لخّصلي

يلخص النص مفاهيم التعلم، التعليم، والتدريس، مُبيّناً الفروقات بينها. يُعرّف التعلم بتغيرات سلوكية ثابتة نسبياً نتيجة خبرات الفرد، مُشدّداً على دوره في التكيّف، ويتوقف نجاحه على دافعية المتعلم، استعداداته، وتنظيم المادة التعليمية. أما التعليم، فيُعرّف بأنه تصميم منظم للخبرات لتحقيق تغييرات سلوكية مُحددة، يُقسم إلى مقصود (مؤسسات تربوية) وغير مقصود (الأسرة، المجتمع). ويُعتبر التعليم أوسع من التدريس، إذ قد يحدث بقصد أو بدون قصد. أما التدريس، فيُعرّف بأنه إجراءات المعلم لتحقيق أهداف تعليمية مُحددة، باستخدام طرق ووسائل تعليمية مُختلفة، وهو أداة لتحقيق التعليم. يُختم النص بالتأكيد على أن التدريس جزء من التعليم، بينما التعليم أوسع وأشمل منه.

أولا: مفاهيم التعلم والتعليم والتدريس":
التعلم والتعليم والتدريس مصطلحات تربوية يحدث خلط كثير بينها وفيما يلي توضيح للفروق بينها:
ا. مصطلح "التعلم:
تعددت تعريفات مصطلح التعلم في الأدب التربوي نذكر منها ما يلي:
هو نوع من تعديل السلوك، أو تغير في السلوك، ويستدل عليه من أداء المتعلم وهو ناتج عن خبرة أو تدريب ويتصف بالثبات النسبي".
هو كل ما يكتسبه الفرد من معارف ومهارات وعادات واتجاهات وقيم وميول من بيئته التي يعيش فيها وذلك طوال فترة حياته بهدف تغير السلوك وتعديله".
هو "القدرة على الاستجابة بصورة مختلفة (القيام بسلوك مغاير) في موقف ما بسبب استجابة سابقة (سلوك سابق) للموقف، وهذه القدرة هي التي تميز الكائن العاقل الذي وهب الإدراك العام والحكم السليم عن الكائن غير العاقل".
هو عائد عملية التعليم ونواتجه التي تحصل نتيجة لجهود المعلم وممارسلته الإيجابية لإحداث التغير المطلوب في سلوك التلميذ".
هو عملية نفسية يتم فيها التفاعل بين المتعلم والمادة التعليمية بحيث يؤدى إلى تغيرات
سلوكية".

وعليه يمكن القول إن:

• التعلم هو حدوث تغييرات سلوكية تتصف بالثبات النسبي لدى الفرد كنتيجة للخبرات التي
  يمر بها.
  جميع
  الكائنات العضوية ومنها الإنسان في حالة تعلم دائم
  لا يتعلم الإنسان من المدرسة وحدها، بل يتعلم من البيئة أيضا.
  ومصطلح التعلم يصف في الغالب تغير شبه دائم إلى درجة ما في السلوك وقد يعزى هذا التغير إلى المران وبعض أنواع الإثابة وتوفر الدافع لدى المتعلم، وهذا معناه أن الإنسان يكتسب المعرفة حيث انه يولد ولا تولد المعرفة معه، ولكن يكتسبها بالمحاكاة والتعلم بالعمل والملاحظة لسلوك الآخرين، وهذا يزيد من فرص البقاء لدى الكائن الحي وإرضاء حاجاته، ولكن هذا التغير السلوكي لا يعنى تحسناً بالضرورة، وبعبارة أخرى قد نتعلم الاستجابات التي تؤدى إلى التلاؤم السيئ والتلاؤم الجيد.
  وعلى ذلك يمكن تعرف مصطلح "التعلم" بأنه تغيير ثابت نسبياً في السلوك أو الخبرة ينجم عن النشاط الذاتي للفرد لا نتيجة للنضج الطبيعي أو ظروف عارضة. وهذا التعريف يركز على أن التعلم يتضمن التغيير، والتعديل فيما يعرضه المتعلم من سلوك، ويمكن تفصيل التعريف من خلال القول: إنه تعديل وتغيير في السلوك نتيجة الممارسة، على أن يكون هذا التعديل والتغيير ثابتاً نسبياً، وألا يكون مؤقتاً مرهوناً بظروف أو حالات طارئة"
  ويعتمد التعلم في نجاحه على ما يلي:
  إيجابية المتعلم ونشاطه الذاتي.
  الدافعية للتعلم.
  استعدادات المتعلم.


• تنظيم محتوى المادة التعليمية.
  طرق التدريس العامة
  التمرين والممارسة.
  التعزيز والمكافأة.
  التجربة المباشرة.
  الانتقال من المحسوس إلى المجرد.
  ب مصطلح "التعليم":
  التعليم هو التصميمـ المنظم للخبرة التي تساعد المتعلم على إنجاز التغير المطلوب في
  السلوك أو الأداء".
  ويقسم التعليم إلى تعليم غير مقصود وهو ما يحدث في المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمسجد والمجتمع ووسائل الإعلام المختلفة، وتعليم مقصود وهو ما يحدث داخل المؤســــــات التربوية كالمدارس والمعاهد والجامعات، وهو تنظيم مقصود ومخطط له في شكل مناهج دراسية تشمل مقررات دراسية متنوعة ضمن نظام تربوي معين تخططه هيئات مسئولة وينفذه المعلمون والمديرون والموجهون وذلك خلال فترة دراسية معينة.
  ولا بد من أن يكون التعليم هادف وموجهه ويمكن التحكم فيه، ولهذا يشترط في التعليم: تحديد السلوك المراد تعلمه (تحديد الأهداف السلوكية).
  وصف الظروف التي يتم فيها التعليم.
  التحكم في هذه الظروف.
  ويمكن تعريف "التعليم" بأنه عبارة عن عملية تفاعل المتعلم في الموقف التعليمي - المنظم وغير المنظم - مع باقي مدخلات العملية التعليمية والمتمثلة في: المعلم والبيئــــــة والمـــــــادة التعليمية.... من خلال عملية اتصال تضمن له مشاركة نشطة وممارسة فاعلة لأنشطة التعليم المختلفة؛ بهدف تحقيق تعلمه للمعارف والخبرات والمهارات والقيم المرغوبة
  ومن هنا نرى مدى للتداخل بين التعليم والتعلم ، فالتعليم ليس إلا تحديدا للتعلم وتحكما في شروطه، لان الأفراد يمكن أن يتعلموا ذاتياً أو تلقائياً من البيئة أو المجتمع، وأيضا فإن التعليم رغم
  تحديد شروطه والتحكم فيها - قد لا يكون على درجة كبيرة من الكفاءة إذا لم يكن هناك استعداد ودافعية أو انتباه من المتعلم، وأن هدف عملية التعليم هو تيسير عملية التعلم، فالتعليم ليس غاية في ذاته، بل هدف لتعليم الإفراد في سهولة ويسر، ومن المهم أن نفرق بين مفهوم التعليم ومفهوم التربية وذلك لأنه قد يحدث خلط بين المفهومين، فكلمة تعليم أصلها الفعل(علم) والمضارع منها (يُعلم) ويقال علم الفرد أي جعله يتعلم ويدرك ويعرف ويفهم ، ولكن كلمة تربية أصلها الفعل (رب) والمضارع منها (يربى) بمعنى ينشئ ويهذب ويؤدب.
  ولكن رغم الفرق بين المفهومين إلا إنه بينهما علاقة متصلة لان كل عملية تربية لابد أن تؤدى إلى تعليم، ولكن ليس بالضرورة كل تعليم يؤدى إلى تربية (فتعليم السرقة والكذب مثلاً لا يؤدى إلى تربية ومن هنا نجد أن مفهوم التربية أعم وأشمل من مفهوم التعليم، وأن التعليم هو إدارة التعلم التي يقودها المعلم وهو مجموعة جزئية من التربية.

ج. مصطلح "التدريس":توجد عدة تعريفات لمصطلح التدريس في الأدب التربوي نذكر منها ما يلي:هوهو " الإجراءات التي يقوم بها المعلم لإنجاز مهام معينه وفق أهداف محددة تتطلب نشاطاً عقلياً وفكرياً وجسمانياً من المعلم ليقوم بتنمية مهارات وأساليب التعلم لدى تلاميذه، إضافة إلى تزويدهم بالمعلومات والحقائق والمفاهيم والتعميمات".هو "الأسلوب المتبع لإيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ".ظ هو ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية.هو عملية تفاعل وتوجيه وممارسة أنشطة متعددة تعتمد على فاعلية الدارسين وجهودهم وتوجيه المعلم وإرشاده".هو "سلسلة منظمة من الأفعال يديرها المعلم ويسهم فيها المتعلمون نظرياً وعملياً ليتحقق لهم التعليم".
ومن هنا نجد أن التدريس هو أداة تحقيق التعليم، وهو مجموعة من الإجراءات التي يقومبها المعلم مستخدما كل ما يستطيع استخدامه من طرق تدريس ووسائل تعليمية وتقنيات تعليم حديثه في توصيل المعلمة للمتعلم في سهولة ويسر .وعليه يمكن تعريف للتدريس" بأنه "عملية تفاعل متبادل بين المعلم والمتعلم ، وعناصر البيئة الصفية التي يهيئها المعلم ؛ لإكساب المتعلم مجموعة من الخبرات والمهارات والمعلومات، والحقائق ؛ لبناء القيم والاتجاهات الايجابية المخطط لها في فترة زمنية محدده"ويعني ذلك أن مهمة التدريس الأساسية تتمثل في:إيجاد الطرق لمساعدة الطلاب على التعليم والنمو المتكامل.تصميم الخبرات التربوية لإكساب الطلاب المعلومات وتنمية المهارات وتنمية التفكير. - تمكين الطلاب من الاستمتاع باكتساب الخبرات من خلال الأنشطة إلى يقومون بها. د. العلاقة بين التعليم والتدريس
يلاحظ أنه كثيراً ما يستخدم مصطلح التعليم مرادفا لمصطلح التدريس، إلا أن: نظام يتضمن مجموعة عناصر أنظمة فرعية)، متداخلة ومترابطة تبادلياً ومتكاملة وظيفياً، وتعمل جميعها وفقا لنسق يستهدف تنمية المـعلومات والمهارات عند فرد او مجموعة من الأفراد، سواء أكان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود، بواسطة الفرد نفسه أم غيره، والتعليم بهذا المعنى أوسع نطاقاً من التدريس وأكثر شمولاً؛ فمفهوم التعليم هو تعبير شامل وعام يُستعمل في اللغة اليومية في مواضع كثيره كمثل ان يقول الانسان لقد تعلمت الكثير من قراءتي لهذا الكتاب او مشاهدتي لهذا الفيلم.
اما مفهوم التدريس فيشير الي نوع خاص من طرق التعليم اي انه تعليم مخطط ومقصود ويمكن تحديد الفرق بين المفهومين في ان التدريس يحدد بدقة السلوك المرغوب في تعليمه للمتعلم ويحدد الشروط البيئيه العلميه التي تحقق فيها الاهداف اما عملية التعليم فانها قد تحدث بقصد او بدون قصد او هدف محدد بالاضافه الي ان المعلم في العملية التعليمية قد يكون انسان وقد يكون اله او نموذج بينما التدريس لابد من وجود مدرس انسان يحقق التفاعل المتبادل مع المتعلم وعليه فالتعليم اشمل واعم من التدريس فكل تدريس هو تعليم والعكس غير صحيح.