خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
الإمام الوارث بن کعب الخروصي في سطور من المعلوم أن نظام الحكم في ( عمان ) نظام إسلامي سار على منهاجه أئمة عمان وقادتهم منذ القرون الأولى ، على هدي من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وعلى هذي من نبي الله الكريم محمد بن عبد الله * ذلك لأن النظام الإسلامي نظام محکم فهو تشريع إلهي من رب عالم بما يصلح عباده في ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولقد أسهم العمانيون إسهاما كبيرا في نشر الإسلام والدعوة إليه ، ومن أولئك الأساطين الإمام الوارث بن كعب اليحمدي الخروصي - رحمه الله – فهو من أعلام عمان المشاهير ، ولد في قرية ( هجار ) من وادي بني خروص بعمان . لقد تمت بيعته إماما لعمان في شهر ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائة ، يذكر صاحب ا کتاب بيان الشرع ، أنه لما أراد المسلمون أن يعزلوا محمد بن أبي عفان حضر الإمام موسی في أبي جابر الجيش ، محتجا لابن أبي عفان ، عندما سمعوا أنهم يريدون عزله ، قال صاحب البيان : فما علمنا أن أحدا من الناس عاب ذلك على وارث ) . أن المسلمين أخرجوا ابن أبي ( عفان من ( نزوی ) عندما بدرت منه أحداث ، خالف فيها سيرة السلف الصالح ، فانتقد المسلمون منهجه في الحكم . فاجتمع المسلمون بعد ذلك ، وبايعوا وارث بن كعب ووارث هذا ، سار في المسلمين على هدي السلف ، فعزت به دولة المسلمين ، حيث يراه الناظر من عينيه وترتسم النجابة على مخائله ، إزدانت بإمامته حلق العلم ، سمعته العلمية جذبت إليه طلاب العلم من مسافات بعيدة ، وفاضلوا بين مجالس العلم وبين الفقهاء النبغاء ، فإلى جانب قيامه بالحكم بين الناس ، وتسييره أمور الدولة ، نجده بالمساجد ودور العلم فيها ، ويوضحون صحيح رسول الله محمد ، قال العلامة أبو الحسن البسياني في سيرة الإمام الوارث : ( بايع المسلمون الإمام الوارث بن کعب ، على ما بويع عليه أئمة العدل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشراء في سبيل إظهار الحق ، والجهاد في سبيل الله ، وكل فرقة إمتنعت من الحق ، حتی ( تفي إلى أمر الله لا يستحلون منهم غنيمة مال ، ولا سبي ( عیال ، وإنتحال هجرة بعد النبي لا ، ما بينو الشهادتين ، ما دام يعلن الشهادتين ، ويظهر ذلك جليا في قوله : ( ولم يسموا بالشرك أهل القبلة ما بينوا الشهادتين ) وهذا رد لعقيدة الخوارج ، ورد لما يدعيه غيرنا زورا على أصحابنا وبهتانا منهم من أنهم يكفرون سواهم ، ويريدون بالتكفير الحكم بالشرك ، قال العلامة الشيخ خلفان بن جميل السيابي - رحمه الله - في كتابه القيم ( سلك الدرر الحاوي غرر الأثر ) ما نصه : فبايعوه حينماتدخلوا سنة سبعين وتسع ومائة وقام بالحق وولي وعزل والمسلمون كلهم بسيرته وهو إمام ثالث قد كانا وفضله في الدين أمر شاهر له کرامات كفلق الفجر قد خلدت تاريخها الدفاتر ابن أبي عفان إذ تجمعوا فكان للإسلام من خير فئة وأظهر الدين وساری وعدل راضون سامعون عند دعوته من أنار عدله عمانا صح لنا بنقله التواتر أو غرة على جبين الدهر ونوهت بذكرها المحابر لو كان سلكي واسعاً مناقبه نظمت درها وكنت ثاقبه ضد أهل الطغيان والفساد . يصنع خبزا وواحدا من جنود الحاكم الظالم واقف على رأس الخباز يأكل خبزه ، والخباز يستغيث بالله ، ويستجير بالمسلمين من ذلك الجندي المعاند ، فقتله ، فعادوا أدراجهم ، ومن كرامات هذا الإمام العظيم ، أنه لما خرج الوارث من بلده لإظهار الحق والعدل ، بنو خزیر . وفي مسيره - رحمه الله - مر على بئر لبني صبح . له ( زکت بني صبح ، فخرجوا عند الوارث ، إلا المانع كمطر أو غيره ، فما زاد على ذلك القدر فإنه ينفق على أهل القريتين ( هجار - وستال ) بصفة خاصة ، ولو بقي منهم نفر واحد ، ومخالفته لأمره ، وهذا الوقف يقسم إلى وقت قريب . وإلا عجلت عليه العقوبة . ومن كراماته - رحمه الله - أيضا : أنه إذا أنفق ما ذكرناه فيما أوصى به ، والله أعلم ) . أما مواقفه ضد من سولت له نفسه أن يفكك أمر الدولة أو أن يعيث في عمان فسادا فحدث ويكفي في هذه الدراسة المختصرة أن نذكر موقفا له في وجه عیسی بن جعفر ابن عم هارون الرشید ، ومعه ستة ، عن ذلك ولا حرج آلاف مقاتل فيهم ألف فارس وخمسة الاف رجل . فما أن وصل عيسى إلى عمان سرعان ما بادر داود بن يزيد المهلبي ، يخبره خبر عیسی وما جاء من أجله وشاء الحق سبحانه أن يختار الإمام مقارشا هذا ، قائدا لجيش قوامه ثلاثة آلاف ، والتقوا ( بحتى ) ( 2 ) وعندما التقى الفريقان منی عیسی بن جعفر بالهزيمة ، فعاد إلى مراكبه بالبحر ، فتبعه أبو حميد بن فلج الحداني السلوتي ، وذلك في ثلاثة مراكب ، فلما وصل ( سیفم ) بلغه خبر هزيمة عيسى ، فعاد أدراجه إلى نزوى ، فقام خطيبا في الناس قائلا : يا أيها الناس إني قاتل عیسی بن جعفر ، فمن كان معه قول فليتكلم ، فقام الشيخ علي بن عزره ، فأخذ الإمام برأيه ، حيث عدل عن قتله وتركه في السجن . انطلقوا من حيث لا يعلم الإمام أي خفية ، وعادوا من ليلتهم . ولقد أيد هذا الصنيع العلامة البشير بن المنذر - رحمه الله - بقوله : ( قاتل عیسی بن جعفر لم يشم النار ) أي بسبب قتله وذلك بسبب بغيه وظلمه ، وإثر قتل عیسی باع المسلمون شيئا من الحيل التي كانت تبعا له ومن معه ، وتصدق البائعون بثمنها على الفقراء . ولقد هم هارون على إرسال جيش لجب على عمان ليثأر لعيسى فتخوف الناس من ذلك ، هذه أيها القارئ الكريم مقتطفات من حياة هذا الإمام الجليل المناضل من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا هي السفلى . لقد عاش - رحمه الله - عيشة الكفاح من أجل إقامة الله ومقاومة أولئك الذين يحاولون النيل من الخلافة الإسلامية ومقدساتها التي باركها الله ويتمناها الناس . إنه أدرك أن الواجب يحتم عليه أن يكون مستعدا في كل حين ، لتحمل أعباء الرسالة الإلهية في كل مكان وفي أي حال ، وتحمله للمتاعب لا يكون ذا جدوى . إنها حياة كريمة عاشها هذا الإمام وشاركه في ذلك أساطين علم ورجال فکر وعقل في مقدمتهم شيخ الإسلام الإمام موسی بن أبي جابر - رحمه الله - جمع الجميع أواصر صدق وأصالة محبة وخالص تفاهم . وعاشوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، هذا هو الإمام الوارث ، وكان سبب وفاته أن أمطارا غزيرة هطلت ، سیلانا عارما ، فأمر الجند بإطلاقهم ، ولكن الجند تخوفوا أن يذهبوا إليهم فیدر کهم الوادي ، فقال الإمام : أنا أذهب إليهم ، فهم أمانتي وأنا المسئول عنهم أمام الله - عز وجل - ، بسبب هذا الحدث . وحرصه على أداء أمانته ووفائه لواجبه ، حيث دفعه الواجب إلى إنقاذ المساجين بنفسه ، فلله در تلك النفوس العظيمة الشريفة - رضي الله عنها - ) . وكانت وفاته في اليوم الثالث أو الرابع من جمادی الأولى سنة اثنتين وتسعين بعد المائة ، وعلى هذا فإن مدة إمامته اثنتا عشرة سنة وستة أشهر إلا أياما . وقبر الإمام مشهور في نزوی ، کائنا بين العقر وسعال المكانين المعروفين . حيث ظهرت منه أحداث لم ترض المسلمين بصفة عامة بل إعتبره البعض ليس إماما بل هو جبار ، ومنهم من اعتبره إمام دفاع حتى تضع الحرب أوزارها ، والحمد لله على نعمة العدل . بما أن الإمام موسی بن أبي جابر الإز کوي ، هو الذي كان في مقدمة المبايعين للإمام الوارث ، إرتأينا أن يحتوي هذا العدد من كتابنا هذه الشخصية العلمية المشرقة ، وقيل من بني سامة بن لؤي بن غالب ، وهو جد الشيخ موسی بن ( ( ۱ ) . ( علي لأمه . داعية من دعاة الإسلام حاملا لواءه ، يعد من حملة العلم الخمسة المشهورين ، فأفسدوا فيها ، وكان ولاتها أهل جور ، فأظهر الله دعوتهم فيها ، وولينا فلانا قرية كذا كذا ، وأحسب أنه قال حتى تضع الحرب أوزارها ، ويفرق بعضهم من بعض ، کتب موسی بن أبي جابر في آثارهم ، فعزلوا قبل أن يصلوا القرى التي كان ولاهم عليها ، وإنما كانت هذه حيلة منه - رحمه الله - إحتالها للمسلمين ) ) . ولقد بينا في حديثنا السابق عن الإمام الوارث بن کعب الخروصي أن - شيخ الإسلام - موسی بن أبي جابر هو الذي تولى أمر بیعته في المسلمين إماما فيهم ، لقد كان مرجعا للفتيا لعامة الناس بصفة عامة ، وللعلماء بصفة خاصة ، ومحجة بيضاء لا يشوبها كدر ، فهو من علماء القرن الثاني الهجري ، ومحطا للعلماء ، ( فهو - رحمه الله - من بين من ابتعثهم الإمام أبو عبيدة إلى عمان ، ليعودوا إليها رافعين لواء العلم وعندما عاد أنشأ المراكز العلمية ، التي إلتحق بها الكثير من طلبة العلم والمعرفة . لقد كان مرجع الأمة آنذلك الوقت ومن يعول عليه في القضايا الجسام الفقهية ، ومن الذين لهم في العلم المرفوع ، وعند إختلاف الظروف تتجلی حقائق الرجال فإن الدهر محك لهم ، علاميته موقرة ، وأحد أجنحة الطائر العلمي إلى عمان ) ) . بل لربما كانت له مؤلفات ، ولكن لم تصل إلينا ، يفهم ذلك من قرأ في کتاب ( بيان الشرع ) للعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي النزوي . لم يتأثر من ذلك ، بل كان العملاق العظيم . ورعی مصالح أمته في كل وقت وآن ، فله أمته الدعاء الخالص ، أما جزاء ما قدم من إخلاص وأمانة وجهد وصدق فعلى الله سبحانه ، على من أراد أن يشق أمة الإسلام ، أو أن ينال من أرضهم وحرماتهم . وقاضيا ومفتيا ، ومجاهدا مستبس ، عد بين الناس ، الله ، امر بالمعروف ، ناهيا عن المنكر فإلى جانب إنشغاله بما ذكرناه نجده مخصصا بعض الوقت لطلبة العلم فأخذ عنه العلم عدد كبير . هذا هو موسی بن أبي جابر الأزكوي العماني ، والثبات على المبدأ القويم ، نمت أعظم نماء ، والأبعاد المخبوءة في غير كلفة ولا تعب ، ثبتت في قلبه الشجاعة ونبتت في نفسه شجرة العلم ، لقد بلغ في العلم شأوا منقطع النظير ، ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح وضوح الشمس رابعة النهار لمن سلك طريق الخير ، وإنما الشر هو الذي يستر ويتخفی فهو – رحمه الله - من إعتنى بدراسة الشر في مخابئه ومظانه ، ويتمثل هذا الموقف فيما يدلي به من رأي .
الإمام الوارث بن کعب الخروصي في سطور من المعلوم أن نظام الحكم في ( عمان ) نظام إسلامي سار على منهاجه أئمة عمان وقادتهم منذ القرون الأولى ، على هدي من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وعلى هذي من نبي الله الكريم محمد بن عبد الله * ذلك لأن النظام الإسلامي نظام محکم فهو تشريع إلهي من رب عالم بما يصلح عباده في ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولقد أسهم العمانيون إسهاما كبيرا في نشر الإسلام والدعوة إليه ، والحكم بشرعه ، أسهم بذلك أساطين علم ورواد ثقافة وجهابذة معرفة علماء مرضيون وأئمة مجتهدون . ومن أولئك الأساطين الإمام الوارث بن كعب اليحمدي الخروصي - رحمه الله – فهو من أعلام عمان المشاهير ، وأئمتها الأساطين ، الذين كان لهم دور في حياة الأمة الإسلامية ، ولد في قرية ( هجار ) من وادي بني خروص بعمان . لقد تمت بيعته إماما لعمان في شهر ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائة ، فقام الإمام الوارث بالحق خير قیام والمسلمون له مآزرون ، ولحكمه مناصرون . يذكر صاحب ا کتاب بيان الشرع ، أنه لما أراد المسلمون أن يعزلوا محمد بن أبي عفان حضر الإمام موسی في أبي جابر الجيش ، وقد خرج وارث يريد المعسكر ، محتجا لابن أبي عفان ، ومدافعا عنه ، عندما سمعوا أنهم يريدون عزله ، فقال : لموسى : من إمامنا ؟ فرد عليه : أنا إمامكم ، فما أن وصل إلى ( نزوی ) أخذ الوارث ، فبايعه إماما ، قال صاحب البيان : فما علمنا أن أحدا من الناس عاب ذلك على وارث ) . ويوجد في بعض السير العمانية ، أن المسلمين أخرجوا ابن أبي ( عفان من ( نزوی ) عندما بدرت منه أحداث ، خالف فيها سيرة السلف الصالح ، فانتقد المسلمون منهجه في الحكم . وتعسفه و غلظته ، وقد أدى الحال إلى إقصائه من مقر الإمامة نزوى ، فاجتمع المسلمون بعد ذلك ، وبايعوا وارث بن كعب ووارث هذا ، سار في المسلمين على هدي السلف ، من الرعيل الأول ، بالحق والعدل فيهم ، فعزت به دولة المسلمين ، وقامت به دعوتهم . لقد كان الإمام الوارث مثالا في الذكاء ، حيث يراه الناظر من عينيه وترتسم النجابة على مخائله ، وهبه الله أديا في القول ، وخفة في الروح وزهدا في العمل ، وورعا في المأكل والمشرب ، إزدانت بإمامته حلق العلم ، وضربت إليها أكباد الإبل آنذاك ، كانت إرادته قوية لنشر العلم ، ورغبته عظيمة في نشر الفقه ، سمعته العلمية جذبت إليه طلاب العلم من مسافات بعيدة ، ووفد العلماء إليه حيث ناقشهم وناقشوه ، وفاضلوا بين مجالس العلم وبين الفقهاء النبغاء ، حسب مداركهم المتفاوتة ، ومنازعهم المتباينة ، فإلى جانب قيامه بالحكم بين الناس ، وتسييره أمور الدولة ، نجده بالمساجد ودور العلم فيها ، حيث نصب الأساتذة على رأس حلق العلم يشرحون كتاب الله عز وجل ، عن طريق الرواية والدراية ، ويوضحون صحيح رسول الله محمد ، فوجد طالب العلم ضالته الحلق العلمية ، فانتقل بينها ، واغترف من معين علمائها ، وارتشف من بحور فقهائها . قال العلامة أبو الحسن البسياني في سيرة الإمام الوارث : ( بايع المسلمون الإمام الوارث بن کعب ، على ما بويع عليه أئمة العدل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشراء في سبيل إظهار الحق ، وإخماد الباطل ، والجهاد في سبيل الله ، وقتال الفئة الباغية ، وكل فرقة إمتنعت من الحق ، حتی ( تفي إلى أمر الله لا يستحلون منهم غنيمة مال ، ولا سبي ( عیال ، وإنتحال هجرة بعد النبي لا ، ولا يسمو بالشرك أهل القبلة ، ما بينو الشهادتين ، فقام وارث بالحق ما شاء الله ، والمسلمون عنه راضون ) ) . ونجد في هذا الوصف الدقيق لهذا الرعيل من سلف أصحابنا ما يوضح لكل أخ مسلم ، أننا لم نكفر أحدا من المسلمين ، ما دام يعلن الشهادتين ، ويظهر ذلك جليا في قوله : ( ولم يسموا بالشرك أهل القبلة ما بينوا الشهادتين ) وهذا رد لعقيدة الخوارج ، ورد لما يدعيه غيرنا زورا على أصحابنا وبهتانا منهم من أنهم يكفرون سواهم ، ويريدون بالتكفير الحكم بالشرك ، وهذه فرية تهدمها هذه الحقيقة الناصعة البرهان ، الثابتة الحجة . ويعد الوارث ثالث إمام تمت بيعته في عمان في القرن الثاني الهجري . قال العلامة الشيخ خلفان بن جميل السيابي - رحمه الله - في كتابه القيم ( سلك الدرر الحاوي غرر الأثر ) ما نصه : فبايعوه حينماتدخلوا سنة سبعين وتسع ومائة وقام بالحق وولي وعزل والمسلمون كلهم بسيرته وهو إمام ثالث قد كانا وفضله في الدين أمر شاهر له کرامات كفلق الفجر قد خلدت تاريخها الدفاتر ابن أبي عفان إذ تجمعوا فكان للإسلام من خير فئة وأظهر الدين وساری وعدل راضون سامعون عند دعوته من أنار عدله عمانا صح لنا بنقله التواتر أو غرة على جبين الدهر ونوهت بذكرها المحابر لو كان سلكي واسعاً مناقبه نظمت درها وكنت ثاقبه
: لقد قدم الإمام الوارث نزوى عاصمة عمان آن ذلك ووجد أمرها في أيدي الجبابرة الظالمين وقد ملئوها جورا ، وعاثوا في أهلها فسادا ، فما أن وصل هنالك إلا وقام بالحق ، وصدع بالصدق . وكانت له مواقف بطولية خالدة ، ضد أهل الطغيان والفساد . فمن مواقفه : أنه عندما وصل إلى نزوى وجد خبازا . يصنع خبزا وواحدا من جنود الحاكم الظالم واقف على رأس الخباز يأكل خبزه ، والخباز يستغيث بالله ، ويستجير بالمسلمين من ذلك الجندي المعاند ، فلما رآه الإمام الوارث زجره ثلاثا على صنيعه ، فلم ينته ، ولم يرعو ، فقتله ، ثم الإمام مسرعا إلى مسجد قريب من شاطئ الوادي المعروف بمسجد ( النصر ) فهرعت إليه الجنود لتقتله فما أن اقتربوا منه إلا رأوا ذلك المسجد قد امتلأ بأناس كثيرين فتخوف الجنود ، فعادوا أدراجهم ، قيل فلهذه المكانة إختاره المسلمون عليهم إماما . ومن كرامات هذا الإمام العظيم ، أنه لما خرج الوارث من بلده لإظهار الحق والعدل ، تخلف عنه أخوه محمد بن کعب ، فقال بعض الناس : خزر محمد عن أخيه فسموه خزيرا ، ثم لقب بنوه ، بنو خزیر . وفي مسيره - رحمه الله - مر على بئر لبني صبح . له ( زکت بني صبح ، وكان عليه رجل من بني صبح ، ومعه أربعون رجلا ، فخرجوا عند الوارث ، فأوصى الإمام الوارث بإيقاف مال ينفق من غلته على من حضر وقت الإنفاق ، وذلك في مكان مخصوص من بلدة ( هجار ) ، إلا المانع كمطر أو غيره ، فما زاد على ذلك القدر فإنه ينفق على أهل القريتين ( هجار - وستال ) بصفة خاصة ، وإلى جانب ذلك أوصى لأهل ( زکت ) من ذلك المال بأربعين سهما ، ينفق فيهم وفي ذراريهم ، ولو بقي منهم نفر واحد ، ومنع أن ينفق منه على بني أخيه وذلك لخزره عنه ، ومخالفته لأمره ، وهذا الوقف يقسم إلى وقت قريب . ويذكر العلامة السالمي - رحمه الله - في تحفته أنه لا يستطيع أحد من بني خزير أن يأخذ منه ، وإلا عجلت عليه العقوبة . ومن كراماته - رحمه الله - أيضا : أنه إذا أنفق ما ذكرناه فيما أوصى به ، رأوا فيه زيادة على القدر الذي عهدوه وإن أنفقوه في غير ذلك الموضع لعذر من الأعذار ، وجدوه كما عهدوه من كيل أو وزن . ومن كراماته أيضا ، أنه إذا أكل من ذلك الوقف غير مستحقه عوجل بالعقوبة ، حتى ولو أكلت منه دابة مع علم صاحبها بذلك أصيبت بمرض ، وإن كان صاحبها على غير علم لم تصب بشيء ، والله أعلم ) . أما مواقفه ضد من سولت له نفسه أن يفكك أمر الدولة أو أن يعيث في عمان فسادا فحدث ويكفي في هذه الدراسة المختصرة أن نذكر موقفا له في وجه عیسی بن جعفر ابن عم هارون الرشید ، الذي ابتعثه إلى عمان ليكون عاملا عليها على حد زعمه ، ومعه ستة ، عن ذلك ولا حرج آلاف مقاتل فيهم ألف فارس وخمسة الاف رجل . فما أن وصل عيسى إلى عمان سرعان ما بادر داود بن يزيد المهلبي ، بالكتابة إلى ( والي صحار ) وكان واليها آنذاك مقارش بن محمد اليحمدي " ، يخبره خبر عیسی وما جاء من أجله وشاء الحق سبحانه أن يختار الإمام مقارشا هذا ، قائدا لجيش قوامه ثلاثة آلاف ، والتقوا ( بحتى ) ( 2 ) وعندما التقى الفريقان منی عیسی بن جعفر بالهزيمة ، فعاد إلى مراكبه بالبحر ، فتبعه أبو حميد بن فلج الحداني السلوتي ، ومعه عمرو بن عمر ، وذلك في ثلاثة مراكب ، فما أن اقتربوا من المركب الذي يمتطيه عيسی سرعان ما هب أبو حميد على عيسى فأسره وانطلق به إلى ( صحار ) فحبس بها . وفي ذلك الوقت قد تحرك الإمام الوارث ومن معه من نزوى لمقاومة عيسى ، وصده عن تحقيق هدفه ، فلما وصل ( سیفم ) بلغه خبر هزيمة عيسى ، فعاد أدراجه إلى نزوى ، فقام خطيبا في الناس قائلا : يا أيها الناس إني قاتل عیسی بن جعفر ، فمن كان معه قول فليتكلم ، فقام الشيخ علي بن عزره ، وهو من الفقهاء المشاهير فقال : أيها الإمام إن قتلته فواسع لك ، وإن تركته فواسع لك ، فأخذ الإمام برأيه ، حيث عدل عن قتله وتركه في السجن . وتذكر بعض السير : أن قوما من المسلمين فيهم رجل يسمى الشيخ ( یحیی بن عبد العزيز - رحمه الله - عرف بعلمه وفقهه ، انطلقوا من حيث لا يعلم الإمام أي خفية ، حتى أتوا إلى صحار فتسوروا على عیسی بن جعفر ، فقتلوه من حيث لا يعلم الإمام ولا والي صحار ، وعادوا من ليلتهم . ولقد أيد هذا الصنيع العلامة البشير بن المنذر - رحمه الله - بقوله : ( قاتل عیسی بن جعفر لم يشم النار ) أي بسبب قتله وذلك بسبب بغيه وظلمه ، وهذا منه - رحمه الله - حكم بالظاهر وإلا فالغيب لا يعلمه إلا الله . وإثر قتل عیسی باع المسلمون شيئا من الحيل التي كانت تبعا له ومن معه ، وتصدق البائعون بثمنها على الفقراء . ولقد هم هارون على إرسال جيش لجب على عمان ليثأر لعيسى فتخوف الناس من ذلك ، ولكن شاء الحق سبحانه أنه قد مات قبل إنفاذ أمره ، فإرتاح الناس من شره . هذه أيها القارئ الكريم مقتطفات من حياة هذا الإمام الجليل المناضل من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا هي السفلى . لقد عاش - رحمه الله - عيشة الكفاح من أجل إقامة الله ومقاومة أولئك الذين يحاولون النيل من الخلافة الإسلامية ومقدساتها التي باركها الله ويتمناها الناس . لقد عاش - رحمه الله - رحلة حياته من أجل مثل أعلى وغاية مثلى ، وليس له أن يقيم إقامة الماكثين ، إنه أدرك أن الواجب يحتم عليه أن يكون مستعدا في كل حين ، لتحمل أعباء الرسالة الإلهية في كل مكان وفي أي حال ، وإلا فإن إيمانه بالعلي الأعلى ، ومثابرته للحق ، وتحمله للمتاعب لا يكون ذا جدوى . إنها حياة كريمة عاشها هذا الإمام وشاركه في ذلك أساطين علم ورجال فکر وعقل في مقدمتهم شيخ الإسلام الإمام موسی بن أبي جابر - رحمه الله - جمع الجميع أواصر صدق وأصالة محبة وخالص تفاهم .
لقد اشترك الجميع في تحديد الإتجاه والتفكير والعمل وبحثوا منهاج حياتهم وكفاحهم لدولة إسلامية عظمى طلبا للحق وإعلاءا لكلمة الله ، فتعاهدوا وتآزروا وصبروا وصابروا ، وعاشوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، مجسدين قول النبي الكريم له : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا إشتکی منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . هذا هو الإمام الوارث ، وهذه إضاءات من سيرته ومن معه حتى لقي ربه ، حيث قدم روحه فداءا لأناس حكم عليهم بالسجن ، تحت شجرة ( سوقم ) مائلة على حافة وادي نزوى بالجهة الشرقية الجنوبية . وكان سبب وفاته أن أمطارا غزيرة هطلت ، فسال وادي نزوی ، سیلانا عارما ، فأخبر الإمام عن الوادي أنه لربما يلحق المحبوسين ، فأمر الجند بإطلاقهم ، ولكن الجند تخوفوا أن يذهبوا إليهم فیدر کهم الوادي ، فقال الإمام : أنا أذهب إليهم ، فهم أمانتي وأنا المسئول عنهم أمام الله - عز وجل - ، ظنا منه – رحمه الله – أنه سيتمكن ومن تبعه من الجنود من إطلاقهم قبل وصول الوادي ؛ ولكن الأجل المحتوم أدركهم بوصول الوادي ، عندما غمرتهم المياه ، فاجتاحتهم ، فتوفاه الله ومن معه ، بسبب هذا الحدث . إن هذه الحادثة تبين مروءة هذا الإمام العظيم ، وحرصه على أداء أمانته ووفائه لواجبه ، حيث دفعه الواجب إلى إنقاذ المساجين بنفسه ، وكان ذلك ليلا قال المؤرخ حميد بن حمد بن رزيق : قضی لیلا بسيل عم نزوى فما أبقي الي سيل عبابا ) قال العلامة أبو إسحاق - رحمه الله - معلقا على هذا الموقف من الإمام بقوله : ( فأين هذه الكمالات الإنسانية ، وأين هذه المهمة . فلله در تلك النفوس العظيمة الشريفة - رضي الله عنها - ) . وكانت وفاته في اليوم الثالث أو الرابع من جمادی الأولى سنة اثنتين وتسعين بعد المائة ، وعلى هذا فإن مدة إمامته اثنتا عشرة سنة وستة أشهر إلا أياما .ولقد كان الإمام الوارث - رحمه الله - قبل البيعة له بالإمامة يلازم الخلوات في الشعاب والفلوات ، حيث يكثر من الصلاة وذكر الله . وقبر الإمام مشهور في نزوی ، کائنا بين العقر وسعال المكانين المعروفين . هذا هو الإمام الوارث بن کعب الذي كانت إمامته عدة واستقرارا عاش المسلمون قبلها أيام شدة وقسوة من محمد بن عبد الله بن أبي عنان الذي نزعت منه الثقة نظرا لمخالفته نهج أهل الحق والإستقامة ، حيث ظهرت منه أحداث لم ترض المسلمين بصفة عامة بل إعتبره البعض ليس إماما بل هو جبار ، ومنهم من اعتبره أمير جيش فأساء السيرة وبدل وغير ، ومنهم من اعتبره إمام دفاع حتى تضع الحرب أوزارها ، قال محمد بن محبوب - رحمه الله - : ( ابن أبي عفان عندنا خليع فتمت البيعة كما بينا للإمام الوارث فارتاح الناس من قسوة ابن أبي عفان وشدته و غلظته ، فعم الخير أرجاء عمان ، والحمد لله على نعمة العدل .
شيخ الإسلام موسی بن أبي جابر الأزكوي في سطور
بما أن الإمام موسی بن أبي جابر الإز کوي ، هو الذي كان في مقدمة المبايعين للإمام الوارث ، إرتأينا أن يحتوي هذا العدد من كتابنا هذه الشخصية العلمية المشرقة ، فهو الشيخ العلامة موسی بن أبي جابر الإز كوي من بني ضبه ، وقيل من بني سامة بن لؤي بن غالب ، من بلد إزكي ، إحدى مدن عمان المشهورة ، وهو جد الشيخ موسی بن ( ( ۱ ) . ( علي لأمه . إن الإمام موسی بن أبي جابر ، عرف بشيخ الإسلام في كتب الفقه العمانية وذلك لما يتمتع به هذا الإمام من علم غزير وبعد نظر حيث كان - رحمه الله - مرجعا للفتيا . ولقد كان هذا الإمام مثالا في الإستقامة والخلق الكريم ، والثبات على المبدأ ، والعلم الواسع ، والإستمساك بالحق ، والقمع للظالمين ، والجفوة للعاصين ، والصمود أمام النوازل .
كان جم التواضع سهل الخلق ، لين الجانب ، داعية من دعاة الإسلام حاملا لواءه ، يعد من حملة العلم الخمسة المشهورين ، من البصرة إلى عمان . يذكر العلامة أبو قحطان خالد بن قحطان الخروصي الهجاري في سيرته التاريخية : ( لما قتل الجلندى وأصحابه - رحمهم الله - استولت الجبابرة على عمان ، فأفسدوا فيها ، وكان ولاتها أهل جور ، كان آخر من كان فيها من أهل الجور بني الجلندى ، وقد عرفت سيرتهم في أهل عمان ، ثم أنقذ الله أهل عمان بألفة أهل الحق ، فخرجت عصابة من المسلمين ، فأزالت ملكهم ، وملك المسلمون عمان ، فأظهر الله دعوتهم فيها ، وجعل يدهم العلياء فلما الناس في العسكر في ( نزوی ) وقيل في ( منح ) اختلط ، الناس وحضر العسكر من أهل عمان رجال لهم أحدثة لا يؤمنون على الدولة فخاف موسی بن أبي جابر على الدولة رؤساء من أهل عمان كانوا قد حضروا آن يغلبوا على الدولة ولا يكون للمسلمين قول وتقع فقال : قد ولينا فلانا قرية كذا وكذا ، وولينا فلانا قرية كذا كذا ، حتى عدد الذين كان يخافهم ، وولينا ابن أبي عفان ( نزوی ) وقريات الجوف ، وأحسب أنه قال حتى تضع الحرب أوزارها ، فقال بشير : قد كنا نرجو أن نرى ما نحب ، فقد رأينا ما نكره والحمد لله ، فقال له موسي : ما فعلنا إلا ما تحب ثم أعلمه ، إنما أراد أن يخرجهم من العسكر ، ويفرق بعضهم من بعض ، فلما خرجوا من نزوی ، کتب موسی بن أبي جابر في آثارهم ، فعزلوا قبل أن يصلوا القرى التي كان ولاهم عليها ، وإنما كانت هذه حيلة منه - رحمه الله - إحتالها للمسلمين ) ) . ولقد بينا في حديثنا السابق عن الإمام الوارث بن کعب الخروصي أن - شيخ الإسلام - موسی بن أبي جابر هو الذي تولى أمر بیعته في المسلمين إماما فيهم ، بعدما أخرج ابن أبي عفان من نزوى . هنا يتبين للقارئ الكريم ، مكانة شيخ الإسلام - العلمية والدينية والتاريخية والسياسية . لقد كان مرجعا للفتيا لعامة الناس بصفة عامة ، وللعلماء بصفة خاصة ، منحه بحه الله قوة في الجسم وغزارة في العلم ، فكان نهرا متدفقا لا ينضب معينه ، ومحجة بيضاء لا يشوبها كدر ، فهو من علماء القرن الثاني الهجري ، تلقی العلم على الإمام الربيع بن حبيب العماني البصري - رحمه الله - وأخذ الكثير أيضا من العلوم عن الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، أي إنه تلقى العلم على هذين العالمين ، عندما هاجر إلى البصرة طلبا للمزيد من العلوم ، إذ كانت في ذلك الوقت مركزا للثقافة ، ومحطا للعلماء ، ومهيعا الطلبة العلم . ( فهو - رحمه الله - من بين من ابتعثهم الإمام أبو عبيدة إلى عمان ، ليعودوا إليها رافعين لواء العلم وعندما عاد أنشأ المراكز العلمية ، التي إلتحق بها الكثير من طلبة العلم والمعرفة . لقد كان مرجع الأمة آنذلك الوقت ومن يعول عليه في القضايا الجسام الفقهية ، فهو كما وصفه العلامة المؤرخ الشيخ سالم بن حمود السيابي بقوله : ( وكان هذا الشيخ من أقوى دعائم الحق في عمان ، ومن الذين لهم في العلم المرفوع ، وعند إختلاف الظروف تتجلی حقائق الرجال فإن الدهر محك لهم ، تظهر به جواهرهم وموسى ابن أبي جابر ، لا يزال له في الأثر العماني الصوت العالي ، مقدما على أبناء جنسه ، علاميته موقرة ، وآراؤه مقدمة ومعتبرة ، لاقي من نصب أهل عمان وتعبهم ما لاقي زملاؤه ، حيث كان من أركان الأمة لأنه أحد علماء الصدر الأول ، وأحد أجنحة الطائر العلمي إلى عمان ) ) . والمتأمل في مؤلفات أصحابنا المشارقة والمغاربة ، يجد لهذا العلم الكبير موسى بان أبي جابر الإز کوی الآراء الفقهية الكثيرة ، والمسائل المأثورة ، بل لربما كانت له مؤلفات ، ولكن لم تصل إلينا ، يفهم ذلك من قرأ في کتاب ( بيان الشرع ) للعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي النزوي . ولقد عمر - رحمه الله - طويلا ، حيث كان يؤتي به إلى العسكر محمولا مشدودا على حاجبيه بعمامة ، وهو نائم على سرير ، ولكنه مع هذا التقدم في العمر نجد عقله المستنير وفكره الثاقب ورأيه الحصيف ، لم يتأثر من ذلك ، شيء ، بل كان العملاق العظيم .
توفي سنة إحدى وثمانين ومائة ، قال المؤرخ الشيخ خلفان بن جميل السيابي : وعام إحدى وثمانين عدد توفی شیخ المسلمين ونقد ابن أبي جابر موسى وهو في إمامة الوارث أيضا فاعرف أي وفاته قبل وفاة الإمام الوارث ، تغمدهما الله برحمته ، وأسكنهما فسيح جناته ، جزاء ما قدموا للإسلام والمسلمين . هذه أيها القارئ الكريم صور مشرقة من حياة هذا الإمام الجليل - شيخ الإسلام - الإز كوي الذي حفظ أمانة الله في شبابه وشيبه ، ورعی مصالح أمته في كل وقت وآن ، حسبما يمليه عليه الحق والعدل ، فله أمته الدعاء الخالص ، أما جزاء ما قدم من إخلاص وأمانة وجهد وصدق فعلى الله سبحانه ، فعنده الجزاء الأوفي . وترينا سيرة هذا الإمام التي سار بها بين الناس الرقابة الشديدة لا تنتهك حرمات الله ، واليد القوية التي تضرب بعصي من حديد ، على من أراد أن يشق أمة الإسلام ، أو أن ينال من أرضهم وحرماتهم . فقد كافح الباطل بجميع صوره وأشكاله ، وعمل على تكوين جيل من الشباب المتفتح ، العارف بحقيقة رسالة القرآن الكريم المدرك لكنه الشريعة الغراء ، فلقد كان عالما ومعلما ، وقاضيا ومفتيا ، ومجاهدا مستبس ، وداعيا إلى الله على بصيرة ، ملتزما بالسنة المحمدية الطاهرة ، ومتبعا سيرة الخلفاء الراشدين ، عد بين الناس ، الله ، امر بالمعروف ، ناهيا عن المنكر فإلى جانب إنشغاله بما ذكرناه نجده مخصصا بعض الوقت لطلبة العلم فأخذ عنه العلم عدد كبير . هذا هو موسی بن أبي جابر الأزكوي العماني ، الذي قضى من العمر أربعا وتسعين سنة وستة أشهر قضاها في العلم والمعرفة والجهاد والنضال من أجل إعلاء كلمة الدين عرف عنه قوة الشخصية ، والثبات على المبدأ القويم ، نمت أعظم نماء ، وتخصص في قراءة السرائر والوجوه يعرف كنه الأعماق المتسترة ، والأبعاد المخبوءة في غير كلفة ولا تعب ، ويقرأ الوجوه في نظره ، ثبتت في قلبه الشجاعة ونبتت في نفسه شجرة العلم ، لقد بلغ في العلم شأوا منقطع النظير ، وفي الشجاعة مكانة سامقة علت ذروتها في دنيا الناس فوق كل المعايير . أوتي من فصاحة الرأي وبعد النظر ، ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح وضوح الشمس رابعة النهار لمن سلك طريق الخير ، وإنما الشر هو الذي يستر ويتخفی فهو – رحمه الله - من إعتنى بدراسة الشر في مخابئه ومظانه ، ليوقيه نفسه وليبعده عن مجتمعه واعتنى بدراسة الخير ليكتسبه ويقر به من مجتمعه . ويتمثل هذا الموقف فيما يدلي به من رأي . وحسن نظر الملمات والمهمات . أفاض الله على عندما يرجع إليه في روحه من شآبيب رحمته وجازاه أعلى جناته والحمد لله رب العالمين .
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
تفضل، هذا النص الكامل المفصل والمرتب لتلخيص الفصول الأربعة (الأخلاق – العنف الجامعي – الانحراف الفكر...
Finalement, la chrysalide s'ouvre et le papillon adulte (ou imago) en émerge. Ses ailes sont d'abord...
اذا كانت السلعه منحاصرا بيعها في عدد معين من الناس حاله الاحتكار سواء كان ذلك الانحصار او الاحتكار ا...
تحيز بعض رجال المرور لاحد او بعض المواطنين خلافاً للقوانين والتعليمات المرورية النافذة وتجاوزهم مبدأ...
שם האבחנה: לקות ראייה לקות ראייה היא מצב שמשפיע על תפקוד הראייה אצל האדם, ויכולה להופיע באופן חל...
الاطار النظري للدراسة الفصل الأول : مدخل عام للعلاقات العامة المبحث الأول :ماهية العلاقات العامة ...
اتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، مليشيا الحوثي التابعة لإيران...
تأسست قرطاج عام 814 ق.م على يد الفينيقيين القادمين من صور (حاليا في لبنان)، وسرعان ما تحولت إلى قوة ...
مذهب الشرح على المتون نقد المذهب الأسس التي يقوم عليها المذهب النتائج المترتبة على هذا المذهب يت...
من التطورات الجديدة في روبوتات الدردشة آلية ذاكرة طويلة المدى تتذكر المعلومات من المحادثات السابقة ل...
يعتبر تحديد عدد الزوجات المسموح به من أهم الشروط التي وضعها الدين الحنيف،حيث كان تحت الرجال عشرة أو ...
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم على المستويات الاقتصادية، التكنولوجية، والاجتماعية، أصبحت ...