريان وقمت بمراسم الدفن لمن لم يكن له ولد واحترمت أبي وكرمت أمي "ومن وثائق أواخر الدولة الثانية عشر " لوحة العرابة " المعروفة بالتعاليم تدلنا على فضل جيل الموظفين الجديد الذي عمل ملوك هذه الأسرة على إنشائه ليلتف حولهم وليكون لهم نصيرا وظهيرا على تسيير أداة الحكم في البلاد ، فلا غرابة أن نرى هؤلاء الموظفين حريصين على بث روح الطاعة والمحبة لمليكهم العادل في نفوسأولادهم . وقد بلغ بهم حب الفرعون درجة جعلت تعاليم بعضهم لأبنائهم تدور حول حب الفرعون وخدمته والإخلاص له ( ١٠ ) .وسحتب اب ( رع ) صاحب هذه التعاليم كان موظفا كبيرا في المالية ، وهو يقدم لأولاده " حكمة للحياة الصحيحة حتى تمضوا مدة الحياة في نعيم " . وينصحهم : " احترموا الملك " نيما " عت رع ، بأجسامكم ، وألفوا بين قلوبكم وجلالته ، وذلك لأنه ملأ الأرضين قوة وحياة ( ١٦ ) .بنا الإشارة إلى المكانة العليا للكاتب التي حرص كثيرون على التأكيد عليها وتحقير ما عداها من المهن ، فهذا ( خيتي ) يشير إلى ضالة شأن حرف ومهن عديدة : وقد مر " .... والاسكافي يحمل أوانيه ( آلاته ) إلى الأبد ، وصحبته تكون كصحبة الجيفة وما يعض عليه هو الجلد " ( ١٧ ) .ثم يأتي بعد ذلك الكلام على حرفة الغسال ومجازفة صاحبها بنفسه أمام خطر التمساح مما يدل على كثرة هذا الحيوان في ذلك العصر في النيل ، وما يلاقيه بسببها من تعب جثمانى وما يشعر به من تعس عندما يضع منزر سيده ليؤدي فيه عمله . " والتاجر ( ؟ ) يسبح إلى الدلتا ليحصل على ثمن سلعته ، ويكد فوق طاقة ساعديه ، والبعوض يقتله لما يحمل من الجراثيم )- وصانع اللبن ( ضرب الطوب الصغير الذى يصنعه من غرين النيل يقضى حياته بين الماشية ( ؟ ) وملابسه تكون خشنة يشتغل بقدميه ويدق .... ( ۸ ) .والظاهر أن حرفة البناء كانت شاقة عند المصريين ، حتى أن حكيمناهنا قد رصد لها فقرتين غير ما ذكر ....وهوثم يصف الحكيم لابنه حالة البستاني ، ويظهر أنه يقصد زارع الخضر والفاكهة على السواء : " أما البستاني فيحضر أثقالا وذراعه ورقبته تتألمان من تحتها ، وفى الصباح يروى الكراث وفي المساء الكروم ... فحرفته أسوأ من أية حرفة " .ثم ينتقل إلى وصف حالة الفلاح ، وهو الوصف الذي ينطبق على حالة فلاح مصرنا قرونا طويلة ، فالأمراض تفتك به وصاحب الأملاك يستنفذ كل محصوله ، فهو كالحيوان الضعيف الذى يعيش بين الأسود فهو لابد مأكول ( ١٩ ) .أما مهمة الكاتب الحكيم ، فيقول عنها : ان صاحبها هو الذي يصدر الأوامر " ، ثم يصفها بأنها أحسن من كل الحرف التي استعرضها فيقول :" تأمل ! فانه لا توجد حرفة من غير رئيس لها إلا صناعة الكاتب فهو رئيس نفسه ، فإذا عرف الإنسان الكتب فإنه يقال عنه بحق أنها مفيدة لك . وما أقوم به في سياحتى إلى الحاضرة تأمل ! أني أقوم به حبا فيك . ويوم فى المدرسة مفيد لك وما تعمله فيه يبقى مثل الجبال ( ۷۰ ) .أما ( آني ) من الدولة الحديثة ، فينصح ابنه قائلا : " لا تقعدن إذا كان غيرك أكبر سنا واقفا أو آخر يشتغل في مهنة ( معك ) زمنا أقدم منك " وأيضا : " إذا كنت ماهرا في الكتابة فإن الناس أجمع يفعلون كل ما تقوله . إذن خصص نفسك للكتب وضعها في لبك ، وبذلك يكون كل ما تقوله ممتازا ، كل وظيفة يعين فيها الكاتب فإنه ( لابد ) يستشير فيها الكتب وبذلك يلازمه النجاح ) ... " ( ٣ ) .ولم يفت ( آنى ) أن يضع لابنه الخطط في معاملة الرئيس حتى يكون سعيدا معه فيقول ( ۷۳ ) : " لا " تجيبن رئيسا في حالة غضبه ، بل ابتعد من أمامه . واذكر حلو الكلام حينما ينطق بمره لأى إنسان ، واعمل على تهدئة قلبه ، فإن الأجوبة الشديدة تحمل غضبا ( تؤدى إلى ضربك ) وبذلك تنهار قواك وان الغضب يصوب نفسه نحو أعمالك فلا تنغصن نفسك ، على أن الرئيس سيلتفت ويثني عليك بسرعة بعد فوات ساعته المخيفة ( ساعة غضبه ، وإذا كانت كلماتك مهدئة للقلب فإن القلب يميل لاستيعابها . وجد فى أن تكون صامتا واخضع لما يفعل " .وأشارت تعاليم بتاح حوتب إلى العديد من القيم والآداب التي يجب أن يتحلى بها القائم بالعمل الحكومي ، ومن أمثلة ذلك :" ... إذا كنت ممن يطلب منه مطلب ذو ) منصب ) ، فاستمع بهدوء مهما كان من يتكلم ولا تسئ معاملة المتظلم قبل أن يقول لك لماذا أتى .. لأن الملتمس يفضل الاستماع إليه من تحقيق ما جاء يشكومنه "" أما من يطرد من يقدم طلبا ، فإن الناس سوف يتساءلون عن السبب في حين أن الاستماع الجيد راحة للقلبوعلى الرغم مما يحمله هذا المعنى من شفقة وحدث على التحلى بها ، فلا شك لدينا أن تلك الشفقة يجب أن تكون المعاملة الطيبة المبنية على الحق مصاحبة لها ، فهو لا يكتفى بأن السائل يجب أن تسمع كلماته وعدم الاساءة إليه بل يرى أكثر من ذلك : " ... " ... ضرورة تحقيق ما ما جاء يشكو من أجله ) ... ( ۳ ) .سمعابحث لنفسك عن كل عمل صالح إذا كنت تملك سلطة اعطاء الأوامر حتى تكون أوامرك خالية من الضرر ( أفعالك بدون خطأ ) .فالعدالة شئ عظيم ولم تفقد قيمتها منذ أيام الذي فعلها وهي لم تمس منذ عصر ( أوزير ) ، وهناك جزاء لمن يتجاوز حدودها وقواعدها ... إنها الطريق الصحيح والخطأ لا يصل بفاعله إلى البروربما كانت الأساليب السيئة تجمع الثروات ، ولكن قوة العدالة ( الحق ) هي التي ستدوم وتستمر ( ۷ واحتلت قيمة الطاعة ) مكانة مرموقة فى التعاليم ، ومن ذلك ماأوصى به بتاح حوتب ." ... ان الرجل الذي يحبه الإله هو الذي يطيع "" ... الطاعة مفيدة لمن يسمع "" ... الطاعة أحسن من كل ما في الوجود ... "ونتيجة لرضاء الملك ( الإله ) وطاعتك له فمن المؤكد أن عطايا الملك وكرمه سوف يزداد وسيكافأ نتيجة لذلك . " ... حيث ستملأ معدتك ، وظهرك يكسى نتيجة لذلك " ( ۷۰ ) . وتضمنت التعاليم أيضا ما يختص بالعمل في الحياة الدنيا والعلاقة بين الرئيس المباشر والعاملين معه فيدعو إلى تقدير الأمور ووزنها بالميزان الصحيح وعدم معارضة الشخص الأعلى والترفع عن الصغائر مما يؤدى إلى حسن سير الأعمال ، ومنها ( ۳ ) .... إذا كان رئيسك فيما مضى من أصل وضيع فعليك أن تنسى ذلك واحترمه للمكانة التي وصل إليها لأن الثمرة لا تأتى عفوا " .، وعندما يصيب رئيسك شهرة التقدير فإنها ستبقى حسنة للأبد ،والرجل العاقل يعرف بعمله "ويضيف قائلا : " ... إذا أرسلك أحد العظماء لتوصيل رسالة فكن جديرا بالثقة التي منحها إياك ، وبلغ الرسالة كما هى ولا تخفى شيئا مما كلفت به أول يوم ولا تغيب ، بل انتظر حتى يأتى دورك وعندئذ كن مستعدا للدخول دون دفع أو تزاحم فالمكان رحب وقاعة المجلس يسيطر عليها نظام دقيق وتسير أمورها وفق خطة محكمة ، أنه هو الرب الذي يهب المرء مقعدا فيها يجزى به المستحقين ولا يناله المعتدون .- إذا كنت بين جماعة من الناس ، فاجعل حب الناس هدفك ومنيتك ومبتغى قلبك وهواك ، فيقول من يراك هذا هو رجل ناجح وانته الثروة فلأقلده فيحسن ذكرك وينبه ، دون أن نتكلم . ويعلو قدرك بين رانك ، ويكتمل من أمرك ما ينقصه . أما من يسير على هواه فلا جير يكون نصيبه إلا الاحتقار وهوان الشأن ، وما هو ببالغ من حب الناس شيئا ، فيصبح قلبه مليئا بالبؤس وجسمه بغيضا ، ويغدو مرذولا عند المؤمنين بالرب ان من اتبع هواه ضل ، وله من نفسهعدو مبين .- كن صريحا ، ولا تخف من أعمالك شيئا ، بل صارح بها رئيسك في مجلسه حتى ولو كان يعلم بها أفلا يضير المرء أن يقال له : " هذا شئ أعلمه ( ۷۷ ) .- لا تردد كلاما قيل في ساعة غضب ، ولا تصغ إليه ، لأنه خرج من بدن أحمته . سورة الغضب . وإذا أعيد هذا الكلام عليك ، فلا تستمع إليه ، بل انظر إلى الأرض ولا تتكلم بشأنه فيخجل من هو أمامكويعرف الحكمة . وإذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك أن تتفادى الأمر ، لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون ( ۸ ) .- إذا صرت رجلا عظيما ، وكنت فى وقت من الأوقات صغيرا ، وإذا صرت غنيا ، وكنت في وقت من الأوقات فقيرا ، فلا تتكبر لأنك بلغت هذه المرتبة العالية ، فما أنت سوى قيم على الحسنات التي أعطاها الرب لك . ولست أنت الأخير ، فسرعان ما يبلغ سواك المرتبة التي بلغتها فيكون مساويا لك ، يأتيه من الثروة والجاه ماأتاك ( ۷۹ ) .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

5مقدمة عامة: تع...

5مقدمة عامة: تعد طاقة الریاح من أولى أنواع الطاقات المتجددة التي استخدمھا الإنسان، إذ تشیر الشواھد ا...

في التأمين على ...

في التأمين على الحياة، بغض النظر عن المدة التي تم تحديدها من قبل المتعاقدين، يحق للمؤمن عليه الذي ات...

The electro cat...

The electro catalyst layer is crucial since it affects the fuel cell's total cost. Pt is commonly us...

The early major...

The early majority consists of pragmatists who adopt new products after they have been tried and tes...

What is pulmona...

What is pulmonary hypertension? Pulmonary hypertension is a type of high blood pressure that affect...

اربعا: انعكاسات...

اربعا: انعكاسات مبدأ المشــروعــيــة على أعمال الضبط اإلداري كمـا عرفنـا آنفـا أن الضـبط اإلداري كون...

In the possible...

In the possible mechanism behind their cytotoxic effect, J-AgNPs treated cells were detected using T...

1015 / 10000 58...

1015 / 10000 587Human PSCs have unique capabilities allowing them to develop into various human body...

ّا سيأتي«. مم ...

ّا سيأتي«. مم ِّ ّكين على طرف َّ َت من ربطة الس ّ قال الشيخ بعد أن تثب المجداف: َّ - ِّ كين، كان ...

قالت المَرْأَةُ...

قالت المَرْأَةُ وَكَيْفَ كَانَ ذَلِكَ ؟ یان قَالَ الرَّجُلُ : زَعَمُوا أَنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ ...

مادة ( 15 ) ال...

مادة ( 15 ) الجنسـية ينظمها القانـون ، ولا يجوز إسقاطها أو سحبها إلا في حدود القانون . مادة ( 16 )...

اكتسبت «سنغافور...

اكتسبت «سنغافورة» تقديرًا لجهودها في مجال التكنولوجيا والحوكمة والتواصل الدولي والبيئة، وقد صنفتها س...