لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (37%)

لاسيما علم الأنثروبولوجيا الذي يختص بتحقيق هذا الفهم من خلال البحث في كل ما يتعلق بالإنسان: كيف يتحرك، 3( إذا انطلقنا من تاريخ 6870م ، فإن مصطلح الأنثروبولوجيا يطلق على مجموعة العلوم التي تدرس الإنسان، الكائنات الحيوانية، ليشكل سلالاتبي ولوجية وثقافية تحكمها علاقات حتمية بيولوجية واجتماعية وسيكولوجية. كما استخدمه الفيلسوف اليوناني أرسطو لإعطائه معنى بأنه ذلك الشخص الذي يتحدث عن نفسه. رلقد تعددت استخداماته وتنوعت دلالاته بفضل الث ارء الوظيفي لعدة مرجعيات نفسية واجتماعية وبيولوجية. فهو يرتكز على د ارسة ثلاثة محاور رئيسية يبحث من خلالها في: الجانب العلائقي للثقافة والبيولوجيا، والبحث في الصفات البيولوجية والثقافية للأف ارد والجماعات. والذي يحو ي بدرجة أساسية على كل العلوم الاجتماعية والإنسانية بوصفها مرجعية الإنسان البدائي. التربوية. وبالرجوع إلى مفهوم الأناسة، فقد تطور هذا المدلول ذو الاستعمال الفرنسي إلى مفهوم واسع يشمل د ارسة كل ما له علاقة بالتنوع المعاصر في الثقافات الإنسانية. وبناء على تتنوع الفروع الأنثروبولوجية حسب طبيعة الموضوعات المدروسة والتي تتناولها بالتحليل والمعالجة بما يتوافق والتطوارت المعرفية، بحيث تنتهج هذه الفروع منهجا محددا للموضوعات المتخصصة والقوانين المطبقة في د ارستها. وتؤكد الد ارسات التاريخية عملية انقسام الأنثروبولوجيا إلى فرعين أساسين وشاملين لموضوع التاريخ البشري وفقا لتطور بيولوجي واجتماعي ، وبتطور البحث الأنثروبولوجي في اتجاه هذين الفرعين كاتجاهين منفردين في الد ارسة والبحث في فهم حقيقة الإنسان، فقد تم الاعت ارف المتبادل لحاجة كل فرع لآخر . ونظ ار للإزدواجية المتبادلة بين الفرعين وحتمية التبادل البحثي للوصول إلى الفهم الحقيقي للإنسان، فقد انقسم هذين الفرعين إلى عدة فروع تمثلت في: أ- الأسس العلمية والمعرفية لعلم الأنثروبولوجيا ولقد كانت النزعة الإنسانية مناهضة للظلم الذي عاشه الإنسان من تهميش لإاردته الحرة، وإعادة الاعتبار له كذات إنسانية لها قد ارت ورغبات وميولات في تحقيق الوعي الذاتي الإنساني بعيدا عن الطقوس وفكرة المعبود الإنساني، كما ظهرت النزعة الإنسانية في وصية سقارط –أعرف نفسك بنفسك-، والتي عززت هذه النزعة الإنسانية وأبرزتها في معرفة جديدة تحت إسم عصر التنوير، بمعنى الخصائص المميزة للإنسان عن سائر المخلوقات، حيث يعني بالظلام الفلسفة المثالية الألمانية الأخلاقية القائمة على الضمير كمفهوم لصوت الله المستمر في الإنسان كما ادّ عته تلك الفلسفة. 1( لذلك، وبهذا فقد شهدت النزعة الإنسانية العديد من التطوارت من خلال إبداعات ومساهمات العديد من المفكرين والعلماء الذي أعط وا مفهوما جديدا للنزعة الإنسانية الدالة على كل نظرة أو فلسفة تتخذ من الإنسان محور تفكيرها وغايتها وقيمتها العليا. 2(
وقد تطورت هذه النزعة في المسلمات التربوية التنويرية، بمعنى التركيز والتعمق أكثر في الذاتية الإنسانية". 3( رلقد دافع سارتر عن حرية الإنسان وك ارمته الإنسانية بعيدا عن حتمية اللاشعور التي وظفها المذهب البنيوي وبصفة خاصة التحليل النفسي. وآخرون إلى المقا ربة الحسية التجريبية. بمعنى أن فريقا ينتقل في موضوع وظاهرة واحدة من نزعة طبيعية إلى فلسفة إنسانية، إلا أن هذا التجاذب سواء على مستوى الفيلسوف الواحد أو على المستوى العالمي، بحيث أصبحت هذه المؤش ارت أهدافا عامة لكل العلوم. 1( وفي ضوء هذه التجاذبات الفكرية والعلمية، أن يحرر المعطيات الأنثروبولوجية للمجتمعات البدائية من النزعة البيولوجية النشوئية التطورية المتطرفة، مؤكدا بذلك على فكرة السببية للظواهر الاجتماعية والتمسك بعملية الت ازمن بدلا من التعاقب الزمني، في حين أن عالم التاريخ يدرك الظواهر نحو تعاقبها ليستخلص النتائج. أنه كلما ضعف تأثير المعايير الاجتماعية على الأفراد في مجتمع ما وفي زمن ما، كلما سادت اللامعيارية الاجتماعية، ليصل إلى المفهوم العقلاني والإنساني )إنسانية الإنسان( كما شهدها عصر التنوير. سياسي، اجتماعي. إلخ، وهو ما وسع فجوة التعاريف للإنسان في العلوم الطبيعية والإنسانية. 1( والجدير بالذكر، قد شكل تأسيسا ملحوظا لعلم الإنسان بكيفية عميقة وشاملة لمنهجه، حيث ركز اهتمامه على تأسيس القواعد واكتشاف القوانين والمبادئ العامة التي تحكم الظواهر النفسية والاجتماعية والطبيعية.


النص الأصلي

يتحقق فهم الإنسان في ضوء العلوم الإنسانية، لاسيما علم الأنثروبولوجيا الذي يختص بتحقيق هذا الفهم من خلال البحث في كل ما يتعلق بالإنسان: كيف يتحرك، يفكر، يتصرف ،يعيش، ينمو، يموت، وكيف ...؟ وكل ما يتعلق بكشف القوانين التي تتحكم في الظواهر البشرية بخصائصها الموضوعية، المعرفية والثقافية. تعني كلمة الأنثروبولوجيا في اليونانية الأنثروبوس Anthropos = الإنسان، لوجوس Logos= علم، وتقابل في اللغة العربية علم الإنسان.)3( إذا انطلقنا من تاريخ 6870م ،فإن مصطلح الأنثروبولوجيا يطلق على مجموعة العلوم التي تدرس الإنسان، ومهما تعددت واختلفت الجذور التاريخية لهذا المصطلح، فهو يعني أكاديميا ذلك العلم الذي انبثق عن الثورة الداروينية التي تبحث في نشأة وتطور الإنسان وتميزه عن
الكائنات الحيوانية، ليشكل سلالاتبي ولوجية وثقافية تحكمها علاقات حتمية بيولوجية واجتماعية وسيكولوجية.
ولأجل ذلك يتميز المنظور التاريخي للأنثروبولوجيا بالتطور والتغير الدلالي، حيث استخدمه في القرنالخامس قبل الميلاد المؤرخ هيروديت لوصف العادات والتقاليد وطرق المعيشة عبر مختلف أنحاء العالم. كما استخدمه الفيلسوف اليوناني أرسطو لإعطائه معنى بأنه ذلك الشخص الذي يتحدث عن نفسه.
رلقد تعددت استخداماته وتنوعت دلالاته بفضل الث ارء الوظيفي لعدة مرجعيات نفسية واجتماعية وبيولوجية...إلخ.
وبناء على تنوع محدداته، فهو يرتكز على د ارسة ثلاثة محاور رئيسية يبحث من خلالها في: الجانب العلائقي للثقافة والبيولوجيا، العلاقة بين الماضي والحاضر في تطور سلوك الإنسان عبر الأزمنة المختلفة ،والبحث في الصفات البيولوجية والثقافية للأف ارد والجماعات. فهذه المحاور شاملة لد ارسة سلوك الإنسان )أنثروبولوجيا(، والذي يحو ي بدرجة أساسية على كل العلوم الاجتماعية والإنسانية بوصفها مرجعية الإنسان البدائي. إن لفظ الأنثروبولوجيا يقابل ويوظف مصطلحي النياسة والأناسة* في مرحلة تفسير المعطيات الأنثروبولوجية ومعرفة الإنسان معرفة إجمالية .
فعلم الإنسان –أنثروبولوجيا- هو د ارسة الإنسان ككائن بيولوجي يختص بالمظاهر الجسمية للإنسان المتعلقة بتطوره ما قبل التاريخ، لذلك أفرز هذا البحث التطوري للإنسان عدة فروع أكاديمية للأنثروبولوجيا، مثل الأنثروبولوجيا الطبيعية، الاجتماعية، الثقافية، التربوية...إلخ. وبالرجوع إلى مفهوم الأناسة، فقد تطور هذا المدلول ذو الاستعمال الفرنسي إلى مفهوم واسع يشمل د ارسة كل ما له علاقة بالتنوع المعاصر في الثقافات الإنسانية.)
وبناء على تتنوع الفروع الأنثروبولوجية حسب طبيعة الموضوعات المدروسة والتي تتناولها بالتحليل والمعالجة بما يتوافق والتطوارت المعرفية، بحيث تنتهج هذه الفروع منهجا محددا للموضوعات المتخصصة والقوانين المطبقة في د ارستها. وتؤكد الد ارسات التاريخية عملية انقسام الأنثروبولوجيا إلى فرعين أساسين وشاملين لموضوع التاريخ البشري وفقا لتطور بيولوجي واجتماعي ،وهما الأنثروبولوجيا الطبيعية والأنثروبولوجيا الاجتماعية أو الثقافية. فالأولى تختص بالبحث في بدايات ظهور الإنسان وتكيفه وتطوره بالاستناد على العوامل الوارثية والبيولوجية والتطورية الداروينية. أما الأنثروبولوجيا الاجتماعية أو الثقافية فهي تهتم بنشاط الإنسان ووظائفه وعلاقاته وتطورها. وبتطور البحث الأنثروبولوجي في اتجاه هذين
الفرعين كاتجاهين منفردين في الد ارسة والبحث في فهم حقيقة الإنسان، فقد تم الاعت ارف المتبادل لحاجة كل فرع لآخر .
ونظ ار للإزدواجية المتبادلة بين الفرعين وحتمية التبادل البحثي للوصول إلى الفهم الحقيقي للإنسان، فقد انقسم هذين الفرعين إلى عدة فروع تمثلت في:
أ- الأسس العلمية والمعرفية لعلم الأنثروبولوجيا
تأسست الأنثروبولوجيا كعلم متخصص أكاديمي في عصر الحداثة كغيرها من العلوم الإنسانية، فقد تبلورت في أحضان التفكير والبحث العلمي أين تطورت بالمقابل النظريات والمناهج الكبرى في تفسير التاريخ البشري والإيكولوجي، انطلاقا من جدلية هيجل وماركس والنزعة التطورية الداروينية وسيكولوجية فرويد وسوسيولوجية دوركايم وغيرها من الأنماط التفكيرية العلمية التي كانت لها الأثر المباشر على البحث الأنثروبولوجي القائم على المعرفة العلمية لسلوك الإنسان. لذلك فقد تعددت رؤى الباحثين باختلاف نماذج بحوثهم الأنثروبولوجية إلى حدود التحيز الذاتي، بسبب التباين والاختلاف في التقصي الأنثروبولوجي للإنسان. مما أدى ذلك إلى تضارب المفاهيم والمصطلحات وحدوث التناقض في المبادئ والمناهج، والتي انعكس تأثيرها في اضط ارب حقيقة الإنسان خاصة المنطق العلمي للغرب. لأجل ذلك تعددت النزعات التفسيرية لهذه الحقيقة البشرية.
ولقد كانت النزعة الإنسانية مناهضة للظلم الذي عاشه الإنسان من تهميش لإاردته الحرة، وما تعرض إليه حسب تفسي ارت نظرية التعويض الإلهي من هيمنة وتحكم العالم الخارجي في تفكيره وتقرير مصيره، حيث تعرض الإنسان آنذاك لمختلف أنواع التهميش في التمييز العنص ري والإيديولوجي والديني، بحيث ظهرت حتمية رفع الأيدي الظالمة عن قيمته وك ارمته، وإعادة الاعتبار له كذات إنسانية لها قد ارت ورغبات وميولات في تحقيق الوعي الذاتي الإنساني بعيدا عن الطقوس وفكرة المعبود الإنساني، والتوجه إلى فكرة أنسنة الآلة مثلما د لت عليها الأبحاث الفلسفية والفكرية، وبصفة خاصة عند فريدريك نيتشه الذي التمس الإبداع الفني والطاقة الإنسانية وبزوغ العقل الإنساني العلمي.كما ظهرت النزعة الإنسانية في وصية سقارط –أعرف نفسك بنفسك-، والتي أوضحت فكرة ال وعيبالتاريخ ودوره في بلورة النزعة الإنسانية في الفكر الغربي، خاصة بما انبثق عنها من إرهاصات فكرية ومقدمات تاريخية، والتي عززت هذه النزعة الإنسانية وأبرزتها في معرفة جديدة تحت إسم عصر التنوير، الذي أفرزميلاد النزعة الإنسانية كمعرفة علمية متخصصة تستخدم لأول مرة مصطلح الأنسنة، بمعنى الخصائص المميزة للإنسان عن سائر المخلوقات، لتتطور فيما بعد إلى اتجاه تربوي يهتم بالآداب والثقافات التي ترفع من قيمة وشأن الإنسان، أو كما عبر عنها نيتشه البحث عن النور في الظلام أو فلسفة ميلاد النور من الظلام، حيث يعني بالظلام الفلسفة المثالية الألمانية الأخلاقية القائمة على الضمير كمفهوم لصوت الله المستمر في الإنسان كما ادّ عته تلك الفلسفة.)1( لذلك، فإنّ نيتشه أكّ د على فكرة تعميق البحث في الظلام من أجل انبثاق النور . وبهذا فقد شهدت النزعة الإنسانية العديد من التطوارت من خلال إبداعات ومساهمات العديد من المفكرين والعلماء الذي أعط وا مفهوما جديدا للنزعة الإنسانية الدالة على كل نظرة أو فلسفة تتخذ من الإنسان محور تفكيرها وغايتها وقيمتها العليا.)2(

وقد تطورت هذه النزعة في المسلمات التربوية التنويرية، ونضجت في الفكر المعاصر بالوجودية السارترية بوصفها مذهبا إنسانيا متكاملا أو كما عرفه جون بول سارتر "نعني بالمذهب الإنساني الوج ودية التي تجعل الحياة الإنسانية ممكنة ،بمعنى التركيز والتعمق أكثر في الذاتية الإنسانية".)3(
رلقد دافع سارتر عن حرية الإنسان وك ارمته الإنسانية بعيدا عن حتمية اللاشعور التي وظفها المذهب البنيوي وبصفة خاصة التحليل النفسي.
وهكذا اختلطت الأفكار العلمية المستندة على الطبيعة وقوانينها بالأفكار الأدبية والفلسفية خلال القرن 69م، بحيث أصبح من الصعب التمييز بين الأفكار العلمية والأدبية، وبصفة خاصة على مستوى منهج مقاربة الظواهر الإنسانية التي انقسم على إثرها مفكرون يميلون إلى المقاربة العقلانية، وآخرون إلى المقا ربة الحسية التجريبية. بمعنى أن فريقا ينتقل في موضوع وظاهرة واحدة من نزعة طبيعية إلى فلسفة إنسانية، مثلما حدث مع أوغست كونت وجو ن ستيوارت ميل وغيرهم، إلا أن هذا التجاذب سواء على مستوى الفيلسوف الواحد أو على المستوى العالمي، قد انتهى إلى التسليم بموضوعية الحقيقة وقدرة الإنسان على تنظيم ظواهر الكون واكتشاف القوانين وقدرة التفكير الإنساني على تحصيل الحقائق في إطار من الدقة والموضوعية والتحكم والتنبؤ ،بحيث أصبحت هذه المؤش ارت أهدافا عامة لكل العلوم.)1(
وفي ضوء هذه التجاذبات الفكرية والعلمية، حاول دوركايم في سياق تأسيسه لعلم الاجتماع على أسس علمية متميزة، أن يحرر المعطيات الأنثروبولوجية للمجتمعات البدائية من النزعة البيولوجية النشوئية التطورية المتطرفة، مؤكدا بذلك على فكرة السببية للظواهر الاجتماعية والتمسك بعملية الت ازمن بدلا من التعاقب الزمني، الذي يعتبر مبد أ للتاريخ وليس لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا. فعالم الاجتماع يدرك الظواهر في زمنها روتفسيرها تفسيرا سببيا، في حين أن عالم التاريخ يدرك الظواهر نحو تعاقبها ليستخلص النتائج. ووفقا لهذا المبدأ المنهجي ،عرض دوركايم القوانين الاجتماعية من خلال د ارسته لظاهرة الانتحار، حيث توصل في ضوء هذه القوانين ،أنه كلما ضعف تأثير المعايير الاجتماعية على الأفراد في مجتمع ما وفي زمن ما، كلما سادت اللامعيارية الاجتماعية، وبذلك يفقد الأفراد تكيفهم مع محيطهم ويزداد ميلهم للانتحار، بما ساعد ذلك على تلازم السببية )اللامعيارية( بالنتيجة )الانتحار.وعموما تعددت التجاذبات والاستقطابات المتباينة حول النزعة الإنسانية كموقف ابستيمولوجي أفرز الكثير من التطوارت التي أسفرت عن ميلاد الأنثروبولوجيا، بحيث تطورت وسائلها ومناهجها كعلم له ماهيته الرمزية والجسدية .
ب- دور النزعة الإنسانية في الاهتمام بالإنسان
ترجع الد ارسات الغربية علم الإنسان )الأنثروبولوجيا( كفرع من فروع المعرفة العلمية إلى عصر التنوير ،وهناك من يحدد تاريخه لمتخصص علمي ترجع بداياته إلى خمسينات القرن التاسع عشر، ومنهم من يحدد تاريخه الحقيقي بأنه لا يمتد إلى أكثر من الحرب العالمية الأولى.
إن حصيلة الد ارسات المنهجية، قد بدأت في غضون القرن 68م حول الشعوب البدائية الأمريكية والإفريقية، حيث انطلقت من الغرب في البلدان الأوروبية) فرنسا، بريطانيا، أمريكا، ألمانيا( قبل أن يت وسع انتشارها عبر أنحاء العالم كتخصصات علمية.
رلقد سجل التاريخ المعرفي الإنساني عبر كل الأزمنة التاريخية، محطات كبرى في معرفة من هو الإنسان؟ ماهي حقيقة الإنسان وعلاقته؟ بدءا بالتفسير الروحاني والخرافي لسلوك الإنسان البدائي، ثم تعداه إلى مرحلة التفسير المنطقي من خلال رؤية فلسفية انتقلت بالإنسان من الخرافة والميتافيزيقا إلى فكرة الإنسان من منظور الفكر الإسلامي، ليصل إلى المفهوم العقلاني والإنساني )إنسانية الإنسان( كما شهدها عصر التنوير.
وبذلك فقد تراجعت المفاهيم الغيبية والدينية للإنسان في ظل الثقافة الغربية أمام ما عرف بالنهضة العلمية وعصر التنوير وميلاد العلوم التجريبية ،حينئذ تطورت تعريفات الإنسان بتطور هاته العلوم التي سعت إلى اكتشاف حقيقته وأصوله الوجودية المقترنة بصفات مميزة ومتنوعة، تنتمي إلى معايير ثقافية محددة حسب كل تصنيف للإنسان، من إنسان ثقافي، اقتصادي، سياسي، اجتماعي...إلخ، وهو ما وسع فجوة التعاريف للإنسان في العلوم الطبيعية والإنسانية.
ومن أبرز التصنيفات لعلم الإنسان ووصولها إلى النضج في التأسيس، هي محاولة عبد الرحمان ابن خلدون في تأسيس علم إنساني تمثل في العمران أو علم الاجتماع الخلدوني، خاصة في تحليله للعصبية والبداوة.)1( والجدير بالذكر، أن اهتمام ابن خلدو ن بالتاريخ والتراث، قد شكل تأسيسا ملحوظا لعلم الإنسان بكيفية عميقة وشاملة لمنهجه، خاصة بتجاوزه لفكرة المثالية والبحث فيما يجب أن يكون عليه الواقع. حيث ركز اهتمامه على تأسيس القواعد واكتشاف القوانين والمبادئ العامة التي تحكم الظواهر النفسية والاجتماعية والطبيعية. ووفقا لهذا التوجه المنهجي الخلدوني، استطاع ابن خلدو ن أن يتحرى الحقائق والأحداث التا ريخية بمنهج علمي استقرائ واستدلالي أسسه على قانون العلية )اكتشاف الحتمية التاريخية في بعض الظواهر الاجتماعية(، قانون التشابه) تماثل المجتمعات على المستوى العقلي والفطري(، وقانون الاختلاف )اختلاف أوضاع الجغرافيا والتاريخ والثقافة...إلخ.()2(

وعلى هذا الأساس، تكون النزعة الإنسانية من أبرز الفلسفات برواز في الاهتمام بالإنسان وإعادة الاعتبار لوجوده كذات إنسانية مستقلة لها خصوصياتها. فالإنسان كائن اجتماعي متميز بالعقل واللغة والأخلاق، فضلا عن كونه كائن تاريخي.

رإنّ أساس هذه النزعة الإنسانية هو الضعف التأسيسي الديني لأخلاقيات الإنسان، لأن الإنسان بوصفه صانعا للتاريخ بإرادته وعقله وقد ارته على الإبداع، وتميزه بالوعي وأسبقية الذات على الموضوع، كل هذه
ررالمؤشرات شكلت له نسقا متكاملا للنزعة الإنسانية بوصفها إ اردة ووعي وذات وشعور، فهي قد حررته من النسق المعرفي اللاهوتي ومن فكرة أنه كائن ناقص ذو نزعة شريرة، وجعلته في نطاق كائن يصبو للكمال.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...

تعرض مواطن يدعى...

تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...

زيادة الحوافز و...

زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...

Because learnin...

Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...

ذكرت صحيفة نيوي...

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...

تُعد طرائق التد...

تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...

تعتبر بروفايلات...

تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...