خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
فكرة أن يُضْحي الإنسان بنفسه في سبيل الآخرين؛ أو أن يرفض بعض رغباته؛ أو أن يقلل من حدّة ملذاته الجسدية؛ إن مبدأ وجود الحيوان هو المنفعة والكفاءة» وليس هذا هو الحال بالنسبة للإنسان» على الأقل فيما يتعلق بخاصيته الإنسانية المتميزة. وغرائز الحيوان فالحيوان لديه شعور دقيق بالوقت أفضل من شعور الإنسان. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك» منها طيور الزرزور التي تتوقف عن تناول الطعام قبل الغروب بساعة. وينظم التحل عمله اليومي بدرجة من الدقة فهو يتخيّر الوقت المناسب كما يتخيّر كا يقذر باستقطاب ضوء الشمس من خلال السحب. هذه القدرات هي قدرات إنها تدعم الكائنات الحية وتجعلها قادرة على البقاء. المتحضر والمجتمع البدائيء تُضْمِفٌ كفاءة الإنسان. فإذا كان لدينا نوعان من أنواع الكائنات على درجة واحدة من الذكاء» فإن النوع الذي لديه مبادىء ويعوّض الإنسان عن قصوره في القوة - الناتج عن التزامه الخلقي - تفوقه في الذكاء إلى جانب قدرات اخرى ممائلة. وأباً كان الأمر» فإن أصل الذكاء حيواني وليس إنسانياً. تفسِيرَهًا بأنها تقليد أو ارتباط آلي للصور - ألواناً أخرى كثيرة من السلوك لا نتردد في هذا المجال» يمكن ان نخصٌ بالذكر كل سلوك تيدو فيه فكرة صناعية سواء كان الحيوان قد صنع أداة بنفسه أو استخدم 7) عغثري برجسوت , اماع11 تنتظاطيا/ مضا سا5 #اتتوء بممتع :06 أتصه1 07 من الممكن أن تكب تحليلاً لغوياً كاملا لقصيدة من قصائد «جوته؛ ومع لا تقترب خطوة واحدة من جوهر القصيدة. والقاموس اللغوي يحتوي على جميع كلمات اللغة وهو بالغ الدققه وقد لا تحتوي قصيدة ما مكتوبة باللغة نفسها إل على عدد قليل من كلمات القاموس» ولكن القاموس يفتقر إلى حبكة القصيدة؛ كما تحمل القصيدة معنى وجوهراً لا يمكنه الوصول إليهما. اللوحة الفنية والمسجد والقصيدة» أكثر من مجرد كمية ونوعية المادة الي تكوّنه. الإنسان أكثر من جميع ما تقوله عنه العلوم مجتمعةً. المثانية الأحلية طبقاً لنظرية التطوره كان الأب الأعلى لأكثر أنواع البشر بدائية هو نوع من أكثر أنواع الحيوان تقدماً. الحيوانات وهي تبحث عن الطعام وتتصارع من أجل البقاء» ثم أنظر إلى إنسان بدائي خائف مشوّش بمعتقداته ومحزماته الغريية؛ الغامضة. هذا الفرق بين المجموعتين لا يمكن ردّه إلى مجرد اختلاف في مراحل التطور فحسب. إننا نقول إن الإنسان قد تطورء وهذا صحيح؛ ولكنه يصدق فقط بالنسية لتاريخه البشري الخارجي. فقط أنه مخطف عن الحيوان» ولكن أيضاً أن معنى حياته لا يتحقق إلا بإنكار الحيوان الذي بداخله. فإذا كان الإنسان هو ابن الطبيعة كما يقولون» فكيف تسن له أن يبدأ في معارضة الطبيعة؟ وإذا تخلنا تطور ذكاء الإنسان إلى أعلى نز أما الفن» فإنه يرينا الإنسان في صور مثيرة قادماً من عالم مجهول. العلم يشير إلى «داروين» وتركيبته الجهتمية؛ أما الفن فيشير إلى «مايكل أنجلو» وشخوصه الرائعة على سقف إن داروين ومايكل أنجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الإنسان وحقيقتين ولن ينتصر أحدهما على الأخعن لأن أحدهما مُدعم بعدد يمكن أن توجد حقيقتان متعارضتان عن الإنسان دون سائر الكائنات, وامتزاجهما معاً هو الذي يمكن أن يعطينا الصورة الكاملة والحقيقية عن الإنسان. أن الحيوانية جاتب من جوانب الإنسان. هذا الجانب. فطبقاً للعلم: الإنسان ليس أكثر من حيوان ذكي» وطبقاً للدين: لتتذكر أن كلمة (إنسانة لها في عقولنا معنى مزدوج» فنقول: «نحن أناس» ونقول: «لنكن أناساً» للتذكير بأننا كائنات أعلى وأن علينا التزامات أعلى» وأن واجبنا ألا نكون أنانيين وأدنياء. | لهي. وقد ظهرت الأفكار الأولى عن أصل الأنواع وفائها عند الشاعر الروماني «لوكرتبوس»؛ وكان معروفاً بأفكاره الإلحادية وبمذهب اللذة. أنظر «تبترس كاروس لوكرتيرس»: 0. قه12 مقتتاقه تشنصده 06 نايا سحي سا1 عه تتاصى) فالمصطلحان والملعب الإنساني؛ و«الإنسانية» كلاهما مشتق من كلمة إنسان» ويتطويان على دلالة أخلاقية سامية. باسم الإنسان هو نتيجة ازدواجية الطبيعة الإنسانية» جاء أحد جانبيها من الأرض وجاء الأخر من السماء. «إنجاز»: «إن اليد ليست عضو العمل فقطء وإنما هي أيضاً تاج العمل. إن ما يتحدث عنه «إنجلز» هو استمرارية التمو البيولوجي وليس النمر الروحي. فقد أبدع «رافائيل» لوحانه يتن بيده وإنما بروحه. بالصمم. إن الدمو البيولوجي وحده حتى لوامتدّ إلى أبد الأبدين» ما كان بوسعه أن ينحنا لوحات «رافائيل»» ولا حتى صور الكهوف البدائية التي ظهرت في عصور ما قبل التاريخ. هنا نحن أمام جانبين منفصلين من وجود الإنسان. إن الكائن الإنساني ليس مجرد مجموع وظائفه البيولوجية المختلفة. لا يمكن تحليلها إلى كمية الألوان المستخدمة محدّد من الأحجار ذات شكل معين وبنظام معين؛ ومن كمية محددة من الملاط إلى غير ذلك من مواد البناء. فليست هذه كل حربي. ال تردريك إنجاز ج06!) ووتالعمص عل ما ممما رن لجرمام لظ ف لظ عام" عمطي لأصابنا العجب من معاني هذه الصور؛ ولتساءلنا: هل تحتوي هذه الصور بالفعل على أية حقيقة عن الموضوع العظيم فما هي مَلَم الحقيفة؟. وبدقة أكثر: والأقنعة الميلانيزية؛ والرسوم الحديثة - جميع هذه الأمثلة إذا أخذت بدون تنظيم فمن الواضح لين أنه لا ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجمح بنا الخيال أي نوع من المشاعر تلك التي تنطوي عليها ديانة الخلاص؟ وماذا يعني هذا التعبير المأساوي؟ وأي شيء مأساوي خوف بين كل شيء حيء ما دام الإنسان والحياة هما ثمرة الطبيعة الأم؟ هذم الأسعلة تجعلنا نتشكك فيما إذا كانت الصورة التي رسمها العلم كاملة؟ إن العلم يعطينا صورة فوتوغرافية دقيقة للعالم» وإن كانت تفتقر إلى بُعدٍ جوهري حيث يتميز العلم بفهم طبيعي خاطىء لكل ما هواحي وكل ما هو إنه بمنطقه التحليلي المجرد يجغل الحياة خلواً من الحياة؛ ويجعل الإنسان مخحلواً من الإنسانية. إن العلم في علاقته بالإنسان ممكن فقط» إذا كان عكس ذلك؛ الفن ممكن فقط إذا كان الإنسان مختلفاً عن الطبيعة» إذا كان وهكذاء فإنه فيما يتعلق بالسؤال عن أصل الإنسان؛ طريق تصادم قطعي. 11 وتطور الإنسان متأثر بحقيقة موضوعية خارجية - هي أو كما قال فردريك إنجاز: وما خلق الإنسان إلا عملية بيولوجية خارجية تحددها حقائق روحية خارجية. فاليد تسيب وتدعم تطور الحياة النفسية. الإنسائي؛ !*. نفسه إنكار جذري للإنسان. ثم يتلاشى في النهاية. وقد أوضح إنجلر أن الإنسان نتاج علاقات اجتماعية أو ب أ كر هو نتاج أدوات الإنتاج الموجودة. إنه مجرد نتاج حقائق معينة. لقد أخذ ددازوين؛ وصناعة الأدوات؛ يمشي متصباً. يرجع إلى الأشكال البدائية للحياة والتي هي بدورها؛ عملية طبيعية كيميائية .
الأساسي هو الخوف؛ إلا أنه ليس خوفاً بيولوجياً كذلك الذي يستشعره الحيوان»
إنما هو خوف روحيٌ كونئٌ بدائي موصول بأسرار الوجود الإنساني وألغازه. وقد
أطلق عليه «مارتن هيدجر» :11602880 142:18 «العامل الخالد الأزلي المحدّد
للوجود الإنساني». إنه خوف ممتزج بحب الاستطلاع والإعتاب والدهشة
والنفور» تلك المشاعر المختلطة التي تكمن؛ على الارجح» في أعماق ثقافتنا
وفتوننا كلها.
إن وضع الإنسان البدائي وحده هو الذي يفسر لنا ظهور المحظورات؛ وأفكار
التجاسة والسمو واللعنة والقداسة» وغير ذلك من أفكار مماثلة. فلو كنا حقًاً أبنا
هذا العالم» فلن يدو لنا فيه شيء نجس ولا مقدّس. فهذه أفكار مناقضة للعالم
الذي نعرفه. وهي برهان على أن لنا أصلاً آخر لا نستطيع أن نتذكر شيئاً عنه. إن
ردود أفعالنا القاصرة تجاه هذا العالم كما نعبّر عنها من خلال الدين والفن» هي
إنكار لفكرة العلم عن الإنسان. فلِمَ كان الإنسان دائم التعبير عن مخاوقه
وإحباطاته من خلال الدين؟ لماذا؟ ومن أي شيء يحث الإنسان عن الخلاص؟
إن هذا الجانب من الإنسانية الذي نحن بصدده (الخير والشر» والشعور
بالفجيعة والصراع الدائم بين المصلحة والضمير والتساؤل عن وجودثا... إلى
غير ذلك من أفكار) - هذا الجانب يظل دائما بدون تفسير عقلاني. من الواضح
البينّ أن الإنسان لم ينتجب للعالم حوله بالطريقة الداروينة.
حتى في أكثر أنواع الحيوانات تطوراً؛ لا نستطيع أن نجد أدنى أثر لعبادات أو
محومات؛ بينما نجد أن الإنسان حيثما ظهر يظهر معه الدين والفن. أما العل؛
فإنه حديث النشأة نسبياً. لقد كان الإنسان والدين والفن دائماً في تلازم وثيق.
ولكن لم يُكرّس اهتمامٌ لهذه الظاهرة التي تحمل في ثناياها إجابات عن بعض
الاسئلة الحاسمة عن الوجود الإنساني!*".
)١( لاعظ بلوتارخ صادقاً عندما قال: وقد نجد مدئاً بلا أسوار أو بدون ملوك أو حضارة أو سرح
ولكن لم بر إنسان مدينة يدون أماكن للعبادة والمجاده,
أنظر بلوتارخ:
(1333 مقا ندل غلثانا تومتو0ة) 60011 11٠. سمتلاتئا بلك بكام4 كا ر(01ا0] -
1.٠
الأصوات بقصد التخاطب مع أقرانه؛ ليس من الواضح ما إذا كان ذلك الكائن
إنساناً أو قرداً. إن وجود أي نوع من العبادات أو المحرمات سوف يدّد الشك.
فقد انتظر الحيوان لكي يتحول إلى إنسان حتى نقطة معينة من الزمن عندما بدأ
يُصلّي. ومهما تكن قيمة هذه الوجهة من النظر» فإن الفرق الحاسم بين الإنسان
والحيوان ليس شيئاً جسمياً ولا عقلياً إنه فوق كل شيء أمر روحي يكشف عن
نفسه في وجود ضمير ديني أو أخلاقي أو فني. ومن ثم فإنه لا يصح التسليم
بأن ظهور الإنسان حدث في الزمن الذي بدأ يسير قائماً؛ أو عندما تطورت يداه أو
لغته أو ذكاؤه كما يقرر العلم؛ ولكن ارتبط ظهور الإنسان بظهور أول ديانة فيها
محوّمات.
أليس من السخرية حقاً أن الإنسان البدائي الذي استمتع منذ خمسة عشر ألف
سنة مضت بالنظر إلى الزهور وبأشكال الحيوانات ثم رسم ذلك على جدران
كهفه؛ كان من هذه الناحية؛ أقرب إلى الإنسان الحقيقي من «الابيقوري» الذي
يعيش فقط لإشباع متعه الجسدية ويفكر كل يوم في متع جديدة؛ أو الإنسان
الذي يعيش اليوم في المدن الحديثة معزولاً في قفص من الأسمنت المسلح؛
محروماً من أبسط المشاعر والأحاسيس الجمالية.
يقول وأتكنسوتن؛ مدممتلنه في كنابه «القانون الأول» مل :ا 716 أن
أنواعاً مختلفة من المحظورات شاعت بين الشعوب البدائية في كل أنحاء العالم.
إن شيوع الحاجة الدائمة (للتطر من الشر» والوقوع دائماً في خطيئة لمس
الأشياء المحظورة أو النظر إليهاء قد ساعدنا في الحصول على بعض المعرفة عن
وجود حياة بدائية. أما الفكرة العامة التي طغت أيضاً على عقول البدائيين؛ فكانت
فكرة النشي من الوطن.
وهكذاء نشأ نظام كامل للمحظورات شمل أوجه الحياة البدائية المختلفة.
وقد أطلق على هذا فيما بعد اسم «التابرة مومه أو المحرمات وكان «التابو؛
في الأصل حظراً ذا طبيعة أخلاقية ظهر في وقت مبكر من حياة الشعوب البدائية.
ال الإنسان لا يسلك في حياته كابن للطبيعة؛ بل كمغترب عنها. شعوره
01
ولز» إلى هذه الخلاصة!"". قارن هذا بما يفعله الثعلب حينما يقع في المصيدة
فيعض ساقه حتى يقطعها ليتمكن من الفرار. هذا عمل من أعمال العقل. أما ما
يقوم به الإنسان البدائي من تمزيق لجسمه فهو عمل لا معقولية فيه. إنه سمة
خارجة تماماً عن الإطار الحيواني””'.
قد نستتج من هذا خطاً أنه قد طرأ على التطور شذوذٌ ماء أو أن التطور قد
انتكس إلى الوراء» أو أن ظهور حيوان بتعصبات مثالية يعوق عن التقدم.
ظاهرة التأرجح في أعلى قمة التطور التي تجعل الحيوان يدو أكثر تقدماً من
الإنسان» يطلقون عليها «عقدة الإنسان اليدائئي». ولكن» حتى لو بدا لنا هذا
غريا فإن هذه العقدة هي التعبير عن تلك الخصوصية الجديدة الملازمة
للإنسان؛ بدي مات آل ان كما هي مصددز الشعز والفن, وترجع أهمية هذه
الظاهرة إلى أنها تشير بطريقتها الخاصة إلى أصالة ظهور الإنسان» كما تشير إلى
التناقضات التي تكتنف هذا الظهور.
من السهل أن تؤدي بنا هذه الحقائق إلى استنتاج أن الحيوانات قد اكتسبت
تغييرات أفضل خلال صعودها في سلم التطور؛ بيدما الإنسان البدائي؛ وهو يتطلع
إلى السماء مُكبَلاً بالتزاماته الأخلاقية؛ لديه كل الظروف اللازمة لكي يتعثر تحت
الأقنام. هذا الانطياع الكاسح عن تفوق الحيواني على 9 في فجر
الإنسانية؛ سيتكرر مرة ة أخرى في الدعوة إلى تحطيم المثالية في سبيل التقدم.
خلال تلك الحقبة الطويلة التي تحرر فيها الإنسان من عالم الحيوان؛
يزعمون أن الاختلافات الخارجية (كالمشي قائماً؛ ونمو اللغة والذكاء) استغرقت
فترة طويلة من الزمن؛ وتتابعت في سلسلة من الأحداث الضئيلة التي يصعب
ملاحظتها. وليس من الواضح ما إذا كان ذلك الكائن الذي اشتبه بالإنسان
والفرد» وقد استخدم عصاً لإطالة ذراعه حتى يصل إلى الطعام» أو نطق بيعض
)١( المصدر نفسه ص 64.
(1) الفرفى التالي مثل واضح أيضاً: يكون الحيوان خطيراً عندما يكون جائماً أو في خطر؛ أما
الإنسان فيكون خطيراً عندما يشيع ويقوى. وكثير من الجرائم ُرتكب بسبب الشبع والعبث.
5
العجيب. لقد تحولت الحياة العامة والمهرجانات القومية كلها إلى أعمال مروعة
من هذا الطرازء!”'.
أما وجوستاف فلوبيرة 118100881 ©0518 في كتابه (سلاميى 56 75ه3ا5)؛
فإنه يصف لنا كيف كان الفرطاجانيون 05ةةوقع10:ة© عندما يلجأون للصلاة من
أجل استنزال المطر يقذفون بأطفالهم في فم [لههم «مولوخ» 1401680 الذي
تتأجج فيه النيرات. وبالنظر إلى هذه الأمثلة المروعة؛ من الخطأ استتتاج أن الناس
كانوا حيوانات متوحشة. فتحن لم نر شيعا مثل هذا عند الحيوانات. وقد يدو في
الأمر تناقض ظاهري» ولكن الأمثلة المطروحة إنما هي أنماط سلوكية ملازمة
للإنسان تتعلق بمعاناته وضلاله؛ وما أمران يتكوّران إلى هذا اليوم في مأساة
الجنس البشري»؛ حيث تسلك الأمم كما يلك الاقراد سلوكا لا معقولية في لا
تدقع إليه غرائزهم وإنما تعصّبات وأخطاء متأصلة فيهم.
لقد وُجدت التضحية في جميع الأديان بلا استثناء. وظلت طبيعتها غير مُبرّرة
بل غامضة. إنها في الحقيقة من نظام آخر ومن عالم آخر. وقد تأخذ النضحية في
الديانات البدائية أشكالا مروعة. ولكنها مع هذا الوضف تمثل خط فارقاً ملموساً
0 0 0
الإنسان. فالتعضحية إنما تمثل ظهور مبدأ جديد مناقض لميداً المصلحة والمنفعة
والحاجات. المصلحة حيوانية؛ أما التضحية فهي إنسانية. المصلحة إحدى
الأفكار الأساسية في السياسة والاقتصاد السياسي؛ أما التضحية فهي أحد
المبادىء الرئيسية في الدين والأخلاق.
قد تأخذ طرق التفكير اللاعقلانية عند الإنسان البدائي أشكالاً بالغة الغرابة:
«من بين الأشياء العجيبة التي ظهرت في أواخر العصر الحجري الوسيط عادة
تمزيق الإنسان لبدته» فقد بدأ الناس في ذلك العصر تقطيع أجسامهم بأنفسهم
حيث يجدعون أنوفهم وآذانهم وأصابعهم وغيرهاء مُحملين هذه الأعمال دلالات
من معتقداتهم الخرافية... ولا يفعل الحيوان شيعاً من هذا». هكذا انتهى «هج.
916 المصدر نفمهء ضص )١٠١(
07
:د14 هذه الطقوس التي تشتمل على ثلاث مراحل: طقوس للاطهير» وطقوس
للترشيح؛ وطقوس للقبول. وهكذاء بينما كان الإنسان يرسم أو يصلي؛ كان
الحيوان يشرع في مهمته بمنطق تمخحكم: فهو يفحص الأرض؛ ولت بعناية؛ لم
يتابع فريسته من الخلف,
على هذا النحو كان الحيوان صائداً ممتاز. كذلك كان الإنسان البدائي؛
ولكنه كان في الوقت نفسه؛ المخترع الذي لا يملّ» صانق العبادات» والأساطير
والمعتقدات الخرافية؛ والرقصات؛ والأوثان. كان الإنسان دائم التطلع إلى عالم
آخرء عالم حقيقي أو مُتخّل. وليس هذا فرقاً ففي مراحل التطور؛ وإنما هو فرق
في الجوهر.
كانت فكرة الزراعة إحدى الأفكار البارزة في تطور المجتمع الإنساني» وفد
ارتبطت بها فكرة التضحية البشرية. يقول «ه.ج. وله في كتابه «التاريخ الموجز
للعالم»: 3... يجب ألا نتسى أنها كانت ورطة سقط فيها العقل البدائي الطفولي
الحالم» صانع الخرافات والأساطير» ورطة لا يمكن تفسيرها بمنطق مقنع. لكن
منذ اثني عشر ألفاً إلى عشرين ألف سنة مضت؛ كان إنسان العصر الحجري
الحديث عندما يحل موسم بذر البذور في الأرض يعمد إلى تقديم تضحية
بشرية؛ ولم تكن التضحية بشخص قليل القيمة أو منبوذٍ في المجتمع؛ وإنما
كان يُختار عادة من بين أحسن الشبان أو الفتيات» وكان يُعامل باحترام إلى
درجة العبادة...»”"'؟, ولقد أظهرت هذه المجتمعات تطرراً عظيماً في مجال
التضحية البشرية في مواسم البذر والحصاد...6(*'» وفي مكان آخر من الكتاب
يقول دهدج. ولز»: «لقد جرت الحضارة الأزتية هام في المكسيك بصفة
خاصة في بحور من الدماء» فقد كانت تقدم آلافاً من التضحيات البشرية كل
عام.. وقد اشتملت على شق بطون الضحايا أحياء؛ ونزع قلوب حية لا تزال
نابضة» إلى غير ذلك من الأعمال التي طفت على عقل وحياة ذلك الكهنوت
)١7( هه ج. راز مفغناءط تعام/ة ).كه .صم بكاعه علا أله بصمتستط اعمراق بكلاء ١١ .11:0
٠ .م (946ا فتاوهل
)١( المصادر نفسه ص 55
01
الدين أو السحر أو المسرح الدرامي؛ أو المحرمات؛ أو الفن؛ أو المحظورات
الأعلاقية... إلى غير ذلك مما يحيط بحياة الإنسان سواء في ما قبل التاريخ أو
الى العصر الحديث. إن تطور الحيوانات قد يدو منطفياً متدرجاً يسهل فهمه. إذا
قورن بتطور الإنسان البدائي الذي تستحوذ عليه محرّمات ومعتقدات غرية.
فالحيوان عندما يذهب للصيد؛ يسلك سلوكاً منطقياً عقلانياً جداً. إنه لا يدع
أدنى فرصة متاحة إلا اققتصها. غناء لا مجال للمعتقدات الخرافية أو ما يشبه
ذلك. تعامل التحل أعضاء مجتمعها التي لا فائدة فيها بقسوة بالغة. إنها تقذف
بها بكل بساطة خارج الخليّة. ويعتبر مجتمع النحل أفضل مثل على دقة التنظيم
في الحياة الاجتماعية التي تخلو تماماً مما نسمّيه عادة بالإنسانية: كحماية
الضعيف والُعوّق» والحق في الحياة؛ والتقدير, والاهتمام... إلخ.
بالنسبة للحيوان» تبدو الأشياء على ما هي عليه. أما بالنسبة للإنسان» فإن
الأشياء لها عنده دلالات مُتٌحَيلة» تكون أحياناً أكثر أهمية في نظره من دلالاتها
الواقعية. من اليسير أن تفهم منطق حيوان يقاتل من أجل البقاء» فماذا عن الإنسان
البدائي؟ قبل الذهاب للصيد؛ كان على الصيادين البدائيين وعائلاتهم أحياناً أن
يُخضعوا أنفسهم لأنواع مختلفة من المحمات كالصيام والصلوات» وأن
يمارسوا رقصات خاصة» وأن تحدث أحلام معينة» وأن تُراعى علامات خاصة.
وعندما تكون اللعبة على وشك الابنداء؛ تأني سلسلة أخرى من الشعائر. حتى
النساء في البيوت يخضعن لكثير من المحظورات إذا اشهكت فإن بعثة الصيد قد
تفشل وتتعرض حياة أزواجهن للمخاطر”'". إننا نعرف أن الناس في المجتمعات
البداثية كانوا يمثلون الحيواثات التي يأملون في قدلها قبل الشروع في الصيدء
وكانوا يعتقدون أن لهذا التمثيل تأثيراً حاسماً على نجاح عملية الصيد؛ وهذا ما
يسمى «بسحر الصيده. وكان الشباب يبون أعضاء في جماعة الصيد بعد
إخحضاعهم لطقوس معقدة. وقد وصف كل من «هوبرت+ 11008:1 وامرس)
مثالكم...»
)١١( لوسيان هثري .مومتيناك آه منياد ع1 جما مماسا
قد يستخدم الشمبنزي عصاة للوصول إلى الموزء وقد يستخدم الدب حجراً
للوصول إلى فريسته.. وهكذا. ولقد مجمعت مادة علمية غزيرة عن كيف أن
النحل والأوز والقرود تستقبل وترسل معلومات مختلفة من خلال الحوار أو
التمثيل الحركي!". وقد جمع «د. بلير» :12.1316 مدير حديقة حيوان نيويورك
كثيراً من الملاحظات الهامة عن ذكاء الحيوانات وقدرتها على استخدام الأشياء
القريية منها. وكان استنتاجه العام أن جميع الحيوانات قادرة على التفكير.
كذلك؛ فإن اللغة أيضاً تنعمي إلى الجانب الطبيعي الحيواني أكثر من انتمائها
إلى الجانب الروحي للإنسان. فحن نجد شكلاً من الأشكال البدائية للّغة عند
الحيوان. اللغويات - بعمكس الفنون يمكن تحليلها علمياً» بل بواسطة أكثر
المناهج الرياضية الدقيقة. وهذا يعطي اللغويات خصائص العلم؛ فموضوع العلم
ممكن فحسب؛ إذا كان شيئاً خارجيا".
يوجد تناظر بين الذكاء والطبيعة وبين الذكاء واللغة. فكما أن الذكاء والمادة
يساعد أحذدهما في خلق الآخر كذلك يفعل كل من الذكاء واللغة. فاللغة هي
ويد المخ؛ أو كما يقرر برجسون: «إن وظيفة المخ تكمن في تحديد حيانا
الروحية في إطار ما هو نافع لنا من الناحية العملية)"'".
بصفة عامة» ليس في الإنسان شيء غير موجود أيضاً في المستويات العليا من
الحيوانات والفقاريات والحشرات. فهناك شعور وذكاء» ووسيلة أو أكثر من
وسائل الاتصالى وهناك الرغبة في إشباع الحاجات؛ والالتحاق بمجتمع» وبعض
أشكال الاقتصاد. بالنظر من هذه الزاوية ييدو الإنسان مشتركاً بشيء مع عالم
الحيوان" ". لكن ليس في عالم الحيوان شيء ما يشبه - حتى ولو بشكل بدائي -
(8) أنظر أبحاث لروفسور فررش وزيكن وبخاصة «كرثراد لررتزة: ه1000 مهما 100/0
حملا معز #صوصماة حمدا بكرو/10 لمونعم عا لطونا سمل نيرمنت و '«مصمدامة
(1952 ,السوو ماعو يعي
(5) إشارة إلى هناء نجد في بعض الأديان الصيام عن الكلام فيه معنى الصيام. على سنبيل المثال:
«تذر الصمت» المعروف في بعض المذاهب المسيحية.
)٠( هري برجسون ممتتنامع مطامدد مومع
- في جزء كاشف جداً من القرآن» سورة الأنعام» الآية (؟) بتحدث عن خلق الحيوان في )١١(
0
7[ |ق|ق|ق|قتلبل7/7/7أ-سب .....--
فكرة أن يُضْحي الإنسان بنفسه في سبيل الآخرين؛ أو أن يرفض بعض رغباته؛ أو
أن يقلل من حدّة ملذاته الجسدية؛ فكل هذا لا يأني من ناحية عقله.
إن مبدأ وجود الحيوان هو المنفعة والكفاءة» وليس هذا هو الحال بالنسبة
للإنسان» على الأقل فيما يتعلق بخاصيته الإنسانية المتميزة. وغرائز الحيوان
أفضل مثل على مبداً الكفاءة والمنفعة. فالحيوان لديه شعور دقيق بالوقت أفضل
من شعور الإنسان. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك» منها طيور الزرزور التي تتوقف
عن تناول الطعام قبل الغروب بساعة. وينظم التحل عمله اليومي بدرجة من الدقة
مدهشة؛ فمعظم الزهور تبث رحيقها بضع ساعات يومياً في مواعيد معينة دقيقة
يذهب فيها النحل لامتصاص الرحيق؛ فهو يتخيّر الوقت المناسب كما يتخيّر
أفضل المواقع؛ ولتحديد الاتجاه يستخدم علامات مختلفة على الأرض؛ كا يقذر
موضع الشمس في السماء. وعندما تتلبد السماء بالغيوم يكيّف النحل نفسه
باستقطاب ضوء الشمس من خلال السحب.. وهكذا. هذه القدرات هي قدرات
من هذا العالم. إنها تدعم الكائنات الحية وتجعلها قادرة على البقاء.
على عكس ذلك» نجد أن المبادىء الأخلاقية في كل من المجتمع
المتحضر والمجتمع البدائيء تُضْمِفٌ كفاءة الإنسان. فإذا كان لدينا نوعان من
أنواع الكائنات على درجة واحدة من الذكاء» فإن النوع الذي لديه مبادىء
أعلاقية سرعان ما يتقرض. ويعوّض الإنسان عن قصوره في القوة - الناتج عن
التزامه الخلقي - تفوقه في الذكاء إلى جانب قدرات اخرى ممائلة.
وأباً كان الأمر» فإن أصل الذكاء حيواني وليس إنسانياً. دعنا نفتح مجموعة
من القصص عن ذكاء الحيوان» فسنجد إلى جانب ألوان السلوك التي يمكن
تفسِيرَهًا بأنها تقليد أو ارتباط آلي للصور - ألواناً أخرى كثيرة من السلوك لا نتردد
في الاعتراف بأنها سلوك ذكي. في هذا المجال» يمكن ان نخصٌ بالذكر كل
سلوك تيدو فيه فكرة صناعية سواء كان الحيوان قد صنع أداة بنفسه أو استخدم
أداة صتغها الإنان”".
(7) عغثري برجسوت ,اماع11 تنتظاطيا/ مضا سا5 #اتتوء بممتع :06 أتصه1
ومعطنا وجوماة 116 عه علط
07
من الممكن أن تكب تحليلاً لغوياً كاملا لقصيدة من قصائد «جوته؛ ومع
ذلك؛ لا تقترب خطوة واحدة من جوهر القصيدة. والقاموس اللغوي يحتوي على
جميع كلمات اللغة وهو بالغ الدققه وقد لا تحتوي قصيدة ما مكتوبة باللغة
نفسها إل على عدد قليل من كلمات القاموس» ولكن القاموس يفتقر إلى حبكة
القصيدة؛ كما تحمل القصيدة معنى وجوهراً لا يمكنه الوصول إليهما.
إن علم الحفريات وعلم هيئة الإنسان وعلم النفس» كلها علوم تصف من
الإنسان فقط الجانب الخارجي الآلئ الذي لا معنى له. الإنسان مثله كمثل
اللوحة الفنية والمسجد والقصيدة» أكثر من مجرد كمية ونوعية المادة الي
تكوّنه. الإنسان أكثر من جميع ما تقوله عنه العلوم مجتمعةً.
المثانية الأحلية
طبقاً لنظرية التطوره كان الأب الأعلى لأكثر أنواع البشر بدائية هو نوع من
أكثر أنواع الحيوان تقدماً. ولكننا إذا ذهبنا نقارن بين الإنسان البدائي وبين أكثر
الحيوانات وهي تبحث عن الطعام وتتصارع من أجل البقاء» ثم أنظر إلى إنسان
بدائي خائف مشوّش بمعتقداته ومحزماته الغريية؛ أو غارقٍ في أسراره ورموزه
الغامضة. هذا الفرق بين المجموعتين لا يمكن ردّه إلى مجرد اختلاف في
مراحل التطور فحسب.
إننا نقول إن الإنسان قد تطورء وهذا صحيح؛ ولكنه يصدق فقط بالنسية
لتاريخه البشري الخارجي. الإنسان كذلك مخلوق» وقد انصبٌ في وعيه ليس
فقط أنه مخطف عن الحيوان» ولكن أيضاً أن معنى حياته لا يتحقق إلا بإنكار
الحيوان الذي بداخله. فإذا كان الإنسان هو ابن الطبيعة كما يقولون» فكيف
تسن له أن يبدأ في معارضة الطبيعة؟ وإذا تخلنا تطور ذكاء الإنسان إلى أعلى
درجة فإننا سنجد أن حاجاته ستزداد من ناحيتي الكمّ والنوع؛ ولن يتلاشى سيء
منهاء فقط ستكون طريقة إشباع هذه الحاجات أكثر ذكاءٌ وأفضل تتظيماً. أما
نز
الاستتتاج بأن الإنسان قد تطوّر تدريجياً من حيوان إلى إنسان. أما الفن» فإنه يرينا
الإنسان في صور مثيرة قادماً من عالم مجهول. العلم يشير إلى «داروين» وتركيبته
الجهتمية؛ أما الفن فيشير إلى «مايكل أنجلو» وشخوصه الرائعة على سقف
كنيسة سيكستين!".
إن داروين ومايكل أنجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الإنسان وحقيقتين
متعارضتين عن أصله؛ ولن ينتصر أحدهما على الأخعن لأن أحدهما مُدعم بعدد
هائل من الحقائق يستحيل تفنيدهاء بينما الآخر مستقر في قلوب جميع البشر.
يمكن أن توجد حقيقتان متعارضتان عن الإنسان دون سائر الكائنات,
وامتزاجهما معاً هو الذي يمكن أن يعطينا الصورة الكاملة والحقيقية عن الإنسان.
إن القول بأن الإنسان زباعتباره كاثناً بيولوجياً) فيه طبيعة حيوانية» جاء عن
طريق الدين قبل «داروين» وقبل «دي لامارك» ©1008 ع0؛ فالدين يذهب إلى
أن الحيوانية جاتب من جوانب الإنسان. وإنما يكمن الفرق في مدى شمولية
هذا الجانب. فطبقاً للعلم: الإنسان ليس أكثر من حيوان ذكي» وطبقاً للدين:
الإنسان حيوان مُتِحَ شخصية ذاتية.
لتتذكر أن كلمة (إنسانة لها في عقولنا معنى مزدوج» فنقول: «نحن أناس»
بمعنى أننا مذنبون ضعفاء. ونقول: «لنكن أناساً» للتذكير بأننا كائنات أعلى وأن
علينا التزامات أعلى» وأن واجبنا ألا نكون أنانيين وأدنياء. ويقول المسيح عليه
السلام معاتباً القديس بطرس: «إنك تفكر فقط في الإنسان» معطياً الأولوية لما هو
| لهي.
(*) كانت فكرة التطور دائماً متصلة بالإلحاد. وقد ظهرت الأفكار الأولى عن أصل الأنواع وفائها
عند الشاعر الروماني «لوكرتبوس»؛ وكان معروفاً بأفكاره الإلحادية وبمذهب اللذة. أنظر
«تبترس كاروس لوكرتيرس»:
له .301 عنام ٠711.0. قه12 مقتتاقه تشنصده 06 نايا سحي سا1
(1937 ,كقضاط واتصة تملا لمصم11 تك ,عه تتاصى)
فالمصطلحان والملعب الإنساني؛ و«الإنسانية» كلاهما مشتق من كلمة
إنسان» ويتطويان على دلالة أخلاقية سامية. والمعنى المزدوج للأفكار المتعلقة
باسم الإنسان هو نتيجة ازدواجية الطبيعة الإنسانية» جاء أحد جانبيها من الأرض
وجاء الأخر من السماء.
ولقد دأب الماديون على توجيه نظرنا إلى الجانب الخارجي للأشياء. فيقول
«إنجاز»: «إن اليد ليست عضو العمل فقطء وإنما هي أيضاً تاج العمل.. فمن
علال العمل ا١كنسبت اليد البشرية هذه الدرجة الرفيعة من الإتقان الذي
استطاعت من خلاله أن تنج لوحات «رافايللر» 110:طف؛ وتمائيل
«ثورالدسن» (مفللة11007؛ وموسيقى «باجانيني» تمنمميوض0.
إن ما يتحدث عنه «إنجلز» هو استمرارية التمو البيولوجي وليس النمر
الروحي. وفن التصوير عمل روحي وليس عملا تقنياً. فقد أبدع «رافائيل» لوحانه
يتن بيده وإنما بروحه. وكتب «بتهوفن» أعظم أعماله الموسيقية بعد أن أصيب
بالصمم. إن الدمو البيولوجي وحده حتى لوامتدّ إلى أبد الأبدين» ما كان بوسعه
أن ينحنا لوحات «رافائيل»» ولا حتى صور الكهوف البدائية التي ظهرت في
عصور ما قبل التاريخ. هنا نحن أمام جانبين منفصلين من وجود الإنسان.
إن الكائن الإنساني ليس مجرد مجموع وظائفه البيولوجية المختلفة. كذلك
الوضع بالنسبة للوحة الفنية؛ لا يمكن تحليلها إلى كمية الألوان المستخدمة
فيهاء ولا القصيدة إلى الألفاظ التي تكوّنها. صحيحٌ أن المسجد مبني من عدد
محدّد من الأحجار ذات شكل معين وبنظام معين؛ ومن كمية محددة من الملاط
والأعمدة الخشبية؛ إلى غير ذلك من مواد البناء.. ومع ذلك؛ فليست هذه كل
الحقيقة عن المسجده فبعد كل شيء هناك فرق بين المسجد وبين معسكر
حربي.
ال تردريك إنجاز ج06!) ووتالعمص عل ما ممما رن لجرمام لظ ف لظ عام"
#مساها بعموما) 010 موعت لله إمتتاداة آه ومتصلمات بممال ما مي
عمطي
01
هبوطه إلى الأرض حتى يوم القيامة؛ لأصابنا العجب من معاني هذه الصور؛
ولتساءلنا: هل تحتوي هذه الصور بالفعل على أية حقيقة عن الموضوع العظيم
الذي تصوره؟ فإذا كان ذلك صحيحاً؛ فما هي مَلَم الحقيفة؟... وبدقة أكثر:
بأي معنى يمكن أن تكون هذه الصور حقيقية على الإطلاق؟
إن الدراما الإغريقية» ورؤيا «دانتي» في الجنة والجحيم» والأغاني الدينية
الإفر يقية؛ واستهلال «فاوست؛ في السماء؛ والأقنعة الميلانيزية؛ والصور الجصّية
اليابانية القديمة؛ والرسوم الحديثة - جميع هذه الأمثلة إذا أخذت بدون تنظيم
معت لإنها جميعاً تحمل في ثناياها شهادة واحدة. فمن الواضح لين أنه لا
علاقة لها بإنسان «داروين»»؛ ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجمح بنا الخيال
لنظن أنها من إنتاج الطبيعة المحيطة. أي نوع من المشاعر تلك التي تنطوي
عليها ديانة الخلاص؟ وماذا يعني هذا التعبير المأساوي؟ وأي شيء مأساوي
يمكن أن يكون في حياةٍ تتألف من مجرد تبادل بين كائن حي وبين الطبيعة؟
وماذا رأى «إرنست نايزفستني» بعين عقله عندما صور جحيم دانتي؟ لِمٌ يوجد
خوف بين كل شيء حيء ما دام الإنسان والحياة هما ثمرة الطبيعة الأم؟
هذم الأسعلة تجعلنا نتشكك فيما إذا كانت الصورة التي رسمها العلم كاملة؟
إن العلم يعطينا صورة فوتوغرافية دقيقة للعالم» وإن كانت تفتقر إلى بُعدٍ جوهري
للواقع. حيث يتميز العلم بفهم طبيعي خاطىء لكل ما هواحي وكل ما هو
إنساني. إنه بمنطقه التحليلي المجرد يجغل الحياة خلواً من الحياة؛ ويجعل
الإنسان مخحلواً من الإنسانية. إن العلم في علاقته بالإنسان ممكن فقط» إذا كان
الإنسان حقاً جزياً من العالم أو هابا له يمعتى آخن أن يكون ها على
عكس ذلك؛ الفن ممكن فقط إذا كان الإنسان مختلفاً عن الطبيعة» إذا كان
غريياً فيهاء إذا كان هويةٌ متميزة؛ فكل الفنون تحكي قصةٌ متصلة لقربةٍ الإنسان
في الطبيعة.
وهكذاء فإنه فيما يتعلق بالسؤال عن أصل الإنسان؛ يقف العلم والفن على .
طريق تصادم قطعي. فالعلم يُحصي الحقائق التي تؤدي بطريقة عنيدة إلى
11
الطبيعة الحتمية العامة؛!”. وتطور الإنسان متأثر بحقيقة موضوعية خارجية - هي
العمل. أو كما قال فردريك إنجاز:
«إن الإنسان نتاج بيفته وعمله». وما خلق الإنسان إلا عملية بيولوجية خارجية
تحددها حقائق روحية خارجية. فاليد تسيب وتدعم تطور الحياة النفسية...
«فاكتشافها مع اكتشاف اللغة حدد نهاية التاريخ الحيواني وبداية التاريخ
الإنسائي؛!*.
هذه الأفكار تبدر مقنعة؛ ولكن الذي لا ييدو فيها بوضوح أنها في الوقت
نفسه إنكار جذري للإنسان.
في الفلسفة المادية كك الإنسان إلى أجزائه التي تكونه؛ ثم يتلاشى في
النهاية. وقد أوضح إنجلر أن الإنسان نتاج علاقات اجتماعية أو ب أ كر هو نتاج
أدوات الإنتاج الموجودة. الإنسان ليس شيا يذكر ولا هو تحلقّ شيئاء بل على
العمكس:؛ إنه مجرد نتاج حقائق معينة.
لقد أخذ ددازوين؛ هذا الإنسان اللاشخصي بين يديه ووصف تقلّه خلال
عملية «الاختيار الطبيعي» حتى أصبح إنساناً قادراً على الكلام»؛ وصناعة الأدوات؛
يمشي متصباً. ثم بأني علم البيولوجيا ليستكمل الصورة» فيرينا أن كل شيء
يرجع إلى الأشكال البدائية للحياة والتي هي بدورها؛ عملية طبيعية كيميائية ..
لعب بالجزيئيات. أما الحياة والضمير والروح فل وجود لها وبالتالي ليس هناك
جوهر إنساني.
فإذا تركنا جانباً ذلك النموذج العلمي الحاده وهو نموذج يسهل فهمه وإن
كان باعئاً على الكآبة إذا تركنا هذا جانباً لتتحول إلى كنيسة «سيكستين
لنتأمل في داخلها لوحات «مايكل أنجلوه الجصّية التي تمثل تاريخ الإنسان منذ
(©) إيفان بافارف: او ةامطعووط هذ ريمعفط ,زج ملمطعبووظ لملممسضعووظ ماط ٠. مسب
«(962 تفاط اعليمات عا01 17 وعاا) بمتماطاعبك ليمع
() عه ب عمق تداعمة تمموعماة .11 انعا ما ومتاةلتصعتما قتا ذا ضع .11
(٠ .ما ١1. :عصضت)
كاروين ومايكل أنجلو
قضية أصل الإنسان هي حجر الزاوية لكل أفكار العالم. فأي مناقشة تدور
حول كيف يبعي أن يحيا الإنسان» تأخذنا إلى الوراء إلى حيث مسألة «أصل
الإنساده. وفي ذلك تتاقض الإجابات التي يقدمها كل من الدين والعلم؛ كما
هو الشأن في كثير من القضايا.
ينظر العلم إلى أصل الإنسان كنتيجة لعملية طويلة من التطور ابتداءً من أدنى
أشكال الحياة؛ حيث لا يوجد تمر واضح بين الإنسان والحيوان. وتتحدد النظرة
التاتبية إلى الكائن البشري باعتباره إنساناً بيعض الحقائق المادية الخارجية:
المي قائماً» صناعة الأدوات؛ التواصل بواسطة لغة منطوقة مفصّلة. الإنسان هنا
ابن للطبيعة وييقى دائما جزءا منها.
على الجانب الأخر + يتحدث الدين والفن عن خلقى الإنسان»؛ والحلق ليس
عملية وإنما فعل | لهي .. ليس شيئا مستمرا وإنما فعل مفاجئ.. فعل أليم مفجع.
وسواء كان الإنسان نتاج التطور أو كان مخلوقاً؛ فإن السؤال بظل قائماً: ما
هو الإنسان؟ وهل الإنسان جزء من العالم أو شيء مختلف عنه؟
يقول الماديون: إن الإنسان هو الحيوان الكامل «هوند)ل عصدصسمطات»» رأن
الفرق بين الإنسان والحيوان إنما هو فرق في الدرجة وليس في النوع» فليس
هناك جوهر إنساني متميزل'". الذي يوجد فحسب؛ «فكرة تاريخية واجتماعية
محددة عن الإنسان» ودالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي وحده هو التاريخ الذي
يوجد على الحقيقة؛!"".
«إن الإنسان نظام كغيره من النظم في الطبيعة يخضع بدوره لقوانين
)0 يقول «جون واتسون» في المجلة النفسية: .م (1913) 0 .موه ماوع لمعتهامروظ»>
«158 «إثه لا يرجد خط فاصل بين الإنسان والبهيمة).
() جيورجي لركاكس: 15 505 بسسنتداا عم والمتاعائنيق عمسا :6ر8
)1950 .© عدتطكتاطانظ انا :61هم)) عومق جلائل2 .كمه مسكتلت مقعم صلق
7
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...
بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...
1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...
With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...
1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...
تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...
This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...
1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...
علق رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على صورته المتداولة والتي أثارت الجدل برفقة نظيره الإثيوبي آبي...
تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...