لخّصلي

لخص النص التالي
الفصل الثامن الناقد يطور من نفسه
استطيع أن أفترض الآن أنه قد بدأت تتكون لديك فكرة أولية عن نفسك ككاتب ستكون الفكرة غير مكتملة بعض الشيء فهي ما زالت مشوشة بالأخطاء والتردد في جوانب معينة، والثقة الزائدة في جوانب أخرى لكني واثقة من أنه أصبح لديك صورة واضحة للشخصية النهائية للكاتب الذي تود أن تكونه والتي تستحق أن تشتغل عليها، حتى مع وجود هذه الصورة الغير مكتملة ستشعر بأن هناك جوانب تحتاج للإصلاح الأكيد والتي ستحسن بالضرورة من جودة كتاباتك، وستوفر لك فرص معينة للكتابة، أو تحفزك بشكل يجعل الكتابة أكثر انسيابا ، لقد حان الأوان لاستدعاء جانبك (الحرفي) للخدمة وأنا واثقة من أن هذا الجانب تم استدعاؤه من قبل لكي يقرأ ما كتبت ولكي يكتشف ذوقك الكامن فيما تكتب: ولكن ذلك كان بشكل أولي، هناك مئات الأشياء التي بمقدوره مساعدتك بها حالما تعطيه كل تلك المواد التي قمت بكتابتها، ولكن إذا ما قمت باستدعاء هذا الجانب النقدي بشكل مبكر سيضرك بدلا من أن
يساعدك.
ها أنت الآن وكل هذه الأوراق والدفاتر التي كتبتها أمامك.
وستقوم بفحصها بشخصيتك العادية، ومن خلال الفحص السريع الذي أوصيت به في الفصل السابق ستكون قد تعرفت على ميول واتجاهات كتاباتك الآن يتوجب عليك القيام بالمزيد من الفحص الدقيق لما كتبت والتعمق أكثر شخصيتك اليومية وقفت جانبًا عندما كنت تعلم اللاوعي كيفية الانسياب وقتما تريد وفي المكان المناسب للكتابة، ستجد الآن بأن شخصيتك الأخرى كانت تراقب العملية عن كتب ومنتبهة لكل نجاح أو فشل
وتستعد لأي اقتراح.
حوار حرج
الفقرات التالية ستكون أكثر سذاجة وبشائية مستفزة أكثر من أي حوار قمت به مع نفسك، لكن تبادل الأدوار بين طرفي
شخصيتك أن الآن أوانه هل تعرف أنك رائع جدا في كتابة الحوارات؛ لابد أنك مستمع جيد، ولكن الفقرات الوصفية ليست بنفس الجودة فيها
من التكلف الشي الكثير
هنا سيتمتم المتهم ببعض الكلمات حول حبه لكتابة
الحوارات، وعن بعض المشاكل التي تواجهه عند كتابة وصف
معين.
بالتأكيد أنت تحب كتابة الحوارات، عليك أن تجيبه
ولكنك ستكتب قصص سخيفة إن لم تتقن كتابة الفقرات
بأنصحك بأن تحدد إذا ما كنت تود كتابة الرواية والقصة القصيرة أو أن تبدأ في التخصص في كتابة المسرحيات على
أية حال لديك الكثير من العمل لتقوم به.
حسنا، أنت لا تبدي اهتمام كبير في التأثيرات الدرامية وتقديم المشاهد، أو بناء ذروة بصرية مؤثرة، أنت تقوم بالكشف عن الشخصية بشكل بطيء ومن خلال الحوارات، وإذا كنت تملك كل الوقت والورق الموجود في العالم، ستتمكن حينها من الوصول لما تريد بدون شك وباستخدام الحوار وحده ولكن كما ترى عليك أخذ المساحة وقوة التأثير بعين الحسبان، عليك أن تسرد بشكل مباشر، لا، لا إجمالاً أعتقد بأنه يتوجب عليك أن تعمل على نقاط ضعفك من الممكن أن تقرأ لـ إدوارد فورستر في وقت فراغك لديه القدرة على الانتقال من نقطة الأخرى بشكل رائع، في هذه الأثناء سأقرأ عليك فقرة لأديثوررتون من
: لكي تتأملها قليلا »The Writing of Fiction كتابها
استخدام الحوار في الأدب هو من الأشياء القليلة التي من الممكن أن نضع قانون حولها. يجب الاحتفاظ به من أجل لحظات بلوغ الذروة، واعتبارها كالرذاذ الذي يتكون عندما يتحطم الموج في طريقه للشاطئ ارتفاع وتحطم هذه الموجة تكوين هذا الرذاذ يبرز حتى في شكل الصفحة التي تحتوي على حوار وهي مقسمة إلى قطع صغيرة الفقرات غير المستوية كلها تساعد في تدعيم التباين بين هذه الدروات و لحظات السرد السلسة، ويقوم هذا التباين بتعزيز هذا الشعور بمرور طريقة مباشرة وتحسن الانتقال بينها بطريقة سلسلة
الوقت والذي يعتمد عليه الكاتب من خلال تدخلاته السردية وبالتالي استخدام الحوار لا يؤكد فقط على عقدة القصة ولكنه
يعيطها أيضا تأثير كبير لتبيان التطور المستمر. وقد يأخذ التحذير شكلاً آخرا، مثل الأخطاء في الأسلوب وعليك مواجهة نفسك بها بالمناسبة، هل انتبهت أنك تكثر استخدام كلمة ((جميل)) كل مرة تكون مستعجلا فلا تجد الكلمة التي تريدها بالضبط فتستخدم بعض الكلمات حد الاستهلاك، عادة كسولة جدا، في البداية كلمة ((جميل)) غامضة ولن تعطيك التأثير الذي تريد، وثانيا معظم كتاب
الإعلانات يستخدمونها هذه الأيام، لذلك ابتعد عنها قليلا ...
كن دقيقا في اقتراحاتك
ربما لن تكون مباشرًا في تعيين أماكن الخطأ في حوارك الخاص مثل ما كان الأمر في الحوار السابق، ومع ذلك يجب عليك أن تخاطب نفسك بشكل مباشر حول هذه النقاط، عليك بتوضيح النقاط بأكبر قدر ممكن، وحاول أن تقترح حلول معينة. سيفيد هذا ذاكرتك وستزيد من عتبك على نفسك في بعض المشاكل الكتابية هنا أو هناك؛ لكي تشعر بضرورة تصحيحها. وإلا : فاعترف بأنك لا تريد أن تعمل بجد في المهنة التي
اخترتها .
كن واضحا قدر الإمكان في معاينة المشاكل الموجودة لديك. إذا ما شعرت بأن هناك بعض الأخطاء التي غابت عنك
فاعرض عملك على شخص تثق في حكمه وذوقه، قد تتفاجا بأن أي قارئ لا يملك أي طموحات في الكتابة لديه القدرة على الإشارة إلى أخطاءك في الأسلوب المستخدم مثله مثل أي كاتب معلم أو محرر ولكن تذكر دائما لا تتوجه لأي استشارة خارجية إلا بعد أن تكون قد استنفذت قدرتك النقدية، عليك أنت أن تشعر بوجود الأخطاء، لأنه على المدى الطويل كلما سارعت في تعليم ذاتك الكاتبة أن تكون كل شيء في عملية الكتابة كلما
كانت آفاقك أفضل.
التصحيح بعد النقد
تحدى وواجه كل النقاط التي تشك في ضعفها، هل تكثر من استخدام الجمل التقريرية؟ أو تكثر من استخدام الجمل التعجبية؟ هل مفرداتك غنية أم هل هي حادة وصارمة؟ هل أنت متحفظ بعض الشيء فتميل للقفز عن المشاهد العاطفية بشكل سريع لدرجة أن قارتك قد يضيع كل الرسالة التي تريد إيصالها ؟ هل تنغمس في بعض المشاهد مثل المشاهد المثيرة الدموية أو الحماسية لدرجة تفقدك المصداقية؟ وبعد كل هذه الأسئلة ابدأ بالبحث عن الترياق لهذه المشاكل، بإمكان الكتاب المحافظين أن يقرؤوا السنوبيرن، كاربيل أو لأي من الكتاب المعاصرين الذين يميلون للمشاهد العاطفية الزائدة أكثر من المتحفظة، أما الكتاب المفرطون في العاطفة فبإمكانهم قراءة
وليام دين هويلز ويليام كاثير اغنزريببلير، إذا كان لديك
ملاحظات مملة وغثة حول كتاباتك بإمكانك قراءة روايات وقصص تشستيرتون التوصيات قد تستمر إلى ما نهاية، لذا عليك أن تتعلم كيف تشخص كتاباتك لكي تجد العلاج المناسب لها، وعندما تجد العلاج المناسب اقرأ بتواضع وبتصميم عال: هدفه الكشف عن أسباب الامتياز لدى الكتاب حتى وإن كنت تكره بعضهم ولا تحب أسلوبهم، وتذكر عندما تقوم بتصحيح أسلوبك لا ترحم نفسك وتعامل معها بقسوة، وأخيرا دعك من
الكتب التي تحبها جدا وتجذبك وحدك بقوة.
شروط الامتياز
الخطوة التالية: ابحث عن أي علاقة بين العمل الصباحي الجيد وظروف المساء السابق، هل بإمكانك أن تعرف إذا ما كانت الكتابة الجيدة تأتي بعد يوم عمل نشيط، أم بعد يوم هادئ؟ هل تكتب بشكل أفضل عندما تذهب للنوم مبكرا أم بعد ساعات قليلة من النوم؟ هل هناك علاقة بين رؤية أصدقاء معينين وضبابية وممل اليوم التالي عند الكتابة؟ كيف كانت كتابتك بعد أن ذهبت للمسرح، معرض فني أو الحفل الراقص؟ انتبه لمثل هذه الأشياء وحاول أن تصنع شرط الكتابة الجيدة
بنفسك.
فرض حمية يومية
ثم قم بتركيز انتباهك على روتينك اليومي، معظم الكتاب
الناجحون يعتمدون على روتين صحي وبسيط ويحتوي على بعض الفترات المخصصة للمرح، هنا ستلمس أسس عقليتك العادية لا الفنية لأنه سيتوجب عليك أن تقرر بعض الأشياء مثل: ما نوعية الحمية المناسبة لك، وما نوع الطعام الذي يجب أن تتجنبه. إذا كنت تنوي أن تحيا حياة عامرة بالكتابة عليك أن تتعلم أن تعمل بدون الاستهلاك المستمر للمنبهات فعليك أن تحدد أيها ستتناوله باعتدال وأيها ستقلع عنه. أنت لا تبحث عن الانسياب المندفع للاوعي وإياك أن تجعل منها عادة ما تريده هو انسياب ثابت، مرض، وجيد، يرتفع في بعض الأحيان إلى مستويات رائعة ولكن النزول تحت المستوى القديم مرفوض، إذا ما قمت بجرد كل شهرين أو ثلاثة، أو حتى مرتين في السنة
ستبقى كتاباتك أوفر وأفضل.
بينما أنت تخوض هذا النزال الحاسم مع نفسك يتوجب عليك الآن أن تسأل نفسك إذا ما كنت تترك جانبك الحساس يتدخل كثيرا في يومك هل تجد نفسك مهتاجا عاطفيا وجامحا في مواقف تتطلب الهدوء؟ هل تعيق نفسك بنفسك بأن تسمح لها بأن تكون يائسة، حسودة، وذات قابلية للاكتئاب بسرعة؟ كل هذه القضايا عليك مناقشتها عن طريق الانتباه الهادئ لها، الحسد الاكتئاب، واليأس ستسمم منابع إلهامك وكتاباتك وكلما سارعت في القضاء عليها كلما تحسنت كتاباتك.
عندما تقوم بعقد مثل هذه الجلسات، عليك بالالتزام بها
للنهاية، لن تقوم بها بشكل دائم لذلك عليك أن تتأكد من أن كل
جلسة صارمة، أي إدانة شاملة لن تفييدك في أي شيء، إذا كان هناك نوع معين من الكتابة تجيده فأتقنه واعمل على تقويته وقم بوضع كتاباتك الجيدة كمعيار خاص بك وحدك لتقيم به
المخرجات الأخرى.
بعد كل جلسة من هذا النوع ستجد بأنك خرجت بصورة أفضل حول نفسك، قدراتك، ونقاط ضعفك، في البداية قد تركز على نقاط معينة على حساب أخرى، ولاحقا ستفاجئك بعض النقاط التي أهملتها وهي بذات الأهمية ولكنك ستتعلم كيف تحافظ على مراقبة تقدمك بعين نقدية لطيفة، وما هي الخطوات التي ستقربك من هدفك. أكرر، لا تضع نفسك في
حلقة مفرغة فتكثر الشكوى والاقتراحات والتذمر، عندما تشعر بأنك بحاجة لجرد، خصص ساعة كاملة لذلك واحرص أن تكون ساعة مستوفية، ولا تعاود الشكوى إلا عندما يحين
موعد الجرد التالي.